أخر الاخبار

رواية قلبها الملائكي الفصل السابع عشر17والثامن عشر18بقلم فاطمة البنه

رواية قلبها الملائكي الفصل السابع عشر17والثامن عشر18بقلم فاطمة البنه

مضى أسبوع و الف سؤال يراود عبير عن سر ابتعاد حنان المفاجأ..

أما حنان فتعد الساعه بالدقيقة فقد حان موعد قدوم خطيبها وائل لزيارتها، ها هي تنتظره في قاعة الانتظار و عيانها تراقب بثقب إلى القادمين، لم تمضي عشر دقائق حتى اقبل عليها خطيبها ،لم تتمالك نفسها من الفرح و لا يقل فرحه عن فرحها برؤيته، توجه بهم سيارة الأجرة إلى الهتيل الذي سيقنط فيه وائل فترة إقامته

و في الساعه التاسعه، توجها إلى مطعم لتناول العشاء سويا

وائل: اخبريني كيف اجواء الدراسه معك و هل كونتي صداقات مع زملائك

حنان لم تبدو على بعضها وعلامة الحزن تعتري وجهها، حتى اثارت قلق وائل عليها،فامسك يدها بقوه: حنان عزيزتي هل هناك خطب ما ارجوك اخبريني فقد بدأت اشعر بالقلق

حنان: لا داعي للقلق فامور الدراسه كلها تجري على ما يرام، نعم لقد كونت صداقات عديده كما ان زميلاتي في السكن اشعر بالراحه معهم و لكن عبير كانت بمثابة الاخت لدي فهناك عوامل كثيرة مشتركه بيني وبينها

وائل: و من تكون عبير ولم كل هذا السوء الذي اجتاح قلبك

تاخذ حنان نفس عميق:لقد تعرفت عليها في مكتبة الجامعه لكثرة توافدنا اليها، و لكن بعد شهر اكتشفت انها ليست على طائفتي فابتعدت عنها

وائل بتعجب شديد على وجه:ابتعدتي عنها فقط لانها ليست من طائفتك..!!

تساقطت دموع حنان على خديها، نعم انا اشتاق اليها جدا، و لكن والدي كان دائما يحذرني منهم، و يقول من انهم مشركين بالله، و يتوسلون بالموتى دون الله، لاعتقادهم، هم السبب في قضاء حوائجهم كما انهم يرتدون اللون الأسود لشهرين متتابعين و يقومون بطقوس غريبه كاللطم على الصدور و غيرها..

مسح وائل دموع حنان: عزيزتي حنان انه ليس بالامر المحرز للبكاء انا ايضا لدي أصدقاء من كلتا الطائفتين و علاقتي بهم وطيده ايضا، ان لهم طقوسهم الخاصه و لكن ليس بالمشركين بالله كما يقول البعض فديننا واحد و هو الاسلام و يجب علينا احترام عقائد بعضنا البعض و لا يجب علينا ان نحكم على الشخص لمذهبه بل بأخلاقه دعي عنك هذا الكلام و أرى من رأيي ان تذهبي إلى عبير و تعيدي علاقتك بها انا واثق انها لن تغضب منك و سترحب بك ايضا و بامكانك ان تساليها عن سر طقوسهم لو اردتي فانا لا املك المعرفه بكل اسرار طقوسهم..ارتاحت حنان لكلام وائل كثيرا و لكن شعرت بالخجل في آن واحد لقطعها بعلاقتها لعبير دون سابق انذار 

توجهت حنان في اليوم التالي الى المكتبه و هي موقنه بانها سترى عبير و بالفعل لم يخب ظنها هاي هي عبير تتصفح الكتاب و بجانبها الفتاة المسيحيه ذهبت حنان بكل خجل إلى عبير

حنان: السلام عليكم

تفاجئت عبير لما رأت حنان بلا وعي اخذتها إلى صدرها حناااااان و بنبرت حزن وخوف لقد اشتقت إليك كثيرا أين اختفيت فجأه لقد حاولت الأتصال بك عدت مرات كما أني بحثت عنك في الجامعه و ما من أثر حتى عن المكتبه انقطعتي أخبريني بالله عليك هل أنتي بخير هل اصابك مكروه ام انك تشعرين بالسوء مني..!؟

تلعثمت حنان فهي ايضا اشتاقت اليها كثيرا ولكن ماذا عساها ان تقول فهي تشعر بالخجل جاه تصرفها، جلست إلى جانبها..

حنان: عبير في الحقيقه أخجل من ان أطلعك على السبب و لكن لابد ان اخبرك


منذ انا ذهبنا إلى المسجد في تلك اليله لاداء الصلاه رأيتك تصلين على التربه فعلمت انك من الطائفه الشيعيه و لطالما كان والدي يحذرني منهم ويقول انهم مشركين و لكن ليلة البارحه حين التقيت بخطيبي وائل اخبرني ان هذا الفكر خاطئ و قد جئت أعتذر منك لتصرفي، لم تستاء عبير من حنان بل ارتاحت لصراحتها معها و بابتسامه حبيبتي حنان هناك الكثير ممن يشيعون باشاعات كاذبه على مذهبي و كل مقصدهم هو الفتنه بين الطائفتين، لكن لا يجب ان نصغي اليهم فاذا صغينا اليهم فسيصبون الى مبتغاهم، اولم نحكي مع ماري ان الاسلام دين التسامح و المحبه و الاخاء كيف بمقدرونا ان نصل هذه الرساله إليها ونحن في ما بيننا نار مشتعله من البغض و الكراهيه و ما من أحد يحترم مذهب الآخر طأطأت حنها برأسها بخجل اعتذر منك يا صديقتي لم يكن بداخلي بغض عليك و لكن هل لي ان اعلم سر طقوسكم الغريبه فانتم تذهبون إلى زيارة القبور و ترتجون من اموات سماعكم، و ترجونهم في قبول دعواتكم دون الله عز و جل اليس هذا شرك ..!؟و ما سر حدادكم وارتدائكم اللون الاسود لشهر محرم و صفر و لطمكم على الصدور..!؟

عبير:تعالي واجلسي بجانبي لاجيب عن كل تساؤلاتك

جلست حنان الى جانبها وكلها اذان صاغيه، حبيبتي حنان انتي تعلمين انه عندما يموت الانسان يموت جسده فقط ام روحه فتنقطع عن عالمنا نحن و لكنه بالتاكيد على قيد الحياه في العالم الاخر في( عالم البرزخ) 

حنان: نعم بالتاكيد

عبير: اولم تقرئي القرآن الكريم قول الله عز و جل {و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموات بل احياء عند ربهم يرزقون} لقد ضحى الامام الحسين بنفسه و اهله واطفاله واستشهد في سبيل الله و دين النبي محمد {صلى الله عليه و آله}و له مكانه رفيعه عند الله عز وجل او ليس هو ابن بنت نبينا فاطمة الزهراء عليها السلام انه سيد شباب اهل الجنه كما قال رسول الله صلى الله عليه واله : انا الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنه، و عندما نذهب إلى زيارتهم ونطلب منهم الدعاء لا نعني عبادتتهم كما يظن البعض و يعتبرونا مشركين بالله انما اتباع لقوله تعالى: {و ابتغوا الى الوسيله} و هم وسيلتنا الى الله فبعظيم قدرهم عند الله عز وجل جعلهم ملاذ لكل مهموم و مقصد لقضاء الحاجات، و تساؤلك لما نلبس السواد لشهرين متتالين، ففي شهر محرم قتل ابا عبدالله الحسين و سبيت نساءه و اطفاله وقد حز رأسه الشريف، و ان لمقتله حرارة جمرة من الالم في قلوبنا لا تنطفئ ابدا لهذا نحيي ذكرى عزاءه كل سنه الى يوم اربعينه ففيه قد رد راسه الشريف ايضا وما حزنا و لطمنا على الصدور سوى مواساة سيدتنا و مولاتنا الزهراء عليها السلام على ابنها هذا هو سر لطمنا على الصدور وارتدائنا لللون الاسود..

ابدت حنان تجاوب مع عبير و قد شعرت بالاسى عما جرى بالامام الحسين عليه السلام و اعتذرت لها على مفهومها الخاطىء على مذهبها بل و بدت تكن الاحترام لمذهبها و ليس هذا فقط بل حتى ماري قد اخبرتها عبير عن الاسلام و هي تكن كل الاحترام لدين الاسلام ومن هنا ابتدت تلاحم علاقتهم حتى اصبحوا اعز اصدقاء و لكن ماذا ينتظر تلك العلاقه

الفصل الثامن عشر 


مضي شهرين، ها قد انتهت محاضرة اللغه الانجليزيه توجهت ريم تختلس اي عذر للحديث مع اسماعيل

اما اسماعيل فقد كان يتصفح الكتاب الذي كان بيده لم يكن يتفوه بأي كلمه اكتفى بتنهيده كانت تكاد ان تقطع انفاسه لشده الحزن و التفكير الشديدين، وضع سامي يده على كتف اسماعيل: عزيزي اسماعيل صدقني انك متيم بحبها و ليس معجب، اسماعيل: نعم لست اعلم ما الذي حل بي لست من اهل العشق و لم افكر في فتاة على الدوام قط قبلها، كم اتمنى ان تكون من نصيبي يا سامي فقد شغفتني حبا و لن ارى فتاة مثلها في برآئتها وعفتها واخلاقها العاليه، كم اخاف تضيع مني بالله عليك قلي ماذا افعل؟؟!، 

سامي: برأيي يجب ان تعترف لها بحبك لكي لا تضيع من يديك، و بنبرة تملؤها الخيبه: تعلم انني لا املك الجرأه يا صديقي كما انني متيقن انها لن تقبل بهذا ستظنني اعبث بمشاعرها و لن تقبل بمثل هذه العلاقات العابره و لكن صدقني ان حبي لها حب طاهر وصادق، سامي: اعلم ذلك يا صديقي و اعلم انك لست ممن يتلاعب بمشاعر الناس ولا حتى اصدقائك فكيف كفتاة بريئه مثل عبير، اعترف لها و احترم رأيها مهما كان، على الاقل سيقل اظطرابك و ربما تكون من نصيبك لا تعلم قدر الله، احس اسماعيل بالراحه الا انه لا زال يشعر بالقلق، لم يعلما ان ريم قد سمعت مجرى حديثهما لقد كانت الصدمه كبيره عليها و بصوت خافت: ماذااااا عبييير...!!!

لقد تفاقم كرهها لعبير و بدات نار الغيره و الحقد تجري في كيانها اتجهت فورا الى ندى و الاء الى قاعة مطاعم الجامعه و بنبره يملؤها الغضب و كأن ابليس قد سلط عليها: لن ارحم تلك الفتاة يا الهي كم اكرهها و اليوم تسرق مني الشخص الذي احببت لن اذيقها طعم النوم، الاء: بماذا تتفوهين هدئي من روعك، أخذي نفس عميق، ندى: ماذا و من تكون هذه الفتاة..؟!!

ريم تاره تبكي وتارة تضحك بهستيرييه، هذه الفتاة البلهاء المعقده ذات اللباس المضحك اتصدقون هذااا، ندى و الاء بنبره واحده و الصدمه تعتلي وجوههم: عبيررر..!!

ريم و بضحكة استهزاء: نعم لا اصدق ان فتاة غبيه مثلها تستيطع ان تمتلك قلب اسماعيل

خيم الصمت على الاء، اما ندى فكانت تحاول تهدئتها بقدر المستطاع..!!

اما في المكتبه فها هن عبير وحنان وماري، لقد كانوا منهمكين في الحديث اما عبير تحاول ان تنهي بحثها على جهاز اللاب توب لقد مضى شهر وهي تحضر له

ماري: عزيزتي عبير يجب ان ترتاحي قليلا فقد بانت علامات التعب على وجهك، وضعت عبير يدها على راسها نعم انها فكره جيده كم اشعر بالتعب الشديد و الارهاق تبقى القليل سوف اكمله مساء باذن الله، حنان: يا فتياة انني اتضور جوعا هيا لنذهب للتناول الغداء، ماري: و انا ايضا اكاد اموت لشده الجوع، توجهن لتناول الغداء، و كم كانت عبير فرحه جدا لانها ستنهي البحث قريبا بعد فتره من العناء


و في المساء وصلت عبير إلى السكن القت السلام بينما كن يتحدثن عن اسماعيل 

عبير: السلام عليكم

ردت عليها الاء السلام اما ندى فكانت ترمقها بنظره تملئها حقاره وكره و ريم لم تتمالك نفسها ان تراها معهم في السكن اصرت على ان تطردها 

الاء: هل جننتي و الى اين ستذهب و بمثل هذا الوقت سوف تحدث مشكله كبيره و ما ذنبها حتى انها لا تعلم بحبه لها 

ندى وهي تحاول تهدئتها: نعم معها حق الى اين ستذهب في مثل هذا الوقت استعيذي بالله يا رفيقتي و غدا سوف نفكر بحل علنا نجعل من حب اسماعيل لها يتحول الى بغض لها، نالت الفكره اعجاب ريم، توجهت عبير لكي تستحم و تناولت عشائها و ها هي تقاوم التعب لكي تكمل بحثها فلم يتبقى سوى اربعة ايام على تسليمه، الاء: ماذا تفعلين يا عبير في مثل هذا الوقت انك تجهدين نفسك كثيرا فليس هذا وقت المراجعه، عبير: لا تقليلي عزيزتي فانا احضر للبحث كلها حوالي ساعه وانتهي منه فلم يتبقى سوى اربعة ايام على تسليمه

الاء: اه بالتوفيق حبيبتي 

عبير: شكرا لك اتمنى التوفيق لك ايضا

الاء:اه يا الهي لا استطيع ان اقاوم التعب، تصبحين على خير يا رفيقه

عبير: و انتي من اهل الخير عزيزتي احلام سعيده

رمقت ندى الى ريم بنظره لم تفهم ريم ماذا يجول في عقلها و لكنها متاكده انه سيفرح قلبها فهمست اليها ماذا ورائك يا فتاة اخبريني، ندى: فقط ابقي مستيقظه و سترين كيف ننهي مجهودها في عشر دقائق، ريم بنشوه: و لكن كيف..!، ندى: فالتصبري قليلا، و بعد ساعه من التعب انهت عبير بحثها و الفرحه تغمر قلبها و كلها امل ان تنال العلامه التي تتمناها، ذهبت لتنام عسى ان تصحو على واقع جميل، ما ان تاكدت ندى من ان عبير قطت في سبات عميق، حتى ذهبن هي و ريم لاخذ لاب توب عبير، ريم: هيا اريني ماذا ستفعلين، و بضحكه ماكره، قامت بعمل فورمت الى جهاز عبير، لم تتمالك ريم نفسها من الفرح: و كيف فعلتيها، ندى: بنظرت تكبر انها الخبره يا عزيزتي، ريم: هيا ارينا ماذا لديك يا عبير بالكاد انها ستبكي او سيغشى عليها، تبادلن ضحكاتهن الماكره و توجهو الى النوم

و في اليوم التالي بمكتبة الجامعه حيث يجتمعن الرفيقات: قلن لي مبرووك لا اصدق لقد انهيث بحثي ليلة البارحه سوف اسلمه الى الدكتور اليوم اتمنى ان يعطيني علامه جيده بعد كل هذا المجهود، ماري: انتي فتاة ذكيه و فطنه بالتاكيد سوف يعجبه كثيرا، حنان: نعم يا صديقتي لا داعي للقلق فانتي تستحقين وبجداره

فتحت عبير اللاب توب لتلقي النظره الاخيره عليه لتحل الصدمه عليها، بقيت صامده في مكانها بلا حراك، حنان: ما بكي عبير لقد ارعبتيني، اجهشت عبير بالبكاء، ماري: عبير ما الذي حصل، و ببكاء شديد لقد اختفى كل شيء لا ارى بحثي و لا اي شيء، القت حنان نظره على اللاب توب: يبدو و كان شخص ما قد عمل فورمات للجهاز، نعم بالتاكيد، لم تتوقف عبير عن البكاء و من الذي سيفعل هذا بها لقد ضاع كل تعبها و جهدها كيف ستعيده في غصون اربع ايام، احتضتنها حنان لا داعي للقلق نحن معك و سنساعدك في اتمام البحث في ثلاث ايام لو اردتي ايضا فقط كفي عن البكاء، ماري: نعم بكل تاكيد و لكن علينا ان نعرف من الذي فعل هذا انا متيقنه من انه احد من زميلاتك في السكن وافقتها الراي حنان و بشده، اما عبير فقد مسحت دموعها لا لن اسيء الظن بواحده منهن قبل ان اتاكد من ذلك كي لا اشعر بالسوء لو كان ظني خاطئا، مضت الثلاثة ايام بذلوا فيهم كل جهدهم وطاقتهم لاعادة كتابة البحث حتى اتموه على اكمل وجه، ارتاح قلب عبير كثيرا فلم يخطر ببالها ان ينهوا البحث في هذا الوقت القصير جدا شكرتهم على مجهودهم ووقوفهم الى جانبها حنان و ماري: لا داعي للشكر عبير فهكذا هي الصداقه الحقيقه، توجهت عبير لتسلم البحث، ماري: ان عبير فتاة طيبه جدا و نقيه وهي من غيرت مفهومي كليا عن فكرتي الخاطئه تجاه المسلمين، حنان: و انا ايضا فهي دائما تقف الى جانبي في السراء و الضراء كم اتمنى ان يتقبل منها الدكتور هذا البحث، و بينما كانوا ريم و ندى ماضين في طريقم سمعوا حديثهم، ريم بغضب: ماذا و لكننا عملنا الفورمت كيف هذا..!! سمعوا كل من ماري و حنان كلامها، جرتها ندى من يدها بقوه: ماذا حل بك يا بلهاء كيف تتحدثين بجانبهم بصوت مرتفع الا تعلمي بانهن صديقاتها، ارجو انهن لم ينتبهن عليك، ريم بارتباك : يا الهي، ندى: لا عليك لا اظنهم سمعو ذلك

يتبع 

                    الفصل التاسع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close