أخر الاخبار

رواية ظل الاثم الفصل الحادي عشر 11بقلم رانيا البحراوي

        

 رواية ظل الاثم 
الفصل الحادي عشر 11
بقلم رانيا البحراوي


صدم عاصم ولكنه صدق الرسالة، ترى مالذي عاصم يصدق هكذا رغم علمه بمدى حزنها على خالتها وانها حتى وإن كانت سيئة وستفعل ذلك لن تفعله بعد مرور اشهر قليلة من وفاة أغلى الناس عليها ولكن ماجعل عاصم يصدق دون أن يسألها سوى ظل الأثم الذي يلحق بمريم وهو ماضي امها.

أخفى عاصم بقلبه ماسمع عنها أصدر حكمه دون أن يستمع إلى دفاعها فكر في بادئ الأمر أن يطلقها ولكن منعه حبه لامه من التخلي عن وصيتها. 

قرر عاصم ان يجلبها إلى السعودية كي يعيد تأديبها وكي يحمي نفسه من الثرثرة ويحمي اسمه بأن يبقيها أمام عيناه. 

قام عاصم بارسال رسالة له أنه يريدها ان تأتي وتعيش معه. 

فرحت مريم كثيرا برؤية الرسالة وظنت انها ستكون النجمة التي تضئ سماءه لا تعلم انها ستصبح شهاب يحترق عند الاقتراب منه. 

بدأت تجهز اشياءها بحماس شديد وفرحة وكأن السفر إليه امنتيها التي خجلت ان تحدث بها نفسها، حقا هي تريد الذهاب له والعيش معه والأهتمام به وبراحته فهو اخر ماتبقى لها من خالتها وتشعر انها بجواره ستجد رائحة خالتها بل وستطيع تنفيذ وصيتها حين امنتها عليه 
وأوصتها ان تحبه ووتخذ منه رفيقا للحياة. 

جهزت مريم اغراضها وارسلت إلى بلال تطلب منه أن يخبر عمها بسفرها لأنها تحاول التواصل معه ولكن دون جدوى، اوصل بلال لوالده رسالة مريم واكتشف بأن زوجته قامت بحجب رقمها من هاتفه دون اذنه وتشاجر معها بقوة. 

في اليوم التالي بعدما قامت مريم بتجهيز اغراضها رن جرس الباب وفتحت بفرحة ظنا منها أن عمها جاء لتوديعها. 

تفاجئت مريم بزوجة عمها أمام الباب والغضب يبدو على وجهها، تشاجرت معها بشدة. 

مريم تدافع عن نفسها وتخبرها ان حب العم لايمكن لقوة ان تحجبه وان بينهما رابط دم كلما حاولت بشدة قطعه تواصل من جديد. 

تجمع الجيران على صوت زوجة عمها المرتفع خجلت مريم وخاصة عندما ذكرت زوجة عمها والدة مريم بالسوء بينما تحاول مريم الدفاع عن والدتها صفعتها زوجة عمها أمام الجميع. 

ابتسمت زوجة تامر ابتسامة عريضة فرحا وشماتة بمريم 
حزنت مريم وخجلت بشدة ولكنها لم تحني رأسها ونظرت لهم رافعة رأسها وهي تسألهم :هل رأيتهم مني مايدين اخلاقي يوما واغلقت الباب وظلت تبكي واسرعت في ارتداء ملابسها رغم أنه مازال لديها اكثر من عشر ساعات على موعد الطائرة ولكن ضاق صدرها ولم تعد تحتمل البقاء بالمنزل أكثر. 

ذهبت مريم لمركز تجميل واخبرتهم انها عروس تذهب لزوجها واهتمت ببشرتها وصبغت شعرها ثم ارتدت حجابها مرة أخرى. 

اخذت حقيبتها وتوجهت إلى المطار في انتظار موعد الطائرة ولم يتصل بها عاصم أبدا. 

ارسلت له تخبره أنها بالمطار فأرسل لها رسالة من كلمة واحدة( بأنتظارك) 

بالطائرة جلست سيدة مسنة بجانبها ترتدي ملابس الاحرام ذكرتها بخالتها فدمعت عيناها ساعدتها مريم وفتحت لها وجبة الطعام والعصير. 

شكرتها السيدة وهي تبتسم ورأت دموع عينها  
السيدة :توفيت والدتك. 
بكت مريم وقالت توفيت خالتي وهي بمثابة والدتي كبرت بحضنها وببيتها. 

السيدة :لا تبكي وفكري كي تبريها بعد موتها. 
مريم بلهفة :كيف؟
السيدة :اوصلي من تحبهم ويحبونها. 
مريم :وهل ستفرح بذلك؟ 
السيدة :نعم ستفرح، انها لم تموت مادامت تحيا بقلبك بتربيتها التي زرعتها بداخلك وبوصياها التى تركتها لكِ. 

مريم :اوصتني أن اهتم بأبنها (زوجي) وانا في طريقي له الآن ولا أعلم كيف ارضيه فهو حقا يصعب ارضائه. 

السيدة :الرجل بداخله طفل يهوى الدلال، مهما بلغت قوته يحتاج لمن يضهر له عطفه، تحمليه إذا غضب وأرضيه يرضى عنكِ هو ويرضى عنكِ رب العالمين وتفرح بذلك روح خالتك إذا نجحتي في تنفيذ وصيتها. 

شكرتها مريم كثيرا. 
السيدة :يبدو انك فتاة مطيعة وذات اخلاق عالية ويبدو انكِ طيبة القلب وطيبة القلب تلين الحديد،امسحي دموعك وقابلي زوجك بابتسامة تنسيه أحزانه فهو يتألم لفراق والدته مثلما تتألمين والحب سيكون الشفاء لاحزانكم. 

مريم :تطلبي مني ان امسح دموعي ولكن كلامك يثير مشاعري ويبكيني. 

السيدة بأبتسامة :تقصدين انني نكدية؟
ضحكت مريم وقالت لا لم اقصد ياامي. 

السيدة :هذه المرة الأولى التي اسمع فيها كلمة أمي. 

طلبت مريم رقمها وقالت دعيني اتواصل معكِ كل فترة وأن اكون ابنتة لكِ،مااسمك حتى اسجل رقمك. 

السيدة :صفاء بكت مريم ولم تخبرها أنه نفس اسم خالتها. 

وصلت الطائرة مطار جدة وظلت مريم بجانب السيدة وحملت حقيبتها وضعتها بعربة الحقائب مع حقائبها ودفعت العربة وخرجت مع السيدة إلى السيارة التي تننظرها بالخارج. 

عادت مريم وجلست بأنتظار عاصم الذي طلب منها أن تنتظره بالداخل. 

رأت مريم عاصم وتسارعت ضربات قلبها ورأته وهو يتجه نحوها ولكن للاسف لم يتعرف عليها فمر من جانبها وظل يبحث في الداخل. 

مر ثلاث اعوام دون أن يراها تبدلت مريم كثيرا اصبحت انضج واجمل حتى طريقة لبسها تبدلت كثيرا بعد أن اعتاد ان يتشاجر معها اصبحت هي ترتدي ملابس ترضي بها ربها. 

ابتسمت مريم حينما لم يتعرف عليها وقررت ان لا تقترب منه حتى يتعرف عليها بنفسه. 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close