أخر الاخبار

رواية ابنة القمر الفصل التاسع عشر 19 بقلم فاطمه الألفي

     


رواية ابنة القمر

الفصل التاسع عشر 19 

بقلم فاطمه الألفي


بعد انتهاء الحفل، استقلت السيارة بجانب والدها الذي قادها إلى المقابر 

لكي تزور والدتها وتقص عليها ما حدث معها وأنها نجحت في تحقيق حلمها 

وكانت تتمنى أن تشاركها تلك الفرحة 

تركها والدها تبوح عن كل ما تكتمه بقلبها لوالدتها وابتعد ليترك لها الحرية 

جلست أمام القبر ووضعت الأزهار برفق أمام قبرها ثم رفعت كفيها تقرأ لها 

الفاتحة، انسابت دموعها التي جاهدت في اخفاءها لكي لا يشعر بها والدها، 

ولكن لا تعلم بأن " أمان" يشعر بها قبل أن تتفوه بكلمة 

كفكفت دموعها ثم ابتسمت وقالت:

- اشتقت إليكِ يا وتيني، هل تعلمين بأن أبنتك الصغيرة اجتازت مرحلتها 

العصبية في صناعة الدواء، لقد حصلت اليوم على الدكتوراه في صناعة 

أهم الأدوية في العالم، كنت اتمنى أن تشاركيني فرحتي يا أمي الحبيبة، 

أردت أن أهديكِ نجاحي وما توصلت إليه كل ذلك بفضل الله تعالى ثم 

بفضلك يا حبيبتي ومساندة والدي ودعمه لي، أنا فخورة جدا بما توصلت 

إليه الآن، دعواتك يا أمي لازالت تلاحقني أطمئني يا روح فؤادي ابنتك 

بخير وحبيبك أيضا بخير ما دُمت جانبه لا تقلقي، ساترك له الفرصة ليعبر 

عن مشاعره المكنونة منذ آخر لقاء بينكم 

ابتعدت من أمام القبر وسارت إلى حيث يقف والدها، ربتت على كتفه 

دار وجهه إليها وهو يغدقها بنظراته الحانية؛ قالت له بمشاكسة:

- سأنتظرك بالسيارة، لا أريد أن أكون عزول بينكما

أبتسم لها بحب وطبع قُـبلة رقيقة أعلى جبينها ثم قال:

- حسنًا يا ابنة أبيكِ

جلس أمام المقبرة ومسح على بابها برفق كأنه يربت على كتف زوجته بحنانه كما كان يفعل دائما، أبتسم بخفة ثم زفر انفاسه بهدوء وحدثها قائلا:

- القلب يشتاق لكِ يا روح فؤادي، والعين تتلهف لرؤياكِ، لا داعي بأن أخبرك 

مدى شوقي واشتياقي لكِ يا حبيبة العمر، عزائي الوحيد أننا سنلتقي ثانياً 

في العالم الآخر، جنتنا التي سنحيا بها ولا نموت أبدا، ولكن ما زلت أخشى 

على أبنتنا بعد فراقي لذلك قررت أن أزوجها لشاب يستحقها وابحث لها على ذلك الشخص الذي سيكون سندها ورفيق دربها ولم يشعرها بغيابي، هذا سر بيننا لا تخبري به أبنتك لأنها ترفض فكرة الزواج.

تنهد بضيق ثم استرسل حديثه قائلا:

-لا أعلم متى سينبض قلبها بالحب، وتين فتاة جادة ولا تفكر إلا بأبحاثها 

العلمية ونجاحها في خوض معاركها أمام احتكار شركات الأدوية، هي 

تتمنى أن تقضي على المافيا الخاصة بصناعة الأدوية واحتكارها وغلاء 

اسعارها، ابنتك تمتلك قلبك الرقيق الحنون، قلب متسامح ونظيف لا يعلم 

الخبث ولا تعلم بأنها تعيش في عصر النفوذ والأموال، فكل من لديه رأس

 مال يسعى لتكبيره ولكن ابنتك تسعى لمساعدة المحتاجين ولذلك صنعت 

الدواء ولم تحتكره أرادت أن تصدره لدول العربية والأوروبية، وسعره رمزي 

هي لا تريد المال إنما تريد شفاء كل طفل وطفلة يعانون من ذلك المرض، أنا فخور جدا بأبنتنا

أتت وتين وتنحنحت خلف والدها، نظر لها ورفع حاجبيه:

ابتسمت له وارسلت له غمزة مشاكسة بعينيها اليسرى:

-عفوا لا أريد قطع حديثك الولهان ولكن اتاني عدة اتصالات من عمي رحيل يريد حضورنا الان .

تذكر رغبة شقيقه عندما أخبره بأنه سيفعل حفل خاص بنجاح "وتين "

 نهض من مكانه وأحاط أبنته بذراعه ثم غادر المقابر بعد أن ودع زوجته وهو ينظر لقبرها قائلا:

- سأمر عليكِ غدا، إلى لقاء يا حبيبتي

نظرت له أبنته قائله بحب:

- اتمنى أن أحصل على زوجك مثلك ولكن لم اجد شابا مثل والدي الحبيب لذلك لن اتزوج سأظل جانبك لا تقلق 

ردد بصدمة:

- لا اقلق، القلق الحقيقي أن تظلي جانبي دون زواج، انتي فتاة جميلة ومن حقك أن تعيشي عمرك، لا تضعي قيود على قلبك، دعيه ينبض بالحب، لا تحجري على نبضاته

هتفت بمرح: 

- حسنا سافعل ذلك ساترك قلبي 

ضحك " أمان" وقال:

- الهوا غلاب وستحصلين على ذلك الحب أنا واثق من ذلك.

استقلت السيارة بجانب والدها 

ليكمل أمان حديثه عن الحب  كأنه يريد اخبارها شئ: 

- ستجدين من يعشقكِ لشخصك، سيشعرك بأنه لم ير فتاة غيرك، ستكونين أنتِ وحدك كل شيء بالنسبة إليه، أنتِ التي استحوذت على قلبه وعقله ولا يطيق الحياة من دونك،وعندما يأتي ذلك الوقت اريد أن تعديني بأن تخبريني بما يخفيه قلبك 

نظرت له بدهشة ثم قالت:

- ولكنك يا أماني الوحيد تتحدث عن حب الشخص لي، ليس عن حبي أنا 

نظر لها بحب وقال:

- عندما تجدين ذلك المُحب العاشق لكل تفاصيلك، يعشق عيوبك قبل صفاتك ومميزاتك بالتأكيد سيكون طرق باب قلبك وتسلل داخله وأصبح دمائه تجري بوتينك يا وتيني 

انهى كلماته بضحكته الهادئه،وجذبها لصدره طبع قُ.بلة حانية أعلى راسها ثم انطلق بسيارته في طريق الذهاب الى منزله ..

❈-❈-❈

اغلق "رحيل" الاضاءه لكي يفاجئ بابنة شقيقه بما فعله من أجلها .

بالخارج كان يصف سيارته بالحديقة ثم ترجلا من السياره برفقه أبنته، ودلفوا لداخل الفيلا لتشهق وتين بصدمه وتتشبث بذراع والدها:

- ما هذه العكمه؟ هل انقطع التيار الكهربائي؟

اشتعلت الانوار فجأة وهتف الجميع مهللا:

" مفاجأة" 

ضحكت وتين من أجل اهتمام عائلتها بفرحتها التي حصلت عليها اليوم، ركضت الي عمها تعانقه بقوة، حملها رحيل عن الارض ودار بها بفرحه ثم قبلها من وجنتيها وقال:

- مبارك أعظم طبيبة بالعالم 

ق.بلته بحب وشكرته على ما فعله من أجلها ولكن نظرت لها مريم زوجته قائله:

- انا صاحبة تلك الأفكار الجهنميه

اقتربت منها تضمها بحب وقبلتها ونظرت لها بأمتنان:

- شكرا مريم

تقدم نادر يعانقها ويبارك لها:

- مبارك يا حبيبة خالك 

وفعلت ميسون المثل والتف الجميع حولها ثم أطلق الصغير "خالد" الالعاب النارية

اقتربت منه تعانقه بقوة وحملته بخفة لتدور به بسعادة، أما عن مروان ظل متسمرا مكانه يتطلع إليها فقط 

وكزه نادر في ذراعه وقال لها هامسا:

- لا تقف كالصنم هكذا، تقدم بثقة صافحها وبارك لها نجاحها 

ابتلع ريقه بتوتر ثم ضبط النضاره الذي يرتديها ووقف خلفها قائلا:

- مبارك يا وتين 

احكم نضارته على عينيه وقال

- اعتذر اقصد الطبيبة وتين

ضحكت برقة وضربته على كتفه برفق قائلة:

- اخجلتم تواضعنا يا باشمهندس

صفق رحيل لينظرون إليه ثم هتف قائلا:

- هيا وتين قطعين الكيك 

التفوا جميعهم حول المائدة التي توجد بمنتصفها كعكة الشوكولاته الدائرية المطبوع عليها صورتها .

واشعل خالد الأغاني المبهجة والمفرحة لتناسب فرحتهم .

"خالد" أبن رحيل ومريم في الخامسة عشر من عمره يمتلك ملامح رحيل 

أما عن "مروان" فهو الابن الأكبر لنادر وميسون، ضعيف الشخصية ليس لديه ثقة بنفسه، رغم أنه وسيم ويمتلك ملامح هادئه.

ذا الثانيه والعشرون من عمره تخرج من كلية الهندسة قسم عمارة، يمتلك 

عينان بلون القهوة ويضع نضارة طبيبة، بشرته بيضاء وشعر اسود قصير، 

طويل القامة ولكن بجسد نحيف وهذا ما يجعله يفقد الثقة بنفسه، لا يحب 

أن ينظر لهيئته بالمرآة لانه كان يتعرض للتنمر الدائم في مرحلة الطفولة 

بسبب صغر حجمه وهذا ما جعله يمتلك شخصية مهزوزة ضعيفة..

❈-❈-❈

انتهت الحفل وغادر نادر وزوجته وابنه إلى منزله،وصعدت وتين الي غرفتها، وظل أمان يتحدث مع شقيقه رحيل، أما عن مريم فتوجهت 

إلي المطبخ لتعد لهم القهوه خاصتهم .

وصعد خالد الي حيث غرفته بعدما شعر بالنعاس ..


عندما وصلا إلى منزله، توجه إلى غرفته فهو يشعر بالتعب، لحقت به زوجته أما عن مروان فظل جالساً بالصالون يتذكر ما حدث، شاردا بحديثها أثناء حصولها على الدكتوراة وكم كانت تتحدث بفخر عن والديها، ابتسم بهدوء عندما راء ابتسامتها تنير وجهها الصافي وهي تقترب منه وتعطيه صحن الكيك.

امسك به شقيقه الأصغر "مجد" 

- امسكت بك وأنت شارد 

ثم جلس بالمقعد المجاور له ونظر له قائلا بفضول:

- احكي لي ماذا حدث بيومك

زفر بضيق ثم نهض عن مقعده وهم بأن يسير إلى غرفته ولكن استوقفه شقيقه هاتفا بمشاكسة:

- لازلت صنما لم تبوح لها عن مشاعرك الخفية

نظر له بغضب وظل صامتاً 

استرسل مجد حديثه قائلا:

- لاتنظر لي هكذا، أنا شقيقك وأشعر بك ولكن أتتك الفرصة اليوم لماذا لم تبوح بمشاعرك ؟ الي أي مدا ستظل صامتاً

- لا شأن لك، كما أنني لم احقق معك عن سبب تاخيرك بالخارج 

ثم غادر إلى غرفته واغلق الباب خلفه بقوة أما عن مجد فهز رأسه بأسي فهو يشعر بشقيقه ولكن حزينا من أجله فهو لم يمتلك الشجاعة لكي يصفح عن مشاعره اتجاه محبوبته


"مجد" الشقيق الأصغر لمروان يصغره بعامين، يدرس في السنه الثالثة

من هندسه طيران، طويل القامة بجسد رياضي يمتلك بشرة قمحية شديد الشبه من والده وعيناه عسلية وشعر اسود كثيف يغطي عنقه،يهتم بمظهره على عكس شقيقه مروان.


سار مجد إلى حيث المطبخ، يبحث داخله عن طعام لانه جائع.

دلف والده في ذلك الوقت إلى المطبخ كان يشعر بالصداع واراد أن يأخذ اقراص تسكن ذلك الصداع وتفاجئ بوجود مجد يجلس بالطاولة الموضوعة بالمطبخ ويتناول الطعام بنهم

ضحك على هيئته وقال:

- تمهل لا أحد يركض خلفك

نظر لوالده بنصف عين ثم قال:

-لم اتناول شئ منذ الصباح 

- لماذا لم تاتي إلى الحفلة لكي تبارك لوتين 

- لم استطيع ترك اصدقائي لأننا نعمل على مشروع خاص بالجامعة، سوف اهاتفها غدا وابارك لها نجاحها 

- حسنا، ساتركك تتناول طعامك وأنا ساخلد إلى النوم 

أومأ له بالايجاب قائلا:

- أحلام سعيدة والدي العزيز 

❈-❈-❈

في اليوم التالي، بعدما غادرت وتين الفيلا توجهت إلى مصنع الأدوية 

خاصتها،تتابع خط سير الإنتاج بعنايه.

ارتدت المعطف الأبيض واخفت مقلتيها خلف النظارة وارتدت الماسك 

الطبي ثم وضعت شريحة زجاجية تحت عداسات الميكروسكوب ثم 

تتطلعت إليه باهتمام من  أعلى عداسات الميكروسكوب 


أما عن "أمان" توجها إلي شركته وهو يشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل 

بسبب ابنته التي يفتخر بها وبنجاحها واراد أن يصمم لها ثوب خصيصًا 

من أجل فرحته الكبيرة وهو أن يراها بثوب العُرس، بدء في وضع خطوطه ينقش التصميم الذي بمخيلته ويتمني أن يرأ ابنته ترتديه.

استمع الطرقات أعلى باب مكتبه، وضع القلم من يده وتعلقت أنظاره بالباب ثم أذن للطارق بالدخول .

دلف نادر قائلا:

-صباح الخير يا أمان

- صباح الخير يا نادر،اتت باكراً اليوم 

جلس بالمقعد المقابل له ووفر انفاسه قائلا:

- لم يغمض لي جفن طوال الليل ولذلك اتيت باكراً

تسأل أمان بقلق:

- ما بك ؟ هل انت بخير؟

- بخير ولكن مروان 

- ما به مروان ؟

زفر بضيق ثم استرسل قائلا:

- لا علم ماذا أفعل لكي يكتسب ثقة بنفسه وشخصه؛ لدي شبان احدهم شخصية قوية وجاحد بتصرفاته والآخر مهزوز ضعيف مسلوب الإرادة؛ ترا ماذا أفعل من أجله؟ ومن المخطئ ؟

نهض أمان عن مقعده ودار حول مكتبه ثم جلس مقابل له وربت على اقدام نادر ثم قال بهدوء وهو يبتسم بخفة:

- لا تقلق ولا تحمل نفسك فوق طاقتها، تعلم ذكرتني بنفسي عندما كنت طفل صغير في الحادية عشر من عمري، مروان يذكرني بشخصي

رفع نادر حاجبيه بدهشة وقال مصدومًا:

- أنت ..! كيف ؟

لاحت ابتسامته وسرد عليه ما كان  يتعرض له من تنمر بسبب نحافته ولم يفلح في اي رياضه يريد ممارستها كان ضئيل البنية ويسخر منه الجميع ولكن لم يقبل الهزيمة ظل يعافر ليكسب ثقته بنفسه ولن يخشي أحد .

قاطعه نادر قائلا:

- وماذا حدث بعد كل ذلك ؟ 

- بعد فقداني والدي تعثرت خطواتي في إكمال طريق حياتي، ولكن عوضني الله بالعم خالد الذي زرع الثقة بنفسي ثانيا وجعلني امارس الرياضة وأجرب كل شئ واذهب إلى الچيم واتناول الطعام الصحي وذهب معي إلى طبيب تغذية اشرف على طعامي وبنيان ج.سدي إلى أن أصبح لدي

 عضلات ووجدت نفسي، التنمر يعرض الطفل بعدم الثقة وفقدان شخصيته يجعله مهمشًا كما كانت تفعل والدتي معي، مروان شاب ناجح الان بعمله ولكن كل ما هو به أنه تعرض للتنمر أثناء طفولته وهذا ترك اثر سلبي عليه، لا تقلق سأجلس معه وأساعده في تخطي تلك المرحلة وساخبره بماذا كنت بالصغر وكيف اصبحت الآن، ثق بي 

ابتسم له بأمتنان:

- أشكرك أمان 

- ليس عليك يا رجل نحن عائلة 

تنحنح ثم قال بتردد:

- لا أعلم كيف أخبرك ولكن اريد أن أعلمك بشئ هام 

- ماذا؟

- مروان يُحب وتين وأنا أشعر بذلك الحب ولكن هو ليس لديه قوة على البوح بمشاعره

هتف أمان بدهشة:

- مروان.! 

❈-❈-❈

عودة إلى وتين داخل مصنع الأدوية..

كانت منصبة على عملها وإذا بيد تربت على كتفها لكي يجعلها تنظر له .

تركت الميكروسكوب ونظرت لصاحب تلك اللمسات؛ لتنهض عن مقعدها وتحدق به بدهشة:

-زياد متى عُدت؟

أبتسم لها ثم أخرج من جيب سترته علبة حمراء على هيئة وردة واعطاها إياها قائلا بحب:

- مبارك وتين نجاحك وتحقيق حلمك 

التقطتها من يده وشكرته:

- أشكرك زياد، ليس له داعي 

- عندما علمت بتلك الخطوة المهمة التي حصلتي عليها وجدت نفسي احجز تذكرتي من أجل العودة وابارك نجاحك، كنت أود أن أحضر حفل تكريمك ولكن لم يحالفني الحظ 

ثم اردفت قائلا:

- افتحيها، أريد أن أعلم هل بعجبكِ ذوقي ام لا؟

فتحتها لتجد بها قيلادة من الالماس يتدلي منها قلبين مُتلاصقين داخلهما لؤلؤة بيضاء أعجبت بها حقا

التقطها هو بين أطراف أصابعه ثم قال:

- تسمحي لي أن اطوقها بعنقك

أومت له بالموافقة، وقف زياد خلفها ثم رفعت هي خصلاتها البنية وحاوطها بكفيه ثم وضعها برفق وطبع قبلة رقيقة اعلي عنقها .

سرت قشعريرة باوصالها وابتعدت عنه تنظر له بدهشة فقد فاجائها بتلك الفعلة

قبل أن يسمح لها بالاعتراض تحدث بمرح:

- لا يوجد شيء هنا نحتسيه سوى  الأدوية أليس كذلك

هزت راسها نافية:

- بالطبع يوجد،هل أجلب لك قهوة

- لا، أريد أن اصطحبكِ في نزهة خارج هذا المصنع،فقد سأمت من رائحة

 الأدوية 

هتفت معتذرة: 

- أعتذر زياد ليس لدي وقت 

- ما رأيك بعد إنتهاء عملك نتناول الغداء معا،ارجوكِ اقبلي دعوتي، أريد أن اتحدث معك بعدة أمور قبل أن أعود إلى "برلين"

هتفت بتساؤل:- متي ستعود؟

- في نهاية الاسبوع 

- حسنا،سلنتقي بالتأكيد 

شعر بالضيق بسبب انشغالها وقرر أن يغادر الآن 

وداخله بركان من الغضب بسبب تجاهلها إياه، يبدو أنه أخطأ عندما قبلها، فبعد تلك القبلة تغيرت ملامح وجهها .

أما عنها فتركته يرحل لأنها حقا أغضبت من فعلته، وبعد أن ذهب لم 

تستطيع إكمال عملها، فنزعت المعطف الطبي والتقطت حقيبتها وغادرت 

المصنع بخطوات واسعة، استقلت سيارتها وقررت أن تعود إلى المنزل .

            الفصل العشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close