أخر الاخبار

رواية ظل الاثم الفصل الخامس 5بقلم رانيا البحراوي

        

 رواية ظل الاثم 
الفصل الخامس 5
بقلم رانيا البحراوي



لم يستطع والد بلال منع زوجته من أخبار مريم بماضي امها، لم تهتم الزوجة بيمين الطلاق الذي حلف به زوجها.

عندما رأت مريم زوجة عمها قادمة نحوها وقفت على الفور ووقفت ابنة عم مريم (هنا) أمام والدتها حتى لاتزعج مريم، دفعة الأم ابنتها وسحبت مريم لخارج الغرفة.

الأم :الا تخجلين ألم امنعك من قبل الاختلاط باي من ابنائي، استقريتِ بغرفة ابنتي وتتحدثين معها كهذا وكأنها
صديقتك.

مريم بخوف وحزن شديد:أعتذر ولكنني لم ادخل إلى غرفتها إلا عندما اصطحبني بلال إليها واعلم انكِ لاتحبين ان اتحدث معها وبالفعل لم اتحدث معها مطلقا، ونظرت مريم إلى هنا وقالت :اخبريها ياهنا هل تحدثت معك؟ 
زوجة العم :لاتتحدثي معها ولاتقتربي منها ولا حتى تنطقي بأسمها 
مريم : لماذا؟ماذا فعلت أنا، بأي ذنب أحاسب الآن؟ 

والدة بلال لأنكِ ابنة.......... (سبت والدة بلال مريم بأمها) 
العم :كفى وإلا طلقتك الآن. 
والدة بلال :مادام الخطر وصل  لابنتي لن أخشى شيئا بعد اليوم وطلقني إذا كنت تريد. 
مريم :عن اي خطر تتحدثين؟ 
والدة بلال :أخشى عليهم من أمثالك، كنت بيوم من الايام صديقة لوالدتك قبل أن نتزوج واستمرت صداقتنا بل واصبحنا كالاخوات بعد أن تزوجنا من اثنان أشقاء فأنا من اقترحتها على والدك ووافقت رغم أنها كانت تحب شخص آخر غير ملتزم وفاشل وعاطل عن العمل كي انقذها منه، وبعدما حدث أصبحت وكأنني المذنبة جميع أهل زوجي اتهموني انني مثلها، كنت اسير في الشارع واسمع همس الناس يقولون هاهي صديقة.......... 

مريم ببكاء :ماذا فعلت؟

جلست والدة بلال وقالت :كان اول ايام العيد وذهب والدك لصلاة العيد واتفق معها أنه سيبقى مع اصدقائه قليلا ثم يذهب ليهنئ والديها بالعيد  ويصطحبها ليعودا سويا ولسوء حظها اعتذر اصدقاء والدك وهو بالطريق إلى منزل جدك صادف عاصم ووالده وقتها عاصم كان بعمر التسع سنوات بنفس عمر بلال. 

تدخل والد بلال لمنعها وأخذها بالقوة إلى غرفة أخرى. 
ظلت تحاول أن تفلت من بين يديه واخبرها أنها تظلم مريم. 

اشترطت زوجة العم على زوجها ان يأخذ مريم بعيدا إذا كان يخشى عليها معرفة الحقيقة كاملة. 

دخل العم منحني الراس يطلب من مريم يستعد كي يأخذها إلى مكان آخر ووجدها في حالة لايرثى لها وقد انفجرت بالبكاء وبكت هنا حزنا عليها. 

مريم :هل كانت والدتي خائنة؟ 
العم :دعينا نترك الكلام في هذا الأمر حتى تعود خالتك من العمرة فهي تعلم بكل شئ. 

مريم :ماذا رأي عاصم؟ الهذا يكرهني كثيرا؟ 
العم :هيا ياابنتي دعيني اخذك إلى منزل خالتك. 

مريم :ولكن عاصم سيغضب بشدة إذا علم انني بقيت بالشقة بمفردي وقد يصرخ على والدته بسببي. 

العم :لن يعلم بهذا يابنيتي. 

أخذ العم مريم إلى منزل خالتها وتركها وحيدة وذهب. 

ألقت مريم بنفسها على وسادة خالتها وعانقت الوسادة بقوة تبحث فيها عن أثر رائحة خالتها. 

كم كانت تحتاج خالتها كثيرا بهذه اللحظات، تحتاج لليد الذي تواسي حزنها وتحتاج للقلب الذي يشعر بالمها وباليد الذي تمسح دموعها. 

أرسلت مريم رسالة إلى خالتها ولكنها لم تصل إليها اي ان خالتها غير متصلة بشبكة الانترنت. 

بدأ الشيطان يوسوس لها بأن تنهي حياتها وأنها ستجد السكون في الموت ولكن سرعان ماتراجعت مريم وذهبت وتوضأت وصلت صلاة لم تقم بها من قبل اطالت السجود 
بحثا عن السكينة، سجدة تريح قلبها وتهدئ من روعها. 

رفعت رأسها لاتعلم كم مضى من الوقت ولكنها وجدت السكينة التي كانت تبحث عنها. 

نامت مريم نوما عميقا واتاها والدها في المنام عناقها كثيرا والقت برأسها على كتفه وسألته بأي ذنب تحاسب في هذه الحياة. 

رتب والدها على ظهرها ومسح دموعها واستيقظت مريم تبحث عنه بكل مكان. 

رن هاتف مريم تلقت صفاء رسالتها بالصباح فأسرعت بالاتصال بها. 

صفاء:كيف حالك، وكيف استقبلتك زوجة عمك. 
ارتجفت شفتيها حزنا وقالت :تعاملني جيدا. 

فهمت صفاء ان مريم تكذب عليها كي لا تحزنها وسألتها عن سبب رسالتها وكان تحتوي على جملة واحدة (كم احتاج اليكِ الآن) 

مريم:هكذا شعرت، افتقدتك ياصفاء هذه المرة الأولى التي تبتعدين فيها عني. 

صفاء:اوشكت الرحلة على الأنتهاء. 

لم تقصد صفاء هنا رحلة العمرة ولكن شعرت بأن رحلة الحياة اوشكت على الانتهاء ومازالت لم تطمئن على مريم وكيف ستعيش مريم اذا فقدتها حقا. 

زار عاصم صفاء بالغرفة ووجدها تبكي بشدة. 
جلس عاصم عند ركبتيها يسألها عن سبب حزنها. 

الأم :اشفق على مريم، من فضلك دعني اتحدث دون أن تقاطعني وتجرح قلبي بكلامك السئ عنها. 

صمت عاصم احتراما لحزنها ودموعها. 
صفاء :تحدثت مع مريم منذ قليل كم تألمت بحزنها يبدو أن زوجة عنها اسأت إليها، انظر ماذا ارسلت لي مساءا ولكنني لم اراها إلا صباحا. 

ظل عاصم هادئ ينظر لها دون أن يقاطعها. 

صفاء:ماذا ستفعل هذه المسكينة إذا حدث لي شيئا. 
وضع عاصم رأسه على ركبتيها وطلب منها ألا تتحدث هكذا. 

صفاء :لعل هذا يكون آخر طلب اطلبه منك في هذه الحياة ولعلها تكون امنيتي الأخيرة قبل أن اغادر هذه الحياة. 

بكى عاصم وقبل يدها وقال :يكفي من فضلك، لن احتمل سماع كلمة واحدة. 

مسحت صفاء دموعه وطلبت منه وهي ترجوه :تزوج مريم ياعاصم وحقق لي امنيتي الأخيرة. 

نظر إليها بتعجب :أنا ومريم، كيف؟ اطلبي مني اي شئ اخر واقسم انني سأنفذه على الفور. 

صفاء:ليس لي اي مطالب أخرى في هذه الحياة غير هذا الطلب ومن ثم حسن الخاتمة. 

عاصم :استطيع ان اوعدك بانني سأهتم بها جيدا ولن ازعجها وسأتكفل بكل مصروفات زواجها لكن لاتجبريني على قبولها كزوجة. 

صفاء:لا اجبرك انني ارجوك. 
عاصم :تجبرين قلبي على نسيان من يحب ألم اخبرك انني أحب أخرى وأريد الزواج بها، ألم تجدي من بين جميع الامنيات إلا أمنية تدمرين بها حياتي. 

رفعت صفاء يدها عن وجهه وقالت :اتدمر بها حياتك؟ 
اعتدت منك دائما على كلماتك القاسية التي ينطقها لسانك دون أن يفكر بها عقلك، ولكن لن اسكت اليوم 
اخبرتك بما اتمنى لن اعيد كلامي ثانية ولك مطلق الحرية في تنفيذه او لا. 

عاصم :هناك شيئا لا تعرفيه يمنعني من تنفيذ طلبك. 
صفاء:ماهو؟
عاصم :جددت عقدي مع الشركة ولن استطيع العودة إلى مصر ولن يتضمن عقدي اجازة سنوية. 

صدمت صفاء :وكيف لم تخبرني بذلك من قبل الم تخبرني انك ستعود بعد عاما واحد. 

عاصم :مدير الموقع عرض علي تجديد العقد بثلاث اضعاف راتبي ولذلك لم استطع الرفض. 

حزنت صفاء وسكتت قليلا ثم اخبرته انه يستطيع عقد قرانها بتوكيل ثم يرسل لها لكي تأتي للعيش معه. 

عاصم :كيف وانني اعيش بالموقع ولا انوي على تأسيس منزل هنا بسبب ارتفاع اجرة السكن بالسعودية. 

صفاء:ماذا لو عقدت قرانك عليها بتوكيل وعلم الجميع انها زوجتك وتتمم زفافك بعد انتهاء عقدك والعودة إلى مصر. 

وافق عاصم على اقتراحها الأخير بأن يعقد قرانه عليها 
كي يريح والدته فقط ولكنه لا يرغب بها كزوجة. 

مرت الايام وعادت صفاء سالمة وانتظرتها مريم بشوق كبير ولم تسعها سعادتها بقدوم خالتها فكانت تقفز بمكانها من سعادتها وهي بأنتظارها حتى رأتها من بعيد فارادت الركض نحوها ولكن منعها أمن المطار وطلب منها انتظارها. 

صفاء تسير ببطئ بسبب ألم قدمها ومريم تتعجل عناقها. 

الضابط يشاهد مريم ويضحك وسألها والدتك؟ 
مريم تهز رأسها :نعم والدتي وكل ماأملك؟ 

وصلت صفاء اليها وعانقتها مريم وبكت بحضنها وتعجب الضابط من تحول سعادتها البالغة إلى دموع جارية. 

بالسيارة الأجرة ظلت مريم هادئة تتمنى ان يعودا إلى المنزل سريعا كي تكمل لها صفاء باقي الحكاية وتخبرها 
بما رأى عاصم ذلك اليوم وكيف مات كلا والديها في يوم واحد. 

بمجرد أن وصلت صفاء إلى المنزل سقطت على الدرج مغشيا عليها. 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close