أخر الاخبار

رواية ابنة القمر الفصل الحادي عشر 11 بقلم فاطمه الألفي

     


رواية ابنة القمر

الفصل الحادي عشر 11

بقلم فاطمه الألفي


بعدما استمع لصوت المؤذن يؤذن لصلاة الفجر، نهض عن مقعده وتوجه إلى 

المرحاض ليتوضأ ويصلي فرضه وأثناء سجوده يدعو لها بإلحاح لعلها 

ساعة أجابه ويستجب الله له دعائه

تنتهى من صلاته وعاد يجلس مكانه ثم أمسك بالمصحف الشريف وفتح 

صفحاته على سورة (يوسف) وبدء في قراءتها بخشوع 

أما عن "وتين" حاولت فتح عيناها ولكن لم تستطيع، تحاول أن تهمس 

ليخرج صوتها ولكن لم تقدر على النطق كأنها تصارع من أجل الاستيقاظ 

ازدادت نبضات قلبها وكأنها داخل سباق تركض بكل قوتها ولكن لم 

تتحرك قدميها ساكناً، انسابت دموعها الساخنة اعلى وجنتيها عندما حاولت 

أن تنادي والدتها لتلحق بها واخبرها عقلها الباطن بان والدتها رحلت عن 

عالمها، إلى أن توصل بها عقلها لتلك النقطة شهقت بصرخة مكلومة

أنتهى أمان من قراءة القرآن ووضع المصحف بجانب رأسها اعلى الوسادة 

ولكن وجد وجهها يتصبب عرقا وصوت أنفاسها ونبضات قلبها مسموع له، 

وضع كفه برفق يلامـس بشرتها وجد الدموع تنساب مسح دموعها وجفف لها 

عرفها وقال بصوت متلهف لسماع صوتها

-" وتين "استيقظي أنا "أمان" بجوارك،  أنتِ تسمعيني وتشعرين بوجودي 

أليس كذلك 

ارتجفت جفونها ثم فتحت عيناها ببطئ وتفوه لسانها مناديا لوالدتها 

-أمي.. أين أمي

انهمرت دموعها بغزارة وحاولت أن تنهض من الفراش وهي تصرخ 

-لا تتركيني يا أمي

حاوطها "أمان" بحنو وهمس بصوته الدافئ:

- أنتِ متعبة ضلي بالفراش 

نظرت له بعينين حزينتين تائهة تبحث عن روحها التي فقدتها

-أخبرني بأنها لم تتركني وحدي في هذا العالم

ضمها بقوة وربت على ظهرها بحنان وهمس بجانب أذنها:

-لم تترككِ وحدك أنا جانبك وسأظل جانبك طوال العمر؛ والدتك بمكان 

أفضل، أنها في جنة الخلد وسوف نلحق بها عندما يحين الأجل، هي فقط 

سبقتنا إلي هناك وكلنا سنذهب إليها ولكن باذن الله ومشيئته، أجعلي لسانك 

رطباً وعامرًا بذكر الله وأدعي لها فهي بحاجة لدعائك وهذا الذي سيصلها، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

 (انقطع عمل ابن أدم إلا من ثلاث، صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له)

ابتعد عنها بهدوء ونظر لعيناها قائلا بحب:

- أنتِ لستِ وحدك

هتفت بالم يعصر قلبها:

- أريد أن أودعها واطبع على جبينها قبلة الوداع قبل أن يتوارى جسدها تحت الثرى

ابتلع ريقه بصعوبة وقال بأسف:

- والدتك دُفنت بجوار والديها منذ أربعة أيام

صرخت بعدم تصديق:

- دُفنت وأنا كنت نائمه كل هذه المدة، لم أودعها واحتضنها، لما تقسو الدنيا على هكذا 

أحتضن وجهها بين راحتيه وقال:

- أنها أراده الله وأنتِ كنتِ داخل غيبوبه ولا أحد كان يعلم متي ستفيقي منها 

رددت بصدمه: 

-غيبوبة!

- أجل لم يستوعب عقلك خبر فقدان والدتك 

اراحها ثانياً بالفراش:

- أستريحي الآن وسوف اخبرك بكل شيء لاحقاً؛ الآن سوف أخبر الممرضة سلمى لكي تخبر الطبيب بإفاقتك من تلك الغيبوبة اللعينة 

سار بخطوات واسعة وغادر الغرفة ثم توجه إلى غرفة سلمى، طرق بابها عده مرات وهتف مناديا إياها بفرحة 

- سلمى وتين فاقت من غيبوبتها

فتحت له سلمى الباب بعدم تصديق؛

- حقا وتين فاقت؟

سحبها من يدها وقال بصوت يملئه الحب:

- أجل سلمى، حمدًا لله على سلامتها

دلفت سلمي الغرفة بدهشة فقد وجدتها حقا نائمة بالفراش ولكن عيناها تتطلع فقط للأعلى دون أن تحرك جسدها

أسرعت سلمى تتفقدها وهي تبتسم لها:

- حمدًا لله على سلامتك، اخبريني بما تشعرين؟ هل يألمك شيء؟

جف حلقها ولم تقدر على التفوه، فقط تنساب الدموع من عينيها بصمت

ربتت سلمى على كفها بحزن وقالت:

- اعلم مدا حزنك على فقدان والدتك رحمها الله،  ادعي لها بالرحمة والمغفرة 

ثم اردفت قائلة: 

- اخر كلمه قالتها هو أسمك، كانت متعبة وتصارع الموت ولكن خائفة عليكِ 

أنتِ، أنا كنت جانبها عندما لفظت أنفاسها الأخيرة واوصتني أن أخبرك بأنها 

سامحت والدك من أجلك، وهي لم تترككِ وحيدة لديك أب مازال حيًا؛

وطلبت أن تسامحيه أنت أيضا فالحياة لا تستحق أن تعادي والدك.

هذه وصيتها ويجب عليكِ تنفيذها.


هتفت وتين بوجع:

- والدي .. عن أي والد تتحدثين؟! والدي هذا تخلى عني وعن والدتي و خذلنا 

وتركنا وترك والدي تعاني وحدها بسبب مرضي وعجزها عن علاجي، فعلت 

كل ما بوسعها من أجلي وهو ميت بالنسبة لنا.

-انها وصيتها، سامحيه من أجلها

قال أمان ذلك وهو ينظر لها بأمل في الصفح عن والدها

هزت راسها نافية وقالت بحرقه:

- تركنا وحدنا وذهب يأسس له حياة جديدة بدوننا، لا يستحق الغفران و

المسامحة بعد ما فعله بزوجته وابنته، أنا عشت اليتم وهو مازال على قيد 

الحياة، رأيت والدتي تعاني الكثير من أجلي، رأيت دموعها التي لم تجف 

علي وسادتها كل ليلة وهي تتمنى عودته، سمعت نجواها وهي تدعو الله أن 

يرق قلبه ويعود الي صوابه من أجلي، كانت الأب والأم معًا، فعلت من 

أجلي المستحيل، تحملتني وتحملت معاناتي مع المرض، كانت تتألم من 

أجلي بصمت وتخبرني بأنني قوية وعلي الصمود وأنها دائما في ظهري لكي 

يستقيم عودي ولا ينحني لأحد غير الله؛ كيف بعد كل تلك المعاناة و

الصعوبات التي واجهناها معًا، أن أغفر لذلك الرجل وأسامحه على تخليه 

عن مسئوليته اتجاه زوجته وابنته، هو الذي أختار البعد وسلك طريق 

لحياته بدوننا، وأنا الآن لا  أريده في حياتي.

أحترم أمان حديثها وهي مازالت بحالة حزن وحالة نفسية غير مستقرة، 

قرر أن يترك الأمر في الوقت الحالي وعندما تسترد صحتها النفسية و

الجـسدية سيحاول معها مرة أخرى لكي تصفح عن والدها وتعمل بوصية والدتها الراحلة.

❈-❈-❈


عندما استيقظ حاتم وتناول طعام الإفطار مع زوجته؛قرر أن يذهب 

لصديقه، ودع "زيزي" بقبلة رقيقة اعلى ثغرها وقال:

-  سأذهب الي "أمان" أطمن على الوضع لديه ثم أعود لاصطحبك في نزهة

بحرية باليخت

أبتسمت له وهتفت بحماس:

-سأنتظر عودتك يا حبيبي 

بعدما غادر حاتم الشاليه، ركضت خلفه لتعلم بمكان وجود "أمان" والفتاة التي معه بالفيلا.

سارت خلفه دون أن يشعر بها وعندما أستقل سيارة أجرة، استقلت هي الأ

خرى سيارة وأخبرت السائق أن يتتبع السيارة التي أمامه

وبعد مرور خمسة عشر دقيقة ترجلا حاتم من السيارة واعطى السائق النقود ثم دلف لداخل الفيلا.

ترجلت زيزي أيضا من  السيارة واعطت السائق نقوده ثم وقفت مكانها تتطلع للفيلا بانبهار وسارت بخطوات واثقة،تبحث عن ماركت أو مول، لتعلم منه عنوان المكان لكي تخبر الشرطة وبالفعل وجدت مول تجاري اقتربت منه 

وتحدثت مع رجل الأمن قليلا ثم عادت إلي الشاليه ثانيا وهي تنوي اخبار الشرطة

اخرجت شريحة هاتفها ووضعت الشريحة التي ابتاعتها من القاهرة دون أن 

يعلم حاتم بوجودها ثم قررت مهاتفة الشرطة وأبلغت عن أمان أنه هو الذي 

خطف الفتاة من المشفى ويضعها بالفيلا الخاصة به في العالمين واخبرتهم 

بالعنوان كاملًا ثم أغلقت الهاتف واخرجت الشريحة وقسمتها الي شطرين و

القت بهم في القمامة وجلست اعلى الأريكة ووضعت ساق على الأخرى 

وهزتها بدلع وهي تضحك بصخب فقد انتقمت من أمان وسيكون مصيره

السجن.


هاتف حاتم أمان وهو إمام المسبح الملحق بالفيلا وأخبره أنه أتى لكي يطمئن عليه وكيف سارت الأمور معه.

اغلق أمان معه الهاتف ثم هبط الدرج وفتح له باب الفيلا ثم صافحه بود 

هتف حاتم بمرح؛ 

-كيف حال المجنون العاشق؟

ابتسم أمان وقال وهو يفسح له الطريق لكي يدلف لداخل

- بخير حال يا صديقي

نظر له بدهشة ثم قال:

- ما سر سعادتك؟

- لقد استجاب الله لدعائي، فاقت حبيبتي من الغيبوبة وأنا الآن أشعر بسعادة لم أشعر بها من قبل 

-حقًا ! حمدا لله على سلامتها

ثم أردف قائلا بمشاكسة:

- أريد أن أتعرف على تلك الجنية التي خطفت قلب صديقي المُعقد 

ضحك أمان ثم ربت على كتفه: 

- منذ أن دخلت على حياتي وأنا أشعر بالتحرر من قيودي وتسلط أشرقت 

هانم: أشعر بأنني حر طليق اتنفس هواء نقي، هي الآن أخذت مهدئ 

فعندما فاقت انتابها نوبة من الحزن الشديد لذلك اعطتها الممرضة مهدئ 

لكي تنام، أجلس معي ريثما تستيقظ وتين وتتعرف عليها


❈-❈-❈


أجرا الضابط بعض التحريات عن أمان بعدما اتاه ذلك الاتصال من مجهول 

يخبره بأن الخاطف هو أمان نفسه صاحب الشركة

علم أنه بالفعل متغيب عن شركته منذ يوم العرض وانه أيضا يملك فيلا بالعالمين؛ على الفور أخبر القسم التابع لمدينة العالمين بالقاء القبض على 

"أمان الشناوي" وأمر بتفتيش فيلته.

توجهت قوة من الشرطة إلى العنوان المنشود وتقدم الضابط المسئول عن أمر ضبط وإحضار "أمان"

طرق الباب بقوة منما جعل أمان ينهض مسرعاً يفتح لذلك الهمجي الباب 

وعندما فتح الباب تفاجئ بوجود ضابط وقوة من الشرطة

ابتلع ريقه بتوتر ثم قال:

- مرحبا سيادة الرائد

هتف الرائد بجدية:

- سيد "أمان أحمد الشناوي "معنا أمر ضبط وإحضار لك وتفتيش الفيلا

تدخل حاتم وقال: 

- وما هي تهمته؟ لكي تأمر بتفتيش الفيلا مثل المجرمين

أبعده الضابط من أمامه ثم نظر لبعض العساكر وقال:

- فتشوا الفيلا

وقف أمان أمام الدرج يمنعهم من الصعود وقال: 

- اعتذر ولكن يوجد مريضة بالطابق الثاني واذا دلف أحد عليها الغرفة سوف تنهار أرجوك لا تأمر بتفتيش الطابق الثاني واخبرني ما هي تهمتي؟

أشار الضابط للعساكر بعدم التحرك ثم وقف أمام" أمان" قائلا:

- تهمة اخطاف فتاة من المشفى بالقاهره واتيت بها إلي هنا بعيدا عن عائلتها 

وتوجود فتاة أخرى بريئة بسجن القاهرة وأنت المجرم الحقيقي حر طليق.


تفهم أمان الذي يحدث الآن، يبدو بأن احدهم علم بالأمر ولكن لأحد يعلم بوجوده هنا الا صديقه 

-حسنا سوف اذهب معك 

نظر لحاتم وقال:

-حاتم أرجوك عندما تستيفظ وتين، اهتم بها ولا تتركها هي وسلمى

هتف حاتم بجديه وهو ينظر للضابط: 

- هو ليس خاطف والفتاة موجودة وبخير، أستجوبها وستخبرك أنه ليس خاطف وهي اتت إلي هنا بإرادتها لم يرغمها أحد على ذلك

- عندي أمر بالضبط والاحضار وعند توجيه التهم والتحقيق سيتم بنيابه القاهرة،  الآن يجب عليه تنفيذ الأمر 

سار أمان معه بهدوء ونظر إلى صديقه مودعا إياه وطلب منه الاهتمام 

بحبيبته وأن يظل جانبها ويخبرها بما حدث معه  ويعود بها الي القاهرة 

ثانياً ليتابع حالتها الطبيب وتدلي باقوالها امام النيابة.


وتم ترحيل أمان داخل سيارة الشرطة إلي قسم شرطة القاهره ليتم 

التحقيق معه بتهمه اختطاف فتاة وتعريض حياتها للخطر وأثبت الضابط 

وجود وتين ولكن هي بحالة صحية لا تسمح له بترحيلها هي الأخري داخل سيارة الشرطة.

وسوف يتم عرضه على النيابة العامة في صباح اليوم التالي.


أما عن الوضع الصحي لوتين بعدما استيقظت اتتها نوبة صراخ عندما وجدت "حاتم " ينظر لها بترقب وهي لم تعرفه

حاول أن يتحدث ويهدئها ولكن هي لم تكف عن الصراخ، أتت سلمى تضمها برفق وظلت ترتب على ظهرها برفق وقالت بصوت هادى:

- لا تقلقي، هذا سيد حاتم صديق السيد أمان 

بعدما هدئت نظرت له بتساؤل:

- واين أمان؟

هتف حاتم في ذلك الوقت وقال:

- تم القبض عليه ولا أحد سيخلصه من السجن غيرك

همست بعدم فهم:

- ماذا فعل ليتم القبض عليه وما شأني في ذلك؟

اقترب حاتم بخطوات واثقة ونظر لها بغيظ:

- أمان متهم بخطفك؛ وهو كان يريد حمايتك من تلك الفتاة المتهورة التي 

كانت تريد تشويه وجهك بمياه نارية وكانت تنوي تكرار الفعلة ثانياً؛ ما ذنب 

أمان أنه حاول حمايتك من الشر المحيط بكِ، هل هذا جزاء ما صنعه من معروف؟

شعرت بالحزن من أجله وقالت بصوت واهن:

- سافعل ما بوسعي من أجل عدم سجنه 

هتف حاتم قائلا: 

- هل لديكِ جواز سفر

هزت راسها نافية 

- حسنا سوف استأجر هيلكوبتر ونسافر القاهرة غدا ؛ نحاول أن نصل قبل عرض أمان على النيابة.

غادر حاتم الفيلا وتوجه إلي المطار ليحاول ايجاد هيلكوبتر لكي يعود إلى القاهرة وإنقاذ صديقه من السجن وظل يحدث نفسه:

- هذه  نتيجة الجنون الذي فعله بمسمى الحب 

❈-❈-❈

ارتجف جـسدها بخوف عندما  شعرت بالوحدة وببرودة لطقس رغم أننا 

بشهر أغسطس ولكن شعرت ببرودة تحتاج جسدها.

تذكرت كلمات أمان التي كانت مثابة طوق النجاة لها وهي داخل غيبوبتها 

شعرت بهمسه الدافئ وصارعت من أجل البقاء بعدما طلب منها أن تظل 

جانبه وانه بحاجتها كما هي بحاجته، الآن وجدت نفسها وحيدة بدونه، 

فقدت والدتها وفقدته هو أيضا.

انسابت دموعها بصمت واحتضنت نفسها بذراعيها تخشي القادم.


أما عن زيزي بعدما علمت من حاتم بكل ما حدث، أخفت غضبها، فقد 

علمت بأن الفتاة استردت وعيها وغدا ستذهب برفقة حاتم لكي تبرء أمان 

من تهمه الخطف، إذا حدث ذلك سوف تفشل خطتها، وسوس لها الشيطان 

بخطة أخرى وسوف يساعدها حاتم في إتمامها.

جلبت له الخمر  ووضعت قرص مخدر بالكأس لكي يرتشف منه حتي يسكر وتوسوس له بجريمتها التي خطتها بعقلها وبذلك تمنع الفتاة من العودة للقاهرة ويظل أمان بالسجن ولا يستطيع الخروج منه.

ارتشف حاتم كأسًا يليه الآخر إلي أن فقد السيطرة على جـسده وظل يترنح يميناً وشمالًاً؛ اقتربت منه واتكز عليها إلي أن اراحت جسده اعلى الفراش ثم ظلت تهمس بجانب أذنه قائلة:

- هل الفتاه تلك جميلة؟

فتح عيناه واسبلها وقال بصوت هامس:

- أنها جميلة للغاية 

-أوصفها لي

ابتلع ريقه ثم تطلعت عيناه لسقف الغرفة وقال:

- أنها حورية البحر، عيناها كموج البحر وشعرها انعاكس الشمس على مياءً البحر، شعر أحمر وبشرة بيضاء  كبياض الثلج أعتقد أن ملمـسها ناعم كالاطفال، جـسدها ممشوق حقا تسحق أن تكون ملكة جمال العالم

همست كالافعي تبخ سمها:

-وماذا عن شـفتيها

اسبل عيناه وقضم على شـفتيه السفلية ثم أخرج تنهيدة عميقة:

- شـفتيها كحبات الكريز أود تذوقها

-وما منعك من التقرب؟

هتف دون وعي: 

- أنها ملك لصديقي "أمان"

عادت تبخ السموم بعقله المغيب أثر الخمر:

-ولكن أمان ليس له وجود الآن، أنها مباحة لك وحدك، هيا انهض وأفعل ما 

يحلو لك، يجب أن تفوز بهذا الجمال وليس أمان هي ملك لك الآن، هيا أحصل عليها 

حاول النهوض من الفراش ولكن خارت قواه اثر الكحول والمخدر  واغمض عيناه وغط في نوم عميق.

ظلت طوال الليل تهمس بإذنه وعندما أشرقت الشمس، نهضت من فراشها واعدت له فنجان من القهوة وضعت داخله قرص من مادة مخدرة 

وعادت إلي الغرفة واقترب من الفراش وحاولت ايقاظ حاتم؛ فتح عيناه بوهن ووضع انامله يتحـسس جبينه، يشعر بألم شديد

هتفت زيزي بدلع: 

- صباح الخير حبيبي 

-صباح الخير

-أشعر بألم يكاد يفتك برأسي

-لابد من أثر احتساء الخمر أمس، صنعت لك فنجان من القهوة سيجعلك افضل، هيا أنعش جسدك بالماء وساجلب لك قهوتك الخاصة.

بعدما أنعش ج سده وارتدى ملابسه التقط فنجان القهوة وارتشفه جرعة واحدة.

اقتربت منه ورفعت أناملها تدلك له جبينه وهي تقول:

- هل الفتاة تستحق ما فعله أمان؟

ابتلع ريقه بتوتر ونهض عن مقعده، طبع قُـبلة رقيقة اعلى وجنتها وقال:

- ليس لي شأن، ساغادر الآن لكي لانتاخر على أمان، وعندما أطمئن عليه ساعود اليك.

قـبلته بقوة اعلى شـفتيه وبادلها هو القُـ بلة ثم ودعها وغادر الشاليه.

ظلت زيزي تزرع الشاليه ذهاباً وإياباً تنتظر الخبر المنتظر وهو القضاء على

تلك الفتاة وأمان هو الذي يتحمل نتيجة افعاله:

- ضحكت بشر واشعلت التلفاز تشاهد فيلم بمزاج هادئ.


                 الفصل الثاني عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close