أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل الخامس 5بقلم رانبا البحراوي


 رواية عهد الأخوة

الفصل الخامس 5

بقلم رانبا البحراوي


خرج حمزة غاضبا ينتظر خروجهن من المكان سمع زينب وهي تقول :لم أحزن لطرده لي بهذه الطريقة بقدر مااحزن على خروجك وانتي بهذه الحالة.


قبلت فرحة يدها وقالت :يكفيني خوفك علي ويكفيني انكِ طردتي من مكان معيشتك بسببي لن اسبب لكِ اي ضرر بعد اليوم.


زينب :اعترف انكِ اخطأتِ في المرة السابقة حين استمعتِ لكلامه ولكن ماذنبك الآن لم تفعلي شيئا

ايعقل أن يكون مرض الإنسان ذنبا يعاقب عليه.


فرحة :أخبرتك انني بخير دعيني اغادر المكان ومتأكدة أن غضبه سيهدأ بعد قليل بعد أن اغادر ويتركك أنتِ.


زينب :أين ستذهبين، وماذا لو حدث شيئا لكِ.

فرحة :وماذا سيحدث لي، اتمنى لو خروجي بهذه الحالة يهلكني كي اذهب الى والدي وادفن معه حيث الراحة من متاعب هذه الحياة وقسوتها.


بكت زينب ولم تدع فرحة تغادر بمفردها، جمعت اغراضها أيضا ورافقت فرحة.


شعر حمزة بالذنب بعد سماع حديثهما وقرر أن يوقفهما.


بمجرد أن خرجت فرحة من الغرفة وقفت أمامه كي تتوسل إليه ان يبقي زينب ويطردها ولكنها لم تكمل حديثها وسقطت أرضا ولم تقوى زينب على اللحاق بها فصدمت رأس فرحة بالأرض.


عندما حاول حمزة اسعافها رأى انها تنزف دما من جبهتها، استدعى السائق فورا واخذها بنفسه إلى اقرب مستشفى ولم ينتظر زينب ووقفت زينب تبكي وتدعو لها وظلت تنظر حتى غادرت السيارة المكان فجلست أمام الباب تنتظرهم .

بالمستشفى سأله الموظف عن اسمها ولم يستطع حمزة الاجابة اتصل بزينب ولكنها لم تسمع الهاتف. 


اقترب حمزة من فرحة وكانت قد استعادت وعيها دون أن تفتح عينها. 

حمزة :مااسمك؟ اريد تسجيله بسجلات المستشفى. 

فرحة :فرحة عادل الطيب.

طلب حمزة من الموظف تسجيل اسمها، قام علاء بصف السيارة بالجراج ولحق بهم. 


ترك حمزة السائق برفقتها وأخبره أن يخبره بتطورات الحالة عبر الهاتف لأن لديه عمل هام.


قاد حمزة السيارة بنفسه وذهب إلى العمل وبالطريق كان يلوم نفسه بشدة كيف اعماه غضبه واستغل سلطانه وظلم تلك الضعفتين ولم تستطع احداهن الدفاع عن نفسها من شدة غضبه.


اتصل به علاء بعد ساعة وأخبره ان فرحة بخير الآن اخبرني الطبيب انها كانت تعاني من حمى شديدة 

فقام بأسعافها ولكن الحرارة ترتفع من حين لآخر وبالنسبة لجرح رأسها فهو سطحي ولكن عليها أن تبقى هذه الليلة بالمستشفى حتى تنخفض درجة الحرارة. 


حمزة :اتركها بالمستشفى واترك رقمك هاتفك بالمستشفى.


فعل علاء كما اخبره وترك رقم هاتفه بالرغم ان رقم هاتف حمزة كان مسجلا بالسجلات لحظة دخول فرحة المستشفى. 


بالمساء بوقت متأخر من الليل اصرت فرحة على مغادرة المستشفى فقام الطبيب بالأتصال بعلاء وحين لم يرد لأنه كان نائما اتصل الطبيب بحمزة فأخبره ألا يتركها تخرج بمفردها خشية ان تفقد وعيها وهي بمفردها. 


ذهب حمزة إلى المستشفى على الفور وصعد إلى غرفتها يحاول اقناعها بالبقاء بالمستشفى هذه الليلة ولكنها رفضت. 


حمزة :لمِ هذا العناد إلا تخشي على نفسك من المرض؟ 

فرحة :علمت من الممرضة ان تكلفة الليلة بهذه الغرفة خمس آلاف جنيه لا أملك هذا القدر من المال. 


حمزة :لن تدفعي شيئا،سأقوم أنا بدفع كافة النفقات. 

فرحة :ولماذا تتحمل هذه النفقات أأنت المريض أم انا؟ 


حمزة :أنا من جئت بكِ لهذه المستشفى الخاصة دون أن تطلبي ذلك. 


فرحة:لن أقبل بذلك. 

حمزة :يبدو انكِ عنيدة جدا وسوف اجعل الممرضة تقيدك بهذا السرير إذا رفضتي الاستماع الي. 


بقيت فرحة بمكانها ولكنها ظلت تجادله لمدة ساعة تقريبا لوجود مستشفى حكومي قريبة من المقابر ولكنه جلبها لتلك المستشفى. 


جلس حمزة على الاريكة التي بغرفتها كي يرسل عدة رسائل خاصة بالعمل قبل ذهابه من المستشفى. 


حمزة ينظر بالهاتف، استجمعت فرحة شجاعتها وقررت أن تحدثه فيما يزعجه من بقاء زينب بالمقابر. 


فرحة :لا أعلم كيف اشكرك على مساعدتك لي وأعتذر علي ازعاجك ومضايقتك من قبل. 


لم ينظر حمزة وظل منشغلا بالهاتف وبعد لحظات سألها :ماذا قولتِ منذ قليل؟ لم انتبه. 

فرحة :أردت أن اشكرك واعتذر منك. 

حمزة :لا داعي لكلاهما. 

فرحة :ولكنني أريد ذلك بشدة وخاصة الإعتذار لم اتعمد التطفل على وحدتك والتنصت إلى كلامك ولكن تأثري الشديد بكلامك دفعني إلى الانصات إليك 

ورؤية دموعك. 


انزعج حمزة حين ذكرته بالأمر فهو اعتاد أن يحاوط مشاعره بسياج شائكة وجدران شاهقة، يرى أن حزنه 

نقطة ضعفه فيخفيه عن الجميع، أحاط قلبه بحصن

منيع وجدران عازلة، كيف تجرؤ فتاة بعمرها غريبة عنه في التسلل إلى اضعف نقطة بقلبه(حزنه) وتطلع عليها وتناقشها بسهولة وكأن الأمر اصبح متداول ويجوز فيه النقاش. 


قاطعها حمزة على الفور وقال :عذرا لا أسمح لأحد بالتحدث عن ذلك مهما كان. 


فرحة بهدوء شديد:هل سبق لك واستمعت من قبل لأحد يصف قلبك، يسرد مشاعر مماثلة طبق الأصل لما يشعر به قلبك،أعلم الاجابة مسبقا لا، أنا أيضا 

لم أمر بذلك من قبلك حتى استمعت إلى حديثك ذلك اليوم. 


بدأ حمزة في الانصات لها بأهتمام دون غضب وزال العبوس من وجهه، هدأ توتر فرحة وبدأت تتحدث 

براحة واطمئنان. 


أكملت فرحة:ذلك اليوم، اختنق قلبي بالحزن والشوق لأبي وتمنيت لو أجد من يفهمني إذا أخبرته بما أشعر به ومدى الألم الذي كاد يقتلني ولكنني أدركت أنه لايوجد حولي من يشعر بي أو يفهمني وبلحظة أتى صوتك الحزين إلى مسامعي لتخبرني كل كلمة من كلماتك انني لست بمفردي وأن هناك من يمر بنفس الألم ويروي ويحكي ويسرد لمسامعي كيف يكون الألم 

كيف يكون الضعف، كيف تكون الوحدة في عالم مليئ

بالناس. 


بكت فرحة بهذه اللحظات وتدفقت دمعة من عين حمزة لاحقتها يده على الفور حتى لاترى فرحة تلك الدمعة. 


شعر حمزة بصدقها وحزنها وزال غضبه وأخبرها بأسفه الشديد لازعاجها هي وجدتها وسمح لها بالبقاء مع جدتها وحذرها ألا تتحدث عن ماسمعته منه ذلك اليوم مع أحد لأن له منافسين يبحثون عن نقاط ضعفه ومستثمرين وضعوا ثقتهم به والجميع يعلم بقوته وعزيمته ولايريد أن يعلم أحد شيئا عن ذلك الجانب الضعيف منه كي لايستغل أحد ذلك ضده. 


وعدته فرحة أنها ستكتم سره وهي تبتسم. 

حمزة :هل تواصلتِ مع الحاجة زينب؟ 


فرحة :الحاجة زينب لابد انها تشعر بالقلق علي الآن،لا لم اتواصل معها، هاتفي بالمنزل ولا احفظ رقم هاتفها

كنت تواصلت معها من هاتف المستشفى. 


حمزة :لما تناديها الحاجة اليست جدتك؟ 

فرحة بارتباك :جدتي بالفعل ولكن احيانا يزل لساني واناديها مثلما يناديها باقي الناس. 


حمزة :سأحاول الاتصال بها بطريق عودتي إلى المنزل 

خذي قسط من الراحة حتى الصباح وسوف أرسل علاء لينهي إجراءات خروجك من المستشفى وسيقلك إلى المنزل. 


شكرته فرحة مرة أخرى. 


خرج حمزة وهو ممتن لها جدا عن زوال غضبه ومشفق عليها لأنها تمر بنفس ألمه رغم صغر سنها وكونها فتاة تتحمل ذلك الألم بمفردها مثله. 


حين تقابل اشخاص تحمل نفس ألمك وكأنها مرآة عكست روحك واطلعت فيها على مشاعرك حينها فقط يهدأ الحزن بداخلك وتشعر انك لست بمفردك وتجد الراحة في التحدث معهم ويخف ذلك الثقل الذي يختنق به قلبك. 


في اليوم التالي صباحا اتصل حمزة بعلاء ووبخه لأنه لم يستطع الوصول إليه أمس رغم انه اوكل اليه مهمة الاهتمام بفرحة وقام بخصم جزء من راتبه عقابا له على اهماله، ذهب علاء ليقلها كما أمره حمزة وكان متضررا جدا مما حدث ووجد بغرفتها بعض الممرضات والعاملات بالمستشفى يتحدوثون معها بأهتمام وكأنها من المشاهير يبدو أن اسلوبها في الحديث وشخصيتها الاجتماعية جذبت الكثير منهم وكأنهم يعرفونها منذ سنوات. 


علاء :هيا اجهزي أنهيت كل الإجراءات ودفعت النفقات واسرعي حتى لا اتأخر على البيه. 


تحدث معها علاء وكأنه تكلف بهذه النفقات واشعرها بالخجل ولكنها لم تصمت، بالسيارة اخبرته انها كانت تريد الذهاب ليلا رغم عدم تعافيها الكامل حتى لاتكلف حمزة بيه نفقات علاجها خاصة وانها لن تستطيع سداد ذلك فهي لاتملك مال أو عمل. 


عبس وجه علاء وطلب منها أن تتوقف عن الكلام حتى يستطيع التركيز. 


عندما وصلوا الي الحاجة زينب كانت مستيقظة قلقة جدا واطمنئت وابتسم وجهها عندما رأت فرحة سليمة معافاة أمامها شكرت علاء كثيرا ودعت لحمزة طويلا. 


دخلت فرحة وظلت زينب تتحدث مع علاء أمام الباب وطلبت منه أن يتوسط لفرحة عند حمزة بيه لكي يوافق على أن تبدأ تدريبها بأي فرع من فروع المطاعم. 


وعدها علاء بذلك رغم نيته في عدم اخبار حمزة بالأمر، طلبت منه زينب أن يبلغها الرد في أقرب وقت. 


بعد يومين اتصل علاء فقامت فرحة بالرد عليه واخبرها ان حمزة لم يوافق على أن تتدرب بالمطاعم 

الخاصة به لأن مظهرها لا يليق بذلك. 


هل ستصمت فرحة على تلك الأهانة خوفا على زينب أم ستذهب إلى حمزة لأنها لم تحتمل السكوت عن كلماته الجارحة. 


الفصل السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close