أخر الاخبار

رواية قلبها الملائكي الفصل الخامس عشر15والسادس عشر16بقلم فاطمة البنه

رواية قلبها الملائكي الفصل الخامس عشر15والسادس عشر16بقلم فاطمة البنه

وصلت عبير الى الارض التي تحمل حلمها ترى هل ستحقق احلامها ام ستكون كلها سراب في سراب..!

اخذة سيارة الاجر كي تاخذها الى سكن الطالبات، طوال فترة الطريق كانت تتأمل كرات الثلج المتساقطه التي حولت الطريق الى اللون الابيض كقلبها النقي ارتسمت ابتسامه كبيره على ثغرها و هي ترى جمال الثلج المتساقط الذي ينعكس في سحر عيانها الاخاذتين و هي تردد الحمدالله رب العالمين على توفيقها في اول خطوه للمضي الى حلمها، شعرت بالبرد الشديد تذكرت الشال التي اعطته اياه والدتها فحنان تلك الايدي التي قامت بصنعه كانت كافيه لتبعث في روحها الدفى في وسط هذا الصقيع من البرد وبعد ساعتين ها قد وصلت إلى الجامعه حيث سكن الطلبه باتت خطواتها ثقيله لشدت فرحها وكانها في حلم لا تريد الاستيقاظ منه، لقد تم توزيع الطلبه منذ شهر وحجزو لها غرفتها مع زميلاتها التي سبقوها في المجيى قبل ايام

فتحت ريم باب الغرفه ها قد وصلت زميلتنا الجديده، فاسرعن كل من آلاء و وندى ليروون الزميله الجديده و الترحيب بها، مضت ساعه وهم يتعارفون على بعضهم البعض، لم تكن عبير طائفيه بل تبغض الطائفيه كثيرا و لكنها شعرت بالارتياح حين علمت ان جميع زميلاتها من نفس الطائفه و ربما يساعدهم هذا الشيء في الذهاب الى احدى الحسينات التي تقام في احدى المناطق فهي متمسكه باهل البيت" عليهم السلام" لا تنسى ان تشاطرهم في افراحهم و احزانهم..

ريم: حسنا عزيزتي لابد انك متعبه جدا من عناء السفر فالتستريحي و غدا سوف نذهب سويا إلى الجامعه،تصبحين على خير يا زميلتنا الجديده

و بكل محبه: و انتم من اهل الخير، وضعت رأسها على المخده و حمدت الله كثيرا على تواجدها مع تلك الزملاء فقد احست بالارتياح لهم، لم تمضي دقيقه حتى غطت في النوم العميق لشدة التعب، و لكن يا ترى هل سيكونون الزملاء نعم الرفقه ام كالافعى الملسعه ترتدي قناع البراءه..!

لقد كان كل من ريم و ندى و آلاء من فئة الاغنياء و كانوا يعشيون حياة الترف بعكس عبير الفتاة المتواضعه، 

في صباح اليوم التالي بدت كل واحده منهن بابهى حله، و مساحيق التجميل الصارخه التي لا تتناسب مع اجواء الجامعه، لم يكن باستطاعة عبير ان ترتدي مثل ما يرتدون من ملابس جميله، لكنها كانت تصر على الباس المحتشم و هي التي كانت تزيد من جمال لباسها لجمالها و عفتها وعفويتها، لم تستطع ريم ان تتمالك نفسها من الضحك عندما رأت ملابس عبير، ولكن بادرتها ندى الضحكه بصوت خافت

نظرت اليهم آلاء بنظره فهما من نظرتها ان يكفا عن الضحك و يجب عليهم احترام مبادئها، و ماذا لو كانت من الطبقه الفقيره يكفي بانها فتاة طيبه،لقد كانت آلاء فتاة طيبه الا ان تفكير ندى و ريم السطحي غالبا ما يسيطر على تفكيرها والجانب الحسن فيها فهمست ريم في اذن ندى بسخريه: لو خلت خزانتي من الملابس و لم يتبقى لدي سوى الملابس التي ترتديها لما ارتديتها وتبادلا الضحكات، و هي في غفله عما يختلج قلوبهم نحوها

توجهن جميعهن إلى الجامعه، و توجهن كل من ريم و ندى إلى المحاظره، اما آلاء لم يكن لديها محاظره في هذه الساعه فاقتنمت الفرصه لتري عبير معالم الجامعه

آلاء:حسنا بما ان انا وعبير كلينا ليس لدينا محاظره في هذا الوقت، سوف أخذ عبير لأريها الاماكن التي قد تحتاج اليها في الجامعه، سنوافيكم باذن الله بعد ساعه في محاظرة اللغه الانجليزيه

ندى، ريم: حسنا

و بعد ساعه،،

آلاء: و هذه هي مكتبة الجامعه تستطعين القدوم إليها حيث شأتي لاستعارة الكتب و عمل البحوث، و الآن بعد أن اخذتك إلى اهم الاماكن في الجامعه ارجوا انك قد حفظتي الاماكن، قد تتوهين في بادئ الأمر و لكن لا تقلقي سوف تحفظينها سريعه فكلها قريبه من بعضها البعض و إذا أحتجي إلى أي شيء انا بخدمتك

عبير: شكرا لك عزيزتي 

آلاء: هيا فقد تأخرنا على محاظرة اللغه الانجليزيه لابد ان ريم وندى بإنتظارنا الان،



ها هما ريم و ندى قد انتهوا من محاظرتهما و هم الان بطريقهم الى محاظرت اللغه الانجليزيه

ندى: لا بد ان قلبك الآن يخفق بشده لرؤية اسماعيل فهو ايضا معنا في هذه المحاظره

ريم: آه جدا جدا أشعر و كأنه سوف يخرج من جوفي، لا اصدق اننا أنتهينا من هذه المحاظره الممله، لقد كنت أحسب الدقيقه بالثانيه و كانها سنه 

ثم توجهت لتعيد ترتيب مساحيق التجميل التي تغطي محيا وجهها قبل ان تتوجه إلى المحاظره..

أسماعيل شاب جميل وثري جدا و يلفت الانظار بأناقته الذي ينظر إليه لأول مره يظن انه شاب متكبر و لكن في الحقيقه أخلاقه العاليه تجذب القلوب نحوه فهو متواضع جدا و خلوق و لكن كتوم جدا بالكاد أحد يفهم سر نظراته المختبئه خلف عينيه، و يكون هو أبن خالتها لريم

اجتمع جميع الطلاب أما آلاء و عبير فقد تأخروا خمس دقائق بسبب بعد مسافة المكتبه من مبنى المحاظره

دخلت آلاء و هي تعتذر من الأستاذ عن تاخرهما

الاستاذ: لا عليك آلاء فقد خصصنا اليوم للتعارف على الطلبه الجدد، و بعد ثلاث طلاب ها قد اتى دور عبير للتعريف عن نفسها فذهبت تمشي على استحياء و لم ترفع عينيها لشدة حيائها حتى ان صوتها بالكاد كان ينسمع فأخذ الاستاذ يشجعها كي ترفع صوتها قليلا و يقل توترها، لقد فتن أسماعيل لحيائها و عفتها و عفويتها و للبسها المحتشم انها على طبيعتها لا تضع اي مساحيق التجميل الذي تبالغ بوضعها الفتيات كما ان جمالها كان يغنيها عن اي مساحيق .

لاحظت ريم نظرات اسماعيل الشارده لعبير، بعد ان انتهت المحاظره ذهبت مهروله لكي تلقي التحيه عليه، لم يكن أسماعيل الذي يتحدث مع الفتيات لكنه كان يتواصل معها احتراما للعلاقه الاسريه بينهما

ريم: كيف حالك ابن خالتي..؟

اسماعيل: اهلا ريم انا بخير و انتي كيف حالك

ريم: الحمدالله بخير

سامي: هيا لم يتبقى سوى ثلاث دقائق على المحاظره

أسماعيل: استمحيك عذرا فعلي الذهاب

الفصل السادس عشر 


مضى اول شهر لعبير و هي في الجامعه، اما معاملة ريم و ندى لم تتغير تجاه عبير فقد باتوا يشعرون بالحرج عندما تصاحبهم بلبسها المتواضع و الفضفاض و عدم وضعها لمساحيق التجميل و مواكبة الموضه و غيرها، فباتوا يختلقون الاعذار حتى لا ترافقهم عند ذهابهم للجامعه، اما آلاء فقد كانت تعرف نواياهم و لكن شخصيتها متزحزحه جدا

آلاء: تعلمون ان عبير ليس لديها أصدقاء سوانا لما كل هذا فقط لانها لا تنتمي لطبقتنا، ام للبسها و طبيعتها

ريم بنبرة غضب: و من قال انها كذلك أنها فقط زميله و لا يشرفني ان اكون صديقتها فأنا اشعر بالاحراج عندما تكون معنا و كأن الانظار كلها علينا لشكلها و لبسها المضحك ان لم تشائي ان تكونين معنا فالتبحثي عن صحبه غيرنا، فلم يسعها الا ان تصغي لكلامهما..

اما عبير فقد اعتادت ان تمضي وقت فراغها في الجامعه في المكتبه تقوم باستعارة بعض الكتب و قرائتها فهي تحب الاطلاع على الكتب كثيرا ، إلى أن كونت لها صداقه جديده،،

السلام عليكم

عبير:و عليكم السلام

قد لا تعرفيني شخصيا انا ادعى حنان

عبير: تشرفت بمعرفتك اختي و أنا اسمي عبير

حنان: تشرفنا اختي عبير، اود ان أسألك اختي بشأن هذا الكتاب الذي بيدك من اين حصلتي عليه لقد كنت ابحث عنه منذ يومين ولم احصل عليه

عبير: سوف تجدينه في هذا الركن من هذه المكتبه في الرف الرابع

ذهبت حنان لتأخذ الكتاب ثم توجهت للجلوس قرب عبير: شكراً جزيلا لك أختي لا أعلم كيف لم انتبه عليه، بالمناسبة انا أراك ترتادين المكتبه منذ شهر تقريباً

عبير: نعم فأنا أهوى القراءه كثيرا..

حنان:و انا ايضا يبدو ان هناك عامل مشترك بيننا

عبير بابتسامه: نعم يبدو انه كذلك 

مضت الأسابيع و اكتشفن ان لديهم الكثير من الصفات المشتركه و أصبحوا قريبين جدا من بعضهم البعض، و أصبحوا يستعيرون مثل الكتب دائما و قرائتها سويا، وذات يوم بينما هم غارقتان في الحديث، دخل إسماعيل و سامي إلى المكتبه لاستعارة بعض الكتب بقصد عمل بعض البحوث ما ان و قع ناظره على عبير حتى بدت دقات قلبه تخفق بشده: إسماعيل ماذا دهاك فانت ليس من هذا النوع من الشباب الذين يهيمون بالحب وغيره ما الذي حل علي، هل انا وقعت في حبها..! لا لا اظنها مرحلة اعجاب و ستعدي باذن الله 

حنان تنظر إلى ساعتها: يا إلهي انها الساعه الثالثه كيف لم انتبه للساعه انه موعد محاظرتي اراك لاحقا رفيقتي

عبير: و انا ايضا اراك لاحقا عزيزتي

كانت آخر محاظره بعد يوم طويل و شاق و أثناء عودتها إلى المنزل هاتفتها حنان

حنان: السلام عليكم

عبير: وعليكم السلام

حنان: عبير لقد خطرة لي فكره بما ان غدا اخر يوم من الأسبوع ما رأيك ان نذهب إلى كوفي شوب أو للتنزه قليلا بعد أن تنتهي من الجامعه لتخفيف عن ضغط الدراسه قليلا

عبير: انه فكرة جميله سوف اتي معك باذن الله

حنان بابتسامه عريضه: اذا اراك غدا إلى اللقاء

عبير: إلى اللقاء

وصلت عبير إلى السكن وصلت صلاة المغرب، ثم أكملت واجباتها، بعد مضي ساعه من الدراسه تناولت عشائها و اخذت الدفتر الذي اهداها اياه أمل و إيمان فهو كرفيق دربها تفيض باحرفها كل ما عجز لسانها عن فصحه، بينما هي تكتب دخلن ريم و هدى و الاء و صوت ضحكاتهم كانت تكفي للفت الانظار..

ندى :اه كم أشعر بالتعب الشديد أود الاسترخاء

ريم: اما انا فلا اتعب من التسوق ابدا، كم اشعر بالسوء لانني لم احصل على مقاسي من ذاك الحذاء الجميل

الاء: و انا ايضا لم احصل على مقاسي من القميص الذي اردته

التفتت ريم إلى عبير و هي تحادث علياء، ماذا تكتب هذه البلهاء في مثل هذا الوقت فتوجهت اليها: الم تنتهي من دروسك

عبير: بلا انتهيت انما اكتب مذكراتي 

ريم:اه انه شيء جميل ، هل يتسنى لي قرأتها

عبير بنظره يملؤها الخجل لا فهي تحتوي على أمور خاصه بي، و لكن ريم لم تابه لذلك فاخذت منها الدفتر بقوه و اخذت تقرا بصوت عالي بعض كتابتها، أنصدمت عبير من ردت فعل ريم غير المحترمه فاخذت تترجاها ان تعيده اليها و لكن دون جدوى، لاحظت ندى انا ملامح عبير تغيرت كليا و الدموع تكاد تهطل من مقتليها فأمرت ريم ان تعيده اليها، اعادته إليها و بنشوه انتصار لست انا من يرفض لها طلب اتفهمين ذلك، اخذت عبير الدفتر لتخبئه و ذهبت بعدها إلى النوم و الدموع قد قرحت جفونها من فعل ريم، فقد صدمتها كليا بشخصيتها الحقيقيه..



و في اليوم التالي حاولت عبير ان تنسى ما مرت به البارحه و توجهت إلى الجامعه و بعد ثلاث ساعات ها هي تلتقي بحنان في المكتبه..

لقد كانت المكتبه مزدحمه في هذا اليوم بالكاد حصلو على كرسين شاغرين بجانب فتاة مسيحيه بادرا بالسلام واستأذنا للجلوس بقربها، ولكن ردت فعلها كانت غير لائقه، اعتذر فانا لا أنحاز إلى المسلمين ولا أشعر بالارتياح لهم..!

عبير و حنان بنظره يملئها التعجب ولكن لما..!؟

الفتاة: بسسبب طقوسكم الغريبه، كما أنكم الأساس في كل الأعمال الإرهابية، كما أنكم تكرهون ممن هوى ليس على ديانتكم

و بعد حوالي ساعتين من المنقاشه حاولا ان يفهمانها، ان الارهابين لا ينتمون إلى اي ديانه و ان الإرهاب لا دين له، و أن الطقوس التي يقوم بها المسلمين ما هي إلى صلاة وعباده إلى ربهم و ان الاسلام هو دين التسامح و المحبه و الاخاء كذب من يدعي غير هذا، بعد التوضيح بدت الفتاة تبدي بعض التجاوب معهم، حنان: لقد مضت ساعتين و لم نتعرف على اسمك..؟

أنا اسمي ماري

حنان: اسم جميل، شكرا لك،

ماري: نعم فقد اسمتني امي بهذا الاسم تيمنا بام المسيح

عبير: انه لشيئ جميل 

عبير، حنان:بامكانك انت تعتبيرنا صديقتيك منذ الان

ماري: شكرا لكما، علي الذهاب الآن فبعد دقائق موعد محاظرتي

عبير: حسنا إلى اللقاء، ستتجديننا في المكتبه بشكل يومي تستطيعين الجلوس معنا متى اردت..

و بعد انتهاء الدوام ها هن عبير و حنان توجهوا إلى الكوفي شوب، حتى جاء اتصال مفاجئ لحنان:عبير لا اصدق لقد هاتفني خطيبي وائل و هو قادم لزيارتي في الأسبوع المقبل لا اصدق ذلك كم انا فرحه جدا

عبير بابتسامه: انها مفاجأة جميله أتمنى لكم قضاء وقت ممتع سويا، بعد سويعات و اثناء تنزههم 

عبير: يا الهي لقد مضى ربع ساعه على اذان المغر كيف لم انتبه على ذلك، حتى حنان شعرت بالسوء بعدم انتباههم للوقت: عبير هيا يوجد هناك مسجد بعد شارعين فلنذهب لاداء الصلاه، دخلن المسجد توجها للوضوء، و اشرعا إلى الصلاه، لم تكن حنان من نفس طائفة عبير، و لكن لم يحدث اي فارق معها فهي ليست طائفية و تبغض الطائفين، و لكن منذ ان اكتشفت حنان من أنهما ليس على طائفه واحده تغيرت ملامحها و تغيرت معاملتها معها ، لم تتفوه معها بأي كلمه طوال فترة عودتهم الى سكن الجامعه، حتى مضت أيام وحنان تحاول ان تتهرب من عبير بأي طريقه و لم تأتي إلى المكتبه لمدة اسبوع حاولت عبير ان تتصل بها للاطمئنان عليها وعن سر تغيبها المفاجأ و لكن دون جدوى فحنان لم تجيب على اتصالاتها

يتبع 

                    الفصل السابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close