أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل العشرون 20بقلم رانبا البحراوي

       

رواية عهد الأخوة

الفصل العشرون 20

بقلم رانبا البحراوي



انزعج حمزة جدا بسماع صوت ضحكاتها مع شخص غريب وازداد انزعاجه عند رؤية كابتن كريم لأنها سبق وتحدثت عنه مع عمر، ولكن الذي يشغل تفكيره اكثر من اي شئ كيف حال علا وماالذي اصابها.


فرحة :لا تقلق علا بخير.

حمزة :أين هي اريد رؤيتها.

فرحة :بهذه الغرفة، ذهب حمزة مسرعا لرؤيتها وكانت تتألم قليلا، عانقها واطمئن عليها من الطبيب ثم حملها بعد أن سمح الطبيب لها بمغادرة المستشفى.


عندما خرج من الغرفة قامت فرحة بتقديمه لكريم وقدمت كريم له.


فرحة :لا أعلم ماذا كنت سأفعل بهذا الموقف لولا مساعدته.


شكره حمزة بينما يسبقها حمزة للسيارة وتتبعه فرحة برفقة حمزة سمع كريم يطلب منها رقم هاتفها.


ألتفت حمزة وسأله بغضب :لماذا؟

كريم :  والدتي من أشد المعجيبن ببرنامجها وحزنت عندما علمت انني قابلتها من قبل ولم اطلب منها رقم الهاتف.


نظرت فرحة لحمزة ورأت كم كان منزعج فقالت لكريم اعطيني رقم هاتفها وانا سأحدثها في أقرب وقت.


وضع حمزة علا بالسيارة وظل ينتظر فرحة حتى تركب السيارة.


عمر مازال بالجرد لم يرى هاتقه إلى الآن، ارادت زينة ان تشكره على مساعدتها فأعدت طعام وعادت إلى الماركت مساءا لتقدمه له.


عندما رأها عمر غضب بشدة وقال :ماالذي اتي بكِ إلى هنا ثانية ألم اسمح لكِ بالعودة مبكرا حتى لايزعج ذلك الشخص مرة أخرى.


زينة :لم يتأخر الوقت كثيرا، أردت أن اشكرك فقط على مساعدتك لي وأعلم انك لم تتناول وجبة الغداء اليوم بسبب الجرد واقترب موعد العشاء دون أن تتناول غدائك.


عمر :اخبرتك من قبل انني لا اريد شكر ولا اي شئ هيا عودي إلى منزلك قبل أن يتأخر الوقت اكثر من ذلك.


زينة :والطعام؟

عمر :لا اريد.


حزنت زينة كثيرا وأختنق صوتها بالبكاء وأخذت الطعام.


بعدما غادرت المكتب شعر عمر بانزعاج شديد لأنه احزنها رغم انها قطعت هذه المسافة الكبيرة من منزلها للماركت حتى تقدم له الطعام.


لحق عمر بها وبينما يخرج من الماركت رأى شاب وهو يدفعها بسيارة ملاكي قديمة.


استقل عمر سيارة أجرة كي يلحق بها. 


حمزة بالسيارة لم يتحدث مع فرحة مطلقا. 

فرحة :كيف حالك مر وقت طويل منذ رأيتك اخر مرة، اعلم انك امتنعت عن زيارتنا بسببي ولكن سياتي اليوم الذي تتفهم فيه موقفي وتعلم انني لم ارد ظلمك. 


حمزة :وسيأتي اليوم الذي تندمين فيه على قرارك هذا، عندما تلفتي حولك ولم تجديني. 


فرحة بحزن :هل ستغادر البلاد. 

حمزة :نعم. 

فرحة :إلى أين. 

حمزة :لدي رحلة علاج بالخارج لا اعلم اذا كنت سأعود منها ام لا. 

فرحة :ماالذي اصابك ولماذا لم يخبرني عمر بذلك؟

حمزة :أصابني مااصاب امي واختي، ولم أخبر عمر ولم أخبر اي احد ولكنني لا اعلم لماذا أردت أن اخبرك فقط، مازلت اراكِ ذلك الصندوق السري الذي اضع به كل خفايا قلبي. 


بكت فرحة وطلبت منه أن يتوقف عن القيادة ويحكي لها مااصابه بالتفصيل. 


نظر حمزة وراي علا نائمة فحكي له انه اكتشف مرضه منذ أيام قليلة وأن الطبيب نصحه ان يسافر للعلاج بأمريكا. 


فرحة :سأذهب معك. 

حمزة :باي صفة؟ 

فرحة :زوجتك 

حمزة بفرحة :حقا. 

فرحة :موافقة ان يتم عقد قرانا من الغد اذا مازالت عند رأيك. 


حمزة :انا مازالت عند رأيي ولكن هل لا تمانعين الارتباط بمريض مثلي. 

فرحة :نعم وبشدة. 


مازال عمر يتبع السيارة التي بها زينة وبمنطقة مهجورة مظلمة قام زوج زينب السابق بنزع ملابسها بهدف تصويرها مرة أخرى.


دفعه عمر من الخلف وضربه بعنف شديد وعندما سأله زوجها السابق من انت.


عمر :خطيبها.

 اجابه زوجها السابق وهل تعلم علاقتي بها.


عمر :اعلم كل شئ.

الزوج السابق :وهل أخبرتك انها نشرت لنفسها فديو فاضح من حسابها.


زينة ببكاء :لا لم يحدث اقسم لك.

القى عمر جاكته عليها وطلب منها ان تلبسه كي يأخذها بعيدا عن هنا.


امسك عمر بياقة ذلك الرجل وأخبره أنه اذا اقترب منها ثانية لن يرحمه وسيعيده إلى السجن مرة أخرى.


لم يجد عمر سيارة اجرة بذلك المكان فطلب منها أن تسير معه حتى يجد وسيلة مواصلات.


لاحظ عمر أن زينة لا تستطيع السير على قدمها فطلب منها أن تتكئ على يده ولكنها خجلت ان تقترب منه.


زينة :لماذا اخبرته انك خطيبي.

عمر :كي يعلم إنك لست وحيدة ويدعك وشأنك.

زينة :لا تصدق مايدعيه علي سأحكي لك كل ماحدث بالماضي.


اخبرته زينة بالفديو الذي تحدث عنه زوجها السابق وكيف انتشر وكيف ساءت سمعتها بسببه.


اشفق عمر عليها وقال :بقدر مادعيت بأن يصيب والدك مااصابنا به انا واختي الا انني حزنت على ماحدث لكِ اشعر كأنك لا تشبهي والدك ولذلك لم تستحقي كل ماحدث بكِ.


زينة :اعلم انني لا استحق ماحدث وانني بريئة مثل فرحة تماما ولكن احيانا اشعر انه كان يجب أن يحدث ذلك فلو لم يجرب والدي مااصابكم به لم يكن ليندم على فعلته ويعترف بخطأه لك ويطلب مسامحتك.


من فضلك لا تشعر بالذنب لأنك سبق ودعيت على والدي لست سببا فيما حدث لي فلا تنزعج هكذا يكفي انك مازالت تساعدني رغم مااصابك من اذي بسبب والدي.


عمر : كلما تعرفت عليكِ اكثر كلما شعرت بالذنب على معاملتك بقسوة اول ايام لكِ بالعمل، كم أنتِ انسانة رائعة. 


زينة بخجل :شكرا.

قام عمر باخذها إلى المنزل وطلب منها أن تصعد وانه في الصباح سيمر عليها كي يأخذها إلى قسم الشرطة كي تقدم بلاغ بالتعدي والخطف على زوجها السابق.


عاد عمر إلى المنزل ليجد سيارة حمزة وبداخلها حمزة ينتظره. 


عمر :مالذي اتي بك إلى هنا في هذا الوقت المتأخر. 

حمزة :اخبرني انت اولا هل هذا دم. 


عمر :نعم دم تشاجرت وانا ادافع عن مساعدتي الشخصية. 

حمزة :هيا اصعد كي تبدل ملابسك ونتحدث بالغد. 

عمر :يبدو ان الامر هام اخبرني الان. 


حكي حمزة له ماحدث بينه وبين فرحة وأخبره بما حدث مع علا. 


نظر عمر بالهاتف ورأى كم هذه الاتصالات من فرحة وصعد مسرعا. 


عاد حمزة وهو بغاية السعادة بموافقة فرحة. 

في اليوم التالي. 


استدعته فرحة بنفسها واخبرته ان يأتي بخاتم الخطبة وقدمت له بطاقتها الشخصية كي يجهز لسفرها معه. 


عمر كان سعيد بقرارها وفخور بموقفها هذا الذي كان يشبه موقفه في الماضي حين علم بمرض زوجته وسرع بالزواج كي يكون معها ويدعمها. 


عمر :اريد ان اخبرك بانه لأمر عسير ان تبقي مع مريض وترعيه بكل حالاته فتارة يكون صابرا وتارة يكون يأسا وتارة يسأم العلاج ويرفض الطعام عليكي ان تصبري. 


فرحة :سأصبر واكون بجانبه واتحمل كل حالاته. 

احضر عمر خاتم الخطبة واثنان من الفساتين متشابهين لفرحة وعلا. 


فرحت علا كثيرا بارتباطهم وظلت تصورهم طوال الليل. 


لم يذهب عمر لاخذ زينة إلى قسم الشرطة وظنت انه نسي اتفاقهما ولكنها تفاجئت باتصاله يعتذر لها ويخبرها بخطبة فرحة. 


قامت زينة بتهنئته وفرحت لانه لم ينسى اتفاقه معها. 


بعد أيام قليلة عقد قران حمزة وفرحة وسافرت معه بفستان الزفاف وهناك كانت مفاجأة كبيرة في انتظارها. 


في اليوم التالي 

ذهب عمر برفقة علا إلى الماركت. 

بينما تتجول زينة بين الممرات رأت طفلة حزينة اقتربت منها وسألتها :ماذا تفعلين هنا؟ واين والدايكِ؟


علا بحزن :والدي يعمل ويعمل ولا يلعب معي وليس لدي ام، لدي فرحة فقط وهي سافرت وتركتني ولم تأخذني معها. 


زينة :أين يعمل والدك؟ 

اشارت علا بهذا المكتب. 


زينة :ولكنه مكتب المدير. 

علا :نعم هو المدير. 


زينة :مستر عمر. 

علا :نعم هو. 


زينة :مارأيك ان تعملي معي حتى لا تشعرين بالملل. 

علا :ماذا افعل. 


زينة :سنتجول بين الممرات ونسجل بعض الملاحظات. 


علا :ساذهب معك. 

زينة :دعينا نخبر والدك. 


علا :انتظري هنا وانا ساخبره وأعود فورا. 


ذهبت علا ووجدت عمر يصلي بالمكتب فعادت إلى زينة وكذبت عليها بانها اخبرت والدتها كي لا ترفض ان تجولها معها. 


ظلت زينة تتجول في الماركت بصحبة علا، أنهى عمر صلاته وبحث عن علا ولم يجدها، بعد أن انهت زينة الجولة خرجت لبعض الراحة لتناول الطعام، تفقد الكاميرات وكان الماركت مزدحم ولم يراها، شعر عمر بالخوف الشديد وخرج ليبحث عنها بنفسه. 


بعد قليل رأها برفقة زينة تطعمها من نفس طبقها ونفس معلقتها. 


علا كانت مستمتعة بتناول الطعام. 

وقفت زينة فور رؤيته تخبره كم كانت مستمتعة بقضاء الوقت مع علا. 


عمر بغضب :كان عليكِ تخبريني انها معكِ. 


فهمت زينة ان علا كذبت ولم تخبر والدها انها معها. 

لم ترد زينة ان تجرح علا أمام والدها وتظهر كذبتها فأخبرته انها نسيت اخباره واعتذرت منه. 


تركها عمر برفقة علا بعد أن طلب منها أن تنتبه عليها جيدا. 


زينة :لماذا كذبتِ علي؟ 

علا :خفت الا تأخذيني معك. 


زينة :لم اتركك اذا اخبرتيني بالحقيقة ولكن عليكِ ان توعديني بعدم الكذب مرة أخرى. 


علا :لن اكذب ثانية. 

زينة :وهذا سيكون سرنا الذي لن تخبر به احد مادمتِ ستكونين صادقة منذ الان. 


أحبت علا زينة بشدة بعد هذا الموقف وطلبت من والدها أن ياخذها معه إلى العمل ولا يدعها بالروضة. 


عمر :ستقتلني فرحة اذا تغيبتِ عن الروضة بغيابها ولكن ساخذك معي للعمل كل يوم جمعة وسبت. 


علا :موافقة. 


عمر :مالذي جعلكِ تحبين مكان عملي هكذا، كنت تكرهين الذهاب معي. 


علا :اصبحت اساعد زينة في العمل ولذلك لم امل من البقاء هناك لوقت طويل، هل هي جديدة بالعمل. 


عمر :ليست جديدة بالعمل ولكن كانت تتنقل بين الاقسام لذلك لم تصادفيها من قبل. 


علا :احببتها جدا لأنها عاملتني برفق مثل فرحة. 

عمر :مثل فرحة لم اراك تشبهين أحدا بفرحة. 


علا :لأنه لايوجد من يشبه فرحة إلا زينة. 

عمر :وماذا عني وعن حمزة؟ 


علا :احبكم جدا ولكنكم دائما منشغلين بالعمل ولذلك لا احب قضاء الوقت معكم دائما تنظرون بالهاتف او اللاب توب. 


عمر :ساغلق الهاتف واللاب توب وسنلعب كثيرا اليوم. 


عانقته علا وجلبت جميعرالعابها ووضعتها امامه. 


عمر :كلها العاب بنات، ماذا افعل الآن؟ 

علا :ماذا تريد أن تلعب؟ 


عمر :لا لن اعترض سنعلب بهذه الألعاب. 


لم يحتمل عمر اللعب لوقت طويل واخبرها ان تذهب وتضع العابها بالغرفة ووعدها انه سيجولها غدا كثيرا بعد العمل. 


في اليوم التالي بعد العمل ذكرته علا بالوعد الذي وعده اياها. 


عمر :لم انسى مازالت عند وعدي ولكن علينا أن نبقى قليلا لأنني تذكرت الان ان علي ارسال بعض الايميلات الهامة. 


حزنت علا وخرجت تنتظره خارج المكتب. 


زينة :لماذا اراكِ حزينة اليوم أيضا. 

علا :لا اعلم متى ستأتي فرحة، عمر لايستطيع اللعب معي والان تأخر على الخروج معي. 


زينة :هناك مكان جميل لم تريه بالأمس مارأيك ان ابدل ملابس العمل سريعا واخذك كي تنتظرين والدك بذلك المكان. 


علا بسعادة :موافقة. 

زينة :ولكن عليكِ ان تخبريه حقا انكِ معي ولا تكرري ماحدث بالأمس. 


علا :لا لن اكذب مرة أخرى. 

ذهبت علا واخبرت عمر انها مع زينة. 

عمر :اذهبي ولكن انتبهي وسيري ببطئ. 


علا وهي تجري :حاضر، حاضر 


ضحك عمر وكان سعيد جدا برؤيتها سعيدة. 

اخذتها زينة لنافورة مياه راقصة أمام المول من الخارج وانبهرت علا بها وظلت تشاهدها بسعادة. 


علا :مثلما اخذتيني معك بالأمس ودعتيني على الطعام انا اليوم سأدعوكِ لتناول الطعام. 


عندما أنهى عمر عمله طلبت منه علا ان يصطحب زينة معهم لتناول الطعام. 


زينة :شكرا يا علا قد تناولت الطعام بالفعل. 

علا :لا ستأتي معي همست علا بأذنها ان عمر لن يستطيع أن يجولها مثلما تفعل زينة. 


عمر :ماذا قالت لكِ؟ 

زينة :اسرار بنات. 


أمسكت علا بيد زينة ورفضت ان تذهب بدونها. 

عمر :يبدو انها تصر بشدة، ارجو الا ترفضين طلبها. 


فرحة وحمزة استقرا بالفندق وقبل ان تقوم فرغة بتفريغ الحقائب، طلبت من حمزة الاتصال بالمستشفى التي نصحه بها الطبيب المصري لتحديد موعد بأقرب وقت. 


أمسك حمزة بيدها ونظر بعينها واخبرها ان هناك شيئا عليها معرفته اولا. 


الفصل الواحد والعشرون من هنا

 لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close