رواية اسيرة الماضي الفصل التاسع 9 بقلم رانيا البحراوي

 


 رواية اسيرة الماضي 

الفصل التاسع 9

بقلم رانيا البحراوي


جلست منة بإنتظار الأستاذ كي تحصل على الجدول الخاص بالدروس وبعد قليل دخل نفس الشاب والد الطفلة الذي وبخته بالأمس..


نظرت منة له بأستياء شديد ولكنها تفاجئت بالمساعد يرقد نحوه يحمل عنه الحقيبة ويعرفها عليه ويقول هذا هو الأستاذ.


المدرس يدعى عمر ورث هذا المركز عن والده توفت زوجته منذ عام وتركت له ابنته الصغيرة أيسل ومازال يصعب على عمر رعاياتها والاهتمام بها بمفرده.


عندما علمت منة أن هذا هو الأستاذ ارادت أن تذهب على الفور وتعجبت مريم لأمرها.


نظرت منة إلى مريم وقالت هذا الأستاذ فشل فى رعاية طفلة صغيرة فكيف أامنه على مستقبلي.


طلب منها المساعد أن تختار كلماتها وتحترم الأستاذ.


منة :أفضل الذهاب هيا يامريم وذهبت منة بالفعل وهي غاضبة.


بالخارج رأت الطفلة تجلس مع حارس المركز، جلست بجانبها، استأت مريم وطلبت من منة الذهاب معها.


طلبت منة من مريم أن تذهب هي لأنها تريد الاطمئنان على الطفلة.


سألتها منة :هل أنتِ بخير؟

ايسيل :نعم بخير ولكن اخاف ان يعود الكلب مرة أخرى

ووالدي تركني بالخارج وطلب مني ألا اتحرك.


غضبت منة وامسكت بيد الطفلة وعادت إلى الأستاذ مرة أخرى وهي غاضبة جدا.


منة:كيف تتركها مرة أخرى ولماذا لا تأخذها معك وتجلسها بجانبك، تخشى أن تشاغب أمام الطلبة ام تخجل من أن تهتم بها أمامهم.


طلب عمر من المساعد أن يأخذ الطفلة ويسلمها للحارس مرة أخرى.


ازداد غضب منة وقالت أليس لديك قلب البنت خائفة تريد البقاء معك.


عمر بهدوء :وانا ايضا اريد ذلك أكثر منها ولكن المركز تم دهانه حديثا والبنت مصابة بحساسية بالصدر وأخشى أن تمرض من رائحة الدهان.


ولن اتركها كثيرا دخلت فقط لأنظم بعض الأمور ثم أخذها بعد ذلك في نزهة تنسيها ماحدث معها بالأمس.

أنا لااعلم لماذا اقف أمامك وارد على تساؤلاتك واحتمل غضبك ولكن يبدو أنني ممتن لك لمساعدتك لها بالأمس والا كنت طردتك منذ أن رأيتك.


صمتت منة وخرجت وجلست مرة أخرى بجانب الطفلة حتى لاتخاف إلى أن يخرج والدها.


سألتها منة عن أسمها وعمرها ثم سكتت قليلا وسألتها لماذا لاتبقي مع والدتك بالمنزل مادمت خائفة هكذا.


ايسل :ماما ليست بالمنزل.

منة :أين هي؟

أيسل :عند ربنا، ونظرت الطفلة نحو السماء وعيناها ممتلئة بالدموع.


دمعت عين منة وقالت وانا ايضا والدتي توفت منذ كنت صغيرة.


عانقتها منة ورات بها نفسها مرة أخرى، خرج عمر ليرى منة وهي تعانق ابنته وظل يراقبهما ويبدو أن هذه المرة الأولى التي تسمح ابنته لأحد أن يقترب منها أو يعانقها منذ أن توفت والدتها سوى والدها.


فتحت منة حقيبتها واخرجت وردة صغيرة مطرزة يدويا من الأعمال التي تعلمتها منة بالدار ووضعتها على ثياب ايسل، فرحت ايسل كثيرا وابتسمت ثم قبلت منة من وجنتيها.


ظهر عمر أمام الاثنتين وشكر منة على اهتمامها بالطفلة.

عمر لمنة :نحن الآن بنهاية العام ولن تجدي مكان في أي مركز بسهولة، مستعد أن اجنب سوء تصرفك واقبلك بمركز حتى لايضيع منك يوما آخر، ولاتظنى أنني ابحث عن طلاب للمكان ولكن مساعدتك لابنتي جعلتني اريد مساعدتك.


سكتت منة فاخرج عمر من حقيبته جدول المراجعات وقدمه لها وقال فكري وهذا هو الجدول.


اخذ عمر ايسل من يدها ولكن رغم أنها تسير معه إلا أن عيناها على منة تلتفت برأسها للخلف وتشير لها بيدها الصغيرة.


وضعها عمر بالسيارة ثم ارتدى نظارته الشمسية وانطلق بسيارته.


اتصلت منة على جدتها وطلبت منها أن تذهب إلى البحر قليلا ووافقت جدتها وطلبت منها الا تتأخر.


ذهبت منة وقلبها يسبق خطواتها إلى البحر سعيدة جدا بعين لامعة.


الصيف ببدايته ومازال الجميع يتمتع بمشاهدة البحر من الخارج والأطفال يختلطون برمال شاطئه، والبعض يجري والبعض الآخر يقوم يتطير البالونات الحملة بغاز الهيليوم وكانت هذه المرة الأولى التى تراها منة وتعجبت لأنها لاتسقط على الأرض مطلقا وتظل طائرة هكذا.


بينما تجلس منة لاحظت أن أحد الأشخاص قام بتصويرها توجهت له على الفور لتحاسبه على ذلك ففر هاربا قبل أن تصل إليه، شعرت منة بغرابة شديدة في الأمر بينما تمسك بهاتفها لكي تتصل بحمزة. 


 شعرت بأحدهم يمسك بفستانها ويجذبها منه.


              الفصل العاشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات