أخر الاخبار

رواية ظل الاثم الفصل السابع 7بقلم رانيا البحراوي

          

 رواية ظل الاثم 
الفصل السابع 7
بقلم رانيا البحراوي


 تخيلت مريم أنه معجب بها ويريد الأرتباط بها وفرحت كثيرا وارتجفت يدها والاكثر من ذلك بأنها شعرت وكأن الأرض تدور من حولها، خجلت وذهبت مسرعة وانتظرت بالخارج حتى ينهوا حديثهم.

صفاء لعاصم :لم اتحدث معها ولكن رأيت السعادة على وجهها، إذا علمت بكم الراحة التي شعرت بها بموافقتك على هذا الزواج لشعرت بالسعادة مادمت حيا، قلبي تحول من جمرة نار إلى سكينة وأمان لاينقصني سوى اتمام هذا الزواج.

عاصم :سأذهب غدا إلى السفارة المصرية بالسعودية واقوم بعمل اللازم حتى ارسل التوكيل لعمها في اسرع وقت.

شكرته والدته كثيرا وظلت تدعو له أن يجد السعادة التي وهبها اياها وان يحب مريم ويستطيع تجاوز ماضي والدتها.

بعد انتهاء المكالمة دخلت مريم إلى الغرفة وقد احمرت وجنتيها خجلا والسعادة تضئ وجهها. 

ضمتها صفاء وقالت :لم أتخيل أنكِ ستسعدين بسماع ذلك، ظننت يوما ان ابني لن يجد من تحبه، فانا احبه لانه ابني لن اتخيل ان هناك أحد سيحبه غيري وذلك لانطوائه
وقسوة ردوده ولكنه كما ترين طيب القلب. 

مريم بخجل :اعلم انه يخفي خلف عبوس وجهه وردوده القاسية قلب طيب. 

في اليوم التالي زارهم بلال لأطمئنان على صفاء ولكي يوفي بوعده ويصطحب مريم لزيارة والدته.

استأذنت مريم من صفاء بأن تذهب معه للقاء زوجة عمها لأنها قد تركت المنزل من أجلها.

اذنت لها صفاء بالذهاب ونسيت تخبر بلال بانها تريد التحدث مع والده لتخبره بزواج مريم من عاصم.

بلال كان سعيد جدا برفقة مريم بالسيارة.
بلال :اتمنى لو تزول كل الخلافات بينك وبين والدتي ونصبح عائلة طبيعية يجمعنا الود والرحمة، نتبادل الزيارات في المناسبات والتهنئة في الأعياد، اتمنى ان ترى والدتي شخصيتك الحقيقة واخلاقك الحميدة وستنتهي كل مخاوفها.

مريم :أنا ايضا اتمنى ذلك ولكن لا اظن ان يحدث ذلك يوما.

بلال محدثا نفسه وإذا لم يحدث يكفي أن تكوني قريبة مني، نستطيع تجاوز ماضي والدتك ومعاملة والدتي القاسية لكُ ونصبح سعداء، ان نترك عالمهم الملئ بالأحداث الصاخبة ونبني عالمنا الخاص ولا ندعو فيه إلا الحب.

وصل بلال إلى منزل جدته وطلب من مريم ان تنتظره بالسيارة حتى يصعد ويطلب من والدته ألا تقسو على مريم ولكن مريم رفضت واخبرته انها قد ترفض مقابلتها ولذلك عليها أن تفاجئها بزيارتها ولا تريد اخبارها بأن بلال معها حتى لا تزعجها. 

طرقت مريم الباب وانتظر بلال بالسيارة لانه لن يستطع تحمل معاملة والدته القاسية لمريم.

فتحت والدة بلال الباب وعندما رأت مريم صرخت بوجهها ماذا تريدين ألا يكفي هدم منزلنا بسببك ماذا تريدين بعد ذلك.

مريم :لا اريد شيئا علمت بما حدث بسببي وجئت كي اصلح الأمور بينكِ وبين عمي.

زوجة العم :وكيف ستصلحين وانتِ سبب كل شئ، كل المشكلات التي تحدث معي انتِ جزء منها.

مريم :جئت كي اعتذر منكِ واخبرك انه لن يحدث مرة أخرى، لن ازو منزلكم أو اتصل بأى من افراد اسرتكم
وبكت مريم وقالت :استطيع قطع صلتي بعمي نهائيا إذا كان هذا يرضيكِ وينهي المشاكل بينكما. 

زوجة العم :حقا، وكيف سيحدث هذا؟ 
مريم :لن اترك لكِ مجال للشكوى مني مرة أخرى ولكن لدي طلب اخير، عاصم يريد أن يعقد قراننا بموجب توكيل لعمي، اتمنى الا تمانعين هذا واوعدك انني سأقطع علاقتي نهائيا بعمي وبمنزلكم كافة. 

زوجة العم:إذا لن اعود إلى منزلي إلا بعد إتمام عقد قرانك. 

مريم :لماذا؟ 
زوجة العم :لن يرتبط اسمي بعمك إلا بعد أن تنقطع صلتك معه. 

مريم :قد يكون آخر لقاء بيننا لن ادعك تري وجههي مرة أخرى فهل لكِ ان تخبريني بما فعلته والدتي. 
زوجة العم:سأخبرك حتى توفي بوعدك وتبتعدي عنا نهائيا، اكملت حديثها ان عاصم بالطريق إلى منزل جدك اخبر والده أنه يريد استخدام الحمام فعرض عليه والدك أن يصعد إلى الدخول إلى الحمام بمنزله حتى لايضطر إلى الانتظار حتي يذهب إلى منزل جدك وكان يبعد عن المسجد بشارع واحد. 

جلس والد عاصم ينتظرهم بالاسفل وصعد والدك برفقة عاصم وهو يعلم جيدا ان والدتك الان بمنزل والدها. 

فتح بالمفتاح وطلب من عاصم ان يذهب إلى حمام غرفة النوم لأن الحمام الخارجي به بعض الأعطال، فتح عاصم باب غرفة النوم وفزع مما رأى خرج مسرعا يبحث عن حذائه كي يغادر المكان دون استخدام الحمام. 

شعر والدك بشئ غريب ودخل إلى الغرفة ورأى والدتك برفقة الشاب الذي كانت تعرفه قبل أن تتزوج به امسك 
أغلق غرفة النوم من الداخل حتى لايفر اي منهما وقام 
بضرب الرجل بقوة، دخلت والدتك إلى الشرفة وألقت بنفسها وسقطت شبه عارية أمام عاصم ووالده وتوفيت في هذه اللحظة. 

تغلب الرجل على والدك وقتله بسلاح أبيض وتم القبض عليه والى الآن هذا الرجل بالسجن يحاكم بالسجن المؤبد. 

صعقت مريم بسماع ذلك وارتجف كل جسدها ولم تستطع الوقوف على قدمها بينما تريد الجلوس قليلا منعتها زوجة عمها وطلبت منها مغادرة المنزل على الفور. 

مريم بحزن شديد :حاضر. 

ادارت مريم ظهرها وقامت زوجة عمها بغلق الباب بقوة خلفها، خجلت مريم ونظرت لأعلى ترى ان كان احدهم رأى ذلك ام لا، مسحت مريم دموعها  حتى لاتحزن بلال. 

بلال :ماذا حدث بينكما؟
مريم :لا تقلق اقنعتها بأن تعود إلى المنزل. 
بلال :كيف ذلك، حاول الكثير من الناس التدخل لحل الامر وعجزوا جميعا. 

مريم :هكذا، لانني كنت السبب في الشجار ولذلك انا فقط من يمكنني حله. 

بلال :كيف اقتنعت؟ 
مريم :هذا سرا بيننا. 

تعجب بلال ولكن اصرت مريم على اخفاء ذلك ولم يستطع اجبارها على أن تخبره بما حدث. 

ظلت مريم هادئة طوال الطريق والتوتر والحزن يملأ وجهها. 

أعاد بلال مريم وكان يريد مصارحتها بأعجابه بها ولكنه لم يستطع لانه لا يعرف كيف ستكون ردة فعلها. 

عادت مريم إلى المنزل وكان عاصم يتحدث مع والدته مكالمة فديو، سمع عاصم صوت بلال بجانب والدته. 

دخلت مريم غرفتها كي تجتمع بأحزانها والقت نفسها على السرير وظلت تبكي بحرقة شديدة وتركت بلال بجانب خالتها بالريسبشن. 

تسائل عاصم عن وجود بلال بالمنزل. 
الأم :انه اصطحب مريم إلى والدته. 
عاصم :تركتك بهذه الحالة وخرجت؟ 
صفاء :اصبحت بخير، استأذنت مني ووافقت بالفعل لانني بخير، لو علمت انني احتاجها ماتركتني ابدا، انها تركت حضور اختبار بالأمس كي لاتتركني. 

عاصم :تركت الاختبار لانها لاتحب الدراسة ولا يفرق معها إذا حضرت الاختبار أو لا. 

تدخل بلال وقال :الا ترى انك تظلمها برأيك هذا؟
عاصم بغضب :لا اظلمها. 

بلال عيناه على غرفة مريم يبدو أنه يريد الذهاب ولكنه يريد أن يودعها قبل ذهابه. 

طلبت صفاء من عاصم ان ينتظر قليلا عندما رأت بلال واقفا يريد الذهاب. 

صفاء لبلال :ابقى يابني للعشاء معنا. 
بلال :شكرا تأخر الوقت. 
صفاء:ستفوت الطعام اللذيذ الذي اعدته مريم بنفسها. 
بلال : هل مريم هي التي اعدت الطعام؟
صفاء:نعم هي فكما ترى لن تسمح لي مريم بالتحرك من الغرفة إلا بشروط واهمها الا اتحرك من هذا المكان. 

جلس بلال مرة أخرى فقد تشوق كي يتذوق طعام مريم. 

عاصم يشاهد ويسمع كل هذا ولايستطع النطق بكلمة واحدة وبالنهاية طلب من والدته ان تسمح له بالتحدث مع بلال. 

عاصم :اريد التحدث مع والدك بأمر هام. 
بلال :سأخبره بذلك وارسل لك رقمه كي تحدثه وقتما تشاء. 

عاصم :ألم تسألني عن سبب التحدث معه، أريد أن اتحدث معه عن زواجي. 
بلال :وماشأني بذلك؟ 

عاصم :كيف ليس لك شأن فالعروس تقربك. 
بلال بتعجب :تقربني، هل تقصد اختي؟ 
عاصم :العروس ليست اختك وانما ابنة عمك. 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close