أخر الاخبار

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثالث والاربعون 43 بقلم سيلا وليد

      

رواية عازف بنيران قلبي

الفصل الثالث والاربعون 43 

 بقلم سيلا وليد

 بسم الله الرحمن الرحيم

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته


ان كنت في قاع المحيط …..     

                              أنا ا أشعر بك 

ولو كنت في جوف الارض …. 

                              انا أسمعك 

بيننا رباط روحي …… 

وليس لي حاجة لعين او اذن 

                                للعثور عليك 

فقط….. 

اذكرني في خاطرك…. 

وانا ساصل اليك …… 

                                اينما تكون 

❈-❈-❈ 

جلست بحديقة منزلها تنظر الى ابنتها وهي تلهو مع كيان، تهرول خلفها وتسقط كل خطوة بسبب صغر سنها 

-قمرتعالي هنا، متحروحيش عند البيسين 

استدارت كيان واتجهت تمسك عروستها ووصلت إليها 

-قمر متزعليش ياقمر انا اسفة، خدي اهي، وانا هقول لبابي يجبلي واحدة تانية 

نهضت سيلين إليهما 

-مالكم زعلانين ليه..أشارت على قمر ابنتها التي تبلغ من العمر سنتين 

-انطي سيلي، قمر عايزة عروستي، خلاص انا ادتهلها، قالتها كيان التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف 

دنت منها سيلين وقبلتها 

-شطورة كوكي حبيبة عمتو..جلست ومطت شفتيها 

-مامي وبابي اتاخروا اوي، وامير راح مع نانا بعيد..انا عايزة بابي ومامي 

جلست سيلين تضمها بحنان، وحزنت عندما تذكرت خروج يونس وراكان منذ عدة ساعات 

طب ايه رأيك نروح لأنطي نجلاء تعملنا  شكولت كيك 

صفقت الطفلة ونسيت ماكانت تسأل عليه..أشارت سلين إلى مربية ابنتها 

-خديهم اكليهم كيك بس مش كتير وخصوصا كوكي عشان عندها حساسية 

-حاضر يامدام..جلست بعد دخولهم إلى المنزل وجلست، تضع كفيها على احشائها 


قبل ثلاث سنوات وخاصة باليوم الثاني من رجوع يونس من شهر عسلهما 

يجلس بالحديقة ينتظرها وهو ينفث تبغه، وجد يونس دالفا بسيارته دون حديث 

تحرك متجها له توقف أمام السيارة ..ترجل يونس ويبدو عليه الإرهاق 

-يونس مالك فيه ايه؟! 

ضيق يونس عيناه متسائلا ؟! 

-مش فاهم أكيد راجع من الشغل تعبان هكون عامل ازاي 

دنى وهو يحدق بنظراته 

-تعبان ولا فيه حاجة تانية 

زفر يونس متنهدا بغضب 

-راكان انا مش قادر اقف على رجلي،انا عامل ست عمليات قيصري غير الطبيعي والله ماقادر اقف 

ربت راكان على ظهره 

-خلاص روح ارتاح دلوقتي ونتكلم بعدين..تحرك مغادرا دون حديث..قابلته والدته وهو متجها إلى منزله بالدور العلوي 

-يونس..أطبق على جفنيه متألما واستدار إليها بهدوء 

-ماما ممكن تاجلي اي حاجة حقيقي تعبان جدا ومش قادر اقف..قالها وتحرك لأعلى سريعا 

تاففت والدته بضجر تضرب قدمها بالأرض 

-هيفضل لحد امتى مجنون بالاستاذة سيلين، دا حتى مبقاش يقعد معانا 

-ياماما ياحبيتي، سبيهم في حالهم، دول لسة عرسان 

تحركت للداخل وهي تسب ابنتها 

صعد للأعلى دلف يبحث بعينيه مستغربا عدم مقابلتها له ككل يوم..وصل إلى الأريكة وألقى مفاتيحه وألقى نفسه بإرهاق مطبق الجفنين ينتظر هبوطها المجنون واللعب بمشاعره كعادتها 

مر قرابة الربع ساعة والوضع كما هو، نهض ببطئ متجها إليها 

كانت تغفو على الفراش وهي تعتصر ألما 

استمع الى أنينها، انتفض قلبه على حالتها واتجه إليها سريعا 

-سيلين مالك حبيبتي ؟! 

جسدها يتصبب عرقا ورغم تعرقه إلا أنه باردا كبرود الموتى .ألقى نفسه بجوارها يضمها لصدره، اعتقادا بأنها تصاب بنزلة برد 

وضعت رأسها بأحضانه تتألم 

-يونس ممكن تغطيني 

قطب مابين حاجبيه 

-الجو حر ياسيلي، هجبلك مضاد حيوي وهتروقي عليه 

أمسكت يديه بعدما وجدته مغادرا 

-لا مش محتاجة مضاد حيوي، فيه مسكن ممكن تطلب تجبهولي 

جلس أمامها يضم وجهها 

-مسكن ايه ياقلبي، ماتخافيش هجبلك حاجة كويسة، وضعت رأسها على الفراش متألمة تمسك احشائها 

-يونس اسمع الكلام..نظر إلى كفيها وفهم مايؤلمها، هبط إلى المطبخ وقام بعمل مشروب دافئ، واتجه للأعلى 

جلس بجوارها 

-سيلي قومي حبيبتي اشربي دا وهتخفي..هزت رأسها رافضة 

-لا مش عايزة، عايزة المسكن بتاعي 

رفعها غصبا وجلس خلفها يحتضنها بذراعيه، وأمسك الكوب 

-اشربي دا وبعدها هتخفي..ازاحت كفيه بهدوء 

-ابعده عني يايونس مش قادرة 

وضعت رأسها على كتفه 

-تعبانة يايونس، بطني بتوجعني اوي 

همس بجوار أذنها 

-حبيبتي عارف انك تعبانة من ايه، انت ناسية انا دكتور ولا ايه..هنا فاقت بصدمة من همسه، ارتجف جسدها بين يديه وشعرت بالخجل 

-يونس وسع كدا، مش فاهمة قصدك 

قهقه عليها يجمع خصلاتها على جنبا، ثم وضع رأسه بعنقها 

-قوليلي اعمل فيكي ايه ياسيلي على وجع قلبي دا 

أطلق تنهيدة مرتعشة من داخله وهو يمسد على خصلاتها 

-فيه واحدة عاقلة  تعمل ال حضرتك بتعمليه 

عارفة ومتأكدة فيه ايام المفروض تحافظي على نفسك من جو المكيف، بس حضرتك عشان تحرقي يونس وتجننيه تعملي حركات طفولية 

انسابت عبراتها من الألم ..رفع رأسها وطبع قبلة على رأسها 

-حبيبتي آسف مكنش قصدي ازعلك ..تراجعت بجسدها عليه فحاوطها بذراعيه متراجعا للخلف يضمها متنهدا على عقلها الطفولي، أطبقت على جفنيها ووضعت رأسها بأحضانه لتذهب بنوما مرتاحا بعدما انهت ذاك المشروب بالأعشاب 

اغمض عيناه وذهب بسبات عميق بسبب شعوره بالتعب والارهاق 

❈-❈-❈ 

عند ليلى وراكان 

جلس بعدما ودع يونس حاوطت أكتافه من الخلف 

-حبيبي اتأخرت عليك، رفع كفيها يطبع قبلة عليها 

-ايوة اتأخرتي دا كله..جلست بأحضانه تعانقه وتنهدت 

-بنتك مكنتش راضية تنام عذبتني لحد مانامت 

حاوطها يضع ذقنه على رأسها 

-بنتي عذبتك، هز رأسه واردف 

ماهي طالعة لممتها معذبة باباها على الأخر 

-راااكااان ..أطلق ضحكة صاخبة وهو يرفع ذقنه إليها 

-اغريني ياحبي اصلي ناقص اغراء ..لكمته بصدره 

-بس بقى اسكت، متضحكش كدا ..دنى ينظر لسحر ليلها 

-ليه ياقلبي اسكت، هو الضحك ممنوع ..دنت تداعب انفه بانامله وابتسمت 

-لا مش عايزة تضحك وخلاص ولازم تسمع الكلام 

وضع جبينه فوق خاصتها 

-حاضر ياروحي، فيه حاجة كمان تتشرطي بيها 

وضعت كفيها على وجنتيه وغامت بشمسه 

-دي مش أوامر حبيبي دي غيرة مجنونة من مراتك عليك 

اغمض عيناه يستمتع بحديثها ثم تراجع محمحما 

-طب مجهزتيش ليه عايز نرجع بدري 

طوقت ذراعه تضع رأسها على كتفه 

-لازم نروح، يعني اليوم ال تيجي فيه بدري نخرج فيه 

مسد على خصلاتها بذراعه الآخر وأردف 

-مينفعش ياليلى لازم اروح له عشان ميزعلش، وخصوصا دكتور يحيى هناك ؛وبقالنا كتير متقبلناش 

شبكت أنامله بأنامله وتسائلت 

-اتعرفت على نوح ازاي..بيحبك أوي على فكرة 

نصب قامته ونهض يساعدها على الوقوف 

-تعالي نروح عزومتنا وبعد كدا احكيلك 

تحركت وهي تضم خصره متجهين للداخل..أشار على على المصعد 

-اطلعي هشوف بابا واسبقك..اومأت وتحركت للأعلى ..دلف لمكتب والده 

-ازي حضرتك يابشمهندس 

-ازيك ياحبيبي عامل ايه ؟! 

جلس بمقابلة والده مردفا: 

-هتفضل قافل على نفسك كدا..!! تراجع اسعد بجسده وأخرج تنهيدة مؤلمة 

-ولادك عاملين ايه، والبت كوكي نامت ولا لسة صاحية 

نهض متجها إليه ووقف خلفه، يدلك عنقه 

-عندك تشنجات يابشمهندس هي زوزو مقصرة معاك ولا ايه، لو كانت مقصرة اشوفلك قطعة صغيرة 

دلفت زينب وهي تحمل كوبا من القهوة 

-كدا ياراكان تبيع امك .استدار يضحك بصوت ثم اقترب يحمل القهوة 

-دا انتِ الخير والبركة يازوزو، اقدر ازعلك 

ربتت على ظهره تطالعه بنظراتها الحنونة 

-ربنا يخليك لينا ياحبيبي يارب 

انما انتوا مش معزومين عند نوح ولا ايه !! 

أشار بعينيه لوالده واردف: 

-كنت طالع اجهز عشان نخرج قولت اشوف بابا الاول 

جلست زينب بجوار زوجها 

-باباك كويس ياحبيبي..بتر حديثهم اسعد 

-راكان عايزك تحجزلي السنادي في الحج ياحبيبي ، عايز ادعي لجدك ربنا يخفف آلامه 

استدار متحركا 

-عنيا ياسعود، بكرة اخليهم يعملوا اللازم 

ربتت زينب على ظهر زوجها 

-اسعد حبيبي متزعلش نفسك كدا عشان ضغطك، متنساش انك مريض قلب ياحبيبي 

شعر بوجع حاد بقلبه: 

-صعبان عليا ابويا يازينب..اعتدل جالسا ونظر إليها برجاء 

-زينب عايزك تسامحي ابويا، انسابت عباراته واردف 

-مهما يعمل يازينب ابويا، عارف أنه زعلك كتير بس مش قادر ازعل منه 

ابتسمت زينب تربت على كفيه بحب قائلة : 

-انا مسمحاه ياأسعد، حتى من غير مااعرف أنه مكنش السبب في موت ولادي، كان عندي يقين أنه مستحيل ياذي احفاده، بس معرفش ليه كان بيوهمني بكدا 

رفع كفها وطبع قبلة عليه 

-اصيلة يازينب، ربنا يباركلي فيك يااحسن وأحن زوجة في الدنيا..وضعت رأسها على كتفه وأردفت 

-انت حبيبي يااسعد واول فرحة لقلبي، مستحيل ازعل منك ابدا حبيبي .. 

❈-❈-❈بغرفة راكان وليلى 

دلف وجدها ترتدي حجابها..ابتسمت له وأردفت 

-جهزتلك هدومك ادخل غير عشان اتأخرت 

أخرج من جيب بنطاله شيئا ودنى منها قبل ارتدائها حجابها 

وقف خلفها وتعانقت نظراتهما بالمرآة 

رفع خصلاتها للأعلى: 

-هدية بسيطة لأم بنتي الجميلة، من زمان مجبتلهاش حاجة 

قالها وهو يخرج عقدا به فص من الحجر الكريمي"الزمرد" 

ينقش بداخله بثلاث لغات 

العربية والتركية والألمانية 

"بحبك مولاتي" 

أمسكت العقد تتلمسه بأناملها بابتسامة، ثم نظرت لعيناه من المرأة 

-شكله حلو أوي حبيبي بس مكنتش محتاجة حاجة ماانت لسة جايبلي بعد ولادة كيان 

انحنى يطبع قبلة على جيدها هامسا بنظراته العاشقة 

-عندي كام ليلى بس..أدارها له ينظر لليلها 

-حبيبتي الهدايا دي مجرد حاجة بتعجبني وببقى عايز اشوفها عليكي 

عانقته تضم نفسها لأحضانه 

-انا مش عايزة غيرك وبس 

أطبق على جفنيه متلذذا باحضانها وآهة من عمق جوفه وشعوره بالسعادة التي اغمرته إياها حبيبة الروح 

أخرجها من أحضانه يحتوي وجهها ويصورها بشمسه الخلابة 

-ليلى أنتِ السعادة لقلبي، لو طولت اجبلك نجمة من السما مش هتردد ابدا 

رفعت نفسها وطبعت قبلة بجانب شفتيه 

-ليلى بتعشق معذبها..طبع قبلة على جبينها 

-خلصي قبل مااغير رأيي 

استدارت تنهي زينتها كان يراقبها بنظراته العاشقة 

-هشوف كوكي لما تخلصي..قالها بعد ماجمع اشيائه 

دلف الى غرفة أمير وجده يجلس بجوار مربيته 

-بتعمل ايه ياحبيبي قالها راكان وهو ينحني يطبع قبلة على رأسه 

توقف يضع رسمته بيديه 

-بابي حلوة الرسمة بتعتي ..امسكه وظل ينظر إليها ثم اتجه بنظره إليه 

-واو ياميرو، هتكون رسام كاريكاتير ممتاز، بس متنساش مذاكرتك ياحبيب بابي،عايز ميرو اشطر ولد لبابي 

صفق الطفل بيديه 

-شوفتي انطي داليا، قولتلك هتعجب بابي، ثم اتجه بنظره اليه 

-انا خلصت الليتر كلها يابابي، والميس قالتلي برافو ميرو.. 

طبع قبلة على رأسه بابتسامة 

-برافو ميرو، وميرو له كادوو من بابي عشان شطور 

رفع نظره الى داليا 

-بابي احسن بابا في الدنيا.. 

دنت منه تقبله 

-ميرو شاطر..طالعها راكان بابتسامته الخلابة ثم تحدث 

-خليه يشرب اللبن قبل ماينام، واقراي قصة مفيدة له 

اومأت برأسها 

-تمام يافندم..تحرك خطوة ولكنه استدار كانت تطالعه بصمت فأردف 

-شكرا ياداليا، شكرا على كل حاجة 

دنت بابتسامة وهي تهز رأسها 

-متقولش كدا حضرتك دا من واجبي 

فتح الباب واتجه إلى ابنته، ظلت نظراتها عليه حتى أغلق باب غرفة ابنته التي تقابل غرفة أخيها 

تنهدت بحالمية ثم اتجهت تجلس بجوار امير 

دلف الى ابنته وعيناه تلتمع بسعادة الكون، انحنى يطبع قبلة على جبينها، يستنشق رائحتها 

-حبيبة بابي ملاكي وكياني، ربي يحفظك واشوفك اجمل بنوتة في الدنيا 

استمع إلى خطوات خلفه، اتجهت تقف تحاوط خصره وتضع رأسها على كتفه 

-حلوة صح..رفع نظره وتعمق بعيناها ثم اتجه الى ابنته وتحدث 

-عارفة حلوة ليه، وبعشقها ليه 

رفرفت باهدابها الطويلة لانها تعلم ماذا سيقول، ضمته تضع رأسها بعنقه تستنشق رائحته 

-وأنا كمان بعشقها عشان حتة منك وشبهك اوي اوي حبيبي 

رفعها من خصرها حتى أصبحت بأحضانه 

-قدامك دقيقة واحدة مولاتي، بعدها صدقيني لو الدنيا اتهدت مش هسيبك 

انزلها بهدوء يسحب كفيها ويخرج من الغرفة، ودقات قلبيهما كالمعذوفة الموسيقية 


عند حمزة ودرة 

دلف الى منزله، يبحث عنها وجدها تغفو بهدوء على الأريكة وتحتضن نفسها 

دنى يجلس على عقبيه أمامها، يرفع خصلاتها من فوق عيونها، لمس وجنتيها بانامله 

-حبيبي قومي نايمة كدا ليه 

فتحت عيناه تنظر إليه وكأنه حلم..دنى منها يطبع قبلة على وجنتيها المتوردة من أثر النوم 

اعتدلت ترجع خصلاتها للخلف 

-ايه دا انا نمت دا كله، قالتها بعدما نظرت بساعة يديها 

سحبها متجها إلى غرفتهما 

-اجهزي عشان هنخرج نتعشى برة..توقفت مضيقة عيناها 

-هنخرج مقولتش ليه من بدري شوية، انا جهزت العشا 

حاوطها بذراعيه 

-لا سيبي كل دا وخدي البسي الفستان ال بقالي اربع ساعات بلف عليه عشان اجيبه ويعجب جوهرتي 

حاوطت عنقه تدقق النظر بعيناه 

-ياترى حبيبي ايه المناسبة الحلوة ال بيرشيني عليها 

حاوطها متجها للمرحاض 

-حضرة المهندسة بتاخد من السهرة قدامك ربع ساعة مهندستي الجميلة 

دلفت للمرحاض ومازال يحاوطها، توقفت تنظر حولها متسائلة 

-حبيبي احنا بنعمل ايه هنا..وضع جبينه فوق جبينها مردفا 

-هو ينفع حبيبي ياخدني في حضنه وهو بياخد شاور 

ضغطت على حذائه : 

-حمزززة ..ارتفعت ضحكاته ورفع كفيه ينزل بجسده 

-خلاص ..خلاص ، توبت ياباشا 

افلتت ضحكة ناعمة 

-حبيبي مجنون..وصل إليها بخطوة واحدة 

-طب والله بعد كلمة حبيبي دي لازم مكأفأة 

كلمته تدفعه للخارج 

-الربع ساعة عدت ياحضرة الافاكاتو..أرتفعت ضحكاته الرجولية عليها من خلف الباب 

وضع أذنه على باب المرحاض 

-جوهرتي اعتبريني جوزك ياقلبي وحني عليا، نفسي احس بإحساس المتجوزين، ال بسمع عنهم بياخدوا شاور جماعي مع بعض 

أزالت ثيابها وهي تضحك على كلماته.. 

حبيي ياله اجهز، وانا شوية وخارجة .. 

اتجه لمرحاض آخر وهو يدندن ..انتهى الاثنين بعد فترة واتجه للخارج..وصل بعد قليل لمطعم مشهور على النيل 

دلفت بخطواتها الأنثوية الهادئة بجواره وهو يحاوطها بذراعه 

نظرت إلى كافة أرجاء المطعم 

-حمزة هو مفيش حد في المطعم غيرنا والمطعم ضلمة شكلهم قافلين 

سحبها متجها للداخل دون حديث .وصعد للأعلى فجأة انيرت اضائته بالكامل وبعض الألعاب النارية بسماء القاهرة تكتب باللون الاحمر 

"كل سنة وأنتِ طيبة جوهرتي الغالية" 

وضعت كفيها على فمها من الصدمة، تنظر بذهول وعيونها تلمع بالسعادة 

-ايه دا عيد ميلادي 

رفعها من خصرها يدور بها 

-كل سنة وأنتِ طيبة يادرتي،العمر كله سعادة وحب في حضن جوزك حبيبك ياقلبي حاوطت عنقه وارتفعت ضحكاتهم 

-وانت طيب ياحبيبي نزلني بقى عيب كدا 

أنزلها بهدوء ومازال يحاوطها بذراعيه، وانحنى يضع جبينه فوق جبينها 

-"بحبك جوهرتي الجميلة" 

رفعت كفيها تضعها على وجنتيه ونظرت لسواد عيناه وتعمقت كأنها ترسمها هامسة بصوتها الرقيق 

"بحبك" 

  اذابته بصوتها حتى خر صريعا لعشقها وتناول كرزيتها ..تركها بعد لحظات متجها إلى طاولتهم المخصصة 

كانت تنظر بكافة الاتجاهات، مطعم بالدور الاعلى على النيل مباشرة ينقش على جدرانه باللون الاحمر 

"جوهرة حمزة"وبالجانب فرقة موسيقية تعزف موسيقى هادئة 

وقالب من الكيك عليه صورتها 

امسك كفيها ورفعه طابعا قبلة مطولة عليه 

-عجبتك المفاجأة ..ضغطت على كفيه 

-ربنا يخليك ليا..انا كنت ناسية، صمتت للحظات ثم أردفت 

-غريبة ليلى مكلمتنيش عايدتني ولا حتى ماما..ابتسم ورجع بجسده على المقعد 

-انا قولتلهم محدش يقولك حاجة، لازم انا اول واحد اعايدك 

نهض يبسط كفيه 

-جوهرتي تسمحلي بالرقصة دي ..نهضت تضع كفيها 

-اكيد فارسي الشجاع..حاوط خصرها وارتفعت ضحكاته 

-لا جوهرتي انا مش فارس 

ألتمعت عيناها ببريق عشق خالص، ورفعت كفيها موضع نبضه بيد والأخرى تعانق رقبته وتحركت على الموسيقى الهادئة 

-انت فارس قلبي ياحمزة، حبيب اساطيري وخيالي، لا اكتر من الخيال، لو بكتب قصة ورسمت بطلها عمره ماهيكون زيك ابدا 

جذبها بقوة إليه ودنى منها حتى اختلطت أنفاسها وعزفت الحان قلوبهما بعشقهما المنفرد 

-عيونك وقلبك هما شمس وقمر دنياي ياحبيبة حمزة 

وضعت رأسها على صدره تستمتع بعزف نبضه واطبقت على جفنيها 

-لا ينبض قلبي سوى وجودك حبيبي ، فوجودك بجانبي هو حياة لدنيتي 

❈-❈-❈ 

بمزرعة نوح 

أنهت اسما تجهيز المائدة، واتجهت إلى غرفة ابنائها اللذان يبلغان من العمر سنتين توجهت إلى مربيتهم 

-غريلهم يانورا وجهزيهم عشان عندنا ضيوف 

اقتربت تطبع قبلة على وجنة ابنها 

-ياسو قوم مع انطي عشان جدو وعمو راكان جاي 

ثم اتجهت إلى ابنها الاخر الذي يقوم بوضع المكعبات فوق بعضها وكانت تتساقط منه 

دفعها بغضب يمط شفتيه بغضب 

دنت تجلس بجواره، ثم طبعت قبلة على رأسه 

-يامن حبيب مامي زعلان ليه، رفع عيناه لوالدته يشير إلى المكعبات بغضب 

أوقفته تشير إلى مربيته 

-روح مع انطي عشان جدو جاي، وبعد كدا يبقى نلعب.. 

نهضت وهي تطالعه تعلم أنه عصبي ودائم الغضب 

أشارت إلى نورا: 

-جهزي الحمام وانا هحميهم..بعد قليل انتهت من تجهيزيهم واتجهت إلى غرفتها تستعد لمقابلة راكان وليلى 

جلست أمام المرآة بعد انتهاء حمامها، نظرت إلى نفسها وشحوب بشرتها الذي بدأ في الظهور 

-وبعدين يااسما، لازم تروحي تكشفي، بتدبلي يوم عن يوم..دلف نوح وجدها بتلك الهيئة 

-اسوم حبيبتي بتكلمي نفسك..استدارت وهي ترسم ابتسامة 

-اهلا حبيبي، حمد الله على السلامة 

دنى منها ثم انحنى يطبع قبلة على رأسها مغمض العينين 

-حبيبتي ريحتها تاخد العقل 

نهضت ترفع حاجبها ساخرة من حديثه: 

-اكيد بضايقني صح، بس انا مش هضايق لسبب واحد، اسما دايما ريحتها حلوة ياحبيبي 

رفعها من خصرها متجها إلى فراشهما 

-حبيبتي يوم عن يوم بتخطف قلبي، لا هي خطفتني من زمان اوي 

رفعت كفيها على وجنتيه 

-نوح هتفضل تحبني على طول، مش هتزهق مني 

بتر حديثها وهو يقتنص ثغرها، ليعزف بها على جنة عشقه 

بعد قليل وصل راكان وليلى إلى المزرعة 

ترجل من السيارة متجها إليها 

سحبها من كفيها هامسا لها 

-بما أنهم مش قابلونا تعالي نروح الاسطبل 

توقفت تهز رأسها برفض 

-مينفعش حبيبي يقولوا علينا ايه 

سحب كفيها وتحرك دون حديث 

-شوية وراجعين عندي مفاجأة حلوة مش تضيعيها 

تحركت معه دون حديث عندما رأت التصميم بعينيه ..وصل إلى الأسطبل ودلف للداخل أخرج حصانه سريعا وجهزه 

توسعت عيناها 

-راكان متهزرش، سيبك من شغل المراهقين دا الناس تقول ايه 

بتر حديثها عندما رفعها فوق الحصان ووثب بخفة خلفها، وقاد الحصان سريعا وهو يضمها 

انحنى يهمس بجوار أذنها 

-عشر دقايق وراجعين، عايزك تشوفي حاجة 

رجعت بجسدها عليه واتسعت ابتسامتها تمسك كفيه الذي يضمها إليه وتحتضنه بقوة 

ابتسم من حركتها العفوية، وصل بعد قليل، وثب من فوق الحصان وحاوطها بذراعيه يساعدها على النزول 

رفعها بين يديه متحركا إلى داخل منزل مكون من طابقين، ويحاوطه حديقة من جميع انواع الأشجار 

سحبها ودلف للداخل قابله الحارس 

-اهلا ياباشا، محتاج حاجة 

أشار بيديه بالنفي وسحبها ودلف للداخل 

-راكان بيت مين دا ... 

توقف أمامها: 

-ادخلي نشوف كدا..تحركت للداخل توزع نظراتها على أرجائه ثم اتجهت إليه 

-برضو مقولتش البيت دا بتاع مين 

ضم اكتافها واضعا رأسه على رأسها 

-دا بيت اشتريته من شهرين، عجبني تصميمه غير انه في مكان حلو وطبيعي 

اعتدلت تطالعه 

-برضو مقولتش البيت دا لمين 

سحب كفيها وصعد إلى الأعلى يشاهدون الغرف 

ثم جلس بشرفة الغرفة ينظر لمساحة الزروع التي تحاوطه وتحدث 

-عايز اعمله ملجأ، أو دار للأيتام ،ايه رأيك في الفكرة 

بلاقي اطفال كتيرة بالشوارع ملهمش مأوى، وكمان اطفال الحوادث وغيره، فكرت في حاجة تكون مشروعة للاطفال دي ..أشار لمساحة الأرض حوله وأكمل حديثه 

-هناك هعمل مدرسة تكون خاصة بيهم وكمان هعمل قسم فيها للغات للأطفال الكويسين 

والجانب ال في المقابل دا هبني مسجد، بصي حواليكي، فيه عدد من البيوت الخاصة بالمزارع ال حوالينا مفيش مسجد 

توسعت ابتسامتها وهي تعانق المكان بعينيها، ثم رفعت عيناها ونظرت إليه 

-قولي هحبك اكتر من كدا ايه..حجزها بذراعه على الجدار 

-هو الحب بالكلام ياحبيبي 

قطبت جبينها 

-الحب بكل حاجة ياحبيبي..انزل بقامته يعزف لحنه الاثير على خاصتها لما لا والقبلة أكثر بلاغة مطلوبة بينهما وأفصح من حروف الأبجدية اجمع ليثبت لها أن عشقها يجري مجرى الدم ويغزو طغيانه بنبضاته الهادرة 

فصل قبلته واضعا جبينه على خاصتها 

- الملجأ دا هسميه 

- "ليلى للمأوى والحياة" 

- راكان ايه ال بتقوله دا 

-  بفضلك مولاتي خرجت من غيبات الجب، وظلماتي 

نفسي أكفر عن كل حاجة وحشة عملتها ياليلى 

قبل كفيها الموضوع على وجهه 

-عايزك تساعديني في حاجات تانية، نشوف ممكن نعمل ايه للمحتاجين 

ألقت نفسها بأحضانه : 

-ربنا يخليك ليا يااجمل زوج في الدنيا 

طبع قبلة على رأسها 

-ويخليكي ليا ياحبيبة قلبي 

سحب كفها واتجه للخارج 

-ياله زمان نوح هيتجنن مننا ..وصلوا بعد قليل 

قابله نوح يرمقه بمقت وغضب 

-اخرج ابص عليك، الاقيك هربت ، مش عارف اسيطر عليك يابني 

ضمه راكان يربت على ظهره بضحكاته الرجولية 

-حبيبي وحشتني، معلش مشاغل 

ازيك يالولا ..عاملة ايه حبيبتي 

لكزه يدفعه بعيدا 

-حبك برص يااخويا،وايه لولا دي، دي اسمها مدام ليلى 

وصلت أسما اليهم 

-ليلى وحشتيني ايه يابنتي شهر كامل متعديش 

سحبها راكان متجها للداخل 

-مشاغل يامدام أسما..تحركت اسما بجوارهم 

- مهما كان مشاغلنا عمرنا مابعدنا كدا، مش كدا يالولة 

توقف راكان ينظر إلى نوح رافعا حاجبه 

-هو انتوا حد بيشفكم يابني ، ايه عاملين وكلاء نيابة ..ثم اتجه إلى أسما 

-ال عايزنا يجينا ياختي 

أطلق يحيى الذي وصل إليهم ضحكات رنانة 

-برافو عليك ياراكان، هم كدا عايزين الكل يجلهم بس هم مايروحش لحد 

-اهلا دكتور يحيى ازي حضرتك 

-اهلا حبيبي عامل ايه .. 

-الحمد لله..بحث عن اطفال نوح 

-فين ولادك يابني مش باينين ليه..وصلت المربية وهي تسحبهم 

اسرع يامن إليه 

-عمو راكان..حمله راكان ورفعه للأعلى 

-حبيب عمو ..عامل ايه ياشقي 

اتجه يحيى إلى ليلى 

-مجبتوش القردة كوكي ليه معاكم

جلس الجميع على طاولة الطعام ثم إجابته ليلى 

-كيان نايمة ولما بتصحى مابتبطلش زن والله ياعمو، والصراحة مبحبش اخدها في مشوايرنا مبنعرفش نقعد منها 

قاطعت حديثها أسما قائلة 

-فعلا ياعمو، يوم ماكنا عند درة مبطلش زن، معرفش البت دي صعبة جدا 

اتجه نوح إلى راكان ورمقه ساخرا 

-بت رزلة شبه باباها..كان يطعم يامن فرفع نظره إليه واجابه متهكما 

-بلاش انت، الله يرحم رزالتك، يونس لسة موجود 

طيب ايه هتفضل نتكلم والأكل برد ...فرغوا من الطعام بعد قليل ..اتجهت ليلى تجلس بجوار أسما 

-وحشتيني يااسوم، من زمان متكلمناش ، شايفة الدكتور يحيى على طول هنا 

وضعت رأسها على الأريكة 

-مبقدرش يبعد عن الولاد ياليلى ، وكمان طنط كانت هنا وروحت النهاردة ، مبقوش يبعدوا عننا 

ربتت ليلى على ظهرها 

-ربنا يسعدك حبيبتي..اعتدلت اسما وتسائلت 

-عاملة ايه مع راكان، شايفة السعادة على وشك حبيبتي 

اتجهت بنظرها إليه وهو يجلس بجوار يحيى ويتحدث معه 

-لسة بتسألي راكان بالنسبالي ايه ياأسما 

اخرجت تنهيدة موؤلمة ثم اتجهت بنظرها إلى أسما 

-هموت لو حصله حاجة يااسما، قالتها بعينان مترقرقة بالدموع 

سحبت اسما كفيها بذهول 

-ليلى ..أنتِ مجنونة،بتعيطي 

وضعت كفيها على فمها تمنع شهقة وتهز رأسها بدموعها التي تساقطت رغما عنها 

-دايما عندي احساس أني هفقده، حاسة ربنا هيعاقبني بحرماني منه بسبب جوازي من سليم 

نهضت اسما وسحبتها بعدما رأتها فقدت السيطرة على نفسها ..رفع نظره سريعا إليهما 

-رايحين فين؟!..تسائل بها راكان 

استدارت اسما بابتسامة 

-ايه ياحضرة المستشار هخطفها ولا ايه، هنقعد برة شوية ..كانت نظراته تخترق تلك التي لم تستدير له ولا تعطيه أهمية 

نهض متجها إليهما عندما شعر بوجود أمرا ما..ولكن امسك نوح غامزا 

-ايه ياعم العاشق احنا مش مالين عينك، سبهم مع بعض شوية 

كانت نظراته على خروجهم ثم استدار إلى نوح كالتائه المشتت واجابه 

-ابدا، بس خايف يروحوا عند الأحصنة مش اكتر 

جلس وعقله منشغلا بزوجته، ولكن جذب تركيزه نوح عندما سأل 

-مجبتوش يونس وسيلين ليه، وحشوني 

استدار إليه بنظراته 

-يونس من وقت مارجع من شهر العسل وهو مضغوط جدا في الشغل، حتى مبقاش يروح الشركة خالص 

بالخارج جلست تبكي فجأة 

طالعتها اسما مذهولة من حالتها : 

-ليلى مالك ايه ال حصل لدا كله 

وضعت كفيها على صدرها 

-معرفش ياأسما دايما عندي يقين أن ربنا هيحرمني من السعادة دي 

احتضنت وجهها بين راحتيها وازالت عبراتها 

-ليلى هو انتِ كنتي غلطي في حق سليم، أو خونتيه حبيبتي، ليه بتشيلي نفسك اكتر من طاقتها، ليه مااخدتهاش أن جوازك من راكان عوض 

رفعت ذقنها ونظرت لعمق عيناها 

-دا شيطان بيحاول يسلب سعادتك ياقلبي، فكري في حياتك وبس 

وضعت كفها على وجهها 

-من وقت ماخلفت كيان وعندي وسواس رهيب، وبيزيد كل ماراكان بيحاول يسعدني بأي طريقة 

ربتت على كفيها وأردفت بهدوء 

-ليلى بلاش وسواس حبيبتي وربنا يباركلك في جوزك، من الأفضل طلعي صدقة ودامي على الاذكار وقراءة القرآن 

ال بيلجأ لربنا عمره مابينضر ابدا حبيبتي..قاطعهم وصول راكان ونوح 

-ايه مش هنروح ياليلى، ولا القعدة مع اسما نسيتك ولادك 

نهضت متجهة إليه بعد توديعها لأسما 

استقلت السيارة بجواره بصمت ..جذبها حتى وضعت رأسها على كتفها وحاطته بذراعه 

-..رفع كفيها وطبع قبلة عليها 

-راكان بيعشقك يامولاتي..سندت رأسها تعانق أنامله وتضغط عليها 

استغرب حالتها 

-مالك حبيبي ، كنا كويسين 

همست له 

-وحشتني..ايه مينفعش جوزي يوحشني ...رفع حاجبه مبتسما بسخرية 

-ليلى هو انت حامل

#الفصل_العشرون

#لهيب_الروح 

#هدير_دودو 


وقفت رنيم تتطلع نحو القلادة بصدمة غير مصدقة ما تراه أمامها فهو قد أخرجها من بين ثيابها أمام الجميع لكنها لم تفعلها هي بالطبع لن يصل بها الأمر إلى هذا الحد مهما حدث لها. 


استمعت إلى صوت فاروق الجهوري الحاد متسائل زوجته وعينيه مثبتة نحوها بضراوة كأنه سينقض عليها ويقتلها بعد اكتشافه لفعلتها كما يري


:-  مش ده العقد بتاعك يا جليلة اللي كان ضايع يعني أروى مبتكدبش البت دي هي اللي خدته


اجتازته وتوجهت بجانب جليلة بأعين باكية ولازالت تحت تأثير الصدمة وتمتمت بضعف محاولة الدفاع عن ذاتها وإنكار حديثه عنها 


:- والله يا طـ... طنط مخدتش حاجة والله ماخدته أنا جيت آه الاوضة زي ما بيقولوا بس عشان أتكلم معاكي لما ملقتكيش خرجت على طول والله ما عملت حاجة أنا أول مرة اشوف العقد دلوقتي


ربتت جليلة فوق كتفها بحنان لتجعلها تهدأ لكن قبل أن تردف بحرف وجدت فاروق يجذبها بقوة لتقف أمامه صائحًا بها بحدة ولهجة حازمة جعلتها ترتعب مما سيفعله معها 


:- أنتي تخرسي خالص اللي زيك منسمعش صوته وكلامك معايا أنا مش جليلة، هي متعرفش تتعامل مع حرامية زيك الأشكال دول أنا اللي بتعامل معاها. 


ابتلعت تلك الغصة القوية التي تشكلت داخلها لإهانته لها وحاولت التحدث بنبرة متلعثمة خائفة لتنفي ما يتفوه به وقد تحولت ملامح وجهها تعكس مدى الخوف المتواجد داخلها جسدها يرتعش بتوتر


:- أ... أنا مش حرامية ومسرقتش حاجة والله ماخدته ومعرفش هو جه هنا إزاي معرفش والله. 


صاح بها بحدة ودفعها بقوة إلى الخلف مما جعلها تسقط أرضًا 


:- أنتي تخرسي خالص متخلقش اللي يرد عليا العقد وطالع قدام الكل من وسط حاجتك وهدومك يعني مخبياه بعد ما سرقتيه.. 


بكت بشدة بعدما رأت الجميع يؤكد حديثه وتفشل في الدفاع عن ذاتها لم تجد حل سوى أن تحضر جواد لينهي كل ما يحدث، أسرعت متوجهة بجسد مرتعش متمسكة بهاتفها أمام الجميع وتمتمت بخوف 


:- ا... أنا معرفش حاجة أنا هتصل بجواد معرفش ده جه إزاي بس أنا والله ماسرقته والله ماخدت حاجة.


شعر فاروق بالدماء تغلي بداخله وغضبه منها يزداد ظنًا من أنها تهدده بمهاتفتها بجواد فجذب الهاتف من يدها بعصبية ألقاه أرضًا بقوة وغمغم بحدة غاضبة مشددًا فوق حديثه 


:- عاوزة جواد يعمل ايه مع واحدة حرامية زيك عاوزاه يجي يقف قصادنا عشانك زي ما بيعمل كل مرة بس المرة دي أنتي حرامية مش ظالمينك زي ماحصل قبل كده أنتي سرقتي أمه وتلاقيكي بتسرقيه هو كمان


طالعته بصدمة فأسرعت جليلة مقتربة منه وتدخلت بتوتر لإنهاء الأمر بعدما رأت مدى الغضب المتواجد به والشرر المتطاير نحوها عالمة أنه فقد سيطرته على ذاته بعدما تملك الغضب منه 


:- فاروق اهدى عشان خاطري خلاص محصلش حاجة ممكن اتاخد بالغلط عادي خلاص مفيش حاجة. 


ردت رنيم على حديثه المهين لها بغضب بعدما علمت هي الأخرى أن الصمت لن يعود عليها بالنفع بل سيجعله يستغل صمتها مستكمل إهانتها 


:- أنا مش حرامية وعمري ما سرقت حاجة من طنط أما حاجات جواد فده جوزي وحقي محدش له أنه يتدخل طالما جواد متكلمش ووالله العقد بتاع طنط أنا ماخدته ومعرفش جه هنا ازاي.. 


استشاط غضبًا بعد استماعه لحديثها ودفع جليلة التي كانت تقف في المنتصف بينهما ثم جذبها من ذراعها بقوة صائحًا بها بغضب


:- اخرسي خالص أنتي واقفة تردي عليا فوقي لنفسك مبقاش اللي زيك هو اللي يتكلم أنتي واقفة قدام فاروق الهواري اللي يقدر يمحيكي من على وش الدنيا كلها. 


لم تصمت بعد حديثه هي الأخرى مقررة التحرر من مخاوفها لتسترد كرامتها التي تُهان دومًا فتمتمت ترد عليه بحدة هي الأخرى


:- أبعد عني أنا مش عاوزة أتكلم معاك وأي كلام عاوز تقولهولي يبقى مع جواد غير كده محدش ليه دعوة بيا أنا كنت محترمة حضرتك عشان خاطر جواد بس بعد اللي حصل لأ خلاص أنا قولت للكل أن العقد ده معرفش عنه حاجة أنت اللي مش مصدق أعمل اللي يعجبك. 


لم يقدر أن يبقى صامتًا بعد حديثها الذي تجاوز جميع حدوده لم يستطع أحد في تلك العائلة أن يرد عليه وها هي الآن فعلتها تقف ترد عليه متبجحة كما يرى، تخطت جميع الحواجز والقوانين الخاصة به وبتلك العائلة قوانينه التي قام هو بفرضها على الجميع، دومًا لا أحد يناقشه في أي قرار يتخذه لم يشعر بذاته سوى وهو يرفع يده عاليًا ويهوى بها فوق وجنتها بغضب صائحًا بها بحدة حازمة متوعدًا لها 


:- شكلك لسه لغاية دلوقتي متعرفيش مين هو فاروق الهواري ويقدر يعمل ايه وجه الوقت اللي تعرفيه بقى محدش هينقذك من ايدي عشان تتجرأي وتردي عليا ولا حتى جواد نفسه. 


كانت تطالعه بصدمة واضعة يدها فوق وجنتها حيثُ صفعها، كيف استطاع أن يفعلها لم تتخيل أن يصل به الأمر إلى هنا، ألجمت الصدمة لسانها تمامًا ولم تستطع أن تتحدث وترد عن حديثه المباغت للجميع. 


شهقت جليلة بعدما رأت فعلته الغير متوقعة، وطالعته بصدمة هي الأخر وقد هوى قلبها بداخلها خوفًا مما سيحدث بينه اليوم وبين جواد عالمة جيدًا أنه لم يصمت بعد ما حدث لزوجته، لكن قبل أن تتحدث باغتها فاروق بفعلته وهو يقوم بجذب رنيم بقوة من ذراعها خلفه متمتمًا بحديث غاضب حاد


:- ملكيش مكان في البيت ده من دلوقتي أنتي هتطلعي بره اللي زيك ميقعدش هنا وأنا بنفسي اللي همشيكي. 


بكت رنيم بضعف وخوف بعدما رأت تحوله الشديد وإصراره لطردها خارج المنزل بمفردها، أسرعت جليلة خلفه بخطوات واسعة لتلاحقه متمتمة باسمه مترجية إياه بضعف وحزن


:- فاروق.... فاروق استنى عشان خاطري خلاص كفاية كده سيبها يافاروق سيبها مينفعش. 


لم يبالي بهتافها وتوسلاتها له بأن يتركها سار مستكملًا طريقه ولازال يجرها خلفه ثم دفعها بقوة فسقطت أرضًا طالعها بازدراء وكأنه يخبرها بنظراته ان ذلك المكان هو المستحق لأمثالها حتى تظل متذكرة مكانها الحقيقي بالنسبة له، أغمضت عينيها باكية بضعف بعد فهمها لنظراته وإهانتها الدائمة منه ومن جميع العائلة 


استمعت إليه يتحدث إلى الحراس الواقفين يشاهدون مايحدث بصدمة وعدم تصديق 


:- اللي هيتدخل ويساعدها يعتبر نفسه مطرود من هنا. 


أسرعت جليلة تقترب منها لتساعدها لكن استوقفها قبضة فاروق فوق ذراعها بقوة يمنعها من فعل ما تريده ويجذبها معه إلى الداخل بخطوات غاضبة مغمغمًا بغضب حازم


:-ملكيش دعوة أنتي يا جليلة ابعدي عن الأشكال دي. 


همهمت معترضة على أفعاله بعد شعورها بالحزن لما فعله بها وخوفها من رد فعل جواد التي مهما فعلت وحاولت معه لن يصمت تلك المرة تعلم أن الأمر في منزلها سيزداد سوء 


:- فاروق مينفعش نسيب البنت بره أنت بتقول ايه دي مرات ابنك اعتبرها زي سما


لم يهتم بحديثها بل صاح بها بحدة مشددة ليجعلها تصمت 


:- جليلة قولت خلاص البت دي مش هتدخل تاني ولا عمرها هتكون زي بنتك أنتي بتقارني ايه بإيه دي ولا حاجة مجرد واحدة متسواش وغلطت فيا لازم تتأدب الكلام خلص على كده 


قبل أن ترد عليه وتدافع عن رنيم وجدته يسير من أمامها بغضب وجسد متشنج ثم التفت نحوها مرة أخرى وتابع بنبرة تحذير حادة


:- إياكي تطلعي برة للبت دي فاهمة يا جليلة. 


طالعته بعدم رضا محركة رأسها نافية بيأس من إصراره لتنفيذ ما يريده فعاد حديثه مرة أخرى بغضب 


:- فـاهـمـة اللي قولته يا جليلة مفيش خروج للبت دي. 


أجابته مردفة بضعف وقلة حيلة عالمة أنها إذا خالفت حديثه سيفعل شيء أكبر مما فعله والأمر يزداد سوء عما به فلم تجد سوى أن تنفذ طلبه عنوة عنها


:- حـ... حاضر يا فاروق خلاص. 


في الخارج كانت مديحة تقف مع ابنتها وكل منهما يرمق رنيم بنظرات شامتة فرحين لما حدث لها، تمتمت مديحة تحدثها بمكر وشماتة بعد اقترابها منها وعينيها تلتمع بالفرحة


:- هي دي أخرة اللي زيك في عيلة الهواري أنتي اللي حلمتي مع جواد فاكراه هيقدر يعملك حاجة فينه بقى وأنتي بتطردي كدة. 


ضحكت أروى باستمتاع لكل ما يحدث أمامها وكأنها تشاهد مسرحية ممتعة ترمقها بشماتة سعيدة لما حدث لها وسارت بخطوات شامخة مغرورة أغمضت رنيم عينيها بحزن وأعين باكية تود الصراخ تريده تريد جواد مسرعًا لا تعلم كيف سيفعلها لكنها تريده بجانبها هي تواجه تلك العائلة بمفردها وهي غير قادرة عليهم. 


تحاملت على ذاتها ونهضت بعد أن توجه الجميع إلى الداخل تود أن تتصل به لتخبره ما حدث له، تريده بجانبها الآن لكنها لم تجد هاتفها بعد أن ألقاه، وقفت تتطلع نحو الحراس الذين يقفون حولها كانت ستطلب منهم المساعدة لكنها تذكرت تهديده لها عالمة أن مهما حدث لن يخالفوا حديثه بسبب صرامته مع الجميع وخوفهم منه.. 


كانت جليلة تجلس بوجه شاحب حزين خائفة مما سيحدث رمقتها مديحة بفرحة وغمغمت ببرود ماكر لتخدعها


:- خلاص يا جليلة أهدي محصلش حاجة لكل الزعل ده البت فعلًا محتاجة تتربى عشان أنتي دلعتيها زيادة عن اللازم واللي زي دي مينفعش معاه كده اللي عمله فاروق هو الصح. 


اعترضت على حديثها بعدم رضا وأجابتها مردفة بهدوء حزين وتعكس نبرتها مدى القلق المتواجد داخلها لما سيحدث بين ابنها وزوجها 


:- لـ.. لأ طبعا يا مديحة ده مش الصح حتى لو رنيم غلطانة بس اللي عمله فاروق هو كمان غلط وجواد ليه حق في اللي هيعمله دي مراته مهما حصل ومينفعش تتطرد بره بيته. 


تفاجأت بفاروق من خلفها مغمغمًا بغضب حاد مشددًا فوق حديثه يصحح حديثها الأحمق كما يرى


:- بيتي ده مش بيته يا جليلة ده بيت فاروق الهواري وابنك اللي عاوز يعمله يعمله هو أنا هخاف ما تعدلي كلامك شوية. 


لم تُعجب بحديثه وطريقته معها لكنها فضّلت الصمت حتى لا تجعل الأمر يزداد سوء في المنزل وفاروق سيزداد من عناده وغضبه فصمتت كما تفعل دومًا صمتت بضعف وضيق فكل ما يحدث لم يعجبها لكنها غير قادرة على تغيير شيء دوما تسعى لتغيير فاروق وطريقته الحادة الغاضبة لكنها فشلت في فعل ذلك.. 


ظلت رنيم في مكانها كما هي تبكي بضعف وقلة حيلة لا تجد مكان تذهب إليه الآن هي حقًا بلا مأوى، لكن ماذا ستفعل؟! كيف ستتخلص من كل ذلك؟! تشعر بظلمة وقسوة الحياة عليها دون أن تعلم السبب، دومًا تُسلب منها السعادة قبل أن تشعر بمذاقها، وكأن الحزن والوجع والقهر كُتبوا عليها طوال حياتها. 


عاد جواد ليلًا بعد أن أنهى عمله حاول الإتصال برنيم عدة مرات لكنه لم يصل لشيء ولا أحد في المنزل يجيبه، كان يعلم أن هناك شيء حدث لم يعلمه، لكن قبل أن يفكر كثيرًا فما حدث تفاجأ برنيم التي تنتظره في الخارج بوجه باكي وحالة غير جيدة كان ينظر إليها ولا يعلم ما بها ولماذا تقف في الخارج.


انطلقت نحوه مسرعة ما أن رأته وألقت ذاتها داخل حضنه وارتفع صوت بكاءها وشهقاتها عاليًا وقد انهارت جميع حصونها وما بداخلها، لا تفعل شيء سوى البكاء تتمسك في قميصه بضراوة وتبكي لا تريد الخروج من داخل حضنه مكانها الوحيد الآمن المتأكدة أنه لن يحدث لها شيء سيء  وهي معه.. 


ظل يربت فوق ظهرها بحنان محاولًا تهدئتها حتى يفهم ما الذي حدث، متمتمًا بهدوء وحنان


:- أهدي بس وفهميني ايه اللي حصل وأنا هتصرف بس أهدي وبلاش عياط. 


ظلت مستمرة في بكائها بضعف متمتمة بكلمة واحدة متعلثمة غير مفهومة


:- ا... أنا مـ... مش حـ... حرامية مش حرامية والله. 


لم يكن يفهم لماذا تتمتم بتلك الكلمات؟! لكنه ظل يحاول تهدئتها مؤكدًا حديثها بهدوء


:- أهدي يا حبيبتي أهدي أنا عارف طبعا فهميني بس اللي حصل وأنتي ايه اللي طلعك بره كده 


قصت عليه ماحدث بإيجاز ونبرة خافتة وهي ترتعش داخل أحضانه كان يستمع إليها بغضب غير مصدق ما تقوله، هل حقًا حدث لها ذلك على يد والده الذي لم يهتم بصورته أمام زوجته الآن، كان يقف بجسد متشنج غاضب وقد برزت عروقه أغمض عينيه بقوة ولازال يستمع إليها بقلب يحترق بغضب. 


ظل صامت لعدة لحظات بعد أن انتهت من حديثها ثم تحدث بنبرة غاضبة حازمة مستنكر ما استمع إليه


:- أنا هتصرف هما إزاي يعملوا كده حقك هجيبه منهم كلهم أهدي وبلاش عياط. 


شدد من احتضانه عليها بحنان ليجعلها تهدأ طالعته وتمتمت بخوف وضعف


:- هـ...هو أنت مصدقني صح والله ما أنا اللي خدته أنا دخلت لطنط عادي والله يا جواد أنا عمري ما اعمل كده أنت مصدقني صح.


اومأ برأسه أمامًا بهدوء يخبرها أنه يعلم كل ما تقوله يعلم أنها لن تفعل هكذا، سار بها نحو الداخل، كانت تسير بخطوات متعثرة بطيئة خائفة مما سيحدث... 


دلف المنزل بوجه مكهفر غاضب، قبل أن يستكمل طريقه وجد فاروق يجلس في بهو المنزل بصحبة الجميع وكأنه ينتظر قدومه كانت تقف تتشبت في قميصه بخوف وقف فاروق قبالته مغمغمًا بغرور حاد مشيرٕا بسبابته نحو رنيم بطريقه مهينة ويرمقها بنظراته الغاضبة التي اخترقتها وجعلت خوفها يزداد 


:- مين اللي دخل البت دي هنا تاني مش قولت متدخلش تاني غير لما تتربى وتعرف هي بتتعامل مع مين وتعرف مقامها كويس. 


وقف جواد قبالته مقتربًا منه بغضب ونظراته مصوبة نحوه بعدم رضا معلن غضبه التام من فعل والده الذي دومًا يتجاهل وجوده 


:- ليه عاوز تطلعني صغير ومصمم كمان رغم إن أنا بحترمك ليه بتعمل كده؟! 


طالعه باستهزاء دون أن يعير حديثه اهتمام وغمغم بحدة غاضبة موجه حديثه نحو رنيم التي ترتعش بضعف وخوف


:- أنا مش قولتلك اللي زيك ميدخلش هنا تاني. 


قبل أن ترد عليه صاح جواد بغضب بعدما فشل في السيطرة على ذاته أمام طريقة والده المقللة من شأنه كان يرمقه بنظرات غاضبة حادة بعدما برزت عروقه أمامه 


:- أنا بكلمك رد عليا أنت ليه بتعمل كده عاوز ايه، ليه مصمم على اللي بتعمله عاوز توصل لإيه مش بتحترمني ليه المفروض أعمل ايه لما تمد ايدك على مراتي أنا مش هسكت أنت اتخطيت كل حاجة بعد اللي عملته ده. 


ضحك فاروق بسخرية وأجابه ببرود ولا مبالاه


:- أنت عاوز ايه غلطت وبأدبها عشان تتعلم بعد كده ترد على فاروق الهواري واللي أنت واقف بتدافع عنها حرامية.. 


ضحك ببرود وتابع حديثه مجددًا بلهجة ساخرة مشيرًا نحوها باحتقار 


:- مرات الظابط جواد الهواري حرامية وزعلان أني طردتها ده أنا المفروض احبسها. 


أجابه الآخر غاضبًا معترض على حديثه بلهجة مشددة بحزم وقد توهجت عينيه لتظهر مدى الغضب المتواجد داخله


:- هي مش حرامية وأنا واثق فيها، رنيم متعملش كده وأنت ولا غيرك ليك الحق أنك تمد ايدك على مراتي مهما حصل مراتي محدش يحاسبها غيري. 


مسكه فاروق من أطراف قميصه بغضب ورد على حديثه بحدة وعصبية شديدة


:- ما تفوق لنفسك يا جواد أنا أبوك أنا فاروق الهواري اعمل اللي يعجبني لا أنت ولا عشرة زيك يقدروا يعملولي حاجة ولا يقفوا قصادي. 


رمقه جواد بنظرات حادة بعدما انتفخت اوداجه بغضب وصاح أمامه يرد على حديثه المتعجرف 


:- لا أقدر طالما الموضوع يخص مراتي يبقى أقدر ده حقها مش حقي وإن كنت بسكت في اللي بتعمله معايا ده ميدكش الحق إنك تعمل كده في مراتي.. 


حاولت جليلة التدخل ممسكة بيد فاروق بضعف وتمتمت بنبرة باكية متوسلة إليه


:- فـ... فاروق خلاص خلاص عشان خاطري كفاية كده وغلاوتي عندك. 


تطلعت نحو جواد وتابعت حديثها مجددًا محاولة إنهاء الأمر


:- جواد عشان خاطري يا حبيبي خلاص مش هتحصل تاني. 


وجهت بصرها نحو رنيم الباكية وتحدثت بضعف


:- خلاص يا حبيبتي متزعليش حقك عليا واللي حصل والله ما هيتكرر تاني. 


صاح فاروق بغضب بعد استماعه لحديثها الموجه لرنيم


:- أنتي بتعملي ايه اللي زي دي متتكلميش معاهم وهي مش هتفضل هنا دة آخر كلام عندي. 


غمغم جواد يرد على حديثه بكبرياء متطلع أمامه بحدة 


:- لا أنا ولا مراتي هنقعد هنا تاني كلامي دلوقتي مش عشان أقعد هنا أو لا كلامي في اللي عملته أنت مينفعش تمد ايدك على مراتي هي متجوزة راجل ولازم أجيب حقها. 


لطمت جليلة فوق صدرها بقوة صارخة معترضة بعد استماعها لرد جواد 


:- جواد يا حبيبي تمشي فين خلاص يا فاروق اسكت اللي حصل يا حبيبي مش هيتكرر تاني بس اهدى عشان خاطري


صاح بها فاروق بحدة لتصمت 


:- جـلـيـلـة.... اسكتي خالص ومتدخليش. 


تطلع نحو جواد ببرود مغمغمًا بلا مبالاه


:- لو عاوز تمشي أمشي ميهمنيش خد الحرامية وأمشي من هنا. 


ضرب جواد المنضدة التي أمامه بعصبية وضيق مغمغمًا بحدة 


:- مراتي مش حرامية وهمشي فعلا لا أنا ولا هي عاوزين نقعد في البيت ده. 


وجه حديثه بهدوء نحو رنيم الواقفة تبكي بصمت لا تصدق ما تراه أمامها يقف أمام والده لأجلها لم يهتم بحديثه ويثق بها هي 


:- اطلعي يا رنيم جهزي الحاجة بتاعتنا عشان نمشي.  


تمسكت جليلة به متمتمة بضعف وقد بدا التعب فوق وجهها محاولة التدخل لإنهاء قراره


:- جواد تمشي ايه يا حبيبي والله اللي حصل ما هيتكرر تاني محدش هيكلم رنيم كلمة بس أهدى بس أنا مقدرش أبعد عنك. 


لم ينكر حزنه على والدته وخوفه عليها عالمًا طريقة والده القاسية الحادة بعض الأحيان معها أغمض عينيه بضيق واحتضنها بحنان مردفًا بإصرار بعد شعوره بإهانة زوجته


:- ولا أنا اقدر هاجيلك على طول متقلقيش أنا عمري ما أبعد عنك بس مينفعش نقعد هنا أنا ورنيم بعد اللي حصل. 


تابع حديثه متطلع نحو رنيم التي لازالت واقفة كما هي في مكانها


:- يلا يا رنيم اطلعي جهزي حاجتنا عشان نلحق نمشي. 


رمقه فاروق بغيظ شاعرًا بالضيق كونه اختار زوجته وفضلها عليه وعلى والدته، لم يتخيل يومًا أن يترك المنزل نهائيًا لكنه ظل كما هو يقف بشموخ وبرود يظهر اللا مبالاه فوق ملامحه وغمغم بكبرياء وعند 


:- اطلعي يا سما معاها عشان تتأكدي أنها بتاخد حاجتها بس مش حاجات تانية.. 


ابتلعت رنيم تلك الغصة القوية التي تشكلت داخلها من إهانته لها، شعر بها جواد هو الآخر وانفلتت مشاعره فاقدًا السيطرة على ذاته بعد حديث والده الذي جعله يستشاط غضبًا ملقيًا كل ما كان أمامه أرضًا صائحًا بغضب وتوعد 


:- أنت بتقول ايه اللي بتقوله ده جنان أنا مراتي متعملش كده دي أحسن من الكل أنت اللي هتفضل كده زي ما أنتَ عاوز ايه هسيبلك البيت كله وأمشي كفاية لغاية هنا خلاص. 


توجه نحو رنيم يحتضنها بحنان شاعرًا بالحزن لأجلها مشدد من احتضانه لها كأنه يخبرها أنه يشعر بها، مستنكر أفعال والده التي تجعله يشعر بالخجل.. 


كانت مديحة تقف تشاهد كل ذلك بتسلية وكأنها ترى مسرحية أمامها، تستمع إلى إهانة رنيم بابتسامة واسعة تزداد اتساعًا بعدما تستمع إلى شهقاتها الباكية وترى دموعها التي تسيل بلا توقف.. 


كانت أروى مثلها تقف فرحة تشاهد نتائج فعلتها الماكرة التي فعلتها بصمت دون علم أحد، لم تنكر إنزعاجها من طريقة جواد الحادة لأجلها طريقته التي تثبت حبه الشديد لها، لأول مرة لم يهتم لحديث والدته ويفعل كل ذلك لأجلها، حقدها يزداد ضد رنيم لكنها تقف ترى دموعها باستمتاع متوعدة لها أكثر، مقررة أن تفعل المستحيل لتجعله يتركها، ستحصل في النهاية على جواد وتفوز عليها.. 


لم تتحمل جليلة كل ما يحدث، ترى الأمر يزداد سوء بين زوجها وابنها وذلك آخر ما تريده، كانت تشعر بالدوار يلتف بها دون أن تستمع إلى شيء مما يدور، لا تفهم ما يحدث لها لكنها شعرت بغيمة سوداء حلت أمام عينيها وسقطت أرضًا غير شاعرة بما يدور حولها. 


صرخت سما بصدمة وخوف متمتمة بنبرة باكية بعد رؤيتها لوالدتها الساقطة أرضًا


:- جـ... جواد الحق ماما عشان خاطري. 


تطلع الجميع نحوها بخوف لكن فاروق كان أول مَن اندفع نحوها يحملها برعب وقد تحولت ملامحه سريعًا بعد رؤيته لها ساقطة أرضًا. 


توجه بها سريعًا نحو غرفتهما شاعرًا بقلبه يتوقف من فرط خوفه عليها أسرع جواد يتصل على الطبيب الخاص بها الذي آتى مسرعًا، كان يشعر هو الآخر بالقلق والخوف على والدته، وقفت رنيم بجانبه بعدما شعرت بما يدور داخله وخاصة أن كل ما حدث كان بسببها، تمتمت بتوتر وهدوء


:- متقلقش يا جواد هتبقى كويسة والله متزعلش هتطمن عليها حقك عليا أنا السبب في ده كله


لم يشعر بذاته سوى وهو يحتضنها بضراوة مشددًا عليها يعبر لها بفعلته عن مدى احتياجه لها في ذلك الوقت، أجابها بصوت أجش حزين


:- متقوليش كده مفيش حاجة وهي بإذن الله هتبقى كويسة هنتطمن عليها. 


تركها وتوجه نحو شقيقته التي تقف تبكي بشدة احتضنها بحنان مغمغمًا به محاولًا أن يجعلها تهدأ قليلًا


:- كفاية عياط يا سما متقلقيش هي هتبقي كويسة. 


مسح دموعها بحنان فابتسمت من بين دموعها وأجابته بنبرة حزينة باكية


:- جـ... جواد متمشيش وتسيبنا عشان خاطري أنا وماما والله ما هنخلي بابا يعمل حاجة تاني بس عشان خاطري بلاش ماما مش هتقدر تستحمل ولا أنا. 


تطلع نحو رنيم وهو عاجز عن رفض طلب شقيقته المُحقة فهمت نظراته جيدًا ولم تقوى هي الأخرى على الرفض فأومأت لها أمامًا بصمت، أجاب شقيقته بحنان وهدوء


:- متقلقيش مش همشي خلاص أنا مقدرش ابعد عنك أنتي وماما. 


شعرت أروى بالغيظ بعد فشل مخططها التي لم تستفد منه بعد كل ما فعلته عاد الأمر مرة أخرى لما كان عليه، بينما مديحة كانت تشعر بالنيران متأهبة من قلبها بعد رؤيتها لخوف فاروق الشديد الذي تحول بعد سقوط جليلة، غضبه وكل شيء كان يشعر به اختفى ليحل محله الخوف والقلق عليها مؤكدًا لها بحبه الشديد لجليلة بالرغم من جميع أفعاله.. 


ذهب الطبيب بعد أن أخبر فاروق بحالتها مؤكدًا ابتعادها عن أي ضغط وأي شي من الممكن أن يؤثر عليها بالسلب.. 


كاد جواد يدلف ليطمئن عليها لكن استوقفه فاروق الذي منعه بغضب يرى أن مرضها كان بسببه


:- أنت عاوز ايه مش قولت إنك هتمشي وتسيبها وعملت فيها كده أمشي وسيبها يلا واقف عاوز ايه منها ليه عاوز تدخلها.


لم يهتم بحديثه مسيطرًا على ذاته لأجل والدته وأجابه بهدوء وجدية


:- أنا هدخل اتطمن عليها أكيد مش هسيب أمي وهي تعبانة كده


تمتمت سما بتوتر لتنهي الأمر 


:- خـ... خلاص يا بابا عشان ماما متزعلش.. 


دلف جواد لوالدته يطمئن عليها بينما رنيم فعادت مرة أخرى إلى غرفتها بضيق، كانت تود الذهاب من ذلك المنزل لكنها شعرت بتمسكه بوجوده مع والدته خاصة احتياجها له وحزنها على ابتعاده عنها..


ظل يتحدث معها ثم خرج بعدما وجد والده يدلف ليطمئن عليها هو الآخر، سار متجه نحو غرفته  وجدها جالسة تبكي بضعف فاحتضنها بحنان مغمغمًا بأسف


:- حقك عليا متزعليش والله هنمشي بس شوية عشان ماما تكون اتحسنت.


احتضنته بضراوة وتمتمت بهدوء من بين شهقاتها


:- لـ... لا خلاص عادي كفاية اللي عملته تحت عشاني المهم طنط جليلة تبقى كويسة. 


التقط كفها بحنان طابعًا قبلة رقيقة فوقه ومسح دموعها بحنان مردفًا بمرح 


:- مبحبكيش تعيطي عاوز أشوف عيونك الحلوة دول. 


ابتسمت بخجل من بين دموعها فالتقط شفتيها في قبلة عاشقة مردفًا بعشق 


:- الواحد بيموت فيكي أنتي وعيونك دول. 


ضحكت بخجل ودفنت وجهها في عنقه متمتمة بخفوت


:- بس بقى كفاية كده أنت عارف أن أنا بتكسف. 


ظل يتحدث معها بمرح ليجعلها تخرج عن حالة الحزن المسيطرة عليها وهو حزين لرؤيتها بتلك الهيئة الشاحبة.. 


                             ❈-❈-❈


بعد مرور عدة أيام.. 


كانت تجلس رنيم ممسكة هاتفها الجديد تتطلع إلى رسالة التهديد التي تصل إليها يوميًا شعرت بالضيق أغمضت عينيها بضعف وارتشعت يدها لا تعلم ماذا تفعل هي لن تستطع أن تجمع له المال الذي يطلبه تشعر أنها تائهة لا تعلم ماذا تفعل أتعترف لجواد أفضل؟! 


لكنها تخشى رد فعله عندما يعلم بالطبع سيكذبها لن يصدق ما ستقوله  لن يصدق دافعها لتفكيرها في شيء مثل هذا الأمر بأكمله مُخفى عنه. 


قلبها يرتعش بداخلها مهما حاولت أن تدعي القوة، تلعن ذاتها على فكرتها الحمقاء التي تدفع ثمنها الآن، ذلك الشخص لن يتركهها سوى عندما يحصل على المال الذي يريده وهي لم تمتلك شئ فكيف ستحضره له؟! وكيف ستتخلص من آذاه الملاحق لها باستمرار اطلقت تنهيدة حارة بضعف محاولة إلتقاط أنفاسها بصعوبة.. 


أغمضت عينيها باكية بضعف وجسدها يرتعش لا تعلم ماذا تفعل، لكنها فجأة شعرت بالتعب يجتاح جسدها، أغلقت عينيها بتعب ملتقطة أنفاسها بصعوبة متمسكة بالفراش لتجلس فوقه لكنها لم تشعر بشيء آخر حولها وقد غابت عن وعيها تمامًا..  


                          ❈-❈-❈


في نفس الوقت علم جواد أن هناك شخص ما يريد مقابلته، فأعطى الإذن له أن يدلف. 


وقف محسن يطالعه مقررًا تنفيذ خطته للحصول على المال متغلبًا على خوفه من الأمر. 


قطب جواد جبينه بدهشة عندما رآه متعجبًا من وجوده وسأله بخشونة وجدية حازمة


:- أنت!! أنت عاوز ايه؟! مش أنت.. 


قبل أن يستكمل سؤاله غمغم محسن يجيبه بجراءة مبتسمًا بمكر 


:- أنا محسن مش صاحب أخوها زي ما كدبت وقالتلك أنا من طرف عصام اللي قتلته هي وجه وقت الحقيقة تبان..

ايه رد فعل جواد تفتكروا؟ وهيحصل ايه هنتظر توقعاتكم 


              الفصل الرابع والاربعون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close