أخر الاخبار

رواية الوشم الحرب الداميه الفصل الخامس 5 بقلم سارة مجدي

     

 رواية الوشم الحرب الداميه 

الفصل الخامس 5

بقلم سارة مجدي



خرج من باب القلعه الكبير يسير بهدوء ورفق ينظر فى كل الأتجاهات بتركيز شديد و كل حواسه و قدراته على أهبة الإستعداد لألتقاط أى شىء غير طبيعى أو يدله على بداية الخيط ظل يسير فى كل مكان يشعر أنه سيجد به ما يساعده لكن كل شىء طبيعى لا يوجد أى نشاط غير عادى و لا يوجد حوله ما يثير الشكوك و لكن ما رآه قبل رجوعه إلى القلعه مباشرهً جعله يتجمد مكانه لعدة لحظات و لكنه لم يتردد فى التحرك و عبور تلك الفجوه الزمنيه الذى وجدها مفتوحه و من الواضح أن هناك من عبر منها لعالمه و سيعود منها
و لم يفكر للحظه كيف سيعود إذا أغلقت تلك الفجوه و أو ماذا سيحدث هناك و هو بمفرده
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
حين خطى بقدمه داخل تلك الفجوه و بدأت يتضح أمام عينيه ذلك المكان شعر بالصدمه أنه مكان فقير جداً ... أراضى زراعيه كبيره و بيوت طويلة رغم صغر مساحتها و أناس شبيه البشر و لكنهم شديدى الطول و شديدى النحافه و كأنهم ليس لهم أبعاد أى يشبهون الرسم على ورق مقوى
بدء فى السير برفق و هدوء فالظلام حالك والسماء بلا قمر و الأضواء موجوده فقط فوق أماكن العمل
ظل يتجول بهدوء و هو يراقب كل حركاتهم حين شعر أن هناك أحساس قوى يجبره على الحركه فى إتجاه معين .... و كأن شخص ما ينادى عليه بدأ يسير وفق أحساسه و خلف ذلك الصوت الذى يشعر به داخل رأسه حتى وصل إلى بيت صغير بعيد بشكل مميز عن باقى البيوت و صغير باختلاف باقى البيوت التى تتسم بالطول أكثر من أى شىء أقترب من ذلك البيت بعد أن تأكد أن لا أحد يراه .... و بدء فى البحث عن مدخل أو مكان يرى منه ما بالداخل لكنه لم يجد كانت مجرد جدران صماء دون أى أبواب أو شبابيك
شعر بالأحباط ووقف يفكر لماذا حضر إلى هنا و ما هذا الإحساس بداخله أن هنا البدايه و أن هنا سيجد سر ذلك الضوء و مفتاح اللغز  
ظل على تلك الوقفه لبعض الوقت دون جديد حتى قرر المغادره و التفكير فى المشكله الأكبر و هى كيف سيعود إلى القلعه و هو لا يعلم أين هو و ما هى إحداثيات الفجوه الكونية بين مكانه و القلعه ... و قبل أن يخطوا خطوه واحده سمع صوت أحد يتكلم و صوت باب يفتح
~~~~~~~~~~~~~~~
تشعر بالسعاده فأخيراً شاهين أعترف بما داخل قلبه ... و أتضح أن نورالدين معه حق فى كل ما قاله لها سابقاً  
صفقت بيديها بسعاده و بدأت فى الرقص بحركات مجنونه و سريعه و هى تضحك بصوت عالى فمن وقت وفاة والديها و هى لم تشعر يوماً ما بسعاده كتلك السعاده التى تشعر بها
هى بحياتها لم تشعر بالخوف فدائما أفراد المجموعه حولها سيف يسكن بالشقه المقابله لها و جاسر فى البنايه المقابله و نورالدين دائماً يقوم بزيارتها و لكن لم تكن سعيده و قلبها قد تعلق به لكن كانت تقاوم ان توسم به حتى يزيد عذابها و ألمها و الأن جاء إليها بقدميه أعترف بحبه لها ... جلست لتلتقط أنفاسها ثم أمسكت هاتفها و فتحت إحدى تطبيقات الرسائل و كتبت شىء ما و أغلقت الهاتف و ألقت بنفسها على السرير و على وجهها إبتسامة سعاده كبيره
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يغلى غضباً يشعر بأنه يود لو يعود إليها من جديد و أن يضربها بقوه على رأسها إنتقاماً مما فعلته و من تلك النار التى أشعلتها داخل قلبه ببرودها رغم تلك اللمعة التى كانت فى عيونها و تدل على سعادتها بما قال و أنتظارها لسماع تلك الكلمات .... أخذ نفس عميق فى محاوله لتهدئة نفسه من ذلك الغضب الذى يتصاعد داخله
نفخ للمره الألف ثم أغمض عينيه يحاول أن يتواصل مع أدولف و لكنه لم يستطع الوصول لشىء و قبل أن يحاول من جديد سمع صوت وصول رساله أمسك الهاتف لتحجظ عينيه بصدمه ثم أرتسمت على وجهه إبتسامة سعاده حين بدأ قرأه ما أرسلته له
(( سوف أنتظر أثباتك ... و أن أرى الكثير من الجنون ... هل ستحقق أحلامي ))
ليرسل لها إجابته
(( سأريكى من الجنون ألوان مختلفه أنتظرى و سترى ))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يقف أمام الخزانه يبحث عن شىء يرتديه حتى يذهب إلى عمله ... عمله التى تعترض عليه أوار بشده و لكنه يريحه من كل تلك الأفكار التى تؤلم قلبه و أيضا يجعله يتألم و مع كل ألم يشعر به يشعر ببعض الراحه
كذلك الألم الذى يشعر به الأن ألم رغم صعوبته إلا أنه يرضي قلبه من أجلها و كأنه يريد أن يتألم كما تألمت هى أقتربت منه دون أن ينتبه لها و وضعت يدها على ظهره العارى و هى تقول بلوم
- مازلت تؤلم نفسك ... مازلت تعاقب روحك... مازلت تدفع ثمن خطىء لم يكن يوما خطئك  
أغمض عينيه لثوان قليله ثم قال بصوت حزين
- الباقى من عمري لا يكفي للتكفير عن هذا الخطأ التي تتحدثين عنه ... هل تعلمى ما أشعر به فى كل يوم أتذكر ما حدث؟ وكم اتالم لانني لم أكن معكِ و بسبب غيابى تألمتِ و عانيتِ و أنطفئت روحك و غابت إبتسامتك
ألتفت ينظر إليها ليهولها مظهر جاسر الخشن ... وهو يرتسم عليه معالم الأسف و الحزن و الشعور بالذنب مختلط بحب كبير لتدمع عينها السليمه حين أكمل هو
- رغم سعادتى لأقترابى منك من جديد ... ورغم شوق قلبى و جسدى الذى كاد يقتلنى شوقاً إليكِ إلا أن أكثر ما أسعدنى هو سعادتك هو عودتك إلى الحياه و لو بشكل بسيط ... حين تجاوبتِ معى بكل حواسك و شعرت باستمتاعك و رضاكى كنت أشعر بالراحه و السعاده التى لم أجربها يوما إلا بين ذراعيكِ خاصة و أنتِ تسيطرين و تأمرين حين شعرت بتلك الجروح فوق جسدى من فعل يديكِ
أخفض عينيه أرضا و كانت هى تشعر بالصدمه من حديثه أى ألم هذا الذى يشعر به داخل قلبه حين قال
- هل لى أن أرجوكى و تقبلى رجائى ؟
أومئت بنعم لتنحدر تلك الدمعه فوق وجنتها ليقول هو بألم محب و بصدق
- أنا ملكك ..... خلقت لكى أكون لكى سبب من أسباب سعادتك ... خذى منى ما تريدين أبقى كما كنتِ بالأمس السيده لا تهتمى لأحد أوار لا تأخذك بى شفقه أجعلينى اتألم كما تألمت و لا تبالى بى  
كانت تنظر إليه بألم و حزن ما هذا الذى يقوله ما كل هذا الألم و الحزن و الذنب الذى بداخل قلبه إلى متى سيظل يعاقب نفسه على شىء لم يكن بيده .... أنها كانت تود أن تعتذر منه على ما فعلته بالأمس و هى بين ذراعيه زوجته و حبيبته بعد غياب طويل و بأنها لم تكن كما يتمنى و أنها لم تستطع أن تكمل الأمر للنهايه ... و كانت تود أن تعده أن اليوم سيختلف الأمر اليوم ستكون له حبيبه و زوجه قادره على تلبية كل رغباته و أحتياجاته ... ليصدمها برجائه أن تستمر فى تعذيبه بأصعب الطرق و هى أن لا ترضى رجولته
أنتبهت من أفكارها على حركته السريعه فى الأبتعاد عنها و أخذه لقميصه من الخزانه والمغادره إلى تعذيب من نوع جديد نوع يسبب له جروح و كدمات و تشوه جسدى أصبح يحاكي تشوهها لتجلس أرضا تبكى بصوت عالى و هى تلوم نفسها على كل ما فعلته طوال ذلك الوقت منذ ما حدث لها بسبب ياديكون و ما كانت تزرعه داخل قلب ركان دون أن تنتبه
- ماذا فعلت بك ؟ ماذا فعلت ؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يقف فى شرفة غرفة نومهم فى عاده لم يتوقف عنها يوماً وهو الأستيقاظ مبكراً و الوقوف فى الشرفه لرؤية شروق الشمس و أيضاً ليفكر فى كل ما يشعر به منذ أستيقظ فى المستشفى على لمسة رهف له و أحساسه بأنه يعرفها و إحساسه بأنه عاش معها قصه حب كبيره و كأنه يعرفها منذ كان صغير صحيح كان يراها و هو طفل لكنه لم يتكلم معها كلمه واحده فدائما والديها يحيطانها باهتمام زائد عن الحد و يرفضون أقتراب أحد منها
لكن لما ذلك الإحساس لما تلك الذكريات التى يراها و كأنها أحلام ... هل يقول لها كل ما بداخله؟ هل سيكون لديها تفسير؟ أو تستطيع فهم ما سيقوله أم ستراه مجنون تنبه من أفكاره على يدها الرقيقه و هى تمسد كتفيه برفق
- لماذا أشعر أن هناك شىء يضايقك أو شىء تخبئه عنى و لا تريد إخبارى به ؟
نظر إليها بطرق عينيه و قال بصوت منخفض
- لا شىء حبيبتى أنا فقط أحب تلك الساعه من اليوم تجعلنى أشعر بالسلام الداخلى و تجعلنى مستعد لأستقبال أى شىء فى يومى  
تحركت بهدوء و هى تضم مأزرها أكثر و جلست على الكرسى المواجهه له و قالت
- أعلم هذا فاروق أخبرتنى بهذا سابقاً و لكن أنا أتحدث عن شرودك ... و صمتك فى بعض الأحيان و أيضاً أرى فى عينيك نظره غريبه لا أستطيع فهمها و هذا يحيرنى و يشعرنى بالخوف أحيانا
غادر فاروق مكان جلوسه و جثى أمامها و قبل يديها بحب و هو يقول
- الخوف .. هل أسبب لكى الخوف .. أعتذر منك يا حبيبتى و لكن صدقاً أنا لا أخفى عنكِ شىء  
- بل تخفى ... و لكننى سأنتظر حتى تأتى و تقول لى بكامل إيرادتك
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان بسمان يجمع كل حرس القلعه و جميع رجال المجموعه القدام و هو فى حاله قلق و خوف كبيره ..... فقد مرت ثلاث أيام على إختفاء أدولف و لا يستطيع أحد أن يجده او يتواصل معه
قال أحد الرجال
- لنرسل إلى باقى مجموعته يحضرون إلى هنا
نظر إليه بسمان بحيره
- هل تظن أنهم قادرين على الوصول إليه ؟
- مؤكد هم أفراد مجموعه واحده ... و إذا لم يستطيعوا التواصل معه فكريا مؤكد يعرفون كيف يفكر و يستطيعون البحث معنا
أومىء بسمان برأسه ثم قال لأحد حراسه
- أريد المجموعه كامله .... لا ينقصها أحد



                    الفصل السادس من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close