أخر الاخبار

رواية ذاكرة القلب الفصل الثامن 8بقلم رانيا البحراوي

 


رواية ذاكرة القلب 

الفصل الثامن 8

بقلم رانيا البحراوي



وإذا هدمت الجدران وازلت الباب هل ستجد آسيا نفسها التي تركتها خلفك، عفوا آسيا تلك لم تعد موجودة والتي تقف أمامك الآن تختلف عنها تماما

الأولى كانت تعتز بنفسها لأن اخيها إنسان صالح

كانت تسعى لمستقبل باهر ينتظرها ولدنيا جميلة ستعيشها لمن ينبض له قلبها أم أنا لم أعد كذلك.


عادل :آسيا التي عشقتها ومازالت اعشقها هي آسيا واحدة لم تتغير، الفتاة المثالية التي رفضت معاونة اخيها على الإجرام والقت به بيدها بالسجن لينال عقابه والتي تستحق الاحترام والتقدير والحب لماذا تريدين دفنها بحياة خالية من السعادة لمجرد انها مرت بظروف قاسية ليس لها شأن بها.


آسيا :الظروف التي تتحدث عنها وكأنني اتنصل منها هي حياتي هي أنا، المنطقة التي اعيش بها وأخي الذي انساق وراء الخطأ دون أن يفكر بي أو بوالديه

كيف استطيع اعيش حياتي وكأنه لم يحدث شيئا.

واذا اقتنعت بحديثك هذا وطويت الماضي وقررت أن اعيشها صدقني لن اعيشها معك لست الشخص الذي أمن لحياتي معه واطمئن للعيش معه دون قلق أو خوف، الخوف سيظل رفيق لي اذا اردت السير برفقتك سيكون عائق بيننا يمنعنا من الأقتراب.


واكملت حديثها بأن طلبت منه أن ينساها ويبحث عن شريكة الحياة التي تناسبه.


وهربت قبل أن تنزلق قدميها في نعومة كلماته الساحرة فلم لديها طاقة لتتحمل اي صدمات أخرى.


لم يستسلم عادل وذهب خلفها ولكنه لم يجدها اختبأت بمكان داخل المصحة حتى لايراها وذهب بسيارته مسرعا حتى يلحق بها ولكنه لم يجدها.


تمر الأيام دون أن يستسلم عادل وكان يذهب إليها بعد مواعيد المحاضرات إلى الجامعة وأيضا كان يذهب لرؤيتها بعد انتهاء عملها بالمكتب ورغم انها كانت ترفض الاستماع اليه كان يكتفي برؤيتها.


ذات يوم وردها اتصال من المصحة يخبرونها انهم يريدونها في أمر عاجل.


شعرت آسيا بخوف شديد على خالد وذهبت مسرعة وهناك كانت المفاجأة، اليوم هو خروج خالد من المصحة والذي اراد ان تكون هي اول من يراها ويشكرها.


بكت آسيا من سعادتها.

خالد :علمت من عادل (يناديه دون القاب) بما فعلتيه مع اخيكِ من أجلي وحقا تعجبت كثيرا بسماع ذلك

انت انسانة عظيمة لن انسي كلماتك ونصائحك لي مادمت حيا، اشكرك واوعدك انني سأكون انسان صالح مثلما تتمني وأن اطوي هذه الصفحة ولا اجعلها ان تؤثر على مستقبلي.


فرحت آسيا بسماع كلماته وكانت تبكي فرحا.


آسيا :هناك شيئا اريد ان اطلبه منك ارجو ان تسامح عمرو وان تتفهم انه ضحية، هو اخطأ ويستحق عقابه لكنه لم يولد مجرما واظن انه سيأتي يوما ويفهم خطأه ويتراجع ويبقى له الأصل الطيب.


خالد :لا داعي لان تترجيني فانا سامحته لأجلك ولكن هناك طلب عليكي ان توافقي عليه من أجلي وسارجوكِ مثلما تفعلين وسأصر عليكي، لا تأخذي عادل بذنبي مافعل عادل ذلك إلا خوفا علي لم يقصد خداعك وأنما أراد حماية الشباب من الوقوع مثلي.


عادل :أنا أيضا اتمنى لو تعطيني فرصة أخرى واوعدك انكِ لن تندمي ابدا.


شردت آسيا وهذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها عادل انها تعاود التفكير في الأمر.


تولد لديها أمل جديد ولم يدعها تفكر في الأمر مرتين وقال :اليوم سأتي برفقة عائلتي الحقيقية لطلب يدك من والدك، انا واختي وخالد.


وافقت آسيا واخبرته انها ستمنحه فرصة أخرى وعليه ان يتمسك بهذه الفرصة جيدا لانها لن تتهاون في اي اخطاء أخرى.


ذهبت آسيا واخبرت والدها

الأب :كنت أشعر انه يحبك كان يبدو عليه الحزن في المحكمة لفقدانك ليس لدي اعتراض يابنيتي وافقت عليه وهو ابن تاجر مخدرات هل سامانع بعد أن علمت انه ضابط يؤدي واجبه.


بعد أن تحدثت آسيا مع ابيها وردها اتصال من عادل وكان مرتبك جدا شعرت آسيا بالقلق وسالته :هل اختك رفضت زواجك بي؟


عادل :لا لم ترفض هي سعيدة جدا بذلك وخاصة بعد أن حكي لها خالد مافعلتيه لأجله.


آسيا :الامر الذي يقلقك إذن؟

عادل :لم اخبرها انكِ شقيقة عمرو، لم استطع لأنها مريضة ولم ارد مجادلتها وهي مريضة.


آسيا :ولذلك ستخدعها اسهل ماتجيده في حياتك هي  الخداع.


عادل :لا لن اخدعها الأمر ومافيه انها لا تعرفك واذا علمت انكِ شقيقة عمرو سترفضك دون أن تتعرف عليكِ وستطلق احكام مسبقة، لكن اذا تعرفت عليكِ جيدا لن ترفض ارتباطي بكِ.


آسيا :وماذا حدثتها عن علاقتي بخالد؟

عادل :تعرف انكِ متطوعة بالمصحة لمساعدتهم على شرح المحاضرات والدروس التي فاتتهم.


آسيا :يبدو أنك خططت لكل شيئ ولكن عذرا لن اشاركك في هذه الكذبة.


عادل :لن تستمر طويلا اوعدك ان اخبرها الحقيقة قبل الزواج ولكن بعد أن تتعرف عليكِ جيدا وتحبك.


اغلقت آسيا الهاتف دون أن تعطيه جواب وتحدثت مع ابيها واخبرها ان عادل على حق وان مايفعله هو الصواب.


ارسلت له رسالة بأنها موافقة ولكن بداخلها كانت حزينة جدا وشعرت بأنه يخجل من ذكر حقيقة اخيها أمام اخته فماذا عن باقي اقاربه وزملائه بالعمل.


لم تشعر انها تفعل الصواب ولكن اخبرها والدها أن اي رجل بمكانه سيفعل ذلك سيريد الا تواجه خطيبته أحكام مسبقة من اهله خاصة لو انه يعرف هذه البنت

جيدا ويعلم ان اهله سيحبونها، وماذا تريدين غير انه متقبلك كما أنتِ المهم هو.


وافقت على ذلك ولكنها بعد مقابلة اخته شعرت بأنها تخدعها ولم تتحدث معها ولم تنظر بعينها مطلقا رغم ذلك احبتها شقيقة عادل جدا احبتها قبل أن تراها من حكايات خالد وعادل عنها واحبتها اكثر حين رأتها لم تهتم لمنزلها البسيط ولا الحي السكني الذي تسكن فيه تمت خطبتها عائليا دون أن تدعو احد خوفا من ان يذكر احدهم شقيقها عمرو.


رغم قلقها تسللت والسعادة إلى قلبها الحزين رغم أنها تظاهرت بأنها نسيته إلا أن قلبها لم يستطع ذلك مازالت تفكر فيه ومعجبة بكل الصفات الحميدة التي يتميز بها اهمها التواضع مع كل سكان الحي بعد أن كشف لهم عن شخصيته الحقيقية مازال يتعامل معهم كالسابق.


مرت الأيام واقترب موعد زفافهم تفاجئت آسيا بأنه لم يحمل والدها فوق طاقته قام بتأسيس شقته في مساكن الشرطة باثاث بسيط ولكن بالنسبة لها كان افضل منزل تراه عينها.


عادل :كنت اعيش مع اختي لارعاها في غياب خالد ولكن بعد عودة خالد اطمئنيت عليها.


آسيا :هل تمانع ان ذهبت لأبي لاهتم به كل يومين او ثلاثة؟

عادل :لا بالطبع لن أمانع ذلك وسأتي معك في وقت فراغي.


كلما اقترب موعد زفافهم كلما شعرت آسيا بالضيق لأن اخيها لن يكون معها بمثل هذا اليوم واردات تاجيل الزفاف حتى خروج اخيها ولكن عادل ايضا وابيها وافق عادل الرأي.


بيوم الزفاف لم تدعو آسيا احد لنفس السبب بوقت الخطبة، تسالت شقيقة عادل عن مدعوين العروس فأخبرها ان ليس لديها احد تدعوه.


شعرت شقيقته بالقلق، خالد كان سعيد جدا وكان يشرف بنفسه على تقديم الوجبات والحلوي للمدعوين

اقبل خالد نحو آسيا يخبرها انه من اقارب العروس وليس العريس وانها يحاول ان يعوض غياب اخيها عمرو.


عاشت آسيا فترة من السعادة عوضتها عن كل الحزن الذي رأته من قبل وخاصة بعد أن سافرا سويا لقضاء عطلة شهر العسل.


لم تنشغل آسيا طوال فترة الرحلة بأي شئ ولم تواجه مشكلة واحدة مع عادل، الحب الذي كانت تراه بعينه كان كفيل لينسيها اي ألم مرت به من قبل.


مرت الايام 

وقبل ان تتخرج آسيا من الجامعة بأيام  اكتشفت انها حامل وكان قلبها يحلق من سعادته، رتبت مفاجأة لعادل

واشترت له جوارب صغيرة وقامت بدعوة شقيقته وخالد ووالدها على العشاء كي يحضر الجميع لحظة معرفة عادل بحملها.


جلسا الجميع على طاولة العشاء وتعجب عادل لرؤية اجتماع شقيقته وابنها مع والد آسيا وسألهم هل هناك مناسبة معينة؟


آسيا :لا ولكن اردت ان اريهم مهارتي بالطبخ.


تناولوا جميعهم العشاء وحان وقت تناول الحلوى.

عادل :لماذا اطباقهم جميعا بلا غطاء وطبقي مغطى؟

آسيا :ارفع الغطاء وسترى بنفسك.


رفع عادل الغطاء ووجد تلك الجوارب الصغيرة الملونة وصرخت آسيا أنا حامل.


شحب وجه عادل واعتذر من الجميع واستأذن كي يذهب إلى الحمام.


أمسكت آسيا بالجوارب الصغيرة في حالة من عدم الفهم، وتعجبت شقيقة عادل بشدة من تصرفه الغير مفهوم والجميع ظل منتظر عودته حتى يبرر ماحدث


ترى مالذي دفعه لفعل ذلك؟

يتبع 

                     الفصل التاسع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close