أخر الاخبار

رواية حب تخطي المفاهيم الفصل الخامس5والسادس6بقلم فاطمة الالفي


 رواية حب تخطي المفاهيم الفصل الخامس5والسادس6بقلم فاطمة الالفي

عندما استمع لصديقه لم يقدر على النطق فلا يعلم بماذا يخبره ، تنهد باسي وهو ينظر له بتسأل 
- بتحبها يا احمد 
- اكدب عليك لو قولت لا ،بس جوايا حيره ، طب فرق السن ده طبيعي 
شهاب بجديه : لو على فرق السن فده مش كبير اوى هو معقول ومش ده المشكله الاساسيه ، الاول تتأكد من مشاعرك وكمان هى لسه بتحبك ولا كبرت ومشاعرها اتغيرت 
تنهد احمد بضيق : زمان كنت بفهم شروق من مجرد نظره ، كانت طفله واضحه ورقيقه ، دلوقتي شايف شروق تانيه غامضه وقويه وانا بصراحه متفاجئ بتغيرها ، بس عينيها يا شهاب حزينه جدا،نفسي اعرف ايه اللى بدلت نظرتها اللى كانت كلها مرح وتفائل وبسمتها اللى كانت منوره وشها ، أنا بجد نفسي امحى لمحه الحزن اللى سكنت عينيها 
شهاب بحزن على تلك الصغيره وما أصابها بالماضي ولكن فضل الصمت وعدم الافصاح عن تلك الحادثه التى قلبت حياه الصغيره رأسا على عقب .
- الفراق يا صاحبي يعمل اكتر من كده ، موت ندى فجاه غير حاجات كتير جواهم 
احمد بحزن : الله يرحمها ، وقت لم عرفت بالخبر كان عندي امتحانات وماقدرتش اكون جنب بهاء ، بس كلمته كتير وكنت بطمن على شروق منه ، تعرف وقتها كان نفسي اخدها فى حضني واحاول اخفف عنها ، وجعني اوى حزنها وأنها رفضت تكلميني 
شهاب بجديه : هتعمل ايه معاها 
ارتسمت الابتسامه على محياه : هقرب طبعا ومش هضيعها من ايدي تاني وهحاول انسيها جرح الماضي اللى اتسببت فيه ، أنا حاسس انها لسه بتحبني وبتكابر عايزه تبقى قويه عليه بس على مين وربنا ماانا سايبها غير وهى حرم احمد العايدي 
تنهد باسي وهو يرا فرحه صديقه ، ربت على كتفه : بس خلي بالك اوعى تجرحها يا احمد ولا تكسرها ومن دلوقتي لو مش جد يبق تتراجع عشان دي اخت بهاء ومش حمل اى جرح تاني 
احمد باهتمام : فى حاجه انت تعرفها أنا مااعرفهاش 
شهاب بتهرب : لا هيكون فى ايه بس بقولك عشان ماتخسرش صاحبك 
احمد بجديه : لا طبعا أنا مش صغير وعارف أنا بعمل ايه ، وفى اول فرصه هصارح بهاء واطلب اتجوزها طبعا 
شهاب لنفسه : ربنا يكتبها من نصيبك يا احمد وتعوضها فعلا عن كل اللى شافته فى الماضي وتمحى وجعها بجد 
احمد : أنا لازم امشي بقى عشان تعبتك من الوقفه دي واه اوعى تعرف بهاء بوصولي خليه يتفاجئ يلا بقى سلام 
شهاب : طب اطلع اتغدا معانا 
سار اتجاه سيارته وهو ينظر لصديقه ' مره تانيه بقى يا كابتن 
 استقل سيارته ليتوجه إلى منزله ،، وصعد شهاب لمنزله وهو شارد بحديث احمد ويدعى الله داخله أن يكون وجوده سبب بسعاده الصغيره التي بمثابه شقيقته ...
********

همت بصعود الدرج بعجاله ، لحق بها واستوقفها قبل أن تطرق باب شقتها .
- حاوطها بذراعيا وجعلها تنظر له بصدمه .
ابتسم بحب وهو يهمس أمامها برقه : بت انتي أنا قولتلك اسف مليون مره 
تلاشت النظر إليه وهى تشعر بالضيق بسبب توبيخه الدائم لها 
رفع وجهها لينظر لعيناها وهو يبتسم على تلك المجنونه التى تكاد تفقده صوابه ، زفر أنفاسه وهو يستغفر الله  بصوت مسموع 
- استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ، مش عايز اقول كلام واندم عليه يا زهرتي ، من استعجل شي قبل أوانه عوقب بحرمانه 
نظرت له بعدم فهم : انت بتقول ايه مش فاهمه 
عصام بتنهيده حارقه : عارف ان ساعات بكون قاسي عليكي ، وكمان مابسمعكيش كلمه حلوه ، بس الحب اللى جوايا ليكي يخليني أحافظ عليكي واصونك حتى من نفسي ، أنا خايف اخسرك وعشان كده بحاول على قد مااقدر ما قولش كلام حب وقافل على قلبي عشانك مش كل علاقه تكون مبنية على كلام رومانسي وبس ، اللى بينا اكتر من كده بكتير يكفيني تحسي بيه يا زهره وتقدري مشاعري ، عايز افوز بيكي واحس بكل كلمه حلوه وكل المشاعر الصادقه تسمعيها وانتى حلالي فى بيتي ، وعشان كده لو هتزعلي من تصرفاتي وعايزه تسمعي كلام زى اى بنت ، فأنا هغير قراري ومش هستني اتخرج السنه دي ، هكتب كتابي وبعد لم اتخرج وانتى تخلصي اولى نتجوز وتبقي فى بيتي وتتحملي بقى نتيجه القرار ده عشان هكون لسه فى بدايه حياتي وهنكون نفسنا مع بعض بقى ، ها قولتي ايه .
نظرت له بفرحه وصرخت بعدم تصديق : بجد يا عصام 
هز رأسه بالموافقه : بجد يا مروشه ، عشان ماكونش حارمك من حاجه بس 
زهره بغمزه : طب مستني ايه كلم بابا وعمو فورا 
عصام بابتسامه : ماشي يا زهرتي ، هتكلم مع بابا الاول وبعدين اكلم عمى فؤاد يلا اتفضلي ادخلي بقى وماتزعليش مني 
همت بطرق باب منزلها بقوه : لا مش زعلانه خالص يا حبيبي.
تركها أمام شقتها وهبط الدرج إلى حيث شقته ، ليتحدث مع والده بأمر عقد قرانه على ابنه خالته ،فهو لا يتحمل أن تظل عابثه فهو يعلم بما تفكر ويخشى أن تقارن علاقتهم بالآخرين ، يخشى خسارتها ، كان يصون لسانه  ولا يتحدث معها عن أحاديث العشق والغرام ولا يتقرب إليها إلا بوجود العائله ، أراد أن يحافظ عليها إلى أن تصبح زوجته وشريكه حياته ليغمدها بالحب والعطاء والأمان التى تستحقه فهو لا يريد اغضاب ربه ويعلم أن من ترك شيئا لله عوضه خيرا ...
***********
فى كندا .
ارهقته قدميه وشعر بالتعب واراد العوده الى الفندق لينام قرير العينين من شده تعبه ، واتخذ قرار مصيري بأمر حياته .
وبعد أن ابدل ملابسه ، القى بجسده أعلى الفراش بتعب ، ليغمض عيناه خلال ثواني ويذهب فى النوم ..

********
بالقاهره ..
بعد أن ودعت حبيبه ، عادت إلى منزلها وداخلها امل جديد ، اقبلت على والدتها بابتسامتها العذبه .
- حمدالله على سلامتك ياقلبي 
- الله يسلمك يا جميل ، أنا جعانه اوى 
ابتسمت وفاء لابنتها : طب اطلعي غيري هدومك عشان نتغدا بسرعه ، وهنخرج مع بعض نعمل شوبنج ، عشان عايزاكي تغيري فى ديكور الفيلا ، وكمان تشتري لبس زياده عشان جامعتك 
شعرت بالنشاط وهى تهز راسها بالموافقه : وانا ثواني مش هتاخر عليك يا جميل .
صعدت لغرفتها وهى تلقى بحقيبتها أعلى الاريكه وتتوجه إلى المرحاض لتغتسل وتبدل ثيابها باخري وقبل أن تتوجه لوالدتها ، فرشت سجاده الصلاه لتصلي فرضها ، لتشعر بالسعاده الحقيقيه وهى تناجي ربها بأن يبعد عنها الهم والحزن والضيق وان يبدل حياتها للتفائل والامل ، فهي على يقين بأن ربها لا يتركها تعاني بتلك الحياه ..
""""""" 

عوده الى كندا ..
اشرقت شمس يوم جديد يحمل الكثير فى طياته ، استقيظ بهاء بنشاط ، دلف لداخل المرحاض لينعش جسده تحت المياه البارده لعلها تهدى من روحه المعذبه بين قلبه وعقله ...
وبالنهاية انتصر القلب على العقل واتخذ قرار صائب لا رجعه به وهو أن يتقرب من شذا ولن يضيع تلك الفرصه هباءا..
ابدل ثيابه وارتدي قميصا زيتي يعلوه تشيرت صوفي بنفس اللون الزيتي  على بنطال من الكتنان باللون الزيتي أيضا ، ومشط شعره البني ونثر عطره الأخذ ، ثم التقط هاتفه ووضع نظارته الشمسيه أعلى شعره ، وغادر غرفته متوجهه إلى حيث غرفتها وهو يحمل معطفه الشتوي أعلى كتفه ..
وقف قليلا أمام الباب ثم طرقه عده مرات برفق وانتظر أن تفتح له ..
****
كانت داخل غرفتها تشعر بالملل ,فقد استيقظ منذ ساعه ولا تعلم بماذا تبدء يومها وظلت شارده تتذكر وجوده جانبها داخل المشفى وهى تبتسم بحب ..
انتشالها صوت طرقات على باب غرفتها ، توجهت لتفتح ظنت أنها خدمه الغرف .
وعندما فتحت الباب ، جحظت عيناها وهو يتطلع إليها بابتسامته الساحره التى تعشقها ، وبكامل أناقته .
- صباح الخير يا شذا 
شذا بتوهان : صباح الخير يا بهاء 
بهاء بابتسامه : عامله ايه دلوقتي 
- الحمد لله تمام ، بس كنت زهقانه 
ابتسم بمرح : وانا روحت فين ، يلا ادخلي غيري هدومك وهنتظرك تحت عشان نقضي اليوم بره الفندق ده ، وتنسي جو المستشفي 
نظرت له بصدمه فلم تتوقع أن يبادر ويعرض عليها بأن يقضون اليوم بالخارج ، إذا فهو يحاول التقرب إليها وليس البعد 
ابتسمت بسعاده وهزت رأسها بالايجاب وأغلقت الباب دون أن تتحدث .
ابتسم وهو يسير يعبر الرواق ويهز رأسه باسي على مظهره وهى مصدومه ..
""""
وضعت حقيبه الملابس أعلى الفراش وهى تفتحها بلهفه وتبحث داخلها عن ملابس مناسبه لكي ترتديها ، ظلت لبضع دقائق متردده ماذا عليها أن ترتدي ، إلا أن وقعت عيناها على بنطال جينز رصاصي التقطته بابتسامه وأخرجت بلوزه بينك تصل إلى اعلى ركبتها بقليل ، ارتدتها بعجاله وتوجهت إلى المرآة تنظر لبشرتها الشاحبه من أثر التعب ووضعت الفونديشن لتخفي تعب بشرتها وعقصت شعرها الأسود لأعلى وتركت خصله رقيقه تنسدل أعلى وجهها ، ثم ارتدت نضارتها الشمسيه لتخفي لمعه عيناها عندما تتطلع إليه ، تخشي انفضاح أمرها وتصفح عن مشاعرها اتجاهها ..
زفرت أنفاسها بهدوء ثم غادره الغرفه لتلتقي به ..
*****
كان يتطلع لساعه يده وينتظر قدومها بقلب متعطش لرؤيتها ، يريد أن يمحى جفاء معاملته معها بالسابق ، يريد أن يتحدث معها بصدق ويعلم كل ما بداخلها ، يريد أن تحدثه عن حياتها الخاصه ليصبح فردا مهما بعالمها الصغير ..
وجدها تقبل عليه ، شعر بقلبه يخفق بشده كلما اقتربت منه  وضع يده مكان قلبه وهو مندهش من تبدل  حالته، فماذا يصيب قلبه بحضورها ، شعر بتوتر كلما التقت عيناه بعينيها .
اقبل عليها بابتسامه جذابه ، سحرتها ابتسامته تلك وتسمرت مكانها 
- جاهزه 
هزت راسها بالايجاب ومازالت عيناها تلمع بفرحه بسبب قربه 
طلب من اداره الفندق إحضار سياره ليستمتع بنزهته معها .
سار بخطوات ثابته وهى جانبه إلى مكان السياره ، فتح لها الباب الامامي لتجلس بهدوء ، ثم دار حول السياره واستقل مقعد القياده وبدء فى قيادتها ..
قرر أن يصطحبها إلى بحيره مورين من أهم المناطق السياحية بكندا ..
*******
جلست أمام البحيره وهو يختلس النظر إليها ، كانت فاتنه يتطاير  شعرها  خلفها بسبب الهواء الذي يداعب خصلاتها ويراء ابتسامتها التى تنير وجهها ، كاد قلبه أن يصرخ بحبه لتلك الجنيه التى سحرته بين ليله وضحاها ، تبا لذلك القلب الذي كان يريد أن يكتم حبه ومشاعره داخله ولا يبوح بها حتى لنفسه ..
نظرت له على حين غره وجدته ينظر لها بحب 
تنحح عندما وجدها تطالعه بصمت واراد أن يخلق حديث 
- اول مره تيجي هنا 
عادت تنظر لجمال البحيره والمنظر الخلاب : جيت كندا كتير ، بس الحقيقه اول مره اشوف المنظر الساحر ده 
بهاء لمحاوله معرفه حياتها الخاصه : ممكن اسالك سؤال
ابتسمت له وهى تهز راسها بالايجاب : اكيد طبعا 
- ليه عايشه لوحدك ، ليه مش عايشه مع والدك ، اعذريني أن بتطفل بس ده بجد من خوفي عليكي تعيشي لوحدك ، وخصوصا لم تعبتي ماكنش حد جنبك 
تنهدت باسي وظلت عيناها متعلقه بمياه البحيره : بابا منفصل عن ماما من وانا كنت فى الثانوى تقريبا وهو أسس حياته واتجوز ، بس كان يشوفني من وقت لتاني وكمان متكفل بمصاريفي ، وماانكرش لم ماما توفت من سنه ، عرض عليه اروح اعيش معاه عشان ماينفعش اعيش لوحدي وكان قلقان عليه 
زفرت أنفاسها بضيق : وفعلا روحت عشان اعيش معاه ، بس مااقدرتش اتحمل الوضع هناك وبعد اسبوع رجعت شقتي تاني ، صعب اعيش مع انسانه خدت بابا مننا ، صعب اتحملها واقبل بيها وهى سبب فى حزن ماما ، كده هكون بخون امي لم اعيش مع الست اللى حرمتها من جوزها وحرمتني من جو العيله والاستقرار ، لم بابا اتجوز ماما كانت راضيه تكمل معاه عشاني رغم أنها كانت مجروحه منه ومكسوره بس فضلت تتحمل عشاني لكن بابا ماقدرش ده  وطلقها .
بهاء بحزن : أنا اسف قلبت عليكي المواجع
هزت راسها بالنفي : لا ابدا ، انامبسوطه أن بتكلم عشان أخرج اللى جوايا 
بهاء بابتسامه : خلاص اتكلمي براحتك وانا سامعك
ابتسمت بالم ونظرت له بقوه : تعرف أن بابا ماصدقنيش 
بهاء باهتمام : ماصدقكيش فى ايه 
أغمضت عيناها بقوه : مراته عندها ابن وعايش معاهم ، هو كبير مش صغير تقريبا فى سني أو اقل مني مش عارفه ، بس نظراته ليه ماكانتش بريئه ، كنت بحس باشمئزاز لم يشوفه ، لم اصريت ارجع شقتي بابا كان رافض ، قالي انتي عايزه تعيشي لوحدك عشان ماحدش يشوفك بتعملي ايه، قولتله السبب الحقيقي مش قادره اتحمل مراتك واعيش معاها فى مكان واحد عادي كده وانسى أنها سبب فى حزن امي ، وكمان ابنها مش محترم وانا خايفه منه ، ماصدقنيش وافتكر أن يقول اى كلام عشان اعيش براحتي و 
نظرت له بانكسار وامشي على حل شعري زي ما مراته بتقول 
شعر بالحزن يعتصر قلبه عندما وجد دموعها تنساب أعلى وجنتيها ، مد انامله ليمحوها برفق 
- ماحدش يستاهل أن دموعك تنزل عشانه 
ابتسمت رغما عنها .

شعرو بتغير حاله الطقس ونظر كل منهما للسماء والسحب التى تهدد بسقوط أمطار 
نظرت له بابتسامه : الدنيا هتشتي

بدأت السماء بهطول الأمطار وكأنها تواسي حزنها أيضا 
لتنهض من مجلسها وتنظر للسماء وتعلو الابتسامه ثغرها وهى تدور كالفراشه تحت المطر 
وهو ينظر لها بعدم استيعاب بسبب تبديل حاله الحزن لمرح وطفوله وهى تلتقط حبات المطر بكفيها الرقيق 
كانها طفله فى العاشره من عمرها تلهو تحت المطر ولا تخاف البرد القارس، أشارت بيدها ليفعل ما تفعله بجنون 
اقترب منها بشغف واراد أن يشاركها لحظات الجنون ، وارتسمت الابتسامه على وجوههم بسعاده ونسي العالم من حولهم .
بعد لحظات هدءت الأمطار وظل ممسك بيدها لتنجذب اليه وتتعثر قدميها ليكون حضنه هو الحصن المنيع لها ، تشابكت العيون وزات النبضات وأصبحت مسموعه وكل منهما يظن أن قلبه هو الذي يصرخ بالحب ، لم يستطيع الصمود أمام عيناها البنيه التى تعطيه الدفئ 
ابتلع ريقه بصعوبه  وهو مازال محدق بعينيها : شذا انا بحبك 
جحظت عيناها بصدمه وفتحت فاها بذهول فلم تتوقع منه هذا التصريح 
اقترب من شفتيها بلهفه متعطش لتقبيلها ليخبرها بمدا عشقه لها ، بادلته القبله الموثقه بحب كل منهما للآخر ..
**********
ابتعد عنها برفق وشعر بالخجل من فعلته ، وعندما تطلع إليها وجد وجهها يكاد ينصهر من شده خجلها ، تنحنح قليلا وهو يقترب من وجهها ليرفعه ليجبرها على النظر إليه .
- أنا اسف غصب عني مشاعري حركتني ، أنا  مش عايزك تحسي انك لوحدك ، أنا جنبك وهكون ليكي السند والحياه اللى تتمنيها ، أنا بجد بحبك وكنت غلطان لم حاولت اهرب من مشاعري ، بس صدقيني غصب عني جوايا تشتت وقلق ، بس وجودك جنبي كفيل يطمن قلبي ، شذا أنا اول لم نرجع هقابل والدك عشان اطلب منه اتجوزك ، انتي موافقه عليه 
ابتلعت ريقها بصعوبه ولم تستوعب كل هذا الحب ، كاد قلبها أن يقزف من شده فرحتها بهذا الاعتراف التى تنتظره .
عندما طال صمتها رفع حاجبيه وهو يشاكسها : ايه مش عايزه تقولي حاجه ، يعنى اعتبر نفسي ماقولتش حاجه 
نظرت له بصدمه ووكزته فى صدره : نعم انت بتهزر أنا ما صدقت انك نطقت يا اخي ، أنا كنت هنتحر بسببك 
ابتسم لها بحب وظل متمسك بيدها أعلى صدره : اسف أن تعبت قلبك بسببي 
شذا برقه : ليه خايف من الحب 
تنهد بضيق وهو ينظر لها بوجع : مش خايف منه ، خايف افرح وقلبي يحب ويعيش حياته وشخص مهم فى حياتي موجوع ومجروح 
علمت بأنه يقصد شقيقته وارادت أن تعلم ما بها وما أصابها من سهام الحب ليجعل قلب شقيقها يرفض الحب ويخشاه 
- طلبت تكون سندي وان مش لوحدي طول ما انت جنبي وانا موافقه جدا تكون كل حياتي ، بس كمان أنا اشاركك وجعك والمك زى ما انت شاركتني ، الحزن نقسمه علينا عشان نخفف عن بعض ولا أنا غريبه عنك ومش عايز تشاركني وجعك الا هو وجعي أنا كمان ، أنا بحس بيك يا بهاء وعارفه أن جواك الم ممكن تعتبرني حته منك ونصك التاني ولا غيرت رايك بقى 
زفرا أنفاسه بالم : اللى جوايا صعب يتحكي
تصنعت الغضب ودارت وجهها مبتعدا عنه : يبقى لسه مابتحبتيش ومش قادر نكون شخص واحد مش اتنين 
لحق بها بلهفه يخشى فراقها وقبض على معصمها برفق : أنا محتاجلك ماتسبيش ايدي 
دارت وجهها لتنظر له بقلق وجدت الدموع متحجرة داخل حدقتيه الخضراء التى تلمع متهدده بالسقوط 
- عمري ماهسيب ايدك بعد ما اتمسكت بيها ، أنا ماليش غيرك يا بهاء ، أنا زي الطفله اللى فرحانه بوجودك جنبي عشان تعوضني عن حزني ووحدتي 
ضمها لصدره بحنان وظل متشبث بضمتها وهو يهمس لها بالم عن وجعه الحقيقي الذي يخفيه عن الجميع وما أصاب شقيقته من عله ، وما كان منها إلا أن تشاركه الدموع وتربت على ظهرها بحنان وتخبره بأنه ستظل جانبه وجانب شقيقته وان الله سوف يعوضها بالحب والأمان التى تستحقه وسوف تلتقي بفارسها الذي يعشقها ولن يبغضها ، شعر بالهدوء والسكينه بعد أن أخرج ما فى قلبه من وجع ....
*******

الفصل السادس 
حب تخطى المفاهيم 
بقلم / فاطمه الالفي 

''' من أصعب المشاعر التي تُسبّب الألم، والحزن، والفرح في ذات الوقت لقلوبنا هي اشتياقنا لأشخاص، وأماكن لها مكانة مميّزة في نفوسنا، مهما حاولنا نسيانهم إلّا أنّ حبّهم بداخلنا يمنعُنا، فحنيننا لهم لا يمكن أن يختفي لأنّهم رسموا بداخلنا المعنى الحقيقيّ للحبّ، والصداقة، والوفاء، والصدق ،،،،

هو الآن متخبط المشاعر ، يشتاق إليها ، يريد ضمها لامتصاص غضبها ، يريد أن يمحى لمحه الحزن التى سكنت نضاره خصرويتيها ، يريد أن يبث لها مدا شوقه للحديث معها ومشاكستها كما كان يفعل فى السابق ، فهي قطته المشاكسه التى  يفتقدها ويمزقه الاشتياق إليها ويعتصر قلبه الحنين ..
ظل يتقلب بفراشه لم يغمض له جفن وهو شارد بقطته المشاغبه التى أصبحت فاتنه ولم يفكر إلا بها مند أن رأتها عيناه وطيفها أمامه يداعبه بجنون كاد ان يفقد عقله .
نهض من الفراش بتافف وتوجه إلى شرفته ليستنشق بعض الهواء لينعش رئتيه فهو يشعر بالاختناق .
- وبعدين معاكي يا شروقي ، مش عارف انام ولا افكر غير فيكي ، مش قادر اتحمل غضبك مني ، لازم اعتذر واقرب منها ، انا فعلا بحبها ومش حب اخوات خالص ، اكيد هى مضايقه لم قولتلها تعالي فى حضن أبيه احمد ، ما أنا غبي اصلا ،بس أنا كنت بختبرها كنت عايز اعرف هى شيفاني ازاى دلوقتي ، لسه بتحبني ولا عقلت وعرفت أن أكبر منها وصعب علاقتنا تبق غير كده ، ياربي هى دلوقتي بتفكر فيه ازاى بس ، طيرتي النوم من عينيه يا قطه قلبي ..
عاد لداخل غرفته يبحث عن الحاسوب خاصته ، وعندما وجده فتح حاسبه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي وبحث بقائمه الصداقه ، وبدء فى تفحص حساب صديقه ليعلم حسابها وعندما وجده شعر بالانتصار .
فقد وجد ضالته ارسل إليها طلب صداقه ثم أرسل إليها رساله خاصه ..
'''أحلم بالمسافات تتلاشى بيني، وبينك""
ثم اغلق حسابه الشخصي وعاد إلى الشرفه  وهو يبتسم بأمل ، بأنه سوف يجد مكانه داخل قلبها ثانياً ..

*****
عادت من الخارج برفقه والدتها بعد قضاء وقتهم بالشوبنج  
شعرت بالارهاق فتوجهت إلى غرفتها ، لتبدل ملابسها وتذهب إلى النوم من أجل أن تستيقظ مبكرا لذهابها الى الجامعه ، فتاخذت قرارها وهو المواجهه وعدم الهروب ..
دثرت نفسها بتعب واغمضت عيناها بارهاق لتغط بنومها خلال ثواني ..
*""""*
جلس عصام مع والده ووالدته وتحدث عن قراره المفاجئ وهو أن يعقد قرانه على ابنه خالته لتكون علاقتهم معلنه للجميع ..
ايات بسعاده : والله ده يوم المني يا حبيبي ، ولا ايه رايك يا محمود 
ربت على كتف ابنه : وانا ماعنديش مانع ، هتكلم مع عمك فؤاد وماتحملش هم 
عصام بسعاده اقترب يقبل يد والده ورأس والدته بشكر وامتنان
- وانا إن شاء الله ممكن اشتغل بجانب دراستي ، عشان السنه اللى وعدت بيها زهره مش تكون اكتر من كده وخلال سنه تكوني فى بيتي 
محمود بإعجاب من طموح ابنه : اعملي اللى ريحك يا حبيبي وانا دايما معاك ماتقلقش هكون فى ضهرك ، المهم شغلك ماياثرش على دراستك ، عندك شركتنا أنا وفؤاد ممكن تستلم شغلك فى الحسابات من بكره 
ابتسم عصام لوالده : يا بابا يا حبيبي انا تخصص اداره اعمال مش محاسبه وحضرتك عارف ان عايز اعتمد على نفسي 
محمود بجديه : يابني مافيش شغل هيقبل يشغلك وانت لسه مافيش مؤهل ولا خبره والشركه موجوده ليه تلف وتشتغل عند الغريب وبعدين دي هتكون ليك انت وزهره وزيد من بعدنا 
- بعد الشر عليك يا بابا العمر الطويل ليك ، بس سبني ادور واثبت نفسي الاول عشان اكون قد تحمل مسئوليه وأمور الشركه ، واوعدك لو مالقتش شغل هلجا لحضرتك طبعا ، بس سبني احاول 
محمود بتنهيده : ماشي يا حبيبي ربنا معاك ويصلح حالك 
ايات بابتسامه : ايه رايك يا ابو عصام نطلع نتكلم مع جنات وفؤاد دلوقتي ، خير البر عاجله 
محمود بتأييد : ومالو يا حبيبتي ، جاي معانا يا عصام ولا ايه 
نهض من مجلسه : لا طبعا لازم اكون موجود عشان اتكلم مع عمي فؤاد فى كل حاجه وأشوف رد فعله ، ده جواز بردو ولا ايه 
ايات : طب يلا بينا 
عصام بابتسامه : ثواني بس يا ماما ، بابا يتصل بعمي فؤاد يعرفه اننا عايزين نتكلم معاه فى موضوع مهم وانا هنزل اشتري حاجه مش معقول نروح نطلب بنتهم وايدينا فاضيه يا جماعه 
ايات باستغراب : واحنا رايحين لحد غريب ده بيت خالتك 
محمود : لا يا ايات عصام بيتكلم صح وبعدين  عشان بنت اختك لازم نقدرها كمان ونتعامل بالاصول 
هاتف محمود صديقه وأخبره بأنه سوف يأتي لزيارته لامر هام ، رحب به صديقه وأخبره بأنه ينتظره ، غادر عصام المنزل لكي يصطحب معه باقه من الزهور لقدمها لزهرته ويجلب لها الشوكولا التى تعشقها ..
بعد مرور نصف ساعه كان  يقف أمام منزلها هو ووالديه ، تقدمت ايات لطرق باب منزل شقيقتها ..
فتحت لها الاخيره بترحاب واذنت لهم بالدخول ..
انتظر عصام أن يلتقي بمعشوقته ليقدم لها باقه الورد وعلبه الشوكولا التى تعشقها بنكهه البندق  ..
شعرت بالسعاده عندما أوفى بوعده  ولم يضيع وقت وقد حدث عائلته وأتى ليتحدث مع عائلتها ..
غادرت غرفتها لترحب بهم وعندما التقت أعينهم أرسل إليها غمزه بمشاكسه واقترب منها ليعطيها الباقه التى اختارها بعنايه وجلب كل ورده بها بيده ليصنع لها باقه من الورود التى يعشقها مثلما ما يعشقها فهي زهرته الخاصه التى نمت وترعرعت على اهتمامه هو وليس أحد سواه ..

جلسوا جميعا يتحدثون عن طلب عصام بأتمام عقد قران لكي تصبح علاقتهم معلنه للجميع ، ظل الحديث لعده ساعات ينقاشو كل تفاصليه إلى أن توصلوا لاتمام خطبه وعقد قران خلال اسبوعين من الآن وسوف تقام الخطبه بمنزل العروس فى حدود الأقارب فقط وفى الزفاف سوف تقام الحفل باحدي القاعات ، وبعد الانتهاء من كافه التفاصيل استأذن هو وعائلته الرحيل ..
دلفت لغرفتها وهى تكاد تطير من شده ساعدتها وقررت أن تهاتف صديقتها لتشاركها سعادتها ..
********
صدع رنين هاتفها جعلها تستيقظ من نومها ، فقد كانت تشعر بالارهاق بسبب تفتلها مع والدتها لانتقاء اثاث فخم للفيلا ولذلك عندما عادت من الخارج ارتمت بفراشها من شده تعبها .
التقطت الهاتف بكسل وأجابت بنره ناعسه 
- الو 
على الجانب الآخر صرخت بها زهره بفرحة 
- انتي نايمه يا بت ، قومي صحصحي كده وفوقيلي عشان فى موضوع مهم ولازم تشاركيني فيه 
ابتسم شروق على جنان صديقتها : موضوع مهم ولا كارثه عملتيها هههه
تنهدت بهيام : احلى كارثه فى حياتي يا حبي 
نهضت شروق من الفراش وهى تتحدث بجديه :احلى كارثه اللى هى ازاى بقى 
زهره بابتسامه واسعه : هو اليوم بدء بزعل عشان حضرتك سبتيني وروحتي من غير ما طمنيني عملتي ايه عند العميد وظلت تقص عليها ما حدث إلى أن غادر عصام ووالديه من منزلهم بعد الاتفاق على إتمام خطبه وعقد قران بعد أسبوعان فقط 
ابتسمت شروق بحب : بجد الف مبروك يا قلبي 
زهره بابتسامه : الله يبارك فيكي وعبقالك يا قمر ، ماتصوريش قلبي بيدق ازاى من فرحتي حاسه ان هيبطل دق 
شروق : بعد الشر عنك يا مجنونه ، اهدي كده وقومي نامي بقى عندنا جامعه بكره 
شهقت زهره وهى تضحك بقوه : بكره الجمعه يا روح قلبي ، اللى واخد عاقلك 
شروق بعدم تصدق تنظر إلى نتيجه هاتفها وتتاكد من حديث صديقتها ثم حدثتها بجديه 
- ده فعلا بكره الجمعه ، اصل كنت مع ماما بره وسحلتني معاها مشاوير ورجعت تعبانه قولت انام بقى عشان الجامعه وماجاش فى بالي خالص أن بكره الجمعه 
زهره بتفهم : المهم عايزه اشوفك بكره ، انتي عارفه البيت وصلتيني قبل كده ، محتاجلك عشان هنشتري الدبل بكره ، لازم تكوني معايا يا قلبي انا ماليش اخت ولا صاحبه غيرك 
شروق بصدق : وانا كمان ماليش غيرك يا زهره واكيد هحضر ياقلبي معاكي ، ربنا يسعدك 
أغلقت الهاتف بعد ثرثره صديقتها ولم تستطيع أن تعود للنوم مره اخرى فقد جافها النوم ..
قررت أن تحاول الهاء نفسها بتصفح الفيسبوك 
وعندما فتحت حسابها الشخصي وجدت اشعار بقائمه طلبات الصداقه ، وعندما فتحت ذلك الاشعار تفاجئت به بأنه ارسل إليها طلب صداقه ، تجاهلت الطلب دون تفكير .
وفتحت الرسائل الخاصه لترا هل راسالها شقيقها وجدت هو نفسه فقد علمته من صورته الشخصيه واسمه الواضح للعنان " احمد حسين العايدي " 
تنهدت بضيق وهى تقرا محتويات الرساله ولم تجيب عليها ، أغلقت الفيسبوك وهى تتنهد بقوه .
وقفت أمام مراياتها تتطلع لنفسها وهى تشعر بانتفاضة قلبها بعنف ، وضعت يدها تمسد عليه بحنو وكأنها تواسيه وتطلب منه أن يهدى ، حاولت أن تتنفس بهدوء وتغمض عيناها ثم تفتحها لتحدق بقوه وهى تراء وجهه الباسم أمامها ، هزت راسها بعنف وعادت إلى فراشها تغمض عيناها بقوه لتجبر طيفه الابتعاد عنها ..
""""""""
لا يعلم بماذا مر عليه من وقت وهو داخل شرفته لا يفكر إلا بها وفجاه قرر اعاده فتح حسابه على الفيسبوك ليعلم إذا قبلت طلب الصداقه وأجابت على رسالته أما لا 
جحظت عيناه بصدمه عندما رأت الرساله ولم نجيبه ولم تقبل بطلب صداقته أيضا 
زفر بضيق وضرب الهاتف بانامله بقوه وهو يراسلها 
- ليه ماقبلتيش الاد يا شيرو 
، ولا حتى رديتي على رسالتي ، اهون عليكي .
""ربما تكون روحي قد عجزت عن لُقياك السنوات الماضيه ، و عيني أيضاً قد عجزت عن رؤياكِ، ولكنّ قلبي أبداً لم ولن يعجز عن أن ينساكِ يا مُشاغبتي الصغيره ""
بعد أن خطى  كلماته ، ارسل الرساله ثم اغلق حسابه وهو يشعر بالضيق بسبب تجاهلها الايجابه عليه وأخرج علبه التبغ ليشعل سيجاره تلو الأخرى فهذه العاده السيئة التى اكتسبها من وحدته وغربته ، أصبح ينفس عن غضبه وهو ينفث بدخان السجائر ليحرقها بدلا أن يحترق قلبه ...
*******
أما عن بهاء فبعد المواجهه الصريحه بينه هو ومحبوبته والاستماع لقلبه ، شعر بالراحه وكان الجبل الذي يحمله فوق ظهره زال بمجرد مشاركتها أحزانه ومساوتها إياه ، فبقي يوم اخر قبل العوده لموطنه وبعد ذلك سوف يغير كل شئ ، سوف ينظر للغد بتفائل ، ستتغير حياته عندما يعود من رحلته تلك ، وقرر عند العوده أن يذهب لوالد شذا والتحدث معه بأمر الزيجه ، فلا يقبل أن تظل وحيده بعد الان ...
******
فى صباح اليوم التالي..
استيقظ حسين العايدي  بنشاط وأخبر زوجته بإعداد طعام غذاء ليطلب من شقيقه الأصغر الحضور هو وعائلته لتناول الطعام معه بعدما أخبره شقيقه بالأمس بأمر خطبه ابنه ، أراد أن يأتي ليخبر شقيقه الأكبر ويدعوه لحضور الخطبه وعقد القران ، وعندما علم بعوده ابن شقيقه من السفر أخبره بأنه سوف يأتي يلتقي به فقد اشتاق لرؤيته وداعى شفيقه لتنازل طعام الغداء معه وان يجلب عاىلته ولكن اعتذر محمود وأخبره بأنه سوف يأتي دون عاىلته لأن ابنه سوف يصطحب خطيبته لشراء الدبل خاصتهم ...

حسين : صباح الخير يا دينا 
دينا بابتسامه : صباح الخير يا ابو احمد ، صاحي بدري يعني على غير العاده ، ده انهارده الجمعه 
ابتسم حسين وهو يخبرها : عشان عايز اقولك تعملي حساب محمود اخويا على الغدا ، هو اتصل بيه امبارح يبلغني بأن ناوي يعمل خطوبه وكتب كتاب لعصام بس على الضيق كده بعد اسبوعين وجاي يدعينا بنفسه فأنا قولتله احمد رجع من السفر من كام يوم وهو فرح اوى وجاي عشان يشوف احمد ويبلغنا القرار المفاجئ لعصام 
دينا بابتسامه : وماله يا حبيبي ، يأنس ويشرف ، ربنا يسعده عصام وعبقالك يا احمد ابني يارب 
كان يغادر من غرفته واستمع لدعاء والدته له بالزواج ابتسم بحب وهو يقترب منها 
يقبل جبينها : صباح الخير يا ست الكل
دينا بابتسامه : صباح الورد والفل على عيونك يا حبيبي 
نظر إلى والده بتسال وهو يقبل يده : صباح الخير يا بابا ، هو ايه النظام ، ايه الروقان ده كله 
ابتسم والده وهو يشير بيده ليجلس جانبه : اقعد بس الاول ، وانتي يا ام احمد مش هتفطرينا ولا ايه 
همت دينا بالمغادرة والتوجه إلى المطبخ : اكيد طبعا عشر دقايق والفطار يكون جاهز 
جلس احمد بجانب والده 
تحدث حسين بجديه : عمك محمود عازمه على الغداء عندنا 
احمد بابتسامه : بجد ده واحشني اوى ، وعصام كمان دلوقتي كبر أنا سايبه كان فى اولى جامعه تقريبا 
- ايوه عصام هيتخرج السنادي واكيد عندك فى الجامعه 
- ماشوفتش بس اكيد هشوفه هو مش جاي مع عمي 
- لا يا حبيبي عصام هينزل مع خطيبته يختارو الدبل ، وكتب كتابه كمان اسبوعين وعمك اتصل بيه امبارح بالليل يبلغني ولم عرف انك نزلت قال لازم اجى اشوفه عشان انت واحشه اوى 
احمد بابتسامه : عمي كمان واحشني جدا وكنت ناوي بعد صلاه الجمعه اخدك واروح اسلم عليهم. 
بس عصام مستعجل على ايه خطوبه وكمان كتب كتاب وهو لسه فى الدراسه 
حسين بابتسامه : كلنا عارفين أن عصام وبنت خالته لبعض وليه بقى التأجيل اكتر من كده وعمك قالي ده قرار عصام وعايز علاقته بيها كل الناس تعرفها عشان لم يكون ماشي معاها ماحدش يتكلم عنها وده حقه ، حتى عمك قالي أن هو محوش تمن الدبل ومش هيشتري غيرهم ورفض عمك يجبلو الشبكه وقال أنا ملزم بكل حاجه وبعدين هجبلها اللى نفسها فيه ، ربنا يسعدهم 
احمد بابتسامه : ياا عصام كبر وبقى راجل يعتمد عليه ، ربنا يوفقك ويسعده يارب ..
حسين : عقبالك انت كمان يا حبيبي 
اتت والدته واخبرتهم بأن الفطار موضوع أعلى المائده ، نهض احمد ووالده لتناول الإفطار وشرد احمد قليلا بمشاغبته التى تتجاهله ، ثم تنهد بالم وبدء بتناول طعامه فى صمت ...
بعد عده ساعات حضر عمه وعانقه بشوق وجلس معهم ليتبادلون أطراف الحديث واخبرهم بضروره الحضور بيوم عقد قران ابنه ، ثم جاء موعد الغداء وتناول معهم الغداء وعند رحيله قرر احمد أن يقل عمه لمنزله لكي يلتقي بعصام ويبارك له خطبته ويرا زوجه عمه أيضا ، فهو مشتاق لهم ، لم يراهم منذ ثلاث سنوات ..
وأخذ معه الهدايا التى جلبها لهم من سفرته، استقل سيارته  وجلس عمه بجانبه وقادها إلى حيث منزل عمه ..
*********
أما عن شروق فعندما استيقظت من نومها طلبت من والدتها أن تسمح لها بالذهاب إلى بيت صديقتها من أجل أن تكون جانبها بهذا اليوم ، وافقت وفاء وهى تبتسم لابنتها وتدعى بداخلها بأن تلتقي بالشخص الذي يسعد قلبها ..
ابدلت شروق ملابسها وقادت سيارتها متوجهه إلى منزل صديقتها زهره ..
****""***
صفت سيارتها أمام البنايه التى تقطن بها صديقتها وترجلت منها ، سارت بخطوات ثابتة وهى تنظر للبنايه وفجاه هاجمها جرو ، ركضت لداخل البنايه وهى تلهث أنفاسها بصعوبه .
عاد عصام من الخارج وتفاجئ بفتاه بمدخل البنايه تضع يدها أعلى صدرها وتتنفس بصعوبه ، اقترب منها بهدوء ليعلم ما أصابها 
 تنحنح بصوت مرتفع لتنظر له 
- فى حاجه يا انسه ، انتي غريبه عن المكان 
رفعت عيناها بزعر لتنظر له بخوف وهى تبتلع ريقها بصعوبه 
دقق النظر إليها وتذكرها فقد التقي بها من قبل داخل الحرم الجامعي ، ابتسم لها بود 
- فى حاجه حصلت مالك 
نظرت خلفها ثم نظرت إليه : فى كلب اسود كبير وشكله غريب اول لم شافني جري ورايا 
تفهم زعرها وهز رأسه بالايجاب : بس الكلب مش غريب واضح انك انتي اللى غريبه عن المكان وعشان كده جيمي جري وراكي عشان حس بخوفك ، معلش أنا اسف ده الكلب بتاعي وتلاقي عشان اول مره يشوفك
شروق بتوتر :   حصل خير 
- بس انتي جايا هنا لمين ممكن اساعدك 
- لزهره هى ساكنه هنا وانا عارفه البيت 
عصام بابتسامه : اممم انتي شروق 
نظرت له وتذكرت وجهه المألوف عليها وتحدثت ببراءه : وانت عصام ابن خالتها ورئيس اتحاد الطلبه أنا افتكرتك 
هز رأسه بالايجاب وأشار بيده لدرج : اتفضلي يا شروق  ، زهره فى الدور الثالث
صعدت خلفه وهى تبارك له خطبته : مبروك الخطوبه 
_ الله يبارك فيكي عقبالك
- شكرا 
وقف أمام شقته ونظر لاعلى : تحبي اوصلك 
هزت راسها نافيه : لا شكرا انا عارفه الشقه ، عن اذنك 
وقف أمام شقته إلى أن تأكد من أنها صعدت ثم دلف لشقته واغلق الباب خلفه برفق ..
*********
فى ذلك الوقت كان احمد يصف سيارته وترجل عمه اولا ثم ترجل هو ويحمل بيده الهدايا ثم دلف لداخل البنايه خلف عمه ..
صعد محمود الدرج إلى حيث الطابق الثاني وأحمد خلفه 
وقف أمام باب شقته ثم رن جرس الباب لكي يفتح أحد ويعلم بأنه ليس وحده 
""""
توجه عصام لفتح الباب وجد والده وابن عمه 
اقترب من احمد وعانقه بشده 
- حبيبي يا دكتور حمد لله على سلامتك 

ربت على ظهره بقوه : الله يسلمك يا حبيبي ،مبروك على الخطوبه 
عصام بابتسامه : الله يبارك فيك ، عبقالك 
احمد : قريب إن شاء الله 
محمود : ادخل يابني هتفضل واقف كده كتير 
دلفو جميعا لداخل الشقه .
اخبر محمود زوجته بحضور ابن شقيقه معه ، اتت مهروله لتعانقه بحنان 
وقف ليقترب من زوجه عمه ويضمها لصدره وهى تقبله من وجنتيه : حمدالله على سلامتك يا حبيبي 
- الله يسلمك يا طنط 
اخرج علبه حمراء مربعه الشكل واعطاها إياها 
- دي حاجه بسيطه عشانك ، بصراحه ماكنتش عارف اجيب ايه ، بس عجبتي الاسوره دي جبت لماما وحضرتك زي بعض
ايات بابتسامه :  وليه تاعب نفسك يا حبيبي ،تسلم ايدك
اعطى عمه أيضا علبه بها ساعه فخمه وعصام أعطاه حقيبه هدايا بها ساعه أيضا وبريفين مميز 
محمود : ليه يا بني مكلف نفسك كده 
عصام بابتسامه : ايه كل ده يا دكتور ، ماتحرمش منك 
احمد بابتسامه :ولا منك يا عريس 
ايات بضيق : زعلت اوي لم عرفت من دينا انك طلقت ، بس ولا يهمك ربنا يعوضك باللى احسن منها ومافيش احسن من انك تتجوز من بلدك تعرفك وتحبك وتقدرك بلا اجانب بلا هم
ابتسم احمد لحديث زوجه عمه : الحمدلله يا طنط ، هو نصيب وقدر الله وما شاء فعل 
محمود : خلاص بقى سيبكو من الموضوع ده ، ويلا عشان تروح مع ابن عمك 
عصام : ياريت يا احمد انت اخويا الكبير ومحتاجك معايا 
احمد بتنهيده : ياعم روح انت وخطيبتك وبلاش عزول
عصام بابتسامه : لا اطمن أنا مابحبش اختلي بيها لوحدنا وبعدين معانا صاحبتها وعايزك معايا انت كمان ، اصلي متوتر ههه وحاسس أن هبقى لخمه اوى 
احمد برفعه حاجب : معقول يا بني ده انتو متربين مع بعض 
عصام بخجل : أنا عارف بقى ، هدخل اغير هدومي واجهز واطلعلهم
ربت على كتفه بحب: وانا هجهز عربيتي وهستناكم 
توجه عصام لغرفته ليبدل ملابسه وغادر احمد الشقه متوجه الى سيارته لينتظر قدومهم بالاسفل ..
""""""""""

بعد مرور عده دقائق كان عصام يخرج من البنايه بصحبه زهره وشروق ، وعندما وصل إلى سياره احمد 
فتح الباب الخلفي لتستقل زهره وبجانبها صديقتها ، ثم توجه إلى المقعد الأمامي ليجلس بجانب ابن عمه .
جحظت عيناها بصدمه عندما دلفت لداخل السياره ونظرت للشخص الحالي أمام المقود ، تبادلا النظرات فى صمت واندهاش ، ولكن ابتسم احمد وشعر بالسعاده عندما التقت عيناه البنيه بخضروايتها النضره .
أبعدت انظارها بضيق ونظرت لصديقتها التى استغربت وجود دكتورها الجامعي 
أخبرهم عصام بأنه ابن عمه ، تم التعارف وهى مازالت تحت تأثير صدمه رؤيته ..
ولكن ظلت صامته إلى أن صفا السياره أمام إحدى متاجر المجوهرات ، ودلفوا جميعا لداخل المتجر لكى تنتقي زهره دبله الخطوبه بنفسها ...
استنهز الفرصه ليتقرب منها وهو يغمز لها بطرف عينه اليسرى : عبقالك يا شيرو 
نظرت له ببرود وهزت رأسها باسي ولحقت بصديقتها لتشاركها الاختيار ..
تسمر مكانه ينظر لطيفها وهو يبتسم بمرح : ده انا بيتنفضلي ، طيب صبرك عليا يا شروق القلب ..
انتقت زهره دبله رقيقه وخاتم وجلب عصام لنفسه دبله فضيه ودفع حسابهم وهو يبارك لمحبوبته ، وعندما همو بالرحيل ، استوقفهم احمد وهو يريد أن يصطحبهم لمكان خاص لعزيمتهم على مشروب ، رفضت شروق بإصرار وودعت صديقتها بعجاله وهى تتحجج بوالدتها لن تسمح لها بالتاخير ،جحظت عيناه بصدمه بسبب رفضها القاطع ولم يتوقع منها هذه المعامله الجافه ...
بعد مرور نصف ساعة كان يصف سيارته وهو يودع ابن عمه ويبارك له خطبته 
- الف مبروك يا عصام 
عصام بابتسامه : الله يبارك فيك يا دكتور ، هتشرفني بقى يوم كتب الكتاب 
احمدوهو ينظر حوله يتفقدها : اه اكيد طبعا يا حبيبي 
عندما لم يجدها فقد تبخرت هى وسيارتها زفر بضيق وودعه بعجاله ليجلس أمام المقود وينطلق في طريقه الى منزلها ..
كان يعلم من صديقه أنهم تركو المنزل القديم والان يقطنو بفيلا بالتجمع ، أخذ عنوانها وهو يخبره بأنه يريد أن يلتقي بوالده صديقه لانه يشتاق إليها ، ولم يتردد شهاب فى إعطاءه العنوان وهو يبتسم على جنون الحب الذي سيطر على صديقه ..
********
عندما عادت من الخارج صعدت لغرفتها لتبدل ثيابها بثياب المنزل ، ثم وقفت امام المرآه وتنظر لوجهها  وهى تضم شفتيها 
بحزن وتحدث نفسها : ليه مُصره تهربي ، حبيبه قالتلك تعاملي عادي ، ليه ضعيفه ومش قادره تبقي قويه ، عادي يا شروق قابلي احمد وانتي واثقه كده من نفسك واتكلمي معاه من غير تجاهل ، تنهد بقوه 
ايوه انا لو شوفته هبين ليه أن قويه ووجوده مش فارق معايا ، اه هو كده مش لازم أبين أن هشه وضعيفه خالص 
بعد أن استمر حديثها ذلك لعده دقائق تركت غرفتها وهى تهبط الدرج لتبحث عن والدتها وتعلم متى يعود شقيقها ..
**********
فى ذلك الوقت كان يجلس مع والده صديقه بعد أن عانقته بفرحه فقد اشتاقت لوجوده .
- نورت يا حبيبي ، رجعت أمته 
- من كام يوم بس وقولت لازم اشوفك عشان واحشاني ، مااقدرش استنى بهاء لم يرجع من رحلته 
- وانت والله يا احمد كنت واحشني اوى ، بهاء خلاص نازل بكره بأمر الله 
- يجى بالسلامه ، بلاش تعرفيه يا فوفا أن رجعت خليه يتفاجى
- ماشي يا حبيبي ، زي ما تحب 
نهضت من مجلسها : انا هقوم اعملك حاجه تشربها  ورجعالك البيت بيتك 
ابتسم لها وهو ينظر حوله يريد أن يراها .
"""""
تسمرت مكانها وهي تفتح فاهها بصدمة من رؤيته أمامها الان وبداخل منزلها ، أما هو نظر لها



  بتفحص لهيئتها الجذابة التي جعلت قلبه ينبض بتسارع ومازال محتفظ بابتسامته الساحرة 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close