أخر الاخبار

رواية احبني فتركني الفصل الاخير بقلم فاطمة سعيد


 رواية احبني فتركني الفصل الاخير بقلم فاطمة سعيد


فضلت زينة قاعدة على الكورنيش وهى بتعيط لحد ما لقت بنوتة صغننة خالص قعدت جمبها وبتدملها أيدها بمنديل وعلى وشها كمية براءة 
خدت منها المنديل ومسحت دموعها 

البنوتة ببراءة : ليه بتعيطى

زينة بدموع : عشان زعلانة اوى 
بعدين بصتلها : انتى اسمك اي وفين ماما 

البنت : انا اسمى چودى وماما بتجيب حاجات حلوة ليا من عند عمو ده وهتيجى 
وشاورت على كشك صغير وست واقفة عنده 

زينة بابتسامة : اسمك جميل يا چودى 

چودى بطفولة : بتعيطى ليه بقى ليه زعلانة قوليلى مين زعلك وقربت منها بطفولة وهمست : وانا هجيبلك حقك

ضحكت زينة بخفة وبصتلها : زعلانة عشان مش هيبقى عندى بنوتة حلوة زيك كده 

چودى طبطبت على كتفها بايدها الصغننة : مين قالك اكيد ربنا هيديكى واحد وانا هلعب معاه متخافيش 

رجعت الست اللى واقفة عند الكشك : چودى 

الاتنين بصولها وهى قربت منهم : روحتى فين يا چودى مش قولت ماتتحركيش من هنا 

چودى : مروحتش يا ماما أديت طنط منديل عشان كانت بتعيط 

الام : حضرتك كويسة

زينة : اه الحمد لله ربنا يخليهالك عن اذنكوا باى يا چودى 

رجعت زينة بيت باباها وبلغتهم أن هى ومؤمن هيطلقلوا ومقالتش اى اسباب دخلت بس اوضتها واترمت على السرير تكمل عياطها لحد ما نامت 

عند مؤمن ...

رجع البيت فى وقت متأخر شوية وملقاش زينة فى الشقة وشاف الورقة اللى هى سابتها على السفرة أنها راحت بيت باباها ومستنية ورقة طلاقها وبتتمناله السعادة 
كرمش الورقة فى أيده بحزن وألم الغبية فاكرة أنه ممكن يكون سعيد مع حد غيرها 

مؤمن بصوت كله الم : سامحيني يا زينة 

فات يوم التانى والتالت لحد ما فات شهر وزينة مبتخرجش من اوضتها ولا مؤمن بعتلها ورقة طلاقهم 

استغربت زينة أن بقاله شهر ولسة مبعتش ورقة الطلاق واد ما كان واحشها ونفسها بس تطمن عليه إلا أن عقلها بيفكرها أنه زمانه بيحضر لفرحه عشان كده نسى أو يمكن حتى خلاص اتجوز ! 

لبست وهى مترددة جدا وراحت شقتهم فضلت واقفة قدام الباب مترددة تخبط أو ترجع مكان ما جت بس اشتياقها ليه كان أكبر من اى حاجة وخبطت 

فتح وهو حالة يأس متمكنة منه ومتأكد أن مستحيل تكون هى لحد ما شافها ووقف مصدوم مجرد ما عنيهم اتقابلت فضلوا واقفين أكن عنيهم هى اللى بتعاتب 

زينة فى نفسها : ليه عملت كده هو حقك بس بس انا بحبك مقدرش اشوفك مع غيرى 

مؤمن فى نفسه : صدقينى انا مسيبتكيش والله العظيم انا مغلوب على أمرى اتمنى تسامحينى انتى من حقك تعيشى حياتك انا مقدرش احرمك من ده وانتى عشان حبنا هتحرمى نفسك 

مؤمن بجمود مزيف : محتاجة حاجة 

زينة بنفس الجمود : كان فى حاجات مخدتهاش معايا ومحتاجة اخدهم وكمان 
سكتت ونزلت عيونها بوهن وتهرب وغمضت عينيها : وكمان ورقة طلاقى 

غمض عيونه بألم واضح بس خفى ملامحه الموجوعة ببراعة : اتفضلى خدى اللى محتاجاه 

دخلت زينة وهى بتفتكر كل ذكرى ليهم فى البيت ده من اول ما اتجوزوا لحد دلوقتى وذكرياتهم اللى مالية المكان فى كل ركن ذكرى مختلفة وهما بينقوا البيت كله على زوقهم حتة حتة وكل حاجة 

زينة : ممكن تجيبلى البوم الصور بتاعى من الدولاب والاجندة بتاعتى وفى حاجات فى درج التسريحة 

مؤمن : ادخلى خدى اللى محتاجاه 

زينة بدموع محبوسة : لا معلش جيبهم عشان لازم امشى

دخل مؤمن يجيبهم وكل واحد فيهم عايش فى ملكوته 

قعدت على كرسى السفرة وهى حاسة أن خلاص رجليها مش شايلاها بس لفت نظرها أن فى حاجة شبه التحاليل اللى عملوها سوا تحت السفرة أكن حد رماها 

جابتها وفتحتها ومفهمتش اللى جواها بس اللى تعرفه انها مش هى اللى استلموها سوا وكمان مش شبهها دى نفس التحاليل من نفس الدكتور بس الكلام مختلف وهى مش فاهماه بس شكت فى حاجة وسمعت صوته خارج وهى بتحاول تقرأها قفلتها وحطتها فى شنطتها بسرعة 

ومؤمن جه اخدت منه الحاجة ومشيت بسرعة وراحت عند الدكتور اللى قالها أنها مش هتقدر تخلف ووريته التحاليل تانى 

الدكتور بعملية : انا اسف لحضرتك انا اعتذرت لأستاذ مؤمن كمان بس الاسامى اتلغبطت فى المعمل ودى التحاليل الصحيحة لحضراتكوا 

زينة باضطراب : ممكن اعرف فيهم اي 

الدكتور باستغراب : انا بلغت استاذ مؤمن 

زينة : ممكن تقولى فيها أي 

الدكتور : بتقول أن العقم من الزوج واحتمال الانجاب أقل ما يكون ٥ فى المية انا اسف لحضرتك بس دى النتيجة لازم علاجات على فترة طويلة جدا وممكن متجيبش نتيجة 

زينة بصدمة ودموع : اي 

شكرت الدكتور ومشيت وهى لسة فى صدمتها طب ليه مقالهاش ليه قرر من نفسه يبعد كده كان فاكر انها ممكن تتخلى عنه ده مستحيل وهو عارف كل ليه عمل كده ! 

رجعت لبيتهم تانى وخبطت وفتح لها تانى ومجرد ما شاف التحاليل فى ايديها بصلها بصدمة وحاول ياخدها 

مؤمن : انتى جبتى دى منين 

زقته لجوة ودخلت وراه وقفلت باب الشقة 
زينة بدموع : ليه مقولتليش يا مؤمن ليه عملت كده عايز تسيبنى عايز تبعد عنى تفتكر هنقدر احنا الاتنين

مؤمن بدموع : عشان بحبك يا زينة عشان عايزك تعيشى حياتك ليه تضيعها مع واحد زيي 

زينة بمقاطعة : واحد زيك انت احسن حد فى الدنيا بالنسبة لي مفيش حد احسن منك 

مؤمن بكسرة : ده كلام يا زينة انتى من حقك تتجوزى وتخلفى وتعيشى حياتك حتى لو انا مش فيها  

زينة : وانت قررت ده من دماغك تفتكر لو انت خرجت من حياتى فى حد تانى هينفع يدخلها او انا اصلا هسمحله انت عارف انا بقالى شهر حالتى عاملة ازاى عارف انا كنت ببقى هتجنن ازاى وانا بقول زمانه دلوقتى قاعد مع عروسته ونسينى انت متخيل انا بحس بايه 

قعد مؤمن على اقرب كرسى ونزل رأسه بين ايديه : وانا مش عايز اكمل يا زينة خلاص قصتنا انتهت لهنا 

زينة ونزلت قعدت على ركبها قدامه : وانا مش هسيبك يا مؤمن ورفعت وشه ليها : من ست شهور كنا فاكرين أن انا اللى عندى مشكلة فاكر وقتها قولتلى أي انا مستحيل اسيبك يا مؤمن زى ما انت كنت مكتفى بيا انا مكتفية بيك انا مش عايزة ولاد مش عايزة اى حاجه انا مش عايزة غيرك 

حضنها فجأة زى الطفل اللى بيتحامى فى امه وفضلوا يعيطوا سوا كتير اوى 

مؤمن بعياط : انا اسف انا بجد اسف اوى 

زينة بحنية وعياط : مفيش حاجه تتاسف عليها 

عدى سبع سنين سبع سنين بحالهم وهما لسة بيحاولوا سبع سنين بيسمعوا كل كلمة تضايقهم بس تمسكهم ببعض كان أكبر من اى حاجة حبهم قادر يقف فى وش اى حد 
بالزات حماتها اللى كانت فاكرة أن المشكلة فى زينة وزينة قالت لمؤمن أن ميقولهاش أن المشكلة منه ولا يقول لاى حد لأن محدش له حق يعرف والكل عارف النتيجة الاولى لزينة وبس وكانت مصممة تجوز ابنها بس مؤمن كان دايما بيوقفها 

فى يوم كانوا عند مامته وهى مجمعاه هو اخواته الصبيان واخته وكل واحد فيهم متجوز ومعاه بدل الطفل تلاتة وأربعة وزينة ومؤمن مكتفيين ببعض وبس

وكالعادة الكلام السخيف اللى دايما بيسمعوه لدرجة أن خلاص اتعودوا عليه ومبقاش يأثر فيهم 

ايمان ( واحدة من سلايفها ) : لسة بردو مفيش حاجه فى السكة يا زينة يا حبيبتى 

زينة بابتسامة : لا والله يا حبيبتى واحنا مش مستنيين حاجة اصلا 

الام بحنق ( حماتها ) : انا مش عارفة انت مش عاوز تطاوعنى ليه يا ابنى ربنا قال مثنى وثلاث ورباع هنيجى احنا نحرم شرع ربنا 

مؤمن : اولا ربنا قال الجملة دى باسبابها مش اى حد يتجوز واحدة واتنين الكل عارف مثنى وثلاث ومحدش عارف معنى وأسباب الآية من الأساس 

زينة : صح الآية دى ليها أسبابها 

حماتها بخبث : واي بقى أسبابها يا ست الفيلسوفة 

ضغط مؤمن على أيدها اللى ماسكها اكنه بيشجعها تتكلم 

زينة : الآية دى ليها اسباب عامة وأسباب خاصة 
العامة : أن زمان فى الحرب كان بيقتل العديد من الرجال فكان عدد النساء بيتضاعف الرجال بمراحل فكان لازم الرجل يتزوج اكتر من امرأة زى الارملة عشان يعولها ويعول اولادها بعد وفاة زوجها 
والخاصة : إذا كانت الزوجة تعانى من مرض ما لا تكفى احتياجات زوجها أو يكون فى سبب قوى أو عيب ما أو مثلا مبتخلفش وبشرط أن لازم يعدل ما بينهم 

حماتها بخبث : اديكى قولتى بعضمة لسانك مبتخلفش يعنى فيه عيب

سكتت زينة وبصت فى الارض ومؤمن زهق من كم الاتهامات الموجه لحبيبته قام وقف وهو لسة ماسك أيدها 

مؤمن : واللى حضرتك متعرفيهوش بقى أن المشكلة مش فى زينة المشكلة فيا انا وهى اللى مستحملة مش انا يعنى لازم بدل ما كلكوا تقطموها تحييوها أنها كان ممكن بكل سهولة تسيبنى وتتجوز وتخلف بس هى مسابتنيش 

الام بغضب : كل ده عشان تدافع عن الست هانم

مؤمن : انا مبدافعش بس هى دى الحقيقة أنا اسف بس حضرتك امى وهى مراتى وانا مسمحش لحد يغلط فى حق مراتى ابدا عن اذنكوا 

سحب زينة ومشى وهى مرفعتش عينيها مجرد ما ركبوا العربية هى مسكت كتفه : ليه قولت كده يا مؤمن

مؤمن : عشان لازم كل واحد يقف عند حده بقى حياتنا متخصش حد محدش ليه دعوة 

زينة حاولت تهديه وراحوا قعدوا على كافتيريا على الكورنيش وحاولوا يبسطوا بعضهم وروحوا وهما مبسوطين 

تانى يوم مؤمن راجع من الشغل وبيفتح باب الشقة يلاقى يافطة كبيرة جدا فى نص الصالة مكتوب فيها 
You will be the best dad ❤️🥺

وقف مؤمن يبص للوحة بصدمة وخرجت زينة بفرحة وهى متشيكة لمفاجئتها : حمد لله على السلامه يا احلى بابا فى الكون 

مؤمن بصدمة : ده بجد 

زينة بدموع فرحة مسكت ايده حطتها على بطنها : انا حامل 

مؤمن مكانش مصدق وكانت فرحته متتوصفش شال زينة ولف بيها وهو بيصرخ من الفرحة وعينه دمعت 

أد اي عوض ربنا ليهم جميل لدرجة أنه رزقهم بتوأم ولد وبنت نور ونورا .❤️


                         تمت بحمد الله 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close