أخر الاخبار

رواية الوشم الحرب الداميه الفصل التاسع عشر 19 بقلم سارة مجدي

     


 رواية الوشم الحرب الداميه 

الفصل التاسع عشر 19 

بقلم سارة مجدي




  

تم زواج أديب و لين و السيد شوقى و تانسو داخل المستشفى بعد أن قام الدكتور أديب بعمل كل الترتيبات و زين غرفة لين و الممر الموجود به الغرفه و أحضر فستان مميز يليق بها ... و بجمالها الذى يراه من خلف ذلك التشوه ...
أديب هو أشهر أطباء التجميل و تخصص فى الحالات شديدة الصعوبه و الذى فقد أصحابها الأمل فى الشفاء أو العوده من جديد لحياتهم الطبيعيه و كل ذلك بسبب حبيبته التى تعرضت لحريق كبير شوه وجهها و جسدها
و بسبب اليأس قتلت نفسها لذلك تخصص فى هذا المجال و ظل لهذا العمر بدون زواج فهو تخطى الخامسه و الثلاثون من ثلاث سنوات فهو الأن يعلم جيداً ما بداخل لين و أيضاً يعلم جيداً حربها مع روحها  يعلم جيداً ما تشعر به تجاه نفسها و الناس و لذلك حين لمس قلبها الأبيض و روحها الطاهره و أيضاً قلبه الذى أصبح يشتاق إليها و يهفوا للحديث معها
 قام السيد شوقى بأحضار ثوب مميز لتانسو  و أحضر أيضاً لها هديه مميزه تناسب رقتها و جمالها و حين أنتهى الأمر  أخذ السيد شوقى تانسو و غادر المستشفى مطمئن على لين خاصه بعد حديثه مع أديب الذى جعله يرى دكتور أديب الهادىء حد البرود رجل حساس مرهف المشاعر و قلبه نابض و مشتاق للحب
أغلق أديب الباب و نظر إليها بأبتسامته الجذابه و المميزه و التى تخطف أنفاسها و تجعل قلبها تتراقص دقاته بإحساس حلمت به كثيراً
- مبارك يا لين ... الأن أصبحتى زوجتى ... و غداً نبدأ رحله علاجك يد بيد
كانت تنظر إليه من خلف وشاحها الأبيض لا تعلم ماذا تقول .. أو كيف تعبر عما تشعر به من تناقضات كبيره بداخلها ليجلس أمامها و مد يديه يرفع عن وجهها ذلك الوشاح و أبتسم و هو يقول
- الأن أصبحتي مسؤله منى ... و من الأن لن أسمح لكى أن تخفى وجهك عنى
ثم ألقى ذلك الوشاح أرضا و هو يقول بتذمر طفولى محبب
- أنا أبغض هذا الوشاح
لتضحك بصوت عالى لينظر إليها باندهاش ثم قال
- ألم أقل لكى أننى أبغضه .. كان يمنعنى من رؤية كل هذا الجمال و تلك الضحكه الرائعه
أخفضت وجهها بخجل ليقترب منها و هو يقول
- لو لم ترفعى رأسك الأن سوف أقبلك
لتنظر إليه باندهاش و صدمه ... ليرفع حاجبه و قال بمشاغبه
- أنتِ الأن زوجتى .. و يحق لى الأكثر من القبله و لكننى سأكتفى بقبله و لن أتنازل
و أقترب يخطف شفتيها في قبله كانت هى أول خطوه في كسر ذلك الحاجز القوى الذى كان بداخلها منذ قبلة ياديكون لها التى أوصلتها في الأخير إلى ما هى عليه لتغرق فى قبله مليئه بالحب رغم خوفها من الشفقه أو أن يشعر بالأشمئزاز و لكن حراره قبلته جعلتها تبعد كل تلك الأفكار  السيئه و سلمت قلبها بدون قيد أو شرط
~~~~~~~~~~~~~~~~~
توجه السيد شوقى إلى بيت تانسو فهى ترغب أن تبدء حياتها بذلك البيت الذى كان شاهد على وحدتها و عذابها كل ليله و هى لا تجد ما تفعله فى حياتها و لا تجد أحد فى حياتها لذلك تريد أن تمحى كل تلك الذكريات و هى تتشارك مع شوقى أول ذكرياتهم و أول ليله فى زواجهم
كان يتفهم إحساسها و رغبتها و لم يعترض بل بالعكس كان يود أن يفعل أى شىء ليمحى ذكريات الماضى و يبدلها بذكريات أجمل و أسعد ... فحين يفكر أنه كان يظن أن حياته الماضيه مؤلمه و ليست سعيده فحياة تانسو أكثر تعاسه و حزنًا و وحده و قد عاهد نفسه على رسم البسمه على وجهها دائماً و أن يبدل الدنيا من حولها لما يسعدها  و فقط  
حين وصلا أمام بيتها نظرت إليه بقلق و توتر ليبتسم لها بتشجيع و أمسك يديها يقبلها بحب لتفتح الباب و عبرت إلى الداخل و لحقها هو و أغلق الباب ثم قال
- اليوم  هو أكثر الأيام سعاده فى حياتى ... قلبى لم يشعر بالسعاده منذ سنوات و لأنكِ السبب فى كل هذه السعاده أعدك من اليوم أن أعيش عمرى القادم لكى ألون أيامك بكل أشكال السعاده
تستمع إليه بسعاده كبيره رغم قلبها الذى يرتجف خوفاً من أن ترى إحساس الخيبه فى عينيه كما كانت تراه كلما تعلقت بأحد الرجال
أقترب منها بشوق كبير كبر سنوات عمره الأكثر من الستون عاماً و قبلها بشوق كبير لتلك القبله التى تأخرت كثيرا ليحصل عليها وكأن خجلها و تحفظها و جهلها ما يجعله يريد أن يستمر ويكمل و عقله يرسم له كيف سيعلمها كل قواعد العشق و الحب و ينقش فوق قلبها و جسدها خطوط يده هو
أبتعد عنها لحاجتهم إلى الهواء لترفع عيونها إلى عينيه تريد أن ترى رد فعله لتجده ينظر إليها بشوق و على ثغره إبتسامه سعاده و رضا
لتخبىء وجهها فى صدره بخجل ليضمها بحب و شوق و هو يهمس بجانب أذنها كم هو يحبها
~~~~~~~~~~~
الجميع يستعد لخوض تلك الحرب التى لا يعلمون كيف سيواجهون خصومهم أقدر الناس على الخداع و التخفى و أيضاً إستخدام كل ما لديهم من قوه فى سبيل تحقيق هدفهم
تقف عند باب الغرفه تنظر إليه و هو منحنى من أجل أن يرتدى حذائه والدموع تغرق وجهها و لا تستطيع التوقف جسدها يرتجف بخوف
رفع رأسه ينظر إليها ليهوله مظهرها فاقترب منها سريعاً يضمها إلى صدره بقوه خشنه لتتشبث بملابسه بقوه و هى تقول من وسط شهقاتها التى كانت تكتمها
- لا تذهب ركان ... أرجوك لا تذهب أتوسل إليك بكل ما هو غالى عندك ألا تذهب
أغمض عينيه بآلم هو أيضاً يشعر بالخوف لكنه لا يخاف على نفسه أومن ما سيواجه كل خوفه يتلخص بها هى بتلك الدموع و نظره الرجاء و كلمات التوسل التى تغرز بداخل قلبه ألف خنجر و ألف ألم
- أنا ذاهب من أجلك ... لكى تعيشى فى سلام و أمان أنا لا أتخيل أن يصيبك مكروه
لتصرخ مقاطعه سيل كلماته و أبتعدت عنه عدة خطوات و هى تقول بصوت عالى
- و أنا لا أتخيل أن يصيبك مكروه لن أستطيع الحياه بدونك من غيرك سيقبلنى من غيرك سايرى جمال روحى لا شكلى المشوه .. أنا لا شىء بدونك ركان لا شىء
ليقترب منها و يضمها من جديد و هو يقول
- سوف أعود أوار ... سوف أعود من أجلك و هذا وعد منى
لتبكى بصوت عالى ... و هى تتشبث بثيابه بقوه و هو يضمها بقوه تكاد تطحن عظامها  
و لكن وجع قلوبهم و خوفهم أكبر من أى ألم جسدى
~~~~~~~~~~~~~~~~~
تجلس فى منتصف السرير تحتضن ابنتها بقوه عيونها متحجره قلبها يخبرها أن القادم سىء و بشده
و أنها لن تراه من جديد
كان يرى أنعكاس صورتها فى المرآه يشعر بنار قلبها التى تحرقها بالبطيء
لا يستطيع لومها هو نفسه خائف مما سيواجهه و لكن ليس بيده غير الخروج لمواجهه ذلك الخطر و أيضاً لا يستطيع ترك أدولف بمفرده فى هذه الحرب الداميه
أنه أيضاً يشعر أنها حربه الأخيره و يتمنى إذا قتل فى هذه الحرب أن يكون نتيجة موته هو تحقيق الأمان لتلك الأرض و سكانها و أهمهم رانسى و دوانى  
أنتهى من إرتداء ملابسه و أقترب منها  و جلس أمامها و أنحنى يقبل رأس الصغيره و قال
-  رانسى
رفعت عيونها إليه ليقول بحب
- أعلم بقلقك و خوفك الساكن داخل قلبك و أريد أن أخبرك أن بداخلى خوف مشابه و إحساس أقوى و أكبر .... لكن
صمت لثوان ثم أكمل
- لابد أن ننتصر فى تلك الحرب الأرض بكل من عليها فى خطر محدق و لابد من إنهاء ذلك الخطر ... أنتِ و دوانى لابد أن أطمئن أنكم بخير و ستعيشون بأمان و لو كان ثمن هذا حياتى
لتشهق بصوت عالى ليضمها بقوه و هو يقول بثبات قدر أستطاعته
- لا تنسى إنكِ رانسى القويه ... التى تمدنى دائما بالقوه و الثبات و أيضا الثقه فى قدراتى
- عد سالما سيف عد لى و إلى ابنتك ... فهى بحاجتك فى حياتها عد إلينا سالماً
قالتها و الدموع تغرق عينيها ليقبل جبينها عدة قبل ثم ضمها بقوه إلى صدره و هو يقول
- أعدك أن أبذل كل ما أستطيع و لكن
وضعت يديها على فمه توقف سيل كلماته و هى تقول بأقرار
- لا يوجد ولكن سوف تعود ... سوف تعود
ضمها من جديد بقوه و هو يتمنى أن يعود إليهم من جديد ابنته التى لم يستمتع بقربها و حبيبته الذى لم يشبع منها و لا من هواها
~~~~~~~~~~~~~~~~
وقف توان أمام بينار ينظر إليها بقلق و خوف و جناحيه يرفرفان بقوه  من كثرة قلقه و خوفه ابتسمت إبتسامه صغيره وقالت
- لما كل هذا القلق فأنت معى و أنا مطمئنه و أيضاً هذه مهمه كبيره و علينا أن نبذل كل ما نستطيع لحمايه الأرض من أجل هازل على الأقل .... أليس كذلك
هدأت أجنحته قليلاً وقال
- أعلم هذا بينار و لكن أنا قلق عليكى  و هذا طبيعى  و كيف لا أخاف و أنتِ كل حياتى و ليس لى سواكى  
أقتربت منه و حاوطت عنقه بذراعيها و هى تقول
- حاوطتنى بجناحيك أجعلنى أشعر بهم و بك قبلنى بحب وشوق كبير أجعلنى أشعر بحبك الكبير لى و أعطنى قوه كبيره لمواجهه ذلك الخطر و خذ منى قوه مشابهه لتعود لى سالماً
أنحنى يخطف شفتيها فى قبله قويه و عميقه مليئه بالقلق و الخوف و الكثير الكثير من الخوف
أبتعد عنها بسبب حاجتهم للهواء  ... أسند جبينه فوق جبينها و قال
- ستكون عيونى عليك دائما و أعدك قبل أن يصل لكى سهم الغدر سيصيب قلبى أولا
قبضه قويه أعتصرت قلبها لتقف على أطراف أصابعها و قبلته من جديد  ثم أبتعدت و هى تقول بثقه و قوه
- ستعود سالماً أرض الحماه بحاجتك و كذلك ابنتك
طرقات على باب الغرفه جعلتهم يبتعدون عن بعضهم و صوت الخادمه تخبرهم أن الجميع ينتظرهم
ليغادروا الغرفه بعد أن ظلت نظراتهم متعلقه ببعضهم لعده ثوان
~~~~~~~~~~~~
طرقات على باب الغرفه سمحت للطارق بالدخول ليفتح الباب و وقف ينظر إليها بقلق يسكن عينيه و تتضح لها وضوح الشمس و رغم أن بداخلها نفس الخوف إلا أنها ابتسمت و هى تقول
- هل أنت جاهز لمواجه تلك الفأران الخائفه
أبتسم و قال بعد أن رفع حاجبه بثقه
- مؤكد ... على أتم إستعداد فهذه الحرب الأولى لنا سويا
أومئت بنعم ليقترب عدة خطوات و قال
- حين نعود سنتزوج
رفعت رأسها تنظر إليه بابتسامه صغيره مصدومه ليكمل هو كلماته
- و أذا لم أعود أريدك أن تستمتعى بحياتك جيدا و أن تجدى من يستحق القرب من قارورة العسل الخاصه بى
- و أذا عدت انت بدونى ماذا ستفعل ؟
أقترب منها و عيناه تشتعل و أمسكها من كتفيها بقوه و قال بصوت عالى
- لن أسمح أن يمسك سوء ... بحياتى سوف أفتدى روحك و ستعودين سالمه
ظلت نظراتهم متعلقه ببعضهم هو غاضب وقلق و هى خائفه محبه
ترك كتفيها و تحرك يغادر الغرفه لتهمس هى بعد أن أنحدرت تلك الدمعه التى تحكمت فى نزولها بشق الأنفس
- أعشق خشونتك و أعدك أنى لن أعود بدونك إما معك أو لا أعود
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تقف خارج الباب تنتظره كما هى عادتها .... حين خرج من الغرفه ظل واقف بصمت يتابعها بحزن شديد و لكن عيناه  جحظت بدهشه و صدمه حين وصله صوت أفكارها
(( سوف أحمى الجميع بحياتى ... و لو الثمن موتى ))
و برغم تلك الكلمات التى ألمت قلبه إلا أنه أبتسم فلقد وسم قلبه بها ... هل هذا حقيقى .... أبتسم بسعاده فهو سعيد حقاً بذلك فلقد أحبها و قلبه نبض بأسمها و وسم بها و لن يسمح أن يمسها أذى و لو على تلك الطباع التى تجعل عقله سينفجر سوف يغيرها و سوف يجعلها تعيش حياتها كما يجب أن تعيش أى فتاه فى سنها و لكن لينتهى من تلك الحرب الداميه و يعود بالجميع سالمين


                     الفصل العشرون الاخير من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close