أخر الاخبار

رواية ظل الاثم الفصل الخامس عشر 15 والاخير بقلم رانيا البحراوي

        

 رواية ظل الاثم 
الفصل الخامس عشر 15 والاخير 
بقلم رانيا البحراوي



تأكد عاصم ان الذي كانت تستمع لكلماته في صمت هي مريم، ابتسم للحظة ولكن بعد تفكير شعر انه تسبب في ألامها وشعر ايضا بمدى الظلم الذي وقع عليها من جانبه
بعد أن تأملت بحياة زوجية طبيعية فرض عليها هذا الواقع المؤلم.

بعد تفكير راسلها عاصم صوتيا يعتذر منها واخبرها ان فور عودته سيترك لها حرية الاختيار بين ان تبقى معه
بحياته التعيسة او تتطلق منه وتعود للقاهرة.

وبالنهاية اخبرها بموقفه أنه يريد منها أن تبقى معه ولاتتركه.

سمعت مريم الرسائل وشردت كثيرا وفهمت انه اصبح يتعاطف معها بسبب سماعها تلك الكلمات التي لم تكن لها وانما كانت لزوجته الأولى.

استعادت زهرة وعيها قليلا ورأت مريم ورحبت بها واخبرتها بأنها سمعت عنها الكثير من عاصم.

مريم :اخبرك انني بمثابة اختا له؟
زهرة :نعم اخت صغيرة ومدللة والدته.

احبت زهرة مريم كثيرا واطمأنت لوجودها معها وخاصة ان مريم لم تقصر في خدمتها مطلقا كانت تبدل ملابسها
وتطعمها وتعطي لها الادوية بمواعيدها وتهتم بالصغير لدرجة ان زهرة اصبحت تخجل كثيرا من مريم وتشعر انها ترهقها كثيرا.

طلبت زهرة من اخيها ان يساعد مريم كلما سمح له الوقت لذلك ان يصعد ويعتني بها وبالصغير حتى تستطيع مريم ان تستريح.

في اليوم الذي يسبق عودة عاصم اشتري عبد القادر كافة اغراض المنزل وطلبت زهرة من مريم على استحياء ان تساعدها في الاستحمام وتبديل الملابس حتى يراها عاصم في صورة جميلة بينما تزين مريم زهرة ارتجفت يداها وحزن قلبها كثيرا فهي تساعد امرأة أخرى كي تبدو جميلة أمام من يحبه قلبها رغم صعوبة الأمر على مريم إلا انها تحملت ذلك دون أن تشتكي أو تبدي ألامها. 

عرض عليهم عبد القادر ان يهتم بالطفل لحين خروجهم من الحمام.

اختارت زهرة ملابس جملة ملونة وجهزتها مريم حتى تضعها على زهرة قرب وصول عاصم. 
جلس عبد القادر يحمل الطفل وظل يفكر في طيبة قلب مريم ومساعدتها لاخته دون مقابل.

في اليوم التالي
بينما تجهز مريم الطعام جلس عبد القادر بغرفة اخته يحمل عنها الطفل ويتحدث معها وقرر أن يتحدث معها عن اهتمامه بمريم واعجابه بها.

سبقته زهرة وأخبرته انها احبت مريم كثيرا وانها تمنت ان تصبح زوجته.

ابتسم عبد القادر وطلب منها أن تتحدث مع عاصم وتطلب منه يد مريم وتتعجل في ذلك الأمر.

اقترب موعد وصول عاصم وطلبت زهرة من عبد القادر ان يبقى لتناول الغداء الذي اعدته مريم. 

دخل عاصم وتفاجئ بجلوس عبد القادر في الريشبشن يحمل الطفل محمد، عانق محمد وسلم على عبد القادر وهو عابس الوجه وكأنه كره وجود عبد القادر في المنزل بغيابه. 

قبل أن يدخل الغرفة ليسلم على زهرة دخل المطبخ اولا 
رأته مريم وتفاجئت بوجوده أمامها وتسارعت نبضات قلبها وسقطت الملعقة الخشبية من يدها. 

اقترب عاصم منها جدا وهمس بأذنها ماذا يفعل هذا هنا بغيابي؟ 

مريم بصوت خافت :انه هنا لمساعدة اخته كما طلبت منه. 

عاصم :يجب عليكي ان تخبريني بذلك حتى لا اتفاجئ بوجوده هكذا؟ 
مريم :أعتذر لانني لم أخبرك. 

نظر عاصم بوجهها وقال :لما وجهك محمر هكذا؟ 
مريم:من حرارة المطبخ. 

رأى عاصم مرة أخرى تلك اللمعة بعينها والتي كانت اختفت منذ فترة طويلة. 

ظل ينظر بعينها ثم اخبرها ان رائحة الطعام شهية جدا وطلب منها أن تسرع في تحضير الطعام لإنه جائع جدا. 

أعطى لها بعض الفواكه وطلب منها تغسلها سريعا وتلحق به على غرفة زهرة لأنها تشتهيها وسبق وطلبتها منه قبل ذهابه. 

غسلت مريم الفاكهة ولحقت به على الغرفة وكان الباب مفتوح وقفت مريم على الباب كي تطرق الباب اولا ووقعت عيناها على زهرة وهي تضع رأسها على صدر عاصم ولا تقوى على رفع رأسها حين رأت مريم. 

وضعت مريم الفواكه وهي تكاد تبكي من حزنها، لاحظ عاصم حزنها وشعر بالخجل فاعتدل في جلوسه ووضع رأس زوجته على الوسادة ووقف يأخذ من مريم الطبق 
واعتذر لها بعينه والغريب في الأمر انها فهمت وقبلت اعتذاره وابتسمت وكأنها تقول لابأس يكفيني تلك النظرة. 

شكر عاصم مريم على اهتمامها بزهرة ومحمد في غيابه فقد اخبرته زهرة بما فعلته مريم معها. 

خجلت مريم ولم ترد عليه فهي تفعل كل شئ من أجل أن تخفف عنه اعباءه. 

حان وقت الطعام اصرت مريم ان تخرج زهرة وتجلس معهم بالخارج ولاتبقي بالغرفة بمفردها. 

وأخذت بيدها اعجب عاصم بتصرف مريم واراد للحظة ان يعانقها ويشكرها على طيبة قلبها رغم قسوته عليها وسوء معاملته لها طيلة السنوات السابقة. 

اكتشف عاصم ان بغيابه عنها انه اشتاق لها وأنه اصبح يحبها وقرر أن يعترف لها ويعترف لزوجته بزواجه من مريم. 

استلقت زهرة على الاريكة التي تنام عليها مريم وظلت تشاهدهم وهم يتناولون الطعام. 

لاحظت زهرة اهتمام مريم بعاصم تضع الطعام المفضل امامه وتراقبه طوال الوقت وكلما انتهى شيئا من امامه اسرعت وجلبت غيره. 

عندما رأت زهرة اهتمام مريم بعاصم اسرت الأمر بنفسها 
ولم تخبر به أحدا، حزن قلبها للحظات ولكن عندما فكرت بعقلها شعرت ان مريم الخيار الأفضل لزوجها وابنها. 

لم تتحدث زهرة مع عاصم بأمر زواج عبد القادر من مريم لانها ارادت ان تحتفظ بمريم كزوجة لزوجها. 

لكن بعد لحظات اكتشفت ان عاصم ايضا يهتم بها نظراته تلاحق مريم اينما ذهبت. 

شعرت زهرة بالضيق وطلبت من عاصم ان يضعها بالسرير. 

ظل عبد القادر ينظر إلى شقيقته كي تتحدث بالأمر قبل أن تدخل غرفتها ولكنها تتجاهله مما جعله خرج عن صمته. 

بينما تعد مريم الشاى بالداخل وتغسل الأطباق اعاد عاصم زهرة إلى سريرها وخرج يجلس مع عبد القادر. 

عبد القادر :اريد ان اتحدث لك في أمر هام سبق وأخبرت زهرة ان تخبرك هي ولكن يبدو أنها نسيت ذلك. 

عاصم :الا يمكنك تأجيل ذلك لانني مرهق جدا واريد النوم بشدة. 

عبد القادر :لن اخذ من وقتك كثيرا، سأخبرك بما اريد واتركك كي تجيب لاحقا. 

ابتسامة عبد القادر دون سبب والخجل الذي كان بنبرة صوته ونظره بالارض جعل عاصم يدرك ما الأمر الذي يريد عبد القادر التحدث به. 

حاول عاصم التهرب من سماعه بأن دخل وجلب الشاي وتأخر بالداخل ولكن اصر عبد القادر على التحدث بالأمر. 

مازالت مريم بالمطبخ تجهز بعض الحلويات المفضلة للعاصم. 

عبد القادر وضع كوب الشاي واعتدل في جلوسه ونظر إلى عاصم وقال :أنا معجب بمريم وأريد الزواج بها. 

اطال عاصم النظر إليه بغضب دون أن ينطق بكلمة واحدة. 

في هذه الاثناء خرجت مريم تسألهم اذا كان ينقصهم شيئا ولاحظت الصمت بين كلاهما فسألتهم ماذا يحدث. 

طلب عاصم منها بغضب ان تذهب وتجلس مع زهرة بالغرفة ولاتخرج مرة أخرى. 

دخلت مريم ولاحظت ان زهرة مازالت مستيقظة وكانت تبكي. 

مريم :ماذا بكِ؟ لماذا تبكين؟ مالذي يحدث بالمنزل فعاصم وعبد القادر ينظرون إلى بعض دون أن يتحدثون. 

زهرة :أنا سمعت كل مادار بينهم، عبد القادر طلب يدك ولكن يبدو أن عاصم لم يفرح بذلك. 

مريم بارتباك :ولماذا لم يفرح عاصم بذلك؟
زهرة :لأنه يغار عليكي. 

ارتبكت مريم وارادت تبعد هذه الافكار عن زهرة ولكن يبدو أن زهرة شعرت بحبهما وارادت ان تزوجهم وتأتمن زوجها وابنها لدى مريم. 

ولكن كي تتأكد زهرة من شعورها اخبرت عاصم وهو يضعها بسرير عن رغبة عبد القادر في الزواج من مريم. 

تغير لون وجه عاصم وتأكدت زهرة بأنه يحب مريم 
الأمر كان عاديا بالنسبة لزهرة حين شعرت بحب مريم لزوجها ولكن لم يكن الأمر سهلا عليها مطلقا حين شعرت ان زوجها ايضا يبادل مريم نفس الشعور. 

بكت زهرة وهي تشرح لمريم سبب حزنها ودون أن تفكر خرجت مريم تخبر عبد القادر بموافقتها على الزواج منه أمام عاصم. 

وقف عاصم غاضبا وصرخ بوجهها وطلب منها أن تدخل فورا. 

عبد القادر :لن اسمح لك بأزعاجها والصراخ عليها ألم تسمع أنها توافق على الزواج بي. 

صرخ عاصم وقال :َكيف اوافق على أن ازوجك زوجتي. 

فقدت زهرة وعيها بالداخل بسماع ذلك وغادر عبد القادر الشقة على الفور. 

دخل عاصم كي يشرح لزهرة ظروف زواجه من مريم ولكنه اكتشف انها فاقدة وعيها اتصل بعبد القادر وطلب منه المساعدة. 

اخذ كل من عاصم وعبد القادر زهرة إلى المستشفى وظلت مريم مع الطفل. 

بالمستشفى استعادت زهرة وعيها وبكي عاصم واخبرها بظروف زواجه من مريم وأنه كان يكرهها ولم يحبها إلا بعدما اكتشف طيبة قلبها ندمت على قسوتي عليها والاساءة دائما لاخلاقها لا اشعر متى احببتها فجاءة شعرت بحبها. 

بكت زهرة واخبرته انها لا يحق لها معاتبته أو الحزن لانه أخفى عليها زواجه. 

طلبت زهرة من عاصم ان يحضر مريم ومحمد فورا. 

ذهب عبد القادر سريعا وأحضر كلاهما. 

دخلت مريم والطفل بين ذراعيها ابتسمت زهرة وقالت 
كما اتأمنتك خالتك على ابنها، أنا ايضا ارجو منكِ ان تعتني بأبني. 

ماتت زهرة ووضع عاصم رأسه على صدر زهرة وظل يبكي كالأطفال وكأنه حزن لأن آخر كلماته لها كانت اعترافا بحب غيرها. 

مرت أيام عصيبة جدا على كل من عاصم والطفل فكلاهما كان يبكي افتقادا لزهرة. 

انتهي عقد عاصم وطلب من مريم العودة إلى القاهرة فهو يرى ذكرى زهرة بالعمل والمنزل. 

عادوا جميعا لمنزل والدته بالقاهرة استقبلهم بالمطار عمها. 

عانقها عمها كثيرا وسألها عن الطفل فقالت بأبتسامة هذا دين صفاء الم تربيني ببيتها واليوم اصبحت مسئولة عن ابنها وحفيدها. 

بوصولهم إلى منزلهم إلى القاهرة نظمت مريم المنزل وجهزت غرفة عاصم القديمة واخبرته ان الأثاث الجديد هدية زواجهما من صفاء. 

ذهبت مريم لتنام بجوار محمد فأمسك عاصم بيدها واخبرها ان مكانها فقط بجانبه وأعترف لها بحبه. 

ومنذ ذلك اليوم شعرت مريم انها قامت بتنفيذ وصية خالتها فقد اتخذت من عاصم الزوج والابن والصديق والحبيب والاب أيضا. 

لم يعد عاصم ينتصل من ارتباطه بها بل اصبح يفتخر بحبه لها واخذها يوما إلى منزل عمها كي يخبر زوجة عمها ان مريم قادرة على زيارة منزل عمها بأي وقت 
فهي لم تعد مريم الضعيفة. 

باقي الجزء
التي تستطيع اهانتها وطردها هي الآن مريم زوجة عاصم
ورفيقة دربه وقوته استمدها من ضعفها.

لم يتوقف الأمر عند ذلك بل قام عاصم بضرب ذلك الجار الذي سبق وتطفل على مريم وذلك لانه حاول ذلك عندما خرج عاصم للبحث عن عمل، ضربه عاصم امام جميع الجيران لتخرج من بين الجيران سيدة وتخبر الجميع انها رأته وهو يصور قريب مريم بالشقة ليبتز بمريم بهذه الصور وشهدت وأقسمت أن مريم بهذا الوقت كانت بالسطح ولم تنزل
إلا بعدما غادر قريبها.

هنا بكت مريم ودخلت غرفتها وأغلقت على نفسها حين تذكرت بالظلم الذي وقع عليها والاساءة التي اساءها عاصم إليها حين وجهها بهذه الصور.

ظل عاصم يجلس أمام الباب واخبرها انه سيبقى حتى تفتح له الباب وتظاهر بأن يده صدمت بالباب ففتحت مسرعة وامسكت بيده لتطمئن عليه، هنا انحنى عاصم وقبل يدها واخبرها انه لم يجد ابدا احدا بطيبة قلبها ورزانة عقلها وانها هي التي لاتستحق زوج بحماقته.

لم تحتمل مريم ان يسيئ لنفسه واوقفته عن الكلام.

دمعت عينه حين قامت بذلك في الوقت الذي اساء لها كثيرا لم تحتمل ان يسئ ولو بكلمة واحدة لنفسه.

هكذا فهم عاصم ان الأخلاق لا تورث وأنه كما كان سيدنا نوحا نبيا وكفر ابنه كان سيدنا ابراهيم نبيا وابوه يصنع الاصنام بيده ندم عاصم كثيرا على أنه ادرك ذلك بعد وقت طويل وكرث حياته لاسعاد مريم وتعويضها وكأنه يعيش ليكتشف مالذي يسعدها ليفعله. 
النهاية
تمت بحمد الله. 
الخاتمة
لا اخلاق الأبوين دليل على صلاح ابنائهم ولا فساد الابوين دليل على سوء اخلاق اطفالهم.

مادور الابوين الا النصح والارشاد والدعاء للابناء بصلاح احوالهم الهداية بيد الله وحده يهدي من يشاء ويضل من يشاء.

والهداية والضلال تنبع من داخل الإنسان فمن كان النور والخير بداخله يرزقه الله الهدى ويريه الرشد والطريق الصحيح.

اليوم لن تقتصر دعوتي على أن يرزقكم الله السعادة فأتمنى ان يرزقكم الله بجانب السعادة الهداية والرشد

اسأل الله العظيم أن يوفقكم لما يحب ويرضى وأوصيكم بنفسي ان تتخذوا لانفسكم وردا من القرآن ولو أيه كل يوم فالحياة قصيرة ولا نعلم متى ستنقضي فاللهم حسن الخاتمة.

                       تمت بحمد الله 
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
   💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام الرواية كامله💚
ولكن يجب إن اترك 5 تعليقات لكي يفتح الفصول
في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم 
الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار

 بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك        

🌹🌹🌹🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close