أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل التاسع 9بقلم رانبا البحراوي

      

رواية عهد الأخوة

الفصل التاسع 9

بقلم رانبا البحراوي


فزعت فرحة من طرق الباب في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل وايقظت زينب والتي لم تستيقظ بسبب ضعف سمعها وخرجا الاثنان يرتجفان يتسائلان

من الطارق؟


حمزة بغضب :أنا افتحي الباب.

فتحت فرحة الباب وتفاجئت بحمزة يسأل عن هاتفها


فرحة :لماذا؟

حمزة :انتظري هنا وادخلي انتِ ياحاجة زينب واحضري هاتفها.


زينب :مابك ياابني ماذا حدث، طمأني ماذا فعلت ابنتي؟

حمزة :ستعلمين كل شئ الآن.


نظرت زينب لفرحة فقالت وهي خائفة انه بالداخل وضعته على الشاحن اجلبيه له.


وقفت فرحة تفرك عيناها بيدها وتتسائل ماذا حدث أنا لا افهم شيئا؟


جلبت زينب الهاتف بينما تعطيه لفرحة خطفه حمزة من يدها فوجده مغلق بكلمة سر طلب من فرحة ان تفتحه.


تذكرت فرحة ان بالهاتف صور تجمعها بأخيها فرفضت ان تفتح الهاتف.


حمزة بغضب :مالذي يمنعك الان من فتح هاتفك سوى انك مذنبة.

فرحة :لست مذنبة هاتفي به صور شخصية لي ولا اريد ان يراها احد.


حمزة بصراخ :وماذا عن صوري انا التي التقطت بهاتفك؟


فرحة :صورك!

حمزة : نعم صورة التقطت لي من هذا المكان وانا ابكي وظل يشير بيده على المقعد الرخام الذي يجلس عليه.


صدمت فرحة وعجز لسانها عن النطق. 

حمزة :سأسألك للمرة الاخيرة فقد استطيع فتح هذا الهاتف لدى مختص بكل سهولة، هل التقطتِ لي صورة من هذه النافذة وانا ابكي؟ 


فرحة :نعم فعلت. 


هنا صرخ حمزة وألقى بهاتفها بعرض الحائط 

وقال :للحظات الاخيرة قبل أن اصل الى هنا كنت أظن انك بريئة وإنكِ لم تفعلي ذلك ولكن خاب ظني. 


اقتربت زينب منه ترتب على كتفه وتقول أهدأ يابني 

اريد ان افهم. 


دفع حمزة يد زينب بعيدا فكادت ان تسقط. 

فرحة :ماذنبها؟ من فضلك لاتعاقبها بذنبي، في حال اذا كنت اذنبت إلى الآن لا افهم ماذا فعلت، نعم التقطت الصورة ولكني لم اعرضها على أحد. 


اخرج حمزة هاتفه وقال :لا تعرضيها على احد، فكيف ظهرت للعالم كله. 


انظري لا يوجد موقع اخباري واحد لم ينشرها وانظري للكلام الذي كتب اسفل الصورة، بل نقلت ايضا لمواقع عربية. 


اعتاد كثير من السياح العرب إلى زيارة مطعمه بمجرد زيارة مصر بل ان هناك شريك من شركاء حمزة من إحدى الدول العربية. 


وقفت فرحة تنظر للصورة والكلام الذي كتب اسفلها وهي تبكي وتتسائل كيف وصلت الصورة اليهم؟


فرحة :لم افعل شيئا، لا اعلم كيف وصلت إلى الأعلام. 

حمزة :أنا اعلم جيدا كيف وصلت، ولكن لا اعلم ماذا دفعوا لكِ؟ 


فرحة بغضب :أنت لا تعلم شيئا، قسم لك انني لم اعرضها على احد فكيف لك أن تفكر انني سأقوم بيبعها. 


نسيت فرحة انها قد سبق وعرضت الصورة على مسعود من شدة التوتر. 


زينب :حقا لم تفعل انا معها بنفس المكان ولم أرى هذه الصورة من قبل. 


حمزة :حاجة زينب لاتدخلي في الأمر، ونظر لفرحة وطلب منها أن تجمع اغراضها وتذهب بعيدا. 


زينب :أين ستذهب بهذا الوقت المتأخر، اتركنا حتى نور الصباح وسوف نذهب سويا. 


حمزة :لا ستغادر الان، لاجلك فقط لن اقدم بلاغ ضدها بالشرطة ولكنني لن اتركها بهذا المكان لحظة واحدة. 


فرحة :وانا لن ابقى لحظة واحدة حتى اذا تراجعت. 


دخلت فرحة تجمع اغراضها ولحقت بها زينب، اخذت زينب بعض الاغراض ووضعتها مع فرحة. 


انحنت فرحة لاخذ هاتفها وكانت شاشته محطمة بالكامل فنظرت له بغضب. 


حمزة :لاتحزني انني حطمت لكِ شاشة هاتفك لانكِ حطمتي حياتي وعملي ومستقبلي. 


بينما تغادر فرحة برفقة زينب، وصلت زينب للباب 

ثم عادت للداخل ووقفت أمام والدة حمزة تودعها 

وتدعو لها وقالت :سامحيني ياهانم اخبرتك من قبل انني لن اتركك وسأكون معك حتى ياذن الله وارقد بجانبك. 


وكأن روح زينب تعلقت بهذا المكان ولا تريد مغادرته 

بمجرد أن خرجت زينب من الباب نظرت لفرحة نظرة حزينة وكأنها تودعها ثم سقطت ارضا. 


اسرع اليها كل من حمزة وعلاء، بينما يتصل حمزة بالاسعاف اوقفه حمزة وقال :لاداعي للاسعاف. 


فرحة :كيف لاداعي دعه يتصل. 

علاء:البقاء لله. 


فرحة :هل انت مجنون، كيف تتحدث أمامها هكذا انها بخير انظر كيف تفتح عيناها وتبتسم. 


قام علاء بغلق عينيها فقامت فرحة بدفع يده وقالت :ماذا تفعل اخبرتك انها بخير. 


اقترب حمزة وطلب من علاء ان يساعده في وضعها بسريرها والاتصال بالطبيب للتأكد. 


فرحة :نعم عجل باستدعاء الطبيب، لا تستمع لما يقول. 


جاء الطبيب وعندما دخل حمزة برفقة الطبيب كانت فرحة تنام على كتف زينب. 


فحصها الطبيب ثم نظر اليهم وقال :البقاء لله. 


فرحة بصراخ :ماتت؟ ماتت؟ 

الطبيب :نعم، وهذا تصريح بالدفن. 


فرحة :انظر اردت طردها ولكن لم تستطع طرد روحها التي تعلقت بهذا المكان. 


تذكر حمزة يوم وفاة والدته ولم يتمالك نفسه وتعهد بينه وبين نفسه انه لن يترك الأمر وسيقوم بكافة الإجراءات بنفسه لحين دفنها. 


طلب من علاء ان يذهب ويشتري كفن ويحضر احد المغسلات من المدافن المجاورة. 


خرج حمزة وجلس بالقرب من والدته يدعو لها وللحاجة زينب. 


بعد صلاة الظهر انتهت كافة الاجراءات، استجمعت فرحة نفسها واخذت اغراضها كي تفارق المكان. 


حمزة :تستطعين البقاء لحين ان تجدي مكان اخر. 

فرحة :وكيف سابقى بدونها؟


غادرت فرحة المكان قبل أن يغادره حمزة واخذت اغراضها وذهبت تجلس بجانب قبر ابيها. 


بينما يغادر حمزة المقابر بالسيارة رأها وهي تبكي بجانب قبر ابيها. 


أين ستذهب والى من ستلجأ فقررت اللجوء إلى الله 

رفعت راسها لكي تشكو بأسها وحزنها إليه. 


لحظات ورفع الاذان(العصر) الله أكبر اطمأن قلبها بسماعه 

وبدأت تردد خلف المؤذن ثم ذهبت باغراضها وصلت بالمسجد وهناك روادتها فكرة ان تعود للعمل مع الحاج مسعود وتستاذنه في ان تنام باي ركن بالمطعم ليلا بعد أن يغلق المحل. 


بعد الانتهاء من الصلاة غادرت المكان وحين مرت من أمام المدفن الذي به الحاجة زينب ودعتها ودعت لها واخبرتها انها ستعود لزيارتها في كل مرة تزور فيه والدها خاصة وانها احتفظت بنسخة من مفاتيح الباب الخارجي دون علم حمزة، حين وصلت إلى مطعم مسعود كان تجر اقدامها وتحمل اغراضها تفاجئ مسعود برؤيتها وخاصة الحالة المذرية التي كانت عليها. 


مسعود :ماذا بكِ؟ 

فرحة :دعني اجلس على هذه الطاولة كي إلتقط انفاسي واستطيع ان احكي لك. 


قدم لها مسعود ماء وطبق طعام فقد أوشك المغرب وهي لم تتناول اي طعام. 


اكلت قليلا مما قدمه مسعود وشربت الماء وحكت له ماحدث معها من حمزة لحين ان وصلت لوفاة زينب وانهارت بالبكاء. 


مسعود لم يكن يعلم أن سرقته للصورة ستعود بالضرر عليها وتسبب لها كل هذا الاذي وبسماع ماحدث شعر بندم شديد جدا واشفق عليها وقرر مساعدتها وحين طلبت منه البقاء بالمطعم ليلا لم يستطع الرفض. 


ولكنه سألها:اين ستبقي بهذا المكان الصغير. 

فرحة :بأي مكان استطيع ان انام تحت هذه الطاولة، افضل لي من البقاء في الشارع. 


حمزة بدأ بالاتصال بالمحامين لرفع قضايا على موقع اخباري نشر الخبر دون دليل كي يستعيد سمعة المطعم ورغم انها اخبار كاذبة الا انها اثرت على المطعم بالسلب وبعد الاقبال والزحام الشديد من عملاء المطعم قل العدد جدا لدرجة ان هناك بعض الفروع لم يدخلها عميل واحد خلال اليوم بأكمله. 


لم ييأس حمزة وبدأ بتجميع الطعام الفائض على عمال مطعمه والباقي كان يوزعه على المحتاجين 

كي يرفع الله عنه هذا البلاء. 


علمت علا من اخيها بالازمة التي حدثت له وحكت لعمر كل ماحدث بالتفصيل وظلت تلعن في تلك الفتاة التي (فرحة) التي تسببت في هذه الازمة امام عمر. 


عمر :لا تدعي عليها قبل أن تتأكدي قد تكون مظلومة. 


علا :لا تدافع عنها انها اعترفت انها هي من التقطت الصورة. 

عمر :اعترفت انها التقطتها ولم تعترف انها من سربتها للصحافة. 


علا :تسببت بشكل مباشر او غير مباشر هي سبب مايحدث لاخي الآن. 


عمر :ترى أين ذهبت الان بعد وفاة الحاجة زينب. 

علا :ذهبت حيث ذهبت لا اهتم وظلت تدعو عليها. 

عمر :اخبرتك الا تدعو عليها. 


تشاجرت علا مع عمر بسبب دفاعه عن فرحة وصل حمزة بهذه الاثناء كي يستريح عند اخته ويريح تفكيره 

بجوارها. 


طلبت علا من عاملة المنزل لديها ان تحضر له بعض العصير والطعام. 


لاحظ حمزة خلافها مع عمر وهذه المرة الأولى التي يرى اخته فيها عابسة بوجه زوجها هكذا فسألها ماذا حدث بينكما. 


علا :الاستاذ يدافع عن تلك الفتاة التي تدعى فرحة بعد كل ماحدث منها يقف امامي ويطلب مني الا ادعو عليها. 


حمزة :لا يجب أن تدعي عليها، حدث ماحدث ادعي لي انا بدلا من ان تدعي عليها. 


ظل حمزة ينظر إلى عمر وبعينيه ألف سؤال وكأنه يريد أن يعلم ماالسر الذي بينه وبين هذه الفتاة. 


انزعج عمر ممايحدث واستأذن منهم وذهب وبدل ملابسه وذهب إلى المقابر كي يسأل عن اخته. 


يبدو ان الشفقة اخذته باخته حين علم بأنها طردت وحرمت من الحاجة زينب في ان واحد. 


ذهب عمر إلى المقابر لم يتذكر مدفن والدة زوحته لانه لم يذهب إلى هناك سوي مرة واحدة ولكنه ذهب بالقرب من مدفن ابيه وظل يسأل وهناك أشار له الناس على مدفن والدة زوجته ودخل إلى اقرب مقابر لها يسأل الناس عن فرحة أين ذهبت ومتي اخر مرة رأها احد. 


اخبرته إحدى السيدات انها تفاجأت بغلق المدفن حين ذهبت لتعزية فرحة وجدت قفلا كبير على الباب ولا تعلم أين ذهبت فرحة. 


حزن عمر بشدة وذهب إلى مدفن ابيه يطلب منه السماح ويخبره انه لم ينفذ وصيته ولم يستطع ان يكون الحارس الحامي لشقيقته. 


اتصلت علا بعمر لكي تعتذر منه وكان صوته يبدو حزينا جدا، اعتذرت منه وكان حمزة بجانبها يعلم أن سبب حزنه ليست كلمات علا القاسية وانما بسبب ماحدث لفرحة كل يوم يزداد شعوره بأن هناك شيئا بينهما. 


مرت الايام واستقرت فرحة بالمطعم رغم قساوة هذه

الايام عليها الا انها كانت تمر وتمضي ولم تكن هذه الحياة التي تحلم بها أي فتاة بعمرها ولكنها كانت ابسط احلام فرحة ان تبقي بأمان. 


ذات يوم بينما فرحة بداخل المطعم تنظف اسفل الطاولات زار احد الرجال المطعم ووقف بجانب مسعود وسأله :كيف حالك؟ 

مسعود بصوت خافت :ماالذي اتي بك الا يكفيك انك خربت سمعة الرجل واذيته في ماله. 


الرجل :لم أوذيه بمفردي وانما انت شريكي بالأمر. 

مسعود :لم أكن أعلم ان كل هذا سيحدث له كذبت على واخبرتني انه سيكون مجرد خبر بجريدة ورقية قد لايراه احد وانت قمت بنشر الصورة في كل الأخبار. 


الرجل :دعنا من ذلك واخبرني الا يوجد لديك اخبار أخرى فكل خبر له ثمن لدي. 


مسعود :ليس لدي اذهب من هنا. 

الرجل بصوت مرتفع :لماذا ليس لديك اذهب وفتش بهاتف هذه الفتاة الساذجة التي تعمل لديك او اعطيني هاتفها يبدو انه كنز لايقدر بثمن. 


خرجت فرحة من اسفل الطاولة بهذه الاثناء وقالت ببكاء :ماهذا الذي سمعته ياعم مسعود، هل حقا انت من قمت بسرقة الصورة من هاتفي 

معلش تصبيرة صغيرة


             الفصل العاشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close