أخر الاخبار

رواية ذاكرة القلب الفصل الثالث 3بقلم رانيا البحراوي

 


رواية ذاكرة القلب 

الفصل الثالث 3

بقلم رانيا البحراوي



صدم عادل من رد والد آسيا وشحب وجهه وقال مدافعا عن نفسه :والدي تاجر مخدرات ولكنني لم ارث منه الإجرام درست القانون وحاليا ادرس الماجستير.


ابتسم الأب قائلا :كنت أمزح معك أنظر العروس تستمع إلى حديثنا من خلف الستار أردت أن اخيفها.


نادى الأب على ابنته فجاءت تسير علي استحياء وتنظر بالأرض ووجها قد احمر خجلا.


عادل بسعادة :افهم من ذلك ان حضرتك وافقت.

الأب :تمهل قليلا حتى نتشاور أنا وابني ونعرف رأي العروس ونسأل عنك وعن والدتك و ونجيبك ولكن مبدئيا ليس لدي أي إعتراض عليك.


عادل :شكرا، شكرا كثيرا نحن بانتظار رأي حضرتك أنا ووالدتي.


التقطت آسيا أنفاسها وتعجبت لأنها لم ترى والدها من قبل يحب المزاح فهمت ان والدها كان يختبر عادل ليرى ردة فعله حين يذكر اباه بتاجر المخدرات. 


الأب :لم تشرب الشاي.

عادل :نعم لم أشرب الشاي وامسك بالكوب وكانت يداه ترتجف من أثر المقلب الذي كان يمازحه به والد آسيا مازال لم يصدق أنه كان يمزح معه.


ذهب عادل وجلب الأب ابنته بجانبه وتحدث معها بحب وسألها عن رأيها في عادل؟ 


آسيا :القرار لك ياابي ولكن اذا سألتني :اعجبني مساعدته للغير وحب الناس ونصر المظلومين. 


الأب :وهذا هو رأيي ايضا احببت هذه الصفات فيه وكأنني اعرفه منذ فترة طويلة، دخل قلبي وكأنه ابنا لي. 


آسيا :هيا كي نخبر امي عسى ان تكون هذه الأخبار السعيدة سببا في تحسنها. 


ذهبا كلاهما إلى غرفة الأم واخبرها الأب بما حدث وكانت سعيدة جدا وكأنها تريد أن تطمئن على ابنتها قبل أن تفارق الحياة. 


عانقت ابنتها بحب وطلبت منها ان تصلي استخارة قبل أن يمنحوا عادل الرد الاخير. 


عاد عمرو بعد الفجر كعادته وكانت آسيا بأنتظاره كعادتها تستيقظ لصلاة الفجر وتقف بالنافذة تسبح وتدعو حتى عودة اخيها والذي يعود لها دائما بوجبته التي يصرفها المطعم له يوميا ولكنه يدخرها ليأكلها معها. 


يوميا تغضب منه لانه بقي دون طعام كل هذا الوقت وكانت تطلب منه أن يأكل كي يستطيع تحمل مشقة العمل وهو يضحك ويقول :لا لن اكل بدونك تقاسمنا الطعام برحم امنا تسعة اشهر واحب ان يستمر ذلك. 


بينما يفتح عمرو الطعام جلست آسيا بجانبه وقالت :هناك اشياء حدثت اليوم. 

عمرو :احداث أخرى ألم يقبض على جميع المجرمين واصبحت حياتنا هادئة. 


ضربته آسيا بكتفه بمزاح وقالت :الا يوجد بفكرك أحداث سعيدة؟ 


التفت عمرو اليها وقال :احداث سعيدة! حقا! ماهي؟ 


خجلت آسيا ونظرت بالارض. 

عمرو :ماذا حدث؟ 

آسيا :زارنا عادل اليوم؟ 

عمرو :عادل! لماذا؟ 

آسيا :أفهم أنت. 

عمرو :افهم أنا؟ فكر عمرو قليلا وقال :هل طلب يدك؟ 


اسيا بخجل :نعم. 

عمرو بغضب :وما سبب سعادتك؟ من المؤكد ان بابا سيرفض. 

آسيا بسعادة :لا لم يرفض. 

عمرو :هل وافق؟ 

آسيا :لا لم يوافق. 

عمرو :ماذا حدث إذن. 

آسيا :اخبره انه سيتشاور معك ويسأل عنه ثم يجيبه. 


شرد عمرو وقال :ستتركينا؟ 

آسيا :لا لن استطيع ذلك، لن اترككم ولن أبتعد كثيرا مايسعدني في الأمر أن منزله قريب وسأكون معكم دائما. 


عمرو :ولكن لن تتنظري عودتي ولن تتناولي معي الطعام؟ 


آسيا :ولكنني سأظل اختك وتوأمك التي تتقاسم معك 

كل شيء في الحياة، قلوبنا تتشابك مثل الجهاز الاسلكي يربط كل جهاز بالاخر حتى وان كانوا كل منهم بمكان. 


دمعت عين عمرو فبكت آسيا والقت براسها على كتفه وقالت :لا توافق وسابقي معك حتى تسأم مني. 


عمرو بمزاح :سأتخلص منك قريبا واسلمك إليه بيدي. 

آسيا :امسح دموعك أولا. 

عمرو :لا يوجد ايه دموع. 


ضحك كلاهما وتناولا الطعام وذهب كلا منهم بسريره مازالا ينامان بنفس الغرفة لضيق المكان ولكن قلوبهما تتسع للحب. 


بعد أيام قليلة 

تمت الخطبة بينما كانت آسيا جالسة تنتظر اللحظة التي سيصل فيها عادل ليضع بيدها خاتم الخطبة كانت متحمسة جداااااااا قلبها ممتلئ بالسعادة. 


تفكر هل الأحلام تتحقق حقا هل تأتي السعادة أحيانا من حيث لاتدري كيف تبدلت الاحوال من خوف وقلق وحزن إلى أمن وسعادة واطمئنان. 


وصل عادل ومعه باقة ورد كبيرة خالية من الاشواك التي امتلئت بها حياتها من قبل وكأنه منذ قدومه إلى حياتها استطاع ازالة كل الاشواك التي كامت تؤرقها. 


لم تخجل من بساطة الحفل التي جهزه لها والدها وكانت في قمة سعادتها، سعادة عادل ووالدته بها 

ملأت قلبها بالفرحة. 


قدم لها باقة الورد وشكرته واخبرته أنه يستحق الشكر على اشياء أخرى ستخبره عنها لاحقا. 


عادل :انا من يجب عليه الشكر لانكِ وافقت على أن تشاركيني حياتي، منذ أن رأيتك وشعرت انكِ الوحيدة التي استطيع ان اكمل معها حياتي واتمنى ان استطيع اسعادك بقدر السعادة التي اهديتني إياها. 


خجلت آسيا وادارت وجهها. 


عادل :لا من فضلك لاتديري وجهك ثانية لان ابتسامتك هذه هي النور الذي اضاء حياتي. 


تمت خطبتهم بوجود عدد قليل من الأهل والأقارب. 

بين الحين والاخر كانت تنظر لاخيها لتراه وهو يخفي دموعه ويبتسم. 


تركت كل شئ وذهبت إليه وعانقته وقدمت له كوبا من العصير وهمست بإذنه العاقبة لك يااخي. 


عمرو :اطمئن عليكِ اولا ثم افكر في نفسي. 

آسيا :لن تتخلص مني بسهولة. 

عمرو :اذهبي إلى خطيبك. 


بمرور الايام شعرت آسيا أن حياتها تبدلت مثل الروايات تماما، احيانا كانت تخشى الاستيقاظ صباحا لتجد مايحدث معها ليس إلا رواية اطالت قرأتها وستنتهي ذات يوم. 


بعد بعض الوقت  استطاع عادل ازالة الخوف من قلبها واطمئنت على نفسها وخاصة ذلك اليوم الذي 

الذي اتي لزيارتهم وكانت آسيا منشغلة بمشكلة انسداد ماسورة الصرف الصحي وكانت تقف بمدخل بيتهم تحاول صرف المياه على الشارع. 


تفاجئت آسيا أنه لم يضع يده على أنفه مثل كل المارة واخذ يساعدها دون كلل أو ملل حتى تم صرف جميع المياه. 


شكرته آسيا كثيرا واخبرته انها ستظل شاكرة اهتمامه بها طيلة حياتها. 


دخل معها إلى الداخل واعتذرت له لانها لم تستطيع الانتهاء من اعداد الطعام له بسبب ماحدث. 


عادل :مالذي لديكم؟ 

آسيا :جبن وعيش. 

عادل :هذا طعامي المفضل. 


جلس عادل على الارض وتناول الطعام معها ومع والدها ولم يغادر قبل الاطمئنان على والدتها في كل مرة كانت تراه فيها تسأله هل أنت حقيقة أم خيال وكانت تلمع عيناها في كل مرة تسأله هذا السؤال 


عادل بابتسامة :انا حقيقة قلبك الصافي وليس خيال. 


لم يخذلها ابدا في موقف احتاجت فيه اليه في كل مرة كان تحتاج إليه فيه كان يأتي اليها مسرعا سواء مرض والدها أو والدتها أو حتى تعطل شئ بأجهزة منزلها. 


عاشت فترة هادئة مطمئنة لم تعيشها من قبل ولكن كان الخوف يتسلل إلى قلبها من حينا لآخر كلما ازال عادل خوفها وجد الخوف طريقه إلى قلبها. 


ذات يوم حان موعد الكشف الدوري لوالدتها واخبرها عادل انه سيأخذ والدتها إلى الطبيب. 


دخل عادل ليأخذ والدتها ووضعها بالسيارة  وجلس بجانبه والدها وآسيا بالخلف مع والدتها. 


عادل :نسيت هاتفي بغرفة، أريد المفتاح كي ابحث عنه. 


آسيا :أنا سابحث عنه. 

عادل :لا انا ساجده ثم ادخل الحمام، انتظروني بالسيارة. 


اعطت له اسيا المفتاح وانتظروه طويلا ثم دخلت اسيا لتستدعيه فوجدته يبحث بأغراض عمرو. 


آسيا :ماذا تفعل؟ 

عادل بارتباك :ابحث عن هاتفي. 


آسيا :ومالذي سيأتي به في خزانة عمرو انت لم تدخل هذه الغرفة من الأساس. 


عادل :بحثت كثيرا ولم اجده ونظرت إلى هذه الخزانة وكان بها مسمار مخلوع اعدت تركيبه. 


تعجبت آسيا من ردوده الغير منطقية وبحثت عن هاتفه حتى وجدته بغرفة والدتها واعطته له. 


بمرور الايام ظن عمرو انه تخلص من هؤلاء الشباب اللذين كانوا يعكروا صفو حياته ولكنه لا يعرف ماينتظره. 


هؤلاء الشباب وكبيرهم ظنوا ان عمرو من قام بالأبلاغ عنهم ولذلك ارسلوا له من يترصد به ويراقبه دون أي يشعر بهم. 


تعرض عمرو لحادث اثناء عودته إلى المنزل متاخرا وتم سرقة دراجته البخارية التي يعمل بها وتم ايقافه عن العمل لحين شراء غيرها أو ايجادها.


تأثرت حياة اسرة آسيا كثيرا بعد هذا الحادث لان مرتب عمرو كان الدخل الوحيد لهم.


عرض عادل المساعدة على عمرو بسرية ولكن عمرو رفض تماما واخبره انه يبحث عن عملا اخر.


بعد أيام قليلة

تفاجئ عمرو باتصال هاتفي من الشرطة يخبره انهم وجدوا دراجته البخارية.


سجدت آسيا شكرا بسماع هذه الأخبار وهنأت اخيها واتصلت تخبر عادل على الفور.


عاد عمرو لعمله واستقرت حياتهم وبدأ يجمع اموال ويدخرها لشراء جهاز اسيا.


ذات يوم بحثت آسيا عن والدها ولم تجده راودها الشك وصعدت تبحث عنه أعلى سطح المنزل.


تفاجئت آسيا برؤية والدها يجلس يدخن برفقة جارتهم وهي تدخن معه.


آسيا بغضب :ماذا تفعلون؟ هل انتِ مدخنة وحتى إذا كنتِ كذلك الا تعرفين ان والدي مريض رئة وممنوع من التدخين وكيف ياابي تجلس معها بمفردك هكذا.


نزل الأب برفقة ابنته والتي ظلت عابسة الوجه طوال اليوم وكلما اتصل عادل بها رفضت أن تجيبه لان حالتها لا تسمح لها بالتحدث معه.


اتي عادل اليها مسرعا عندما لم تستقبل اتصالاته ووجدها تبكي وقصت عليه ماحدث سرا وقام بتهدئتها واخبرها انه سيتحدث مع والدها.


وكأنه كان الحل لجميع مشاكلها التي تعيق طريقها تحدث مع والدها وبقدرته الفائقة على الإقناع استطاع اقناعه بكل سهولة ويسر.


استيقظت آسيا يوما على رسالة من عادل يخبرها فيها انه سيأتي لزيارتهم اليوم وليس عليها أن تجهز اي طعام لانه لايريد إرهاقها.


زارهم عادل وبيده هدية كبيرة دبدوب ابيض واخبرها أنه اول مرة يدخل محل العاب وكان يشعر بالخجل الشديد اثناء شراءه ولكنه يعرف ان البنات تحب مثل هذه الهدايا ولذلك تخلي عن خجله وقام بشراءه.


فرحت آسيا كثيرا بالهدية ولكنه سألها سؤال اثار فضولها.


عادل:أين ستضعيه؟

آسيا :هنا بالانتريه.


عادل :لا ضعيه بغرفتك افضل حتى يبقى بجانبك دائما.


آسيا :حاضر سافعل ذلك واخذته إلى غرفتها.


بعد مرور عدة ايام استيقظت آسيا وهي تشعر بضيق بصدرها تحدثت مع عادل ثم اغلقت وتحدثت مع عمرو واطمئنت عليه بذلك اليوم تأخر عمرو كثيرا صلت آسيا الفجر وانهت وردها من الأذكار والدعاء بالنافذة ولم يأتي.


اتصلت به كثيرا ولم يجيب ازداد شعورها بالقلق خاصة وأنها دائما تشعر بأخيها وبما يصيبه قبل أن يصيبه.


اتصلت بعادل ولكنه لم يجيب ايضا رغم انه يوميا يستيقظ لصلاة الفجر.


اتصلت بالمحل الذي يعمل فيه اخيها فأخبرها احدهم انه انصرف بموعده المعتاد ولابد ان يكون وصل للمنزل.


شعرت آسيا بخوف شديد على اخيها واعادت الاتصال به.


اجابها شخص غير اخيها ليخبرها ان مالك هذا الهاتف ضبط متلبسا بالاتجار في المخدرات.


فزعت آسيا بسماع ذلك وفهمت ان دومة واعوانه دبروا مكيدة لأخيها خرجت مسرعة دون أن تيقظ والدها وذهبت إلى منزل عادل فلم تجده ولم تجد والدته والبوابة الخارجية عليها قفلا حديدي.


وقفت حائرة ماذا تفعل وأين تذهب حتى رأت أحد الجيران صديق والدها لديه سيارة قصت عليه ماحدث فأخبرها أنه سياخذها لتبحث عن اخيها بالاقسام القريبة من المنزل والعمل.


لم ترد اخافة والدها فتركت له رسالة انها ذهبت إلى الجامعة مبكرا.


ظلت آسيا تبحث بالاقسام حتى وجدت المكان الذي به اخيها.


اقسمت لأمين الشرطة ان هذه مكيدة دبرت لأخيها وطلبت منه مقابلة اخيها.


الأمين :موقف اخيكِ سيئ جدا وهناك ادلة كثيرة تدينه عليكِ ان توكلي له محامي سريعا.


آسيا ببكاء:أريد رؤية اخي من فضلك ساعدني، اخي شاب يعمل ويكافح كي ينفق على والديه المسنين.


الأمين :لن استطيع مساعدتك في مقابلته ولكن استطيع اخذك للضابط المسئول عن القضية لتطلبي منه الأذن لمقابلة اخيكِ.


أخذها الامين إلى مكتب الضابط وبينما تمسح دموعها وتحاول تهدئة نفسها كي تستطيع التحدث إلى الضابط ويفهم حديثها.


الأمين :ادخلي انه ضابط طيب القلب سيسمح لكِ برؤية اخيكِ.


فتح الأمين الباب وهو يقدمها للضابط ويقول هذه اخت المتهم عمرو تريد مقابلتك ياعادل باشا..........

يتبع 

                     الفصل الرابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close