أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل التاسع عشر 19بقلم فاطمه الألفي

         

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل التاسع عشر 19

بقلم فاطمه الألفي


إن أجمل ما يحدث في الحب هو عندما تجذبنا الكلمات ، فالكلمات هي مفتاح الحب ، والشخص المحب لا يستطيع أن يأخذ الحب أو يعطيه إلا من خلال انتقاء الكلمات الجميلة المناسبة ، فهي التي تعطي في قلب المحبين الدفء والعطف و الحنان ، الأمان ، الحب ارواح تتلاقى ،قلوب تتوحد ، يجمعهم الرباط المقدس ليغلف حياتهم بالعشق الدائم والحياه الهادئه ..

~~~~~~~

دلف لداخل النادي يبحث  بعينه عن والدته ،، وجدها تجلس بانتظاره على إحدى الطاولات المبتعده عن مرئ الجميع ..

اقترب إليها بثبات ، تقاجئ بلهفتها اليه .

عندما وقعت عيناها عليه ، اقتربت منه بلهفه شوق وفرحه بوجوده امامها الآن ، ضمته لصدرها بعناق حار طال وقته ، تسمر مكانه دون حراك عندما تفاجئ بها   ، لم يتوقع هذا العناق فمنذ زمن بعيد لم يحظي بحضنها ، كان دائم الفقد لتلك المشاعر ، والآن يحظى عليها ، يا لها من صدفه ..

بادلها العناق فهو بأمس الحاجه لضمه حانيه تشعره بالأمان والحنان الذى افتقده طوال عمره..


ماجده :واحشتني يا حبيبي ، عامل ايه طمني عليك

استغرب تبدل حال والدته وابتسم لها وهو يمسك بيدها لتجلس جانبه :

-الحمد لله يا ماجى كويس ، انتى عامله ايه

ماجده بابتسامه : بقيت بخير لم شوفتك ، انت قاعد فين ومع مين 

سيف بتنهيده : ماتشغليش بالك قاعد مع ناس طيبين جدا ، المهم فين الفيزا والموبايل

اخرجتهم من داخل حقيبتها ووضعتهم أمام اعينه ، التقطهم سيف ونظر لوالدته بتسأل :

- عربيتي فين دلوقتي

ماجده :موجوده فى جراج الفيلا

سيف بضيق :انا محتاجها جدا 

ماجده :انا هتصرف واجبهالك ، بس طمني عن احوالك ، عامل ايه 

سيف :انا تمام مانقلقيش 

ماجده بحزن :هترجع الفيلا امته ، أنا مستعده اتكلم مع عمك وابن عمك عشان ترجع تعيش وسطنا والحمد لله أنت دلوقتي خفيت

سيف بجديه :ماعندش ينفع خلاص نتجمع فى مكان واحد زى الاول ، 

وانا قربت أخد حقي 

ماجده بقلق :تاخد حقك ازاى افهم

سيف بابتسامه :معقول حضرتك إللى بتسالي ازاى ، مش طول عمرك تقسيني على عمى تفهميني ان ظلم ابويا فى الميراث وأبويا مات بسببه ، ايه إللى اتغير وجد دلوقتي ، قلقانه عليه دلوقتي ، كتتى فين وانا كل يوم بدمر فى نفسي بالبطئ ، انت سبب كل إللى وصلت ليه دلوقتي 

ماجده بدموع حزن وقهر :فعلا انا السبب ، أنا زرعت فيك القسوه والكره ، بس فوقت متاخر لم شوفتك بضيع مني ومش هشوفك تاني ، كل يوم وانت بعيد عني كنت بلوم نفسي مليون مره ، أنا غلطت فى حقك سامحني يا حبيبي

سيف بصدمه :لا معلش افهم بقى معنى كلامك ده ايه ، اسامحك على ايه بالظبط

ماجده بتنهيده :كذبت عليك كتير ، ابوك انفصل عن عمك من اكتر من 10سنين ، محمود ماكنش ليه فى شغل الهندسه والديكور ، كان بيحب السياحه واشتغل فى مجال السياحه بنفسه ، عمك مش طرده ولا اتخلي عنه بالعكس ده فضل  واقف فى ضهر ابوك واسس شركه سياحه ، بس فى وقت محمود خسر الشركه وخسر اسمه فى السوق والشركه اعلنت افلاسها ابوك ماستحملش الخساره جتله اذمه قلبيه فضل اسبوع فى المستشفى ومات ، وقتها انت كنت بتدرس فى لندن  ، لم رجعت انا كذبت عليك وقسيتك على عمك و ياسين  ، كنت عاوزاك تفضل مع ياسين وتبق احسن منه كمان كنت غلطانه ماكنتش اعرف ان كده بخسرك ، الفلوس عمت عينيه عن الحقيقه لدرجه ان صدقت كدبتي 

زفر بضيق :يااا لسه فاكره حضرتك تقولي الحقيقه وفى الوقت ده بالذات ، بعد ايه ماخلاص قلبي ده بق كله حقد وسواد.ومش طايق اشوف ابن عمي ، خد مني كل حاجه حلوه ، حتى ابسط حقوقي فى الحياه كان عاوز افضل

 فى المصحه ، كنت بموت كل يوم ، بس انا خرجت خلاص بإرادتي انا ومش هسمح لحد يتحكم فيه ولا يقرر عني بعد كده   

ماجده بخوف :أنسي يا سيف وارجع زى زمان قبل ماالوثك بأفكاري ، خلاص يابني انا ماصدقت شوفتك تاني وبعدين ياسين سامحك واحد غيره كان بلغ البوليص يقبض عليك بتهمه القتل ، بس هو فكر يعالجك عشان لسه عامل حساب انك لحمه ودمه

عشان خاطري انا كفايه ارجع بيتك وسط اهلك وهم هيرحبو بيك صدقني ، طب لو مش عاوز تقعد فى الفيلا ممكن نشوف شقه انا وانت ونعيش بعيد عنهم ، بس انا عاوزاك تفضل جنب ياسين هو لسه بيعتبرك اخوه الصغير ، عيش حياتك من جديد وارجع شغلك وانسي الماضي 

سيف بسخرية :انسى وببساطه كده انسى ان خد مني حب حياتي وماتت بسببه ، أنا بنفسي قتلت حبيبتي وهو السبب ، كمان رايح يحب ويتجوز عادى ويكمل حياته ، أنا بقى ههدله الحياه السعيده إللى هو عايشها 

نهض من مكانه يغادر المكان ، حاولت الالحاق به ولكن كان مثل الذئب الغاضب يريد التهام فريسته ولم يكترث لاحد ..

هوت قدميها تجلس بالمقعد وهى تنظر لاختفاءه عن انظارها ولا تلوم إلا نفسها ،  فهى التى  جعلت من طائر حر يحلق بالسماء بحريه وسعاده  إلى ذئب متوحش ، يريد فقط الانقضاض على كل من يقف بطريقه ..

************

داخل مكتب حازم الشامي

طرقت بخفه ودلفت على الفور لم تنتظر أن ياذن لها.  عندما علمت من سكرتارية انه يتابع عمله ولا يوجد أحد بالداخل غيره .


رفع حازم عينه عن الاوارق التى امامه و تفاجئ بأحب الناس لقلبه ، طفلته الكبرى وصديقته المقربة وشقيقته المحببه ، ارتسمت الابتسامه على محياه ونهض من مجلسه ليضمها لصدره بحنان الاخ .

حازم بابتسامه :الشركه نورت يا قلبي ، الشركه وصاحب الشركه 

عانقها بحنان وهى شددت من احتضانه وانسابت دمعه حارقه تحدثت بحزن دفين :

مات بسببي

جحظت عيناه بصدمه وابتعد عنها برفق عندما استمع لهمستها الحزينه ، انتابه القلق ونظر لها يتفحص وجهها ، كانت بشرتها شاحبه علامات الضجر والحزن ترتسم على وجهها البريء تلاشت ابتسامتها العفويه ونظراتها المطمنه ونقاء بشرتها وصفاء اعينها كل ذلك تبخر وحل مكانه الحزن .

تسأل بقلق :مين ده إللى مات

حبيبه بحزن :سامر فاكره صاحب يوسف 

حازم باستغراب :أيوة فاكره بس مالك بيه هو مش فى السجن دلوقتي مش فاهم

حبيبه :لا كان مريض عندنا فى المستشفى وانا المفروض كنت اتابع حالته ، بس انا عملت ايه قصرت فى حقه وحق نفسي وحق شغلي ، اهملت مريض وانتحر بسببي عشان لو كنت ساعدته كان زمانه لسه موجود بيكمل علاجه ، أنا انانيه وفكرت غلط لم عرفت يوسف وياسين بوجود سامر فى المستشفى ، هم كمان مسئولين عن موته زي ، هم السبب اصلا ان لأول مره اتخلى عن حد محتاجلي ، أنا فاشله اووى مش معالجه شاطره ولا ممتازه انا اصلا مااستحقش المكانه دى 

محى دموعها المتساقطه واجلسها على الاريكه وجلس جانبها يحاول فهم منها ما حدث بهدوء ..

بعد ان انتهت من حديثها وفهم حازم كل شئ   

تحدث بكل ود :انتى شايفه ان يوسف وياسين غلطو لم خافو عليكي ومنعوكي تعالجي سامر ، أنا كمان لو كنت اعرف بالموضوع كنت منعتك زيهم ، ماهو مش من العدل ان حد اذاني انا اقرب منه بسهوله وكمان اعالجه وانا شاكك فيه ، كمان الحد ده انسان مش سوي ، مريض نفسي وبيشوف هلاوس ممكن يضرني وهو فى حاله هيجان عصبي مش هيتحكم بنفسه وانت اكتر واحده عارفه بكده ، غير المرض النفسي والاضطراب إللى عنده ده قاتل يعنى ابسط حاجه عنده يتخلص من إللى قدامه ومش هيتحاسب كمان لانه ساعتها يثبت أن مريض نفسي وغير مسئول عن كل إللى بيعمله ، صح ولا غلط ،

حبيبه :حتى انت يا ابيه بتحكم على الامور من الظاهر بس ، بس سامر فى الاول والاخر انسان من حقه يعيش ويتعالج والثواب والعقاب والحساب عند ربنا مش عندنا احنا البشر

حازم بجديه :معاكي طبعا ربنا هو إللى بيحاسب ، بس مش معنى كده تادى نفسك لتهلكه وربنا بردو ماقالش كده ، انتى كمان حياتك غاليه من حقك تخافي وتحافظي عليها ، مش تحملي نفسك ذنب موت حد ، لا هو الوحيد إللى مسئول عن إللى عمله وهيتحاسب عليه سوا كان مريض او مجرم أو بيمثل المرض وكان عارف كويس اوى هو بيعمل ايه ، كل ده اجابته مش عندنا ، لكن كونك تلومي وتعذبي نفسك وتحمليها فوق طاقتها ده مش صح ،انتى عارفه ان الموت بيد الله واحده وكل ده مقدر ومكتوب من لحظه الخلق ، لكل أجل كتاب ، مش إحنا إللى بنقرر امته نتولد ولا امته نموت ، كل واحد بياخد حقه فى الحياه وربنا بيقدر الاقدار ، لا انا ولا انتي نقدر نمنع القدر ، سامر مات عشان ده ساعته وحياته انتهت وبامر ربنا مش بامره هو اصلا ، يمكن ده عقاب ربنا ليه او ثواب الله اعلم 

سامر ارتكب جرايم كتير فى حياته وكان هيتحاسب فى الدنيا على جريمه القتل ، بس أراده ربنا ان يموت فى الوقت ده بالذات وينهى هو حياته بنفسه مش يمكن ده راحه ليه ، محدش يعرف هو ايه هل تاب وعرف بذنوبه وطلب من ربنا العفو والغفران وربنا حب يخلصه من الدنيا دى ، بدل السجن والجنون ، ماحدش عارف إللى بينه وبين ربنا 

يعنى موت سامر مش حد يتحمل ذنبه ، كل واحد بيشل ذنبه هو مش ذنب حد تاني ، ماتلومش على نفسك ولا على جوزك إللى خاف عليكي وحب يحميكي من انسان سبق واذاكي لازم كان يحرص ويخاف 

فهمتي انا عاوز اوصلك ايه ، لا انتى ولا يوسف ولا ياسين ليكم دخل فى موت سامر ، كمان كلام دكتور سليم جى منه وقت غضب وضغط بسبب الموقف إللى كان فيه ، واكيد لم يهدى انا واثق ان هيراجع نفسه ويغير كل الكلام إللى قاله عنك لحظه انفعال ، وكمان لو عرف السبب هيعذرك ويعرف انك عندك كل الحق

تنهدت بضيق وظلت صامته 

قبل رأسها وامسك بيدها لتنهض معه :تعالي اوصلك لمامتك مش عاوزة تطمني عليها ، كمان انا حابب اطمن على صحتها 

سارت جانبه بهدوء ولكن داخل عقلها ثوره ثائره تفكر بعده أمور ..

******٠********

ترجل من سيارته امام المشفى وهو مقرر ان يفاجئها بقدومه قبل الموعد التى حددته .

انتابه القلق عندما وجد إحدى العساكر تقف أمام بوابه المشفى ولا تسمح لأحد بالدخول بسبب الوضع ،فقد  تسرب الخبر إلى عائله سامر ،التى أتت على الفور لتتفقد وضع ابنهم ، سار الوالد بشده وطلب إجراء تحقيق واتهام الاداره والأطباء بالاهمال فى حاله ابنه ، وقرر رفع قضيه على المشفى والتشهير بها وبسمعتها وسمعه الاطباء والعاملين بها ، فقد توعد لهم بأشد معاقبه على سبب فقدانه لابنه ..

ياسين بقلق ؛هو فى ايه بيحصل هنا بالظبط

احدى العساكر ؛أنت مين دكتور هنا 

ياسين ؛لا بس مراتي هنا فى المستشفى ، ممكن ادخل

العسكري ؛ممنوع يا استاذ ، الوضع جوه مش يسمح

ياسين بنفاذ صبر ؛وضع ايه عاوز افهم انا قلقان على مراتي وهى موجوده جوه افهم فى ايه 

العسكري بضيق ؛فى مريض انتحر والحكاية مش هتعدي كده بالساهل عشان المريض ده كانت متحول من السجن على هنا ، واحنا هنا عشان الواقعه ويتحقق مع اداره المستشفي وأى حد دخل للمريض ده ، انت بقى امشي من هنا دلوقتي ممنوع الدخول 

ياسين بصدمه حدث نفسه :سامر مات يا خبر اسود ، دلوقتي حبيبه عامله ايه ، اكيد منهاره من إللى بيحصل ومش بعيد بيتحقق معاها هى كمان ، ربنا يستر ، أنا لازم أكون جنبها دلوقتي 

ياسين بمحاوله استعطاف رجال الشرطه :ارجوك لازم ادخل دلوقتي ، مراتي زمانها منهارة ، لازم اشوفها واطمن عليها بس ارجوك 

العسكري ؛صدقني غلط ومش هينفع حد يدخل غير العاملين بالمستشفى

بس اقدر ادخل واخليها تطلع تتكلم معاك

ياسين ؛اه يا ريت أكون شاكر ليك

العسكري :العفو ، هى المدام اسمها ايه 

ياسين :حبيبه محمد الشامي ، معالجه نفسيه 

العسكري :حاضر هشوفهالك 


ظل واقفا يشعر بالتوتر والقلق على محبوبته والضغوط التى تواجهها الآن ، اخرج هاتفه يحاول الاتصال بها ولكن الهاتف مغلق ، زفر بضيق ووضعه بجيب سترته مره اخرى وهو ينظر لقدوم العسكري يأتي اليه ،

اسرع يقترب منه بلهفه ؛هى فين 

العسكري :سالت عنها الاستقبال ، قال مش موجوده ، خرجت من اكتر من ساعه

ياسين بذهول :خرجت ، طب تمام شكرا 


عاد ادارجه الى سيارته يقودها وهو يسأل نفسه إلى أين ذهبت ، تذكر مرض والدتها فظن أنها ذهبت لوالدتها لتطمئن على صحتها ، فأسرع فى قياده سيارته متوجها إلى منزل والدتها ...

*************


كان يجلس بالصالون وقص على والدتها ما حدث بالمشفي وانتابهم القلق بسبب غيابها إلى الآن   .

وفجأة استمعو لرنين باب المنزل ، اسرعت ناديه لفتح الباب و ياسين يسير خلفها يريد ان يطمئن على زوجته .

تفاجئت بابنتها برفقه ابن عمها حازم :

حبيبه أنتى كويسه  يا حبيبتي

حازم بابتسامه :إزيك يا طنط عامله ايه دلوقتي الف سلامه عليكي ، اول لم حبيبه قالتلي ان حضرتك تعبانه قولت لازم اجى اوصلها واطمن على حضرتك

ناديه بابتسامة :بخير يا حبيبي اتفضل

وقفت فى مواجهه ياسين الذى ضمها بلهفه وقبل رأسها :كنت هموت من القلق عليكي ، انتى كويسة

هزت راسها بالايجاب ودلفو جميعا لغرفه الصالون ، ظلت صامته تستمع لهم فقط ، واخبرهم حازم بانها كانت معه ولا داعى لقلقهم ، وتحدث فى بعض الأمور ثم استاذن الرحيل ..

جلست بجانب والدتها واطمنت على صحتها ثم غادرت برفقه زوجها إلى منزلهم ..

بعد مرور نصف ساعه ، صفا سيارته اسفل البنايه وترجل منها وهو يمسك بكتفها يحتضنها وسار جانبها إلى أن صعدو للطابق الذى يوجد به شقتهم ..

دلفت لغرفتها فقد كانت تشعر بالارهاق ، دلف خلفها وهو يريد ان تتحدث فمنذ أن عادت من الخارج ولم تتحدث إلى بعض الكلمات ، انتابه القلق وتوجه إليها يسألها بقلق :

-حبيبتي مالك انتى كويسه ، ليه مابتتكلميش

حبيبه بحزن :عشان حاسه بتانيب الضمير يا ياسين ، حاسه ان السبب فى إللى حصل ، فى واحد مات بسببي ، أنا ماكنش لازم اسمع لحد ، أنا ليه شغلي وانا ادرى بيه ، أنا مابدخلش فى شغلك تعمل ايه وتشتغل مع ده او لأ ، يبق ماكنش لازم تقولي اعمل ايه فى شغلي ، أنا غلطانه ان قولت على وجود سامر فى المصحه ، كان لازم اقف جنبه واحاول اعالجه مش استسلم 

ياسين بضيق :انتى بتلومني عشان خوفت عليكي يا حبيبه ، انتى عارفه ومومنه ان الأعمار بيد الله ، وحياته انتهت احنا مالناش ذنب ولا دخل ، وبعدين انا مش بدخل فى حاجه تخص شغلك لكن لم تكون فى حاجه ممكن تاذيكي حقك عليا كزوجه مسئولي مني وملزومه مني لازم اخاف عليها واحميها ، عاوزة تطلعيني غلطان ان خفت عليكي ماشي موافق ، حتى عاوزه تحمليني الذنب بردو موافق ، بس ربنا عالم ان كان ليه وجه نظر ومش طلبت منك مش تعالجيه لا انا قولت هبق معاكي من باب الاطمئنان ، انتى حتى فى اول مشكله قابلتيها عملتي ايه جريتي على ابن عمك ، المفروض انا اول حد تفكري فيه وتجرى عليه مش الغريب.

حبيبه :حازم مش غريب ، حازم اخويا الكبير وكنت محتاجه اتكلم معاه

ياسين باسي :انتى دلوقتي كبرتي ومتجوزه والمفروض جوزك اقربلك من اى حد اين كان ، كنت هموت من القلق وموبايلك مقفول واتجننت لم روحت عند طنط ومالقتكيش ، وفجأة ترجعي مع حازم ، عارفه انا قوتها حسيت بايه ، انى ولا حاجه فى حياتك ، لم تلجى وقت حزنك أو ضيقك تروحي ترتمي فى حضن حد غيري يخفف عنك ويشاركك همك غيري 

حبيبه بذهول :أنت غيران عليه من اخويا

ياسين بضيق :مش اخوكي ، ابن عمك ولازم تفصلي بقى وتقيمي علاقتك بيه صح ، وأنا راجل ومن حقي اغير على مراتي مش اقف فى النص اتفرج عليكم وكان مش شايف ولا سامع حاجه

حبيبه بحزن :أنت عارف انت بتقول ايه لاحظ أن كلامك جارح وفى اهانه ليه 

ياسين بضيق :جارح لمين بالظبط ، انتى مش عارفه ان تصرفك ده جرحني انا ، أنا تعبت من الكلام انا داخل انام 

واعلمي حسابك هنقضي اليوم كله بكره عند ماما انا وعدتها   ، يوم إجازتي هنكون عندهم .

افترش السرير واعطاها ظهره وهى تنظر له بذهول ، فقد افتعل الشجار وانهاء وتركها تتخبط بأفكارها .

اقتربت من الفراش وجلست على الجانب الآخر وهى تتحدث بحزن :

-ياسين أنت نمت

تحدث دون أن ينظر إليها :اكيد لسه طبعا 

حبيبه بتنهيده :طب انت زعلان

ياسين :ماتشغليش بالك ، مش مهم 

ربتت على كتفه برفقه وهى تهزه :قوم كلمني ، وبعدين يعنى ايه مااشغلش بالي ، انت عارف مابحبش ازعلك ، ممكن تصحي وتكلمني ، أنا مضايقه اوى وزعلانه يا أخى فى واحد بنى آدم مات مش فرخه يعنى لازم ازعل عليه .

ياسين بجديه :وانا اقسملك بالله زعلان عليه ان مات وبالطريقه دى ، بس هعمل ايه مش ذنبي ولا ذنبك 

انسابت دموعها :بس كلام دكتور سليم وجعني اووى 

نهض من نومته وضمها بحنان وظل يمسد على ظهرها :معلش يا حبيبتي هو وقت الحادث كان مضغوط لكن لم يهدى ويعرف ايه ظروفك هيتفهم موقفك وانتى ماتخلتيش عن مريض ولا حاجه ، هو لسه قايلك من يومين ، اول يوم انتى اتصطدمي ان سامر وخوفتي وده حقك ، تاني يوم مامتك كانت تعبانه وفضلتي جنبها وانهارده انتى رايحه المستشفي وناويه على علاجه يعنى ماقصرتيش فى حاجه ، هو عمره انتهى لحد كده ودى حاجه بتاعه ربنا مش لينا يد فيها .

حبيبه بدموع :بس انا كنت زعلانه منك عشان كده روحت لابيه حازم 

رفع حاجبيه بضيق :تاني يا حبيبه زعلانه وبعدين حتى لو زعلانه مني تيجى تشتكيلي من نفسي ، عملت ايه وضايقتك فيه ، مش تروحي لحضن حد غيري ، انتى عاوزة كده تجننيني وافقد صوابي بجد 

حبيبه :بس بجد أبيه حازم ده غالي عندي اووى ماقدرش افصل زى ما انت بتقول كده 

ياسين بتنهيده :عارف يا حبيبه حازم يبق ايه بالنسبالك اوى ، بس بلاش على الاقل فى وجودي تحترمي علاقتنا وبلاش بوس واحضان لحد غيري ، افتكر ده حقي  ، كمان حبيبتي لو فكرتي بعقل كده وسالتى حد من رجال الدين هيقولك كده غلط ، اصل حازم مش أخ شقيق عشان ممكن تحضنيه ولا تقربي منه كده ، مافيش حاجه فى الدين أسمها زى ابويا او اخويا ده أكبر غلط ، فهمتي أقصد ايه 

هزت راسها بالإيجاب ، ابتسم لها بحب 

-والله جناني هيكون على ايدك ووقتها مش هتعرفي تعالجيني 

نظرت له بصدمه :انا هجننك ليه بقى

ياسين بحب :عشان بحبك ومابقدرش ازعل منك يا روح قلبي 

ابتسمت برقه وعانقته بحب وهى تهمس بصوتها الحاني :

عشان انا وانت حاله خاصه جدا، حاله مش موجوده فعلا

ومافيش مابينا يا حبيبي عذاب ..

*************

عاد حازم من الخارج التقى بشقيقه ايضا يترجل من سيارته .

يوسف بابتسامه :زوما حبيبي تصدق واحشني

حازم برفعه حاجب :ده على أساس اننا مش عايشين تحت سقف واحد ، ولا يا يوسف أنت ايه حكايتك ، مش مطمنلك انا اليومين دول شايفك متغير ، انطق في ايه 

ابتسم له وهز رأسه بمشاكسه :دايما كده فاهمني صح يا شقيق هههه

التقطه حازم من ياقه قميصه :طب اقعد بقى نتكلم عاوزك فى موضوع مهم

جلس الثنائي بالحديقه .

اراد حازم اخبار شقيقه بخبر وفاه سامر أولا ثم الحديث بأمر تغيره هذه الفتره :

-سامر مات 

انطفت ابتسامته وحل مكانها الضيق :مات ازاى

حازم :سرد له ما حدث وما اخبرته به حبيبه وعن تانيب الضمير وتحمل نفسها ذنب موته .

يوسف بجديه :حبيبه دى مجنونه فعلا ،احنا لا قولنا موت نفسك ولا روح انتحر ، احنا بس منعنها تفضل معاه فى مكان واحد من خوفنا عليها مش اكتر ، بنت عمك دى هبله وطيبه اوى

حازم بضيق :ماتقولش عليها هبله تاني فاهم ، يعنى انت مش حاسس بأي ذنب 

يوسف :نعم ليه أحس بالذنب هو انا إللى قتلته ، الله يرحمه ريح البشريه منه 

حازم بتسأل :كان عاوزك ليه لم طلب يقابلك وبعتلك المحامي بتاعه

يوسف بحزن عندما تذكر الماضي :

انا رفضت اقابله مش عاوز اشوفه تاني لم ببص فى وشه بشوف واسختي انا كمان زمان ، الشرب والسهر وكل حاجه غلط عملتها فى حياتي وانا عاوز أنسي مش عاوز افتكر الماضي المقرف إللى عشت فيه عاوز أنسي كل حاجه حصلت وهو بالذات هو وشهد مش عاوز افتكرهم النقطه السوده فى حياتي لازم الغيهم من حتى ان افكر فيهم مجرد تفكير 

حازم بتنهيده:أنت خلاص يا يوسف اتغيرت وبقيت حد ناضج ومسئول عن شركه كبيره وبتحقق نجاح فيها ، مابقتش يوسف بتاع زمان الطايش المستهتر عديم المسئوليه إللى كل يوم يعمل كارثه وعاوز إللى يصلح وراه ، الحمد لله الغلطه الوحيده إللى عملتها أنت عارفها 

يوسف بحزن :حازم انا عاوز اقولك انى مالمستش شهد قبل الجواز ، دى كنت خطه مدبره بين سامر وشهد عشان اقع انا وأصلح غلطتهم وأنا كنت اعمى ولا داري بنفسي ، يومها شربت كتير وسكرت وماحستش بنفسي واخر حاجه كنت فاكرها ان سامر ساندني ووصلني اوضتي ، أنا نمت فى السرير وماحستش غير بوجود شهد جنبي وفهمتني ان حصل بينا علاقه واننا لازم نتجوز ونصلح إللى حصل 

حازم بذهول :معقول 

يوسف :لم قابلته اثناء التحقيق اعترفلي بكل حاجه ، مش عاوز افتكرهم خالص 

حازم بابتسامه ضمه بحب ؛الحمد لله انك ماارتكبتش الجريمه دى يا يوسف انا فرحان جدا انك اخويا مهما حصل مش ضعفت ولا خسرت نفسك 

يوسف ؛الحمد لله ربنا حصني من غدرهم 

حازم :سيبك انت وانسي وربنا هيبعتلك بنت الحلال إللى تستاهلك 

يوسف بابتسامه :مابدهاش بقى مدام النهارده بوم الصراحه انا عاوز اعترفلك بحاجه كده 

حازم بغمزه ؛بتحب صح 

يوسف برفعه حاجب :عرفت منين

حازم بضحكه عاليه :عيب عليك انا حبيب قديم وشايف التغير والفرحه إللى فى عنيك ، بتلمع كده من غير اسباب مافيش غيره هو الحب بغبوته هههه ، بس مين بقى إللى وقعت قلبك يا معلم 

يوسف بابتسامه :انا فعلا اول مره أحب وقلبي يدق كده ، مافيش غيرها سليطه اللسان هو انا اعرف غيرها

حازم باستغراب :تقصد مين فرح 

يوسف بغمزه :هو فى غيرها داخل قلبي من اول خناق ، طولها متر ونص لكن لسانها ماشاء الله مالانهايه ههههه 

حازم بابتسامه :كان قلبي حاسس ، طب ايه بقى النظام

يوسف بتنهيده :بحبها بس هى ولا هى هنا ، وانا بصراحه جبت اخري لازم اصارحها بقى لو استنيت تبادلني نفس مشاعري يبق مش هاخد اى خطوه لقدام 

حازم بجديه :طب ومستني ايه ، انطق على طول ، لازم تعبر لها عن مشاعرك وتاخد خطوه جاده فى حياتك ، وبعدين جى الوقت تواجهها بمشاعرك بدل الحب والعشق الخفي ، حقها تعرف مين العاشق المجهول وتقرر هى عاوزة ايه، بس تصدق يا چو اول مره اعرف انك رومانسي 

يوسف بغمزه :الحب يصنع المعجزات

حازم:فكرتني صحيح لازم تسافر دبي تحضر التسويق العقاري هيفيدك كتير في شغلك 

يوسف بصدمه :نعم عاوز تسفرني دبي لا انا قاعد هنا لم اعرف فرح واتكلم معاها انا ماصدقت حد يشجعني على الخطوه دي

حازم :يا بني فرح مهندسه والسفر مصلحه ليك ، اطلب منها تسافر معاك هيفدها فى شغلها جدا ومنها تكون معاك يمكن عقده لسانك تتفك وتصارحها هناك ، ها قولت ايه 

يوسف :وهى ممكن توافق ، مااعتقدش 

حازم بجديه :ليه مش بتقول أنها عايشه لوحدها ، يعنى مافيش حد يرفض ولا يمنعها من السفر ، بعدين فرح مجتهده فى شغلها والتسويق العقارى هتستفاد منه يعنى مش سفر فسحه ولا استجمام يعنى

يوسف بشرود :على العموم هعرض عليها الامر ، بس لازم اقولها على احساسي الاول بطريقه مجنونه كده 

حازم بابتسامه :شكلك هضيعها بغباءك ههههه

يوسف :عيب عليك اخوك حريف وبيعرف يتصرف صح ، بس لازم مشاكسه ومراوغه فى الحب ، أنا بحب كده بقى اخلع أنت منها

حازم :ربنا يستر 

ابتسم حازم بسعاده من أجل شقيقه فقد دق قلبه للحب الحقيقي ..

الفصل العشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close