أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل الرابع والعشرون 24بقلم فاطمه الألفي

          

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل الرابع والعشرون 24

بقلم فاطمه الألفي



بعد أن تأكد من ذهابها فى النوم ، ترك الغرفه بهدوء وهو يتألم من رؤيتها تنهار بهذا الشكل ، أراد أن يتحدث مع صديقه ،فهو غاضب من نفسه أنه المتسبب بانهيارها دون وعيه ، لم يتوقع أنها تخفي كل ذلك داخلها ولا تبوح به ، ولا يعلم أنها تفهمه أيضا من مجرد نظره ،فهو حقا كان يذهب للمقابر لزياره زوجته الراحله وعندما يعود للمنزل يحاول إخفاء الأمر عنها ولم ينظر لها يخشي جرح مشاعرها لذلك كان يتهرب من نظراتها المتساله عن حزنه أو سبب بعده وتغيره ، لم يعلم أنها كانت على درايا بالأمر ...

تنهد بحزن وأخرج هاتفه  بحث عن رقم صديقه ، ضغط زر الاتصال ووضعه على أذنه ليستمع لرنين الهاتف ..


فى ألمانيا 

كان يجلس بمكتبه يتابع عمله ، حسب فرق التوقيت بين القاهره وألمانيا .

فهو فى وضح النهار يجلس بشركته ويتابع عمله باهتمام ، فجاءه استمع لرنين هاتفه ، التقطه من أعلى المكتب ونظر لشاشته باهتمام ، ارتسمت الابتسامه على ثغره عندما علم بهويه المتصل ، الا وهو صديقه الصدوق .

اجاب بسعاده :سينو حبيبي ، صباح الفل


على الجانب الآخر يتحدث ياسين بنبره صوت يكسوها الألم .

اطلق زفيرا ثم تحدث :مخنوق اوى يا مجد عايز اتكلم معاك


مجد بقلق : مالك يا صاحبي ، في ايه ، حصل ايه اتكلم 

ياسين بحزن قص عليه ماحدث فى عجاله 

مجد بتنهيده :معقول يا ياسين ده انت لسه عريس يابني ، وبعدين الحي ابقى من الميت ، ليه مش بتركز مع مراتك ، حبيبه بتحبك وبلاش تجرحها بتصرفاتك دى ، هو انا اللى هقولك يا ياسين ده مافيش فى حنيتك يا بطل


ياسين بضيق :يا مجد افهمني أنا بقولك حبيبه بتعرفني من غير حتى ما اتكلم ، يعنى أنا كتاب مفتوح قدامها ، أنا كنت بحاول اخبي عنها عشان ماتزعلش ولا اجرح مشاعرها ماكنتش اعرف ان مفضوح اوى كده 


مجد :طب وبعدين هى عامله ايه دلوقت


ياسين بضيق : انهارت يا مجد ، اول مره اعرف ان قاسي عليها وظلمتها معايا بالشكل ده ، أنا حاسس ان أناني يا مجد ، مافكرتش غير فى نفسي ، لا وقولتلها كلام جارح لم شوفتها فى اوضه ندى ، ماكنش لازم اضغط عليها وازود حزنها ، انا عارفه انها تبان قويه بس جواها هشه ضعيفه مافيش ارق منها ، وانا كسرتها يا مجد ، حملتها فوق طاقتها ، هى صح فى كل كلمه قالتها ،متحمله فوق طاقتها وفوق عمرها ، متحمله الكل وكأنها جبل ، بس الجبل ده انهار عشان كلنا ضغطنا عليه بزياده ، وفضلنا نزود ونزود فى هموم ومشاكل وهى عليها تحل وبس ماحدش فكر هى عايزة ايه محتاجه ايه ، زى مابتسمع للكل ، كان لازم أنا اسمعلها ، احس بيها ، اقدر تعبها ومشاعرها ، اقدر كل اللي. بتعمله عشاني وعشان غيري 

مجد :طيب يا بني أهدى انت كمان ، وكل حاجه ليها حل ، انت بقى تخليك جنبها اسمعلها شوفها محتاجه ايه واعمله بلاش تضغط على أعصابها ، حل مشكلتها مع الدكتور سليم ، اقعد معاه وفهمه انها مش اتخلت عن مريض بس الظروف كانت ضدها


ياسين بجديه :أنا كنت هعمل كده فعلا والصبح كنت هقابله عشان اشرحله اللى حصل وأنها مالهاش ذنب فى موت سامر ، كمان هطلب منه يقعد معاها ويطمني عليها ، أنا خايف تدخل فى انهيار اعصاب أو اكتئاب ، أنا حاسس انها صامده بالعافيه 

مجد :ربنا معاك يا صاحبي ، الدور عليك انت تحتويها بحبك وتحسسها بالأمان ، هى محتاجه لايدك انت تطبطب ، حبيبه طيبه وحنينه وبتحبك انت مش عايزه غير الاهتمام والاحتواء والأمان ، دورك تخليها تعرف قد ايه انت بتحبها ودة من تصرفاتك يا صاحبي فعل مش كلام ، الحب والاهتمام والاحتواء فعل يا ياسين اكتر من الكلام 

ياسين بصدق :معاك حق وانا هثبتلها أن قلبي مافهوش مكان لغيرها ، هى وبس اللى ساكنه قلبي ، وندى الله يرحمها خلاص مش موجوده كانت الماضي لكن حبيبه الحاضر والمستقبل 

مجد :ربنا معاك يا صاحبي ، وياريت تفكر تجيبها تغير جو وتبعدو عن أي ضغوط 

ياسين :ربنا يسهل ، هكلمها فى الموضوع ده 

مجد :تمام خلى بالك من نفسك وطمني اول بأول

ياسين :حاضر يا حبيبي ، سلام دلوقتي هكلمك تاني 

اغلق الهاتف مع صديقه وعاد إدراجه إلى غرفتهم ، توجهه إلى الفراش واستلقه جانبها برفق ، ضمها بصدره وظل يمسد على شعرها بحنان ، إلى أن استسلم للنوم ..

*****★""""""★*****

كان يتحجج ليلتقي بها 

دق الباب وانتظر رؤيتها ، عندما فتح له باب المنزل زفرت بضيق وابتعدت عن الباب لتسمح له بالدخول .

نظر لها بابتسامته المعتاده :واحشتيني

نظرت له باستنكار :ده من أمته ، انت كل خمس دقايق تيجى تدخل الحمام 

سيف بغمزه :بصراحه بتلكك عشان اشوفك يا أميرتي

أعطته ظهرها وهمت بالمغادره ، قبض على يدها برفق قبل أن تختفي عن انظاره 

:على فين بس ، ليه بتهربي مني 

اميره بتنهيده :سيف من فضلك اللى عندى قولته

سيف بصدق :طيب ساعديني أنا عايزك انتي ومش عايز انتقم عشان ماابعدش عنك

اميره بفرحه :بجد ولا بتضحك عليا ، بتثبتني بالكلام وبس

هز رأسه بالنفي : مش كلام يا اميرة والله ، أنا فكرت كويس لاقيت نفسي مش عايز غير وجودك فى حياتي ، وجودك هيبدلني وهبق سيف تاني خالص ، أنا هسبلك نفسي وانتى تدليني على الطريق ونكمله مع بعض ، انا عرفت قيمتك فى حياتي ومش هقدر ابعد عنك لاي سبب ، مش هفرط فيكي بعد ما لقيتك يا اميره قلبي .

اميره بتردد تفرك كفيها وتنظر له بتوتر :سيف فى حاجه لازم تعرفها ، أنا مخبياها عليك ، بس لازم تعرف أنا اتصرفت كده لمصلحتك وربنا يعلم

نظر لها باهتمام :فى ايه يا اميره اتكلمي

اميره :من غير زعل اتفقنا

ابتسم لبراءتها وهز رأسه بالايجاب :مااقدرش ازعل منك ، قولي بقى قلقتيني 


زفرت أنفاسها بتوتر وبدأت فى سرد ما حدث ، اخبرته بحديثها مع ابن عمه وكل ذلك لمصلحته ، أخبرته بكل شيء ، أيضا مساعده ياسين لخروجه من المصحه ووقوفها جانبه بعلم ابن عمه إلى أن انتهت من حديثها بنظرات مضطربة ، تنتظر رد فعله ..


استمع لها بانصات وتبدلت معالم وجهها للحزن بعد أن أنهت حديثها ، نظر لها بتسأل :

- يعنى مساعدتك ليه عشان ابن عمي طلب منك كده 

هزت راسها بالرفض :لا خالص انت عارف انا جنبك ليه ، من قبل مااعرف ابن عمك وانا ديما جنبك وبساعدك ، أنا بس لاجت ليه لم قلقت عليك من حكايه هروبك من المصحه، كنت خايفه تكون لسه مش كملت علاجك ، خوفت لم تخرج ترجع تاني تنتكس ومن يوم محاوله انتحارك قابلته كان قلقان وخايف عليك اوى ، كان مستعد يطربق المستشفي باللى فيها عشان خاطر قصرو معاك ومحدش اهتم بيك ، صدقني هو بيحبك وبيخاف عليك أنا حسيت بيه كان صادق فى حبه وخوفه واهتمامه بيك ، راجع نفسك يا سيف انت وابن عمك مالكمش غير بعض ، بلاش حد يدخل بينكم انتو اخوات ومافيش رابط اقوى من حب الاخوات ، راجع نفسك يا سيف ،ياسين مستعد يعمل اى حاجه عشانك ، قرب منه من جديد وانسي الماضي بكل مافيه ، فكر بس فى حياتك الجايه ، ارجع لحياتك طبيعتك ، شغلك ، عيلتك ارجع لنفسك يا سيف .

تنهد باسي ونظر لها بحب :انتى صح يا اميره ، أنا بقالي يومين مانمنتش بفكر فى كلامك ليا وعارف أن ده من خوفك عليا ، أنا غلطت كتير فى حياتي ، عارف ان ظلمت ياسين وندى والشيطان سيطر على تفكيرى ووصلني للى أنا فيه دلوقتي ، قلبي بقى مليان كره وحقد وانتقام لاعز الناس ليا ، ياسين طول عمره كان اخويا الكبير وواقف فى ضهري ، كنت شايفه مثلي الاعلى وعايز ابقى زيه ، بس دخول الشيطان بنا فرقنا وخسرنا كتير ، خسرني حتى نفسي ، كمان ماجى هانم امى فرضت سيطرتها عليا ، وصللتلي كل حاجه غلط وكدب ، كانت العقل المدبر فى كل حاجه بتخطط هى وانا بدون وعي انفذ ، لسه فاكره تقولي الحقيقه بعد لم دمرت نفسي واذيت غيري ، بسبب انتقامي وصلت للقتل ، قتلت روحين يا اميره ، تفتكري ربنا هيسامحني ويغفر ليا كل اللى عملته .

ربتت الجده على ظهره بحنيه وحدثته بصدق بعد أن استمعت لحديثه ولندمه :

ربنا غفور رحيم ، ربنا كبير اوى يا بني بيغفر الذنوب مهما كان ذنبك كبير ولاجئت ليه وطلبت منه الغفران والسماح لا يمكن يردك ابدا ، هو الكريم والرحيم بعباده ، بس تصدق النيه فى التوبه ، تكون نابعه من قلبك وتخلص فى توبتك وتستغفر ربنا فى كل وقت ، قادر يطهرك من كل ذنوبك ويعفو عنك ، ابن عمك موجود لسه فى الدنيا اطلب منه السماح واللى ماتت دى عند ربنا دلوقتي ، اطلب منه يسامحك ويطهر قلبك من الذنوب والمعاصي ، صلي يابني واستغفر وحس بالندم على اللى انت عملته وارفع ايدك لربنا وقول يارب طهرني يا رب ، وتصدق على الغلبانه اللى ماتت بسببك ، عاوز ربنا يرضي عنك ، اعمل صدقه جاريه على روحها هى تاخد الاجر والثواب وانت كمان وكده ربنا يقبل توبتك بس انت جدد النيه وكون صادق فى توبتك ، ربنا مابيردش عبد لاجئ إليه وندم على اللى فات ، ربنا قريب منك ومطلع عليك وعالم باللى جواك ، انت قلبك طيب ونضيف لسه عامل الناس كأنك بتعامل ربنا وانت مش هتندم ابدا على الخطوه دي


ابتسم براحه وشعر بالطمئنينه ضمها بحب وهو يقبل رأسها بامتنان 

-ربنا يخليكي لينا يا زوزو مش عارف من غيرك كنت عملت ايه ، وجودك فى حياتي انتى واميره اهم مكسب فى حياتي 

ربتت على ظهره برفق :ربنا يديم المحبه والود بينا يا حبيبي 

سيف بابتسامه :حيث كده بقى أنا طالب أيد البت دى منك 

زينب بابتسامه :أيدها بس خدها كلها هههه

نظر فى عيناها بحب واقترب منها يمسك بكفيها بين راحه يده :تقبلي تكوني شريكه فى حياتي الجايه ، أنا محتاج لايدك تاخد بايدي نكمل حياتنا مع بعض وتوصليني لبر الامان ، وجودك جنبي هيقضي على الكره اللى جوايا ومش هفكر غير فى حياتي معاكي وبس 

هزت راسها بالموافقه ، قبل جبينها بحب .

الان بدأ يشعر بطعم الراحه والأمان ...

""""************""""

بعد أن صفا سيارته أمام البنايه التى تقطن بها ، ترجلت من السياره بجمود فقد ظلت طوال الطريق لم تتفوه بكلمه ، فضلت الصمت وهو احترم صمتها ولم يجادلها .

توجهه هو إلى حقيبه سيارته وأخرج المقعد المتحرك الخاص بدنيا ،ثم وضعه أرضا وفتح الباب الخلفي وهم بحملها برفق ووضعها على مقعدها الخاص وسار بها حيث مدخل البنايه وقفا أمام الاسانسير وضغط زر الهبوط ، ثم استقلو المصعد الكهربائي للصعود إلى الطابق الخاص بشقتهم .

ودع الصغيره وقبل جببنها بحب ونظر إلى محبوبته 

-كنت مبسوط جدا وانا معاكم

دلفت لداخل الشقه وسحبت مقعد الصغيره ونظرت له قبل أن تغلق باب المنزل :شكرا 

ابتسم بحب :مافيش بينا شكرا ، بكره نبق واحد

تهربت من نظره عيناه التى تشع بالحب الصادق :بعد اذنك 

-اتفضلي ، هشوفك بكره فى الشركه 

سلام 

أغلقت الباب وهى تتنهد بحزن وانسابت دموعها فهى حقا تكن له مشاعر بدأت تولد بداخلها ، ولكن تخشي أن يتركها لذلك تحاول السيطره على قلبها، لن تسمح له بالضعف ...

**********

غادر البنايه وهو يهز رأسه باسي على تهربه منه ، قاد سيارته وهو فى طريقه للعوده الى فيلته ..


عندما وصل الفيلا تقابل مع شقيقه وبدء يقص عليه ما حدث عندما التقى بها وصارحها بمشاعره ومعرفته بشقيقتها الصغري ، استمع حازم لشقيقه باهتمام .

-بص يا يوسف اللى قدرت افهمه من تردد فرح بالارتباط هو بسبب اختها ، اكيد خايفه عليها وطبيعي التردد اللى هى فيه 

يوسف بصدق :بس انا طمنتها واختها هتبق اختى أنا كمان ، انا فعلا حبتها دى ملاك بريء وهشلها جوه عنيه 

حازم بجديه :خلاص افضل كده متمسك بيها وهى مع الوقت هتعرف انك صادق معاها وانك غير خالد اللى اتخلى عنها بسبب دنيا وياريت تحاول تخليها تفتحلك قلبها وتحكيلك كل حاجه حصلت معاها وعن خالد ده كمان ، اكيد هو سبب قلقها وخوفها ده 

يوسف بجديه :أنا هعمل كده فعلا وبكره هتكلم معاها وان شاء الله اوصل معاها لحل وتطمن ليا وتصدقني 

حازم بابتسامه :ربنا يوفقك يا حبيبي ويقدملك اللى فيه الخير ويحنن قلب فرح عليك

رفع كفيه للسماء وهو يأمن على دعاء شقيقه : امين يارب العالمين


***********


توصل عمار لعائلات الفتايات التى تم تصويرهم داخل صاله الچيم ،ونجح فى إقناعهم وتبرئتهم من تلك الصور وأنه حدث دون علمهم ، .

عاد لمنزله براحه صدر عندما أنهى مهمته ولكن تفاجئ بحزن زوجته .

اقترب منها بقلق :ريم حبيبتي مالك ايه مضايقك

ريم بحزن :الواطي ابن عم ملاك فركش معاها وماصدق تقعد معاه وتفتح قلبها عشان تعرف هو بيحبها بجد ولا عشان هى بنت عمه وبس 

عمار :وبعدين 

ريم :بس طلعت انا وحبيبه صح هو شاف فيها عروسه مناسبه وكامله وأدب واخلاق وتربيه عمه وبس مش اكتر من كده ، يعنى ماحبهاش زى ماهى حبته

عمار بجديه :كويس أنها كشفته على حقيقته قبل الجواز ، ربنا هيعوضها ماتقلقيش ، أنا كنت متوقع كده بردو 

ريم باهتمام :ازاى بقى

عمار :انا ليه وجهه نظر فى اللى قدامي ولم اتكلمت معاه وقابلته مش حسيته فرحان زى اى حد ، وكأنه ما صدق يلاقي غلطه لملاك عشان يسبها وضميره مرتاح ، على العموم هى اللى كسبانه قوليلها ربنا بيحبك وهيعوضك 

ريم  :حاولت معاها كتير بس هى دلوقتي ربنا معاها مجروحه طبعا ومصدومه فى اللى حصل 

عمار بارهاق :بكره تنسي وتلاقى الإنسان اللى يستاهلها ويقدرها 

اقتربت منه بهدوء عندما شعرت بارهاقه وضمه راسه لتضعها على ارجلها وبدأت فى تدليكها برفق .

نظر لها بابتسامته العذبه والتقط كفها طبع قبله رقيقه ونظر لعيناها بحب :ربنا ما يحرمني منك يا قلبي 

بادلته الابتسامه بحب واقتربت منه تقبل شفتيه برقه ..


***""""*******

مع اشراقه شمس يوم جديد قد تتبدل من حال الى حال ..


استيقظ مبكرا وبعد أن ابدل ملابسه تركها نائمه وغادر المنزل بهدوء ، قرر التوجه إلى المشفى ليلتقى بدكتور سليم ويقص عليه عن سبب تأخر حبيبه فى متابعه حاله سامر ويحدثه أيضا عن الانهيار التى تعرضت إليه بالأمس بسبب كل الضغوط المحاطه بها ....


*****

أما عن سيف فقد اتخذ القرار الصائب والحديث مع ابن عمه وطلب مسامحته والعوده الى الفيلا والتحدث مع والدته وعمه بأمر زواجه من اميره ، الفتاه التى وقفت جانبه وساندته فى محنته ولم تتخلي عنه .

اتخذ عده قرارات عليه أن ينفذها اليوم وليس غد ..

"""""""""""


استيقظت من نومها على صوت رنين هاتفها ، فتحت عيناها بارهاق ووضعت يدها تلمس جبينها بالم ، فهى تشعر بالصداع يكاد بفتك برأسها من أثر ما حدث معها بالأمس من انفعال وصراخ .

اغمضت عيناها مره اخرى ولكن عاد رنين الهاتف ليجبرها على الرد .

التقطته بتعب من أعلى الكومود ونظرت بعينيها التى مازالت مغمضه بعض الشئ فلم تستطيع الرؤيه بوضوح من شده الصداع .

- الو

اتاها صوت زوج والدتها بود 

-صباح الخير يا حبيبتي


اتسعت عيناها عندما ميزت صوته واعتدلت فى فراشها بلهفه 

-عمو فاروق ، ماما كويسه

طمئنها بحنان ابوى :اطمني يا بنتي ، ماما بخير وزى الفل ماتقلقيش عليها 


تنهدت براحه :الحمد لله 

-انا اللى كنت عاوز اطلب منك طلب وياريت ماتكسفيني

ابتسم لحديثه :انت تؤمر يا عمي 

فاروق بجديه :الحقيقه ابن اخويا اتصل بيه عشان كان محتاج لدكتور نفسي لاخت صاحبه ، هى بنت صغيره تقريبا فى مرحله المراهقه وعندها اكتئاب على مااعتقد ومحتاجة حد ثقه يقدر يفهمها ويستوعبها ويسمع ليها وانا مالقتش غيرك ، عشان عارف انك لا يمكن تتخلى عن حد محتاجلك


حبيبه بجديه :وانا تحت امرك يا عمو ويارب اكون قد ثقتك دي 

فاروق :انا بثق فيكي لابعد الحدود ومتأكد انك تقدرى تخرجي البنت دى من حزنها وتخليها تكمل حياتها 

حبيبه بقلق :هى ايه مشكلتها بالظبط

فاروق :والله يا بنتي اللى فهمته أنها فى حاله اكتئاب ورافضه تكمل حياتها ورافضه الكلام وكمان هى ثانويه عامه وماجله السنه ،هو ماقالش ايه السبب وراء ده كله ، انتى بقى بدورك وخبرتك تعرفيه وتحاولي معاها 


حبيبه بتفهم :أن شاء الله خير يا عمو وانا فاضيه مش ورايا حاجة ، وهتفرغ ليها مش تقلق وطمن ابن اخو حضرتك

فاروق بامتنان :مش عارف اقولك ايه يا بنتي ، ربنا يوفقك يارب ، يعنى ادى رقمك لاخوها يتصل بيكي وتتفقي معاه تشوفيها فين وازاى

حبيبه بجديه :اكيد يا عمو مافيش مشكله 

فاروق :طيب يا حبيبتي ، هو اخوها كابتن بهاء الكافي عشان لم يتصل بيكي تعرفيه

حبيبه : حاضر يا عمو ماتقلقش 

فاروق :خدي ماما معاكي اهى 

ناديه :ازيك ياقلبي ، عامله ايه

حبيبه :الحمد لله يا ست الكل ، انتى صحتك عامله ايه 

ظلت تثرثر مع والدتها عده دقائق إلى أن انهت المكالمه واغمضت عيناها مره اخرى لتستسلم للنوم خلال ثواني معدوده ..

**"*"*"*****

بعد مرور ساعتين عاد إلى المنزل مره اخرى فقد انهى مهتمه التى خرج من أجلها ، حدث سكرتيرته الخاصه وطلب منها إلغاء مواعيد اليوم وأنه لم يذهب للشركه اليوم ليظل جانبها فهو يخشى عليها بسبب ما حدث بالأمس ، قرر أن يظل جانبها ليشعرها بالأمان والطمأنينة التى افتقدتهم ، يحاول أن يخفف عنها ويستمع لها ويحتويها فهو يشعر بالتقصير فى حقها ..


عندما دلف لداخل الشقه وجدها مازالت نائمه ، اغلق الغرفه بهدوء وتوجه إلى المطبخ ليعد لهم وجبه الافطار وهو يتفنن ويستمع لصوت فيروز الذى يعشقه ويدندن معها بالغناء وهو يصنع الطعام بحب ..


وعندما انتهى من  اعداد الطعام وصنع النسكافيه ،حمل صينيه الطعام بعد أن وضع الصحون ومجات النسكافيه وحملها وتوجهه بها إلى غرفه النوم ، وضع الصينيه أعلى المنضده وقربها من الفراش بهدوء ، ثم جلس بجانب زوجته ليوقظها برفق وهو يطبع عده قُبلات أعلى وجنتها وجبينها لتفيق على لمساته الرقيقه. ..

شعرت بملمس شفتيه فتحت عيناها باتساع وجدته يبتسم لها بحب ويجذبها برفق لتستقر بحضنه الدافئ 

-صباحك سعيد يا مولاتي 

ابتسمت له وابتعدت عن احضانه وحدثته بنفس نبرته الحانيه :صباحك سعيد يا مولاى 

رفع حاجبه وارسل إليها غمزه : الفطار جاهز سموك

ارتفع صوت ضحكتها :انت خارج من كتاب الف ليله وليله ولا ايه 

ظل ينظر لها والابتسامه تعلو ثغره عندما استمع لضحكتها وظل شاردا بها يريد أن تظل بهذه الضحكه ، يريد أن يحمل عنها أي حزن ويبدله لسعاده من أجل رؤيتها تبتسم هكذا 

علمت ما يدور بداخله وارادت أن تطمئنه 

-ياسين أنا كويسه مش تقلق عليه ، امبارح كنت مضايقه شويا وخلاص 

تحدث بحنيه :حبيبتي انا اسف أن وصلتك لحاله امبارح ، أن فعلا السبب ، بعدت عنك بس انا وعده نفسي ما أن أول لم دخلتي حياتي وعهدت نفسي ماجبش سيره ندى ولا اتكلم عن الماضي واللى حصل فى الفيلا كان غصب عنى ، كنت فاكر بطمنك بس واضح أن كنت بضغط عليكي اكتر ، أنا انفعلت عليكي عشان مادخلتش الاوضه دى من يوم ماحسيت بحبك بينبض فى قلبي ، من قبل حتى ما اصارحك بحقيقه مشاعري ، أنا لم كنت بروح ازورها كنت بخبي عنك عشان ماتضيقيش ولا تفكري أن بزورها عشان هى لسه ساكنه قلبي ، خوفت على مشاعرك بجد بس ماكنتش اعرف ان مفضوح اوى كده وبتعرفي من غير مااقول 

حبيبه : صدقني اللى كان بيزعلني مش انك بتزورها فى قبرها ، لا ده حقك عليها وحق العشره اللى كانت بينكم وحق كل حاجه شاركتوها مع بعض مش حقي ازعل لكن وفي وبتوصلها حتى بعد مامتها بالدعاء أو الصدقه ، اللى كان بيزعلني بجد هو تغيرك بعدها واحساسك بالذنب اتجاهه ، اتمنيت تيجي تحكيلي ايه جواك وحاسس بيه مش تبعد وتاخد جنب لوحدك ، احنا اتعهدنا من اول يوم صارحنا بيه بحبنا أن نسمع بعض ونحكي لبعض كل حاجه بدون تردد أو خوف ، نقف جنب بعض فى الحلوه والمره   نكون روح واحده فى كل حاجه ومانخبيش حاجه عن بعض 


ياسين بحب :طيب ايه رايك نجدد الوعود ، اوعدك مش هخبي حاجه عنك بعد كده وكل حاجه تخص حياتنا هنتشاور فيها مع بعض ، واوعدك أن عمرى مااخذلك وافضل سند ليكي وحمايه وأمان 

ابتسمت بحب وعانقته بشوق : اوعدك نفضل مع بعض لاخر العمر وندخل سوا الجنه وايديك فى أيدي 

شدد من احتضانها وتنهد بقوه :مع بعض لاخر نفس ليا فى الدنيا 

يلا بقى نفطر ده انا عامل فطور ملوكي وعلى صوت فيروز كمان 

ايه رأيك تسمعي فيروز ولا ياسين

ابتسمت بحب :ياسين طبعا 

تنحنح بقوه وهندم ملابسه وهو يرسل إليها غمزه ساحره ونظر لسحر 

عيناها الاخذة ودندن لها بصوته العذب 

- اتحدى العالم كله وانا وياك 

واقول لدنيا بحالها إن أنا بهواك

انت حبيبي وقلبي وروحي معاك 

قرب ليا وسبني اعيش احساس هواك

انا عشقي ليك عشق القمر لنجمه والليل والسهر

وشوقي ليك فوق الخيال ، فوق احتمال كل البشر 

اتحدى بيك كل الوجود وياك اكون او لا اكون ..


على صوت ضحكتها :بس دى مش اغنيه فيروز

قبلها بشوق ثم ابتعد عنها :مش مهم لمين المهم المشاعر توصل


ابتعد عنها برفق وبدأ فى اطعامها وتدليلها بحب ، تبادلو أطراف الحديث معا وارتسمت الابتسامه على محياهم وشعور بالأمان والسعاده تغزو قلبهم ...


انتشلهم من اللحظات الرومانسيه التى يعيشونها الان ، صوت رنين جرس المنزل .

ياسين باستغراب : مين هيجي دلوقتي 

حبيبه :ماعرفش ، تعالى نشوف مين 

ياسين :لا انتى اجهزي عشان هنخرج ، أنا اديت نفسي اجازه وهنقضي اليوم سوا

هسرب بقى اللى على الباب .

اومت له بالايجاب .

وتوجهه هو لفتح باب المنزل .

عندما فتح الباب تفاجئ بوجود شخص غير متوقع قدومه 

ياسين بصدمه : سيف ..


الفصل الخامس والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close