أخر الاخبار

رواية الوشم الحرب الداميه الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة مجدي

       


 رواية الوشم الحرب الداميه 

الفصل السابع عشر 17 

بقلم سارة مجدي




كان جميع من فى القاعه الكبيره فى حاله قلق و خوف و الجميع يفكر فى حل لمًا يواجهونه أن الأمر ليس سهلًا أبدا .... فكل من ذكرتهم أرجوان ليس سهل التعامل معهم أن لديهم قدرات خاصه عاليه و متمكنين منها جيدا فكيف لهم أن يواجهوا  الدخان و الظل و السراب ... كيف يواجهوا  أشياء لا يستطيعوا  رؤيتها أو الإمساك بها
كان كل منهم غارق فى أفكاره دون أنتباه لتلك التى تنزف عينيها كرات من حصا ... و هذا دليل سيء جداً على أن حالتها الصحيه ليست بخير
فى تلك اللحظه أقتحم الغرفه باز بجسده الضخم ... و تلك الدماء التى مازالت موجوده على جبينه و هو يقول
-فاروق أخذ الطفله ... ياديكون لم يمت
ألتفت الجميع إليه بصدمه و اندهاش و لكن أدولف قال بهدوء قدر استطاعته
-بولو و ليس ياديكون
ثم أقترب منه و قال باستفهام
-أين رهف ؟
-ذهبت بها إلى غرفتها مباشره أنها متعبه بشده و كان من الضرورى جعلها تنام
أومئ أدولف بنعم و غادر سريعاً ليطمئن عليها ... دون أن ينظر و لو نظره خاطفه نحو أرجوان .. توجه باز إلى مجلس الجميع لتقابله ماذى بقلق و خوف واضح بشده فى عيونها ... أجلسته على أحد الأرائك و طلبت من أحد الخدم إحضار أدوات التعقيم
تراجعت أرجوان بضع خطوات للخلف وبجوار الحائط مباشره جلست على ركبتيها و يديها فوق فخذها تنظر أرضا بصمت
******************************
دخل إلى الغرفه ينظر إليها بأشفاق ... يرى آثار دموعها فوق وجنتيها و الإرهاق الواضح على ملامحها شهقاتها التى تخرج منها من وقت لآخر و أنتفاضه جسدها 
أخذ نفس عميق بضيق شديد و هو يفكر فيما تعرضت له تلك الفتاه من يوم أكتشافها لسر الوشم و ما مرت به من أحداث مؤلمه و مخيفه و الآن كتب عليها ألم من نوع جديد ... ألم إحتمال فقد صغيرتها .. الذى لا يعلم الأن ما هو حالها أو ماذا يفعلون بها ... و لكن عليه أن يتحرك بسرعه وعليها أن تستوعب الموقف قبل وصول الملك توان حتى يتحركوا فى أسرع وقت
**************************
تجلس معه بأحد المطاعم التى تطل على إحدى الأماكن الأثرية الشهيره فى تلك البلد
-كيف ستأكلين بذلك الوشاح الذى يغطى وجهك؟
سألها بهدوء شديد وابتسامة بسيطة .. ظلت صامته تنظر إليه من خلف وشاحها لعدة ثوان ثم تراجعت تستند بظهرها إلى الكرسى و قالت
-لن أكل ... حين أعود إلى المستشفى سوف أتناول وجبة العشاء هناك
شعر بالندم لكلماته التى لم يقصدها ... فاقترب قليلاً و هو يضع ذراعيه على الطاوله
-أعتذر منكِ لين أنا لم أقصد ... و لكننى حقاً أتقبل ملامحك و لذلك أريدك أن تتمتعى بحياتك دون قيود
-أعلم دكتور أديب ... و لكن أنا لا أستطيع تقبل ما أنا به .. و لا ذلك الأثر الذى أصيبت به بسبب جهلى و غبائى و مشاعرى المراهقه
قالتها لين بهدوء شديد ليقول من جديد
-هل أحببته حقا ؟
—لا ... كنت أشعر بالفضول بالأقتراب من ذلك الوسيم الذى يدور حول صديقتى .. كنت أود أن أخبرها أنه تركها ووقع صريع هوايا
صمتت لثوان ثم قالت
- رهف صديقتى الوحيده .. صداقه عمل و دراسه .. كنت كل شئ فى حياتها من يومها وحيده .. و بسبب طبعها الهادئ لم يكن لها أصدقاء ... و كانت ترانى عائلتها و كل شيء لها .. لماذا أردت خيانتها بتلك الطريقه لا أعلم سوى أننى أستحق كل ما حدث لى من ذلك الشخص و أكثر
كان يستمع إلى حديثها و من داخله حزن شديد عليها و على طريقة تفكيرها فى نفسها خاصه بعد أن أكملت قائله
- اعتقد  لأنى كنت طول عمرى وحيدة ايضا وابدا لم اجد من يحبني وربما لانني شغرت بالغيرة حين اقترب منها ونسيت تمامًا  انها صديقتي التي اعلم جيدا انها على استعداد للفداء بروحها من أجلي
صمتت مختنقه بدموعها ليمد يديه يمسك خاصتها و قال
- يكفى شعورك .. و يكفى إنكِ تعلمتى من أخطائك و القدر سمح لكِ بفرصه جديده لتعويضها  
نظرت إليه باندهاش ثم قالت ببعض السخريه
- تعويضها ! ألا تعلم أننى هنا على نفقتها و نفقة زوجها ... ألا تعلم أنها تعتذر لى كل يوم و كأنها هى من فعلت بى هذا و ليست نفسى التى لم تفكر فى صديقة عمرها و لا ماذا سيحدث أن خسرتها
لم يجد كلمات يقولها لها تهون عليها ... فهى تشعر بتلك المشاعر لأنها بالأساس إنسانه جيده
- سوف أطلب شطيره مميزه جداً و أنا موقن من أنها ستنال إعجابك ... ممنوع الأعتراض
قال كل ذلك بمرح و لكن آخر كلماته قالها بأمر جعلها تبتلع كلمات الأعتراض ... و قررت الأستسلام و لو قليلاً له
~~~~~~~~~~~~~~~~~
عاد أدولف إلى مكان جلوس المجموعه ليقف عند الباب مصدوم من جلسة أرجوان أرضا و القاعه فارغه من أى شخص آخر  أقترب منها بهدوء وجلس أمامها ينظر إليها باندهاش و صدمه لم ترفع رأسها لم تنظر إليه فنطق أسمها بصوت منخفض لتنظر إليه بهدوء شديد و أستسلام يثير بداخله كل مشاعره الرجوليه ليحاول بكل طاقته إخراجها من تلك الحاله التى تثير جنونه
- لما تجلسين هنا ؟ و بتلك الطريقه ؟  
ظلت صامته لعدة ثوان ثم قالت
- أنتظر أوامرك سيدى
خيم الصمت عليهم لعدة ثوان حتى قال ببعض العصبيه
- لماذا تتصرفين بتلك الطريقه ... أنا لا أتحملها
ظلت صامته لعدة ثوان ثم قالت بنفس الأستسلام
- ماذا علي أفعل سيدى ... أنا بخدمتك
الصدمه المرسومه على وجهه جعلتها تشعر بالخوف و القلق أن تكون أخطأت وقبل أن تقول شىء قال هو
- سوف أحررك
ليكون من نصيبها الأن الصدمه و الاندهاش و لكن الأكثر من ذلك هو الخوف ليندهش من تلك المشاعر الظاهره على وجهها ليقول باندهاش أكبر
- لِما أرى الخوف واضح فى عينيك و من المفترض أن أرى السعاده
- أنا لا أريد أن أتحرر سيدى .... أنا خلقت لهدف و حين ينتهى هذا الهدف سوف أختفى الي الابد  إذا رغبت بهذا سيدى
كاد أن يجيبها حين دلف دِلير إلى القاعه و هو يقول
- حادث جديد أدولف
ليقف أدولف و هو يقول
- أين ؟ و كيف ؟
و أشار لها أن تقف و تلحق به و بالفعل خرج الثلاث من القاعه ليقابلهم باز و ماذى و توجهوا جميعاً إلى مكان الحادث
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تجلس على سريرها بداخل غرفتها بالمستشفى تستمع لكلمات السيد شوقى و على وجهها إبتسامة سعاده كبيره من أجل ذلك الرجل طيب القلب ... و أيضاً بسبب كلماته التى تزرع داخل قلبها بعض الأمل فى الحياة و إن هناك دائماً فرصه لتحقيق الأحلام و لو بعد حين
- هل تعتقدين أنها ستوافق على الزواج بى ؟
- و لماذا ترفض ؟
قالتها باستفهام ... ليبتسم ببعض الحزن و هو يقول
- لقد أكملت الستون منذ أربع سنوات و هى مازلت فى الخامسه و الأربعون
ابتسمت لين و لم تجيب لينظر إليها و قال بأقرار
- سترفض أليس كذلك
- لما سأرفض ... هل يأتى للإنسان عاقل فرصه جيده و يرفضها
ألتفت خلفه ليجد تانسو تقف أمامه بابتسامتها الهادئه التى خطفت قلبه من أول لحظه ليقول بشك
- أذا تقبلين الزواج بى ؟
أومئت بنعم مع تلك الإبتسامه الرقيقه التى لا تفارق وجهها ليقول أديب من خلفها
- يا لها من أفكار تثير الرغبه فى الزواج .. أنا أيضاً أوافق
لينظر إليه شوقى باندهاش و قال
- موافق ؟ ماذا تقصد ؟
أقترب أديب خطوتان و قال
- بعد غد موعد الجراحه الخاصه بلين .. و أريد أن تكون فى هذا الوقت زوجتى
وقع هذا الكلام على الجميع بين صدمه و اندهاش و رفض تام و ترجمت ذلك الرفض قائله
- الطبيب الوسيم يشفق على مريضته و يقرر رفع معنوياتها بتمثيل الحب
- إذا كنت أريد التمثيل و الكذب و الأشفاق ... كنت أخبرتك أننى أحبك و سوف أنتظر الجراحه و نتيجتها حتى أقرر الأرتباط بكى و لكننى أريدك زوجه لى لين و اليوم قبل أن يحدث أى جديد فى حالتك
أجابها أديب بقوه و ثقه لتنحدر تلك الدموع الحبيسه داخل عينها السليمه فوق وجنتيها ليقترب هو خطوه و قال
- غدًا سوف نقيم حفل زفاف بسيط السيد شوقى و الممرضه تانسو و الطبيب أديب و الآنسه لين
و ألتفت ليغادر بعد أن غمز للسيد شوقى بمرح
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصلوا لمكان وقوع الحادث الجديد ليجدوا جثه مقطعه كما أعتادوا و أن تلك المره بدون رأس و بجانبها كتب بالدماء
(( نهايه الأرض ... بدايه جديده ... عالم جديد ))


                     الفصل الثامن عشر من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close