أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام الفصل السابع والاربعون 47بقلم جوهرة الجنة

            

رواية لقد عادت من اجل الانتقام 

الفصل السابع والاربعون 47

بقلم جوهرة الجنة



دخلت مجددا لغرفة الملابس و لاحظت وجود باب اعتقدت أنه يؤدي للحمام، لكن ما إن تذكرت أن الحمام به باب واحد أسرعت نحو ذلك الباب فاتحة إياه لتتلقى الصدمة. 


وعد بدهشة: اللعنة ما هذا.


وجدت وعد غرفة صغيرة تكاد تتسع لشخص واحد و  جدرانها  مليئة بصور إمرأة، و عندما دققت فيها اكتشفت أنها صور جدتها المتوفاة زوجة سليم،و أسفله يوجد صورة كبيرة تغطي الأرضية


وعد :يبدو أن هذه العائلة لديها هوس بعائلتنا...هذا لا يهم يجد أن أنفذ مهمتي الان.


انحنت وعد تبعد تلك الصورة، فظهر باب صغير  فتحته كما فتحت باب المطبخ، و وجدت علبة بها الهاتف الذي بحثت عنه، و أيضا بعض الملفات التي تتبث جميع جرائم الزعيم.


وعد: رغم أنني لا أحتاج لهذه الملفات لأنك في جميع الحالات ستموت لكن هذا لا يعني أنني لن أستغلها.


سجلت وعد الأرقام التي حصلت عليها في هاتفها و أعادت الهاتف للعلبة و رمقت تلك الملفات بنظرة أخيرة قبل أن تغلق الباب قائلة: سأعود لك عما قريب.


أغلقت وعد باب تلك الغرفة، و وجدت أن الوقت مر بسرعة، و أمامها ثلاثين ثانية فقط لتخرج، و سمعت صوت خطوات أتية نحو الغرفة، فلم تجد أمامها أي حل سوى أن تقفز من شرفة الغرفة إلى شرفة الغرفة المجاورة، و لم تتردد في تنفيذ تلك الخطوة، و غامرت بحياتها، و كادت أن تسقط أثناء قفزها لولا رغبة الله في منحها فرصة ثانية للحياة.


وعد براحة: الحمد لله نجوت منها هذه المرة... يجب أن أغادر بسرعة.


تسللت وعد من تلك الغرفة بعد أن انطفأت أضواء القصر و تسللت للخارج مثلما دخلت دون أن يشعر بها أحد و استقلت دراجتها عائدة للقصر.


باك


عادت وعد من شرودها، و اتجهت ناحية ممر سري خرجت منه تفاديا أن يراها أحد في هذا الوقت المبكر. في غرفة الشباب استيقظوا على اتصال من اللواء يأمرهم بالحضور في أسرع وقت فتجهزوا و ذهبوا جميعا.


أدى الشباب التحية العسكرية قائلين: أوامرك سيدي.


اللواء: تفضلوا اجلسوا.


دعاء: صباح الخير يا شباب.


الشباب: صباح الخير.


دعاء: في الحقيقة أنا من طلبت حضوركم في هذا الوقت.


فهد: لماذا هل يوجد جديد في القضية أم أنكم وجدتم ألفريدو.


دعاء: تهريب ألفريدو هدفه تشويشنا عن القضية و لكن نحن لن نسمح بهذا أن يحدث.


رعد :قصدك أنك شكي كان صحيحا و ألفريدو على علاقة بالزعيم.


دعاء: بالضبط و هو من هربه.


سيف: و لكن لماذا لم يقتل ألفريدو في السجن فالمعروف عن المافيا يقتلون من يشكل خطرا عليهم.


زين بجدية: أنت محق و لكن ألفريدو شخص مهم في المافيا و محاولة قتله قد تسبب لهم المشاكل فمثلا قد يكون لديه أدلة ضد أعضاء المافيا ليضمن حياته.


دعاء: هذا رأيي أيضا و يجب علينا نحن أن نتصرف و نوهمهم أنهم شتتوا تركيزنا على القضية.


اللواء: جيد و لكن هل علمتم موعد العملية.


دعاء: أجل سيدي بعد يومين.


سيف بدهشة: بهذه السرعة.


دعاء: أخبرتكم أنه سيستغل تركيزنا على ألفريدو خاصة أنه لا يعلم بشكنا في علاقتهم مع بعض فقرر أن يقوم بالعملية في أسرع وقت.


اللواء: أريد منكم أن تشتغلوا بذكاء يجب أن نتخلص من هذا الموضوع في أسرع وقت لأنني حقا مللت من هذه القضية.


زين: لا تقلق سيدي كل شيء سينتهي عما قريب.


اللواء: أتمنى هذا... يمكنكم المغادرة الان و البدء في تنفيذ الخطة.


أدى الشباب التحية العسكرية و خرجوا يمثلون أمام الجميع أنهم يبحثون عن ألفريدو حيث الجواسيس سيوصلون تلك المعلومات للزعيم السعيد بنجاح خطته و لا يعلم ما يحدث من وراءه.


مضى يومين بسرعة و لكن بهدوء و أتى اليوم الذي لطالما انتظره الزعيم، حيث كان في مكتبه يجري العديد من الاتصالات الخاصة بالعملية عندما دخل عليه أيمن.


أيمن: ماذا حدث يا والدي.


الزعيم: كل شيء بخير.


أيمن: و ماذا عن الشرطة و فريق النمور.


الزعيم: تركيزهم في هذه الأيام منصب على ألفريدو لدى لا تقلق.


أيمن: حقا أستغرب كيف خدعوا بهذه السهولة و تشتت إنتباههم رغم أني أشك في الموضوع أحيانا.


الزعيم: كنت سأوافقك الرأي لكن عندما يتعلق الموضوع بوعد نستطيع خداعهم.


أيمن بعدم فهم: ما دخل وعد بالموضوع.


الزعيم: هروب ألفريدو يعني أن حياة وعد مهددة بالخطر لدى ستصبح من أولويات الشرطة حمايتها نظرا لمكانتها.


أيمن: أنت محق هيا بنا إذن لقد اقترب الموعد.


الزعيم: هيا بنا.


خرج الزعيم و أيمن يرافقهم مانويل متجهين نحو المكان الذي ستتم فيه العملية، و قاموا بوضع أقنعة على أوجههم، و لم يلاحظ أحدهم خروج الحارس الذي يشتغل جاسوسا لوعد، و ابتعاده عن ذلك القصر.


استقل الزعيم سيارته، و خلفه جيش من الحرس و حافلة كبيرة ، و ساروا لمدة ساعة، و وصلوا لمنزل مهجور في منطقة قاحلة لا يوجد بها أحد، فنزل الجميع من السيارات تزامنا مع الأعضاء الاخرين من تلك العملية، فدخلوا لذلك المنزل و ظل الحرس في الداخل و لم يلاحظوا رجال الشرطة اللذين يحيطون المكان ينتظرون إشارة من دعاء للهجوم.


العضو الأول: هل الشحنة جاهزة.


الزعيم ببرود و غرور: بالتأكيد بالزعيم لم يسبق له أن يخلف باتفاقياته.


أيمن ببرود: نحن من يجب علينا أن نسألك إن كان المبلغ جاهزا.


العضو الثاني: لا تقلق المبلغ كامل فنحن أيضا لا نخلف باتفاقنا.


الزعيم: إذن لنبدأ.


في الخارج كان الضباط ينتظرون إشارة وعد، فقال فهد: ألن نتحرك بعد.


دعاء:فور أن يبدأوا تبادل الشحن سنتحرك.


رعد: لقد خرجوا الأعضاء من المنزل.


دعاء: حان الوقت... لا إله إلا الله... هجوم.


تفاجئ الزعيم و من معه بمحاصرة الشرطة لهم ما لبثوا أن هجموا عليهم يتبادلون الرصاص بينما احتمى الزعيم و أيمن و الأعضاء داخل المنزل و في لحظة غفلة من الجميع رمى أحدهم قنبلة داخل المنزل مما أدى لإنفجاره و ألقى البعض حتفه إثر الإنفجار بينما الباقي مات أثناء تبادل الرصاص و لم يتبقى منهم سوى القليل الذي تم إلقاء القبض عليهم. 


استقل الجميع سياراتهم و اتجهوا نحو مركز المخابرات ثم اجتمع الشباب و اللواء في غرفة التحقيق وكان مانويل يجلس في مقعد وهو يبتسم كأنه سعيد. 


دعاء نعم يا مانويل هل لديك ما تقوله. 


مانويل ببرود ماذا تريدون أن أقوله. 


اللواء :مانويل لا تغضبنا قل أين هو الزعيم.


مانويل بابتسامة :الزعيم انفجر لم يعد له أي وجود.


زين :هل تقصد أنك من فجرت المكان.


مانويل :أجل.


فهد :لماذا و أنت أكثر شخص يثق به الزعيم.


مانويل بحقد: ذلك الحقير لا يثق بأحد و لا يحب أحدا غير نفسه... الزعيم مستعد للتضحية بأبناءه مقابل مصالحه... ذلك الحقير كان دائما يستغلني و يصب غضبه بي... حتى الفتاة التي أحببتها حرمني منها... اغتصبها بوحشية و سلب منها روحها و أنا قتلته و انتقمت لها... الزعيم لم يعد له وجود.


ضحك مانويل بجنون، و أصبح يقول كلمات غير مفهومة، فقالت دعاء :يبدو أنه فقد عقله من الأحسن أن نحضر له طبيبا لنتأكد من هذا.


اللواء: هيا بنا نخرج و سأمرهم بإحضار الطبيب. 


اتجهوا نحو مكتب اللواء و جلسوا ليتناقشوا حول القضية.


اللواء: إن كان كلام مانويل صحيحا فهذا يعني أننا تخلصنا من الزعيم.


سيف: و ماذا عن عائلته.


اللواء: سنرى حالة مانويل و منه نستطيع معرفة هوية الزعيم و عائلته.


فهد: لولا ذلك القناع الذي كان يرتديه كنا سنعرف من هو.


زين: سنكتشف هويته ما دمنا استطعنا الوصول له حتى شركاؤه في المافيا تعرضوا لحادث و ماتوا.


اللواء: ماذا حدث لهم.


زين: اجتمعوا في مكانهم السري و كان أسفل مخزن للحديد و كان هناك قنينة غاز في ذلك المكان و ماتوا بعد أن تسرب الغاز و احترق المكان عندما أشعل أحدهم السيجارة.


علي: الله يزجي كل أحد على أعماله.


اللواء: لكن هناك سؤال يشوش تفكيري.


دعاء باستغراب: ما هو هذا السؤال.


اللواء: هل كنتم تعلمون أن مانويل سيفجر المكان.


رعد: لا سيدي و لكن لماذا هذا السؤال. 


اللواء: خطتكم في الهجوم كانت أن تحيطوا بالمكان من جميع الجهات و لا تسمحوا لأحد بالهروب لكن لا يحاول أحد أن يقترب من المنزل حتى تلقوا القبض على الجميع و هذا ما يحيرني.


زين: هذا السؤال دعاء وحدها من تستطيع الإجابة عليه.


دعاء: أنا لم أكن أعلم أن مانويل يخطط تفجير المنزل عندما يكون الزعيم بداخله لكني علمت أنه أحضر قنبلة فاستغربت و شككت في الموضوع و وضعت الخطة بهذه الطريقة كإحتياط لأي شيء يحدث.


اللواء: رغم أنه كان عليك إخبارنا بالموضوع لكن فوزكم يكفي ليغفر لك هذا الخطأ.


طرق الباب في هذه اللحظة فسمح اللواء للطارق بالدخول إذا بالضابط المكلف بإحضار الطبيب لمانويل يدخل و يؤدي التحية.


اللواء: هل أحضرت الطبيب.


الضابط: أجل سيدي لقد كشف على المتهم و اتضح أنه مريض نفسي يعاني من انفصام في الشخصية.


اللواء: و ماذا أخبرك الطبيب عن علاجه..


الضابط: قال أنه يحتاج لمدة طويلة حتى يتعالج لكن هناك شيء يجب أن تراه.


اللواء: ما هو.


أعطاه الضابط ساعة يد و قال: لقد وجدنا معه هذه الساعة و حسب نوعها فإنها غالية جدا و يمكننا معرفة عدد الأشخاص الذين يمتلكون هذا النوع.


اللواء: هذا جيد أريد جميع المعلومات عن صاحب هذه الساعة.


الضابط: أوامرك سيدي.


اللواء: يمكنك المغادرة و أنتم أيضا تستطيعون المغادرة مهمتكم انتهت.


خرج الشباب و اتجهوا إلى المرآب فصافح الجميع دعاء يودعونها و قال فهد: تشرفت بالعمل معك و أتمنى أن نلتقي مجددا.


سيف: لندع القدرهو من يقرر ربما نجتمع في قضية جديدة.


دعاء: أنا لا أنتظر القدر أو الصدف إنما أخلقها... إلى اللقاء القريب.


رمقت دعاء رعد بنظرة غامضة للجميع سوى رعد و قال سيف: حقا هذه الفتاة غريبة جدا.


رعد ببرود: هيا بنا نذهب.


وصل الشباب للقصر في تمام الساعة العاشرة صباحا، و زف لهم فهد الخبر السعيد كونهم نجحوا في المهمة، و إحتمال أن يكون الزعيم مات، ثم صعدوا لغرفهم ليناولوا قسطا من الراحة.


في قصر الزعيم كان رامي، و ابنة عمه يجلسون في إنتظار عودة جدهم، و قد بدأ القلق يتسرب لقلبهم رغم أن أشخاصا مثلهم يثيرون الشك في عقول الناس إن كان لديهم قلب.


الفتاة بنفاذ صبر: رامي أنا حقا مللت من الإنتظار .


رامي: كأنني مرتاح الأن... أنا أيضا لم أعد أستطيع الإنتظار لكن هذه أوامر الزعيم.


الفتاة: لما لا تتصل بهم.


رامي: يبدو أنك جننت أم تريدين موتي... جدي أثناء عمله يكره من يتصل به فما بالك بأهم صفقة في حياته.


الفتاة: إن كنت أنت خائف فيمكنك أن تظل في المنزل أما أنا فسأخرج و لا أحتاج لإذن أحد.


رامي: انتظري هاتفي يرن لا بد أن يكون جدي... نعم من معي.


المتصل: سيدي أنا حارس الزعيم.


رامي: حقا و أين هو الزعيم.


المتصل: سيدي عندما كنا نتبادل الشحن أحاطت بنا الشرطة بقيادة فريق النمور من كل مكان و عندما حاول الزعيم الهرب دخل للمنزل لكنه تفجر.


رامي بصدمة: أتقصد أن جدي حدث له شيء سيء و أبي..


المتصل: للأسف سيدي لقد كان الإثنان داخل المنزل عندما إنفجر.


رمى رامي هاتفه في الأرض بقوة حتى إنكسر و قال بغضب: اللعنة عليكم يا عائلة العلمي.


الفتاة: رامي ماذا حدث.


رامي: لقد إنفجر المنزل بوالدي و جدي و كل هذا بسبب عائلة العلمي.


الفتاة بعدم تصديق: رامي أنت تقوم بمقلب معي كي لا أخرح أليس كذلك.


رامي: و موضوع مثل هذا أستطيع أن أضحك فيه في نظرك.


الفتاة بغضب : اللعنة كله بسببها... وعد هي السبب... منذ عادت و هي تسبب لنا المشاكل... بسببها الأن سنخسر جميع أموالنا... لا لا لن يحدث هذا أليس كذلك يا رامي. 


رامي بتوعد: أجل بسببهم خسرنا كل الأموال و أنا سأسلبهم حياتهم و أخذ أملاكهم.


في قصر وعد، و بعد ثلاث ساعات استيقظ الشباب، و تناولوا الغذاء رفقة العائلة، ثم جلسوا في ساحة القصر يحتسون الشاي، و يتسامرون غير عالمين بما يخطط لهم القدر.


رعد بابتسامة: ماسة كيف حالك الأن.


ماسة بابتسامة: أنا بأفضل حال و بدأت أشعر بالتحسن.


مراد: ماستي قوية و ستتحسن بسرعة.


رفع أحمد حاجبه قائلا: ماستي ..منذ متى أصبحت ماستك.


مراد بحب: منذ اللحظة التي خلقت و وقعت عيني عليها.


اكتست الحمرة وجنتي ماسة، بينما نسرين نزعت حذاءها و أرسلته جهة مراد، و كما المعتاد في حذاء الأم لا يخطأ هدفه و قد أصاب مراد في صدره.


مراد بألم: اااه يا أمي لماذا ضربتني.


نسرين: لأنك قليل التربية أحرجت الفتاة أمامنا و أيضا لم تخجل من التغزل بإبنة عمك أمامنا.


مراد: ما ذنبي إن كنت صريحا و أيضا لقد أجبت عن سؤال عمي فقط.


نسرين: يبدو أن الضربة الأولى لم تؤثر بك.


مراد: من قال هذا الكلام لقد أثرت و كثيرا حتى أنني لن أتحدث مجددا.


ضحك الجميع عليهم إلا وعد التي أتتها رسالة في هاتفها فقامت و قالت: ماسة هيا إلى غرفتك يجب أن ترتاحي.


كانت ماسة تشعر بالقليل من التعب لدى لم تجادل وعد، و رافقتها لغرفتها لكن الموجودة في الطابق الثاني، و رافقهم ياسمين و يزن حسب طلب وعد.


وعد بابتسامة: ماسة حبيبتي أنت إرتاحي و ياسمين و يزن سيبقون معك حسنا.


ماسة و يزن: حسنا.


اكتفت ياسمين بإيماءة برأسها، فقالت وعد: جيد إذن سأدعكم وحدكم لكن إياكم أن تتعبوا ماسة فهي لا زالت مريضة.


نزلت وعد للأسفل بملامح جامدة، و قالت :جدي حان الوقت.


سليم بجدية: هل وصلوا.


وعد: أجل.


جودي: من الذي وصل.


وعد: ثواني و ستعرفون من وصل.


جاك في نفسه: لست مطمئنا لك يا وعد... أخر مرة صدمتنا بزواجك و الأن ما هي مفاجئتك يا ترى.


اقتحم القصر عدة رجال يتوسطهم خمس أشخاص مقنعين مغكونين من أربع رجال و فتاة، فأخرج الشباب أسلحتهم و وجهوهم نحوهم مستعدين لأي هجوم.


كريم: من أنتم و لماذا اقتحمتم القصر بهذه الطريقة.


المقنع الأول: ما بك يا صديقي لما أنت مستعجل.


كريم: لا أعرف لما أشك أنني أعرف هذا الصوت.


أحمد ببرود: لا تشك بل تأكد فالخائنون لا يمكننا نسيانهم.


عمر بتساؤل: هل أنت تعرف من هؤلاء يا أحمد.


سليم: هؤلاء أيمن و صديقي أو والد أيمن إسماعيل أو ربما الزعيم أفضل.


إسماعيل بضحك: لقد كشفتني إذن لا داعي لهذا القناع.


أزال الجميع القناع، فظهر كل من ألفريدو و إسماعيل و أيمن و رامي و جيسي، ففتح الجميع أعينهم بصدمة سوى وعد و صقر و رعد و سليم و حسن و أحمد الذين كانوا على علم بالموضوع من قبل.


معتز :فليشرح لنا أحدكم ماذا يحدث هنا.


حسن: إسماعيل هو الزعيم و هو السبب في كل مشاكلنا.


إسماعيل: يبدو أنني إستهونت بكم كثيرا و رغم معرفتكم لهويتي مثلتم علي.


رعد ببرود :ماذا تريد الأن. 


إسماعيل بحقد: أنت بالذات أكثر شخص أتوق للتخلص منه...  بسببك و بسبب فريقك خسرت أهم صفقة في حياتي و كدت أموت لولا دخولي لذلك الممر تحت الأرض.


زين ببرود :و هل تظن أن الحظ سيقف معك مجددا و يساعدك لتهرب.


رفع إسماعيل سلاحه في وجههم و قال: و هل تظن أني غبي لأؤمن بالحظ... أنا هنا الأن لأتخلص منكم.


أحمد :أنتم لستم رجال تحتمون خلف الحراس و لا تستطيعون مواجهتنا لوحدكم.


أيمن بغضب :أنا رجل غصب عنك و سأريك هذا عندما تراني كيف أتمتع بحبيبتك أمام عينيك.


حاول أحمد أن يهجم عليه لكن رعد منعه عندما لاحظ استعداد الحرس للهجوم، فقال أحمد :دعني يا رعد كي أريه كيف يتوقع أن يقترب من شيء ملكي.


أيمن بابتسامة :دعه يا رعد كي يرى كيف سيكون السبب في موت والده ما إن يتحرك.


نظر أحمد لوالده وجد أحد الحرس يوجه سلاحه له من الخلف.


لمياء :وعد أريد أن أعلم كيف دخل هؤلاء الأغبياء رغم وجود عدد كبير من الحرس.


جيسي: أنا سأجيبك... وعد اعتقدت أنها تخلصت منا فأوقفت نظام الأمن و حتى الحرس أخذ عطلة و يوجد عدد قليل في الخارج تخلصنا منهم... أليس كلامي صحيح يا وعد.


رعد ببرود :من تقصدين بوعد.


رامي: يبدو أن الصدمة أثرت على رعد لدرجة أصبح في أول مراحل الجنون.


رعد بابتسامة و خبث :و لما لا تقول أنكم من جننتم أما أنا فأقول ما أره.


ألفريدو :و ما الذي تراه.


رعد :أرى انخداعكم بسهولة لدرجة لم تعرفوا وعد الحقيقية. 


إسماعيل: لا داعي للف و الدوران أدخل صلب الموضوع مباشرة.


كاد رعد أن يتحدث لكن قاطعه صوت صدح في المكان، و لأول مرة يسمعه، فاستدار ناحية الدرج ليرى ياسمين تقف، و تضع يدها على رقبتها.


رعد بصدمة: ياسمين.


ياسمين بصوت جاهدت لإخراجه: ماما.


جودي بدهشة: ياسمين لقد تحدثت الأن.


نظر الزعيم لإبنه بخبث فبادله أيمن نفس النظرة و قال بعبث: يبدو أن هذه الصغيرة غالية جدا.


نظر له الجميع بشراسة فحتى لو لم تكن ياسمين من صلبهم لكن خلال الفترة القصيرة التي قضتها رفقتهم كانت كافية لتتملك قلوبهم.


ألفريدو بضحك: يبدو أن أيمن كان محقا و ما دمتم متعلقين بها لهذه الدرجة إذن لما لا نستمتع بها أم أن لك رأي أخر يا زعيم.


إسماعيل: بالعكس أي شيء سيؤذيهم مستعد لأستغله... أحضىرها.


أشار إسماعيل لأحد رجاله ليحضر ياسمين ، فأسرع في تلبية طلبه، و حاول الجميع التحرك لكن لم يتمكنوا من ذلك بسبب الأسلحة الموجهة نحو رؤوسهم، و قبل أن يصل ذلك الرجل لياسمين تلقى رصاصة في كتفه، مما أفزع الجميع و استداروا جميعا نحو الباب و وجدوا دعاء توجه سلاحها نحو الزعيم.


دعاء ببرود: لا أحد يتجرأ أن يلمس ابنتي... صقر.


صقر: أوامرك.


لم يستوعب أحد صدمة كون ياسمين ابنة دعاء ليصدموا بذلك الجدار الذي ظهر و فصل بينهم و بين الدرج حيث كانت تقف ياسمين.


إسماعيل بغضب :اللعنة ماذا فعلت أمسكوها.


دعاء: و أخيرا القليل من المتعة.


ضغطت دعاء على زر في خاتمها فظهر جدار دائري من الزجاج المضاد للرصاص و أحاط بالعائلة سوى رعد و زين و صقر و دعاء.


دعاء بحماس: هيا بنا يا شباب.


بدأ الأربعة يقاتلون بكل حماس، و يظهر الاستمتاع على أوجههم كأنهم يلعبون، و لكن الرجال كانوا كثيرين، و قوة الشباب بدأت تضعف لكن ظهر حراس وعد الذين أسرعوا في التحكم في الوضع، و تخلصوا من رجال الزعيم، كل هذا و العائلة يشاهدون ما يحدث برعب خاصة النساء الذين بدأن في البكاء.


نظر الزعيم برعب لرجاله الذي لم تعد ملامحهم تظهر، فرفع سلاحه ناويا قتل رعد، و لكن دعاء كانت الأسرع عندما ركلت يده و وقع السلاح على الأرض.


دعاء: ليس بعد الأن.


إسماعيل بغل: من أنت.


دعاء بهمس في أذنه: سيأتي يوم ستطلب أن اغفر لك و لن اغفر.... اقسم بالله العظيم أن نهايتك ستكون على يدي..... اقسم أني سأهرب من سجنك.... انا وعد اقطع على نفسي وعدا أني من سيدمرك..... سترى غضبي.... سترى دمارك على يد الأفعى.


إسماعيل: مستحيل ...أنتم اثنتين... لا لا يمكن.


دعاء ببرود: لوسيو خدهم إلى الغرفة.


أمسك الحرس بإسماعيل، و رفقاءه رغم مقاومتهم، و أنزلوهم للأسفل، فقامت دعاء بإزالة الجدار، فأسرع الشباب يهدأون النساء، أما دعاء فاتجهت للدرج حيث تجلس ياسمين تبكي فضمتها لحضنها.


دعاء بحنان: حبيبتي إهدئي ...أنا معك الأن.


ياسمين ببكاء: ماما.


دعاء: يا روح أمك... و أخيرا سمعت صوتك يا أميرتي.


حملتها دعاء و صعدت لغرفتها، و ظلت معها حتى نامت ثم نزلت للأسفل و نظرة عينيها لا تبشر بخير.


رعد: حان الوقت.


دعاء: أجل.


أحمد: أريد أن أراهم يتعذبون.


رعد: يمكنكم أن تأتوا معنا و لكن إن لم يستطع أحدكم مشاهدة ما يحدث فلينسحب فورا.


استقلوا جميعا المصعد، و نزلوا للأسفل ثم اتجهوا ناحية الباب حيث يقف لوسيو، فقال رعد: هل نفذتم المطلوب.


لوسيو: أجل ستجدهم مكتفين في الداخل.


دخلوا جميعا لتلك الغرفة باللون الأسود و كل من الزعيم و رفقاءه معلقين من أيديهم و أرجلهم تكاد تلمس الأرض.


دعاء للحرس: يمكنكم المغادرة.


الحرس: أوامرك.


أحمد: أتمنى أن تكون إستضافتنا نالت إعجابكم.


أيمن: اللعنة كيف حدث هذا...من أين خرج أولئك الحرس. 


دعاء: كيف نسيت أن أخبركم... الحرس كانوا موجودين منذ البداية و أيضا هم أليون لدى استهدافكم لقلبهم ليموتوا لن يؤثر لأنهم لا يتوفرون على قلب... و لأزيد معلوماتكم أنا من سمحت لكم بالدخول لمملكة البرق.


إسماعيل: رغم أنني غاضب بشدة من انخداعنا إلا أنني ما إن أتذكر ما حدث قبل سنوات تهدأ نيران غضبي...أتذكري يا وعد عندما سجنتك في الثلاجة و كنت تطلبيني أن أخرحك لكن ما إن أخبرك أنني سأضع ماسة مكانك حتى تهدئي و تضحي بنفسك من أجلها.


نظر الجميع لوعد بحزن على ما مرت به لكن صدموا بصراخ دعاء بهستيرية، و هي تضع يديها على أذنيها.


دعاء:أصمت.... يكفي لا تقل شيئا ...قلت لك أصمت.


أسرع نحوها رعد يضمها لحضنه يهمس لها ببضع كلمات مهدئة و بالفعل نجح في تهدأتها.


رعد :أنظري إلي أنت الأفعى و الأفعى لا تسامح من يؤذيها و تأخذ حقها بيدها.


نظرت له دعاء لثواني ثم رفعت يدها إلى عينيها تزيل تلك العدسات التي تضع ثم نزعت القناع و الشعر فظهر وجهها الحقيقي.


جودي بصدمة: وعد... كيف.


وعد: جواب هذا السؤال عند إسماعيل الذي صنع نسخة مني كي يستغلها ضدنا و لم يتوقع أن ينقلب ما فعله ضده... أتذكر تانيا ...تلك الفتاة التي خطفتها و حرمتها من حياتها الطبيعية و قمت لها بعملية تجميل... هذا كله لماذا... لأجل تفكير غبي.


إسماعيل بحقد :اللعنة عليك.. ما الذي تبقى لم تكشفيه.. سأجن و أعرف كيف علمت بموضوعها و لا أحد يعلم به غيري.


وعد: يبدو أنك نسيت ذراعك اليمنى مانويل... مانويل الذي كان يسهل علي معرفة أسرارك... صحيح أنه كان ذكيا لكن ليس بدرجة كافية و بدليل أنني أعلم جميع خطواته.


ألفريدو: إسماعيل و الجميع يعلم سبب كرهك له لكن ماذا عني أنا لماذا تكرهيني و حرمتني من سيلين. 


جاك بتحذير: لا تنطق إسم أختي مجددا.


وعد :أنا لم أكرهك في يوم لكن كل ما فعلته أنني لم أسمح لك أنت و سيلين أن تخطأوا.


ألفريدو: أنا كنت أحبها و هي كذلك لكنك أبعدتها عني.


وعد: أنت لم تحبها في يوم و هي كذلك... مشاعركم كانت مشاعر أخوة أو صداقة لا غير لكنك لا تريد أن تستوعب هذا على عكس سيلين التي تفهمت حقيقة مشاعرها قبل أن تخطأ.


ألفريدو بجنون: بسببك ماتت...خطفت أمام عينيك و لم تنقذيها.


وعد بصراخ: لست أنا من قتلها إنه رامي.


رامي بفزع: ماذا أنا لم أقتل أحدا.


لكمه جاك بشدة قائلا: إذن أنت أيها الحقير من قتل أختي سأقتلك.


أبعدته وعد عنه بصعوبة قائلة: إهدأ يا جاك أنا سأنتقم منه و أجعله يتمنى الموت و لا يناله.


ابتعد جاك بينما وعد أخرجت حقنتين من درج بالغرفة، و نظرت لرامي و جيسي بخبث قائلة: أنتما قتلتم سيلين بدم بارد و أنا سأقتلكم بنفس الطريقة.


جيسي برعب: لا أنا لم أفعل شيئا ...لا تؤذيني.


صفعتها وعد بقوة لدرجة جرح شفتيها و قالت: لا تحاولي الكذب أيتها الحقيرة لقد شاهدت التسجيل و أنت بنفسك من نزعت أظافرها.


غضب ألفريدو بشدة مما سمعه، و بدأ يتحرك بسرعة يود الفتك بجيسي و رامي حتى أدمت يديه بسبب الجروح التي سببتها تلك الأصداف الحديدية.


وعد: إهدأ يا ألفريدو فدورك لم يأتي بعد.


زرعت وعد تلك الحقن في يد رامي و جيسي رغم مقاومتهم و قالت: أتعرفون محتوى تلك الحقن... بالتأكيد لا تعرفون سأخبركم... هذه الحقن عبارة عن منشط جنسي ذات تأثير قوي و يظهر تأثيره خلال دقائق قليلة.


استدارت وعد نحو العائلة و قالت: ستبدأ فقرة التشريح و لا أظن أن النساء سيتحملون المنظر فمن الأحسن أن يصعدوا للأعلى.


كريمة: حسنا...اعتني بنفسك يا ابنتي.


راقبت وعد خروج النساء سوى تانيا التي رفضت الخروج ثم وقفت أمام أيمن و قالت :أنت ساعدت إبنك عندما أخفيت الدلائل و أيضا الشاهدة الوحيدة اشتريتها بمالك لكن أتعلم ماذا حدث معها.


هز أيمن رأسه بالنفي من دون وعي منه فأكملت قائلة: كارلا ميغل حديث مواقع التواصل الاجتماعي و الصحافة... العثور على أجزاء فتاة أجنبية يشتبه في إشتراكها مع المافيا... لقد قطعت لأجزاء صغيرة و هذا فقط لرفضها الاعتراف حتى بعد أن هددتها فلك أن تتخيل ما الذي أستطيع أن أفعله بك.


أخرجت سكينا صغيرا من جيب بنطالها، و بدأت تمرره ببطء على وجه أيمن دون أن تؤديه لكن في لحظة، و دون انتباه منه جرحت جبينه، فصرخ من شدة الألم.


زين بابتسامة: ما بك يا أيمن هذا مجرد ترحيب لم نبدأ بعد في الطبق الرئيسي و أيضا التحلية.


رعد: يبدو أنه أجبن من تخيلاتنا.


مايكل (صقر): يا وعد ما هذا إنه ممل.


وعد: ماذا تريد.


مايكل: أريد أن أتلذذ بصوت صرخاتهم.


وعد: لك ما تريد.


حملت وعد دلوا من الماء المثلج و أفرغته فوق إسماعيل الذي تجمد من شدة برودته.


إسماعيل: إنه بارد جدا.


وعد: ما بك مستعجل يا زعيم لم ترى البرد الحقيقي بعد.


ضغطت وعد على بضعة أزرار في الحائط، فظهر زجاج يحيط به من جميع النواحي، و يصل علوه إلى السقف ثم ظهرت مروحة في السقف،و بدأت في الدوران، و تبريد المجال داخل الزجاج مما أشعر إسماعيل بالبرد الشديد تزامنا مع صراخ رامي و جيسي، و تحركهم بقوة بسبب تأثير الحقن.


وعد: أصرخوا أكثر و دعوني أستمتع بصوت صرخاتكم...أبي توجد حقنة زرقاء في الدرج إنها تخصك.


فهم أحمد أن الحقنة مخصصة لأيمن، فأخذها و حقنه بها مما أشعره بالقليل من الراحة خاصة بعد أن بدأ أيمن يصرخ من ألم بطنه.


أزالت وعد الزجاج المحيط بالزعيم ثم أحضرت دلو ماء اخر، و قالت: رحب بالألم يا زعيم.


سكبت ذلك الماء فوقه و الذي كان مغليا فاحترق جلده و أصبح منظره سيئا و مثيرا للشفقة.


إسماعيل ببكاء: يكفي.. رجاءا يكفي أريحيني من هذا الألم.


وعد: ما رأيك يا رعد هل أريحه بهذه السرعة أم أدع له الوقت ليسترجع أخطاءه.


رعد: أنا من رأيي الخيار الثاني أفضل.


ابتعدت تانيا من حضن مايكل الذي كان يضمها مانعا إياها من رؤية ما يحدث، و لكن إصرارها كان أقوى، و النتيجة أنها استفرغت عندما رأت منظر الزعيم، فأمرتها وعد بالصعود للأعلى.


قامت وعد بزراعة قنابل صغيرة جدا في مختلف أعضاء جسم ألفريدو حيث كلما حرك جزءا من جسده ينفجر ذلك الجزء.


وعد: أردت أن تفجرني إذن شاهد كيف انقلبت الأية و ستتفجر بدلي.


اتجهت وعد نحو أيمن، و زرعت نفس القنابل في جسده، و بعدها أزالت أظافر كل من رامي و جيسي و صوت صرخاتهم يصم الأذان بينما الشباب و الرجال اكتفوا بالمراقبة.


وعد: لقد حققت وعدي لنفسي و انتقمت منكم إذن حان وقت الوداع.


أخرجت وعد خمس علب تتوفر على عقارب سامة، و وضعت كل عقرب في جسم أحدهم، فتجمدوا من الصدمة و الخوف، و كان أول شخص يتحرك هو جيسي، فلدغها العقرب و ماتت في ثواني، فارتعب أيمن و بلل نفسه دون أن يشعر بنفسه، فلمس البلل إحدى القنابل مما أدى لإنفجار رجله و بسبب حركته لدغه العقرب في عنقه و ارتفعت روحه إلى بارئها مع تفتت جسده جراء القنابل ، أما الباقي فلم تستطع وعد تحمل وقت أكبر حتى يتحركوا، فوضعت صوت إنفجار في الهاتف مما أفزع الجميع و مات إسماعيل و رامي بلدغة العقرب بينما ألفريدو فإنفحر جسده بالكامل.


رعد: وعد هل أنت بخير.


وعد بانتباه: نعم ماذا قلت.


رعد: سألتك إن كنت بخير.


وعد: أنا بخير و ربما لأول مرة أشعر أنني بخير و أشعر براحة كبيرة...الحمل الذي كان لسنوات فوق كتفي تخلصت منه اليوم.


رعد بابتسامة: مبروك عليك.


وعد: شكرا.


رعد: هيا بنا نصعد لنرتاح و لتغيري ثيابك.


وعد: حسنا.


خرج الجميع من تلك الغرفة السوداء، و وجدت لوسيو لا زال يقف مكانه، فقالت: لوسيو أنت تعلم ما ستفعله.


لوسيو: أجل سيدتي.


وعد: مارك أريدك أن تغلق هذه الغرفة و لا تفتحها أبدا مفهوم.


مارك: أوامرك.


زين: لماذا ستغلقيها ..هل ستدعي تلك الجثت بها.


وعد: لا و لكن مع إنغلاق  هذا الباب ستختفي شخصية الجحيم و الأفعى و في حالة فتح من جديد فهذا سيكون بعودتهم و لكن بشخصيات أقوى.


تركتهم وعد و أخذت سترتها من أحد الحراس، و أرتدتها فوق القميص الأبيض الذي إتسخ بدماء أيمن ثم صعدت للأعلى و خلفها الرجال، وجدت والدتها تمشي ذهابا و إيابا و يرتسم التوتر و القلق على ملامحها.


جنة: وعد.


استدارت جودي نحوها و أسرعت تضمها لها قائلة: ابنتي يا حبيبتي هل أنت بخير... هل جرحت... دعيني أتأكد.


أمسكتها وعد من كتفيها قائلة بحنان: إهدئي أمي أنا بخير لم يحدث لي شيء.


جودي بحزم: وعد أريد أن أعلم كل شيء الأن و لن أسمح لك بالتهرب مجددا.


تدخل رعد قائلا: لكن يا خالتي وعد تعبة و لم تنم منذ الأمس دعيها ترتاح قليلا بعدها تجيبك عن كل أسئلتك.


وعد: لا يا رعد يجب أن نتحدث الأن و ننهي هذا الموضوع للأبد... أريد عندما أستيقظ أن يكون كل شيء إنتهى.


سليم: اجلسوا إذن.


جلس الجميع و أنظارهم موجهة نحو وعد التي قالت: يمكنك أن تسأليني الأن يا والدتي و أنا سأجيبك.


جودي: ما قصة هذه الفتاة.


نظرت وعد لتانيا الجالسة بجانب مايكل و يحيطها بيده، و قالت: تانيا فتاة يتيمة إختطفها إسماعيل قبل عشر سنوات و استغل كون شكل جسمها يشبه شكل جسمي و قام بتغيير وجهها لتصبح نسخة عني و كانت خطته أن يرسلها بدلا عني لتعيش معكم و يبعدها عنكم بعد أن تتعلقوا و يكشف لكم حقيقتها و ليعذبكم أكثر كان ينوي أن يوهمكم أنني على علاقة معه، لكن خطته فشلت بهروبي و عودتي لكم و زاد فشله عندما أنقذ مايكل تانيا و سافر بها و لكن ما حدث أن الزعيم اكتشف مكانها قبل سنة و أوهم مايكل أن تانيا تخلت عنه و أنها لا تحبه و كان سيدخلها للعائلة على أساس أنها أنا و يجعلها تنفذ طلباته مقابل حياة مايكل و لكن علم من أيمن أني سأعود أجل مخططه فاستغلت تانيا هذا و هربت منه و استطاعت التخفي بمساعدة صديق مايكل.


نسرين بتأثر: مسكينة يا ابنتي و كيف وجدتها أنت و كيف اجتمعت مع مايكل مجددا.


وعد: مايكل رأى صوري في المجلات و الصحف و اعتقد أنني تانيا و أنها نفذت مخطط الزعيم الذي علم عنه من قبل فحاول مهاجمتي في العمل لدى أمرت مارك أن يحضروا لي جميع المعلومات عنه فلم أجد بها شيء يثير الشكوك سوى بحثه التواصل عن فتاة ما فأمرت لوسيو أن يحضر لي المعلومات حول هذه الفتاة و كان لوسيو حقا بدأ يبحث عنها قبل أن أطلب و حصل على صورة لها لأنصدم كونها نسخة عني لأعرف بعدها من تكون بالزعيم أخبرني عندما كنت مخطوفة عن مخططه فلم أجد صعوبة لأربط الأحداث مع بعضها و بعدها أحضرت تانيا غصبا عنها إلي من بريطانيا و حاولت إقناعها بمشاركتي في انتقامي لكنها كانت رافضة تماما و لكن بعد فترة بالضبط عندما كنت بأمريكا وافقت الاشتراك معي و كانت أول خطوة أن نوضح لمايكل ما حدث.


فلاش باك


خرجت وعد و تانيا و استقلوا السيارة ثم تحركوا نحو وجهة لا يعلمها أحد و بعد دقائق وصلوا أمام ذلك المبنى حيث تتواجد شقة تانيا و صعدوا.


وعد: حان وقت المواجهة... هل أنت مستعدة.


تنهدت تانيا بقوة و قالت :مستعدة.


أخرجت تانيا مفتاح المنزل و فتحت الباب و دخلت أولا و خلفها وعد فوجدت مايكل يجلس في غرفة الجلوس و ملامحه لا تبشر بخير و ما إن رأها أسرع نحوها يمسكها من كتفيها بقوة.


مايكل بغضب: أخيرا تشرفت و قررت مواجهتي... لماذا يا تانيا... ما ذنب قلبي الذي أحبك لتجرحيه.


كانت عيون تانيا تدرف الدموع دون توقف، و لم تستطع التحدث بينما وعد تراقب ما يحدث في صمت، و عندما رأت مايكل غضب أكثر، و قد يفعل شيئا يندم عليه ظهرت أمامه، فصدم بشدة و عاد للخلف.


مايكل بتشتت: ما الذي يحدث هنا...أنتما إثنتان... يبدو أني جننت... بالتأكيد جننت.


وعد بهدوء: مايكل هل تستطيع الهدوء قليلا لنتحدث.


مايكل: نتحدث و بهدوء... هل تريدونني أن أصاب بالجنون... إن كانت هذه تانيا فمن أنت.


وعد: أنا وعد العلمي و نفس الفتاة التي بسببها تأذت تانيا و تدمرت حياتها.


مايكل: كيف أريد شرحا مفصلا.


بدأت وعد تقص عليه ما حدث، و لم تنسى أن تعطيه تسجيلات صوتية للزعيم، و تسجيلات الكاميرات لذلك اليوم، و التي حذفت و لم يستطع مايكل الوصول لها لكن وعد و بنفوذها تمكنت من ذلك.


كانت صدمة مايكل كبيرة و حقده للزعيم ازداد، فاتفق مع وعد على مشاركتها في الخطة و لكن أول شيء فعله هو عقد قرانه على تانيا ليضمن وجود تانيا بجانبه دائما.


باك


ريم بمرح: هذا الوسيم رومانسي جدا و تزوج حبيبته أولا ثم بدأ في خطته.


نور: أسكتي يا قليلة الأدب تتغزلين بالرجل أمامنا و أمام زوجته دون خجل.


ريم: تعالى معي أيها الصقر للخارج لأعاكسك براحتي.


ضحك مايكل قائلا: للأسف أنا مرتبط و لا يحق لأحد غير زوجتي التغزل بي.


خجلت تانيا من نظرات الجميع فقال أحمد مغيرا الموضوع قائلا: وعد كيف علمت أن أيمن ابن إسماعيل رغم أنه معروف بابن شخص أخر.


وعد: أيمن هو الابن الغير شرعي لإسماعيل و على حسب معلوماتي كان إسماعيل يسهر في الملاهي الليلية و في إحدى الليالي أكثر من المشروب لدرجة السكر فقام بعلاقة مع فتاة ليل و لكنه لم يهتم بالموضوع عندما استيقظ لأنه إعتاد على هذا و لكن بعد شهر ذهب مجددا لنفس الملهى ليجدها تنتظره و صدمته بخبر حملها فرفض أن يعترف به بل لم يعطي للموضوع أهمية كبيرة و تلك الفتاة كانت ستجهض الطفل لكن الأطباء حذروها من إمكانية تضرر الرحم و عدم إنجابها مجددا فوجدت أفضل حل أن تضحك على أحد و بالفعل التقت برجل في الأربعين من عمره و سحرته بجمالها فهي كانت حقا تمتلك قدرا كبيرا من الجمال و هذا سهل عليها مهمتها عندما أوهمته أنها تعرضت لاغتصاب و عائلتها تخلوا عنها فأخذها لمنزله و بعد أسبوع تمكنت من جعله يتزوجها و ظلت معه و في نفس الوقت تواصلت مع إسماعيل الذي قام بتحليل الحمض النووي و أكد أن أيمن إبنه فاتفق معها أن تظل متزوجة بذلك الرجل و يأخذ أيمن إسمه فهو لن يضيع إبنه من بين يديه بعد أن تمناه لمدة طويلة.


سليم: حقير لا أعلم كيف إنخدعت به.


وعد: كان ممثلا بارعا.


مراد: ماذا حدث بعد ذلك.


وعد: علم أيمن الحقيقة و لم يتقبلها في البداية فذلك الرجل كان و نعم الأب له لكن إسماعيل لم يرتح حتى جعله شيطانا مثله و عندما كانت والدته على فراش الموت أحست بالندم و صارحت زوجها بحقيقة خداعها فلم يكن منه سوى أن يغضب و كان سيحرم أيمن من إسمه لكنه كان الأسرع عندما طلب من إسماعيل دواء يقتل الشخص و لكنه يظهر كأنه تعرض لسكتة قلبية فمات ذلك الرجل الطيب و لحقت به والدة أيمن بعد أيام قليلة بينما هو استولى على الأملاك و التي كانت شركة صغيرة و بعض الأراضي و المنزل.


فهد: الابن و الأب الاثنان أسوأ من بعض.


وعد: لهذا قلت أنه ممثل بارع خاصة بعد أن كان يقص عليكم قصة إبنه الذي مات و صدقتم.


سيف: أتقصدي أن كل ما قاله كذب.


وعد: أجل فإبن إسماعيل اكتشف أعمال والده غير القانونية و هدده بفضحه فقام بقتله و أظهر أن الموضوع مجرد حادث.


كريمة: حسبي الله و نعم الوكيل.. قتل إبنه دون رحمة.


عمر: كل شيء فهمته إلا كيف دخلوا للقصر بل كيف علموا أنك أوقفت نظام الحماية.


وعد: بفضل خالتي لمياء.


عمر:أختي كيف. 


نظرت لها لمياء برجاء لتسكت لكن وعد كانت مصرة أن تنهي الموضوع فقالت :أتتذكرين يا سرين ماذا قلت لك عندما اعترفت بأخطائك.


سرين :أجل قلت ليس كل ما تراه هو الحقيقة.


وعد: أنا كنت أقصد خالتي لمياء في ذلك الوقت... خالتي ليست تلك المرأة الجشعة الخبيثة و التي تطمع في أملاك العائلة.


لؤي بسخرية و ألم :أنت محقة هي أسوأ من ذلك... هي عديمة الإحساس... هي أم في حياتها لم تهتم بأولادها و لا تعرف عنه شيئا.


نزلت دموع لمياء بغزارة لأول مرة أمام العائلة المصدومة، بينما وعد رفعت يدها لتصفع لؤي لكن لمياء مسكت يدها قبل أن تصل خد لؤي.


وعد بعصبية :خالتي دعيني يجب أن أعلمه كيف يحترم والدته.


لمياء ببكاء :رجاءا يا وعد اهدئي هو من حقه أن يقول كل هذا فهو محق و لا يعلم شيئا. 


وعد :حتى لو كنت أسوأ أم رغم أنك عكس هذا يجب أن يحترمك. 


سرين :وعد عن ماذا تتحدثين و لماذا غضبت لهذه الدرجة فالجميع رأى معاملة والدتي لنا و أنت أيضا فلماذا غضبت بهذه الشدة ما الذي تخفيانه. 


وعد بغضب :أتريدين أن تعلمي لماذا أدافع عن هذه المرأة لأنها أفضل منكم جميعا... إمرأة عرضت حياتها للخطر من أجلكم... أم ضحت بعلاقتها مع أبنائها و جعلتهم يكرهوها مقابل بقائهم على قيد الحياة... أم وضعت أمام خيارين كره أبنائها أو موتهم... زوجة شاهدت قتل زوجها أمام عينيها و صمدت أمام الجميع كي تحمي أبنائها. 


لمياء :وعد أصمتي... لا تفعليها رجاءا أصمتي... لا تخبريهم. 


وعد بصراخ :ألم يكفيك صمتا... ألم تتعبي من الإخفاء... ألم تتعبي من الألم... إذا كنت أنت تستطيعين السكوت و إخفاء الحقيقة كي لا تجرحيهم و تتحملي عتابهم و لومهم الدائم لك فأنا لن أتحمل رؤية أمي الثانية تتعذب أكثر. 


حسن بحزم: لمياء دعيها تتحدث أريد أن أعرف ماذا حدث لإبنتي دون علمي.


نظرت له لمياء بتشتت و عيونها لم تتوقف عن ذرف الدموع و جلست على الأريكة و لم تعارض والدها فهي تحترمه رغم كل شيء و ما حدث من قبل كان غصبا عنها.


وعد: قبل سنوات عمي محمد زوج خالتي اكتشف هوية أيمن حينما كان في الشركة و علم أنه من خطفني و لأن الجميع لم يكن في الشركة أسرع ليخرج ناويا أن يأتي و يخبركم بالحقيقة و لكن لسوء حظه رأه أيمن فأمر رجاله بخطف خالتي لمياء و إتصل بعمي محمد و هدده بقتلها و أمره أن يذهب له و لا يخبر و بالفعل ذهب عمي محمد لينقذ زوجته و لكن لم يلاحظ ذلك الرجل الذي ضربه من الخلف حتى نزف رأسه و غاب عن الوعي و عندما استيقظ وجد نفسه مقيدا على الكرسي و أمامه خالتي لمياء و حاول كثيرا أن يفك تلك القيود لكن لم يستطع فقام أيمن بقتله خنقا أمام خالتي التي تدمرت في ذلك اليوم و خاصة بعد أن هددها أيمن بقتل أبنائها مثل زوجها إذا لم تفعل ما يريد فلم لديها حل سوى أن تنفذ كلامه و تخبره بما يحدث في القصر لكنه لم يكف بقتل زوجها أمامها بل وضعه في سيارته و جعلها تشاهد كيف انحرفت سيارته عن الطريق و اندلعت فيها النيران و حرقت جثته علمتم الأن لماذا أدافع عنها. 


أدمعت عيون الجميع، فالعذاب الذي ذاقته لمياء لم يكن بالهين، و أيضا معاملتهم لها كانت قاسية جدا.


لؤي بدموع: أنت كنت تحمينا و أنا بالمقابل كافأتك بكلامي القاسي.


ملست لمياء على خده برقة و ارتسمت ابتسامة صافية على وجهها قائلة: أنت لم تفعل هذا بإرادتك و لم تكن لتستطيع معرفة الحقيقة و أيضا تركي لك تدمن المخدرات جعلك تعتقد أنني أم سيئة لكنهم هددوني بقتلك لو منعتك عنها أقسم لك.


لؤي: أنت أحسن أم.


ارتمى لؤي في حضنها، فبادلته الحضن بقوة ثم أشارت لسرين أن تقترب، فأسرعت سرين ملبية طلبها، و ارتمت هي الأخرى في حضنها، و الثلاثة يحاولون تعويض ما ضاع منهم في الماضي.


لاحظت وعد أن الجو أصبح كئيب فقالت بمرح: سأغار منكما الأن في ثانية استحوذتم على حضن والدتي.


سرين: هذه والدتي.


وعد: لا والدتي.


سرين بعند: لا والدتي والدتك هي الخالة جودي.


وعد: ماما لمياء أخبريها أنك أمي و أنني لدي والدتين.


لمياء بضحك: أنا والدتكما أنتما الإثنتين.


لؤي: يبدو أنكم نسيتوني.


لمياء بحب: كيف لي أن أنسى طفلي الوحيد و قطعة من قلبي و سندي في الحياة.


قبل لؤي وجنة أمه بكل حب و الابتسامة لا تفارق وجهه بينما قال ماكس: أنا أعلم أنني سأقطع هذا الجو الدرامي لكنك يا وعد لم تخبرينا بعد كيف كان الفضل لخالتي لمياء ليأتي الزعيم.


وعد: خالتي إتصلت بأيمن و أوهمته أنها سمعتني سأرفع نظام الأمان و الحرس أرسلت أغلبهم في إجازة و لأن الغضب أعمى عيونهم لم ينتظروا حتى يتأكدوا من الموضوع و أتوا سريعا.


جاك:و بالطبع عمي أحمد و جدي سليم و جدي حسن يعلمون بالموضوع.


وعد: هم فعلا كانوا يعلمون بعملي في الاستخبارات و خطتي للانتقام و يعلمون بموضوع تانيا لكن ما حدث مع خالتي لم أخبرهم به.


جودي بعتاب: كنت تعلم كل شيء يا أحمد و لم تخبرني.


قبل أحمد يدها بحب قائلا: هذا كان لمصلحة الجميع و أيضا كي لا تظلي خائفة طيلة الوقت.


زين: لا تعاتبيه وحده يا خالتي على ما يبدو أن رعد أيضا كان يعلم بكل شيء و رغم ذلك مثل أمامنا أنه لم يعد يكن مشاعرا لوعد و أنا الذي كنت أفكر كيف أجمعهم.


رعد بابتسامة: لا تجعل قلبك أسود و أنت لا تعلم كم وجدت صعوبة في التمثيل أمامك بالذات و كنت أتوقع أن تكشفني في أي لحظة.


زين: سأسامحك هذه المرة.


ريم: هناك سؤال يشغل بالي كيف لم يكتشف الشباب هوية وعد رغم أنهم يعلمون صوتها جيدا أما بالنسبة للمظهر فذلك القناع الذي كانت ترتديه كان كافيا لينخدع أي شخص بها.


وعد: أنت محقة كان من الممكن أن تنكشف هويتي بسهولة لكن و لحسن حظي أتقن تقليد الأصوات.


مراد:موهبة جديدة نكتشفها بك و لكن ما أريد أن أعلمه متى و كيف علم رعد بهويتك.


رعد: دعيني أنا يا وعد لأخبرهم بما حدث.


وعد: كما تريد.


رعد: عندما كنتم تتحدثون عن الرجال الذين تقدموا لوعد استمعت لحديثكم و للأسف سمعت فقط جملة ريم فخرجت للحديقة و عندما عدت سكتتم جميعا فعلمت أنكم لا تريدون التحدث أمامي كما أني سمعت سؤال ساندي فقلت أنني سأصعد لغرفتي لكن شيء داخلي منعني من الصعود.


ريم بحماس: و بالتأكيد سمعت اعتراف وعد.


ضحك الجميع على حماسها بينما قال رعد نافيا كلامها: بالعكس أنا بمجرد سماعي لها تقول أنا لا أحبه غادرت المكان و غضبت بشدة و اعتقدت أن وعد تلعب بمشاعري و عند الثانية ليلا حدث ما غير نظرتي.


                الفصل الثامن والاربعون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close