أخر الاخبار

رواية ظل الاثم الفصل السادس 6بقلم رانيا البحراوي

         

 رواية ظل الاثم 
الفصل السادس 6
بقلم رانيا البحراوي



بوقوع صفاء صرخت مريم وتجمع حولها الجيران وقاموا بأستدعاء الاسعاف بالطريق إتصلت مريم بعمها ولكنه لم يجيب اتصلت بمريم ببلال تسأل عن عمها.

علم بلال بالأمر وذهب مسرعا إلى المستشفى لمساندتها
دعت مريم كثيرا أن تتحسن صحة خالتها لأنها لن تتخيل حياتها بدونها.

عندما وصل بلال كانت مريم جالسة بأحد أركان المستشفى تبكي أمام باب الطوارئ، طلب منها بلال أن تهدأ وبدأ يجول أركان المستشفى كي يأتي بخبر يطمئن به مريم حتى يهدئ من روعها.

عاد بلال وأخبرها ان خالتها بخير والأطباء حولها وقدم لها كوبا من الماء وجعلها ترى بعينها من خلف الزجاج ان خالتها مازالت تتنفس ولكنها فقدت وعيها بسبب أزمة قلبية ولكنها تجاوزتها بالفعل والآن عليها ان تبقى تحت إشراف الأطباء.

مريم :ولكنها لم تشتكي بقلبها من قبل.
بلال :يبدو أنها كانت تعاني من اعراض طفيفة وازدادت بالسفر والتنقال، لا تنسي انها لم تغادر منزلها منذ فترة طويلة.

هدأت مريم وأطمأنت بكلاماته وشربت الماء وسألت عن مصلى المستشفى كي تصلي ركتين قضاء حاجة تطلب فيها من الله عز وجل أن يعيد لها خالتها سالمة لأنها بالفعل مشتاقة لها ولحضنها.

بعدما انتهت من الصلاة رأت بلال ينتظرها بأبتسامة ليخبرها ان الأطباء سمحوا لها برؤية خالتها.

شكرته مريم كثيرا ومن سعادتها نسيت طريق العودة إلى غرفة خالتها وذهبت في الاتجاه المخالف.

امسك بلال بها وقال :ليست من هنا.

رغم سعادتها تحفظت على لمس بلال لذراعها واخبرته انه لايجوز له أن يلمسها لأنها ليست من محارمه.

لمعت عين بلال وفرح كثيرا بما زرعته فيها خالتها واخبرها انه وقتما كان بالجامعة بعض زميلاته كن يتلامسن بالأيدي ويصفحن ايدي الشاب ولا يتحفظن مطلقا وأحيانا هن اللائي يبادرن بذلك.

مريم :استغفر الله، انصحك ألا تقع في ذلك، الحرام يبقى حراما حتي لو فعله الجميع.

دخلت مريم غرفة خالتها بهمس حتى لا تزعجها وكانت محاطة بالاجهزة الطبية وجهاز تنفس لم تستطع الكلام
ولكن صفاء عانقتها بعينها اطالت صفاء النظر لمريم نظرة تطفئ شوقها.

أمسكت مريم بيدها وتأملت تجعيدها، تلك التجاعيد التي بيدها انبعثت منها رائحة الحنان، قبلت مريم يدها وأراحت رأسها بجانبها وأغمضت عينها وكأنَّها لم تجد الراحة إلا بسماع أنفاسها.

ضمت صفاء يدها على يدها وكأنها تخبرها انني بجانبك مازال بالعمر قليله ولكنني نذرت ماتبقى من عمري لاجلك لأطمئنان عليكِ.

بلال يراقبهم من الخارج ودمعت عيناه على كلاهما.

ظلت مريم بجانبها إلى أن دخلت الممرضة وطلبت منها ترك المريضة لكي تستريح، لا يعلم الأطباء ان راحة المرضى بجانب من يحبون وأنهم لو خيروا لاختاروا
ابنا محب خير من طبيب ماهر.

خرجت مريم واخبرها الأمن ان ادارة المستشفى تطلب منها التوجه للحسابات.

طلبت مريم من بلال ان يذهب إلى المنزل ويحضر المال من المنزل.

بلال :وكيف اتركك بمفردك؟
مريم :الله معي.

اعتادت مريم منذ غياب خالتها عندما يظلم الليل وتهدأ حركة الناس بالشارع ولاتسمع غير نباح الكلاب ان تردد الله معي لست بمفردي.

للمرة الأولى الذي يتقرب بلال من مريم ويعلم بمدى ايمانها وشعر بأن والدته تظلمها ظلم بين عندما تشبهها بوالدتها فهي في الحقيقة اصبحت نسخة من خالتها صفاء، حياء وعفة وخجل، الشاب يفهم جيدا الفتاة وخاصة في تلك المواقف التي تضطر فيها للتحدث مباشرة مع رجال لا تعرفهم.

وقفت مريم بين الأطباء تسأل عن صحة خالتها وهي تغض بصرها تاركة مسافة مناسبة وحيائها يزين وجهها تنظر بالأرض تستمع لتعليمات الأطباء من حيث مواعيد الدواء والطعام المسموح به في حالتها وتسجلها بهاتفها حتى لاتنسى شيئا.

تركها بلال وهو مطمئن ليذهب لجلب المال من المنزل
اوقفه احد الجيران يسأله من أنت وماذا تفعل، قدم له بلال نفسه وتعجب الجار لانه لم يراه من قبل برغم قرابته من مريم.

عاد بلال بالمال وقامت مريم بالذهاب إلى قسم المحاسبة بنفسها كي تودع المال.

خرجت الممرضة بهاتف صفاء واعطته لبلال وقالت كان بجيبها قبل أن نبدل لها ملابسها ولا تتوقف نغمة الهاتف مطلقا.

أجاب بلال على الهاتف والمتصل كان عاصم الذي كاد ان يقتله القلق عندما لم يستطع الوصول لوالدته وندم ندما شديدا لانه لم يطلب رقم مريم من قبل عسى كان يطمئن منها على وصول والدته.

انزعج عاصم عندما سمع صوت شاب بدلا من والدته بهذا الوقت المتأخر بعد الفجر.

عاصم :من أنت؟ واين والدتي؟
بلال :بلال.
عاصم :بلال من؟
بلال :ابن عم مريم.
عاصم :بلال نعم تذكرتك، ماذا تفعل بمنزلنا الان واين والدتي؟ هل هي بخير؟ تحدث من فضلك؟ 

بلال :والدتك بخير اطمئن، مرت بازمة صحية صغيرة والان هي بخير. 

عاصم:اين هي اريد سماع صوتها. 
بلال :هي نائمة الان. 
عاصم :نائمة بالمنزل ام المستشفى، القلق سيقتلني نظراتها وهي بطريقها الى المطار لم تطمئني ابدا وكلماتها وكأنها تودعني. 

بلال :نحن بالمستشفى ولكن اقسم لك هي بخير الآن وستغادر المستشفى غدا أو بعد غد عندما يسمح لها الاطباء بذلك. 

بكى عاصم وقال وكيف اطمئن دون أن اراها واين مريم، سأطمئن بأن كانت حالتها حرجة ام لا بسماع صوت مريم فهي الأقرب لها واول من يشعر بها. 

ذهب بلال إلى مريم وطلب منها التحدث مع عاصم ارتبكت مريم وارتجف صوتها، لم تسمع صوته منذ وقت طويل. 

عاصم بدون ان يلقي عليها السلام :مريم مابها أمي اخبريني؟ 
مريم :بخير اطمئن، لا داع للقلق كنت مثلك منذ دقائق ولكن هدأت كثيرا بسماع الأطباء، اوصاني الطبيب بشدة ألا تتعرض للتوتر والحزن مطلقا وحذرني من ذلك. 

اطمئن عاصم بسماع صوتها وقال :لن تحزن يامريم سأفعل اي شئ حتى لاتحزن، انتبهي انتِ ايضا لذلك. 

مريم :لا احتاج ان توصيني عليها فهي أغلى مااملك. 

عاصم محدثا نفسه انا السبب، جائت الي ترجوني حتى يستريح قلبها فأزعجتها حتى ساءت حالتها. 

عاصم لمريم :بمجرد أن تفتح عينها اخبريها انني موافق على جميع طالبتها ولن ادعها تكرر كلماتها. 

هذه المرة الأولى التي تشعر مريم بضعف عاصم وتطلع على روحه، اعتادت ان تراه ذلك القاسي الذي لايهتم لأحد غير نفسه. 

عاصم بضعف شديد:من فضلك يامريم لاتنسي ان توصلي اليها الرسالة بمجرد أن تستيقظ أخشى أن تفارقني وهي منزعجة مني. 

مريم :حاضر، حاضر سأخبرها رغم انني لاافهم شيئا. 
عاصم :قريبا ستفهمين كل شئ. 

عرض بلال على مريم ان يأخذها إلى المنزل ولكنها رفضت وطلبت منه أن يذهب كي يستريح قليلا قبل أن تشرق الشمس وتذهب إلى عملك. 

مريم :هل والدتك تعلم انك معي الآن؟ 
بلال :لا تعلم. 
مريم :كيف ألم تسألك عن سبب خروجك من المنزل بهذا الوقت المتأخر؟ 

بلال :لم تراني فقد غادرت المنزل وأخذت هنا معها. 
مريم بحزن :تركت المنزل؟ مؤكد بسببي. 

صمت بلال فحزنت مريم. 

اصرت مريم على ذهاب بلال كي يستريح وذهبت وجلست امام غرفة خالتها وكل دقيقة تتفقد حالتها من الزجاج. 

مر الطبيب وكانت مريم نائمة على المقعد فقام بلفت انتبهها حتى تستيقظ ويخبرها بأن خالتها استيقظت 

فرحت مريم جدا وخاصة حين سمح لها برؤية خالتها. 

نفذت مريم كلام عاصم واخبرت خالتها برسالته بمجرد أن فتحت عينيها. 

شعرت صفاء وكأنها استعادت روحها بسماع رسالة عاصم وطلبت من مريم ان تتصل به من أجلها. 

رد عاصم سريعا وكأنه كان ينتظر حتى الصباح مابين خوف شديد وترقب واطمئن بسماع مريم تخبره صفاء تريدك. 

بكى عاصم كثيرا واعتذر نادما اسفا باكيا القلب والعين ووعدها انه سينفذ رغبتها وقريبا سيرسل توكيل لعمها  لكي يكون وكيلا عنه في العقد عليها. 

فرحت صفاء كثيرا ومريم تنظر لها بفضول لاتعلم سبب فرحتها. 

صفاء:استدعي الطبيب اخبريه انني شفيت فما سمعته الان جعلني بعافية شابة صغيرة. 

لاحظ الطبيب ارتفاع روحها المعنوية بعدما كانت مستسلمة للمرض اعتدلت في الجلوس وكأنه لو سمح لها بمغادرة المستشفى ستخرج منها ركضا إلى المنزل. 

سمح لها الطبيب بمغادرة المستشفي بعد انتهاء المحاليل اتصل بلال بمريم لكي يعيدهم بسيارته إلى المنزل. 

وافقت مريم وحضر بلال بالفعل، اخذت مريم خالتها إلى المنزل وبعد أن وضعتها بالسرير خرجت تتحدث مع بلال وطلبت منه أن يأخذها بنهاية الاسبوع إلى المكان الذي تقيم به والدته وطلبت منه ان لا يسألها أو يعارضها. 

عاد بلال إلى المنزل ولم يستطع منع نفسه من التفكير بمريم شعر أنه معجب بها وبأخلاقها. 

بالليل لم تذهب مريم لغرفة عاصم وبقيت بجانب خالتها مثل سابق يتحدثان ولكن مريم كانت على غير عادتها يقتلها الفضول لمعرفة باقي قصة والديها ولكن خوفها على خالتها منعها من التحدث بالأمر كما نصحها الطبيب أن تبعدها كل البعد عن التوتر والحزن. 

اكتفت مريم بعناقها والنوم بجانبها، اتصل عاصم مكالمة فديو ولكن اختبأت مريم لانها لاترتدي حجابها ووجهت الكاميرا على امه، لم تظهر مريم ولكنها كانت تسمع حديثهم دون التدخل في حديثهما ثم تذكرت موعد الدواء وذهبت لتحضر الماء من المطبخ. 

عاصم لوالدته :هل تحدثتي مع مريم بأمر زواجي منها. 

في هذه اللحظة ارتجفت مريم وسقط كوب المياه من يدها وتناثرت قطع الزجاج بالأرض. 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close