أخر الاخبار

رواية الوشم الحرب الداميه الفصل الثاني 2 بقلم سارة مجدي

        

 رواية الوشم الحرب الداميه 

الفصل الثاني 2

بقلم سارة مجدي



يجلس داخل الطائره المتوجهه مباشره إلى مقر المجموعه الأم ... لا يعلم ما سبب ذلك الأستدعاء المفاجىء و لا سبب إصرارهم على ذهابه بمفرده دون باقى المجموعه و لا حتى دامُس
أغمض عينيه يحاول أن يريح رأسه من كثره التفكير فى الأمر ... لقد ظنوا أن المشكله الكبيره  قد أنتهت و إن الأرض أصبحت بأمان هل مازال هناك خطر ام أنها زياره عاديه لتفقد الأحوال
أخذ نفس عميق و هو يفكر بها
كم هى سعيده فى حياتها ... و كم أصبحت جميله و مميزه و خاصه ببطنها البارزة
رغم ألم قلبه إلا أنه حقاً سعيد من أجلها
أنتبه إلى الصوت الذى يعلمهم أنهم على وشك الهبوط ليعتدل فى جلسته و استعد للهبوط بربط حزام الأمان حول خصره و عقله يستيقظ كما اعتاد أن ينتبه لكل حركه و صوت و نظره و أن يسخر كل حواسه لتأمين  نفسه و المجموعه
حين خرج من المطار وجد السياره فى انتظاره كالعاده سياره سوداء كبيره بسائق خاص  حياه بهزه بسيطه من رأسه و صعد إلى السياره ليغلق السائق الباب و صعد هو الآخر فى مكانه المخصص و تحرك مباشره  إلى إحدى الطرق الهادئه بين الجبال و السهول الخضراء فى مشهد يريح النفس و الأعصاب
لم يشعر بالوقت و هو يتخيل نفسه و معه رهف يلهوان فى تلك السهول فهو الوحيد القادر على إحضارها لمكان كهذا و لا أحد غيره لكنها أصبحت لغيره ... أصبحت لشخص عادى لا ميزه فيه من وجهة نظره سوا أنها تحبه
وصل أمام باب القلعه الكبير و القديم قدم تلك القلعه التى تبدوا مهجوره و لا حياة فيها و لكن هم فقط من يعلمون من يعيش هنا و كيف و لما
فتحت الأبواب بأصواتها القويه كبر حجمها و بدء يظهر من خلفها شكل و هيئه تلك القلعه الأثرية الكبيره التى يعيش فيها قدماء المجموعه
ترجل من السياره بهيئته التى تخطف الأنفاس خاصه مع  عيونه التى تشبه مياه البحر و صفائه  و السماء البعيده
دخل إلى القلعه بعد أن فتحت الأبواب أمامه و كأنها تفتح له بأرادتها ليخطوا إلى الداخل بثبات و قوه حتى وصل إلى باب القاعه الكبيره التى تجتمع داخلها جميع القيادات القديمه و قف شخص كبير  يبدوا عليه الهيبه يرحب به قائلاً
- حمد لله على سلامتك يابنى أشتقت إليك كثيراً
أبتسم أدولف بشوق و اقترب من مضيفه يضمه بقوه قائلاً
- أشتقت إليك والدى أشتقت إليك كثيراً
ليضم بسمان ولده بحب لعدة ثوان ثم أبتعد عنه و ربت على كتفه و هو يقول
- لدي الكثير لأخبرك به و أيضاً أريد أن استمع إلى ما لديك
و أشار إليه بالجلوس ليجلس أدولف و هو يقول
- أريد أولا أن أعرف ما سبب استدعائي إلى هنا و فى ذلك الوقت بالتحديد
اعتدل بسمان على الكرسى و قال بهم كبير
- هناك مشكله كبيره و نحتاج إلى دعم المجموعه  
قطب أدولف حاجبيه باندهاش  و ترقب وظهر الاهتمام على ملامحه وهو يستمع لكلمات والده
******
دلف جاسر إلى الغرفه يبحث عنها فهو لم يجدها فى المطبخ او فى صالة المنزل لقد أشتاق إليها ... أنه يعد ساعات العمل حتى يعود إليها فهو لا يصدق حتى الأن أنها عادت إليه و لو قليلاً كما كانت سابقاً صحيح مازالت تعانى من أزمات نفسيه من وقت لآخر حين ترى حال عينيها إلا أنها تعود لطبيعتها بسبب دعمه القوى و تفهمه لما تمر به و صبره عليها الذى يصل لتقبل ثورتها و أحياناً إعلان كرهها له بصدر رحب و تفهم  
أخذ نفس عميق حين تأكد من وجودها داخل الحمام توجهه سريعاً إلى إحدى الأدراج وأخرج منها مطهر وبعض الضمادات جلس علو السرير و بدء فى تطهير جرح قدمه الذى أصيب به فى العمل ... أنه لا يريد أن يقلقها و يجعلها ترى ذلك المشهد و لكن الوقت لم يسعفه و خرجت فى تلك اللحظه تلف نفسها بالمنشفه و تجفف شعرها و حين رأت تلك الدماء تسيل من قدميه شهقت بصوت عالى و ألقت المنشفه من يدها و هى تقترب منه سريعاً و جثت أمامه و هى تنظر إليه بلوم قائله
- ألم أنبهك واطلب منم ترك ذلك العمل أنه خطير ويؤذيك بشكل كبير عليك
كان ينظر إليها بأبتسامه صغيره لا يلاحظها أحد بسبب ملامحه الخشنه و القويه و قال بصوت هادىء
- أتعتقدين أننى أتألم من ذلك الجرح الصغير  ... يكفى أنه جعلنى أرى ذلك الأهتمام الذى أشتقت إليه منذ سنوات
رفعت عينها السليمه تنظر إليه بحزن ثم قالت بأسف
- أعلم أننى أتعبت قلبك وروحك كثيراً طوال تلك السنوات وألمتك أكثر
ليضع يديه فوق فمها يوقف سيل كلماتها و هو يهز رأسه بلا ... ثم قال
- أنتِ طفلتى و حبيبتى و زوجتى حلم تحقق و رغم فشلى فى حمايتك إلا أن حبى بقلبك لم يقل يوماً و لم تفقدى إيمانك بقدرتى على أخذ ثأرك
ابتسمت إبتسامه صغيره و هى تقول
- من يوم وقعت فى هواك و أنا لا أستطيع تصور حياتى دونك ... أنت عالمى و حياتى و أنت أمانى و لا أستطيع تحمل رؤية تلك الدماء دعنى أنظف الجرح و أعقمه
ليهز رأسه بنعم لتمسك من يده الضمادة و بدأت فى تنظيف الجرح و تعقيمه و هو يتابع كل حركه منها خصلات شعرها المبلله ... و ذلك العرق النابض فى عنقها و تلك القطرات التى تسيل فوق بشرة كتفيها العاريتان تجعل داخله كوحش كاسر حبيس و غاضب يريد أن يكسر قضبان سجنه و يخطفها ليتذوق جمالها و نضارتها الذى حرم منها لسنوات أغمض عينيه فى محاوله لتهدئه تلك الحرب الضروس التى أشتعلت بين قلبه و عقله و رغبه جسده و كانت هى بعيده تماما عما يشعر به رغم تفكيرها بشىء قريب جداً .. أنها أشتاقت لاهتمامها به لرعايه شئونه كما كانت تفعل فى السابق رفعت عيونها إليه لتجده مغمض العينين و مقطب الجبين لتقول بصوت منخفض
- هل أولمك ؟
ليهز رأسه بلا ثم فتح عينيه ينظر إليها و قال
- أنا لا أتألم من لمساتك ... بل أتألم من أبتعادك
ظلت تنظر إليه بصمت ليكمل هو برجاء و توسل
- أشتقت إليكِ أوار أشتقت إليكِ بشده ألا أستحق بعض الوصال
ظلت صامته ثابته النظرات لعده ثوان كان كله يتوسلها الرضا و القبول و العطف على قلبه المشتاق أن تسمح لنار جسده أن تنطفىء
وضعت ما بيدها على طاوله الزينة ثم وقفت على قدميها و مدت يدها له و هى تقول
- و أنا أيضا أشتاق إليك ... و أشتاق إلى إرضاء وحشك الضارى
لم يعد هناك مجال للكلام  و لا لأى شىء سوا الفعل ... الفعل فقط
..............
يجلس فى منزله يستمع إلى بعض الموسيقى و هو يقرأ كتاب من النوع المفضل لديه و أيضا لكاتبه المفضل ... يغوص في أعماق أفكار الكاتب ... و يعيش كل التفاصيل بكامل أحاسيسه .. فرغم قوته و صلابته التى تظهر للناس على أنها جمود و برود و أنه لا يشعر بأحد و لا يهتم لمشاعر أحد إلا أن قلبه في الحقيقه قلب كبير و حانى و مغرم
أخذ نفس عميق و هو يفكر فيها من شغلت عقله و آسرت قلبه و جعلت روحه تطوف دائما حولها و هى من تتهمه بالجمود و البرود يراها بلا قلب فهى لم تشعر به يوما و كيف ذلك و هو فى الأساس لم يظهر ذلك الحب لها يوما
أغلق الكتاب ثم وقف على قدميه و توجه إلى الشرفه يقف تحت أشعه الشمس القويه ... يستمد منها بعض الدفئ عله يدفىء قلبه و هو يتذكر ما حدث بالأمس فى حفله رهف و كيف كانت تبدوا جميله و مبهره كيف سيتحمل صمته و ابتعادها عنه
علا صوت هاتفه ليخرجه من جيب بنطاله ليجده سيف أجابه قائلا
-كيف حالك سيف ؟ أى ريح طيبه جعلتك تتصل بى ؟
صمت يستمع إلى محدثه و مع كل كلمه تصل إلى مسامعه كانت تقطيبه حاجبيه تزداد إنعقادا و يبدوا عليه القلق و حين أنتهى سيف من كلماته قال شاهين بهدوئه المعتاد رغم ذلك القلق الواضح فى عينيه
-سأكون على إستعداد لأى شئ دِلير
و أغلق الهاتف و قد أتخذ قراره لن يخرج إلى تلك المهمه إلا و قد أعترف لها بما داخل قلبه ... و يسم قلبها بحبه كما وسم قلبه
_____________________
دِلير \ الشخص الشجاع
بسمان \ البشوش الذى يضحك دائما
ادولف \ البطل الشجاع المحارب


                 الفصل الثالث من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close