أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل الثالث عشر 13بقلم رانبا البحراوي

       

رواية عهد الأخوة

الفصل الثالث عشر 13

بقلم رانبا البحراوي


فزعت فرحة عندما لم تجد الصغيرة بمكانها المعتاد

واسرعت إلى غرفة الأطباء لتسأل عنها.


للاسف لم يكن للبنت اسم فلم يتذكرها الطبيب

فرحة :ابنة علا التي توفيت وهي تلدها.

الطبيب :نعم تذكرت تلك الطفلة إن حالتها ساءت واحتاجت لحضانة مجهزة لا تتوفر لدينا بالمستشفى

ولذلك نصحنا بنقلها.


فرحة :واين هي الآن؟

الطبيب :قام خالها بنقلها إلى مستشفى آخر.

فرحة :َولماذا لم تتصلوا بنا اي بوالدها.

الطبيب :اتصلنا بوالدها ولكنه لم يهتم ثم اتصلنا بالرقم الذي احضر المريضة إلى المستشفى فاستجاب على الفور ونقلها.


تعجبت فرحة كيف لحمزة ان يتحرك قلبه لها دون أن يتحرك قلب ابيها لها.


اتصلت فرحة بحمزة تسأله عن الطفلة وعلمت بمكان المستشفى التي نقلت اليها وذهبت على الفور.


رأت فرحة حمزة وكيف اصبح في حالة يرثى لها كان حزين جدا يرتدي رباطة عنق سوداء ولكنها معوجة

وبدلة سوداء وذقن طويلة وشعر غير مرتب.


قبل أن تقترب منه فرحة ظلت تفكر تتقدم خطوة وتتراجع خطوة وشعرت بالشفقة عليه، كان يجلس

واضعا رأسه بين كفيه وكأن ثقل الألم مال برأسه فلا يقوى على رفعها، شعور جربته فرحة من قبل يوم وفاة والدها.


شعرت فرحة انه سوف يثور فوق رؤيتها لم تهتم بما سيفعله لها بقدر ماكانت تشفق عليه ولا تريد احزانه برؤيتها.


ظلت على هذه الحالة حتى رفع رأسه ورأها، كان في حالة ضعف شديد لدرجة انه لم يتخذ اي موقف فور رؤيتها.


اقتربت فرحة وسألته :كيف أصبحت حالة الطفلة الآن.


حمزة :قابلت الطبيب منذ لحظات واخبرني ان حالتها استقرت بعد نقلها.


فرحة :حمد لله وشكرا لأنك انقذتها في الوقت الذي لم يهتم والدها لما سيحدث لها.


حمزة :على ذكر والدها لابد وأن يقوم بتسجيلها تعلمين انه لايحق للخال تسجيلها لابد ابيها أو احدا من اسرته.


فرحة :هل استطيع تسجيلها أنا؟

حمزة :نعم إذا كان معك بطاقتك الان اذهبي للمستشفى التي ولدت بها واستخرجي اخطار ولادة ثم اذهبي إلى اقرب مكتب صحة وقومي بتسجيلها.


فرحة :أريد رؤيتها اولا.

حمزة :لا اعرف مكانها اسألي الطبيب.

فرحة :لم تنظر اليها هنا ايضا.

حمزة :لا لم اراها بعد نقلت بسيارة اسعاف ووضعت بالحضانه دون أن اراها.


حزنت فرحة بسماع ذلك كانت تظن ان حمزة لان قلبه اليها واصبح يهتم بها.


ذهبت فرحة وسألت الطبيب عن مكانها ورأت الطفلة وهي تحرك يدها وقدمها وشعرت بأن الحياة قد دبت بها فكانت لا تتحرك هكذا من قبل.


فرحة :كيف حالك ياصغيرتي وحيدة عمتك، هل لكِ ان تكتفي بحبي عن العالم ولم يحبك غيري سأحبك

وأعوضك عن اي شخص لم يحبك وسيكفيكي حبي ولن ادعك تشتكي يوما او تشعري بالوحدة.


ذهبت فرحة لكي تقوم بتسجيلها وأرسلت رسالة لكل من حمزة وعمر تستشيرهم في الأسم ولكن الاثنان كانت اجابتهم واحدة سميها بما تشائين.


قامت فرحة بتسمية الطفلة علا وقررت ألا تخبرهم بذلك حتى يوم خروجها من المستشفى.


ذهبت فرحة وقامت بتقديم شهادة الميلاد للمستشفى

كي يقوموا بتسجيلها في سجلات المستشفى.


ظلت فرحة تزور الطفلة يوميا ولكن لم يعد حمزة لزيارتها مرة أخرى.


بعد عشر ايام اخبرها الطبيب ان الطفلة اصبحت بخير وتستطيع اخذها اليوم. 


فرحت فرحة كثيرا بسماع ذلك واتصلت بحمزة كي تخبره بذلك وطلبت منه أن يأتي لاستلمها لانه هو من اودعها بهذه المستشفى.


ذهب حمزة للمستشفي ووقف بجانب فرحة هادئا جدا اخبرها انه سيوقع ويعود للمنزل لن ينتظر خروج الطفلة.


فرحة :ولكن كيف سأعود بها إلى المنزل تعلم حالة عمر مازالت قدمه بالجبس وانا لم احمل طفلة صغيرة من قبل بهذا العمر فكيف ساذهب بها إلى المنزل بمفردي.


حمزة :وانا ايضا لن استطيع حملها ولكن سانتظرك حتى اعيدك إلى منزلك.


فرحة :شكرا، ولكن تعالى معي من فضلك إلى الحضانة كي تحمل اغراضها وانا سأحملها.


ارادت فرحة ان يذهب معها حتى يسمع الطبيب وهو ينادي اسمها وترى اثر المفاجأة على وجهه.


كان حمزة مستند على احد الجدران وفرحة متلهفة عينيها تراقب باب الغرفة التي ستخرج منها الصغيرة.


بعد قليل خرجت الممرضة وهي تحملها وتسألت أين اسرة علا عمر.


اعتدل حمزة في وقفته ونظر إلى فرحة يتسائل بعينه

فهزت فرحة راسها اي انها حقا هي.


ابتسم وجه حمزة للمرة الاولي منذ وفاة شقيقته واقترب من الممرضة يقول نعم نحن اسرة علا.


فتح غطاء الطفلة ليرى وجهها وبمجرد ان راها وجهها طلب من الممرضة ان تساعده على حملها همس حمزة باذنها سامحيني لانني تأخرت برؤية هذا الوجه الجميل.


سمعت فرحة همساته وفرح قلبها، دمعت عيناها

وقالت :اتمنى أن يحدث مع عمر مثلما حدث مع خالها عند سماع اسمها.


فرحة :أنا ايضا اريد حملها اتفقنا انك ستحمل الاغراض وانا سأحمل الطفلة اتريد التراجع عن كلامك الان؟


حمزة :لا ولكن انتظري قليلا.

ظلت فرحة تراقب نظراته للطفلة وتمنع نفسها بصعوبة من أخذ الطفلة منه فهي تشوقت كثيرا لهذه اللحظة وهذا اللقاء.


بعد قليل

اراد حمزة ان يعطيها الطفلة فنظرت فرحة للمرضة تتطلب مساعدتها.


امسكت الممرضة بالطفلة وساعدت فرحة على حملها

واخبرتهم بكافة التعليمات ومواعيد الرضعات والادوية

سجل حمزة جميع التعليمات بهاتفه.


وكأن حمزة لم يهتم بالطفلة فقط خوفا من ان يتعلق بها ثم يفقدها ولكن عندما تعافت لا يوجد مايمنعه الان من حبها.


فتح حمزة باب السيارة الخلفي وطلب من فرحة ان تجلس بالخلف وعندما فتح الباب الامامي ليجلس بجانب علاء السائق اغلقه مرة أخرى وقال رائحة الطفلة لا تقاوم سأجلس معهم بالخلف.


جلس حمزة بجانبها ممسكا بيد الطفلة وكأنها اعادت اليه الحياة لمست يديها لامست قلبه ونعومتها كانت الترطيب لاحزان قلبه.


عيناها كانت جميلة جدا تشبه عيون فرحة العسلية

فرحة كانت سعيدة جدا باهتمامه بالطفلة فكان يصعب عليها وضع الطفلة وكيف تركت وحيدة بالمستشفى لايسأل عنها أحد.


تمنت كثيرا لو يستقبل عمر الطفلة مثلما استقبلها حمزة.


اسفل العمارة

طلب حمزة من علاء ان يصعد مع فرحة ليحمل لها الاغراض ولكن فرحة دعت حمزة للصعود معها حتى

يساعدها في تسجيل الارشادات الطبيبة على الادوية لانه هو الذي سمعها من الممرضة.


حمزة :قمت بتسجيل كل شئ على هاتفي سارسله إلى هاتفك، بعد قليل لحق حمزة بها خشية ان تخطئ في التعليمات.


طلبت فرحة من علاء ان يخرج المفتاح من جيب حقيبتها الخارجي ويفتح الباب حتى لا ترهق عمر بفتح الباب.


صعد حمزة بهذه اللحظات بينما يدخل من الباب رأى حمزة عمر وهو ينام على الاريكة حالته لاتختلف عن حالة حمزة كثيرا وجهه شاحب جدا واطلق لحيته

ينام وهو يعانق صورة كبيرة لعلا.


رق قلب حمزة قليلا على عمر وذهب وسلم عليه وساعده لكي ينهض من نومه واخذ منه الصورة وظل ينظر بها.


حمزة :انظر ماذا جلبنا لك؟

عمر :استريحوا سأذهب للحمام.

فرحة :الا تريد رؤية علا الصغيرة.


عمر :اسميتها علا؟ وهل اذا رايتها سأتعيد علا او سيقل شوقي لها.


دخل عمر إلى الحمام تاركا حمزة وعلا حائرين.

دمعت عين فرحة.

حمزة :لا تحزني سيتغير الوضع كثيرا اذا رأى وجهها.


وضع علاء الاغراض واغلق الباب.

حمزة :هيا اعطيني الصغيرة فقد اشتقت لها.

وضعتها فرحة بحضنه وجلبت الأغراض ثم بدأت تسجل مواعيد الادوية على الغلاف من الخارج.


خرج عمر من الحمام واخذ صورة علا ودخل غرفته واغلق الباب. 


 اعدت فرحة لحمزة نفس العصير الذي كان يحب حمزة تناوله كلما ذهب لزيارة والدته بالمقابر.


بعد ان تجرع اول رشفة شكرها كثيرا على العصير.

بهذه الاثناء اتصل ايمن بها.


اخذت فرحة هاتفها وابتعدت عن حمزة، نظر اليها حمزة وهي تبتعد بالهاتف وفهم انه اتصال خاص.


حمزة كان يراها وهي تتحدث على الهاتف دون أن يسمع صوتها كانت عابسة الوجه هادئة.


عندما عادت سألها حمزة :هل كان خطيبك؟

فرحة :نعم هو.

حمزة :وهل هناك مايجعلك عابسة الوجه هكذا أثناء مكالمة خطيبك.

فرحة :لا لم أكن عابسة الوجه.

حمزة :كنتِ ومازالتِ كذلك.


نظرت فرحة بمرآة عمود بجانبها وقالت :لم انتبه لذلك يبدو انني انزعجت من كثرة اسئلته عندما خطبت له لم اخبره شيئا عن أخي وعندما علم بوجوده لاتنتهي اسئلته.


حمزة :هذا مايشغلني بشدة مالذي جعلكما هكذا، ماسبب فراقكما ولماذا لم يخبرنا عمر شيئا عنكِ من قبل واخبرنا انكِ توفيتِ مع والدك.


سكتت فرحة كثيرا وقالت :كان غاضبا مني.

حمزة :لماذا؟

فرحة :انها قصة قديمة لا اريد ذكرها الآن.


بكت الطفلة وذهبت فرحة مسرعة لأعداد الرضعة بهذه الاثناء قام حمزة بتشغيل فديو عن الطريقة الصحيحة لارضاع الطفل.


عادت فرحة بالرضعة فرأت كيف كان حمزة منتبها للفديو واخذ الرضعة وسكب منها قليلا على يده

واخبرها انها لابد وان تتركها حتى تبرد قليلا.


ضحكت فرحة فنظر لها وقال ساعديني بدلا من ذلك

فرحة :لم استطع منع نفسي من الضحك حمزة بيه الذي تستنفر الفروع بقدومه وتعلن حالة الطوارئ كيف اصبح مرتبكا هكذا بجانب طفلة صغيرة.


حمزة :لم يسبق لي وارضعت طفلا من قبل.

فرحة :وانا ايضا ولكن اعلم اننا سننجح بالأمر كلانا يحبها ويخاف عليها ولذلك سنقدر على الاهتمام بها ورعايتها.


حمزة :ولكن هناك اشياء كثيرة بجانب الطفل الذي كان بالفديو لا توجد لدى علا سأذهب واشتري لها جميع مايلزمها ولكن كيف ستعتنين بها.


فرحة :لا تخاف سأنتبه عليها.


ذهب حمزة وعاد بعد اكثر من خمس ساعات فتحت فرحة له الباب وكان معه حقيبة كبيرة جدا وحين ارادت غلق الباب خلفه اخبرها ان تنتظر لان هناك بعض العمال يأتون خلفه.


صعقت فرحة من رؤية العمال والاشياء، اشتري لها غرفة اطفال كاملة وكل مايلزم من ملابس وادوات

ولعب لن تحتاجها بهذا العمر حتى أنه اشتري سيارة وحصان ودراجة.


فرحة بخوف :ماهذا، اين سنضع هذه الاشياء.

خرج عمر من غرفته ليرى مالذي يحدث بالخارج فتفاجئ بهذه الاشياء والعجيب انه لم يشكر حمزة بل سأله وماالداعي لكل هذا.


فرحة :بدلا من ان تشكره.

عمر :ولماذا اشكره، هل كنت ساعجز عن شراء ذلك مثلا لضعف مرتبي ام ماذا.


حمزة :لم افكر هكذا، فكرت ان كلانا واحد لا تفرق من الذي سبق واشترى مادامت اشياء من أجل الطفلة.


عمر :لا هناك فرق من انا لاشتري لها سيارة او دراجة

من ماركات عالمية أو حتى سرير يصدر موسيقى اخجلتني كثيرا وجعلتني اشعر بفقري مثلما كنت تفعل دائما مع زوجتي مالم استطيع شراءه تذهب وتشتريه لها.


دفع عمر السيارة الكهربية بقدمه ودخل غرفته.


وقف حمزة حزينا دون أن يرد عليه.

اخذ حمزة هاتفه واراد الذهاب ولكن اوقفته فرحة واصرت على عدم ذهابه.


فرحة :لن استطيع تركيب هذا السرير بمفردي. 


قام حمزة بتركيب السرير سريعا وذهب دون أن يتحدث بكلمة واحدة وطلب من فرحة ان تهتم بالطفلة وذهب. 


في اليوم التالي 

وضعت فرحة الطفلة في السرير ودخلت إلى الحمام 

استيقظت الصغيرة وظلت تبكي حتى وصل صوتها لصراخ تعمدت فرحة ذلك لترى ماذا سيفعل عمر 

بسماع صوتها هل ستسطيع صرخاتها اذابت الجليد بقلبه وسيسرع لحملها أم سيستمر في عناده ولن يقترب منها


فزعت فرحة عندما لم تجد الصغيرة بمكانها المعتاد

واسرعت إلى غرفة الأطباء لتسأل عنها.


للاسف لم يكن للبنت اسم فلم يتذكرها الطبيب

فرحة :ابنة علا التي توفيت وهي تلدها.

الطبيب :نعم تذكرت تلك الطفلة إن حالتها ساءت واحتاجت لحضانة مجهزة لا تتوفر لدينا بالمستشفى

ولذلك نصحنا بنقلها.


فرحة :واين هي الآن؟

الطبيب :قام خالها بنقلها إلى مستشفى آخر.

فرحة :َولماذا لم تتصلوا بنا اي بوالدها.

الطبيب :اتصلنا بوالدها ولكنه لم يهتم ثم اتصلنا بالرقم الذي احضر المريضة إلى المستشفى فاستجاب على الفور ونقلها.


تعجبت فرحة كيف لحمزة ان يتحرك قلبه لها دون أن يتحرك قلب ابيها لها.


اتصلت فرحة بحمزة تسأله عن الطفلة وعلمت بمكان المستشفى التي نقلت اليها وذهبت على الفور.


رأت فرحة حمزة وكيف اصبح في حالة يرثى لها كان حزين جدا يرتدي رباطة عنق سوداء ولكنها معوجة

وبدلة سوداء وذقن طويلة وشعر غير مرتب.


قبل أن تقترب منه فرحة ظلت تفكر تتقدم خطوة وتتراجع خطوة وشعرت بالشفقة عليه، كان يجلس

واضعا رأسه بين كفيه وكأن ثقل الألم مال برأسه فلا يقوى على رفعها، شعور جربته فرحة من قبل يوم وفاة والدها.


شعرت فرحة انه سوف يثور فوق رؤيتها لم تهتم بما سيفعله لها بقدر ماكانت تشفق عليه ولا تريد احزانه برؤيتها.


ظلت على هذه الحالة حتى رفع رأسه ورأها، كان في حالة ضعف شديد لدرجة انه لم يتخذ اي موقف فور رؤيتها.


اقتربت فرحة وسألته :كيف أصبحت حالة الطفلة الآن.


حمزة :قابلت الطبيب منذ لحظات واخبرني ان حالتها استقرت بعد نقلها.


فرحة :حمد لله وشكرا لأنك انقذتها في الوقت الذي لم يهتم والدها لما سيحدث لها.


حمزة :على ذكر والدها لابد وأن يقوم بتسجيلها تعلمين انه لايحق للخال تسجيلها لابد ابيها أو احدا من اسرته.


فرحة :هل استطيع تسجيلها أنا؟

حمزة :نعم إذا كان معك بطاقتك الان اذهبي للمستشفى التي ولدت بها واستخرجي اخطار ولادة ثم اذهبي إلى اقرب مكتب صحة وقومي بتسجيلها.


فرحة :أريد رؤيتها اولا.

حمزة :لا اعرف مكانها اسألي الطبيب.

فرحة :لم تنظر اليها هنا ايضا.

حمزة :لا لم اراها بعد نقلت بسيارة اسعاف ووضعت بالحضانه دون أن اراها.


حزنت فرحة بسماع ذلك كانت تظن ان حمزة لان قلبه اليها واصبح يهتم بها.


ذهبت فرحة وسألت الطبيب عن مكانها ورأت الطفلة وهي تحرك يدها وقدمها وشعرت بأن الحياة قد دبت بها فكانت لا تتحرك هكذا من قبل.


فرحة :كيف حالك ياصغيرتي وحيدة عمتك، هل لكِ ان تكتفي بحبي عن العالم ولم يحبك غيري سأحبك

وأعوضك عن اي شخص لم يحبك وسيكفيكي حبي ولن ادعك تشتكي يوما او تشعري بالوحدة.


ذهبت فرحة لكي تقوم بتسجيلها وأرسلت رسالة لكل من حمزة وعمر تستشيرهم في الأسم ولكن الاثنان كانت اجابتهم واحدة سميها بما تشائين.


قامت فرحة بتسمية الطفلة علا وقررت ألا تخبرهم بذلك حتى يوم خروجها من المستشفى.


ذهبت فرحة وقامت بتقديم شهادة الميلاد للمستشفى

كي يقوموا بتسجيلها في سجلات المستشفى.


ظلت فرحة تزور الطفلة يوميا ولكن لم يعد حمزة لزيارتها مرة أخرى.


بعد عشر ايام اخبرها الطبيب ان الطفلة اصبحت بخير وتستطيع اخذها اليوم. 


فرحت فرحة كثيرا بسماع ذلك واتصلت بحمزة كي تخبره بذلك وطلبت منه أن يأتي لاستلمها لانه هو من اودعها بهذه المستشفى.


ذهب حمزة للمستشفي ووقف بجانب فرحة هادئا جدا اخبرها انه سيوقع ويعود للمنزل لن ينتظر خروج الطفلة.


فرحة :ولكن كيف سأعود بها إلى المنزل تعلم حالة عمر مازالت قدمه بالجبس وانا لم احمل طفلة صغيرة من قبل بهذا العمر فكيف ساذهب بها إلى المنزل بمفردي.


حمزة :وانا ايضا لن استطيع حملها ولكن سانتظرك حتى اعيدك إلى منزلك.


فرحة :شكرا، ولكن تعالى معي من فضلك إلى الحضانة كي تحمل اغراضها وانا سأحملها.


ارادت فرحة ان يذهب معها حتى يسمع الطبيب وهو ينادي اسمها وترى اثر المفاجأة على وجهه.


كان حمزة مستند على احد الجدران وفرحة متلهفة عينيها تراقب باب الغرفة التي ستخرج منها الصغيرة.


بعد قليل خرجت الممرضة وهي تحملها وتسألت أين اسرة علا عمر.


اعتدل حمزة في وقفته ونظر إلى فرحة يتسائل بعينه

فهزت فرحة راسها اي انها حقا هي.


ابتسم وجه حمزة للمرة الاولي منذ وفاة شقيقته واقترب من الممرضة يقول نعم نحن اسرة علا.


فتح غطاء الطفلة ليرى وجهها وبمجرد ان راها وجهها طلب من الممرضة ان تساعده على حملها همس حمزة باذنها سامحيني لانني تأخرت برؤية هذا الوجه الجميل.


سمعت فرحة همساته وفرح قلبها، دمعت عيناها

وقالت :اتمنى أن يحدث مع عمر مثلما حدث مع خالها عند سماع اسمها.


فرحة :أنا ايضا اريد حملها اتفقنا انك ستحمل الاغراض وانا سأحمل الطفلة اتريد التراجع عن كلامك الان؟


حمزة :لا ولكن انتظري قليلا.

ظلت فرحة تراقب نظراته للطفلة وتمنع نفسها بصعوبة من أخذ الطفلة منه فهي تشوقت كثيرا لهذه اللحظة وهذا اللقاء.


بعد قليل

اراد حمزة ان يعطيها الطفلة فنظرت فرحة للمرضة تتطلب مساعدتها.


امسكت الممرضة بالطفلة وساعدت فرحة على حملها

واخبرتهم بكافة التعليمات ومواعيد الرضعات والادوية

سجل حمزة جميع التعليمات بهاتفه.


وكأن حمزة لم يهتم بالطفلة فقط خوفا من ان يتعلق بها ثم يفقدها ولكن عندما تعافت لا يوجد مايمنعه الان من حبها.


فتح حمزة باب السيارة الخلفي وطلب من فرحة ان تجلس بالخلف وعندما فتح الباب الامامي ليجلس بجانب علاء السائق اغلقه مرة أخرى وقال رائحة الطفلة لا تقاوم سأجلس معهم بالخلف.


جلس حمزة بجانبها ممسكا بيد الطفلة وكأنها اعادت اليه الحياة لمست يديها لامست قلبه ونعومتها كانت الترطيب لاحزان قلبه.


عيناها كانت جميلة جدا تشبه عيون فرحة العسلية

فرحة كانت سعيدة جدا باهتمامه بالطفلة فكان يصعب عليها وضع الطفلة وكيف تركت وحيدة بالمستشفى لايسأل عنها أحد.


تمنت كثيرا لو يستقبل عمر الطفلة مثلما استقبلها حمزة.


اسفل العمارة

طلب حمزة من علاء ان يصعد مع فرحة ليحمل لها الاغراض ولكن فرحة دعت حمزة للصعود معها حتى

يساعدها في تسجيل الارشادات الطبيبة على الادوية لانه هو الذي سمعها من الممرضة.


حمزة :قمت بتسجيل كل شئ على هاتفي سارسله إلى هاتفك، بعد قليل لحق حمزة بها خشية ان تخطئ في التعليمات.


طلبت فرحة من علاء ان يخرج المفتاح من جيب حقيبتها الخارجي ويفتح الباب حتى لا ترهق عمر بفتح الباب.


صعد حمزة بهذه اللحظات بينما يدخل من الباب رأى حمزة عمر وهو ينام على الاريكة حالته لاتختلف عن حالة حمزة كثيرا وجهه شاحب جدا واطلق لحيته

ينام وهو يعانق صورة كبيرة لعلا.


رق قلب حمزة قليلا على عمر وذهب وسلم عليه وساعده لكي ينهض من نومه واخذ منه الصورة وظل ينظر بها.


حمزة :انظر ماذا جلبنا لك؟

عمر :استريحوا سأذهب للحمام.

فرحة :الا تريد رؤية علا الصغيرة.


عمر :اسميتها علا؟ وهل اذا رايتها سأتعيد علا او سيقل شوقي لها.


دخل عمر إلى الحمام تاركا حمزة وعلا حائرين.

دمعت عين فرحة.

حمزة :لا تحزني سيتغير الوضع كثيرا اذا رأى وجهها.


وضع علاء الاغراض واغلق الباب.

حمزة :هيا اعطيني الصغيرة فقد اشتقت لها.

وضعتها فرحة بحضنه وجلبت الأغراض ثم بدأت تسجل مواعيد الادوية على الغلاف من الخارج.


خرج عمر من الحمام واخذ صورة علا ودخل غرفته واغلق الباب. 


 اعدت فرحة لحمزة نفس العصير الذي كان يحب حمزة تناوله كلما ذهب لزيارة والدته بالمقابر.


بعد ان تجرع اول رشفة شكرها كثيرا على العصير.

بهذه الاثناء اتصل ايمن بها.


اخذت فرحة هاتفها وابتعدت عن حمزة، نظر اليها حمزة وهي تبتعد بالهاتف وفهم انه اتصال خاص.


حمزة كان يراها وهي تتحدث على الهاتف دون أن يسمع صوتها كانت عابسة الوجه هادئة.


عندما عادت سألها حمزة :هل كان خطيبك؟

فرحة :نعم هو.

حمزة :وهل هناك مايجعلك عابسة الوجه هكذا أثناء مكالمة خطيبك.

فرحة :لا لم أكن عابسة الوجه.

حمزة :كنتِ ومازالتِ كذلك.


نظرت فرحة بمرآة عمود بجانبها وقالت :لم انتبه لذلك يبدو انني انزعجت من كثرة اسئلته عندما خطبت له لم اخبره شيئا عن أخي وعندما علم بوجوده لاتنتهي اسئلته.


حمزة :هذا مايشغلني بشدة مالذي جعلكما هكذا، ماسبب فراقكما ولماذا لم يخبرنا عمر شيئا عنكِ من قبل واخبرنا انكِ توفيتِ مع والدك.


سكتت فرحة كثيرا وقالت :كان غاضبا مني.

حمزة :لماذا؟

فرحة :انها قصة قديمة لا اريد ذكرها الآن.


بكت الطفلة وذهبت فرحة مسرعة لأعداد الرضعة بهذه الاثناء قام حمزة بتشغيل فديو عن الطريقة الصحيحة لارضاع الطفل.


عادت فرحة بالرضعة فرأت كيف كان حمزة منتبها للفديو واخذ الرضعة وسكب منها قليلا على يده

واخبرها انها لابد وان تتركها حتى تبرد قليلا.


ضحكت فرحة فنظر لها وقال ساعديني بدلا من ذلك

فرحة :لم استطع منع نفسي من الضحك حمزة بيه الذي تستنفر الفروع بقدومه وتعلن حالة الطوارئ كيف اصبح مرتبكا هكذا بجانب طفلة صغيرة.


حمزة :لم يسبق لي وارضعت طفلا من قبل.

فرحة :وانا ايضا ولكن اعلم اننا سننجح بالأمر كلانا يحبها ويخاف عليها ولذلك سنقدر على الاهتمام بها ورعايتها.


حمزة :ولكن هناك اشياء كثيرة بجانب الطفل الذي كان بالفديو لا توجد لدى علا سأذهب واشتري لها جميع مايلزمها ولكن كيف ستعتنين بها.


فرحة :لا تخاف سأنتبه عليها.


ذهب حمزة وعاد بعد اكثر من خمس ساعات فتحت فرحة له الباب وكان معه حقيبة كبيرة جدا وحين ارادت غلق الباب خلفه اخبرها ان تنتظر لان هناك بعض العمال يأتون خلفه.


صعقت فرحة من رؤية العمال والاشياء، اشتري لها غرفة اطفال كاملة وكل مايلزم من ملابس وادوات

ولعب لن تحتاجها بهذا العمر حتى أنه اشتري سيارة وحصان ودراجة.


فرحة بخوف :ماهذا، اين سنضع هذه الاشياء.

خرج عمر من غرفته ليرى مالذي يحدث بالخارج فتفاجئ بهذه الاشياء والعجيب انه لم يشكر حمزة بل سأله وماالداعي لكل هذا.


فرحة :بدلا من ان تشكره.

عمر :ولماذا اشكره، هل كنت ساعجز عن شراء ذلك مثلا لضعف مرتبي ام ماذا.


حمزة :لم افكر هكذا، فكرت ان كلانا واحد لا تفرق من الذي سبق واشترى مادامت اشياء من أجل الطفلة.


عمر :لا هناك فرق من انا لاشتري لها سيارة او دراجة

من ماركات عالمية أو حتى سرير يصدر موسيقى اخجلتني كثيرا وجعلتني اشعر بفقري مثلما كنت تفعل دائما مع زوجتي مالم استطيع شراءه تذهب وتشتريه لها.


دفع عمر السيارة الكهربية بقدمه ودخل غرفته.


وقف حمزة حزينا دون أن يرد عليه.

اخذ حمزة هاتفه واراد الذهاب ولكن اوقفته فرحة واصرت على عدم ذهابه.


فرحة :لن استطيع تركيب هذا السرير بمفردي. 


قام حمزة بتركيب السرير سريعا وذهب دون أن يتحدث بكلمة واحدة وطلب من فرحة ان تهتم بالطفلة وذهب. 


في اليوم التالي 

وضعت فرحة الطفلة في السرير ودخلت إلى الحمام 

استيقظت الصغيرة وظلت تبعهد الاخوة

الفصل الثالث عشر

ثار عمر غاضبا مع ارتفاع بكاء الطفلة وطلب من فرحة ان تسرع ولكنها اخبرته أن شعرها وعينها مليئ بالصابون ولن تستطيع الخروج وطلبت منه أن يقوم بهز سريرها فقط دون أن يحملها ستهدأ.


ذهب عمر لغرفة الصغيرة وبدأ يهز السرير دون أن ينظر لها ولكنها لم تتوقف عن البكاء.


مد يده يرتب عليها برفق ونظر لها بهذه اللحظة وكانت النتيجة غير متوقعة بالمرة اصابه السحر بمجرد أن تطلع إلى وجهها البرئ اخذه قلبه إلى حملها سريعا وبدت جائعة جدا فازدادت شفقته عليها لفقدان أمها بهذا العمر الصغير وبدأ يبكي ويبكي

وهو ينظر إليها افاقته الدموع من غفلته وقتلت قسوة قلبه وضمها بحنان شديد فهدأت بحضنه وسكنت

وبلحظة واحدة احتلت مكانة كبيرة بقلبه.


قبلها ووضعها بمكانها والتفت ليجد فرحة خلفه وضع رأسه على كتفها وبكى كثيرا تلك الدموع التي سجنها وخرجت في صورة قسوة، انهمرت اليوم من عينيه لتخفف ذلك الضيق الذي يثقل قلبه.


عمر :فرحة انا اسف لكِ ولهذه البريئة لتجاهلي لكم بالايام السابقة.


فرحة :كنت أعلم أن هذا لن يستمر طويلا فبمجرد رؤيتها ستسلل إلى قلبك وتجبرك على حبها.


في صباح اليوم التالي

اتصل حمزة بفرحة كي يأتي لزيارتهم لرؤية علا.

فرحة :تستطيع زيارتها بأي وقت ولكننا سنخرج نهارا لن يتواجد أحد بالمنزل.


حمزة :إلى أين؟

فرحة :سأذهب إلى المستشفى برفقة عمر لكي يزيل الجبس من قدمه.


حمزة :وكيف ستذهبون؟

فرحة :انا سوف احمل علا وحارس العقار سيساعد عمر حتى الركوب بالسيارة الأجرة.


جهزت فرحة الفطار وظلت تبحث عن عمر كي يتناول الفطار قبل الذهاب إلى الطبيب ولكنه لم يكن بغرفته بحثت عنه بالحمام والشرفة ولم تجده، ألقت فرحة نظرة عابرة على غرفة علا فوجدته يجلس امامها مبتسما، شاردا في برأتها اثناء نومها.


امسكت فرحة بيده واخذته للخارج ليتناول الطعام وكانت سعيدة جدا بذلك.


بعد تناول الفطار جهزت فرحة الطفلة وحملتها واستدعت حارس العقار كي يأخذ اخيها ولكنها لم تجده حملت الطفلة بيد والآخرة تعلق اخيها حتى باب المصعد.


بالاسفل

بينما فرحة منشغلة باخيها وبالطفلة تفاجئت بيد تمتد لاخيها لمساعدته وعندما نظرت وجدت حمزة يقف صامتا يمد يد المساعدة لعمر.


خجل عمر كثيرا برؤية حمزة واعتذر منه.

حمزة :بالشدائد لن تستطيع اللوم ولا نجرؤ على عدم التسامح، لاتعتذر يااخي ولا تبتأس قد نسيت كل شئ.


ابتسمت فرحة برؤية ذلك، طلب منها حمزة ان تصعد بالطفلة لانه سيرافق عمر ولن يتركه حتى يعيده إلى المنزل.


صعدت فرحة وبدأت بترتيب المنزل ثم بدأت في تجهيز الطعام وغسلت ملابس الطفلة.


اتصل أيمن بها وكانت مشغولة جدا لانها ارادات انجاز كل الاعمال المنزلية اثناء نوم الطفلة ولكنه غضب بشدة لانه لايستطيع رؤيتها أو حتى التحدث معها عبر الهاتف أثناء يوم اجازته.


بالنهاية دعته فرحة للزيارة مساءا عند عودة اخيها كي يتعرف على عمر.


عاد حمزة برفقة عمر واستأذن منه كي يبقى مع علا لبعض الوقت فسمح له عمر واخبره انه لايحتاج لاذن يستطيع زيارتها متى شاء ذلك.


فرحة كانت تتجهز لاستقبال خطيبها تاركة علا نائمه بغرفتها.


دخل حمزة وحمل علا وظل يشاهدها في صمت نظراته لها كانت تنجح في سرقته من احزانه وتنسيه

مايشغل فكره من العمل ومشاكله التي لا تنتهي.


استيقظت الطفلة وبدأت بالبكاء فخرج حمزة من الغرفة بحثا عن فرحة.


رأى فرحة بدلت ملابسها.


حمزة :هل ستذهبين إلى مكان؟

فرحة :لا.

حمزة :أرى انك بدلتي ملابسك وكأنك تتجهزين للخروج.


فرحة :لا سيأتي خطيبي للتعرف على أخي وهذه المرة الأولى التي سيتقابلان بها.


حمزة :علا تبكي جوعا، لا اريد تعطيلك عن تجهيزاتك لاستقبال خطيبك، جهزي الرضعة وانا سأقوم باعطائها لعلا.


ذهبت فرحة لتجهز الرضعة بالفعل ودخل حمزة واغلق غرفة الطفلة عليه وعتدما عادت لكي تعطيها له اخبرها انه سيهتم بالطفلة دون أن يزعجهم.


شكرته فرحة وقالت :ان خطيبها دائم الشكوى بسبب

انشغالي بالبيت والطفلة وكنت أخشى أن تبكي علا بوجوده.


حمزة :استطيع ان ارسل واحدة لمساعدتك.

فرحة :عمر لن يقبل بذلك ولا تتحدث بهذا الأمر امامه حتى لاتسوء الأمور بينكم مرة اخري.


حمزة :وماذا ستفعلين إذا انزعج من انشغالك بعلا لا اريد ان تكون الطفلة سببا في سوء الفهم بينكما.


فرحة : لا أظن ذلك، أشعر أن الامور ستتغير إذا رأها بعينه مثلما فعلت انت وعمر.


حمزة :وهل تقبلها عمر؟

فرحة :ألم يخبرك اثناء وجدوكم بالمستشفى؟

حمزة :لا لم يخبرني.

فرحة :عانقها وبكى بشدة واعتذر منها كثيرا وندم على الايام التي لم يهتم بها أثناء تعبها بالمستشفى.


حمزة :إنها اخبار رائعة واظن ان موقف خطيبك سيتغير ايضا، لا أظن أن يجد شابا فتاة بمواصفاتك ويتركها بسبب طيبة قلبها وحنانها مع طفلة فقدت امها.


خجلت فرحة عندما مدحها وغادرت الغرفة وأغلقت الباب خلفها.


شعر حمزة بالضيق حين خرجت لاستقبال خطيبها وتمنى لو انه غادر المنزل قبل مجيئه كيف سيبقي هكذا بالداخل وهو يعلم انها تتحدث معه وتتضيفه 

وتقدم له الطعام الذي صنعته بيدها بالخارج. 


طرق ايمن الباب وذهبت فرحة لاستقباله كان عمر خلفها يحاول السير ببطئ لاستقبال أيمن.


رحب عمر به ودعاه للدخول تعرف كل منهما على الاخر وتمنى ايمن الشفاء لعمر، ايمن كان ينظر لفرحة

واخبرها بهمس انه اشتاق لفطارهم سويا واصبح لايحب الذهاب للعمل اثناء غيابها وسألها متى ستعودين.


فرحة :لا أعلم.

حان وقت تناول العشاء طلب عمر من فرحة ان تدعو حمزة لتناول العشاء. 

ايمن :من حمزة؟

عمر :انه خال ابنتي وكان يرافقني اليوم إلى المستشفى ولم يتناول الغداء إلى الآن، قامت خطيبتك بتجوعينا انشغلت بتحضير العشاء ولم تعد غداء.


فرحة :كيف نسيت ذلك؟


ذهبت فرحة واخذت الطفلة من يد حمزة لكي تضعها بحضن ايمن فقام بأبعاد يدها وقال :عذرا لا احمل اطفال، كنت احمل طفل الجيران ذات يوم واتسخت ثيابي بسبب الافرازت التي تخرج من فمه وساءت رائحتي.


حزنت فرحة من تصرفه وكيف بعد يدها وكأنه يشمئز من الطفلة.


أخذ حمزة علا من يدها وقال :انا اريدها بجمالها وافرازتها احبها كما هي.


ايمن :حتى انني شممت تلك الرائحة التي اكرهها الآن وأشار إلى ملابس فرحة وقال :هذا مااقصده اصبحت رائحة ملابسك مثل رائحة المرأة التي وضعت طفلها للتو أو رائحة المستشفى.


خجلت فرحة بشدة وظلت بعيدة لاتجرؤ على الاقتراب من أحد.


اثناء العشاء 

ايمن :تشرفت بمعرفتك يااستاذ حمزة دائما كنت اسمع عنك بالصحافة واري صورك سعيد بمقابلتك 

الآن. 


حمزة :شكرا. 

أيمن :الملح زائد بالطعام لا استطيع تناوله. 

حمزة :بالعكس الطعام جيد جدا. 


بعد العشاء

وضعت فرحة الاطباق في المطبخ وذهبت وبدلت ملابسها سريعا، حمزة نظر لايمن بضيق ويمنع نفسه

من الاساءة إليه لاجل فرحة وعمر كيف يتحدث مع فرحة هكذا امام اخيها وامامه وهذه المرة الأولى التي يراهما بها.


ذهب ايمن.

عمر :لم احب هذا الشاب مطلقا ولكن لن أتدخل في قرارتك ولكن ماذا احببتي فيه يمدحك بالسر امامي ومررتها له.

فرحة :لم يمدحني كان يخبرني انه لايحب الذهاب إلى العمل في عدم وجودي.


عمر :وماذا عن اهانته لكِ جهرا اَمامنا بأن رائحتك سيئة، ألم يشم رائحة جواربه قبل أن يتحدث.


ضحكت فرحة، حمزة ينظر لهما لايريد التدخل بالأمر نظر له عمر وقال :لماذا تصمت ياحمزة اخبرها مارأيك بهذا الشاب؟


حمزة :افضل الصمت لا اريد التدخل بشئون فرحة الشخصية.


فرحة :من فضلك ياعمر اهدأ قليلا حتى وإن وجدت به بعض العيوب تذكر انه كان سيتزوجني رغم انني اعيش بمفردي وليس لدي اهل أو اقارب.


عمر :ولكنك الان لست بمفردك ويجب عليكِ الانصات لنصائح غيرك وخاصة اخيكِ الكبير.


فرحة :تمت خطبتنا بالفعل ولن اتركه لمجرد انك لم تعجب به.


حمزة :عفوا لانني اتدخل ولكن هل انتِ معجبة به؟

سكتت فرحة قليلا وقالت :هو يحبني.

حمزة :لا أسأل عنه، انا اسأل عن شعورك أنتِ هل تحبيه؟


فرحة :لم افكر بالامر من قبل.

حمزة :لا تلومي على اخيكي إذن، مادمتِ نفسك لاتعلمين حقيقة مشاعرك نحوه.


عمر :لا يليق بكِ، انتِ رقيقة حنونة لاتجرحين احد وهو لايفكر سوى بنفسه وببدلته التي يخشى عليها من الاتساخ، طعامك الذي يمدح به الجميع منذ أن كان عمرك عشر سنوات، ينتقده بسهولة ولم يرغب في تكملته، لم أرى العيب بالطعام بالقدر الذي رأيت ان العيب به ولسانه، ولذلك اخبرك مرة أخرى لم احبه لم احبه.


بكت علا فقال عمر :انظري حتى علا لم تحبه.


ضحك حمزة وقال :هذه المرة الأولى الذي أراك تكره شخص هكذا من فضلك اهدأ حتى لاتنزعج فرحة اكثر من ذلك.


اخذت فرحة علا وذهبت إلى غرفة الصغيرة وهي منزعجة بشدة.


لم تنزعج فرحة من كلماتهم بقدر ماانزعجت بصحة كلامهم ولكن مايجعلها تتمسك بخطيبها أنه ظهر بحياتها وقتما كانت وحيدة ولم يتخلى عنها كيف تتخلى عنه الآن. 


دخل حمزة كي يأخذ هاتفه ورأى فرحة وهي تجلس شاردة.


اخذ حمزة هاتفه دون أن تشعر فرحة بوجوده بالغرفة.

لفت حمزة انتباهها وقال :عذرا قاطعت وحدتك ولكنني لن استطيع الذهاب دون تقبيل علا.


فرحة :لا لم تقاطع شئ، تفضل وقبلها ولكن لن اسمح لك أن تقبلها وأنت بهذا الشكل قم بتسوية لحيتك وشعرك حتى لا توخزها وسأطلب من عمر ذلك ايضا.


أجبرتهم فرحة على ذلك كي يتخطوا احزانهم ويبدأوا بالأهتمام بأنفسم قليلا.


في اليوم التالي

استيقظ حمزة ونظر بالمرآة وقرر يذهب إلى الحلاق عمر ايضا قام بذلك بناءا على أوامر فرحة.


أنهى حمزة عمله ومر على منزل عمر بطريقه، فرحت فرحة عندما لاحظت انه نفذ طلبها واشارت له إلى عمر نظر كلا من عمر وحمزة لبعضهما وضحكوا

كلاهما فعلها من أجل هذه الصغيرة نظرت فرحة لكلاهما وهو يبتسم وشعرت أن علا هي الأمل الذي سيعيد كلمنهما للحياة.


أرسل أيمن رسالة إلى فرحة يخبرها ان المدير يحذرها في حالة الغياب اكثر من ذلك سيفصلها عن العمل.


تحدثت فرحة أمام الاثنان ليفكروا معها ماذا تفعل.

عمر :اتركِ هذا العمل لستِ بحاجة إليه بعد اليوم لن ينقصك شيئا بعد اليوم.


فرحة :العمل ليس فقط لتلبية احتياجاتي وأنما من أجل تدريب الكلية.


حمزة :مارأيك بالتدريب لدي بالمطعم سيكون ساعات محدودة وهناك فرع قريب من هنا يبعد شارعين فقط وبجانبه روضة أطفال جيدة تستطيعين ايداع علا بالروضة والاطمئنان عليها بين الحين والآخر كلما كان لديكِ متسع من الوقت اثناء ساعات العمل.


فرحة :وماذا عن طردي أمام جميع العمال.

خجل حمزة وقال :استطيع الاعتذار لكِ أمام الجميع اذا اردتي ذلك، واريد طمئنتك ان الفرع القريب من هنا ليس به أي موظف من ذلك الفرع الذي كنتِ تعملين به بالسابق.


فرحة :لا يوجد فرع من الفروع لم يتأذى بسبب ماحدث الجميع تعرض للخطر بسببي واعلم جيدا انهم يعرفوني جيدا، ولذلك افكر في البحث بمكان اخر.


عمر :مر وقت طويل على ذلك واري انه لا داعِ للبحث بمكان اخر انهي فترة تدريبك بشهادة معتمدة من مطعم حمزة افضل لكِ من العمل بمكان اخر.


فكرت فرحة قليلا وبعد ذلك وافقت على العمل.


حمزة :من الغد نذهب للروضة ونسأل عن المواعيد وبناء على ذلك سوف احدد ساعات عملك.


عمر :ولكن اريد ان الفت نظرك لشيئا من الآن مصروفات الروضة سأقوم بدفعها واي شئ يخص ابنتي.


فرحة :يتبقى أمرا اخر، اريد جلب ملابسي من شقتي التي كنت اعيش بها وتسليمها لمالك العقار حتى لاندفع اجرتها دون داعِ.


عمر :اذهبي غدا واجلبي كل اغراضك وسأهتم بعلا لحين عودتك.


حمزة :ماذا عن عملك انت؟ متى ستعود لعملك؟

عمر :منحني المدير اجازة، انتهت منذ ثلاثة أيام ولكنني لا أقوى على الذهاب.


حمزة :عليك أن تهتم بعملك من أجل ابنتك.

عمر :سأحاول العودة قريبا.


نظر حمزة إلى فرحة وسالها اذا كانت ستحتاج لسيارة من أجل اشيائها كي يرسل معها السائق غدا.


فرحة :الاغراض ليست كثيرة سأذهب لاحضارها بمفردي ولكن علي الذهاب للكافيه اولا كي اخذ اوراقي كي اقدمها لدى المدير بمطعمك كي لايطلب مني اعادة استخراجها من جديد.


حمزة:سأتحدث مع مدير الفرع عنك ولكن بعد معرفة مواعيد الروضة.


فرحة :نستطيع الذهاب إلى الروضة بعد غد.

قبل أن يذهب حمزة ظل بغرفة علا كثيرا بمفرده.


طرقت فرحة الباب وعندما فتح لها كان يبكي.

اشفقت فرحة عليه برؤية دموعه واعتذرت منه لأنها قاطعت ذلك ولكنه وقت طعام علا.


حمزة :كلما رأيتها تذكرت يوم ولادة أمها وكيف انقضت وحدتي بميلادها.


كنت بعمر الخمس سنوات كنت اعود من مدرستي سريعا كي اجلس معها كنت احب مشاهدتها وهي تأكل وهي تبكي حتى وهي نائمة، كنت اظل اكتب وجباتي بجانبها حتى اراها وهي تفتح عينها.


اتذكر كانت جميلة جدا مثلها، كلما حملتها خفق قلبي

وتذكرت يوما حملت فيه امها.


اشكرك لاختيارك نفس اسم امها واشكرك على اعتنائك بها، لا اعلم مالذي سيحدث لها اذا تركتيها يوما، ماذا لو رفض خطيبك ان تعتني بها.


فرحة :لن اتخلى يوما عن الاعتناء بها.

حمزة :ستتزوجين وتنجبين وقد يتزوج والدها وينجب واخشى ان تنشغلون عنها بغيرها.


فرحة:اقسم لك انه لن يحدث ولو لم اتزوج مطلقا لن افرط في الاعتناء بها.


شكرها حمزة لانها طمأنت قلبه بحديثها هذا وشكرها لأنها انصتت له وقت حزنه مثلما كانت تفعل في الماضي كلما ذهب للمدفن واخبرها انه مازال يذهب

لزيارة والدته واخته ولن ينسى زينب بدعائه وقال مازحا جدتك. 


خجلت فرحة حين ذكرها بكذبتها وقالت :اضطررت لذلك حتى توافق على بقائي معها، وقالت :أين اشيائها التي وعدت ان تمنحها لي؟


حمزة :مازلت احتفظ بها، سأجلبها لكِ قريبا. 


فرحة :شكرا، اريد ان اطلب منك الا تحزن من أجل اختك واعتبرني بدلا عنها.


حمزة :ولكنني لن استطيع ان اضعك بمكانة اختي.

فرحة :لماذا؟

حمزة :هكذا.


وذهب حمزة وتركها حائرة بسبب كلماته.


في اليوم التالي.


ذهبت فرحة للكافيه وقدمت استقالتها وقابلت ايمن

والذي كان حزينا جدا لانها تركت العمل فقد اعتاد على وجودها بالعمل واخبرها انه يريد التعجيل بموعد الزفاف لانه لم يستطع الافتراق عنها.


فرحة :لن نستطيع تحديد موعد قبل أن يتخطى اخي أحزانه وهناك اشياء كثيرة علينا التحدث بها (تقصد رعايتها للطفلة).


ايمن :موافق على كل مطالبك قبل أن اسمعها، طلب منها ايمن ان تبقي قليلا حتى ينهي عمله ويجلسون سويا قبل أن تعود للمنزل.


فرحة:لن استطيع لانني اليوم ساذهب لجمع اغراضي من الشقة القديمة.


ايمن:سآتي لمساعدتك.

فرحة :لا يجوز كيف سنذهب بمفردنا؟

ايمن:انت خطبيتي.

فرحة :لست زوجتك.


لم يقتنع ايمن بكلامها وقرر اللحاق بها دون علمها.

استأذن مبكرا من العمل ولحق بها.


دخلت فرحة الشقة وتركت الباب مفتوح وظلت تجمع ماتحتاجه وتتركه أمام الباب كي تجلب سيارة أجرة وتضع بها الأغراض.


بعد جمع اول حقيبة خرجت لتضعها أمام الباب تفاجئت بايمن يخبرها وهو يبتسم انه لحق بها لمساعدتها رغم رفضها ذلك الا انه لم يستطع تركها.


غضبت فرحة وطلبت منه أن ينتظرها بالخارج

ولكن لم يستمع ايمن لكلامها وتظاهر بأنه يساعدها ولمس يدها ثم اعتذر بعد قليل حاول أن يلمس جسدها.


شعرت فرحة بما يخطط له وحذرته وطلبت منه غاضبة ان يخرج لينتظرها بالخارج.


اغلق ايمن الباب بطرف قدمه وتقرب منها مرة أخرى.


صفعته فرحة بقوة واسرعت لتفتح الباب ورأى مالك العقار انها بصحبة شاب بالداخل.


اسرع المالك واتصل بعمر لانه من قام باستئجار الشقة واخبر مالك العقار ان اخته ليست متزوجة وطلب منه أن يخبره في حالة ان زارها احد بالمنزل اي ان عمر كان مازال يشكك بها ولذلك طلب من مالك العقار مراقبتها.


تفاجئ عمر باتصال من مالك العقار وظن انه يريد اعادة مبلغ التأمين له يدا بيد فسبقه عمر واخبره ان يعطي المال لاخته.


المالك :لم اتصل من اجل ذلك فقط ولكن شقيقة حضرتك جلبت رجلا بالشقة وكانوا سويا بالداخل والباب مغلق.


              الفصل الرابع عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close