أخر الاخبار

رواية ظل الاثم الفصل الثامن 8بقلم رانيا البحراوي

         

 رواية ظل الاثم 
الفصل الثامن 8
بقلم رانيا البحراوي



صدم بلال بسماع ذلك واصبح وجهه كالمرآة انعكس بوجهه كل الحزن الذي شعر به قلبه لم يستطع تزييف تعابير وجهه مما جعل عاصم يتأكد أن بلال يحب مريم. 

تولد لعاصم بعض الشك عندما دافع بلال عن مريم وعندما بقي كي يتناول الطعام الذي اعدته بنفسها وتأكد عندما رأى وجهه بلال وتمنى عاصم لو يستطع ان يتركها له لأنه بالفعل لايحبها وان بلال يستحقها مادام يحبها ولكنه يعجز عن ذلك بسبب مرض والدته. 

لم يستطع بلال رسم ابتسامة زائفة على وجهه فقرر الهرب سريعا استأذن من عاصم واعاد الهاتف إلى صفاء 
واخبرها انه تذكر أمر هام لن يستطع البقاء لتناول العشاء. 

نادت صفاء على مريم كي تخرج من غرفتها وتودع بلال عند الباب ولكن مريم لم تخرج، أنهت صفاء الاتصال مع عاصم ودخلت لترى سبب تأخر مريم، فوجدت مريم تعانق صورة ابيها وتبكي بشدة. 

جلست صفاء بجانبها وسألتها عن سبب بكائها. 
مريم :علمت بما حدث بالماضي، السر الذي حاولتِ كثيرا اخفاؤه عني ولا تعلمين انني اعيش بظله نعم رغم عدم معرفتي بأثم أمي كنت اعيش بظل هذا الأثم، كنت أراه بنظرات الناس حين يذكر إسمها وبحسرة بعيونك وقت اطلب منكِ أن تحدثيني عنها، كنت أرى هذا الظل في نظرات الكره من اقارب والدي لي وهمسات الناس اللذين يعرفونها، ولكن مااحزني كثيرا معرفني ان عاصم رأى بعينه اثامها وكان شاهدا على جرمها. 

انهارت مريم بالبكاء وقالت :كيف سيبني بيتا مع ابنة من رأى عليها اثمها. 

حزنت صفاء كثيرا واستعاد ذهنها ذكرى هذا اليوم الحزين وقالت :نعم شاهد بنفسه ولكنه كان طفل لم يستوعب كثيرا بوقتها، مااحزنه إلا الأحداث بعد ذلك فقد نشرت صورة لوالدتك بالجريدة وتناقلت الصورة من يد إلى أخرى بمدرسة عاصم  وظل الجميع يسأله هل هذه والدتك؟ ماذا فعلت والدتك؟ بكى عاصم كثيرا واخبرهم هذه ليست والدتي إنها شقيقتها التؤام ولكن لم يصدقه أحد إلى أن ذهبت بنفسي إلى المدرسة واخبرتهم بأن التي توفيت كانت اختي. 

مريم :ولذلك كان يكرهني هكذا؟ ماالذي جعله يتغاضى عن كل هذا ويطلب يدي؟ 

صفاء :الايام تنسي كل شئ. 
مريم :لا تستطعين الكذب ياصفاء، انتِ من اجبرتيه على القبول بي اليس كذلك؟ 

اطالت صفاء السكوت فاعادت عليها مريم نفس السؤال وهي تنظر إلى عينها. 

صفاء:نعم انا من طلبت منه ذلك ولكن ليس فقط لانني اخاف عليكي ولكن نفس الشئ بالنسبة له، تعلمين كم حاد الطباع ولايفكر في الكلام قبل النطق به حاد اللسان وأخشى ان تتركه من يختارها وشعرت انه لن يحتمل طباعه الحادة أحدا غيرك ولذلك اخترتك له قبل أن اختاره لكِ. 

مريم :اخبريني أين كنت أنا وقت الحادث. 
صفاء :كان عمرك وقتها سنتين ونصف وكنتِ نائمة بغرفتك. 

عندما اخبرني زوجي بما حدث اسرعت إلى هناك قبل أن تصل رجال الشرطة وجدتك تبكين بسريرك حملتك بحضني فهدأتي واعتقدتي انني أمك، كثيرا كان يختلط عليكِ الأمر وتظنين انني هي لم اريد تركك وقتها ولكن أمي كانت على قيد الحياة وقتها واصرت ان ترعاكِ بنفسها لأنها تجد فيكِ العوض عن ابنتها التي ارغمتها على الزواج من والدك رغم أنها كانت لاتريد الزواج به فكانت والدتي تشعر دائما بأن مافعلته والدتك كان بسبب اجبارها على الزواج وبعد وفاة والدتي احتضنتك انا وكل منا كانت تجد ملتجأ في الأخرى من الحزن. 

عانقتها مريم وقالت :تحملتي كثيرا اتمنى لو استطع تعويض احزانك. 

صفاء:هل إذا طلبت منك شيئا تفعليه؟ 
مريم :وهل لي أن ارفض طلبا لكِ، لكِ ماتشائين. 
صفاء :لي طلبات كثرة وليس طلبا واحد، اولهم ان ننسى الماضي كفانا دموع واحزان، انظري امامك ولا تفكرين كثيرا بما حدث في الماضي اذا بقيت عيناكِ بالخلف لن تستطعين رؤية خطواتك بالمستقبل، ثانيهم واهمهم اريد ان توعديني بأن تنتبهي على عاصم وإن تصبحي له رفيقة دربه فهو لايستطع ان يصادق احد فكوني صديقته من بعدي، اصبري على غضبه وابتسمي في وجهه، اتخذي منه حبيبا وصديقا واخا وابا وعندما يضعف كوني له أما 

أعلم أن هذا الامر سيكون شاقا عليكِ ولكن هذه وصيتي لكِ تمسكي بيده وإن ترك يدك يوما ذكريه بي ولن يترك يدك ابدا. 

مريم :تطلبين مني ان لا ابكي ولكنك تتكدثين بما يبكيني. 

صفاء:لن ادعك حتي توعديني. 
مريم :اوعدك اوعدك اوعدك. 

صفاء :اخر طلب دعينا نتناول العشاء. 

قامت مريم مسرعة تجهز العشاء. 

لاحظت مريم ان عاصم لا يتصل ابدا على هاتفها أو يراسلها فبدأت هي وقامت بمراسلته ولكنه لم يرد عليها. 

في اليوم التالي طلب عاصم من والدته ان ترسل بيانات مريم من بطاقتها الشخصية اعطت صفاء الهاتف لمريم فارتبكت كثيرا بسماع صوته فصرخ بها وسألها مالذي يمنعك من إرسال البيانات هذا ليس وقت ثرثرة بالحديث انهي الاتصال وصوري له بطاقتك الشخصية. 

اغلقت مريم الاتصال دون أن تشعر خالتها ان عاصم قام بتوبيخها وارسلت له البيانات وتظاهرت انها منشغلة حتى لاتطلب منها خالتها الحديث معه. 

بعد أيام قليلة 
ارسل عاصم التوكيل وجهزت صفاء حفل صغير بمنزلها 
اشترت بعض الحلوى ودعت القليل من الجيران وجلب عم مريم المأذون وطلب من بلال ان يكون شاهدا على عقد القران. 

حاول بلال التهرب من الأمر ولكن والده اخبره انه واجبا عليه ذلك. 

حاولت صفاء كثيرا الاتصال بعاصم فديو حتى يحضر الاحتفال عبر الكاميرا ولكنه لم يجيبها مطلقا. 

كانت تتمنى لو يرى مريم الملابس البيضاء التي ترتديها من أجل عقد القران وكم كانت تبدو جميلة جدا. 

بعد انتهاء عقد القران عانقها عمها وظلت مريم كثيرا بحضنه فحان وقت الوفاء بوعدها لزوجة عمها وعليها ان تقطع الصلة بعمها وعائلته. 

لم تجد مريم سوى حلا وحيدا كي تنهي الأمر بينها وبين عمها وهي ان تحرجه أمام خالتها وبعض المدعويين. 

بعد أن عانقته بقوة ابتعدت عنه وقالت :اصبحت زوجة لاحدهم فبعد اليوم لاداع لان تقلق علي، فكلما احتاجتك لم اجدك بجانبي لم تساندني يوما أو تمد لي يد العون اذا احتاجت إليك. 

العم بحزن :اعلم مدى تقصيري ولكن هذا أمر نناقشه بيننا وليس أمام الجميع هكذا. 

مريم بحزن:لا اريد احزانك ولكن تحدثت بما شعرت به. 

صفاء:مريم ماهذا الكلام؟ اذهبي واحضري الحلوى لعمك فهو معنا منذ عدة ساعات ولم يتناول شيئا. 

العم :شكرا، لا اريد شيئا وذهب عمها حزينا ولحق به بلال بعدما نظر لمريم نظرة معاتب حزين لايصدق انها استطاعت احراج عمها هكذا. 

بعدما ذهب الجميع وبخت صفاء مريم على مافعلته بعمها فأخبرتها مريم بسرها وان مافعلته فعلته لكي يقطع عمه صلته بها وتوافق زوجته العودة لمنزلها. 

عانقتها صفاء واعتذرت لها لأنها ساءت الظن بها وظنت أنها تعمدت جرح عمها. 

مساءا جلست مريم بالغرفة محدثة نفسها
اليوم عقد قراننا هذه يوم مولوده بقلبي الان يحق لي أن احبه ان افكر فيه دون اخجل من نفسي ليته يراني ويرى مدى حبي سأحتفل كل عاما بهذا اليوم وانا اشاهد حبه يكبر عاما بعد عاما بقلبي.

 تفاجئت مريم بعاصم يتصل بها ففرحت كثيرا ولكنه اكتشفت ان اتصاله ليس عبر الكاميرا مثلما يتحدث مع والدته وكانت مريم مازالت بملابس عقد القران تريد أن تريه اياها. 

 
عاصم :كيف حالك وحال والدتي؟ 
مريم :بخير. الا تريد أن ترى كيف ابدو بملابس عقد القران؟ 
عاصم :ليس لدي وقت اتصلت فقط كي اخبرك بأمر هام 
مااتممت هذا الزواج الا ارضائا لرغبة والدتي وخوفا عليها 

ليست لدي ادني رغبة للارتباط بكِ فعلت ذلك لأجلها فقط،اعلم كم تحبيها وتخافين عليها ولذلك تحدثت الان كي اخبرك بما عليكي فعله اولا :اذا طلبت منكِ السفر لي اخبريها انك لن تسافري إلا بعد انهاء دراستك. 

مريم :انا لن استطيع تركها بهذه الحالة لذلك لن اقبل اذا طلبت مني ذلك. 

عاصم :أعلم ذلك، امرا اخر لاتشكو مني لها فإذا لم يتوفر لدي الوقت للاتصال بكِ لاتزعجيها وتشتكي لها. 

مريم :حاضر، لن اشكو، هل لديك أوامر أخرى لأنني مازلت بملابس عقد القران وبدأت اختنق من ارتدائها. 

عاصم:لا شيئا اخر، اريد أن اذكرك بأنكِ من اليوم زوجة لرجل فلا داعِ للارتباط بآخر. 

هنا صرخت مريم وقالت :لن اسمح لك بأن تتجاوز معي بالحديث عن اخلاقي هذا تحذيري الاول والاخير لك 
اصبحت اعرف كل شئ عن الماضي ولن اتغاضى عن أي تلميحات تسئ لشخصي بعد اليوم. 

عاصم :هذه ليست اساءة هذا تحذير. 

أنهى عاصم الاتصال وأنهى معه كثيرا من الاحلام الجميلة التي كانت بعقلها وقلبها وقتما كانت توقع العقد. 

لم يهتم عاصم ويسألها من اخبرك او كيف استقلبتي هذا الأمر او بما تشعر من ألم وهي تتحدث عن هذا الأمر. 

هكذا يكون الشخص الغير مهتم لن ينشغل تفكيره بمشاعر الاخرين أو احزانهم. 

مرت الايام ولم يتصل عاصم ولو مرة واحدة ولكن كلما تسائلت صفاء اجابتها مريم انه يحدثها يوميا ويسأل عن مافعلته طيلة اليوم أين ذهبت وماذا درست وكل تفاصيل يومها يهتم بأن يعرفها. 

شكرت صفاء عاصم على اهتمامه بمريم واخبرته بما اخبرتها به مريم بأن عاصم يتصل بها يوميا. 

اعجب عاصم بموقف مريم وانها لم تشكوه لوالدته كما طلب منها. 

مرت شهور عديدة مايقرب من عام تقريبا بعد عقد القران ولم يتغير في الأمر شيئا وذات يوم نظمت كلية التربية الرياضية بطولة لكرة اليد بمحافظة الإسكندرية وكانت مريم من المرشحين لهذه البطولة. 

شعرت مريم ان عليها ان تتصل بعاصم وتستأذن منه قبل موافقتها على السفر وخاصة ان خالتها لم تمانع ذلك. 

اتصلت مريم بعاصم وكان صوته حزين جدا اقرب للبكاء
وأول ماقال بسماع صوتها :كم احتاجك اليوم انتِ وأمي. 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close