أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل العشرون 20بقلم فاطمه الألفي

          

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل العشرون 20

بقلم فاطمه الألفي



اتخذ اجراءته وقرر أن يواجههم ، فلم يطيق الانتظار أكثر من ذلك ، فسمعته وسمعه عمله على المحك .


بعد ان اخبرته زوجته بتلك الفتاه صاحبه المشكله ، قرر أن ينهى ذلك الحوار للابد والمحافظه على مكانته بالعمل ..


انتظر بمكتبه لحين مجيء هشام والتحدث معه.


حسم أمره وقبل ان ياخذ اى إجراء قانوني ضد صديقه ، قرر التحدث معه اولا ويحاول انهاء الموضوع بود دون أي جلبه ، يخشى على سمعه الفتايات اذا تصعد الامر وأخبر الشرطه ..


تنهد بضيق وهو ينتظر قدومه ، ظل عده ساعات بانتظاره إلى أن حان وقت المواجهة .


دلف هشام مكتبه بتوجس :عمار بلغوني انك عاوز تتكلم معايا ، خير


عمار بجديه :اقعد يا هشام ، الموضوع كبير ومحتاج قعده


هشام بتوتر من نظرات عمار :تحت امرك ، خير بقى موضوع إيه


زفر بضيق :انا قولت أتكلم معاك الاول راجل لراجل ، لو لفيت ودورت عليه وماصرحتنيش بالحقيقه ، يبق ماتلومنيش على اى تصرف هاخده ضدك


هشام بتعرق :مش فاهم تقصد ايه يا عمار


عمار بحده :لا فاهم يا هشام أقصد ايه كويس اووى ،كنت فاكرك صاحب صاحبه ومامنك على المكان وكأنه مكانك ومش مدي اى خوانه يا صاحبي ، فجأه أطلع واخد مقلب فيك ، أنا انصدمت صدمه عمري فيك ، انت ازاى تستغل البنات إللى بتيجي الچيم وواثقه فى المكان ، ازاى تصورهم يا كابتن يا محترم وتحاول تستغلهم ، انت بتفكر كده ازاى أنت ايه شيطان وانا اخر واحد اعرف باللى بتعمله ، لا حافظت على مكان شغلك ولا سمعه البنات وعاوز تفضحهم قدام اهلهم وتخرب بيتهم كمان أنت ايه بجد ، معقول يا هشام أكون مش شايف حقيقتك غير ودلوقتي ، انت ليه بتعمل كده فى بنات الناس ، ماعندكش أخوات بنات يااخي


ابتلع ريقه بصعوبه وكفكف حبات العرق المتساقطة أعلى جبينه ، فقد انفضح أمره ، لم يستطيع تبرير ما فعله .


نهض عمار من مجلسه ووقف فى مقابلته :ايه ماعندكش كلام تقوله صح ، حصل ولا ماحصلش يا هشام


هشام باحراج :حصل


امسكه عمار من ياقه قميصه لينهض من مجلسه ويقف فى مواجهته :ليه ذنبهم ايه البنات إللى بتخلي واحده حقيره تصورك معاهم وهم على عماهم مايعرفوش حاجه ، بتستغل شغلك وسمعه المكان فى قذارتك ليه ، عاوز تبق وسخ وتتصرف بحريه بره المكان ده ، ماليش في ، لكن لم يوصل بيك الدناءه وتستغل بنات وتبتزهم عشان تخرب بيوتهم ودمر حياتهم مش هسكتلك ولا هقف اتفرج عليك ، أنت دلوقتي حالا تقولي ايه غرضك من إللى بتعمله ده والا اقسم بالله يا هشام هبلغ البوليص وهو يتصرف معاك بطريقته وعندك بدل التهمه اتنين تحرش وكمان ابتزاز واستغلال البنات وفضحهم بالصور إللى معاك


نفض يده بحده:وانت يهمك فى ايه ، فى حد منهم قريبك محموق على ايه ، كل واحد حر فى تصرفاته


عمار بغضب :لم تبق بره الچيم أنت حر لكن هنا مكانى إللى فضلت ابني فيه سنين تعب وشقه ، يجى واحد زيك يضيع سمعتي وسمعه المكان وكمان يستغل بنات ده إللى لا يمكن أقبل بيه يا كابتن


هشام بانفعال :ايوه بستغلهم وبصورهم عشان ادمر حياتهم زى ماحياتي ادمرت على ايد واحده تافهه زيهم ، واحده كل همها الفلوس وبس ، داست على قلبي الف مره ، جرحتني وفضلت عليه واحد مايستهالش عشان غني ، باعت حبي بالرخيص ، كل البنات تفكيرها فى الفلوس والمظاهر وبس وتلغي الحب ودوس عليه المهم هى تعيش حياتها وأنا حبيت انتقم لنفسي من كل بنت شايفه نفسها ملكه جمال وبتفكر تستغل قلوب الشباب ، أنا بنتقم لنفسي ولشباب كتير حياتهم وقفت بسبب كسره القلب وجرح المشاعر إللى هم السبب فيه ، ماسالتش نفسك ليه انا لحد دلوقتي ماتجوزتش ليه ، عارف ليه عشان انخدعت فى الحب وكنت شايف البنت ملاك هادي ونازل من السما مخصوص علشاني ، بس مع اول حد يدق بابها وتعرف ان غني ومعاه فلوس وهيحقق كل احلامها سهل جدا تدوس على قلبي وتبعني عشانه ، عشان كده باخد حقي من كل البنات إللى تفكيرهم زى بعض .


عمار بعصبيه :أنت اكيد اتجننت ، بقى عشان تنتقم لنفسك من بنت سابتك وراحت لغيرك ، بتتصرف بغباء مع كل بنت تقابلها ، انت ضعيف يا هشام عشان ماعرفتش تنتقم من البنت إللى كسرت قلبك ، قررت تقضي على كل بنت تقابلها ده جنان وضعف منك ، المفروض تواجه يا هشام مش تستغل حد ولا تبتزهم وهم لا عمرهم شافوك ولا اذوك فى شئ ، ذنبهم ايه يتحملو ظلم زى ده ، ليه تفضحهم وسط عيلتهم ، ليه تخرب سعادتهم ، تعرف بعمايلك دى هتتسبب فى اذى كام شخص ، فى بنت فرحها المفروض بعد شهر وانت دمرتها بالصور دي ، خطيبها بيشك فيها والفرح ممكن يتلغي بسببك واهلها ممكن تقضي عليهم فى حاجه زى دي ، انت عارف مدرك نتيجه إللى بتعمله ايه ، واعي لكده ولا مخك ده مغيب ، شايف كل البنات البنت إللى اتخلت عنك ، انت دلوقتي حالا تصلح كل إللى عملته


هشام ببرود :ماينفعش انا كده مرتاح


صرخ بوجهه :أنت هتمسح الصور وتجيب الفلاشه إللى عندك وتعتذر لكل بنت اذتها وتصلح علاقتها بحبيبها او خطيبها أنت فاهم ولا لأ


هشام :ولو مانفذتش طلباتك


عمار :يبق ابلغ البوليص وهو يتصرف بقي والبنات تقدم بلاغ ضدك والمكان يشهد وفى دليل واثبات وهتبق اكتر من قضيه ، وأنت تتحبس بقى وتتعلم الدرس كويس


هشام بلهفه :هتسجن صاحبك عشان شويا بنات تافهه ومش محترمين اهلهم اصلا مقضينها


عمار بانفعال :أنت مالك محترمين ولا لاء ، واه يا هشام هسجنك عشان كله إلا الشرف وتصرفاتك كله مخله بالشرف ومن اللحظه دى أنت ولا صاحبي ولا اعرفك ومالكش مكان هنا فى الچيم،وكمان البنت اللى ساعدتك تصور البنات ياريت تاخدها فى ايدك وانت ماشي عشان أنا لو شوفتها مش هيحصل خير ابدا


هشام بضيق :بقى الحكايه كده يا صاحبي بتبعني كده وتسلمني وش


كنت فاكره هتقدر ظروفي وتعذرني


عمار :اقدر ايه يا هشام ، انت بتصرفك قضيت على الصحوبيه والعيش والملح إللى بينا ، وانا لسه عامل حساب لكده وعشان كده مش هبلغ عنك هسيبك تطهر نفسك من القرف إللى أنت في ، والشغل ماعدش ينفع هثق فيك ازاى بعد إللى حصل ، هامن على المكان وانت بديره ازاى بعد كده


خلاص الثقه ماعدتش موجوده بينا ، امشي يا هشام من سكات


هشام بحزن :ماشي.يا صاحبي


اخرج من حافظته فلاشه صغيره الحجم :ادى الفلاشه فيها كل البنات إللى صورتهم ، لكن اعتذر لحد مش هيحصل


عمارالتقطها منه بضيق :ماشي يا هشام انا هصلح إللى أنت خربته ومش عاوز اشوف وشك تاني ولولسه عندك اى نسخه من الصور دى ياريت تمسحهم من حياتك نهائي وإلا أنت عارف ممكن كل واحده تاخد حقها بالقانون وكل قضيه ممكن تاخد فيها مش اقل من 3سنين وتبق فضيحه ليك قبلهم


تنهد بحزن وغادر المكتب ، بلا غادر المكان باكمله،وهو حزين على خسارته لصديقه الذى لم يتفهمه ، فهو يظن نفسه انه فعل الصواب ..


********


غادر الچيم وهو يشعر بالتخبط ، قادته قدميه إلى مكانه المفضل ، عندما يشعر بالحزن يذهب إلي محل سكنه القديم ، حيث يشعر بالدفء والراحة ، يجلس بعض الوقت ليريح ذهنه ، ويتذكر الأيام التى قضاها بذلك الحي الشعبي وسط جيرانه ، وترتسم الابتسامه على محياه وهو يجلس بالمكان المحبب لقلبه ..


استنشق الهواء العليل وهو فوق سطح البنايه ، ينظر للسماء الصافيه ، يتذكر ماضيه بكل ما مر عليه من لحظات سعاده وحزن ، وأيضا حب ، فأول حب بحياته كان بذلك المكان المتهالك الذى مر عليه الزمان ، تنهد بحزن عندما تذكر نهايه قصه الحب ، فهى من تخلت عنه وخذلته من أجل المال .


*******


كانت قلقه بسبب غياب سيف وتاخره بالعوده قررت أن تهاتفه ، فلم تجد تغطيه بالمنزل ، استاذنت جدتها ان تصعد لسطح البنايه لكى تهاتف سيف وتطمئن عليه ..


أميره بتردد :تيته انا هطلع على السطح شويا


زينب :عارفه انك قلقانه على سيف ، بس هو وعدني مش هياذي نفسه اطمني


أميره بتنهيده :مش مطمنه ، ياريت كل لم يقعد معاكي تحاولى تنصحيه وتاثري عليه


زينب :ربنا يصلح الحال يا بنتي


اميره :يارب ، أنا هطلع عشان الشبكه تجمع واكلمه مش هتاخر


زينب:طيب يا حبيبتي ، ربنا يريح قلبك يا اميره يابنت ساميه يارب


ابتسمت على طيبه جدتها وتركت المنزل ، توجهت إلى الدرج لتصعد إلى سطح البنايه ، تحاول ان تهاتفه وتنتظر قدومه بترقب وهى تنظر من اعلى البنايه تتفقد وصوله ، ولكن عندما دلفت لدخل السطح ، تفاجئت بوجود شاب يتكئ أعلى السور وينظر للسماء ، اقتربت منه ظنت انه سيف


أميره بابتسامة :بقى أنت قاعد هنا وانا قلقانه عليك وعماله اتصل بيك من الصبح ومافيش شبكه تحت ، قولت هطلع اكلمك من هنا


عندما استمع لثرثرت تلك الفتاه ، دار وجهه لينظر لها ليخبرها بانه ليس الشخص الذي تنتظر قدومه ، فيبدو ان حدث سوء فهم .


عندما التفت اليها ابتسم لها بود ، تفاجئت من مظهره هذا بانه ليس سيف وإنما هو شخص آخر ، شعرت بالاحراج وتوردت وجنتها بخجل


دقق هشام النظر فى تلك الفتاه واتسعت ابتسامته عندما علم بهويتها :اميره إزيك


نظرت له بجديه عندما نطق باسمها واتسعت اعينها بصدمه وهى تحدثه :هشام ، انت هنا بتعمل ايه


تنهد براحه :إزيك يا أميره ، عامله ايه واخبار زوزو ايه بجد واحشاني جدا


أميره :الحمد لله كويسين ، انت اخبارك ايه اكيد اتجوزت سلمي صح ، طب خلفت ولا لسه


تبدلت معالم وجهه وانطفت الابتسامه وتهرب من الاجابه :بس ايه الحلاوة دي يا أميره ، أنا ماصدقتش نفسي لم شوفتك ، كبرنا اهو واحلاونا


اميره برفعه حاجب :هو انا كنت وحشه وأنا صغيره ولا ايه


ابتسم لحديثها الطفولي :لا بالعكس كنتي زى القمر ومازلتي قمر ، بس كبرتي


أشار بيده فى مستوى طول السور: ، أنا سايبك قد كده ، قوليلى دخلتي كليه ايه واتخرجتي ولا لسه


أميره بابتسامه :اكيد اتخرجت طبعا أنتو سبتو البيت هنا من سبع سنين ، وانا خلصت الثانويه ودخلت معهد التمريض اتخرجت واشتغلت كمان بقالي سنتين


هشام :ياااه فعلا عده سنين


أميره :تيته لم تشوفك هتفرح اوى ، بس ماقولتليش انت بقى بتشتغل ايه واخبار سلمي


اكيد دلوقتي عندكم أولاد


زفر بضيق :انا ماتجوزتش يا اميره لحد دلوقتي ، بس سلمى اتجوزت وشافت حياتها ، نهله اختى إللى اتجوزت و معاها( تقى ورحمه )


شعرت بالحزن من أجله ، فرغم صغر سنها إلا أنها كانت تعلم بمدا حبه وعشقه لسلمى وهى الوسيط بينهم فى نقل الرسائل الغراميه ، كانت مثابه الشقيقه الصغري لكل منهم وتنقل اخبارهم والمحببه لديهم.


حيث كانت سلمى تقطن بالبنايه المجاوره لبنايتهم ونشا الحب بين( سلمى وهشام) منذ الصغر وظن الجميع بأن ينتهى حب الطفوله والشباب بالزواج حتما ولكن لابد وأن للقدر رائ آخر .


شعرت بالصدمه من حديثه وظلت صامته ، اخرجها هشام من شرودها وهو يمسك بيدها ويحثها على السير جانبه :تعالي بقى نشوف زوزو عشان بجد واحشاني جدا جدا


******


فى ذلك الوقت عاد سيف من الخارج وهو يحمل بيده علب كبيره الحجم بها الدهان المطلوب لطي منزل اميره والجده ، أراد أن ينفذ رغبه الجده فى اول طلب تطلبه منه ، دق الباب وهو يرسم ابتسامه عذبه على محياه .


فتحت زينب الباب :ادخل ياسيف


دلف للمنزل ووضع ما بيده بجوار باب الشقه


زينب ؛ايه إللى فى ايدك ده يا بني


سيف بابتسامه :ده يا ست الكل البويه إللى طلبتيها عشان ادهن بيها البيت وجبتلك الوان هاديه ومريحه للعين ، بس قوليلي فين أميره هى لسه زعلانه مني


زينب :تسلم وتعيش يارب ، تعبت نفسك ليه بس يا سيف ، أنا كنت بضحك معاك


سيف قبل يدها :انتى تشاورى يا زوزو بس نفسك فى ايه وانا هعمله ومش هتاخر عليكي ، بس اعرف البت أميره فين عشان تساعدني ماهو انا مش هشتغل لوحدي ولا ايه


ابتسمت زينب :اميره فوق السطح كانت عاوزة تتصل بيك والشقه مافيهاش شبكه


سيف :طب انا هطلعلها بقى ،بعد إذنك يا زوزو


زينب :ومالو بس تجيبها فى ايدك وتنزل ماتتاخروش فوق


ارسل لها غمزه وهو يفتح باب الشقه :عيوني ياجميل


أغلق الباب خلفه وهم بصعود الدرج بخفه ، وفجأة تسمر مكانه عندما وجدها تهبط الدرج برفقه شابا آخرويدها متشبكه بيده .


تفاجئت برؤيته وتركت يد هشام وهى تنظر لسيف بلهفه :سيف


تبادلت النظرات بينه هو وهشام ، تنهد بضيق وفصل بينهم وقرر صعود الدرج :


-بعد اذنكم محتاج اعدي


افسح له هشام المكان وهو ينظر لاميره :يلا يا اميره عشان نفاجئ زوزو


أكملت هبوط الدرج برفقه هشام وهى تنظر خلفها متعلقه عيناها باعين سيف.


رمقها بحده واطلق زفيرا حارقا واعطاها ظهره واكمل صعوده الدرج ..


************


دلفت شقتها ونظرت لجدتها


- تيته فى ضيف عاوز يقابلك


زينب :مين الضيف ده


ظهر من خلف أميره وهو يبتسم بحب :


-ده انا يا زوزو


اقترب منها يعانقها بحراره وبادلته العناق وهى تربت على ظهره بحب :


هشام يا حبيبي ، واحشني يا واد ، بقالي زمن ماشوفتكش


تعالى اقعد احكيلي عن احوالكم وازى امك وابوك ونهله والنبي ليكم وحشه ، إلا الست امك من يوم ما سابت الحته وهى مابتسالش ، ده ماكنش عيش وملح ولا عشره عمر بقى


هشام بنصف ابتسامه :أمي تعيشي انتي يا زوزو


لطمت على صدرها بصدمه :يا حبيبتي يا عزه امته ده حصل


الله يرحمك يا حبيبتي ، والله كانت غاليه عندى زى بنتي واكتر


هشام :عارف يا زوزو ، الله يرحمها ، هى اتوفت من خمس سنين ، ونهله دلوقتي متجوزه وعندها بنتين ، وبابا على المعاش وانا اهو قدامك يا جميل


زينب :اعملى الغدا يا اميره هشام هيتغدا معانا انهار ده


أميره :حاضر يا تيته


تركتهم يتسامرون بالحديث ودلفت للمطبخ بضيق ، فمازالت شارده بنظرات سيف ..


هشام :انا حابب اطمن عليكي ومافيش لازوم لغدا انا لازم امشي دلوقتي


زينب باصرار :أنت بتقول ايه والنبي مايحصل انا ماصدقت شوفتك يا حبيبي ، ياريحه الحبايب ، اقعد بقى وماتتعبش قلبي


هشام :حاضر يا وزة


زينب بحزن :ماحدش بيقولي وزة غير المرحومه امك ، الله يرحمك يا عزه


انسابت دموعها تغرق صفيحه وجهها ، اقترب منها بحنان وحاول رسم الابتسامه واخراجها من حزنها


-ماتعيطيش يا زوزو عشان خاطرى ، والله امشي


ضربته على كتفه :اوع تمشي ازعل منك بجد


محى دموعها وهو يتحدث بلطف :لا مش هسيبك يا قمر ، قاعد على قلبك لم تزهقي هههه


زينب بتسأل :وانت بقى ماتجوزتش ليه لحد دلوقتي


صمت عن الضحك :عادى مالاقتش لسه بنت الحلال


زينب بجديه :امال البت بنت سميره فين مش كنت بتحبها وهتموت عليها


هشام بحزن ؛ده كان زمان يا زوزو انتى لسه فاكره ، هى اتجوزت خلاص


زينب بشهقه :طول عمرى اقول عليها واطيه زى امها ، مش عارفه متفرعنا على ايه ، بس هقول ايه اكفي القدره على فمها تطلع البنت لامها ، احسن اهى بعدت عنك ، انت ماكنتش بتشوف امها دى كانت ممغصه عيشه جوزها ، ولا خناق طول اليوم وصوتها يسمع لآخر الحاره ، ده ربنا رحمك منها المعفنه مش هتلاقي ضفرك


ابتسم بالم :خلاص يا زوزو قلبك ابيض بقى ، كل واحد راح لحاله مابقتش تهمني خلاص


ربتت على كتفه :ماتزعلش نفسك البنات ماليه الدنيا هى اللى خسرتك ، شاور انت بس وانا اروح اخطبلك بنفسي


قبل يدها بحب :ربنا يخليكي ليا يا وزة


***٠••******


ضرب بكف يده أعلى السور بقوه منما تسبب باذيتها ، لم يشعر بخطوط الدماء التى انسابت من كف يده .


شعر بالغيره والتشتت عندما وجد شاب اخر يمسك بيدها ، مشاعره متضاربه لا يعلم لماذا أراد الفتك بهم معا ، لا يستطيع أن يراها بصحبه آخر ، تبتسم له ، تتحدث معه ، زفر بضيق عندما شعر بانها تبادل غيره ابتسامتها الرقيقه ، لم ينتظر البقاء على هذا الحال ، ترك السطح بعجاله وهبط الدرج بسرعه ، وقف أمام باب الشقه بحيره ، ايطرق الباب ويعلم منها من ذلك الشاب ام يصمت فليس من حقه التدخل بشئ لا يعنيه .


حسم أمره وتوجهه إلى غرفته وهو يحاول السيطره على انفعاله ، ارتمي بالفراش وظل ينظر لسقف الغرفه وهو يتنهد بضيق ويتقلب بالفراش ، كأنه يتقلب على الجمر لم يستطيع أن يظل هكذا ، نهض من الفراش وهو يزفر بقوه ويحدث نفسه بصوت مرتفع :


ايه إللى أنت فيه ده يا سيف ، غيران على أميره ليه ، بتحبها فعلا ولا بضيع وقت ، أنا ماانكرش ان استغليتها فى الاول عشان أهرب من المستشفى وتساعدني ، بس انا دلوقتي مش بستغل مشاعرها ، أنا مش عارف انا عاوز ايه ، عاوز احب واكمل حياتي زى اى حد ولا ناوى انتقم واضيع نفسي ، طب وضع أميره ايه فى حياتك ، خدت مكان فى قلبك ولا ايه


بس غيرتك دى مالهاش مبرر غير انك حبتها ، ايوه يا سيف أنت حبتها وبتحاول تداري ، أنا بحب اشوفها و اطمن عليها ، بحب اتكلم معاها ، اتعودت على وجودها فى حياتي ، أنا فعلا محتاجلها ، بحب اشوف ضحكتها وخوفها عليه ، هى طيبه اوى وحنينه لأبعد الحدود ، جدعه اوى اوى كمان


تنهد بضيق :ياربي هو انا عاوز ايه


*******


بعد ان انتهت من اعداد طعام الغداء ، تسحبت على اطراف اصابعها لتخرج من الشقه دون أن تشعر بها جدتها وتذهب لتتحدث مع سيف وتعلم ماذا فعل بمقابلته مع والدته ..


قررت أن تتاكد من وجوده بغرفته أولا ، قبل ان تصعد الدرج .


طرقت الباب برقه عده مرات متتالية .


ابتسم بسعاده عندما استمع لطرقاتها ، اقترب من الباب يفتح لها بهدوء


-اهلا


نظرت له بحده :ايه اهلا دي ، يعنى انا غلطانه ان حبيت اجى اطمن عليك


سيف بجديه :مين الشاب إللى كنتي معاه وكمان ازاى تسيبيه يمسك ايدك


أميره بصدمه :نعم ، مش فاهمه ، أنا بكلمك فى ايه وانت بتتكلم فى ايه


سيف بغيره :جاوبي على سؤالي الأول مين الاخ ده


شعرت بالتخبط احقا يغير عليها ، أم ماذا


كور قبضه يده بغيظ وهو يحثها على الحديث :مين ده يا اميره انطقي


جحظت عيناها بقوه وهى تتطلع لكفه الملطخ بالدماء وهو لم يشعر به حتى الآن ، اقتربت منه بفزع وهى تمسك بكفه بقلق:


- ايه الدم ده ، انت عملت ايه


انسابت دموعها رغما عنها عندما ظنت انه أذى نفسه


وجد الدموع بعيناها تطفي بريقها العسلي ، لم يكترث بالدماء ، رفع كفه الاخر يمحى دموعها المتساقطه وهو يطمئنها :


-اطمنى انا لا يمكن افكر مجرد تفكير فى الانتحار تاني ،أنا كويس


أميره بحزن :والدم ده


أبتسم بحب :كنت متعصب وضربت بايدي السور فوق السطح وماخدتش بالي أنها نزفت


اسرعت تبحث عن شي تكتم به الدماء


سكبت عليها الماء ووضعت منديل قماشي ليتوقف الدم ، واحكمته على قبضه يده


ونهضت تغادر الغرفه ، استوقفها صوته :


-أميره رايحه فين


أميره بقلق :هدخل الشقه اجيب معقم وشاش عشان أربط الجرح بسرعه بدل مايتلوث


سيف بابتسامة ؛ده جرح سطحى مش خطير يعني ، دلوقتي الدم يقف خليكي


أميره باصرار :حتى لو سطحي ماينفعش لازم يطهر ويتغطى عشان مش يتلوث


امسك بيدها يمنعها من الخروج وقربها اليه نظر إليها بحب :مش قبل مااعرف مين ده وبعدين هو لسه عندكم


هزت راسها بالإيجاب :قاعد مع تيته ، وبعيد ده هشام كان جارنا بس هو نقل فى مكان تاني من سنين وشوفته صدفه على السطح ، أنا اصلا كنت طالعه عشان اتصل بيك ، انت عارف الشبكه ضعيفه تحت


زم شفتيه :لم هو ساب هنا من سنين جاي ليه السطح


أميره بابتسامه :هو حر يا سيف انا مالي وبعدين شقتهم لسه موجوده هم فى الدور الثاني


سيف بضيق :طب اعرف بقى جاركم ده بتاع زمان يمسك ايدك بتاع ايه إلا لو كان فى بينكم قصه قديمه


أميره : قصه قديمه يعني ايه


سيف : يعني قصه حب


أميره بضيق :هشام ده أكبر مني بكتير وطول عمره بيعاملني ان اخته الصغيره وانا بحترمه جدا وشيفاه اخويا الكبير ، ارتحت


همت بالمغادرة ولكن استوقفها مره اخره ومنعها بجسده ، وقف أمام الباب ليمنعها من الخروج عندما استشعر حزنها من تسالاته


-أميره ماتزعليش مني ، أنا آسف مش قصدي خالص احقق معاكي ، بس حابب اعرفك اكتر ، أنا حكيتلك كل حاجه عن نفسي ، عاوز اعرف بقى كل حاجه عنك ، عاوز اقرب منك


أميره بقلق :ليه


سيف بابتسامه :هتعرفي فى الوقت المناسب


أميره بتنهيده :أنت مش مضطر تقولي حاجه ياسيف ، وانا معاك وبساعدك من غير مقابل ، مش محتاج تاخد اى قرار فى لحظه تهور ، انت لسه جواك ندى يا سيف ، فارجوك بلاش انا بلاش


لم يستطيع الرد فصدمته عندما ذكرته بحبه لندى .


**"*""*****


دلفت لشقتها وجدت جدتها بانتظارها


فين سيف ماجاش ليه يتغدا معانا


حاولت اخفاء دموعها : مالاقتوش يا تيته


أحضرت الطعام وجلسو ليتناوله ، وهى شارده ولم تتذوق الطعام ،ظلت تعبث بصحنها


ربتت جدتها على كف يدها : مابتاكليش ليه يا أميره


أميره بتوتر :لا أنا بأكل اهو


هشام بابتسامه : تسلم ايدك يا ميرو


ابتسمت بمجامله: بالهنا والشفا


أنا هعمل الشاى


توجهت إلى المطبخ لم تستطيع كتم دموعها فانسابت بصمت وهى تقف أمام الموقد لتصنع الشاي وتتهرب من تسالات جدتها .


أما بالخارج


هشام بغمزه : مين سيف دة يا زوزو


زينب : دة شاب طيب وابن حلال ، قاعد فى الاوضه اللى تحت


هز رأسه بتفهم ، ونهض من مقعده :


الحمد لله ، أنا لازم امشى بقى يا زوزو عشان الحاج لوحده فى البيت


زينب :طب وصل سلامي لابوك دة واحشني اوى وخلي بالك منه


قبل يدها : حاضر يا جميل ، اى أوامر تانيه


أحضرت أميره الشاي فى ذلك الوقت :انت رايح فين استني اشرب الشاي الاول


هشام :لا أنا كده اتاخرت معلش يا ميرو مرة تانيه


امسكي دة الكارت بتاعتي فى كل ارقامي ، تكلميني فى اى وقت مفهوم


التقطته : حاضر


اخرج هاتفه من بنطاله : قوليلي رقم فونك عشان اسجله عندي ، عشان ابق اطمن عليكي وعلى زوزو


أخبرته برقم هاتفها ، دونه بالهاتف ثم غادر المنزل..


تنهدت بضيق ونظرت لجدتها ، فتحت لها الاخيره ذراعيها لترتمي هى بأحضان جدتها الحبيبه ، مسدة على ظهرها بحنان


_ مالك يا قلب ستك


أميره بدموع : بحبه اوى يا تيته بس هو بيحبها


زينب بجديه :طب بطلي عياط واحكيلي قالك ايه اوعي تكوني فاكره إن صدقت أن سيف مش فى اوضته ، ده كان ملهوف عليكي يا عبيطه وعينه بدور فى كل ركن فى الشقه عاوز يشوفك ، كمان شوفتي جاب البويه اللى طلبتها وقال هيدهن البيت وانتى معاه ، وأنتي تقولي لسه بيحبها


أميره بحزن : أيوه لسه عايشه جواه وعشان كده عاوز ينتفم من ابن عمه عشان فاكر أن هو السبب وحرمها منه


تنهدت الجده :طب اجمدي كده ، بكره الأيام تثبتلك إن كان معايا حق ، قومي غسلي وشك واوعي تعيطي تاني ، بكره سيف يجى يتمنى منك نظره بس وساعتها تعرفي أنك أنتي بس اللى فى القلب ..


***""""*"""""***


غادر الفيلا واستقل سيارته متوجها إلى متجر بيع الحلوى


بعد مرور ساعه ، صفا سيارته أمام المتجر وترجل منها ، دلف لداخله ، استقبله أحدي العاملين بترحاب


اهلا يوسف باشا


يوسف بابتسامه :ازيك يا ابوحميد


احمد :الحمد لله ، طلباتك يا باشا


يوسف :محتاج علبه شوكولاته بس تكون غير بتاعت كل مره ، عاوز حاجه سبيشيل


احمد :طلبك عندنا ، فى تشكيله جايه امبارح من سويسرا ، كمان فى علب التغليف حاجه جامده حضرتك هتختار التشكيله بنفسك ، هفرجك على كذا شكل


يوسف :تمام


احضر احمد عده أشكال لعلب التغليف ، وجميعهم علب قيمه ، بحث يوسف من بينهم على زوق مختلف ، لفت انتباه علبه من الستان الأبيض مطبوع عليها عروس بثوبها الابيض وشريط من الستان الأحمر يغلف العلبه بأحكام ، اعجبه ذلك الشكل :


حلو فستان الفرح ده يا احمد هاخده كمان لايق على المناسبه


احمد بابتسامه :تحت امرك يا باشا هجهزهالك حالا


انتظر يوسف انتهاء احمد من عمله وأخرج الكارت المحتفظ به داخل سترته والقى نظره اخيره على تلك الكلمات الذي خطها بخط يده وارتسمت الابتسامه على ثغره ..


لفصل الواحد والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close