أخر الاخبار

رواية ذاكرة القلب الفصل الرابع 4بقلم رانيا البحراوي

 


رواية ذاكرة القلب 

الفصل الرابع 4

بقلم رانيا البحراوي



من شدة الصدمة لم تستوعب آسيا ان الأمين يشير إلى عادل خطيبها وظنت أن هناك تشابه بالأسماء وأن الضابط يتواجد بركن آخر من غرفة المكتب لم تقع عينها عليه ودخلت مسرعة تستغيث بعادل وهي تبكي وتقول :كيف علمت بما حدث وهل هناك طريقة لاثبات برأته؟


الأمين :تحدثي مع الباشا جيدا هو ليس زوج خالتك ابتعدي عنه واحني رأسك اثناء التحدث معه.


عادل :اذهب أنت الآن.

الأمين :أمرك ياباشا.


آسيا :من الباشا الذي يتحدث عنه الأمين، فقدت عقلي ولا استطيع ترجمة مايحدث؟


عادل بأسلوب مختلف تمام وهو يجلس تاركا إياها تقف على قدميها حائرة :أنا الضابط المسئول واعتذر لحضرتك لانني لن استطيع السماح لكِ بمقابلة هذا المجرم.


لم تحتمل آسيا وكادت أن تسقط ولكنها اتكأت بيديها الاثنان على المكتب تنظر اليه وتعيد عليه السؤال:انت الضابط المسئول؟!


عادل :نعم أنا واتفضلي ابتعدي عن مكتبي واذهبي نحو الباب اخبرتك انه لا مجال لرؤية اخيكِ المجرم.


انهارت بالبكاء وحاولت رفع يدها عن المكتب ولكنها لم تستطع لم تعد قدميها تحملها ومازالت متشبثة بالمكتب حتى تستطيع الوقوف.


آسيا :عذرا ياباشا لا استطع ذلك فأنا لست آلة حديدية

أو جهاز الكتروني تستطيع تشغيله متي شئت وايقافه وقتما تريد، أنا إنسانة محطمة لاتقوى على هذه الصدمات المتلاحقة إلى الآن لا استوعب من الضابط ومن المتهم ومن أنا وأشارت على خاتم الخطبة وقالت وما هذا؟ ومن أنت؟ ولماذا تتحدث معي بهذه القسوة ماذا فعلت؟


عادل :ستذهبي الآن ام اضغط على هذا الزر كي اخرجك بالقوة؟


آسيا :اضغط عليه واستدعي عم صابر جارنا كي يساعدني على مغادرة هذا المكتب.


لم يشفق عليها عادل مطلقا رغم سوء حالتها مما زاد حالتها سوءا واستدعي جارها كي يأخذها وترك المكتب.


سألته آسيا وهو يغادر :وماذا عن اخي.

عادل :يحتاج محامي لمتابعة القضية ليس لدي معلومات عن الأمر.

آسيا :اريد رؤيته والاطمئنان عليه.

عادل :لن يستطيع مقابلة احد قبل أن يعرض على النيابة سوى محاميه.


غادر عادل المكتب ودخل خارجهم واستندت على يده حتى وصلت إلى السيارة وانهارت بالبكاء وظلت تتحدث بكلمات غير مرتبة، اخي متهم وخطيبي لم يعد خطيبي او لم يكن من الأساس لا أعلم ولكنه ضابط مباحث مسئول رفض ان يريني أخي ماذا افعل وكيف أخبر ابي وامي ماذا اقول لها واخي كيف حاله الآن؟


صابر :لا افهم اي شيئ، اهدائي واشرحي لي الأمر حتى استطيع ايجاد الحل.


آسيا :محامي اريد محامي سأتصل بأحد اساتذتي واطلب منه المساعدة.


تمالكت نفسها بصعوبة شديدة وقامت بالاتصال باستاذها واخبارها انه مشغول بشدة ولكنه سيرسل له احد مساعديه.


بعد وقت قليل جدا وصل إليها محامي شاب يدعى شهاب واخبرها انه من طرف المحامي وطلب منها أن تحكي له كل ماحدث.


جلست آسيا مع المحامي أمام القسم واخبرته بكل شئ باختصار واهمها قصتها هي والضابط.


عادل من نافذة مكتبه يرى الحالة التي عليها آسيا وهي تتحدث إلى ذلك الشاب، اشفق عليها شهاب جدا بعد سماع قصتها وطمئنها واعادها إلى سيارة جارها مرة أخرى وطلب منها أن تعود إلى المنزل لان الانتظار لن يفيدها بشئ ولكنها رفضت واصرت ان تنتظره بالخارج.


طلب شهاب رؤية عمرو وسمح له عادل بذلك، حالة عمرو كانت سيئة جدا ولم يستطع التحدث إلى المحامي كثيرا.


اطلع شهاب على محضر الضبط ووجد ان كل الاجراءت سليمة ولكنه قرر ان يبحث على كاميرا بنفس المكان الذي تم فيه القبض على عمرو ليرى أن كانت اجراءات القبض تمت كما هو مدون بالمحضر او هناك أمور أخرى لان هناك قاعدة قانونية بقانون الإجراءات الجنائية تنص على أنه لايجوز تفتيش المواطن بدون إذن من النيابة الا في حالة الاشتباه بأنه يحمل سلاح ابيض أو أي شئ يثير الشك فيه.


خرج المحامي وطلب من آسيا ان تعود للمنزل لان اخيها سيبقى لحين عرضه على النيابة ولا يوجد أي شئ بيده كي تم الإفراج عنه قبل العرض على النيابة.


شرح المحامي لها ما يقوم به لانها تدرس القانون وستفهم كلامه، كل مايشغل تفكيرها الان كيف ستخبر والديها.


عادت إلى المنزل قرابة الظهر وكان والدها بالمسجد ولم يكتشف خروجها كان يظن انها مازلت نائمة وأخيها ايضا وباب غرفتهم مغلق.


عاد والدها من الصلاة وجلست آسيا معه وأخبرته بكل شيء تدريجيا بهمس دون أن تسمع امها.


صدم والدها وظل يلوم نفسه لانه لم يدقق في السؤال جيدا عن عادل قبل موافقته على اتمام الخطبة.


وشعر بالقلق الشديد على ابنه، طمأنته آسيا على عمرو بأن هناك محامي يبدو عليه الذكاء يتابع القضية ولن يبقى عمرو مدان طويلا. 


ذهب شهاب بمكان القبض على عمرو والذي ورد بالمحضر فوجده خالي من الكاميرات تماما فتتبع خط سير عمرو منذ خروجه من المطعم الذي يعمل به. 


قبل مكان الضبط بمسافة قليلة وجد كاميرا صيدلية وطلب الاطلاع على التسجيلات واكتشف شيئا خطير. 


لم يخبر المحامي احد بما اكتشفه ولا حتى آسيا لانه قرر ان يتحدث بذلك اولا أمام النيابة. 


آسيا بالمنزل تحاول اخفاء الامر عن والدتها ولكن عجزت عن ذلك لان عمرو كان على اتصال دائم بوالدته للاطمئنان عليها حتى في حالات تأخره في العمل لوقت متأخر. 


بكت الأم وقالت :لابد وانكم تخفون شيئا ماذا اصاب ابني خذوني إليه. 


آسيا :انه بخير. 

الأم :دعيني اتحدث معه، بكت آسيا واخبرتها بأنها لن تستطيع التحدث معه واخبرتها بالظلم الذي وقع عليه. 


انهارت الأم وساءت حالتها وخرجت اسيا تبحث عن سيارة اجرة لتقلها.


رأت آسيا عادل امام منزله يبدو أنه اتي لاخذ شيئ ما.


رأى اسيا وهي تحاول العثور على سيارة والغريب انه اقبل إليها ليعلم سبب حالتها.


آسيا :أنا بخير ياعادل باشا ليس لدينا أحد اخر كي تثبت عليه تهم باطلة.


عادل :التهمة ليست باطلة واخيك متهم حقا ولم ألقي عليه أي تهم باطلة.


آسيا :أنا اثق بأخي واعلم جيدا أن الله معنا.


بينما تتحدث معه مرت سيارة اجرة توسلت آسيا الي السائق كي يقلها لان والدتها مريضة.


عادل :استطيع أخذها إلى المستشفى.


آسيا :نحن لانحتاج مساعدتك قد تفضل امي الموت من النجاة على يد رجلا مثلك.


نظرت آسيا تراقب نظرات سكان الحي واللذين مازالوا ينظرون له باحترام لا يعلمون مافعله بها.


كانت تتمنى ان تصرخ وتخبر الجميع بحقيقته ولكن انشغالها بوالدتها جعلها تتركه وتذهب بحثا عن سيارة أجرة.


بعد قليل عثرت على سيارة واخذت والدتها إلى المستشفى وبقيت معها حتى اطمئنت عليها.


في اليوم التالي عرض اخيها على النيابة وعرض المحامي الادلة على النيابة والتي تثبت بطلات الإجراءات الجنائية اي تم الترصد لعمرو وتفتيشه من غير الاشتباه به.


تم الافراج عنه وتبراته لبطلان الإجراءات وهذا لا يدل على أنه لم تكن هناك مخدرات بحيازته.


عادل امام النيابة :لا تظن نفسك برئ لانك استطعت تضليل العدالة بطلان الإجراءات لايعني انك غير مجرم سأظل خلفك حتى اثبت ادانتك.


آسيا :الذي أراد ادانته هو الذي دس المخدرات الي اخي، أخي برئ ويكفيني شرفا انه اخي.


عادل :ستندمين يوما حين تكتشفي اجرامه في حق نفسه وفي حق كل شاب يساعده اخيك على تناول المخدرات اثناء توصيل الاوردرات حتى لايدع مجال للشك لا فيه ولا في الشباب الذي يقوم بتوصيل المخدرات اليهم.


عادل :انظري هذه صور ابن أخي الذي كان ضحية اخيكِ وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفعني للتخفي والقضاء على هذه العصابة انه الان بمصحة لعلاج الإدمان ويموت كل يوم بالداخل بعيد عن عائلته واختي لا تختلف حالتها عن حالة ابنها كثيرا مازالت تعاني فقدان ابنها لشبابه وعقله بعد أن كان شاب رياضي.


نظرت آسيا ليدها وتذكرت خاتم الخطبة وقامت بخلعه ووضعه بيديه واخبرته انها لا تريد رؤيته ثانية.


السؤال هنا :هل أحبها عادل اثناء تمثيل الحب عليها هذا ماسيتضح لنا في الأجزاء القادمة

يتبع 

                     الفصل الخامس من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close