أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل التاسع والثلاثون 39بقلم فاطمه الألفي

         

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل التاسع والثلاثون 39

بقلم فاطمه الألفي



 كانت كالمغيبه تستمع لحديثه بتوهان ،ولكن ظلت متشبثه به مثل الغريق الذى يتعلق بقشه لكى تنقظ حياته ويصل للبر بسلام ، كانت تشعر بسكينه داخل أحضانه ، شعرت بالأمان بقربه ولكن كانت مثل التائهه ، تشعر بالتخبط والحيره ، تنفست بصعوبه وكأنها تختنق حقا ، ..


عندما شعر بحراره انفاسها علم أنها تكاد تختنق ، ابتعد عنها بقلق وهو يحتضن وجهها بين كفيه وعيناه تتفحصها بلهفه 

- عارف انك مش مستوعبه كل اللى أنا قولته بس دي الحقيقه 

نظرت له بصمت ليس لديها القدره على الحديث والنقاش الان 

نهض من أعلى الرمال وهو يلتقط بيديها لتنهض معه ، استجابت له دون تردد ، اصطحبها لغرفتها دون أن يتفوه بكلمه ، احترم صمتها وعلم أنها مصدومه  وفضل أن لن يتحدث معها بعد الآن دون استشارة طبيبها النفسي وطبيبها الذى أجر لها العمليه الجراحيه بالمخ ...

دلف بها لداخل غرفتها ، وعندما تلاقت أعينهم شعر بالحزن بسبب نظرتها الضائعه فلم يتحمل تلك النظره انسحب على الفور ليغادر غرفتها ، تفاجى بوجود والدتها أمامه وتنظر له بقلق .

- فى ايه يا حبيبي ، حبيبه كويسه 

ابتلع ريقه بصعوبه وهو يمسح على وجهه بكف يده : ادخليلها يا طنط هى محتاجلك دلوقتي ، كمان ياريت تغير هدومها لأنها اتبلت من البحر 

ناديه بقلق : ليه هى حبيبه نزلت البحر

ياسين بنفي :لا ، بس غيريلها هدومها وخلاص بعد اذنك أنا فى اوضتي ولو حصل حاجه ياريت تبلغني

دلف على الفور لداخل غرفته ، كانت غرفته مجاوره لغرفه زوجته ليظل جانبها ، عندما اغلق باب الغرفه وقف خلف الباب وهو يتنهد بالم 

لا يعلم إذا كان فعل الصواب أم تسرع عندما أخبرها بحقيقه علاقتهم 

ولكن حسم أمره ودلف لداخل الغرفه وهو يخرج هاتفه لكي يهاتف دكتور سليم ويقص عليه ما حدث ..

"********"

طرقت والدتها باب غرفتها ودلفت بهدوء لتتفقد ابنتها ، وجدتها تنكمش على نفسها بالفراش ، اقتربت منها بقلق وعندما ربتت على ظهرها بحنو وجدتها تنتفض وملابسها مبتله ، أسرعت تجلب لها ثيابها وجلست جانبها تحاول مساعدتها لتبديل ملابسها المبتله بأخرى ، وعندما انتهت دثرتها بالفراش وهى تحتضها وتمسد على جسدها بهدوء ، أغمضت عيناها بارهاق وخلال دقائق كانت تغطي بنومها ...

*"""""******

أنهى حديثه مع دكتور سليم بعدما أخبره الاخير بترقب وضعها والاطمئنان عليها وعن رده فعلها بعد ما أخبرها به ، وان يخبره بكل ما هو جديد ، وأن يترك لها مساحه التفكير وعدم الضغط عليها أكثر من ذلك ، خوفا من تدهور صحتها ،

استمع له ياسين بانصات واغلق الهاتف بهدوء ،وقرر أن يتوجه لغرفتها للاطمئنان على وضعها ..

**********

أما عن القاهره 

كانت تجلس بجانب والدها وهى تشعر بالتوتر ، تريد أخباره شيئا ما  

تحدث عبدالله بابتسامه : مالك يا بنتي قاعده مش على بعضك ليه 

فركت ملاك يدها بتوتر : اصلا يعنى حضرتك ماسالتنيش عن قراري

فهم عبدالله مقصدها ولكن تصنع اللامبالاة : قرار ايه مش واخد بالي 

ملاك بخجل : يا بابا رائي يعنى فى موضوع هشام 

عبدالله بهدوء : اه انتى لسه فاكره ، لم لاقيتك مافتحتيش الموضوع تانى ، كلمت الراجل واعتذرتله

جحظت عين ملاك وهى تنظر لوالدها بصدمه : ايه يعنى ايه رفضته يا بابا ، أنا بقالي اسبوع بفكر وصليت استخاره وحاسه أن مرتحاله وقولت هقعد معاه مره واحدد اخر قرار ، ليه حضرتك أسرعت كده يا بابا مش قولتلي اخد وقتي فى التفكير

عبدالله بابتسامه :اطمني يا قلب ابوكي ، أنا كنت بهزر معاكي ، هو فعلا اتصل بيه وانا قولت لسه ملاك مقالتش رأيها وحسيته فرح أن فى امل ، انا بصراحه شايفه راجل بجد ويستاهلك ، قولتي ايه انتى بقى ارد عليه بايه

ملاك بابتسامه : لا لم هو يتصل لازم نتقل كده. فى الرد ، وبلغه موافقتي هتترتب على مقابله معاه الاول ، محتاجه اتكلم معاه بعد اذن حضرتك طبعا 

عبدالله : وماله يا بنتي ده حقك والشرع بيقول لازم تقعدو وتتناقشو الاول وربنا يقدملك اللى فيه الخير

قبلت وجنته والدها بحب : ربنا يخليك ليا يا اعظم اب فى الدنيا ، بس ليه طلب تاني عند حضرتك 

عبدالله بجديه : خير يابنتي 

ملاك بابتسامه : حبيبه وريم صحباتي اللى حكيت لحضرتك عنهم وهم اللى وقفو جنبي ايام اذمتي مع كريم 

عبدالله : اه ربنا يكرمهم ، مالهم بقى 

ملاك بتردد : بصراحه هم فى شرم الشيخ عشان فرح ابن عم حبيبه وكمان فى افتتاح قريه سياحيه تخص زوج حبيبه وابن عمها شركه مع بعض وكمان فى فرح تانى هيكون فى نفس يوم الافتتاح 

عبدالله : مش فاهم ايه اللفه دى كلها عايزه تقولي ايه 

-بابا حبيبي حبيبه وريم طلبو مني احضر واكون معاهم وكمان عرفت من ريم أن هشام هناك عشان واحده قريبته هتجوز ابن عم ياسين زوج حبيبه 

عبدالله : انتى عايزه تسافري شرم لوحدك يا ملاك وكمان هشام هيبقى هناك 

ملاك : لا يا حبيبي مش لوحدي ، الدعوه لعيلتي كلها ، وانا نفسي اكون معاهم ونغير جو والنبي توافق يا بابا ، كمان نفسي اكون جنب حبيبه ، أنا من يوم الحادثه ومقصره معاها عشان خاطري يا بابا 

اقتربت والدتها بابتسامه : وافق يا ابو ملاك وخلي البنت تفرح مع صحباتها واحنا هنكون معاها 

عبدالله : يعنى انتي كمان مواقفه يا مها 

مها بحنيه : ايوه يا حبيبي موافقه جدا كمان وبالمره نتعرف على هشام وقرايبه وربنا يقدم اللى فيه الخير 

عبدالله بتنهيده : طيب ماشي بس على شرط مش هنقعد هناك غير يومين بس وهنروح يوم الفرح 

ملاك بضيق : يوم الفرح ايه بس يا بابا ، طب عشان خاطري زودهم كمان يومين 

ابتسم عبدالله لصغيرته : خلاص يا لمضه تلات ايام مافيش غيرهم وده اخر كلام عندي 

احتضنت والدها بسعاده : حبيبي يا بودي ،ربنا مايحرمني منك يا كابير

ابتسمت والدتها بحب وهى تتمنى أن يديم ضحكه ابنتها وتحظى بالسعاده التى تتمناها ..

"**********""

عندما فتح باب غرفتها تفاجئ بوجود والدتها ، تنحح باحراج 

- أنا اسف يا طنط ، أنا خوفت ازعجها واصحيها دخلت عشان اطمن عليها 

نهضت ناديه بهدوء من جانب ابنتها : استني يا حبيبي عايزاك

ظل مكانه عندما اقتربت منه ناديه : هى نايمه تعالي نتكلم بره الاوضه 

ألقى نظره خافته على زوجته ثم سار مع والدتها لخارج الغرفه .

جلس معها بمطعم القريه .

تحدثت ناديه بقلق : قولي بقى يا ياسين ايه اللى حصل 

ياسين بغرابه : هى حبيبه ماحكتش لحضرتك حاجه 

ناديه بنفي : ابدا يا بني ، أنا دخلت ساعدتها تغير هدومها ولاقيتها ساكته كده ، خدتها فى حضني وبعدين نامت على طول وانا ماسالتش 

ياسين بتنهيده حارقه : حبيبه عرفت أننا متجوزين ، فضلت تسأل وتلح عليه عايزه تعرف اكتر وانا مااقدرتش اشوفها تايهه كده وقولتلها الحقيقه 

ناديه بقلق : طب وهى عملت ايه ، رد فعلها كان ازاى ، طب كلمت الدكتور ، قالك ايه طمني يا بني على بنتي

ياسين : هى كانت مستغربه مش عارف حسيتها مش خايفه مني وأنها بس مش فاكره لكن مااعترضتش 

الدكتور سليم قال مااتكلمش معاها استنى هى تتكلم ، ونشوف هل هتحاول تفتكر حاجه ولا لاء ، قال اترك لها مساحه تفكر بهدوء وبلاش افرض نفسى عليها فى الوقت الحالي ، احاول ابعد وهى لو حاولت تقرب لازم اكون جنبها ولو عايزه تسال وتفتكر اقولها كل حاجه هى عايزاها ، كمان قال كده ممكن ذاكرتها تنشط وتحاول تتذكر حاجات حصلت بالفعل وده هيكون اول خطوه لعلاجها .

ناديه بجديه : يعنى مافيش خوف عليها صح 

هز رأسه بالايجاب : دكتور سليم قال مدام استوعبت كلامي وماحصلش انهيار أو رفض للحقيقه يبقى مافيش خوف وكمان جراح الأعصاب أكد أن العمليه ناجحه ومافيش اى مضاعفات ليها ، كمان هى بس مش مستوعبه اللى عرفته ده تحليل دكتور سليم وقال اعرفه اول باول حالتها وايه رد فعلها بعد كده وانا وعدته هتصل بيه وابلغه كل حاجه 

ناديه براحه : ربنا يطمن قلبك زى ماطمنتني وان شاء الله حبيبه تفتكر كل حاجه وترجعلك وتبقو اسعد من الاول وربنا يرزقك الذريه الصالحه يارب 

ابتسم ياسين بحب : يا رب يا طنط ، أنا حاسس ان مرهق هطلع اوضتي انام ، تصبحي على خير 

- وانت من اهل الخير يا حبيبي..

***********

فى صباح اليوم التالي استيقظ ياسين بقلق ودلف لداخل المرحاض لينعش جسده بالماء البارد ثم ابدل ثيابه وصلى فرضها قبل أن يغادر غرفته ..

وجد نفسه يقف أمام غرفتها مترددا والنهايه قرر طرق الباب ليطمئن عليها .


زفرا انفاسه بقوه وهو يطرق باب غرفتها بهدوء ينتظر سماع صوتها وان تأذن له بالدخول ولكن طال الصمت فلم يستطيع الانتظار دلف لداخل بقلق يبحث عنها بأنحاء الغرفه فلم يجد له أثر ، ابتلع ريقه بصعوبه وهو ينادي باسمها بقلب منفطر يخشي فقدانها .


وعندما كان يصرخ باسمها وقف بشرفتها ونظر للخارج وجدها تقف امام البحر وحيده .

استرد أنفاسه بارتياح وغادر الغرفه على الفور ليلحق بها ...


***""""***

كانت شارده تحاول استرجاع ما مر بذاكرتها الليله الماضيه ، شعرت بصداع قوي يهاجم رأسها ولكن أرادت أن تتماسك من أجل تذكر ما حدث وعن الشئ التى راءته فقد كان حقيقه وليس حلم ، إذا حقا ياسين زوجها وكانت بجانبه بالقارب فى منتصف البحر ، إذا هو صادق معها ولكن لم اخفى ذلك عنها ، لماذا لم يخبرها بحقيقه زواجهم من قبل ؟ 

ظلت تتسال داخلها وتزدحم رأسها بالافكار ، إلى أن أفاقت على لمست يده الحانيه لكتفها ، لتستدير له وتتفاجى بابتسامته الجاذبه وعيناه البراقه فالاول مره تجد داخل عيناه لمعه محببه وليس بلمعه حزن ، شردت بسحر عيناه الزرقاء وحدثته بلغه العيون 

- ليه ماقولتليش الحقيقه قبل كده 


وكان عيناه هى التى تتحدث بدل عنه وتحدثها بحب فقط 

- خوفت عليكي 

جحظت عيناها بقوه 

فهز رأسه بالايجاب : ايوه سمعتى صوتي ، عارف عيونك بتشتكي ايه وانا جوبتك بهدوء ، خبيت عليكي عشان خوفت عليكي ، ماكنش ينفع اقولك وانتى لسه خارجه من عمليه صعبه وأثرت على مركز الذاكره فى المخ ، ماكنش ينفع اضغط عليكي اكتر ، كان نفسي تفتكري وتتذكري كل حاجه بنفسك ، وعشان كده كنت دايما جنبك عشان خايف عليكي ومحتاج اكون قريب منك وماابعدش عنك مهما حصل ، أنا وعدتك عمري ماهبعد عنك لحظه واحده طول مانا عايش ويتنفس هكون جنبك ومعاكي انتى وبس ، مااقدرتش اشوف نظره عينيك تايهه وجواها حيره ، قولت لازم تعرفي أنا ابقالك ايه عشان ترتاحي ، مش عارف انا كنت صح ولا اناني أن قولتلك حاجه زى كده ومافكرتش غير فى نفسي وبس 


كان يتحدث بحزن وهو ينظر لها باهتمام ينتظر سماع صوتها .


حبيبه بتنهيده : انا فعلا شوفتك 

اقترب منها بلهفه : بجد فين افتكرتيني يعنى


هزت راسها بالنفي : لا بس شوفتك كانت ملامحك واضحه قدامي ، كنت معاك فى مركب صغيره فى البحر والموج كان عالي اوى وكنت خايفه كأنها هتغرق بينا وقولت اسمك كنت بقولك أنا خايفه هنموت يا ياسين ،بس انت طمنتني وقتها عرفت أن العيون الحزينه اللى دايما بشوفها هى عيونك انت ، وبصيت ورايا لاقيتك انت قدامي عشان كده طلبت منك تفسير اكتر لعلاقتنا


ياسين بفرحه : يعنى افتكرتي موقف فعلا حصل بينا ، يعنى اكيد هتفتكري كل حاجه صح. 


علمت بمدا حبه لها وصدقه ولكن هى الان لم تتذكر كل شئ فظلت صامته 


ابتسم ياسين ونظر لها ليحدثها بصوته الحاني : عارف انا شخص غريب عنك على الأقل لحد لم تفتكري وانا اوعدك مش هضغط عليكي ولا هضايقك ، أنا المهم عندي اشوفك بخير واطمن عليكي حتى لو من بعيد أنا راضي ، ومقدر موقفك 


تركها وحيده تنظر لطيفه الذي يبتعد عنها وشعرت بالبروده تسري بجسدها وكأنه عندما غاب ، غاب الدفئ معه ولم تحاول أن توقفه فقد كانت مشتته ..


"”""""'

حاول اشغال نفسه بتحضيرات العرس واللمسات الاخيره ليترك لها مساحه لتقرر عن نفسها الخطوه المقبله فى مصير علاقتهم ..


وهى أيضا كانت تشعر بالاحتياج إليه ودائما لم تفكر الا به وتحاول ارغام نفسها على التذكر ولكن كانت تتسبب بأذى لدامغها وتصاب بالداور من شده الصداع ، لذلك حاولت الهاء نفسها بالتقرب من اميره وفرح لتساعدهم فى ترتبات حفل زفافهم ، وقد حضرت ملاك أيضا بصحبه عائلتها قبل موعد الزفاف بيوم واحد ...


*"**""**""**"

فى تلك الأيام كانت صامته لا تتحدث مع أحد ولا تطلب المزيد لا تريد أن تنزحم أفكارها ، فرضت بالقليل التى علمت به ، فى ذلك الوقت كان قلق عليها ويحدث طبيبها من حين لآخر ليخبره عن حالتها الصحية..


           الفصل الاربعون والاخير من هنا 

لقراءة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close