أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل الثامن 8بقلم رانبا البحراوي

       

رواية عهد الأخوة

الفصل الثامن 8

بقلم رانبا البحراوي


حقا إنه عمر لوهلة صغيرة ظنت انه يخيل لها رؤيته من شدة شوقها إليه وارتجفت خوفا من ان يكون شخصا يشبهه ولكن سرعان ماتعرف عليه قلبها ولو

ترددت عيناها في معرفته لم يخطئ قلبها.


فرحة بصوتا خافت يختنق بالدموع :عمر.

عمر بغضب شديد :هل تعرفيني؟


هنا غضبت علا وسألتها من أنتِ؟

فرحة :اعتذر يبدو ان البيه شبه الي.


علا :وكيف عرفتي أسمه؟

فرحة :الشخص الذي يشبهه اسمه ايضا عمر ولكن حين دققت النظر تأكدت انه ليس عمر الذي أقصده

و تساقطت دموعها وللاسف لم تحرك دموعها ساكنا في قلب اخيها.


هنا تدخل حمزة بغضب وقال :هيا اذهبي واخبري زميلك ان يقدم الطعام فالشخص الذي ننتظره اتي بالفعل.


بينما تلتفت فرحة وهي مرتبكة وترتجف بشدة اصطدمت بعلا وانسكب بعض من الحساء على ملابسها برؤية حمزة لذلك وبخها كثيرا أمام كل العملاء والعاملين بالمطعم وللحظة واحدة توقفت حواسها اصبحت لاتسمع لاترى مع صعوبة شديدة في التنفس لم تعرف مامدى صلة اخيها بحمزة ولكن احزانها كثيرا انه تنصل من معرفتها ولم يغلبه شوقه اليها ليضمها بين ذراعيه. 


ذهبت فرحة ونظر حمزة إلى عمر بغضب وسأله :مالذي اخرك هكذا.


ظل عمر شاردا وخاصة حين رأها تتعرض للمذلة أمام عينيه دون ان يستطيع حمايتها

عمر :كان لدي طالبية استلمها بالفرع.

حمزة :مالذي يجعلك متمسك بعملك كمدير فرع ماركت إلى الآن؟ طلبت منك اكثر من مرة أن تدير فرع من فروع المطعم ولكنك ترفض دون تفكير.


عمر :لأنني لا أريد أن اترك عملي واعمل بوظيفة لدي شقيق زوجتي.


حمزة :دعنا من ذلك واخبروني الآن متى ستخضع علا لعملية الاجهاض، أخبرني الطبيب أنها تؤجل الأمر.


علا :لأنني لا اريد ان اقتل ابني او بنتي لمجرد خوفك علي.


حمزة :لا ليس مجرد خوفا عليكي فحياتك معرضة للخطر ثم نظر إلى عمر قال :لماذا أنت شاردا هكذا وكأننا نتحدث عن شخصا آخر اخبرك ان حياة زوجتك بخطر من فضلك شارك معنا.


عمر :سبق واخبرتك انها اهم شخص بحياتي وصحتها وحياتها اهم لدي من الجنين ولم اصبح ابا مطلقا.


حمزة :عليك إذن أن تقنعها.


علا :جلبتوني إلى هنا لاسعادي ام لازعاجي لو عرفت لما جئت ولا اريد تناول الطعام اخبرهم ألا يقدموا شيئا.


بذكر الطعام نظر حمزة حوله فلم يجد فرحة يبدو أنها لم تخبر احد بتقديم الطعام.


أشار حمزة إلى أحد العاملين ليقدموا الطعام سريعا ثم ارسل رسالة للمدير يطلب منه أن يوبخ فرحة على اهمالها.


عندما بحث المدير عن فرحة كانت تبكي بأحد اركان المطعم طلب منها أن تلحق به إلى مكتبه وسألها قبل أن يوبخها عن ماحدث فحكت له وهي تبكي ظن المدير انها تبكي حزنا لما فعله حمزة بها أمام العاملين ولكنها كانت تبكي حزنا ممافعله اخيها.


المدير :لا تحزني حمزة بيه طيب القلب ولكن دائما مايكون متوتر هكذا اثناء زيارة اخته وزوجها.


فرحة :هل ذلك الشاب الذي معهم يكون زوجها.

المدير :نعم زوجها هو شاب بسيط جدا ومحبوب لدي الجميع هنا تزوج بها رغم مرضها الشديد لأنه يحبها

لا تحزني من موقف حمزة بيه فمنذ وفاة والدته واكتشاف مرض امه وهو دائما يعاني ويخفي معاناته احيانا في صورة غضب نحو الجميع.


فرحة :هل لي أن اطلب منك اذنا بالذهاب مبكرا اليوم؟


المدير :في مثل هذه الحالات التي يكون فيها حمزة بيه بالمطعم ومعه ضيوف لايجوز السماح لأحد بالذهاب ولكنني بعد رؤية وجهك وحالتك اظن انك لن تستطيعي اكمال العمل بهذه الحالة ولذلك سوف أسمح لكِ بالذهاب شرط أن تعتادي على مثل هذه الامور ولاتحزني لمجرد توبيخ بسيط من صاحب عملك.


فرحة :اوعد حضرتك انها لن تتكرر سألتفت وانتبه إلى عملي ولن اكون عرضة للتوبيخ مرة أخرى.


عادت فرحة إلى المنزل وظلت تفكر في اخيها.


اخي هو سر قلبي الذي لم أخبر به أحد، ذكري من طفولتي مضت ومازال قلبي يحتفظ بها دون أن يطلع عليها أحد، ألم اشتركنا به سويا ولم نشاركه أحد

أبتسامة بريئة بعد مشاجرة طويلة لم ينتصر بها أحد

اخي هو ميراث ابي الذي لم يشاركني فيه أحد. 


هكذا كانت تردد فرحة هذه الكلمات على مسامعها دون أن يسمعها أحد، كلمات احتفظت بها داخل قلبها

تؤلمها ولكن تخفف عنها. 


عمر لحمزة :أرى أن هناك عاملين جدد هذه المرة لم اراهم من قبل. 


حمزة :لا لم اوظف غير تلك الفتاة التي اسقطت الحساء على علا، تدعى فرحة حفيدة السيدة المسنة التي تعيش بمدفن والدتي، ألم تراها هناك من قبل؟ 


عمر :ذهبت لزيارة والدتك مرة واحدة، تعلم أن علا تسوء حالتها بزيارة والدتها ولذلك لم تتح لي الفرصة لزيارة والدتك مرة أخرى ولا حتى زيارة والدي تعلم ان 

مدفن والدي بالقرب من والدتك ولكنني اكتفي له بالدعاء من اي مكان. 


حمزة :اعلم ذلك بالطبع، تعرفت أنت وعلا بالقرب من مدفن والدتي حين فقدت وعيها بمفردها واخذتها انت إلى الطبيب ثم بدأت قصة الحب العظيمة بينكما. 


عمر :اسعد أيام حياتي رغم انني تعرفت عليها بأصعب مراحل حياتي بعد فقدان اختي. 


حمزة :كيف توفيت اختك ولماذا لم تذكر مكان مدفنها اهي بنفس المكان الذي به والدك. 


عمر بغضب :نعم دفنت مع والدي. 


اخبرهم عمر منذ اليوم الاول ان خسر والده واخته وبعد أن تزوجت والدته وسافرت إلى الخارج لم يتبقى له أي أحد ولذلك انكر معرفته بفرحة. 


بعد مغادرة علا وعمر للمطعم هدأ حمزة وسأل عن فرحة كي يعتذر لها ولكنه تفاجئ انها عادت إلى منزلها واخبره المدير انها مرضت ولذلك سمح لها. 


حمزة :هل وبختها عندما ارسلت لك الرسالة؟ كنت متوتر ولم اقصد ذلك. 


المدير :لا لم افعل فكانت حالتها سيئة بما يكفي فقررت ان اعاقبها بالخصم من راتبها بدلا من توبيخها. 


حمزة :لا لاتفعل شئ. 


غادر حمزة المطعم وهو مستاء جدا لما فعله بها أمام الجميع خاصة وانها جديدة بالمكان ولم تكن تعلم بمدى التوتر الذي يشعر به عند زيارة اخته للمكان. 


عندما عادت فرحة للمنزل رأت زينب بفرحة جميع الألم الذي تخفيه رغم كبر سنها وضعف سمعها وبصرها إلى أن قلبها مازال يعمل جيدا ويشعر بآلام غيره. 


زينب :مابكِ؟ 


انهارت فرحة بالبكاء وقالت :رأيت عمر اخي اليوم. 

عانقتها زينب وطلبت منها أن تحكي لها ماحدث 

بعد سماع زينب لفرحة طلبت منها أن تهدأ ولاتحزن يكفيها انها رأته بخير اما عن غضبه الذي فرق بينهما لابد وأنه سيأتي اليوم الذي يهدأ به غضبه وتتغلب عاطفة الاخوة لديه على هذا الغضب. 


فرحة :حقا هل سيحدث يوما؟

زينب :سيحدث بإذن الله متأكدة من ذلك، انه اخيكِ سيكون طيب القلب مثلك ولن يستمر غضبه طويلا. 


في اليوم التالي 

عندما ذهبت فرحة للعمل كان بعض العمال يتحدثون عن علا وزوجها وبدأت تستمع لحديثهم وكانت سعيدة جدا بكلامهم عن عمر وفخورة به بأنه لم يقبل العمل لدى حمزة ويعتمد على نفسه ويعيش مع علا في شقة بالايجار رغم ان حمزة اشترى لعلا شقة مفروشة بالكامل. 


كانت فرحة تستمع لذلك وهي بغاية السعادة وخاصة حين علمت ان علا تحبه كثيرا وتزوجت به رغم ظروفه. 


كل هذه الاحاديث التي يتناقلها العمال يسمعونها دائما 

خلال زيارات علا للمطعم مع حمزة او مع صديقاتها. 


اقتربت فرحة وسألتهم :ماذا عن عائلته هل يعرف أحدكم شيئا عن عائلة زوج علا. 


احد العمال :سمعت حمزة بيه يوما وهو يتحدث معه واخبره عمر أنه خسر والده وشقيقته ايضا ووالدته تعيش بالخارج. 


بكت فرحة بسماع ذلك وفهمت انه اخفي عن حمزة وعلا ان له اخت وفهمت انه خجل من عملتها وهربها 

ولذلك لم يذكرها. 


كانت فرحة تفكر في التحدث إلى علا وتجعلها وسيط يصلح بينها وبين اخيها ولكن بسماع ذلك تراجعت لم ترد ان تخذل اخيها او تصغره أمام اهل زوجته. 


بيوم الاحد يوم مجيئ حمزة إلى المطعم اعتذر من الجميع عن سوء معاملته لهم بالمرة السابقة واخص بالاعتذار فرحة تحدث عنها امام الجميع وطلب منها 

أن تقبل اعتذاره. 


فرحة بحزن :عفوا، من انا حتى تعتذر لي. 

لم يكن حزنها بسبب موقف حمزة وانما فقدانا لاخيها . 


ظن حمزة انها مازالت منزعجة منه وطلب منها أن تجلب له الفطور بنفسها من داخل المطبخ فعل ذلك كي يسعدها بدخول المطبخ ويتغير مزاجها للأحسن. 


ولكن العجيب انها لم تتلهف أو تتحمس للأمر هزت رأسها وذهبت وجلبت له الطعام. 


استدعى حمزة بذلك اليوم عمر كي يتحدثون في قرار عملية اجهاض علا على انفراد دون علا. 


بمجرد أن دخل عمر للمطعم التصقت فرحة بجانب الطاولة وظلت عيناها على اخيها وكانت مهتمة جدا بكافة التفاصيل قامت بتغيير مفروشات الطاولة مرتين وبمجرد ان التفت عمر يبحث عن منديل اسرعت نحوه بعلبة مليئة وعندما سعل عمر اثناء تناول العصير سكبت له كوبا من الماء سريعا. 


لاحظ حمزة اهتمام فرحة الشديد بعمر كانت تتصرف 

باهتمام شديد عسى أن يلين قلبه لها مثلما اخبرتها زينب، لم تدرك فرحة ان اهتمامها بأخيها بدأ يلفت الانظار، لم ينتبه حمزة فقط لذلك وبدأ الجميع يلاحظ ذلك. 


عمر لم ينظر نحوها مطلقا وظل حمزة متعجبا مما تفعله وخاصة بأنه أشار لها اكثر من مرة كي تقف بعيدا حتى يستطيعون إنهاء حديثهم ولكنها سرعان ماتقترب مرة أخرى. 


غادر العملاء الطاولة التي بجانب طاولة حمزة ولم تنتبه فرحة ولم تذهب لاخذ الأطباق الفارغة على عكس ماتفعله دائما، يها شيئا غريب. 


ربط حمزة بين اهتمامها اليوم وتعرفها على عمر بالمرة السابقة التي زار بها المطعم. 


حمزة :هل تعرف هذه الفتاة؟ 

عمر :اي فتاة؟ 

حمزة : فرحة العاملة الجديدة، لماذا تنظر اليك وتهتم بك هكذا؟ 

عمر :لا اعرفها ولم انتبه لتصرفاتها، لا اظن انها فعلت ذلك قد يكون خيل لك انها تنظر لي. 

حمزة :لست بمفردي الذي لاحظت ذلك العمال ايضا انظر حولك. 


عمر :لن انظر ولا اهتم دعنا نعود لموضوعنا. 

حمزة :اذا لم توافق علا سنضطر إلى اجبرها على ذلك. 

عمر :وكيف سيحدث هذا الأمر. 

حمزة :نتحدث مع الطبيب ويوصف لنا دواء يتسبب في اجهاضها. 

عمر :لا لا اذا علمت بالامر لن تسامح كلانا، رأيي ان نحاول مرة أخرى. 

حمزة :أمامك اسبوع اذا لم تنجح في اقناعها دع الامر لي انا لن اخاطر بحياة اختي، هذا الجنين لابد أن يجهض في اقرب وقت مثلما اخبرنا الطبيب. 


حين وقف عمر اسرعت فرحة تأخذ الاكواب الفارغة قبل أن يغادر الطاولة وأخذت كوب حمزة رغم انه لم ينتهي من شرب العصير. 


حمزة بغضب :لم انتهي بعد ولما العجل في افراغ هذه الطاولة انظري حولك هناك طاولات أخرى حولك تركتيها من اجل هذه الاكواب. 


غادر عمر وظلت عيون فرحة تراقبه وقلبها يتبعه كانها تريد أن تلحق به  وتذهب معه. 


حمزة بغضب :فرحة انتبهي لعملك. 


فرحة :اعتذر، اردت ان اهتم بحضرتك وبضيفك. 

حمزة :حقا، عن اي اهتمام تتحدثين، سقطت مفاتيح سيارتي ورايتك مسرعة نحوي ظننت انك انتبهتي لذلك ومسرعة كي تجلبيها لي تفاجئت بأنك جلبتي مناديلا لعمر رغم أن هناك علبة ممتلئة امامه لم تنتبهي لوجودها. 


اعتذرت فرحة وغابت اللمعة مع عينها واللهفة التي بقلبها ولاحظ حمزة وتولد لديه شعور شديد بالغيرة. 


لم يفهم حمزة من قبل ان مهتم بفرحة إلا في ذلك اليوم حين انشغلت عيناها برجلا غيره رغم وجوده 

امامها في الوقت الذي كان حمزة منشغلا بالنظر لها

لم تنظر نحوه وكأنه لم يكن موجود من الأساس. 


اثارت بذلك غيرته وغضبه. 


في ذلك اليوم ذهب حمزة إلى المدفن قبل موعد عودة فرحة من العمل وانتظرها حتى عادت بينما يجلس سمع فرحة وهي تقفز من السعادة وتخبر زينب انها رأته وقبل ان تكمل فرحة اوقفتها زينب فلم تذكر فرحة اسم عمر. 


وقف حمزة واتجه نحوهن وسال زينب لماذا اوقفتيها دعيها تكمل حديثها وتخبرنا عن سبب سعادتها. 


فرحة بارتباك :رايت....... رأيت. 

حمزة بغضب :رأيتِ من؟ 

فرحة :رأيت صديقة لي. 

حمزة :فهم حمزة انها تكذب وتتهرب من الاجابة وحزن كثيرا جدا وتأكدت شكوكه بانها تهتم بعمر. 


ذهبت فرحة للداخل وكأنها لم تستطع مواجهته رغم انه ظل ينتظر خروجها مرة أخرى ولكنها حبست نفسها بالداخل وظلت زينب تجلس معه وكلاهما عينيه على الباب يتفقد خروجها. 


حمزة بحزن :سأعود إلى منزلي، يبدو أن فرحة لا تريد رؤيتي ولذلك حبست نفسها بالداخل. 


زينب :ولماذا ستفعل ذلك، لابد انها جاءت مرهقة ونامت. 


حمزة :عن اذنك. 


عاد حمزة إلى منزله وهو يفكر ويفكر بتصرفاتها مع عمر وفرحتها وهي تخبر زينب انها رأته. 


فرحتها أحزنت قلبه كثيرا ولكنها جعلته يدرك ان لفرحة مكانة كبيرة بقلبه وذلك هو السبب وراء حزنه. 


هل احبها؟ 

نعم أحبها وبشدة وادرك ذلك بكم مشاعر الحزن الذي احتلت قلبه لمجرد عدم اهتمامها به والالتفات نحوه. 


مر الاسبوع ولم يستطع عمر النجاح في اقناع علا بعملية الإجهاض ولكنه لم يستطع مشاركة حمزة في الأمر حبا في زوجته فأخبرها انها اذا رفضت سيقوم حمزة بأجبارها ولكنه لم يخبرها بخطة حمزة اكتفي فقط بتهديدها. 


فكرت علا بالأمر وقررت ان تخدعهم وتتظاهر لانها اقنتعت ولجات إلى صديقة لها طبيبة كي تساعدها. 


فكرت علا بأن تخدعهم بمساعدة صديقتها الطبيبة وتخبرهم انها ستجري الاجهاض على يد صديقتها ولكن بالحقيقة لن تجريه ستمثل فقط انها اجهضت الطفل. 


تم تحديد موعد العملية وذهب برفقتها زوجها وشقيقها وبقيت بالداخل لمدة نصف ساعة بعد ذلك اخبرتهم الطبيبة ان العملية تمت. 


كيف اقنعت علا صديقتها بمساعدتها؟

حين عرضت علا الامر على صديقتها رفضت على الفور واخبرتها انها لن تشارك في ذلك. 


بكت علا بشدة واخبرتها ان المرض اشتد عليها بالفعل ولا تظن انها ستعيش طويلا اما الطفل فقد يولد بصحة ويكون له فرصة العيش طويلا وسيكون ذكرى لها. 


حين اصرت صديقتها على الرفض اخبرتها علا انها ستهرب من حمزة وعمر حتى تنجو بطفلها. 


وافقت صديقتها بشرط أن تتبع علا تعليماتها وان تنتظم بالعلاج من جديد بعد فترة تكون الجنين. 


وعدتها علا بالالتزام ونفذت علا مخططها وقررت انها لن تخبر عمر وحمزة انها مازالت حامل إلا بعد اكتمال الجنين وعندما تبدأ بطنها بالظهور وقتها فقط ستمر فترة السماح للاطباء باجهاض الطفل. 


فرح حمزة كثيرا عندما علم ان علا وافقت على إجراء العملية. 


بعد خداع علا لاخيها وزوجها ان العملية تمت بالفعل اخبرتهم انها اضطرت لتغيير طبيبها المعالج حتى لايخبرهم الطبيب الذي يعالج حالتها بمرض السرطان بانها مازالت حامل وتواصلت مع طبيب اخر زميل صديقتها التي اجرت لها العملية ودفعت له مبلغ كبير من المال كي يعلاجها دون أن يكشف سرها ويخبر شقيقها وزوجها بحملها. 


مرت الايام 

ولاحظ عمر أن اعراض الحمل مازالت لديها ولكنها كانت تخبره دائما أن الغثيان والارهاق اثر الدواء الجديد الذي وصفه لها الطبيب الجديد. 


بعد اطمئنان حمزة على شقيقته قرر ان لايتجاهل قلبه اكثر من ذلك ويتحدث مع فرحة ويخبرها بحقيقة مشاعره ويرى هل هي مهتمة فعلا بعمر أم هذا مجرد ظن منه. 


لم تتاح له فرصة التحدث معها وخاصة انه انشغل بعد ذلك بفتح فرع كبير جدا. 


بعد ان باع مسعود الصورة التي يبكي فيها حمزة لاحد الصحفين وحين عرض ذلك الصحفي الصورة على رئيس التحرير وكان من مشاهير الإعلام اشتراها من الصحفي  كان ينوي ان يستغلها كسبق صحفي عبر برنامجه،  ثمرقرر هذا الاعلامي بعد ذلك  الاحتفاظ

بها ومساومة احد منافسي حمزة لشرائها. 


ببداية الأمر لم يقتنع منافس حمزة من اهمية هذه الصورة حتى اخبره الاعلامي كيف يستطيع الاستفادة منها جيدا. 

مرت الايام 

بعد شهرين ونصف تحديدا عندما انهت الشهر الرابع استدعت علا حمزة بمنزلها وبوجود زوجها  اخبرتهم علا بالامر وانها مازالت حامل وانها باول الشهر الخامس. 


ثار حمزة بشدة وامسك بياقة عمر ظنا انه متعاون معها دفعه عمر وقال :انا متفاجئ مثلك. 


حمزة :لن اترك هذه الطبيبة التي خدعتنا ساقدم شكوى ضدها كي تشطب من النقابة. 


علا :انها غادرت البلاد ذهبت إلى امريكا بعد ان تزوجت بزميلها اي لن تجد الاثنان. 


بدأ حمزة يكسر في كل شئ حوله ثم عانقها وبكى وقال :اهذا الجنين اهم عندك من روحك الم تفكري بي للحظة واحدة ماذا سأفعل اذا حدث لكِ شيئا ولم يتبقي لي سواكِ. 


علا :اطمئن لن يحدث لي شيئا، هذا الطفل هو الذي سيجعلني اتمسك بالحياة واكافح من أجل الشفاء. 


موقف عمر وحزنه لم يكن اقل من حمزة فخوفه عليها جعله مستيقظ لأيام عديدة بعد ذلك اليوم خوفا من ان يصيبها مكروه. 


قام حمزة التجهيز لأفتتاح فرع جديد وكبير جدا بيوم الافتتاح دعى الكثير من الشخصيات الهامة وبعض شركاؤه اللذين وثقوا فيه ودعموه بمبلغ مالي كبير جدا مما جعل هذا الفرع الأكبر من بين جميع الفروع كان مكون من عدة طوابق وليس طابق واحد، كان يقدم اصناف شرقية وغربية. 


قبل الافتتاح بيوم واحد 

قرر منافس حمزة تنفيذ خطة الاعلامي وتم تسريب الصورة للصحافة وكتب اسفل الصورة ان الصحة اغلقت فرع من فروع مطاعم حمزة بعد أن وجدت فيه لحوم فاسدة وغير صالحة للطعام وهاهو يبكي نتيجة ذلك. 


تفاجئ حمزة بيوم الافتتاح ان الضيوف لم يأتوا للحفل ومن اتي منهم اكراما له لا يقترب من الطعام ثم قام احد شركاء حمزة وابرز له الصورة التي كان يبكي فيها 

ويسأله عن حقيقة الانباء التي نشرت عنه. 


طلب حمزة من مساعديه التحقق من الأمر واخباره على الفور كيف تسربت هذه الصورة. 


بالسيارة في وقت متأخر جدا من الليل بينما كان حمزة في طريقه إلى المنزل. 


حدث علاء حمزة قائلا:الم تلفت نظرك هذه الصورة أين اتخذت؟ 


حمزة :لا لم التفت لذلك من شدة غضبي لم انتبه قد تكون التقطتها احد الممرضات أثناء مرض والدتي. 


علاء:الصورة التقطت بالمدفن والملابس التي كنت ترتديها حضرتك ملابس جديدة لم تكن لديك وقت مرض والدتك. 


اخرج حمزة هاتفه ونظر بالصورة مرة أخرى ثم قال فهمت من اتخذ لي هذه الصورة خذني إلى المدفن 


                   الفصل التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close