أخر الاخبار

رواية ذاكرة القلب الفصل الخامس 5بقلم رانيا البحراوي

 


رواية ذاكرة القلب 

الفصل الخامس 5

بقلم رانيا البحراوي


بمجرد أن وضعت الخاتم بيده شعرت ان عبئ كبير

زال من فوق صدرها وانتظرت أخيها حتى تمت الإجراءات وعانقته وحاولت التخفيف عنه من أجل الظلم الذي اصابه.


نظرت بعينه تهنئه على البراءة ولكنه لم يجرؤ عن النظر بوجهها.


سألته العديد والعديد من الاسئلة فلم يجيب عن أي منهم، نظر إلى والده وطلب منه الذهاب إلى المنزل لانه يحتاج إلى الراحة.


لم تشك آسيا مجرد الشك بعمرو وظنت أنه مرهق ويحتاج إلى النوم.


بالمنزل أصرت آسيا ان تطعمه قبل أن ينام وعندما رفض اسرعت واحضرت له كوب لبن وسندوتش وظلت معه حتى تناولهما ولكنه لم يتحدث معها مطلقا.


تركته لينام وخرجت إلى والدها.

الأب :هل حكي لكِ كيف وصلت هذه المخدرات إلى صندوق دراجته؟


آسيا :يبدو أنه لايريد التحدث بهذا الأمر حتى لا يتذكر ماأصابه.


الأب :هل ضربوه في قسم الشرطة؟

آسيا :لا اعرف لم اسأله.


شردت آسيا وقالت بغضب :ان كان عادل لمس أخي لن اتركه سأذهب واشتكي عليه.


الأب :لن يستمع أحد إلى شكواكِ سوى الله، لنا الله ياابنتي.


آسيا بحزن :اخفنا دومة واعوانه واليوم الذي شعرنا ان هناك يد تمتد لمساعدتنا وحمايتنا منهم ادركنا انها اليد الذي احرقتنا.


الأب :انسي ياابنتي ماحدث.

آسيا بحزن :سأحاول.


صعدت آسيا إلى أعلى سطح المنزل تفكر قليلا بمجرد أن جلست بالمكان الذي يجلس والدها فيه خرجت جارتهم في أبهى زينتها تظن ان الذي صعد الي أعلى والد آسيا ولكنها تفاجئت بوجود آسيا وخجلت بشدة.


شعرت آسيا بالضيق وذهبت خلفها وطرقت الباب وأخبرتها ان ماتفعله مخالف للشرع والادب وان عليها أن تبتعد عن والدها.


لم تجيبها الجارة ودخلت على الفور ورغم سكوت هذه الجارة إلا أنها تخطط لشئ ما لن ينتهي الأمر عند ذلك.


جلست آسيا تعيد التفكير في حياتها وتتذكر ماعاشته منذ أيام وكيف تطرقت السعادة داخل حياتها حتى انها ظنت نفسها بطلة في رواية وان لديها من السعادة نصيب وظلت السعادة تبحث عنها حتى وجدت بابها

وطرقت الباب ودخلت دون استئذان، وان الحب احاط بها داخل دائرة السعادة ولكنها استيقظت ولم تجد تلك السعادة ولاحتى الحب.


شعرت آسيا بالظلم والقهر من خداع عادل وكيف استغل طيبة قلبها وانعدام خبرتها في الحياة واذاقها الوهم على أنه حب.


مااسهل الخداع في هذه الدنيا ومااكثر الكذب.


بينما ترثو آسيا حالها تذكرت استاذها وتذكرت أنها نسيت أن تشكره وتدفع اتعاب المحاماة بالمكتب.


ارتدت آسيا ملابسها استأذنت والدها وذهبت إلى مكتب استاذها.


حين طرقت الباب ودخلت لم تجد سوى شهاب بالمكتب اتي لاخذ بعض الأوراق.


رجعت آسيا للخلف حين رأت انه بمفرده بالمكتب.


احترمها شهاب وقال بأبتسامة :مواعيد المكتب من السابعة إلى منتصف الليل يتواجد الزملاء والأستاذ

والسكرتيرة ايضا، تستطعين العودة لاحقا.


شكرته آسيا بينما تدير ظهرها كي تنزل على الدرج ذهب شهاب خلفها واخبرها ان لديه تعقيب وقال :هذه البراءة لا تعني ان شقيقك برئ أرى ثمة شك في هذا الأمر.


انزعجت آسيا من حديثه واخبرته انها ستعود لاحقا لتحدث إلى استاذها ولم تنصت إليه في كلمة واحدة قد تدين أخيها.


لم يحرك كلامه بداخلها ساكنا يدين اخيها، اخيها الذي يتقااسم معها نفس الروح مقسمة على جسدين يتنفسان نفس الأخلاق التي زرعتها امهما ولا يوجد

بداخلها أدنى شك بأخيها.


عادت إلى المنزل حزينة اتصلت بأستاذها واخبرته انها تريد مقابلته ولكن هذه المرة لم تكن تنوي شكره بقدر ماكانت تريد أن تشتكي إليه مساعده شهاب.


حددت موعد مع استاذها ولكن بعد اسبوع لانه طرا إليه عمل خارج القاهرة.


استيقظ اخيها وكانت تنظر اليه بحزن مشفقة على مااصابه، مشفقة على ظلم البشر واصابع الاتهام التي تشير إليه رغم تبرئته 


آسيا :هل ضربك رجال الشرطة بهذه الليلة التي قضيتها بالقسم؟ 


عمرو :لا لم يضربني أحد، عادل باشا رغم كل مافعله معنا الا أنه معروف بأنه يحمي المتهمين من بطش الامناء بالقسم. 


آسيا بسخرية :رجل المبادئ. 


عمرو:أين كنتِ؟ 

آسيا :كنت بمكتب المحامي. 


لم تخبره اسيا بما تحدث به شهاب خوفا على مشاعره. 


نظر عمرو بهاتفه لبجد رسالة من مدير المطعم يخبره انه تم فصله بسبب التهمة التي اتهم بها. 


انزعجت آسيا كثيرا بسماع ذلك وظلت تلوم في مدير المحل الذي لم يتحرى عن الأمر ويلقي الاحكام دون سماع دفاعه. 


آسيا :لا تحزن سأبحث عن عمل لاساعدك وعليك أن تستريح ثم تبحث عن عمل بمكان آخر ليس كل مديري المطاعم مثل مديرك السابق. 


عمرو :لا ابقي بمذاكرتك واهتمامك بالمنزل ولا تنشغلي بالبحث عن عمل سأذهب لاخذ راتبي قد ينفعنا لحين العثور على عمل اخر. 


آسيا :وكيف ستذهب ومازالت دراجتك بالقسم. 

عمرو :ساذهب كي انهي إجراءات استرجاع الدراجة بعد الحصول على راتبي. 


آسيا :انتبه على نفسك واذا رأيت عادل لاتتحدث معه. 

عمرو :لا تخافي. 


ذهب عمرو للاطمئنان على والدته وكانت شبه فاقدة الوعي. 


عمرو :حالة أمي تزداد سوءا اتمنى لو نستطيع اخذها لطبيب خاص لان علاج التأمين لم يجدي نفعا. 


آسيا :ربنا يرزقنا ونستطيع ذلك. 


ذهب عمرو بطريقه إلى المطعم ونظرت إليه آسيا من النافذة ورأت شخص يستوقفه ليتحدث معه لم تراه من قبل. 


شحب وجه عمرو اثناء حديثه مع هذا الرجل. 


خرجت آسيا لتسمع حديثهما فلم تجد اخيها اتصلت به فلم يجيب. 


يبدو أن هذا الرجل هدد عمرو بالاستمرار بالعمل بتوصيل المخدرات حتى يعوض مافقده اثناء ضبط الشرطة وخاصة ان معظم الرجال تم القبض عليهم. 


عمرو بالفعل عمل بتجارة المخدرات، خدعه الشيطان بأن تجار المخدرات اصحاب سلطة ونفوذ ومال وان الاستقامة تجلب الضعف والفقر. 


وقع عمرو فريسة هؤلاء الشباب بأن قام بالتوصيل مرة واحدة وكأنه سقط في شباكهم حين أراد الرجوع لعقله وتلك المبادئ التي غرستها فيها والدته لم يستطع ذلك وعجز انقاذ نفسه من مخالبهم وقع بمنحدر ليس له آخر وكلما أراد انقاذ نفسه سقط اكثر. 


تلك الفترة التي تعرض فيها للايذاء من دومة هي تلك الفترة التي اقلع فيها عن توصيل المخدرات مما جعل دومة واعوانة يؤذونه ويؤذن والده حتى ان تهديدهم وصل لايذاء اخته مما جعله يعود اليهم رافعا راية الاستسلام. 


عمرو ليس راضيا عن أفعاله وضميره يؤنبه خاصة بعد اصابة ابن اخت عادل هو كان طالب متفوق يطلب البيتزا من المطعم الذي يعمل به عمرو وكان يمنحه الكثير من المال الاضافي. 


ذات يوم قرر عمرو ان يخوض تجربة تجارة المخدرات وعرض على هذا الشاب نوع من الأقراص واخبره انه سيمنحه الطاقة للبقاء مستيقظا ويستطيع عمل بحث على جوجل لمعرفة فوائد هذه الأقراص. 


اقتنع الشاب بكلامه خاصة بعدما عمل بحث ورأى فوائد هذه الاقراص، الشاب الضحية لم يكن يعلم ان الاقراص تتبدل باقراص أخرى مخدرة الاسم الخارجي لايتطابق مع الاقراص بالداخل هناك أماكن تغش الادوية وتضرب اسماء الادوية. 


الشاب كان سعيد جدا بالاقراص لانه استطاع البقاء ليلا دون أن يحتاج إلى أي منبهات ولكن بمرور الايام تبدلت الاحوال واصبح يحتاجها بشدة لا لكي يذاكر وانما لكي يبقى بحال جيد ففقدانها يشعره بالهذيان 


شكت الأم بتصرفات ابنها ولكن بعد أن تمكنت المخدرات من جسده، علمت منه بمن باعه المخدرات واخبرها عن عمرو. 


عندما رأى عادل مافعلته المخدرات بابن اخته قرر القبض على تلك العصابة وتحرى عنهم وقرر أن يبقى بينهم فترة كي يضبطهم جميعا دفعة واحدة. 


تم القبض على كبيرهم اولا واخضاعه لاوامر الشرطة بأن يخبر الجميع أن عادل ابنه وعلى الجميع أن يستمع اليه، لم يستطع عادل القبض على عمرو بنفس اليوم الذي تم القبض على الباقيين لأن عمرو كان قليل التوصيل، ترصد به عن طريق وضع جهاز GPS 

حين سرقت دراجته البخارية هي لم تسرق اخذتها الشرطة لوضع جهاز التتبع. 


وارسل الدبدوب الهدية كي يستمع إلى مكالمات عمرو. 


عادل ليس لديه مايثبت ادانة عمرو أمام القانون لكن متأكد انه مدان ولذلك لن يتركه قبل أن يسلمه بيده للشرطة. 


بقدر مايبغض عادل عمرو بقدر ماأحب آسيا كثيرا هو لايوضح ذلك الآن ولكنه حين اراد خداعها وتمثيل الحب عليها وقع بحبها دون أن يدري ولكنه اصر ان يقسو عليها بقسم الشرطة حتى لا تفهم ذلك.


تمر الأيام وذات يوم بينما تنظف آسيا الغرفة يقع بيدها أحد هذه الاقراص المخدرة وأخذتها إلى عمرو لتسأله لمن هذه الاقراص؟ هل أنت مريض؟


عمرو بأرتباك :لا لست مريض انها لاحد أصدقائي اشتراها لوالده ونسيها معي.


آسيا :ولماذا هي مغلفة داخل احد جواربك؟

عمرو :لا اعلم كيف دخلت داخله كانت بجيبي.


بدأ الشك يراوغها وبدأت احاديث عادل وشهاب تدور برأسها.


امسكت هاتفها واتصلت باستاذها لتجده عاد إلى القاهرة اخذت منه موعد وذهبت للقائه بمكتبه وشرح له كافة ملابسات القضية والاقراص التي تم تبديلها وتغير اسمها ولكن الشئ الوحيد الذي افاد اخاها هو بطلان اجراءات الضبط.


انهارت آسيا بالبكاء ولم تصدق ماسمعت وسألت استاذها :الا يوجد شك أن يكون أحد وضع لأخي هذه الاقراص.


المحامي :هناك احتمال لذلك.

آسيا :وكيف استطيع معرفة الحقيقة؟

المحامي :الايام كفيلة لأثبات كل شئ واذا كان اخيكِ مجرما سيترك اثرا.


قررت آسيا مراقبة اخيها.


الرجل الذي يهدد عمرو مازال يراقب المنزل ينتظر خروج عمرو بأي وقت.


استسلم عمرو لمطلبه وقرر التوصيل مرة أخرى.


رأت اسيا اخيها وهو يأخذ الاقراص من خزانته فقررت اللحاق به بسيارة أجرة.


اشتري عمرو بيتزا لانه فصل من عمله كي يضع بداخلها الاقراص ولا يشتبه به أحد والدي الشاب الذي يأخذ اليه البيتزا.


أمام العمارة

وقف عمرو ليفتح البيتزا ويضع بها اللاقراص، هنا فجائته آسيا واقتربت منه وسألته ماذا تفعل وأمسكت بيده قبل أن يغلق صندوق البيتزا.


آسيا والدموع تتدفق من عينيها  :ماهذا؟ومن أنت كم مرة ستخدعني الحياة في فهم البشر، لم احزن بخداع ذلك الشاب الذي عرفته لايام قليلة ولكن ماذا عنك انت الذي شركتني الحياة قبل أن اراها تشاركنا رحم واحد ودم واحد اب واحد وام واحدة تشاركنا الألم والحزن السعادة والمرح، رأينا الدنيا سويا وكبرنا سويا.


هرب عمرو من مواجهتها بأن اخذ دراجته وفر بعيدا.


اتجهت آسيا نحو قسم الشرطة وطلبت مقابلة عادل باشا.


حين ظهر عادل امامها ادركت ان قدميها اخذتها إلى قسم الشرطة ولكن هل ستطيع الابلاغ عن توأمها.

يتبع 

                     الفصل السادس من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close