أخر الاخبار

رواية ابنة القمر الفصل العاشر 10 بقلم فاطمه الألفي

      


رواية ابنة القمر

الفصل العاشر 10 

بقلم فاطمه الألفي


اتفق "أمان" مع حاتم بحضور الهليكوبتر فجر اليوم خلف المشفى لكي لا 

يشعر به أحد، كما انه احضر معطف طبي لكي يسهل عليه الأمر داخل 

المشفى ولم يكتفي بذلك فقد استأجر سيارة إسعاف لكي يخرج وتين من 

المشفى دون أن يشك به أحد.

ظل متفقد الوضع امام المشفى وبعد أن تأكد من مغادرة نادر ووالدته

المشفى، صعد على الفور إلي حيث العناية وظل مترقبا حوله، وعندما وجد 

المكان هادئ اتفق مع الممرضة التي ستتولى رعاية وتين بان تتفقد وضعها 

وبعدما اخبرته باستقرار حالتها ولا يوجد خطر بنقلها لمكان آخر، هاتف 

صديقه حاتم لكي يحضر الهليكوبتر، أما هو ارتدا المعطف الطبي واخفي 

وجهه بالماسك الطبي واحضرت الممرضة سرير نقال، حمل أمان وتين برفق 

ووضعها أعلى السرير النقال ودفعه بهدوء مغادرا الرواق والممرضة أمامه 

تتفقد له الطريق لكي يغادرون دون أن يشعر بهم أحد


بعدما غادر المشفى، وضعها بسيارة الإسعاف والممرضة جانبها وضعت لها 

جهاز التنفس واستقل أمان خلف مقعد الوقود وانطلق بالسيارة الي حيث 

المكان المتفق عليه ومن ثم حملها برفق واستقل الهليكوبتر الذي خصصه 

من قبل لاستقبالها بطبيب يتابع حالتها ويتفقد مؤشراتها الحيوية إلي أن 

تصل لفيلته بالعالمين.


بعد قرابة الساعة كانت الطائرة الهليكوبتر تحلق في السماء متجهة إلى 

العالمين وفي غضون ساعة أخرى كانت تهبط  الهليكوبتر بحديقة فيلته

خصص لها جناح ووضع به الأجهزة الطبية التي هي بحاجة إليها وبعد أن 

فحصها الطبيب واوصل جسدها بجهاز القلب والضغط ووضع لها ماسك الأكسجين الذي يساعدها على التنفس.

شعر الطبيب بتحريك جفنيها، أقترب من أذنها وقال بصوت عالٍ:

-هل تسمعي صوتي؟ هيا حركي اطرافك

ولكن لن تستجاب له 

كان أمان واقفاً هتف بقلق:

- ما وضعها الان؟ ومتي تفيق من تلك الغيبوبة؟

تنهد الطبيب بعمق ثم اقترب منه بخطوات ثابتة وقال:

-وضعها الجسدي بخير وكل مؤشراتها الحيوية تشير إلي ذلك ولكن صحتها النفسية هي التي اقحمت عقلها داخل الغيبوبة؛ إذا تحسنت الصحة النفسية تسترد وعيها، لذلك لابد من إخضاع عقلها لمعالجة نفسية لتنشيط ذاكرتها، لابد من إرغام عقلها الباطن بأن الحياة مازالت مستمرة وبانتظارها، يجب ان تصنع لها ذاكره جميله تجعلها تفيق من غيبوبتها

هتف أمان قائلا:

-تقصد أن أخلق مواقف من صنع خيالي

ربت على كتفه وقال:

- أنت تحبها لماذا لم تخبرها بمدا حبك لها وتحكي عن الأحلام التي رسمتها من اجلكم، اصنع لها عالما من الخيال تعيشه، اجعلها تنسي حزنها وترا العالم بعينيك انت 

همس داخله:

- لكنها لا تعلم بحبي لها ولم اصرح به من قبل، كيف سأصل الي عقلها الباطن كيف؟

هتف : 

-  سيد امان لا تقلق ستتخطين تلك الأزمة بوجودك جانبها، ثق بالله وكن على يقين بأن الله سبحانه وتعالى لن يخذلك

- الله معي ولن يضيعني

غادر الطبيب برفقة حاتم عائدين إلي القاهرة بالطائرة الهليكوبتر وظلت الممرضة بجالطبيبانب "وتين"


أقترب أمان من فراشها ثم نظر إلي الممرضة وقال:

- اذهبي الغي غرفتك وأنا سأظل جوارها وإذا احتجت لكِ سأخبرك

-امرك سيدي

بعدما غادرت "سلمى" الغرفة دنا "أمان " بقربها وجلس بجانبها أعلى الفراش

زفر انفاسه بهدوء ثم قرر أن يسرد عليها بعض الحكايات التي تعرض إليها على مدار حياته

- تعلمين يا "وتين “ عندما كنت طفًلا صغيراً  بعمر السادسة لحقت بالمدرسة

وهناك تعرضت للتنمر بسبب عزلتي، كنت طفلا منطوي وكنت هزيل جدا، 

لذلك ابتعدت عن كورة القدم بسبب تعثري وكانت عظامي لينة لذلك منعني 

الطبيب من ممارسة الرياضة المفضلة لدي؛ لكن حاولت أن أجد نفسي 

برياضة أخرى ولكن طوال ذلك العام كنت أشعر بالإحباط ووالدي رحمه الله 

عليه كان يشجعني أن أستمر وأحاول أن أجد نفسي لم أخفي عليكِ ما 

تعرضت إليه من مضايقات في كل محاولة وعندما كنت بعمر الثمانية 

تحسنت بنية جسدي و مارست وقتها السباحة و شاركت ببطولات 

وحصلت على ميداليات ذهبية،  كانت الاطفال حينها يريدون أن يتقربون منِ ولم اعد منطوي فكونت صداقات عدة،  وبين ليلة وضحاها توفي و

الدي وصديقي وعدت كما كنت فقدت طعم الحياة وعدت منعزل عن الجميع 

وتقوقعت على نفسي وتركت هوايتي المفضلة ولم يعد لدي شغف بالحياة 

وجود والدي بحياتي مثابة الحياة بأكملها وغيابه افزعني؛ وجدت نفسي 

وحيداً بهذه الدنيا، حتي  معاملة والدتي كانت سيئة للغاية، تعاملني بكل 

قسوة وتسلط، ألغت شخصيتي تماماً وجعلت مني شخص آخر لم أعرفه تنهد بحزن ثم استرسل حديثه قائلا:

- اتذكر حينما ابلغتني بأنها تزوجت من رجل آخر بعد والدي؛ وذلك الغريب سيكون والدي، كنت مستسلما لقرارها والغريب أن الرجل الذي تزوجت منه كان حنون ويعاملني بحب على عكسها كونها والدتي فهي شديدة الحزم 

وجعلتني أدرس بالمدرسة الداخلية ولم التقي بها إلا بأيام معدودة 

حُرمت من حنانها وحًرمت أيضا من قضاء وقت ممتع مع شقيقي الأصغر 

ابتسم بألم وقال:

-لست وحدكِ التي حُرمت من طفولتها

أشار إلي قلبه واردف قائلا:

- حتي ذاك القلب عانا كثيراً وفقد قطعة منه وزهقت بروحه وعصفت 

بكيانه: "وتين" لا أريد أن اخسرك أيضا، قلبي الذي ينبض بحبك لن يتحمل 

خسارتك أرجوكِ تمسكي بالحياة من أجلي وأجلك

أنا بحاجتك وأنت أيضاً بحاجتي أعدك بألا اتخلي عنكِ وسأفعل كل ما 

بوسعي لأسعدك، أنتِ تكمليني وأنا أكملك نحن خُلقنا من أجل أن نكون 

سويا ونكمل حياتنا معًا للابد، انهضي لأكمل لكِ باقي المآسي التي تعرضت لها.

حركت أناملها ببطء تحت نظراته الصادمة

هتف أمان بلهفه وهو يقترب من وجهها:

-"وتين" أنتِ تسمعينني ..! تشعرين بوجودي، أرجوكِ اخبريني إذا كنتِ تشعري بي

حركت اهدابها وانسابت دمعة دافئة هبطت على وجنتها

مسحها بأطراف انامله وخرجت انفاسه بحرقة ثم عاد يسترسل حديثه

- إذا انتِ تشعرين بي ولذلك سوف أسرد عليكِ بعض حكاياتي لتفيقي من 

غيبوبتك وتوبخيني وتتهمينني بالجنون بسبب ما فعلته وما سأفعله يا 

وتيني الذي يجري بعروقي كسريان الدم بين أوردتي سأقص عليكِ ما حدث بمراهقتي.

قررت أن أعود وامارس السباحة من أجل أن تتهافت على الفتيات 

ابتسم لتلك الذكرى ثم تنحنح واردف قائلا:

- نصحني شاب يقطن معِ بنفس الغرفة عندما وجدني منطوي على نفسي و

لا اتحدث مع أحد، كنت اتحدث معه القليل لم نكن أصدقاء ولكن هذا 

الشاب قرر مساعدتي وهو أن أذهب معه في موعد غرامي خاص به وسوف 

يطلب من صديقته أن تجلب معها فتاة أخرى؛  في بد الأمر رفضت ولكن 

بعد الحاحه الدائم انصعت وراء غرائزه.

ابتسم ثم أكمل حديثه قائلا: فقد كان شابا طائشًا، لم يكتفي بذلك افتعل أنه مريض وإذا علمت المديرة بذلك ستجلب له الطبيب ويظل بغرفته وهذا ما حدث بالفعل كل ما خطط له ولكن أصر على أن ارافقه 

واظل جواره لأنه مريض، وبعد ذلك نهرب كالفئران من المدرسة ونلتقي

 بالفتيات ومن سوء حظي أمسكت بنا المديرة وعاقبتنا بالمنع من الإجازة 

الصيفية وأخبرت ولي الأمر بذلك، عندما علمت أشرقت هانم لم تقصر في 

توبيخها الدائم لي والتقليل من شأني وكل شيء افعله، حينها تذكرت والدي 

وعدت إلى السباحة ومن يومها وأنا لا أومن بالحب ولا تلك العلاقات وبعد 

مرحلة الثانوية أصرت والدتي بأن أدخل كلية الهندسة، واجبرتني على 

أشياء كثيرة ولكن لم أنس حلمي درست الهندسة من أجلها ولكن وضعت 

نفسي بالمكان الذي أعشقه وهو الرسم ومن هنا بدء حلمي كمصمم الأزياء 

وعندما وجدتني ناجح في عملي لم أنكر أنها ساهمت بأموالها وأموال والدي 

ونجحت شركتنا وكبرت طموحي بإنشاء مصنع الملابس وتصميم الأزياء 

وأصبح اسم "أمان" ماركة عالمية، ولكن أمان الشاب الذي أمامك الآن غير 

أمان الشاب الناجح رجل الأعمال؛ داخلي محطم بسبب والدتي، الآن وبعد 

مرور ثلاثون عاماً أجد نفسي تعيسًا ولم اعش حياتي كاي شاب في عمري، 

لست وحدك يا وتين، حاتم صديقي اخبرنني بأن اذهب إلي  طبيب نفسي 

لكي اتعالج من عقدة والدتي، فوالدتي شخصية نرجسية وبسببها توفي و

الدي، أُحبها ولكن اكره تصرفاتها وتحكمها بأنفاسنا التي نتنفسها أنا 

وشقيقي رحيل، فهو شقيقك أيضاً، سأعرفك عليه عندما تستردين وعيك.

 هو شاب يافع عمره الآن عشرون عاما ويدرس الفنون الجميلة، فهو الاخ 

المشترك بيننا.

كان يود إخبارها عن حنان والدها وعن ما فعله من أجله ولكن صمت خوفا 

من أن  يحزنها بكلامه وهو نفس الشخص الذي تخلى عنها وخذلها بسبب 

مرضها وهذا ليس ذنبها ولا ذنب والدتها أيضا.

❈-❈-❈

ثار غضب نادر عندما أخبرته المشفى بعدم وجود وتين بفراشها داخل 

العناية المركزة.

على الفور أخبر البوليس واتهم أدارة المشفى بالإهمال والتقصير، وكيف لفتاة بغيبوبة ترك المشفى بإرادتها؛ لابد وأن حدث لها مكروه وما حدث لها بفعل فاعل ولكن ليس لديهم متهم.

أخبرت سندس البوليس بوجود والدها ومن الممكن أن يكون له يد بما حدث لوتين.

 وتم فتح التحقيق في أمر اختفاء وتين.

بكت سندس بنحيب وهتفت بصوت ملتاع وقلب مكلوم:

- اين اختفت وتين وهي بتلك الحالة لابد وأن خالد هو المسئول، عندما منعته من زيارتها اشتعل الحقد داخله واختطفها ليحرمني منها، أرجوك يا حضرة الظابط أن تقبض عليه 

هتف الضابط بتساؤل: 

-من هو خالد ذلك 

اجابه نادر بضيق: 

- والدها

هتف الضابط بدهشة:

- والدها ! اذا كان حقا والدها فهذا لا يسمى خطف ولا يحق لنا التحقيق في ذلك الأمر فهذه أمور عائلية لا شأن لنا بها.

سرد نادر على مسامع الضابط ما حدث بين ليلة وضحاها

أشفق الضابط على تلك الفتاة ولكن ليس بوسعه فعل شيء

- إذا تريد مساعدتي عليك أن تقدم بلاغ ضد المشفى بسبب الإهمال وأنها بحالة لا تسمح لها بالخروج وحدها وهي المسئولة عن تغيبها أو خطفها، إذا فعلت ذلك سأذهب إلي المشفى واحقق بالأمر، وسوف نتواصل مع والدها لعلمه بالأمر، وإذا كانت الفتاة معه سيخبرنا بذلك وينتهي الأمر.

هتف نادر قائلا: 

- حسنا سوف أفعل ما تريد 


توجه الضابط الي المشفى وبدء التحقيق مع الطبيب المختص الذي يتولى 

حالة وتين والممرضة التي كانت ترافقها داخل غرفة العناية ولكن عندما 

تسأل عن الممرضة أخبره الطبيب بأنها في أجازه مرضية، ثم التقى بوالد 

وتين ولكن تفاجئ الأخير من عدم وجود ابنته


عندما علم خالد باختفاء أبنته من المشفى شلت حواسه وخارت قواه وفقد وعيه في الحال.

اسرع الطبيب بحمله ووضعه على الفراش وبدء في فحصه ثم غرز بكفه الكانولا ووضع له محلول مغذي ونظر الي الممرضة وقال

- ظلي جانبه واجري له فحوصات الدم 

هتف نادر قائلا بعدما علم بمرض خالد:

-لا حول ولا قوة إلا بالله

ثم أردف قائلا للضابط الذي يتولى أمر التحقيق: تعرض والدها لوعكة

صحية إثر علمه باختفاء أبنته إذا والدها لم يكن الخاطف وأيضا وتين 

مازالت بغيبوبة لم تفق منها لكي تغادر المشفى برغبتها، من الفاعل إذا؟ 


هتف الضابط بتساؤل:

- هل لديها أعداء؟

اجابه بجديه:

- لا وتين ليست لها أصدقاء ولا أعداء 

- وعملها كعارضة أزياء لم تكن على خلاف مع أي عارضة أخري

هز نادر رأسه بنفي:

- لا وتين فتاة طبيبة ولم تفتعل المشاكل مع أحد وهي تعمل منذ بضع أسابيع فقط

تسأل الضابط بضيق:

- إذا من فعلها؟ من الخاطف؟

صمت قليلًا ثم هتف قائلا:

- لابد وأنها فاقت من غيبوبتها وتركت المشفى بإرادتها وبسبب ما حدث لها قررت البعد عن الجميع

فتح نادر فاه بدهشة ثم قال:

-هذا حقا تفكير وتين ولكن لست متأكدا من أنها تركت المشفى وهي بكامل وعيها، سأذهب إلي منزل خالتي لأتفقد وجودها هل هي هناك ام لا

-حسنا وانا سأنتظر مكالمتك تخبرني إذا وجدتها لأنهي التحقيق

-واذا لم أجد لها أثر

-سأكمل باقي التحقيق فهذه وقعة اختفاء حدثت بالفعل

غادر نادر مسرعا يستقل سيارته متوجها إلى الي منزل خالته ليعلم إذا كانت حقا بالمنزل ام لا وكل ما حدث لها بفعل فاعل.

وصلا أسفل العقار في غضون دقائق ترجلا من سيارته مسرعا وسار بخطوات واسعة، ثم دلف داخل العقار وصعد إلى حيث شقة خالته

وقف أمام الباب يلهث انفاسه بهدوء ثم وضع يده اعلى الجرس وظل على ذلك الوضع لعدة دقائق 

ولكن لم يجيبه أحد، حك مؤخرة رأسه ثم هتف مناديا باسمها بصوت عالٍ

- وتين ..  وتين   أنتِ هنا؟

حرك رأسه بأسف وعاد أدارجه ثانياً الي حيث سيارته، امسك بمحرك 

القيادة ولكن شرد بذهنه الي أن علم بأن "وتين" ستكون فتاة العرض وسوف تأخذ مكان" لامار" الفتاة السابقة التي علم بعدها بأنها تركت العمل بالشركة، راودته بعض الأفكار إلي أن توصل بأن يهاتف "ميسون" هي التي ستخبره بكل ما حدث، أخرج هاتفه وقرر الاتصال بها ومقابلتها الآن فالأمر طارئ ويستدعي أن يلتقي بها بأسرع وقت.


عندما تلقت ميسون اتصال نادر، ابدلت ملابسها بأخرى سوداء من أجل 

حالة الحزن الذي يمر بها، ثم توجهت إلي الكافيه الذي أخبرها به نادر، 

وجلست داخله تنتظر قدومه.

ات نادر وبحث عنها بعينيه إلي أن وقعت عيناه على مكان وجودها، توجه إلي حيث الطاولة التي تجلس عليها وهتف بصوت حزين

- مرحبا ميسون.

نظرت له بحزن ومدت يدها تصافحه وقالت: 

- مرحبا "نادر" البقاء لله 

صافحها ثم جلس بالمقعد المقابل لها وهو يقول بحزن: 

- ونعم بالله 

ثم أردف قائلا:

- اعتذر ميسون أعلم بان الوقت ليس مناسبا 

- لا عليك نادر، انا انتهيت من عملي وعندما اتاني اتصالك كنت مغادرة من باب الشركة

قاطعها قائلا:- اعتذر بسبب تاخركِ عن منزلك

لاحت ابتسامتها وقالت: 

-أخبرت والدتي بسبب تأخيري وهي تبلغك تعازيها

ثم استرسلت حديثها قائلة: 

- كيف حال "وتين " الان؟

رد بأسي: 

-ليست بخير ميسون، ولذلك طلبت مقابلتك لأتحدث معكِ بأمور تخص وتين داخل عملها بالشركة

- لم أفهم شيئا

قص عليها اختفاء وتين المفاجئ ولا احد يعلم ما وراء اختفاءها 

جحظت عيناها بصدمة وقالت دون تردد:

- الغيرة

ردد بعدم فهم:

-ماذا تعني بالغيرة؟ هل تعرفين شيئاً ؟

هزت راسها بالإيجاب وقالت:

- منذ أن خطت وتين بأقدامها داخل الشركة والفتيات يغارون منها 

ويتهامسون بالاقاويل الكاذبة عن وجود علاقة بينها وبين زيكو وكل هذا من 

أجل الغيرة بسبب "لامار"

قصت كل ما حدث باليوم التي طُردت به لامار خارج الشركة وسمعت بأذنيها انفعال أمان وصوته العالِ عندما طردها وعلمت بعدها بما فعلته في "وتين"

ضيق حاجبيه بغضب وهتف بانفعال:

- كل ذلك حدث وأنا لم أعلم عنه شيئا 

تذكر حزن وتين بذلك اليوم ورفضها للإفصاح عن ما داخلها، خبط الطاولة

بقبضة يده بقوة.

نظرت له ميسون بحزن وقالت:

-من الممكن أن تكون لامار قد تعرضت لوتين بسبب حقدها وأنها أصبحت 

خارج الشركة وتوعد لها السيد امان بأنه سيقضي على مستقبلها المهني

نهض واقفا ثم قال لها:

- ميسون اريدك معي، يجب أن نُخبر ضابط التحقيق بكل ما تعرفيه

نهضت ميسون هي الأخرى وقالت بحماس: 

-حسنًا سآتي معك


              الفصل الحادي عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close