أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل العاشر 10بقلم رانبا البحراوي

        

رواية عهد الأخوة

الفصل العاشر 10

بقلم رانبا البحراوي


لم تصدق فرحة ماسمعته بأذنها ولكن صدقت مارأته بعينها حين نظرت إلى مسعود واحنى رأسه وخجل ان ينظر إليها.


نظرت فرحة بغضب لذلك الصحفي واخبرته ان الخير الذي يفعله حمزة سيحميه من امثالكم ولن يدوم شركم قريبا جدا سيبرأ الله ذمته من ادعائتكم الكاذبة.


شعرت فرحة الحزن الشديد لأنها كلما وثقت في أحد

وشعرت انه مختلف اثبتت لها الأيام انها مخطئة وليس عليها أن تثق في أحد.


وشعرت ايضا بالذنب الشديد نحو حمزة نفضت عنها اتربة التنظيف وارتدت حذائها وتوجهت على الفور لمطعم حمزة ذلك الفرع الذي كانت تعمل به.


لم تتخيل فرحة حجم الازمة إلا عندما وصلت إلى المطعم ولم تجد عملاء يصطفون بالخارج وحين دخلت من باب المطعم وجدت جميع الطاولات فارغة

والعملاء يجلسون في صمت وحزن رهيب.


بمجرد أن دخلت وقف الجميع أمامها وبدا الجميع في محاسبتها وتعنيفها.


لم ترد فرحة على أحدهم وتوجهت نحو مدير الفرع

والذي رفض الاستماع لها، توسلت إليه فرحة ان يخبرها بمكان حمزة فرفض وطردها على الفور.


لم تستطع فرحة العودة إلى مطعم مسعود مرة أخرى

رغم أن اغراضها بقيت لديه.


نظرت بحقيبتها فوجدت مفتاح المدفن الخاص بوالدة حمزة فقررت الذهاب والمبيت هناك بمفردها.


دخلت فرحة المكان ليلا وتذكرت تلك الأيام التي كانت تنظرها زينب امام الباب الخارجي حتي تحميها من الكلاب.


فتحت فرحة الباب وهي تبكي ولم تدخل الغرفة قبل أن تمر على زينب وتدعو لها وتتحدث معها وتخبرها انها تلك المذنبة التي كانت سبب في طردها من المكان ولم تكن تتعمد ذلك الا انه بسبب اهمالها وطيبتها الزائدة.


نامت فرحة بالغرفة وهي تبكي حتى الصباح. 


باليوم التالي خرجت مبكرا جدا حتى لايراها احد ويخبر حمزة بمجيئها ذهبت للمطعم وانتظرت كثيرا بالخارج ولم يأتي حمزة رغم انه يوم الأحد.


ظلت كثيرا حتى رأته ينزل من سيارته برفقة عمر.

ذهبت على الفور نحو حمزة فطلب حمزة من الامن منعها من الدخول خلفه إلى المطعم.


بينما تحاول فرحة الدخول بالقوة دفعها أحد رجال الأمن ورغم انه لم يدفعها بقوة لكنها وقعت على الارض لضعف جسدها فلم يحتمل عمر وصرخ بوجهه.


نظر حمزة إلى عمر بغضب شديد وخاصة ان عمر خرج مسرعا نحوها.


بمجرد أن اقترب منها عمر ليساعدها لكي تنهض لمعت عينها وابتسمت بشدة ثم تساقطت الدموع من يدها وارتجفت يدها وهي تمدها لكي يمسك بها عمر.


حمزة يراقبهم ولم يفهم اذا كانت دموعها هذه حزنا على طردها ام سعادة لاقتراب عمر منها.


فرحة نسيت كل مايحزنها بمجرد أن رأت يد اخيها تمتد نحوها وما كانت دموعها التي ذرفتها إلا سعادة

بأنه تحرك نحوها ولم يحتمل قلبه ان يرى يد احدهم تمتد نحوها.


عندما ساعدها عمر على النهوض ظلت ممسكة بيده بعد أن وقفت على قدمها.


وقتها لم يحتمل حمزة مايراه بعينه وتوجه نحوهم ونظر لعمر وقال :اترك يدها ماذا تفعل أمام العمال.


عمر :انا ماذا افعل؟ ام موظفينك مايفعلون؟ ألم ترى كيف دفعها؟ اتريدني ان اترك فتاة بعمرها ملقاة على الأرض كي لا ازعج سيادتكم.


حمزة :اتركها تذهب ياعمر ولا تجادلني أمام العمال.

عمر :ماذا لو سمعتها وتحريت عن كلامها.


حمزة ساخرا :حاضر سأسمعها هي انطقي واخبريني انك بريئة وان الصورة لم تلتقط من هاتفك ولم تنتشر عن طريقك.


عمر :لا تخافي تحدثي واخبريه بكل شئ.

فرحة :أنا السبب في كل ماحدث لك.


صدم عمر بشدة وحمزة وجميع من يشاهد من العمال.


تعجب حمزة من اعترافها وبدأ يسمعها بأهتمام.

فرحة :سبق وأقسمت لك انني لم افعل شيئا، بالأمس فقط علمت بأن الصورة سرقت من هاتفي سرقها عم مسعود مالك المطعم الصغير الذي كنت اعمل به

وارسلها إلى صحفي شهير يدعى مجدي لا اذكر اسمه كاملا ولكن اعرف اسم البرنامج الذي يقدمه فكانت

الحاجة زينب تشاهده اسبوعيا.


اكملت فرحة بما اني تسببت في ذلك الاذى اردت ان اعترف لك واطلب منك أن تسامحني واستعد الي ان اشهد معك بأن هذا الصحفي سبب التشهير بك.


اتصل حمزة بالمحامي على الفور ليخبره بكل شئ.


في هذه الاثناء همس عمر اليها :أين تبقين بحثت عنكِ كثيرا ولم اجدك.


فرحة بسعادة :حقا هل بحثت عني، هل سامحتني؟

عمر :لا لم اسامحك انما اريد ان اساعدك لاجل ابي فقط.


فرحة بحزن :لا داعي انا بخير.

عمر بضيق :سألتك أين تبقين؟


هنا أنهى حمزة اتصاله وتدخل في حديثهما وسأل عمر

لماذا تريد معرفة مكانها؟


عمر بارتباك :لابد وان نعرف عنوانها حتى نستدعيها للشهادة.


حمزة :حقا! لا تقلق دع المحامي يقوم باللازم.


طلب مني المحامي ان اخذها إلى مكتبه فورا.

عمر :سآتي معكم.

حمزة :لا لن تأتي معنا ستذهب إلى اختي المريضة الحامل لتهتم بها.


عمر :ولكنها تعلم انني معك اليوم لمساعدتك على ايجاد حل لمشكلتك.


حمزة :وانا اخبرك انني لا احتاج لمساعدتك الان واطلب منك أن تعود إلى منزلك.


ظل عمر ينظر إلى الجميع أراد أن يخبر الجميع انها شقيقته ولكنه لم يجرؤ على ذلك رغم تعاطفه معها إلا أنه مازال لم يسامحها على افعالها بالماضي وهروبها.

وكيف يستطيع مواجهة علا وحمزة بأنه اخفي عنهما

ان اخته لم تمت.


شعرت فرحة بالخذلان لان هذه اهم لحظة كانت تريد من اخيها مساندتها والاعتراف بها وعندما لم يحدث منه ذلك ادارت ظهرها ووقفت بعيدا تنتظر انتهاء حديث حمزة معه.


ذهب عمر وطلب منها حمزة ان تسبقه إلى السيارة ووقف يتحدث مع العمال ويطمأنهم ان الوضع لن يستمر طويلا فقد تولد لديهم خوف بأغلاق المطعم 

وانهم سيصبحوا بلا عمل. 


اتجهت فرحة نحو السيارة وبمجرد ان راها علاء نظر اليها بغضب وطلب منها الابتعاد عن السيارة. 


فرحة :حمزة بيه هو الذي ارسلني إلى هنا. 

لم يصدقها علاء واتصل بحمزة فاخبره انه ارسلها بالفعل. 


وصل حمزة وركبت فرحة بجانب علاء وكانت منهكة كعادتها وترتجف من شدة البرد وأحزانها موقف اخيها كثيرا وكان صوتها مختنق بالبكاء. 

بالسيارة 

سألها حمزة :ماهو عنوان المطعم الذي كنت تعملين به فلم تنتبه فرحة لسؤاله لانها كانت تفكر باخيها 

اعاد عليها حمزة السؤال فلم ترد مرة أخرى. 


علاء بغضب :البيه يتحدث معك. 

انتبهت وقالت :نعم. 

سألها حمزة للمرة الثالثة عن عنوان المطعم. 


فرحة :ساخبرك بالعنوان ولكن اريد اخبارك انه رجل مسن من فضلك لا تؤذيه. 


حمزة :تخافين عليه رغم مافعله معك. 

فرحة :نعم اخطأ ولكنه ساعدني حين احتاجت إلى المساعدة اطعمني وجعلني انام بالمطعم. 


خجل حمزة عندما علم انها نامت بالمطعم بعد أن طردها. 


حمزة :لن أوذيه اذا شهد معي ضد هذا الصحفي. 

كلما تحدثت فرحة كان يبدو عليها الحزن الشديد وشفتاها ترتجف نتيجة شعورها بالبرد. 


وصلوا إلى مكتب المحامي 

وصعدت فرحة برفقة حمزة، بالمصعد ظل حمزة ينظر لها ويشعر بالشفقة عليها ولديه رغبة شديدة في مسامحتها، مظهرها الصغير البرئ يجبره على منحها فرصة لتدافع عن نفسها ولكنه لايعلم لماذا يحزن جدا لحزنها رغم هذا الاذي الذي تسببت فيه له إلا أنه مازال يحزن لحزنها، لا يحتمل رؤيتها وهي ترتجف من البرد ويريد ان يمنحها معطفه لكي يدفئها. 


بمجرد دخولهم المكتب اخبرته سكرتيرة المحامي انه بأنتظارهم، كان المكتب خالي يبدو انهم كانوا اخر زائري المكتب فقد تأخر الوقت. 


استمع المحامي لها ودون كل ما اخبرته به فطلب منها المحامي رؤية هاتفها. 


اخرجت فرحة الهاتف وكانت شاشته محطمة بالكامل وتستخدمه في الرد فقط من خلال سماعة الأذن. 


رأى حمزة هاتفها وتذكر انه من حطم هاتفها. 


بالنهاية طلب منها المحامي ان تكون مستعدة لاستدعاءها باي وقت للشهادة.


بعد الخروج من المكتب سألها حمزة :إلى أين ستذهبين كي يأخذك علاء؟


فرحة :سأذهب بمفردي. 

حمزة :بهذا الوقت؟ 


سكتت فرحة لانها لم تستطع اخباره انها تبقي بالمدفن دون علمه وليس لها مكان آخر لكي يأخذها إليه فوقفت صامته لا تستطيع الرد عليه. 


كرر حمزة السؤال مرة أخرى. 


فرحة :اريد فقط ان تتركني هنا. 

حمزة :المكتب بهذا المكان النائي ولا توجد حافلة تمر من هنا او محطة مترو. 


فرحة :فالتأخذني إلى اقرب محطة مترو او محطة باص وانا سأذهب بنفسي. 


حمزة :إلى أين ستذهبين؟ 


انفجرت فرحة بالبكاء وقالت :لا اعلم أين اذهب دعني وشأني اخبرتك انني اريد التعويض عن خطأي وهاانا جئت معك إلى المحامي واخبرته بكل شئ ولذلك من فضلك اتركني اذهب الى حيث شئت اتمنى لو أنني 

فارقت الحياة مع زينب لوجدت لي مكان بجانبها او بجانب ابي، انظر كيف لهذه الدنيا الواسعة الا تتسع لواحدة مثلي، ضاقت بعيني واصبحت لا اجد لنفسي مكان بها، اغراضي الان بمطعم مسعود لا اعلم اذا جلبتها اين سأضعها ولذلك تركتها لحين ان ادبر أمري. 


لم يحتمل حمزة بكائها وطلب منها أن تركب بالسيارة. 

طلب حمزة من علاء ان يشتري زجاجة مياه من اقرب ماركت. 


تركهم علاء بالسيارة وذهب يبحث عن ماركت قريب. 


هدأت فرحة ونظرت له وهو يجلس بالخلف واعتذرت منه واخبرته انها كانت تكتم حزنها بقلبها ولم تكن تريد لاحد ان يطلع على مابقلبها وطلبت منه أن ينسى ماحدث لأنها الان بخير ولا تريد الان سوى أن يدعها وشأنها لكي تذهب وهي قادرة على ان تتدبر أمرها. 


عاد علاء بزجاجة المياه ثم جلس بالسيارة وسأل حمزة 

إلى أين؟ 


ظل حمزة صامتا قليلا فاجابت فرحة :لاقرب محطة حافلة أو مترو. 


علاء :اظن ان ساعات عمل المترو انتهت بهذا الوقت. 

فرحة :الي اي محطة باص قريبة، يكفي ان نتحرك من هنا. 


تحرك علاء بالسيارة وعندما ذهب إلى اقرب محطة للحافلات كانت في مكان مظلم ولا يوجد بها شخص واحد. 


طلب حمزة من علاء ان يبحث عن غيرها، كلما ذهبوا إلى محطة وجدوها تشبه التي قبلها. 


علاء :ماذا افعل؟ 

فرحة :سانزل هنا. 


رفض حمزة ذلك وطلب من علاء ان ياخذها بأي فندق قريب لحين ان تتدبر أمرها. 


عندما رفضت فرحة اخبرها حمزة ان شهادتها ستنقذه من ازمته ولذلك لابد وان يتحفظ عليها لم يكن هذا مايقصده حمزة وانما أخبرها بذلك كي توافق على البقاء بالفندق. 


اوصلها حمزة لفندق قريب من المطعم وحين طلب بطاقتها الشخصية ارتجفت وخافت ان يعلم بانها شقيقة عمر فقالت :ليست معي انها مع باقي الاغراض بطمعم عم مسعود. 


حمزة ساخرا :مازالتِ تنديه بالعم مسعود؟ 


اتصل حمزة بمدير الفندق فهو صديق له وحجز الغرفة بدون بطاقة شخصية وقام علاء بكافة الإجراءات ولم تخبرهم فرحة باسمها الحقيقي، لم يغادر حمزة الفندق إلا عندما استقرت فرحة بغرفتها. 


هكذا انتهى يوم فرحة الطويل والذي شعرت بانه لن يمضي ابدا. 


اتصلت علا لتسال حمزة عن ماحدث عند المحامي وكان عمر بجانبها يريد أن يطمئن على فرحة. 


اخبر حمزة علا بكل ماحدث واخبرها كيف اشفق على هذه الفتاة وانه تركها بفندق قريب من المطعم لان ليس لها مكان آخر تذهب اليه. 


ثارت علا بسماع ذلك واخبرته ان هذه الفتاة لاتستحق ايه شفقة او تعاطف بعد الذي فعلته. 


حمزة :إذا رأيتي حالتها لاشفقتي عليها مثلي، كانت ترتجف من البرد وصوتها يختنق من البكاء. 


سمع عمر وقرر أن يذهب للبحث عن فرحة وان يوفر لها مكان للبقاء فيه. 


في صباح اليوم التالي 

بحث عمر عنها بجميع الفنادق المحيطة بالمطعم ولكنه لم يجدها بسبب اسمها تذكر عمر ذلك الفندق الذي يديره صديق حمزة وذهب إليه وسأل عن الفتاة التي جلبها حمزة بالأمس  حتى وجدها واتصل بها من الريسبشن وطلب مقابلتها. 


ظل عمر يلتفت يمينا ويسارا خوفا من ان يراه صديق حمزة ويتعرف عليه. 


بمجرد ان ردت فرحة على اتصاله اخبارها بالمكان الذي سينتظرها فيه وغادر الفندق على الفور. 


انتظرها عمر بأحد الكافيهات القريبة. 


جلست فرحة امامه وهي صامته تماما لا تتحدث او تنظر إليه. 


عمر :اعلم انني احزنتك بالامس ولكن ماذا افعل هل اقف امام زوجتي واخبرها ان هذه شقيقتي الصغرى التي هربت ولماذا هربت لانني رايتها بشقة رجلا غريب وهربت لانها لا تريد الزواج به. 


باقي١٠

فرحة :هكذا تراني اذن، مالذي اتي بك إلى هنا؟ مادمت تتبرأ مني وتخجل ان تذكرني أمام زوجتك.


عمر :لن اتي لاجلك لم اتي الا من اجل ابي ووصيته.

وقفت فرحة تريد المغادرة واخبرته الا يقلق عليها ستتدبر امرها مثلما تتدبرته طيلة السنوات السابقة.


عمر :هذا مفتاح شقة صغيرة استأجرتها لأجلك ابقي فيها.


رفضت فرحة ان تاخذ المفتاح منه فأجبرها عمر على ذلك.


فرحة :سيأتي اليوم الذي ستندم فيه على ظنك بي واسأتك لي ولكنني لن اسمح وقتها عن ظلم لي.


أخذت فرحة المفتاح والعنوان منه وشكرته

 وقالت:مثلما ساعدتني لاجل ابي سأقبلها فقط لاجل ابي وذهبت دون أن تنظر خلفها. 


بالمساء اتصل حمزة بالفندق فعلم ان فرحة غادرت الفندق في الصباح ولم تعود مرة أخرى. 


فكر حمزة إلى أين ذهبت واتصل بها واخبرته بانها وجدت مكان لتعيش فيه وانها مستعدة للشهادة في اي وقت. 


قام المحامي برفع عدة قضايا ضد الصحفي وضد كل موقع نشر الاخبار الكاذبة وطلب منهم تكذيب وتعويض اما الصحفي فطالب المحامي بحبسه بعدما استمعت المحكمة لشهادة مسعود وفرحة اصدرت حكما بالحبس ضد الصحفي واصدرت جميع المواقع تكذيب. 


بيوم المحاكمة وقف مسعود خجلا من فرحة حين علم بانها طلبت من حمزة الا يؤذيه وطلب منها أن تسامحه. 

لحق حمزة بفرحة أمام المحكمة  وشكرها  لأنها تحملت مسئولية خطأها بشجاعة ولم تتهرب من تلك المسئولية. 

بينما تغادر فرحة المحكمة عرض عليها حمزة ان يوصلها بطريقه فشكرته فرحة كثيرا وقالت :اصبحت اعرف طريقي. 


حمزة :هل وجدتي مكان للبقاء فيه؟ 

فرحة :نعم، شقة صغيرة ولكنني احببتها كثيرا. 

حمزة :لماذا تركتي الفندق بعد يوم فقط رغم انني طلبت منكِ البقاء حتى تتدبرين امرك. 


فرحة :لانني لا اقبل مساعدة احد مكثت هذه الليلة لانني لم اجد مكان للبقاء به. 


حمزة :قمتِ بالتعويض عن ذنبك ولكنني لم اعوضك عن ذنبي، اريد ان اصلح هاتفك. 


فرحة :شكرا لك سأتتدبر ذلك ايضا. 

حمزة :ولكنني اصر بشدة على اصلاحه، اركبي معي كي نذهب إلى اقرب توكيل. 


ضحكت فرحة وقالت :هل هاتفي هذا سيكون له توكيل انه قديم جدا وشكرته مرة أخرى وذهبت. 


بمرور الايام بدأت الحياة تعود إلى كافة فروع المطعم 

واستطاع حمزة اكمال افنتاح الفرع الذي بقي ناقصا. 


ولكن بقي عقله منشغل بمرض اخته وحملها ولكن في كل مرة كانت علا تخبره ان الطبيب طمأنها انها بخير وان الحمل لا يؤثر عليها ولكنها كانت تكذب عليه وتخدعه فالحمل كان يؤثر على صحتها بشدة 


مرت الايام ونجحت فرحة في ان تجد عمل بأحد الكافيهات وركزت كثيرا على مذاكرتها حتى نجحت

وانتقلت للفرقة الثالثة، اهتمت ايضا بمظهرها، وودعت الحزن واصبحت لاتفكر بالماضي بقدر ماتفكر في مستقبلها. 


تقدم لخطبتها شاب من مكان عملها يدعى ايمن ليس لديه احدا سوى والده المسن وذلك ماقربه من فرحة ان كلاهما وحيد وليس لديه احد. 


وافقت فرحة رغم انها لم تشعر نحوه باي مشاعر ولكنها وافقت بسبب شعورها بانه حقا يحبها. 


كان عمر يزورها من حين لآخر ولكن مازالت العلاقة متوترة بينهم فكان يزورها لدقائق معدودة كل عدة اسابيع اخبرته عن زميلها الذي يريد خطبتها. 


عمر :وهل يعرف شيئا عن حقيقة ماحدث بالماضي. 

فرحة :انت فقط من تغفل عن هذه الحقيقة اخبرتك من قبل أن فتحي لم يقترب مني. 


عمر :افهم من ذلك انك ستخفي عنه الأمر؟ 

فرحة :ليس هناك شيئا اخفيه الا بعقلك فقط، لا تقلق ان لن اطلب منك لقائه فأخبرته انه لايوجد لدي أحد. 


شعر عمر بنفس شعورها التي شعرت به حين سبق وانكر معرفتها أمام حمزة وغادر المنزل وهو حزين. 


اصبحت علا بالشهر السابع وشحب لون وجهها وكلما رأها حمزة كان يقتله القلق والخوف عليها واصبح بلا حيلة. 


عندما نجحت فرحة تمت خطبتها وسط زملائها بالكافيه الذي تعمل به وفي اليوم التالي  قررت الذهاب لزيارة والدها وزينب ايضا كلاهما له الفضل عليها. 


شعر حمزة بالضيق بسبب حالة اخته فقرر زيارة والدته. 


زارت فرحة والدها وعندما انتهت ذهبت لزيارة زينب وقررت ان تدعو لها من الخارج رغم أن المفتاح مازال بحقيبتها ولكنها لم ترد الدخول بدون إذن ، بهذه الاثناء وصل حمزة وفرح كثيرا برؤيتها فكلما كان يأتي لزيارة والدته بالماضي تقل همومه كلما تحدث معها  حين اقترب منها  سمعها وهي تدعو لزينب وتدعو لوالدته ايضا. 


تفاجئت فرحة برؤيته مرت عدة اشهر على عدم رؤيته 

ولكنها كانت تكن له احترام شديد وشعور كبير بالفضل على مساعدتها. 


اطمئن حمزة برؤية حالتها كانت تبدو انيقة وغير منهكة على غير عادتها. 


حمزة :كيف حالك؟ 

فرحة :بخير، كيف حال العمل بالفروع الان؟ 

حمزة :سالتك عن حالك وتسأليني عن احوال العمل؟ 


فرحة :لان حضرتك تهتم بالعمل اكثر ماتهتم بحالك. 

حمزة :ولكنني افتقد هذه الفترة لمن يسأل عن حالي. 


فرحة :هل لي أن اطلب الأذن لكي ازور زينب من الداخل. 


حمزة :بالطبع تستطيعين. 


دخلت فرحة ووقف حمزة بعيدا في انتظارها لحين الإنتهاء من زيارة زينب. 


تحدثت فرحة بكل ماتريده مع زينب ثم دعت لكلا من زينب ووالدة حمزة. 


بينما تغادر فرحة المكان وقفت لتشكره على أنه سمح لها بالدخول ولكن شئ بداخله يريد أن يبقيها ويمنعها من الذهاب وكأنه كان يتمنى رؤيتها. 


لم يجد حمزة سببا لكي يبقيها قليلا ولكنه كلما ارادات الذهاب تظاهر بانه يريد اخبارها بأمر لايتذكره حاليا. 


وردها اتصال بهذه اللحظات من خطيبها وعندما امسكت بالهاتف رأى حمزة خاتم خطبتها. 


               الفصل الحادي عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close