أخر الاخبار

رواية قريبا ستفرج الفصل السادس 6بقلم شيماء عبد الله

         


 رواية قريبا ستفرج

الفصل السادس 6

بقلم شيماء عبد الله

 


وضعت دعاء يديها أمام وجهها تنتظر تلك الصفعة، وحينما لم تشعر بشيء أبعدت يدها قليلا، و رأت نصر الدين الذي أعاد يده ووضعها في جيب بنطاله ثم قال: لا يجب علي أن أوسخ يدي بأمثالك، وإن كنت تعتقدين أنني كلب كما قلت مسبقا، فتتذكري أن الكلاب تلاحق فريستها كثيرة لكن ما إن تجدها مسمومة وذات رائحة كريهة تبتعد عنها، ولا تقترب منها مجددا، ويذهب للبحث عن الأفضل منها، وأنا أيضا سأذهب للبحث عن إبنة الأصل وسيدتك، فتاة يكون آخر إهتماماتها الأموال، والمنزل الذي سهرت عليه، ورتبته على ذوقك سأجعلها تعيش فيه إذا أرادت ذلك، وإذا لم ترغب في ذلك أبيعها بأرخص ثمن لأن التي رتبتها بلا قيمة. 


التفت نصر الدين يتجه لسيارته، وحمد الله داخله أنه نخلص من دعاء قبل أن يتورط في الزواج بها، ويندم لاحقا عما وصل له. أما هي فصدمت من ردة، خاصة أنه ولأول مرة لا يهتم بمشاعره، وهو الذي كان يتجاهلها ويرفض الحديث معها حينما يغضب كي لا يجرحها، ليقلل الان من قيمتها أمام أصدقائها. 


أرادت دعاء اللحاق به، فأمسك بها شريف ومريم لتبدأ بالصراخ وشتم نصر الدين الذي تجاهلها واستقل سيارته متجها لمنزله. 


مريم :لقد غادر، اهدئي الان. 


دعاء :ذلك الحقير لا يستحقني. 


ضحكت سارة عليها، وقالت: حقا يا عزيزتي، كذبت على الشاب وما زلت تتمادين، يجب أن تحمدي الله وتشكريه عندما لم يضربك، ولو كان شخص آخر مكانه كان ليقتلك ولا يهتم. 


زاد غضب دعاء قائلة: ماذا الان.. هل أنا المخطئة أم ماذا. 


ابتسمت سارة قائلة :من أضاعت رجلا مثل نصر الدين فهي مخطئة، ولا تمتلك عقلا. 


دعاء تعصبات كثر وقالت :شنو دابا بنت ليك أنا اللي غالطة.


سارة بتاسمات :اللي ضيعات راجل بحال نصر الدين غالطة وخاصها العقل.


غضبت دعاء أكثر، وزاد حقدها على نصر الدين الذي وضعها في هذا الموقف بعد أن كانت دائمة الكذب على أصدقائها، وتظهر نفسها على شكل شخصية قوية، ومن المستحيل أن يتخلى عنها خطيبها. 


قامت سارة حاملة حقيبتها، وفي نفس الوقت رفعت يدها حيث يكمن خاتمها قائلة :أستأذن منكم الان، فكما تعلموا خطبيي يحب الانضباط والحضور في الوقت، وأنا لا أحب أن أزعجه، إلى اللقاء. 


غادرت سارة وهي تضحك، وتركت خلفها دعاء في أشد حالاتها غضبا، وقامت هي الأخرى لتتجه لمنزلها قبل أن يمسك شريف في يدها قائلا :فلتبقي معنا قليلا يا دعاء. 


ضربت يده قائلة :دعني عنك أنت الأخر. 


عادت دعاء للمنزل وهي غاضبة، وقصت على والدتها ما حدث بالتفصيل، لتقوم هي الأخرى بلومها، وتشاجرت معها بشدة. 


دعاء :أمي حتى أنت انقلبت علي، ألم تخبريني بالأمس فقط أنني فعلت الشيء الصحيح حينما هجرته. 


سميرة :هذا لأنك كذبت علي وقلت أنه من ضرب الفتاة، ولم تخبريني أن الفتاة هي من رمت رأسها أمام سيارته ليصطدم بها، وأنت بغبائك أضعتيه من يدك. 


دعاء :إن كنت ترغبين كثيرا في ابن أختك ذاك فلتتزوجيه أنت.. أنا مللت من جنونكم هذا. 


صفعتها سميرة قائلة: هذه الصفعة تذكريها دائما قبل أن تتحدثي، وفكري جيدا في كلامك واعلمي أنك تحادثين أمك ليس نصر الدين الذي أضعتيه من بين يديك، والان ادلفي لغرفتك؛ لا أريد أن ألمح وجهك أيتها الغبية. 


دخلت دعاء لغرفتها وهي مصدومة من الجميع، فكل من تعرفهم يلومونها، ومن كانوا يساندونها أصبحوا ضدها، لتقول: الجميع حقراء، كنت ترغبون في زواجي من نصر الدين كي ترتاحوا مني، ولكن انتظروا سأتزوج بسيدكم، وسأدعكم تصدمون، فقط انتظروا. 


كانت شخصية دعاء أنانية، دائما تفكر في نفسها بعد أن عودتها أمها على أخذ كل ما ترغب به، وتساندها في أفعالها حتى لو كانت مخطئة، وحينما أصبح الجميع ضدها الأن شعرت بالوحدة، وسمحت الحقد أن يسيطر عليها، وتمكن منها الشيطان الذي سيجعلها تفعل أي شيء لتصل لمرادها. 


انقضت تلك الليلة على خير، وأشرقت شمس صباح جديد استيقظ فيه نصر الدين مبكرا، وحضر الإفطار لوالده، ثم خرج بعد أن أخذ معه بعض الأكل لوالدة الفتاة التي صدمها، والتي كان اسمها خديجة، ليطرق باب غرفة ابنتها حينما وصل لتفتح له. 


خديجة :ابني نصر صباح الخير.


نصر الدين :صباح الخير خالتي، كيف حالك. 


خديجة :ها أنا يا بني أنتظر فرج الله عز وجل. 


نصر الدين :فلنجلس لتتناولي إفطارك، وأيضا أريد الحديث معك في موضوع ما. 


خديجة :خيرا إن شاء الله. 


نصر الدين :خير يا خالتي لا تقلقي. 


جلست خديجة والفضول يتآكلها، وترغب في معرفة ما يدور في ذهب نصر الدين الذي لم يطل صمته حينما قال: خالتي أريد أن أطلب منك شيئا ما. 


خديجة :اطلب أي شيء ترغب به. 


نصر الدين :ابنتك.


خديجة باستغراب :هداية! ما بها. 


نصر الدين بجدية :حينما تستيقظ أرغب في الزواج بها على سنة الله ورسوله.


شعرت خديجة بجسدها تجمد، وحواسها توقفت، حتى أنها اعتقدت للحظة أنها أخطأت السمع لتقول: أعد يا ابني كلامك رجاءا. 


نصر الدين :أرغب في الزواج من هداية إذا وافقتم.


أدمعت عيني خديجة لتقول بصوت أم مجروحة: ولكن ابنتي فقدت.. 


أمسك نصر الدين في يدها مانعا إياها من الحديث، ثم قال: ابنتك أشرف فتاة، ولا يوجد شخص كامل في الكون، فالكمال لله عز وجل، وأنا أعلم كل شيء ومع ذلك أرغب في الزواج منها. 


خديجة :لا يا ابني، لا أستطيع تدمير حياتك. 


نصر الدين :ومن قال أنك ستدمرين حياتي، ولماذا ستتدمر من الأساس. 


نزلت دموع خديجة قائلة :حينما يعلم الناس ما حدث لها سيبدأون في التقليل منها، وأنت أيضا لن تسلم من لسانهم السليط، ولن تهنأوا في حياتكم. 


نصر الدين :أنت أجبت على نفسك في الأساس، إذا علموا، وهم لن يعلموا بشيء ما دمنا لك نخبر أحدا بالموضوع، ومن الأصل لا يحق لأحد التدخل في حياتنا، وليس من حقهم التدخل في خصوصيات الغير.. فقط وافقي أنت وأعدك أن أضعها في عيني، وسأحاول جاهدا أن أجعلها تنعم بحياة سعيدة. 


أرادت خديجة أن تقبل يده على الخير الذي سيفعله، ليبعد نصر الدين يده ويحضنها في المقابل، وتركها تفرغ مكنونات صدرها، فقالت: حفظك الله ورعاك يا ابني، وكما أنقذت ابنتي أدعوا الله أن ينجيك من النار، ويرزقك الجنة ويسعدك كما أسعدتني. 


نصر الدين :أمين يا رب، ويسعدك أنت أيضا، ويكفي أن اسمك كإسم أمي لأنفذ كل طلباتك. 


ظل معها نصر الدين قليلا، ثم غادر عائدا لمنزله ليفاتح والده في موضوع زواجه من هداية، ليصطدم بفتاة كانت تخفي وجهها خلف وشاح، وتنظر في الأرض ليقول :أنا أسف. 


لم تجبه الفتاة وأكملت طريقها للخارج، وكذلك هو لم يهتم بها واستقل سيارته متجها للمنزل. أما تلك الفتاة لم تكن سوى التي كانت متجهة لوجهتها المعهودة، ذهبت مباشرة للمقبرة بعد أن استيقظت ووجدت نفسها في المستشفى، فارتدت فستانها وطلبت حجابا من إحدى الممرضات، ومن حسن حضها كانت إحدى الممرضات تملك واحدا احتياطا في حالة اتسخ حجابها وقدمته لها. 


ظلت تمشي وظهرها منحني تتضح الهموم على ملامحها، وأحداث الليلة الماضية لا زالت تلازمها حتى وصلت أمام المقبرة، فدخلت متجهة لقبر جديها، وما إن وصلت نزعت الوشاح عن وجهها وجلست في الأرض سامحة لدموعها بالهطول. 


إيمان :لماذا يا جدي غادرت وتركتني أعاني بمفردي، ليتكم أخدتوني معكم ولم تدعوني وحدي، الموت أرحم لي مما أعانيه، حفيدتك تدمرت ولم تعد تستطيع المقاومة، وحتى وصيتك لم أنجح في تنفيذها..لم أستطع الحفاظ على شعري، سامحني، حبا في الله سامحني. 


بعيدا عندها كان الرجل الذي دعا معها مسبقا واقفا بجانب قبر زوجته، وحينما رأى إيمان علم أنها مدمرة، واقترب منها ليسمع حديثها وقال :استغفري الله يا إبنتي، الذي تفعلينه في نفسك ليس صحيحا. 


التفت ناحيته إيمان، فرأى حالتها السيئة حيث كانت عينيها منتفخة وحمراء من شدة البكاء، وأشارت لعينها المتورمة قائلة :وهذا هو الصحيح، هل يجب أن أبقى كل يوم أضرب وأجرح وأحرق وأسكت، وماذا سيحدث في الأخير، أخبرني.. أو ربما أدعهم يضربونني لعلهم يسددوا لي يوما الضربة القاضية التي ستريحني من هذه الحياة نهائيا. 


الرجل :لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فرغي مكنونات صدرك علي يا إبنتي، اعتبريني في مثابة أباك وأخبريني بما يؤرقك. 


غضبت إيمان من تشبيهه لنفسه بوالدها وقالت: أبي لا، أنت لست مثله، لن تكون مثل ذلك الوحش، إنه ليس أبا، من يطمع في إبنته ليس أب. 


فتح الرجل عينيه على مصراعيها قائلا: أستغفر الله العلي العظيم ما الذي تقولينه يا إبنتي. 


نزلت دموع إيمان قائلة :الحقيقة صعبة أليس كذلك! أنت فقط سمعت هذا ولم تتقبله، وماذا عني أنا الذي أعيش هذا ماذا يمكنني أن أفعله. 


الرجل :لا حول ولا قوة إلا بالله، اهدئي يا ابنتي وأخبريني بكل شيء ربما أستطيع مساعدتك، وقبل كل شيء اسمي هو عمر. 


إيمان :سأخبرك يا عمي عمر بكل شي لأنني بحاجة إلى الحديث، لكنني لا أنتظر منك أي مساعدة، أنا فتاة عادية ولدت وسط والديها ولكن مع مرور الوقت اكتشفوا أنني أملك إعاقة في رجلي؛ رجل أقصر من الأخرى، وبسبب هذا كانوا الناس يسخرون مني ومن والدي، وأصبحوا ينعتوهم بوالدي المعاقة، وحينما أصبحت في سن الرابعة أو الخامسة لم تعد أمي تتحمل كل هذا، فتطلقت من والدي وتخلت عني، فمكثت مع جدي وجدتي حتى وصلت لسن التاسعة عشر وكنت حصلت على شهادة البكالوريا، لكن القدر كان ضدي وحرمني من أعز الأشخاص على قلبي..أخذ مني جدي وسريعا ما لحقت به جدتي وهنا سأفقد ذرع الحماية خاصتي، وسأنتقل للعيش مع والدي وزوجته وأبنائه، وبدأت معاناتي الجديدة بعد معاناة التنمر و اليتم. 


صمتت إيمان تسترجع أنفاسها ثم قالت:بعدها انتقلت للعيش مع والدي والذي لا يمت للأبوة بصلة، وبعد أن كنت أدرس منعني والدي عن الدراسة رغما عني، وزوجة والدي استغلت الفرصة أحسن استغلال وأصبحت تعاملني كالعبيد.. أشغال البيت علي وضيافها أصبح خادمة عليهم في الوقت الذي تبقى هي جالسة، ويا ليت شيئا يعجبها، في كل مرة تقلل مني وتعيب في أكلي ونظافتي، حتى أنها أصبحت تضربني، وجدتني وحيدة يتيمة لا سند لي واستغلت هذا، أما أخي؛ الأخ المدمن الذي يبحث فقط عن المال ليشتري المخدرات، ولم يكتفي بشرائهم وأصبح يبيعهم، وحينما لا يجب النقود يأتي لي لأعطيه، وإذا لم أعطه شيئا يبدأ في ضربي، ولو كان الموضوع يخص الضرب فقط كنت سأتحمل، لكنه تمادى وأصبح يحرقني ويشوه جسدي، وحينما يدخل للسجن يصبح عيدت لدي لأنني أرتاح منه، لكن رعم أذاه لي إلا أنه لا يقارن بأذى والدي.. والدي الذي طمع في إبنته، وأراد أن ينهش لحمي ولولا الله كان سيصل لمراده. 


شعر عمر بألم ناحيتها، وللحظة استغرب كيف لفتاة مثلها تحمل كل هذا، ولا زالت تقاتل رغم كل ما مرت به، وربما لو كانت فتاة أخرى مكانها لم تكن لتتحمل كل ذلك العذاب. 


عمر :كان الله في عونك يا إبنتي، أنت حقا قوية عندما تحملت كل هذا، ولكن خطأك أنك سمحت لهم بفعل كل هذا.. أحنيت رأسك لهم وهم كانوا واثقين من سكوتك لدى فعلوا كل هذا، ولكن كوني على يقين حينما تقولي لهم لا، وتجعليهم يروا نظرة القوة في عينيك سيخافون، ولن يتجرأوا مجددا على اقتراف مثل هذا الخطأ. 


إيمان :شكرا لك لأنك استمعت لي، ولكن الآن أرغب أن أبقى بمفردي قليلا لو كان ممكنا. 


عمر: حسنا يا إبنتي. 


عاد عمر لقبر زوجته، وظل يراقب إيمان التي كانت تحادث جديها، إلى أن استمع لصوت هاتفه، ووجد إبنه نصر الدين يتصل به. 


عمر :السلام عليكم إبني.


نصر الدين : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أين أنت يا أبي، أتيت للمنزل ولم أجدك. 


عمر :أنا في المقبرة، أتيت لزيارة والدتك. 


نصر الدين :حسنا أنا آت.      


مرت دقائق ليصل نصر الدين للمقبرة، ووجد والده بجانب قبر والدته إلا أنه لاحظ نظره المتبث على إيمان.


نصر الدين :السلام عليكم.


عمر :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


نصر الدين :ليس من عادتك المجيء في هذا الوقت للمقبرة. 


عمر: شعرت أنه علي المجيء، وبالفعل وجدت أن مجيئي ضروري في هذا الوقت لأرى تلك المسكينة. 


عقد نصر الدين حاجبيه قائلا :عن أي فتاة تتحدث. 


أشار عمر لإيمان التي لا زالت جالسة في مكانها وقال: تلك الفتاة الجالسة بجانب القبور. 


نصر الدين :وأنت من أين تعرفها. 


عمر :رأيتها أكثر من مرة هنا، ودائما حينما تأتي تبكي، واليوم علمت قصتها التي لو سمعها الحجر لبكى. 


نصر الدين :سيفرج الله عليها ان شاء الله. 


عمر :آمين يا رب، ربما ستغادر، تعال معي لنوصلها. 


استغرب نصر الدين من اهتمام والده الزائد بتلك الفتاة، لكنه لم يقل شيئا، ولحق به ناحية إيمان التي تنظر للأرض. 


عمر :هل ستعودين لمنزلك يا إبنتي. 


ابتسمت إيمان قائلة :أجل يا عمي، سأعود لجحيمي. 


عمر: لا يا ابنتي، لا تعيدي هذا الكلام مجددا، واستغفري الله، ودعي ثقتك به هو الوحيد القادر على إنقاذك. 


إيمان :لولا ثقتي بالله ويقيني أنه سيساندني وينصرني يوما، لوجدتني ميتة الان، ولكن أنا على يقين أن الله سيفرج علي ويجازيني على صبري. 


عمر :والنعم بالله، تعالي لأوصلك معي. 


إيمان :لا يا عمي، لا أستطيع مرافقة شخص غريب عني، وأيضا لا أريد أن أسمع كلام الناس السام مجددا. 


عمر: ولكنك قلت للتو عمي ولا ترغبين أن أوصلك. 


إيمان :قلت عمي احتراما لك، ولكن لا أستطيع فعل شيء ضد ديننا، وأنتم غريبين عني وإذا رافقتكم الان سأكون داخل خلوة غير شرعية، لذا دعني أذهب بمفردي رجاءا. 


عمر: حسنا يا إبنتي كما ترغبين. 


كان نصر الدين واقف ويستمع لحوارهم بالكامل، ولا ينكر إعجابه بتشبثها بدينها رغم حالتها السيئة، وقد راق له إيمانها القوي، إلا أنه لاحظ عرجها حينما تحركت من أمامهم ليوجه حديثه لوالده قائلا: هل أصيبت هذه الفتاة في رجلها لأنني أراها تعرج. 


                      الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close