أخر الاخبار

رواية ابنة القمر الفصل الرابع عشر 14 بقلم فاطمه الألفي

     


رواية ابنة القمر

الفصل الرابع عشر 14 

بقلم فاطمه الألفي


ترنح ج.سده أثر دفعة رحيل له ولكن كان كالمغيب لا يعي إلا بوجود وتين، 

عاد يقترب منها ثانياً ولكن كانت قبضة رحيل أسرع بالتقاط س.كين الفاكهة 

الموضوع أعلى الطاولة الصغيرة بالغرفة وانقض على حاتم يطعنه بظهره، 

ليخر  ج. سده أرضا بعدما تأوه من تلك الطعنة، بصق عليه  ثم اقترب بلهفة

من شقيقته ودثرها بالغطاء ثم استمع لصراخ سلمى

نظر لها وقال بتشتت: 

- ذلك الحقير كان يقترب منها ويحاول

صمت قليلًا لم يقدر على إكمال كلماته، فهمت سلمى ما كان يفعله حاتم 

ليط.عنه رحيل، واقتربت من وتين وعادت ترتيب ملابسها وقالت بتفهم:

- ذلك الحقير لم يرتجف جفنه من صوت انينها فهي بحالة اعياء شديدة 

ثم مالت عليه تتفقد حالته ومدت يدها تلامس عنقه علمت بوجود نبضة:

- مازال على قيد الحياة


لم يكترث رحيل لوضعه، هم بحمل شقيقته ثم لحقت به سلمى وغادروا الفيلا 

سويا ثم استقلو بسيارة الإسعاف التي شقت طريقها في العودة إلى القاهرة


"باك"

هتف رحيل وهو ينظر لوكيل النيابة قائلا:

- لم تكن لدي نية لقتله، وكل ما فكرت به هو شقيقتي ووضعها الصحي وعندما تركنا حاتم كان مازال على قيد الحياة 

هتف وكيل النيابة بأنفعال:

- بلا خنقته عندما وجدته مازال على قيد الحياة؛ تقرير الطب الشرعي اثبت خنقه بعد طعنه بالسكين وهذا سبب وفاته

هز رأسه نافيا:

- لم اخنقه ولم يكن لديه نيه مسبقة لقتله ولكن كنت ادافع عن شقيقتي، 

عندما وجدته يتعدى عليها ولم يشعر بمرضها ولم يرفق بحالتها الصحية و

النفسية، فهو يستحق القتل الف مرة لانه يعلم بأنها حبيبة صديقه وشقيقتي وهو خائن للأمانة وخان صديقه

-اذا سلمى شريكة بالجريمة وتسترت على فعلتك لذلك هي أيضا مدانه

دافع رحيل عنها:

- سلمى فتاة  بسيطة وليس لها ذنب فيما حدث؛ هي كانت تؤدي عملها 

كممرضة وكانت تنوي أن تسعفه ولكن أنا من رفضت ذلك واخبرتها بأن 

تصمت ولا تقص ما رأته لأحد وهي فتاة بريئة وخشت على نفسها 

وسمعتها، أنا من تحمل كل شيء ومعترف بجريمتي ولكن لم اخنقه اقسم 

بالله العظيم أنا لم اسدد له إلا طعنة واحدة بظهره ولم أعرف عن خنقه شيئ..


انتهى التحقيق بحبس رحيل أربعة أيام على ذمة التحقيق مع مراعاة

التجديد في موعده وتاريخه وأصدرت النيابة أمر بضبط وإحضار الممرضة 

سلمى لمعرفة أقوالها بعد اعتراف المتهم..


شاع خبر القبض على رحيل واعترافه بأنه ارتكب جريمة القتل ولكن اثبت 

المحامي بأنه كان يدافع عن شرف شقيقته بعدما حاول حاتم أن يعتدي 

عليها ولم يجد طريقة لابعاده إلا بطعنه ولم يكن لديه نية مسبقة وهذا قتل 

خطأ لانه لم يعقد النية؛ كما اكدت  سلمى على أقوال رحيل وهي شاهده على 

الواقعه وأنه لم يفارق الحياه حينها بلا تركوه يتنفس ولم يقدم رحيل على 

خن.قه، وقفل المحضر باخلاء سبيل وتين وسلمي ولكن رحيل سيظل

 بالحبس وتحول القضية إلى محكمة جنايات القاهرة للبث بها 

❈-❈-❈

دخلت وتين بحاله من الاكتئاب بعدما علمت بأن شقيقها هو القاتل وكان 

يدافع عنها وهي لم تدرك ما حدث،اما عن" أمان" فلم يكن ينتظر من 

صديقه أن يطعنه بالخيانه وينظر لمحبوبته ووثق به وأتمنه عليها؛ تضرع 

مرارة الخيانة عندما تأتيه من صديق أقرب إليه من نفسه .

كان بحالة حزن شديدة بسبب ما حدث، زوجته التي تعاني من الاكتئاب ولم 

تفق من صدمتها بعد وشقيقه المتهم بجريمة القتل وتم سجنه وليس بيده 

فعل شيء لانقاذه ولن يتحمل أن يتركه هكذا .

❈-❈-❈

مرت الايام ببطئ شديد على الجميع وحُولت القضية إلى محكمة الجنايات وتم تحديد موعد ليوم محاكمة "رحيل"


وعندما علم "أمان" بموعد اقتراب النطق بالحكم على شقيقه لم يهدأ باله 

ولم  يغمض له جفن ووجد أن حل لغز القضية لا يعلمه إلا "زيزي" زوجة حاتم.

فهي أول من أبلغت الشرطة كما أنها كانت على علم مسبق بذهاب زوجها 

إلى فيلته وظل يتسأل داخله، إذا كانت تعلم بذهاب حاتم وواتين إلى 

القاهرة كما هو طلب من صديقه عندما تم القبض عليه، لماذا ذهبت إذا إلى 

فيلته ؟ 

إذا هي الوحيدة التي ستجيب على كل تسالاته ولكن زيزي ليست 

بهذه السذاجة لكي تجيبه دون مقابل.

لذلك قرر أن يفعل كل ما بوسعه من أجل إنقاذ شقيقه من حبل المشنقة.


كان يصف سيارته أمام البناية التي يوجد بها شقة "حاتم"

وفضل أن ينتظر  حلول الظلام داخل سيارته ثم يذهب ليتحدث مع "زيزي"

وعندما هم بالترجل من سيارته، تفاجئ ب"زيزي" تغادر البناية وهي تتلفت 

حولها يميناً ويسارًا ثم همت بخطواتها المضطربه واستقلت داخل سيارة 

كانت تنتظرها .


بعدما استقلت المقعد الأمامي بجانب الشاب هتف الشاب بقلق هو ينظر لها:

- انتبهي لأن يرأكِ أحد 

هزت راسها بتفهم وقالت وهي تنظر له بابتسامتها العاشقه:

-" وليد "لا تقلق حبيبي، لا يوجد شيء مقلق بعد الآن، هيا أنطلق بنا الي 

عشنا الخاص،حبيبتك تشتاق اليك 

التقط كفها بين راحته ثم مال بشفتيه يقبلهم بعشق وقال هامسًا:

- أمرك حبيبتي، أنا أيضا مشتاق إليك حد الجنون

وبعد ان ابتعد عنها اشعل محرك السياره ثم انطلق بها مسرعاً و"امان "خلفه 

وكان حريصاً على أن لا يراءه أحد ولا يشعرون بأنهم مراقبون، فهذا أول 

الخيط الذي سيوصله إلى براءة شقيقه..


صفا سيارته بعد مرور نصف ساعة أمام بنايه بحي سكني مبتعدا عن

 الازدحام بمكان هادئ  بعيدا عن عيون الناس، ثم ترجلا من السياره 

ودار حولها ثم فتح لها باب السياره  لتترجل هي الأخرى،

ثم حاوطها من خصرها وسار بها ليدلفون داخل البنايه ثم استقلو المصعد 

الكهربائي وضغط زر الطابق السادس.

في ذلك الوقت ترجل "أمان "من سيارته بعدما تأكد من مغادرتهم للسياره، 

ثم سار بخطوات أشبه بالركض ليلحق بهم وعلم بوجودهم داخل المصعد 

الذي أنار مفتاحه بالطابق السادس، إذا هم صعدو الي الطابق السادس ولكن 

من هذا الشاب ولما أتي بها الي هنا .

تفاجئ بيد تربت على كتفه من الخلف، انتفض بذعر ليجد رجل في العقد 

الخامس من عمره يرتدي جلباب كحلي ويهتف بصوته الغليظ قائلا:

- ماذا تريد يا بني؟

ابتلع ريقه بتوتر ثم قال: 

- ابحث عن شخص يهمني وعلمت بوجوده هنا،هل تعلم كل من يسكن تلك البنايه ؟

- بالطبع فأنا أعمل بواب العمارة واعلم سكانها جيداً

أشار أمان بيده حيث تقف السياره التي ترجلت منها زيزي برفقه الشاب وقال:

- لمن تلك السياره ؟ 

نظر الرجل الي حيث السياره ثم عاد ينظر له وقال:

- هذه السياره تخص الطبيب وليد؛ وهو ساكن جديد هنا  شقته بالطابق السادس رقم " 24 "

عاد أمان يتسأل:

- هل يسكن وحده أم متزوج ؟

- هو شاب عاذب ولكن سيتزوج قريباً هذا ما علمته

نظر له بأمتنان ثم أخرج بعض النقود واعطاها إياه ودلف لداخل المصعد 

يريد أن يكون قريباً منهم ليصل الي أي معلومة تساعده في براءة صغيره 

رحيل، فهو ليس شقيقه الأصغر وانما هو طفله الذي لم يتحمل بعده ولا 

يطيق الدنيا من دونه.

❈-❈-❈

"داخل الشقه"

جذبها وليد من رثغها ودلفوا سويا لغرفه النوم.

ارتمت داخل أحضانه وشدد هو في احتضانها ثم حملها وتوجها الي الفراش 

وضعها برفق اعلاه ثم مال عليها يقبلها بشغف ويمطرها بكلمات من العشق 

والغزل .

ابتعدت عنه برفق وقالت: 

- وليد أنا خائفه أن ينفضح أمرنا 

- لا تخافي حبيبتي،المتهم أخذ جزاءه وانتهت القضية لا داعي لخوفك ذاك 

، وايام قليله وستحصلين على ثروة زوجك الراحل فهو ليس لدي غيرك، 

وعندما تمتلكين المال بين يديكي ستنسي كل ما مضى وسنحيا من جديد

ثم عاد يقترب منها بحب ويطبع قب.لاته المحرمة لياخذها لعالمه المحرم 

ويجعلها لا تفكر الا به هو فقط ..

❈-❈-❈


أما عن " أمان" فقد وقف حائرا أمام الشقة المنشودة ولا يعلم ماذا يفعل، 

وضع أذنه يسترق السمع على باب الشقة ولكن لم يستمع لشئ، زفر بضيق 

ثم هبط الدرج وهو عازم على فعل أمر ما.


قاد سيارته ثانيا متوجها إلي مديرية الأمن يريد أن يقابل وكيل النيابة 

ليقص عليه الامر ويطلب مساعدته.

ولكن عندما وصلا إلى هناك وتسأل عن وجوده فلم يجده داخل مكتبه، 

شعر بالاحباط وعاد إلى سيارته ضرب محركها بقوة فهو لا يعرف الي اين 

سيذهب ولكن راوده طيف محبوبته جعلت الابتسامه تشق ثغره، انطلق في 

طريقه إليها، فهو منذ الصباح ولم يلتقي بها وانشغل عنها بسبب شقيقهم"رحيل"

فهو بحاجه اليها الان هي دواء لجراحه وألامه كما هو أيضا الأمان

 والاطمئنان وراحتها لا تكن إلا بوجوده..


❈-❈-❈

وحيدة بمنزلها، حبيسة بغرفتها؛ غرفتها التي شهدت عليها معاناتها وحزنها، 

ووسادتها التي جففت دموعها على ما قسته من الدنيا.

وشمسها الغائبة عن ضوء الأمل، كانت تشتكي لها من خلف نافذتها، هي 

وحدها أنيستها تشكي لها اشتياقها لتدفئة ج.سدها، وتشكي مرارة وحدتها 

الآن تجلس بالظلام الكاحل وتحتضن ج.سدها بذراعيها وتتطلع بعينيهاا 

البراقة للقمر الذي ينير ظلمة الليل وعيناها تشكي شعورها بالفقد والحرمان.

همست بصوتها الحزين 

- منذ أن فارقتني حوريتي الجميلة وأنا اتطلع لوجوه من حولي لعلي أجد 

بهم نظراتها الحانية وأشعر بلمستة يديها  الدافئة؛  أود أن أعانق روحها، 

متي سألتقي بها ؟!


طال فراقك ولم يعد لابنتك صبراً على فراقك، أتمني أن الحق بكِ، ويسترد 

الله روحي لأكون بجوارك وأرتوي من رحيق جنتك يا أمي، كنتِ لي جنة 

الدنيا والحلو الذي بأيامي، غاب عني كل جميل وغابت الضحكه المشرقه كل 

صباح،وغابت روحي وصرت جسدا بلا روح، أشتاق إليك يا ريحانه القلب 

ونور العين، قلبي لم يعد يتحمل فقدانك يا أمي.

بكت بحرقة وعلت شهقاتها الي ان أنقطعت أنفاسها لم تعد قادرة على 

التنفس بانتظام، شحب وجهها وكانت بحالة أختناق، مال ج.سدها أرضاً 

واغلقت عيناها مستسلمة للظلام..


❈-❈-❈


دلفت " مريم " غرفه "وتين" وهي تحمل بيدها صينية الطعام ولكن تفاجئت بسقوطها أرضا.

صرخت مناديه لوالدتها وهي تضع  الصينية أعلى المنضده.

وهمت بخطواتها تتفقدها، جلست جانبها بقلق وظلت تهز جسدها برفق 

وهي تنادي باسمها:

- وتين ماذا بكِ ؟ وتين هيا انهضي

ثم عادت تعلو بصوتها مناديا لوالدتها: أمي .. أمي  ساعديني 


دلفت سندس الغرفة وهي تتسأل عن سبب صراخ ابنتها:

- لماذا تصرخين هكذا

توقفت الكلمات بحلقها وهي تركض لابنتها وتلامس وجنته وتين ترتب عليها برفق:

- وتين حبيبتي ماذا حدث لكِ ؟ انهضي يا صغيرتي

وعندما لم تأتي استجابه من وتين صرخت بوجه مريم قائله:

- أسرعي هاتفي نادر يجلب معه طبيب على الفور هيا أسرعي


صدح رنين جرس المنزل بذلك الوقت، أسرعت مريم تفتح الباب ظنت بأن 

شقيقها هو القادم ولكن كان " أمان"

أخبرته بأن يحضر طبيب لوتين لانها فاقده الوعي ولا تستجيب لهم .

أخرج أمان هاتفه وهاتف الطبيب الذي يتابع حالة وتين وأخبره بانه عليه 


الحضور الان بمنزل والدتها وأعطاه العنوان ثم اغلق الهاتف وركض الي 

حيث غرفتها، حملها برفق ووضعها بفراشها وظل جانبها يهمس باسمها لعلها 

تفيق وتشعر به ريثما يأتي الطبيب ..


فحصها الطبيب ووضع لها ماسك موصل بامبوبة الأكسجين بعدما تبين 

انخفاض نسبة الأكسجين لديها، 

وغرز بوريدها كانولا وثبت بها محلول مغذي لأنها رافضة 

لتناول الطعام وهذا سيساعدها على استرداد وعيها .

شعر أمان بالحزن بسبب تقصيره في حق زوجته وقرر أن يظل جانبها إلى 

أن تسترد صحتها ويخبرها بما نوي فعله من أجل شقيقهم.


❈-❈-❈

أما عن أشرقت

وجدت نفسها وحيدة داخل قصرها العريق، لم يتبقي لديها الا جدرانه 

واثاثه .

تركها زوجها ثم أبناءها واحد تلو الآخر، الأول تزوج من إبنة طليقة زوجها و

الثاني تم سجنه بسبب الفتاة نفسها .

واقفت بمنتصف غرفتها وحيدة ولكن داخلها ثورة لم تهدأ، انتابها حاله من 

الصراخ المتواصل وهي تلقي بكل شئ أمامها بقوة، ثم وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها، فتلك السيده التي أمامها بالمرأه لم تعرفها، بحثت عن نفسها 

الضائعة وهي منهارة، ثم القت المرآة بزجاجة عطرها بكل قوتها، انكسرت 

على أثارها إلى نصفين واحدثت شرخ وهي تنظر إلى نفسها ولكن الشرخ 

الحقيقي كان بروحها بعد خسارتها كل شيء وأصبحت الآن وحيده وضعيفه 

بدون عائلتها ولكن هي من فعلت ذلك وهذه ثمار ما جنته على مدار حياتهم..


الآن لا تلوم إلا نفسها صرخت بانهيار وصوت صراخها هز أرجاء القصر 

- لا أنا لست ضعيفة، جميعهم حمقا، خالد وأمان ورحيل سأجعلهم يندمون 

علي تركهم هذا القصر، أنا أشرقت وسأظل الحاكم والناهي بحياة هولاء الاغبياء،ثم لمعت عيناها بشر واردفت قاىله:

- منذ ظهورها بحياتي وأنا أشعر بالضعف، سأدمرها كما دمرت حياتي 


كانت الخادمة نائمة بغرفتها في الطابق الأرضي وعندما استمعت لصراخ 

أشرقت، نهضت من فراشها بفزع تركض الي حيث غرفة الاخيره .


طرقت بابها ثم دلفت بقلق تتفقدها وهي تهتف باسمها:

- أشرقت هانم ماذا بكِ؟

ولكن هاجمهتها أشرقت وطردتها من غرفتها، فهي لا تريد أن يرأ أحد 

ضعفها ويعلم بانها تخفي ضعفها وترتدي قناع القسوه والجمود 


-أخرجي ولا تاتي إلى هنا ثانياً إلا إذا ناديتك يا حمقاء، أخرجي لا أريد أن أرا وجهك .

عادت إدراجها تغادر الغرفة وهي مطأطأ الرأس بسبب أفعال تلك السيدة ولكن 

أشفقت على حالتها وقررت أن تهاتف " أمان" وتخبره بما يحدث لوالدته ولكن وجدت بان الوقت متأخرا،هتفت بقلة حيلة:

- ساحدثه في الصباح لأن الوقت غير مناسب

ثم دلفت إلى غرفتها ثانيا لتعود إلى فراشها وتحاول اغماض عيناها لكي 

تذهب إلى النوم ثانيا بعدما افزعتها صراخ ربة عملها ..


بعد أنتهاء المحلول، سحبه أمان برفق من وريدها واغلق الكانولا جيداً، ثم 

مدد جسده بجوارها اعلي الفراش، وضمها لصدره لكي يشعرها بوجوده 

وأنها داخل أحضانه بأمان،لكي تنام قريره العين دون أن تراودها الكوابيس وتقلق منامها.

واغمض هو الآخر عيناه بعدما استكان جسده فهو أيضا بحاجه الي الراحه بجانب محبوبته.

دلفت سندس الغرفه برفق لتطمئن على أبنة شقيقتها وجدتهم يغطون في 

نوم هادئ، ابتسمت بهدوء وعادت إدراجها تغادر الغرفه برفق كما دلفتها 

لكي لا يشعر بها أحد .

حمدت الله على وجود ذلك الشاب بحياة "وتين" في ذلك الوقت ليعوضها فقدان والدتها الحبيبه.

فهو حقا شاب يُحبها ويفعل كل ما بوسعة من أجلها.

تنهدت سندس بحزن وامسكت بالبرواز الخشبي الذي وضعته بجانب فراشها 

وهو يحمل صورة شقيقتها الراحلة ثم همست لها وعيناها تزفر الدموع:

- أشتقت إليكِ يا صغيرتي، لا تقلقي على أبنتك فهي أبنتي أنا أيضا ولن 

أسمح لشئ يؤذيها يا حبيبة قلب أختك، وتين الان بأمان مع من تحب، 

قلبها أختار الفتى المناسب، أبنتك عاشقة له وهو أيضا شاب وسيم، ذو 

خُلق، يعشقها ويحاول أن يسعدها، قريبا ستنال وتين السعاده التي 

تستحقها، الفرح سيدق بابها،عوض الله قادم يا حورية، أفرحي وأسعدي يا 

حبيبتي، صغيرتك لن تكون وحيدة جميعنا حولها وزوجها أيضا هو حقا أمان 

لها أسما وقولا وفعلا، بارك الله لهم في حياتهم وأسعدهم سعادة الدارين؛ 

أبنتك بخير يا قلب اختك لن أتركها .

ثم طبعت قبله على صورتها ووضعت البرواز كما كان ومحت دموعها 

المتساقطه وقراءة الفاتحة لشقيقتها ودعت لها دعاء المتوفي ثم بعد ذلك 

دثرت نفسها بالغطاء داخل فراشها وذهبت في النوم،لعلها ترا شقيقتها

 بالمنام  وتضمها بحنانها فهي حقا تشتاق لها فهي شقيقتها الصغرى وابنتها 

التي رحلت عن دنيانا وتتلهف لرؤية وجهها البشوش،فالنظرة من عيناها 

تحيها وتشعرها بالسعادة، الأخت لا تعوض ولا يأخذ مكانها أحد ..


                الفصل الخامس عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close