أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل الثاني والعشرون 22بقلم فاطمه الألفي

          

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل الثاني والعشرون 22

بقلم فاطمه الألفي


داخل عياده خاصه للامراض النفسيه و العصبيه .


سيده فى العقد الخامس من عمرها تتحدث مع الطبيب المختص بحاله ابنتها ..

-يا دكتور خالد ساعدني ، ارجوك بنتي بتضيع مني 

خالد بتنهيده :يا مدام أنا حاولت كتير معها ، هى رافضه تتكلم ، رافضه حتى تساعد نفسها ، يبق هساعدها ازاى ، أنا بقالي ٣شهور بحاول معاها ومافيش فايده ، كده تضيع لوقتك ووقتي ، أنا ورايا حالات تانيه لازم اتابعهم ، وزى ماقولتلك بنتك محتاجه تدخل مصحه نفسيه 

نهضت من مقعدها بانفعال :وانا مش هدخل بنتي مصحه، شكرا يا دكتور عن اذنك

غادرت العياده بعيون دامعه ، فقلبها ينزف قبل عينيها بسبب ما توصلته إليه  حاله ابنتها ولا تستطيع معالجتها ، تبكي بندم فهى المتسبب الاول والاخير فى ضياع ابنتها   ..

************

فى مطار القاهرة الدولي 

ينزع عنه الكاب ويقف مع صديقه 

شاب فى مقتبل العمر فى العقد الثالث من عمره ، كابتن طيار بهاء الكافي ، ذات ملامح جاده ، وسيم بشكل جذاب ، عينان شديده الخضار تلفت الإنتباه لشخصه ، بشره بيضاء ولحيه خفيفه  تزيد من وسامته ، شعره بني قصير ذات ملمس ناعم .

تنهد بحزن وهو ينظر لصديقه :مابقتش عارف اعمل ايه يا شهاب ، حاسس ان متكتف مش قادر اعملها حاجه ، شايفها كل يوم بتدبل قدامي ومش عارف اتصرف ، عاوز حد يقولي اعمل ايه واتصرف ازاى ، أنا عاجز عن مساعده اقرب الناس ليه 

ربت على كتفه بمواساه :وحد الله يا بهاء ، انت لازم تكون اقوى من كده

بهاء بحزن :ونعم بالله ، مش قادر 

شهاب :حاول تبق قوي عشانها وعشان والدتك

بهاء بعين تملاءها الدموع :انت عارف شروق تبق ايه بالنسبالي ، دى بنتي ، هى ماشافتش بابا ، أنا كنت ابوها واخوها واللى حصلها ده انا السبب قصرت فى حقها كتير ، كان لازم اكون جنبها بعد موت ندى حاجات كتير اتغيرت فى حياتنا ، ندى كانت قريبه من شروق ،المفروض كنت احتويها بعد فراق ندى ، موت ندى كسرنا كلنا

شهاب : ربنا يرحمها  ، هى فى مكان احسن ، بلاش تلوم نفسك يا صاحبي ، انت حكم شغلك كده ، بتسافر كتير يعنى مش ذنبك خالص اللى حصل ، دة نصيب وكله مقدر.

صدع رنين هاتفه ، اخرجه من سترته واجاب على الهاتف 

-ايوه يا ماما 

انا فى المطار وجاي على البيت فى حاجه 

ايه ....  طيب يا ماما أنا هتصرف 

مع السلامه.

اغلق الهاتف بضيق :ماما بتبلغني أن الدكتور اللى بيعالج شروق رفض يكمل علاجها 

شهاب : ازاى فى دكتور يرفض يعالج مريض 

زفر بهاء بقوه : بيقول مافيش تحسن ومش هيضيع وقت اكتر من كده 

شهاب بأسى :والله يا صاحبي ماعارف اقولك ايه ، بس الدكاتره كتير مش تقلق ، وانا هشوف بنفسي حد كويس وابلغك 

بهاء :وانت هتعرف منين ،ماانت زيك زي ، مابنقعدش هنا زى مابنسافر 

شهاب :بس ممكن اسال حد من عندي بابا ، ماما ، مراتي هتصرف  يعنى ، كل حاجه ليها حل أن شاء الله ، روح انت دلوقتي 

وانا هتصل بيك بالليل ابلغك المفيد

بهاء :تمام ، يلا سلام

شهاب :سلام يا صاحبي

بعد مغادره صديقه المطار ، قرر أن يجري عده اتصالات للبحث عن مختص لمعالجه شقيقه صديقه .

**********""****


كانت تجلس مع صديقها بصاله الچيم ، أتت ملاك وتم التعارف بينهم ، وجلسو يتحدثو بالمشكلة التى تواجهها ملاك الان ..

بعد أن استمعت للقصه منذ البدايه الى الحل الذي توصل إليه عمار وريم .

حبيبه بجديه :كويس اوى خطوه ممتازه من عمار ، بس انا مش قادره افهم تصرف هشام ده ، ازاى يوصل لتصوير بنات ودمار علاقتهم سوا باهلهم أو بالإنسان اللى مرتبطه بيه ، حالته غريبه فعلا ، بس اللى حصله مش مبرر طبعا ولا يشفعله عذر اقبح من ذنب 

ملاك بحزن :احنا مش فى هشام دلوقتي ، احنا فى كريم

حبيبه باهتمام :ماله كريم مش مصدق ولا ايه ، مش عمار قعد معاه وشرحله الحكايه 

ريم بضيق : فعلا عمار قابله ووضحله كل حاجه ، بس واضح بقى كريم بيتلكك اصلا

ملاك بدفاع : تقصدي بيتلكك عاوز يسبني لا طبعا ، كريم بيحبني جدا 

ريم بسخرية :فعلا وبامره ماكان هيلغي الفرح وشك فيكي

حبيبه بتدخل :ريم مش كده براحه على ملاك ، بصي يا ملاك تعالي نتكلم واحده واحده وبهدوء وهنوصل لحل أن شاء الله

ملاك بجديه : اوكيه نتكلم 

ريم بابتسامه :اتكلمي يا عاقله  

ابتسمت حبيبه ثم وجهت حديثها لملاك .

-انتي وكريم بتحبو بعض من زمان وارتباطكم دة برغبتكم ولا انفرض عليكم 

ملاك :تقصدي يعني مجبرين من اهلنا لا طبعا ، كريم فعلا ابن عمى وبيحبني بجد زى ما بحبه

حبيبه : يعنى باختياركم ، مش عمك وبابا اتفقو من وانتو لسه اطفال انكم لبعض ولم تكبرو تتجوزو

ملاك :لا ماحصلش ، دى رغبتنا 

حبيبه :تمام يعنى كنتو بتحبو بعض ولم كبرتو قررتو تنخطبو كلام سليم ، انتو عايشين فى نفس البيت 

ملاك :لا نفس العماره بس عمى فى شقه واحنا فى شقه

حبيبه :ماشي عاوزة اعرف رد فعله ايه لم شاف صورك 

ملاك بحزن :ضربني وزعقلي ومارضيش يسمعني عشان أفهمه ، شك يكون في بينا علاقه أنا والزفت هشام 

حبيبه بتنهيده :يعنى بيحبك من زمان وارتبط بيكي وفرحكم المفروض بعد شهر ولم شاف الصور ، اتحول فجاه كده ضرب وزعيق وكمان شك ، وكل ده ماادكيش فرصه تدافعي عن نفسك كمان ،حكم عليكي وكان هينهي العلاقه اللى بينكم 

- هزت راسها بحزن 

حبيبه بضيق :هو ازاي يضربك ، بأي حق يضربك 

ملاك بألم :بيعاقبني مش مكتوب كتابنا

حبيبه بصدمه :يعاقبك لم تغلطي فعلا ، دة مش اداكي فرصه تدافعي وتبرري موقفك ، ده حصل قبل الجواز ممكن تقوليلي ممكن يحصل ايه بعد الجواز ، اكيد هيتطاول اكتر من كده ، ده شك فيكي عارفه يعنى ايه شك فيكي ، يعنى ماعندوش ثقه فيكي ، فى تصرفاتك ، فى اخلاقك ، الشك بتقضي على الحب ، بيضيع اى حاجه حلوه ، كل ده ولسه بتحبيه واثقه فيكي ، مستعده تكملي حياتك معاه بالاسلوب ده ، فى اي موقف أو سوء تفاهم بينكم هو يحكم وينفذ بدون مايرجعلك ولا ياخد رايك فى اى حاجه تخص حياتكم ، كمان ممكن يمد أيده مره واتنين وعشره ، ماهو عملها فعلا ومحدش عمله ردع ، ماحدش قاله استوب لحد هنا وكفايه ، محدش لام ولا عاتب ، لا دة انتى كمان بتطبطبي ، دى بدايه التنازلات ، تتنازلي عن كرامتك عن حقك ، مافيش حب فوق الكرامه ، اعرفي كويس اوى لو حد قلل من كرامتك ومن نفسك بحجه الحب ، يبق الحب ده مش موجود من الأساس ، عشان ببساطه اللى بيحبك بيحافظ على كرامتك وبيقدرك اكتر مابيقدر نفسه ، ولو فى حب يبق صعب يوجد الشك 

ملاك بتوهان :يعنى ايه مش فاهمه

حبيبه بجديه :بعدين هتفهمي أنا لسه ماخلصتش كلامي ، بعد لم عمار قابله وشرحله كل اللى حصل ، رد فعله كان ايه ، كلمك ازاى وقالك ايه ، صدق ولا ايه بالظبط

ملاك بشرود :عاتبني أن خرجت من غير مايعرف وكمان غيرت هدومي فى الچيم وكان لازم استاذنه الاول ، حملني مسئوليه التصرف اللى حصل وان دى غلطتي أنا لم سمحت لنفسي اغير هدومي فى مكان زى ده

تبادلت ريم النظرات الغامضه بينها وبين حبيبه ثم تحدثت حبيبه بصدق :

هقولك اللى أنا شيفاه ومن غير زواق فى الكلام ، دة من وجهتي نظرى أنا شخصياً لكن انتى لو شايفه حاجه تانيه اوكيه 

انا شايفه أن كريم فعلا بيتلكك عشان يسيب ، عاوز يبعد بس عاوزها تبق منك ، عاوز اي فرصه عشان ينهي العلاقه ، مش همه جواز بعد شهر ، والدليل أن بعد اللى حصل مُصر يلوم عليكي ، يعنى بعد لم حد قعد معاه واكدله انك مالكيش ذنب فى الصور وأنها اتصورت بدون علمك ، لسه بيعتب عليكي وانك سبب كل حاجه وساب المشكله الاساسيه وبص ازاى مش تساذني انك خارجه رايحه الچيم ازاى مش يعرف ، مش اهتم يفرح انك مالكيش ذنب وان ظلمك لم شك فيكي وكمان ضربك ، كان لازم يعتذر ويتاسف بسبب تسرعه فى الحكم على بنت عمه ، مش هقول خطيبته ولا حبيبته عشان لو كان شافك حبيبه كان ندم واعتذر وقدم الحب اللى يليق بيكي 

ملاك بتوهان :ليه بنت عمه بس 

حبيبه :عشان بكل بساطه كريم شايفك بنت عمه وبس ، يعنى كان حابب يرتبط بحد كويس ، محترم مالهاش علاقه ولا ارتبطت بحد قبل كده ، شاف واحده بتحبه وبيثق فى اخلاقها لأنها قدامه وبنت عمه مافيش احسن من كده متربيه قدام عينه ، كان عاوز جواز من حد محترم وبس لاقها فيكي ، الله اعلم بقى هو متعقد من فكره الارتباط ، حد خدعه عشان كده بعد كل المميزات اللى لاقها فيكي ، شك فى أول موقف حصل بينكم ، شك فى تربيه عمه وماهموش لو كان لغى الفرح وكسر قلب عمه وبنت عمه ، أنا لو مكان أنا اللى اسيب الشخص ده وفورا ومن غير ماابكي عليه يوم واحد حتي ، عشان اللى زيه صعب تبق حياتي سعيده ، صعب يكون فى بينا ثقه ، صعب أحس بالأمان معاه ، انتى ليكي حريه القرار والإختيار ، انتى صاحبه العلاقه وانتى لازم تحددي عاوزة ايه ، انتى لسه على البر ، مش هتخسري صدقيني 

ملاك بدموع :بس ده مكتوب كتابنا هبق مطلقه كده

حبيبه بحزن :لم تطلقي قبل دلوقتي احسن لم تطلقي بعد فتره تكوني ام لاطفال والعلاقه بينكم مش موجوده والأطفال هى اللى تدفع التمن ، حرري نفسك من قيود الحب ، عشان ممكن تكوني بتحبيه عشان هو قدامك طول الوقت ، هو دخل قلبك عشان مش غريب عنك ، كان سهل تشوفيه فارس احلامك ، اصل انا مريت بنفس اللى انتي بتمري بيه مع اختلاف بسيط ، أنا كنت عايشه فى بيت عمي وحبيت فعلا ابن عمي ، مش ده موضوعنا بس لازم تعرفي أنا دلوقتي حبيت جوزى بجد واكتشفت أن ابن عمى هيفضل ابن عمي وبس كان مجرد تعود على وجوده فى حياتي ، كمان هو استغلني فتره ،زى ماابن عمك بيستغلك دلوقتي ، عاوزك انتى تلغى الحوار عشان مش يتحمل لوم وعتاب الأهل ، فعلا كل تصرفاته تدل على أنه عاوز يسيب مش مستعد يكمل ، فكري كويس اووى واتكلمي معاه بصدق عن احساسك وانك هتتقبلي منه أى قرار حتى لو نهايه علاقتكم واسمعي منه هو بيفكر ازاى وعاوز ايه ومع بعض حاولو تحلو الموضوع بهدوء 

كفكفت دموعها :فعلا لازم مواجهه ونكون صرحه مع بعض 

ربتت على يديها بحنيه :ربنا يريح قلبك يا حبيبتي واجمدي احنا معاكي

انضمت إليهم ريم واحتضنت الاثنان :احنا فى ضهرك يا شابه 

ابتسمت لهم بود ولكن خلف الابتسامه يختفي الكثير من الوجع ..

**************

قادتها قدميها إلى مقر شركته ، قبل أن تدلف لداخل الشركه ، وقفت تتاملها من الخارج بتنهيده حزينه ، ارادت التراجع ولكن حسمت أمرها وتقدمت لداخل الشركه ..

صعدت إلى حيث مكتبه واخبرت سكرتيرته بأنها تريد مقابلته ، أسرعت الاخيره تدلف لمكتبه وتخبره بهويه الزائرة التى تنتظره ، عندما علم بوجودها نهض من مجلسه وغادر مكتبه ، وقف امامها يمد يده يصافحها بشوق '

-اهلا وسهل يا ست الكل ، الشركه نورت والله 

ابتسمت له بتحفظ وصافحته : ازيك يا ياسين

سحب يدها وسارت جانبه ، دلفو سويا لداخل المكتب :

-الحمد لله يا طنط اتفضلي 

قبل أن يغلق باب مكتبه نظر لسكرتيرته ،مروة اطلبي اتنين قهوه مظبوط ومافيش حد يدخل والغى اي ميتنج

مروة :حاضر يا بشمهندس 

اغلق الباب خلفه واقترب منها جلس بجانبها أعلى الاريكه الجانبيه التى توجد بغرفه المكتب  

-ازيك يا طنط عامله ايه واخبار صحتك 

وفاء بحزن:الحمد لله يا حبيبي ، سمعت انك اتجوزت ، مبروك 

ياسين بتوتر :الله يبارك فى حضرتك 

وفاء :حقك طبعا يا بني أنا مش قصدي حاجه ، أنا حسيت أن محتاجه اشوف ندى ، وانا مجرد ماابص فى وشك بحسها فيك ، انت عارف انتى غالي عندى قد ايه 

لاقيت رجلي جيبانى هنا 

ابتسم لها وقبل يدها بحنان :يا ست الكل الشركه شركتك وتيجي فى اي وقت انا تحت امرك ومبسوط جدا أن شوفت حضرتك

وفاء بصدق :عارفه يا حبيبي ، وعشان كده جتلك ، اعذرني أن ماجتش ازورك ولا اطمن عليك من وقت الحادثه ، أنا فضلت حزينه ومصدومه على فراق ندى لحد لم فوقت على الكارثة

ياسين بقلق :كارثه ايه 

وفاء بتهرب :ماتشغلش بالك طمني عنك 

ياسين بابتسامه :الحمد لله ، قوليلى بهاء وشروق عاملين ايه 

تنهدت بحزن :بخير يا حبيبي ، قولي لسه بتزور ندى

ياسين بحزن :اكيد طبعا يا طنط ، أنا عمرى مانسيت ندى ولا هقدر انساها ، حضرتك عارفه قد ايه هى غاليه عندي ، وصعب انساها وانسي السنتين اللى عشتهم معاها 

ابتسمت بحنان :عارفه يا بني ، وكنت متاكده انك لسه بتزورها عشان لم بروحلها بلاقي الزرع مسقي والورد اللى كانت بتحبه موجود كنت بشم ريحتك واعرف انك انت ، سامحني أن قصرت معاك من بعد اللى حصل ماقبلتكش ، اعذرني 

ياسين بتنهيده :اكيد مقدر ظروفك ووجعك وحزنك على ندى ، أنا كنت تايه وعايش فى ضلمه من غيرها ، الحادثه خدت مني ندى وابني اللى لسه ماشافش الدنيا وكمان نور عنيه ، كل حاجه حلوة ندى خدتها معاها ، فضلت كتير رافض الحياه ومستسلم لضلمه ، لحد لم روحت دار المكفوفين اعيش هناك وابعد عن العالم اخترت اكمل فى الظلام ، هناك قابلت حبيبه مراتي ، معالجه نفسيه اصرت تعالجني ،كنت رافض نهائي العلاج بس مع إصرارها وتمسكها بشغلها قدرت تعالجني وافتحلها قلبي وغصب عنى اتشديت ليها ، هى الايد اللى اتمدلتي وسط الضلمه ومن كام شهر بس سافرت وعملت العمليه والحمد لله رجعت اشوف الدنيا من جديد 

وفاء بابتسامه الم :يعنى عالجتك واتجوزتك مش كده 

شعر بحزنها فهى مهما كانت والدة زوجته الراحله ، ابتلع ريقه باحراج وتحدث بصدق:

حبيبه قلبها طيب وحنينه زى ندى الله يرحمها ، ولو حضرتك اتعرفتي عليها هتحبيها 

وهتفكرك بشخصيه ندى الهاديه الرقيقه 

وفاء بابتسامه مجامله :ربنا يسهل 

ربت على كف يدها ونظر لها بحنيه : مالك يا طنط ، شروق وبهاء كويسين 

تنهدت بحزن وهزت رأسها بالنفي وانسابت دموعها بحرقه :شروق مش كويسه خالص ، موت ندى كسرنا كلنا وبعدت عن شروق وهى دلوقتي وصلت لحاله رافضه الكلام والأكل رافضه كل حاجه فى الحياه ، شروق بتضيع مني يا ياسين، هخسرها زى ماخسرت ندى 

ياسين بصدمه : بعد الشر عنها بس جازاى ده حصل ، أنا اتوقعت أنها عدت مرحله الحزن ودلوقتي فى الثانويه العامه مركزه على دراستها

وفاء بأسى :لا هى مادخلتش السنادي ، من ٣شهور بس وحالتها النفسيه مش مستقره 

ياسين بجديه :ايه اللى حصل من ٣شهور ايه اللى وصلها لحالتها دي 

وفاء بتهرب :يعنى بعد وفاه ندى أنا كنت بعيده عنها ، هى قابلت شاب حبته واتعلقت بيه ، بس هو سابها وهى من وقتها فى حاله نفسيه سيئه جدا ، والدكتور اللى كان بيعالجها قالي مافيش تحسن فى حالتها ولازم ادخلها مصحه ، بس انا رفضت مش هدخل بنتي مصحه نفسيه طول ماانا عايشه 

ياسين باهتمام :معقول قصه حب تعمل فيها كده وتوصلها للحاله دي ، شروق لسه صغيره ودي مرحله مراهقه ، لسه هتحب وتنحب وتسيب وتنساب ، مش من اول تجربه تنهار بالشكل ده ، لسه الحياه قدامها وياما هتقابل فى حياتها 

وفاء لنفسها :ياريت اقدر اقولك السبب الحقيقي 

ياسين باقتراح :ايه رأيك اكلم حبيبه عن حاله شروق وتبدء معاها جلسات علاج نفسي ، أنا واثق أنها هتقدر تخرج شروق من حالتها دي وهى بنت زيها وهتفهمه كويس 

وفاء بتردد :هاتكلم مع بهاء الاول وارد عليك ، أنا دلوقتي لازم امشي

نهض من مجلسه وأمسك بيدها : معاكي رقمي لم توصلي لقرار كلميني شروق دى اختى الصغيره 

وفاء بجديه :عارفه يا حبيبي ، ربنا يسهل ، خلى بالك من نفسك

ياسين بابتسامه :أنا اللى هوصلك بنفسي يا ست الكل

وفاء :بلاش تتعب نفسك ، شوف شغلك

ياسين : تعبك راحه يا حبيبتي ، ومافيش اهم من وجودك فى الشركه ، الشغل يتأجل عادي جدا

وفاء بتنهيده :ربنا يسعدك يارب فى حياتك 

*""*"*********

عاد بهاء من الخارج بحث عن والدته فلم يجدها ، دلف لغرفه شقيقته وجدها نائمه بالفراش ، ساكنه ولكن مفتحه العينان ، (فتاه فى السابعه عشر من عمرها تمتلك نفس ملامح شقيقها فهى قطعه مصغره منه ) اقترب منها وهو يشعر بالياس بسبب حالتها تلك ، يريد أن يعلم من الجاني لينتقم منه أشد الانتقام على صغيرته التى هرمت بسبب حزنها ، على وردته التى ذبلت بفعلته الدنيئه ،ضاعت براءتها واصبحت جسده هامده بسبب ما تعرضت له ، تنهد بحرقه وجلس بجانبها أعلى الفراش ، تحسس بشرتها برقه وطبع قبله حانيه أعلى جبينها وحاول رسم البسمه على محياه وهو ينظر لها بحنان :عامله ايه يا شوشو 

لم تستجيب فى الحديث معه ، تنهد بضيق وابتعد عنها وهو يمحى الدمعه العالقه باهدابه ، غادر الغرفه وتوجه إلى غرفته ، ابدل بذله الطيار بملابس اخرى مريحه واخرج هاتفه ليتحدث مع والدته ، ولكن استمع لصوت الباب يغلق ، علم بوجودها فذهب إليها ..

**"***"**"*""


جلس ينتظر فى الكافيه حسب الموعد المحدد ، ظل ينظر بترقب ينتظر قدومها على احر من الجمر ، وكل ثانيه تمر عليه كأنها دهر ، نظر لساعه يده بوفير فقد مر أكثر من نصف ساعه وهو ينتظرها ولكن لم تأتى بعد .

تنهد بضيق وحدث نفسه :معقول ماتجيش ، ايه مش زى باقي البنات ماعندهاش فضول تعرف مين اللى بيحبها ومجنون بيها كمان ، لا ده تبق مش طبيعيه لو ماعندهاش نفس الفضول والحنان بتاع البنات ، اووف الصبر يارب ، يعنى لم اقرر اصارحها بمشاعري تهرب مني ، لا انا قتيلها انهارده ولازم اتكلم معاها ، نهض من مجلسه وغادر المكان ، قاد سيارته وهو يتخذ القرار الصائب ، يريد انتهاء الأمر اليوم ، لم يعد لديه القدره على إخفاء مشاعره فلابد واظهار مشاعره الصادقه للجميع ولمعشوقته على وجه الخصوص، فيكفي حب فى الخفاء ،حسم أمره وتوجهه إلى محل سكنها ، صفا سيارته أمام البنايه وصعد على الفور للطابق الثالث حيث شقتها ، وقف دقيقه يسترد انفاسه بهدوء ، ثم ضغظ زر الجرس وانتظر بلهفه فتحها للباب ....

********"

كانت تجلس بالمنزل ولم تستطيع ترك شقيقتها ، لديها الفضول لمعرفه ذلك الشخص ولكن ليس بيدها حل غير المكوث بالمنزل وحاولت تنفيض الامر من ذهنها ، وانشغلت بالصغيره ، فجاه استمعت لجرس باب المنزل ، نهضت تسرع لترتدي حجابها وتذهب لتعلم من الضيف الذي أتى فى ذلك الوقت .

ارتدت حجابها أعلى كنزتها الزرقاء وبنطالها الابيض وتوجهت لفتح باب المنزل  

تسمرت مكانها وجحظت عيناها بصدمه وهى تنظر له بذهول 

ارسل لها غمزه شقيه وهو يبتسم بحب :ماجتيش  فى الميعاد ،قولت مابدهاش بقى اجيلك أنا 

اتسعت عيناها العسلي  بصدمه : انت

هز رأسه بابتسامه جذابه :أيوة أنا العاشق المجهول ....

****"**


بعد عودتها من الچيم ، توجهت إلى غرفتها ، بدلت ثيابها ودثرت نفسها بالفراش تتذكر ما حدث معها بالأمس ، والحديث الذى دار بينها هى وزوجها وانسابت دموعها

(فلاش باك )


أثناء وجودها بالغرفه التى تخص ياسين وزوجته الراحله .

تجمدت مكانها عندما استمعت لنبره صوته الغاضب ، التفتت إليه ببطء شديد ونظرت له ولم تستطع النطق فقد جف حلقها .

عاد سؤاله مرة أخرى :بتعملي ايه هنا يا حبيبه 

عاوزة تعرفي ايه ، ليه عاوزة تدخلي نفسك فى مقارنه ، أنا بحاول على قد ما اقدر احسسك أنك اول حد فى حياتي ، مابحبش افتكر اى حاجه قبل مااعرفك ، بحاول افصل بين حياتي زمان وحياتي دلوقتي ، وكان مافيش فى حياتي ولا فى قلبي غيرك انتي وبس ، بحافظ عليكي ومابجرحكيش ولا اقول اسمها حتى قدامك وده حقك عليا ، ليه عاوزة تدخلي ندى بينا دلوقتى ، كنت فاكرك اعقل من كده عشان اى حاجه مش فى صالحك يا حبيبة هتجرحك انتى قبل ماتجرحني 

تنهد بضيق 'احنا مش فى بيتنا دلوقتي وبنتحاسب ، فى ناس منتظرينا تحت 

اعطاها ظهرها وغادر الغرفه ، تسمرت مكانها بضع دقائق تستوعب ما حدث ،ثم زفرت بقوه والحقت به 

جلسو معا على مائده الطعام مع العائله 

حاولت رسم الابتسامه تخشى أن تفضحها عيناها ولكن كانت أعين تترقب لهم وتكشف امرهم .

تبادلت النظرات بينهم بتشفي فقد نجحت فى تشتتهم تراها تبتسم رغما عنها بمجامله وترا الاخير يدارى حزنه خلف قناع الوجه المبتسم بتصنع ، تعلم أنها أصابت الهدف وانتقمت لابنها ..


(باك)

كفكفت دموعها عندما استمعت لخطوات اقدامه تقترب ،وتصنعت النوم ، فمنذ الامس ولم تلتقي به ، أو تتحدث معه ، فقد تركها وقضى الليل بالغرفه المجاوره وعندما استيقظ ذهب لعمله دون أن يلتقي بها ..


دلف للغرفه واقترب من الفراش ، يشعر بصوت انفاسها المضطربة علم أنها تتصنع النوم ، ابتسم على براءتها وهروبها من مواجهته ، تنهد قبل أن يتفوه باسمها :

-حبيبه 

نهض من الفراش دون أن تنظر إليه :دقائق والاكل هيكون جاهز

همت بمغادرة الغرفه وهى ترسم القوه ، لحق بها على الفور وأمسك بيدها مانعا إياها من المغادره 

-استني بس ، مش عاوز أكل عايز اتكلم معاكي 

أدارها برفق ونظر لها بحنان : حبيبه بوصيلي طيب 

نظرت له بعين منتفخه من أثر البكاء وابتعدت عنه وبدأت فى نوبه صراخ وانفعال لم يحدث لها من قبل


الفصل الثالث والعشرون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close