أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام الفصل الواحد والاربعون 41بقلم جوهرة الجنة

          

رواية لقد عادت من اجل الانتقام 

الفصل الواحد والاربعون 41

بقلم جوهرة الجنة



لوسيو :للأسف حولنا تسعين في المئة فقط من البضاعة.


وعد :يعني عشرة بالمئة هي نسبة المواد التي احترقت.


لوسيو :بالضبط.


تقدمت وعد من لوسيو بخطوات بطيئة و ما إن وصلت أمامه سددت له لكمة مفاجئة لكنه أسرع و تفاداها.


وعد بابتسامة :إحمد ربك أن ما فعلته أفاد الشركة و لم تحترق البضائع و إلا كنت سأتصرف بشكل آخر و الأن لدينا سفر غدا إلى روسيا.


لوسيو: حسنا سيدتي... تصبحون على جنة.


وعد :و أنت من أهلها.


أحمد :وعد أنت ستسافرين.


وعد :أجل و لكن ليس لأكثر من أسبوع... يجب أن يأتي ألفريدو للمغرب في أسرع وقت و في ذلك الوقت سأستطيع أن أتخلص منه و من الزعيم مرة واحدة و بعدها سأرتاح.


ماسة: أنا سأذهب معك.


وعد: لا يستطيع أحد أن يذهب معي لأنه سيثير شكوك الجميع و كل ما فعلته سأفشل في تحقيقه.


ماسة: و لكن عديني أن تعودي بسرعة.


وعد بابتسامة :أعدك... استأذن منكم الان يجب أن أرتاح لرحلة غد... تصبحون على جنة.


الجميع :و أنت من أهلها.


كانت وعد تصعد الدرج عندما أتاها اتصال هاتفي و أجابت و هي تكمل سيرها.


وعد ببرود :مساء الخير.


الرد: مساء الخير سيدتي لقد نفذت أوامرك و مانويل حصل على جميع المعلومات التي طلبت أن يحصل عليها.


وعد :جيد.


أغلقت وعد الخط و قالت :أقل من شهر و سينتهي كل شيء و أخيرا إقترب الموعد الذي لطالما انتظرته.


دخلت وعد لغرفتها و ارتدت بنطال و قميص واسعين و مريحين للنوم باللون الزهري ثم غطت في النوم. 


في قصر الزعيم كان يقف في الحديقة يرتشف المشروب كما اعتاد فأتى عنده مانويل.


الزعيم: هل حصلت على جديد.


مانويل: أجل سيدي... الفاعل إسمه ألفريدو ريماس مالك مافيا الظلام.


الزعيم: هل علمت سبب عداوته مع وعد.


مانويل :للأسف لا أحد يعلم سيدي.


الزعيم: و ماذا عن مخططاته.


مانويل :علمت أنه لا يفصح عن مخططاته إلا لويليام لكنه قتله بعد أن قتل البرق كي يمسح أي دليل ضده.


الزعيم: شخص ذكي... جد طريقة و أحضر بها هذا الشخص أريد أن أقابله في أقرب فرصة.


مانويل :حسنا سيدي.


في صباح اليوم التالي استيقظت وعد في الثامنة فاستحمت و غيرت ملابسها ثم نزلت للأسفل فوجدت الجميع مستيقظ.


وعد :صباح الخير.


الجميع :صباح الخير... من أنت.


كان الجميع ينظر لهذه الفتاة صاحبة البشرة القمحية و الشعر القصير باستغراب، و ما زاد استغرابهم عندما ضحكت قائلة :إذا كنتم أنتم عائلتي و لم تتعرفوا علي فماذا أتوقع من الباقي.


جودي بصدمة :وعد.


وعد :أجل وعد.


ماكس :ما الذي فعلته بنفسك يا وعد.


وعد: مجرد تنكر لا تنسوا أنني في نظر الجميع ميتة لدى إضطررت أن أتنكر كي أستطيع التحرك بسهولة.


زين: و تأكدي أنه لا أحد سيكشف هويتك بهذا التنكر لقد نجحت و بجدارة.


دخل لوسيو قائلا :صباح الخير.


الجميع :صباح الخير.


لوسيو: سيدتي كل شيء جاهز.


وعد :حسنا لوسيو إذهب و أنا سألحق بك.


جودي: هل ستذهبين الان.


وعد :أجل.


جودي: لكنك لم تفطري بعد.


وعد :لا تقلقي سأفطر في الطائرة.


ودعت وعد الجميع و قامت بتوصيتهم على ريان و ياسمين خاصة رعد الذي يفهم ما تقوله ياسمين ثم خرجت و استقلت سيارتها.


لوسيو: سيدتي أين سنذهب.


وعد: لنزر الصقر أولا.


ساق لوسيو السيارة لدقائق حتى توقف أمام بيت من طابق واحد في وسط الغابة، فنزلوا و طرقوا الباب ففتحت لهم فتاة نظرت لوعد باستغراب ما لبثت أن تعرفت عليها بعدما رأت لوسيو فإرتمت في حضنها.


الفتاة :اشتقت لك كثيرا يا وعد و خفت بعد أن رأيت الأخبار في الصحف.


وعد :أنا بخير لا تقلقي أين صقر.


الفتاة :إنه في الداخل تفضلوا أدخلوا.


دخلت وعد و لوسيو فوجدت شابا وسيما يخرج من الغرفة و ما إن رأها حتى إبتسم و قال: أهلا يا وعد.. كيف حالك.


وعد :بخير و أنت.


صقر: بخير الحمد لله.


الفتاة :هل أفطرت يا وعد.


وعد: لا ليس بعد.


الفتاة :جيد إذن تعالي لنفطر.. الإفطار جاهز.


جلس الشباب يأكلون و يتبادلون الأحاديث حيث قصت وعد عليهم ما حدث لها، و بعد أن أنهوا الإفطار جلسوا في غرفة الجلوس يشربون القهوة.


صقر: ماذا سنفعل الان... هل سنستمر على نفس الخطة.


وعد: لا هناك بعض التعديلات فمهمتنا الآن القضاء على الزعيم و عائلته و ألفريدو.


الفتاة : ما هو مخططك.


بدأت وعد تقص عليهم مخططها و دورهم في الخطة و بعد ساعة غادرت وعد و اتجهت نحو المطار بعد أن تنكر لوسيو أيضا و استقلوا طيارتهم متجهين إلى المكان الذي ستبدأ فيه نهاية أعداء وعد.


في غرفة ريم كانت تجلس على السرير شاردة لدرجة لم تشعر برنا التي دخلت و وجدتها في ذلك الوضع. جلست رنا على جانب السرير ثم وضعت يدها على كتف أختها التي انتفضت بفزع.


ريم :رنا متى دخلت... لقد أخفتني.


رنا: دخلت منذ دقائق قليلة و وجدتك شاردة لدرجة لم تشعري بدخولي حتى.


ريم: رنا يكفي تلميحات.


رنا :لماذا لا تريدين الإعتراف... أنت تحبين لؤي أليس كذلك... و ربما أنت تعشقيه و ليس منذ وقت قليل... أنت تحبيه منذ صغرك.


ريم بصراخ: أجل أنا أحبه... بل أعشقه و لكن هو ماذا... هو فقط مهتم بالمخدرات... لم يهتم في يوم لي... لا زلت أتذكر عندما اعترفت له عن حبي و هو رفضه بكل سهولة و قال أنه لا يحبني بكل قسوة.


رنا: حقا لا زلت تتذكرين.


ريم بدموع: لم أنسى في يوم لأتذكر.


رنا :لكن يا ريم كل شيء تغير الان... عندما حدث هذا كنت في الثامنة... لؤي كان صغيرا أيضا و لم يفهم مشاعرك... لكن الآن أصبح أوعى من قبل و أنا متأكدة أنه يحبك.


ريم: رجاءا يا رنا لا تحاولي إقناعي بشيء غير موجود... أنت تقولين أنه أوعى من قبل لكن ماذا نسمي تعاطيه للمخدرات.


رنا: ريم يجب أن تتفهمي حالته هو يحاول الهرب من واقعه الأليم... ريم الجميع مخطأ في حقه... في الوقت الذي كان والدينا يعتنيان بنا هو لم يجد من يعتني به... أخبرني هل سبق لأحد منا أن جلس و تحدث معه... بالتأكيد لا... لؤي قالها من قبل ما حدث له هو نتيجة إهمالنا جميعا فلا تلوميه وحده.


ريم: لا أعرف ما أفعل أصبحت ضائعة... ماذا أفعل يا أختي.


وضعت رنا يدها على قلب ريم و قالت : أنا لن أخبرك ماذا تفعلين و لكن هذا يستطيع إخبارك... سأتركك الان تفكرين بمفردك.


خرجت رنا و تركت ريم التي تسطحت على السرير تفكر في الماضي.


فلاش باك 


في غرفة ذكورية نجد طفلا في التاسعة من عمره يجلس فوق مقعد المكتب و يضع رأسه فوق المكتب و يفكر، إلى أن قطع تفكيره صوت فتاة في الثامنة تنادي بإسمه قائلة :لؤي.. لؤي أين أنت. 


لؤي :أدخلي يا ريم أنا في الغرفة.


دخلت تلك الطفلة الجميلة و على وجهها ابتسامة رائعة زادتها جمال. 


ريم: ماذا تفعل يا لؤي. 


لؤي :لا شيء ماذا تريدين. 


ريم: مللت وحدي و أتيت لأراك. 


لؤي :حقا و لما لم تذهبي لأختك. 


ريم بحزن: لقد ذهبت تلعب مع جنة. 


لؤي :و لما أنت حزينة. 


ريم: رنا لم تعد تحبني... أصبحت تحب جنة أكثر مني... لقد طلبت منها أن نلعب معا لكنها رفضت و ذهبت لتلعب مع جنة. 


لؤي :و ما الغريب في الأمر. 


ريم بغضب :أنا أختها يجب أن تلعب معي لا أن تلعب مع جنة... جنة ليست أختها. 


لؤي :أتعلمين أنني مثلك لكن بفرق بسيط. 


ريم :حقا أنت مثلي. 


لؤي :أجل لكن أنا دائما أختي بعيدة عني... أنت إن لم تلعبي مع جنة ستجدين الكثير من الأشخاص الذين يحبوك و سيلعبون معك لكن أنا لا يحبني أحد. 


ريم ببراءة :أنا أحبك. 


لؤي بقسوة: و أنا لا أحبك... أنت أيضا ستخدعيني و تلعبي معي لكن عندما تجدي بديلا ستنسي وجودي... أنا لا أحبك... أخرجي من هذه الغرفة... هيا أخرجي. 


صرخ عليها لؤي فلمعت عينيها بالدموع ثم خرجت و هي تبكي بقوة و شهقاتها تتزايد. 


باك


ريم: ليتني لم أعترف لك بحبي في ذلك الوقت على الأقل لن أشعر بهذا الألم. 

 

صدحت في عقلها كلمات رنا "أنا لن أخبرك ماذا تفعلين و لكن هذا يستطيع إخبارك... سأتركك الان تفكرين بمفردك."


ريم :كيف لم أنتبه... لؤي اعتقد أنني أخدعه بحبي... رنا محقة نحن كنا صغار في ذلك الوقت لكن الآن كل شيء تغير... ربما أخطأت عندما ابتعدت عن لؤي في الصغر لكني لن أكرر الخطأ مرتين.


استقامت ريم و غيرت ملابسها و غسلت وجهها ثم نزلت للأسفل و اتجهت مباشرة لغرفة و طرقت الباب.


لؤي من الداخل :أدخل.


ريم بابتسامة :السلام عليكم.


لؤي : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته... تفضلي يا ريم.


ريم: كيف حالك اليوم.


لؤي بلا مبالاة :ها أنا لا زلت حيا.


ريم: لا تقل هذا أنت ستتحسن و ستصبح أحسن بكثير. 


لؤي :هل تظنين أنني سأتغير. 


ريم: أنا واثقة أنك ستتغير للأحسن... أنا أعرف أنك تخفي شخصية لؤي الحقيقية داخلك و متأكدة أنك ستظهرها لكن كل ما عليك أن تثق بنفسك و تحارب هذا السم الذي بداخل جسمك... استأذن منك الآن... و تذكر أنني سأكون معك. 


لؤي :لا شيء مما قلتيه سيحصل ففي الأخير الجميع يتخلى عني بسرعة. 


ريم بابتسامة :إلا أنا... ربما أخطأت مرة لكن لن أكرر هذا الخطأ مجددا. 


في غرفة رعد كان يفكر في الأحداث الأخيرة، و يخطط كيف يعاقب وعد على ما فعلته به و رغم أنه سعيد بإعترافها بحبها إلا أن ألمه قوي بما يكفي، و عذاب السنوات الماضية لا زال مؤثرا عليه. 


رعد: أكثر شيء يصيب العاشق بالجنون هو الغيرة و أنا جربت هذا الإحساس من قبل إذن لندعك تجربيه يا... يا طفلتي... و لن أرتاح حتى تخبريني ما تخفيه. 


ارتسمت ابتسامة واسعة على وجه رعد بعد أن خطرت له فكرة سيجعل بها وعد تغار عليه، و بينما كان منغمسا في تفكيره رن هاتفه فوجد المتصل هو اللواء. 


رعد ببرود :السلام عليكم سيدي. 


اللواء : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته... رعد أريدك أن تأتي رفقة الشباب لهذا العنوان الذي سأرسله. 


رعد :حسنا سيدي. 


نزل رعد للأسفل و اتجه للغرفة حيث يعمل الشباب و دخل قائلا :شباب هيا بنا لقد اتصل اللواء بي يود مقابلتنا. 


فهد: لم يخبرك ماذا يريد. 


رعد: لا. 


زين: سنذهب و نعلم ماذا يريد. 


صعد الشباب لغرفهم و غيروا ملابسهم ثم استقلوا السيارة التي خصصتها وعد لهم و اتجهوا للعنوان الذي أرسله اللواء لهم. أخيرا وصلوا للعنوان فوجدوا أنفسهم في جرف و بالضبط الجرف التي وقعت به حادثة وعد. 


الشباب :السلام عليكم سيدي. 


اللواء :و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته. 


سيف :سيدي هل لنا أن نعرف لماذا أحضرتنا لهذا المكان بالضبط. 


اللواء :أنتم تخفون شيئا عني.


رعد ببرود :مع احترامي لك سيدي أنت الأن تسألنا أم تخبرنا أو في الأصل أنت تعلم الإجابة. 


اللواء بابتسامة :أكثر ما يعجبني فيك ذكاءك و شجاعتك... أجل أنا أعلم أن إبنة عمكم لم تمت و كنت أنتظر أن تخبروني بالموضوع لكن للأسف لم تخبروني. 


زين ببرود :ربما لأننا نعلم أنك تعرف كل شيء. 


اللواء :يبدو أن وعد أخبرتكم كل شيء. 


رعد: نحن أوفياء سيدي و وعد أخبرتنا أنها اتفقت معك على كل شيء و إلا ما كنا لنسكت. 


اللواء :كنت أعلم أنها ستخبركم... هل سافرت لروسيا.


فهد: أجل سيدي.


اللواء :جيد... زين ستقيم حفلا بعد أسبوع.


زين: حفل و لماذا.


اللواء :ستقيم هذا الحفل على أساس أنك الكابوس و سيحضر فيه أغلب رجال الأعمال و من بينهم الزعيم لكن نحن لا نعلم هويته و يجب أن نكتشفها في هذا الحفل و هذه مهمة رعد و أسماء.


رعد باستغراب :أسماء.


اللواء :أجل ستحضر في الحفلة على أساس أنها صديقتك و ليس في مهمة رسمية.


سيف: و وعد.


اللواء :ستظهر في الحفل.


فهد: ما دمت يا سيدي تعلم الخطة لما أرسلت دعاء لروسيا.


اللواء :دعاء هي وعد الثانية و تعلم كل شيء.


ضيق رعد عينيه، و عقله يشتغل بسرعة، و شكوكه تتزايد بخصوص موضوع دعاء، أما زين فلم يكن في حالة أفضل فنظر لرعد الذي بادله نفس النظرات، و فكرة واحدة تدور في عقلهم هي أن وعد هي دعاء.


رعد ببرود :سيدي من هي دعاء.


اللواء بتفاجئ: حقا تسألني الآن عن دعاء... كنت أعتقد أنك جمعت معلومات عنها من قبل.


زين: أجل جمعنا المعلومات و لكن كل شيء حصلنا عليه كان طبيعيا بشكل غريب.


اللواء :ما قصدك.


رعد :المعلومات التي وصلتنا هناك أحد يريد أن يوصلها لنا.


اللواء :أولا دعاء وحدها من تستطيع الإجابة على هذا السؤال.. ثانيا يجب أن تنزعوا هذا الشك من داخلكم و إلا ستجدون صعوبة في حل قضيتكم و أنتم لا تثقون ببعض.


رعد :لا تقلق شكوكنا لن تؤثر على القضية.


عاد الشباب للقصر بعد أن تناقشوا مع اللواء تفاصيل الحفل، و خطتهم لإلقاء القبض على ألفريدو نظرا لصعوبة إلقاء القبض عليه في بلاده، و أيضا سيستغلون الفرصة لاكتشاف هوية الزعيم.


في روسيا وصلت طائرة وعد أخيرا بعد ساعات من الطيران فخرجوا، و استقلوا سيارة أجرة متجهين نحو الشقة التي سيقضون فيها التي سيقضوها في روسيا على أساس أنهما زوجين جديدين أتوا لقضاء شهر العسل. أعطى لوسيو عنوان الشقة للسائق التي كانت قريبة من قصر ألفريدو و التي ستسهل على وعد القيام بخطتها بأريحية أكثر.


وعد :تلك غرفتك يا لوسيو ارتح قليلا حتى نبدأ المهمة.


لوسيو: حسنا سيدتي.


دخلت وعد لغرفتها و غيرت ملابسها و مظهرها بعد أن أغلقت الباب، ثم استلقت فوق السرير لترتاح قليلا.


    بعد ساعتين استيقظت و غسلت وجهها ثم اتجهت للمطبخ تحضر الأكل، و عندما أوشكت على الإنتهاء خرج لوسيو من غرفته.


لوسيو: مساء الخير سيدتي.


وعد :مساء الخير.. أجلس يا لوسيو كل كي نتجهز للخطة.


لوسيو: حسنا سيدتي.


جلس لوسيو يأكل و أمامه وعد تأكل هي الأخرى و قالت: ها ماذا عرفت عنه.


لوسيو: علمت أنه يسهر في ملهى ليلي و في الثانية ليلا يعود للقصر.


وعد :إذن يجب أن أدخل قبل نصف ساعة من عودته للقصر.


لوسيو: أجل سيدتي.


وعد :حسنا إذن لنعمل الآن حتى يحين الوقت.


ذهبت وعد لتحضر حاسوبها من الغرفة و وجدت لوسيو حضر القهوة فشكرته، و جلست تتابع عمل الشركات، و لوسيو أيضا أحضر حاسوبه يشتغل عليه و يساعد في العمل.


بعد ساعات أنهت وعد عملها و وجدت الساعة تشير للواحدة فقالت: اقترب الوقت يجب أن أتجهز الان.


اتجهت وعد لغرفتها و ارتدت فستانا طويلا بدون أكمام باللون الأبيض، ثم خرجت من غرفتها و وضعت كمامة على وجهها و تركت شعرها حرا فغطى وجهها، و خرجت هي و لوسيو و اتجهوا ناحية القصر بعد أن تنكر لوسيو في الزي الذي أتى به في الأول. 


بعد دقائق وصلوا أمام القصر، و وجدوا حارسا ينتظرهم فأعطاه لوسيو رزمة من المال فأدخل وعد دون أن يشعر بهم أحد، أما لوسيو فتخفى خلف إحدى الأشجار كي يعلم وعد عند وصول ألفريدو. 


بعد نصف ساعة وصل ألفريدو للقصر و هو غير واعي لشيء بعد كمية المشروب الذي احتساه، فاتجه نحو غرفته و هو يترنح في مشيته.


ألفريدو :وعد ذهبت... لقد ماتت... أنا تخلصت من وعد... هي ذهبت.


دخل ألفريدو لغرفته و هو لا يزال يكرر كلماته فوجد فتاة ترتدي الأبيض و شعرها يغطي وجهها فقال بسكر: ما هذا... من أحضرك لغرفتي... دعيني أفكر أنت معجبة بي و تريدين أن تقضي ليلة معي صحيح.


رفعت تلك الفتاة وجهها فظهر مشوها و عينيها حمراء و بعض الدماء تتدفق من فمها، ففتح ألفريدو عينيه على مصراعيها.


ألفريدو بقرف: من أنت... و ما هذا الوجه... أنت مقرفة... و لماذا يتدفق هذا الدم من فمك. 


الفتاة :أنا موتك... أنا جحيمك... ألم تتذكرني... لا بد أنك قتلت الكثير... لكنك ستذكرني أنا وعد.


ألفريدو بفزع: لا لا أنت لست وعد... أنت مجرد وهم.


اقتربت وعد منه و بدأت تخنقه و سهل مهمتها كونه غير واعي فدفعت في اتجاه الحمام و تركت المياه تنساب فوق جسده ليستيقظ و خرجت من الحمام.


بعد دقائق خرج ألفريدو من الغرفة يفرك رأسه من شدة الألم و يفكر كيف دخل تحت الماء و هو معتاد أن ينام مباشرة بعد عودته، و لمح وعد تجلس على الطاولة لكنه لم يهتم و فجأة و بعد أن استوعب ما رأى استدار نحوها.


ألفريدو باستغراب :من أنت.


وعد :ماذا هل نسيتني بسرعة.


كانت وعد تتحدث و الدماء تخرج من فمها فتقزز ألفريدو من ذلك المنظر و قال بغضب :سألتك من أنت.


وعد :أنا من زرعت قنبلة في سيارتها.


ألفريدو بصدمة :وعد.. لا لا مستحيل... لقد متي.


وعد :ربما أنا مت لكن روحي ستظل تلاحقك... أنا سأقتلك.


تقدمت وعد منه بخطوات هادئة مما أفزع ألفريدو فخرج جريا و هو يصرخ قائلا :عفريت... وعد أصبحت عفريت... عفريت وعد في الغرفة أنقذوني. 

  

انفجرت وعد ضاحكة ثم أسرعت و خرجت من الغرفة و دخلت لغرفة ثانية ثم أزالت ذلك القناع الذي ارتدته، و بعد أن رأت الحرس دخلوا للقصر نزلت عبر السلم المرتبط بتلك الغرفة و خرجت قبل أن يراها أحد.


أما عند ألفريدو عندما رأى الحرس صرخ بهم قائلا :كيف تسمحون لأي شخص بالدخول.


رئيس الحرس: لكن سيدي لم يدخل أحد.


ألفريدو :و ماذا عن تلك التي توجد بغرفتي.


أحد الخدم :لكن يا سيدي لا يوجد أحد بغرفتك.


ألفريدو :ماذا هل تكذبيني.


الخادمة :تستطيع أن تتأكد بنفسك سيدي.


ذهب ألفريدو لغرفته بعد أن أشار إلى حارسين ليتبعاه، و ما إن دخل للغرفة حتى صدم عندما لم يجد أحدا و بحث في الغرفة كلها دون فائدة.


ألفريدو :كيف اختفت... أين هي... أخرجوا... أغربوا عن وجهي.


خرج الحرس و هم مستغربين من حالة سيدهم و ظنوا أنه أصاب بالجنون بالتأكيد.


في شقة وعد أسرعت تحمل حاسوبها و اخترقت كاميرات المراقبة في قصر ألفريدو، بدأت تمسح التسجيلات و تضع بدلها صوتا مزعجا و صورة مظلمة.


وعد بابتسامة: هذه البداية فقط سأجعلك تجن و تهرب من هذا البلد و هذا وعد مني.


ذهبت وعد لغرفتها و غيرت ثيابها ثم نامت و هي سعيدة مما حدث و تنوي لما أكثر.


في مكان أخر و بالضبط في منزل أسماء التي كانت وحدها في البيت نظرا لعمل والدها، و الذي يجبره على السفر من أجل الصفقات المهمة و يأخذ معه زوجته. كانت أسماء نائمة عندما أيقظها رنين الهاتف.


أسماء بنوم: نعم.


المتصل :سيدتي المريضة أسية استيقظت من الغيبوبة.


أسماء بفزع: ماذا... متى استيقظت.


المتصل :منذ ساعة.


أسماء بغضب: و سكتت حتى الأن... هل علم أحد بإستيقاظها.


المتصل :لا سيدتي الطبيب قرر أن لا نخبر أحدا حتى الصباح فالوقت متأخر و أيضا كي تكون المريضة استرجعت القليل من طاقتها و تستطيع الكلام.


أسماء : اللعنة أنا آتية الان.


أغلقت أسماء الخط و غيرت ملابسها ثم استقلت سيارتها و قالت بتوعد: لم تموتي في المرة الماضية لكن هذه المرة سأتأكد من موتك.


           الفصل الثاني والاربعون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close