أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام الفصل التاسع والثلاثون 39بقلم جوهرة الجنة

           

رواية لقد عادت من اجل الانتقام 

الفصل التاسع والثلاثون 39

بقلم جوهرة الجنة



في قصر وعد كانت غيرت ثيابها المتسخة و ارتدت بنطال أسود و قميص بدون أكمام و حذاء أبيض. كانت تعبر صالة الجلوس ذهابا و إيابا و في كل مرة ترجع شعرها للخلف تحاول أن تستمد القليل من الصبر من أي شيء.


كريمة: اجلسي قليلا يا فتاة لقد أصبتني بالدوار.


وعد :مع كل احترامي لك أيتها الملكة لكن في هذا الوقت بالضبط لا تطلبي مني أن أجلس ما دمت لا أعرف ما حدث.


جودي: يا وعد لا تنسي أنك مريضة و يجب أن ترتاحي حتى تستقبلي ريان بصحة جيدة.


وعد :أنتم لا تفهموني أنا خائفة أن يتأخر مارك في الوصول فردة فعل ريان غير متوقعة في الوقت الحالي.


رعد :إتصلي بمارك إذن كي ترتاحي.


وعد :أتمنى أن يجيب.


إتصلت وعد على مارك و انتظرت قليلا لكن ما من مجيب فأعادت الإتصال و بعد عدة محاولات أجاب أخيرا.


وعد: أين أنت يا مارك... لماذا لا تجيب... ماذا فعلت.


مارك: لا تقلقي سيدتي ريان معي و لكن.


وعد :و لكن ماذا. 


قص عليها مارك ما حدث فقالت ببرود: أريدك أن تلقن ذلك الطبيب درسا لا ينساه أبدا. 


مارك: بالتأكيد سيدتي. 


أغلق مارك هاتفه و استقل سيارته فبدأ ريان يسأله عن كل شيء فأجابه مارك بهدوء و صبر يحسد عليه، أما عند وعد فجلست و وضعت رأسها بين يديها قائلة :الحمد لله. 


جودي: كل شيء بخير صحيح فقط أتعبت نفسك بالتفكير بدون فائدة. 


وعد بسخرية: أجل كل شيء بخير لكن بعد أن كاد ريان أن يقتل. 


لمياء بشهقة: ماذا قتل... هل جننت يا وعد ستحضري قاتلا ليعيش معنا.


وعد بتحذير :لمياء لقد تماديت كثيرا و أنا لا زلت ساكتة حتى الان و أيضا ريان إن كان قتل فهذه تعليماتي له أن يمحي أي شخص يخطأ في حقه من حياته و هذا مبدئي في الحياة... من لا يستحقك لا يستحق الحياة.


بلعت لمياء ريقها برعب و لم تنطق بحرف أما الباقي فتصرفوا بشكل عادي مع وعد كأنهم لم يخطئوا في حقها و لم يكلفوا أنفسهم أن يعتذروا حتى فنظرت لهم وعد بسخرية و لم تهتم بأحد.


بعد ساعة وصلت سيارة مارك أخيرا فخرج ريان مسرعا و دخل للقصر و هو يجري و ينادي على وعد التي انتفضت و فتحت له ذراعيها فارتمى في حضنها هو دون تردد. 

 

شعرت وعد بألم بسبب ضغط ريان على جروحها لكنها أخفته و لم تقل شيئا.


ريان: خفت كثيرا أن أخسرك... وعد أنت عائلتي الوحيدة و لا أريد أن أخسرك.


وعد :و أنا سأظل معك.


جنة بصدمة :ريان... مستحيل. 


ريان بدهشة: جنة.


جنة بعدم تصديق: مستحيل...انت حي و لكنهم أخبرونا أنك مت.


لم تسأل جنة ،و لم تترك فرصة لريان ليجيب، و إنما حضنت ريان بقوة فبادلها الحضن بينما الجميع يراقبونهم بدهشة خاصة فهد الذي كور يده من شدة الغضب و الغيرة .


فهد بغضب مكبوت: جنة أنت تعرفين هذا الشاب.


جنة بحماس: بالتأكيد فهو صديقي المفضل و درسنا طيلة مرحلة الابتدائي و الإعدادي و إذا تذكرتم في يوم عدت حزينة و أبكي و أخبرتكم أن صديقا لي مات كنت أتحدث عن ريان.


ريان بابتسامة: اشتقت لك يا صديقتي.


جنة: و أنا أيضا و لكن كيف حدث كل هذا.


ريان بحزن: للأسف قتلوا عائلتي و أشعلوا النيران في المنزل لكنهم خطفوني فاعتقد الجميع أنني مت .


نظرت لمياء لفهد و لاحظت غضبه فقالت بخبث: إذن يا جنة أنت تحبين ريان كثيرا.


دهش الجميع من سؤالها المفاجئ و نظروا لجنة بترقب ينتظرون إجابتها ،خاصة فهد الذي ارتفعت دقات قلبه فقالت جنة: أجل أنا أحبه مثل مراد و رعد فهو أخي التوأم الذي رزقتني به الحياة.


تنهد فهد بارتياح لكن نيران غيرته لم تنطفئ و حاول أن يركز في حديث الجميع كي لا يفكر في الموضوع كثيرا.


وعد: لكن لم تخبرني يا ريان عن هذا الموضوع من قبل.


ريان :حقا نسيت و لم ألاحظ أن اسم عائلتكم متشابه.


وعد :حسنا لأعرفك على العائلة الان.


ريان: أنا أعتذر منكم على دخولي بتلك الطريقة و لكني خفت كثيرا على وعد.


سليم: لا بأس يا بني.


سلم الجميع على ريان، و تعرفوا عليه و قد أحبوه جميعا و لم يتحدث أحد حول موضوع إدمانه.


ريان : صحيح يا وعد أين هي ياسمين.


وعد :كانت نائمة.. ربما لم تستيقظ بعد.


ريان: لا أظن ذلك.


ركزت وعد على نظرات ريان فوجدته ينظر لشيء و عندما تتبعت نظراته رأت ياسمين تنزل السلم و هي تفكر عينيها بطفولة لكنها ما إن لمحت ريان توقفت بصدمة ما لبثت أن اختفت و ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها و جرت ترتمي في حضنه.


ريان بحب: ياسمينتي الجميلة اشتقت لك كثيرا.


زادت ياسمين من قوة حضنها لريان كأنها تعبر له عن مدى اشتياقها له. جلس ريان يتبادل الأحاديث مع الجميع و اندمج معهم بسهولة كأنهم عائلته مما أسعد وعد و بعد ساعة نادت وعد على ماريا.


ماريا: نعم سيدتي.


وعد :دلي ريان على غرفته.


ماريا: حسنا... تفضل سيد ريان.


ريان :لكني أريد أن أحادثك في موضوع مهم.


وعد :أنا أعرف ما هو الموضوع و لكن الآن يجب أن ترتاح و غدا نتحدث.


ريان: حسنا.. تصبحون على جنة.


الجميع :و أنت من أهلها.


في قصر الزعيم كان يجلس في مكتبه و يراجع بعض الملفات المتعلقة بعمله مع المافيا إلى أن انتفض واقفا بسبب فتح الباب بقوة.


الزعيم بغضب : هل جننت يا مانويل كيف تدخل بهذه الطريقة.


مانويل: أنا اسف سيدي لكن يوجد موضوع مهم يجب أن تعرفه.


الزعيم بتوعد: إدع الله أن يكون مهما حقا و إلا فتلتك بدون تردد.


مانويل: سيدي البرق مات.


الزعيم بصدمة :ماذا... هل أنت متأكد.


مانويل :أجل سيدي و الصحف جميعها تتحدث عن اغتيال وعد العلمي و علمت أن أحد أعدائها زرع قنبلة في سيارتها.


سمعوا صوت تكسير زجاج فإلتفتوا ناحية الباب و وجدوا أيمن يقف مصدوم و قد ترك الكأس يقع أرضا.


أيمن :هل ما سمعته صحيح... أجيباني.


صرخ أيمن في أخر كلامه فقال لمانويل: أجل سيدي.


أيمن بغضب : كيف يحدث هذا و أنا لم أحقق مرادي بعد... لا يمكن أن تموت قبل أن أمتلكها.


الزعيم :إهدأ يا ابني.


أيمن بغضب: لا تقل إهدأ أنا أخبرتك في البداية أن نخطفها مجددا لكنك رفضت... أنا كنت أنتظر عودتها لسنوات لأمتلكها و لكنك دمرت كل شيء خططت له.


الزعيم بغضب: أيمن لا تنسى أن من تكلمه والدك و أيضا أنا لم أفعل شيئاً لتلومني عليه... إن كانت وعد ماتت فبسبب أعدائها.


أيمن :أنا اسف لكن فكرة خسارتي تغضبني.


الزعيم: أنا حقا لا أفهم لما غيرت رأيك في امتلاك جودي و أصبح هدفك وعد.


أيمن بابتسامة :بالفعل أعجبت بجودي من قبل و لكن وعد شيء مختلف... شخصيتها نادرة... قوتها... ثقتها بنفسها... كل شيء بها نادر و غير موجود في جميع النساء حتى جودي... و إن كانت جودي جميلة فإن وعد فاتنة.


الزعيم :إياك يا أيمن أن تكون وقعت في حبها و تتراجع عن مخططاتنا.


أيمن باستغراب :لكن وعد ماتت فعن أي مخططات تتحدث بالضبط.


الزعيم :ربما وعد ماتت و لكن أملاكها لا زالت موجودة و لا تنسى أملاك العائلة أيضا و الكابوس.


أيمن :أجل و لكن ماذا لو كان من قتل وعد أخد أملاكها.


الزعيم :و أنا أيضا فكرت في هذا و مانويل من سيحصل على المعلومات الصحيحة.


مانويل: و أنا في الخدمة سيدي.


الزعيم :مانويل يجب أن تعلم من حاول قتل وعد و ما هي مخططاته.


مانويل :أوامرك سيدي.


خرج مانويل و لحق به أيمن فقال الزعيم بشرود: لا أعلم لما أشك أنه يوجد شيء خاطئ في الموضوع... كيف يمكن أن تموتي يا وعد بهذه السهولة.


تسلل ذلك الحارس الذي يشتغل مع وعد و اتصل بها فأتاه الرد سريعا.


وعد ببرود :ما الجديد.


الحارس :الزعيم كلف مانويل ليبحث خلف قضية موتك و يعلم مخططات القاتل.


وعد ببرود :حسنا أنا سأتكلف.


كانت العائلة تراقب حديث وعد و لم يفهموا شيء و لم تهتم وعد بهم أيضا و إتصلت على شخص أخر.


الرد: مساء الخير.


وعد ببرود :مساء الخير... لدي لك عمل جديد.


الرد: تفضلي.


وعد: وصلتك المعلومات التي أرسلتها من قبل صحيح.


الرد: أجل.


وعد :جيد أريدك أن توصلها للشخص المنشود لكن دون أن ينتبه أن أحدا من يقدم له المعلومات... يجب أن يعتقد أنه من وجد تلك المعلومات بسبب بحثه.


الرد: لا تقلقي سيدتي أنا أعرف كيف أتصرف.


أغلقت وعد الهاتف ثم نظرت للجميع و قالت: قبل أن يسأل أحدكم سأجيب... لقد بدأ العمل الحقيقي و اقتربت النهاية... تصبحون على جنة.


صعدت وعد تاركة الجميع خائفا من القادم أما هي فكانت تلحق لمياء التي كانت متوترة و تنظر لهاتفها بإستمرار.


لمياء :نعم ماذا تريد.


المتصل: لمياء لا تنسي نفسك... لما لا تجيبي... لقد إتصلت بك كثيراً.


لمياء :وعد...


قاطعتها وعد التي رمقتها بنظرة قاتلة ثم همست في أذنها قائلة: أنا أعرف كل شيء فلا تحاولي اللعب الان... استمري في اللعبة.


المتصل: ما بها وعد... لمياء أجيبي... لمياء هل خرست.


بلعت لمياء ريقها و هي تنظر إلى وعد التي تراقبها ببرود و قالت :وعد ماتت.


المتصل :يعني الخبر الذي انتشر في الصحف صحيح.


لمياء :أجل.


المتصل: و لما لم تخبريني منذ البداية.


لمياء :حقا يا أيمن... كيف سأخبرك إن كنت لم أعرف إلا منذ ساعات قليلة.


أيمن : كيف لا تعلمين.


لمياء :وعد أمرت الحرس ألا يسمحوا لنا بالخروج و عندما خرجت بالأمس لم تعد و انتظرنا كثيرا أن تعود لكن بلا فائدة و اليوم رأينا الخبر في التلفاز و كانت صدمة للجميع و حتى بعد أن ماتت لم يسمحوا لنا الحرس بالخروج حتى يتأكدوا من الخبر.


أيمن : يجب أن أعلم موقع القصر.


لمياء بسخرية :حقا و يا ترى كيف ستعرف إن كنت حاولت من قبل أن أرسل لك الموقع لكن و بدل أن يصلك موقعا واحدا يصلك عشرة و مشوشين.


أيمن :لمياء لقد بدأت تغضبينني فمن الأفضل أن تتجنبي غضبي و إلا العواقب ستكون وخيمة.


قطع أيمن الخط فنظرت لمياء برعب لوعد تنتظر ردة فعلها لكنها صدمت عندما قالت ببرود: جيد استمري هكذا و تذكري أنك في ملعبي و أعرف كل خطوة تقومي بها لذا لا تحاولي التذاكي... تصبحين على جنة.


خرجت وعد تاركة خلفها لمياء في صدمة كبيرة لا تعرف كيف تخرج من المصيبة التي أوقعت نفسها فيها، أما وعد فأرجعت شعرها للخلف و تنفست بعمق تحاول الهدوء و التفكير أكثر و التخطيط لخطواتها القادمة بدقة.


دخلت وعد لغرفتها و غيرت ثيابها لملابس مريحة و إتكأت فوق السرير تنتظر صعود ماسة و ياسمين ثم تذكرت إتصالا مهما فأحضرت هاتفها.


وعد :السلام عليكم.


الرد: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.


وعد :كيف حالك.


الرد: أنا بخير و أنت.


وعد :بخير الحمد لله.


الرد: ما هذا الخبر الذي انتشر في الصحف.


وعد :لقد إتصلت من أجل هذا بالضبط... لقد طرأت تغييرات بسيطة على الخطة.


الرد: ما هي.


وعد :عندما تعودان للمغرب ستعرفان.


الرد: هل حان الوقت.


وعد: ليس بعد لكن يجب أن تعودا لنخطط للقادم و نتفق على كل شيء.


الرد: حسنا سنعود في أقرب وقت.


وعد :غدا سأرسل طائرة خاصة لكم و يجب أيضا أن تتنكروا.


الرد: حسنا.


وعد :إلى اللقاء.


الرد: إلى اللقاء.


وعد :بدأ العد العكسي... الزعيم و عائلته اقترب موعد إرسالكم للجحيم... و لا ننسى صديقكم الجديد ألفريدو.


دخلت ماسة و ياسمين من الباب المشترك بين غرفة ماسة و وعد، فوضعت وعد هاتفها على جنب و فتحت ذراعيها لهما فنامت كل واحدة على ذراع و غطوا في نوم عميق.


أشرقت شمس يوم جديد تعلن عن يوم جديد لا يعلم أحد ما يخفيه. استيقظت وعد فقبلت جبين ماسة و ياسمين ثم تسللت بهدوء من جانبهم و اتجهت للحمام. كانت ستستحم لكنها تذكرت كلام الطبيب و احتمالية التهاب جروحها ففضل أن تغسل وجهها و أسنانها ثم اتجهت لغرفة الملابس. انتقت وعد بنطال أزرق غامق و قميص باللون الأبيض مزركش ببعض الزهور و حذاء أبيض فارتدتهم و تركت شعرها مفرودا.


خرجت من غرفة الملابس و وجدت ياسمين و ماسة لا زالوا مستغرقين في النوم فأيقظتهم بهدوء فغيروا ثيابهم ثم نزلوا للأسفل و وجدوا الجميع يجلس على طاولة الإفطار.


وعد و ماسة :صباح الخير.


الجميع :صباح الخير.


جلست وعد في مقعدها و بدأت في الأكل و بعد دقائق أتت ماريا تحمل قهوة وضعتها بجانب وعد.


وعد :شكرا.


ماريا :هذا واجبي.


ارتشفت وعد من القهوة ثم حملت الكأس و ذهبت لصالة الجلوس تشربها بهدوء و تعبث بهاتفها إلى أن أتتها رسالة "لقد تمت المهمة بنجاح و هم على متن الطائرة الان". أغلقت وعد الهاتف و شردت تفكر في مخططاتها و هي ترتشف القهوة.


جلس الجميع في الصالة يتبادلون الأحاديث عندما لاحظت وعد ماريا تحمل صينية الإفطار الخاصة بلؤي.


وعد ببرود :ماذا حدث يا ماريا.


ماريا: لقد رفض السيد لؤي تناول إفطاره.


وعد :أعطني الصينية أنا سأتكلف.


أخذت وعد الصينية و غادرت تاركة الجميع ينظر خلفها و يفكرون في حالة لؤي.


كان لؤي متكئا فوق السرير و ينظر للسقف بشرود يفكر في حالته و كيف أصبح يضعف بسبب ابتعاده عن المخدرات و الرغبة القوية التي تأتيه أحيانا بسبب طلب جسمه لجرعة من المخدرات التي اعتاد عليها. فكر لو أن والدته اعتنت به و عائلته أحبته استكون حالته هكذا ام انه سيكون سعيدا هنيئاً في حياته. قطع شروده طرقات على الباب و ظهور وعد من خلفه. 


وعد: ايمكنني الدخول. 


اعتدل لؤي في جلسته و قال باقتضاب: تفضلي. 


وضعت الصينية فوق طاولة صغيرة و قالت بابتسامة: كيف حالك. 


لؤي بسخرية: في رأيك كيف ستكونين عندما تنقلب حياتك رأسا على عقب و تصبح محبوسا بين أربعة جدران بعدما كنت في الماضي طليقا حرا. 


وعد بجدية: ما دمت قلت هذا الكلام فأنا أيضا سأقول ما عندي و كنت سأتحدث معك من قبل لكن قررت تأجيل الموضوع إلى اليوم.... ألم تفكر يوما في اتخاذ قرار يكون في صالحك. 


لؤي بصدق: لم اعتد أن اتخذ قرارا بنفسي لطالما كانت والدتي تقرر و انا أنفد حتى الأصدقاء كان رامي من يختار أصدقائي. 


وعد :هذا خطا لا تدع أحدا يتخذ قرارات بدلا عنك فأحياناً لا يعلمون مدى تأثير قراراتهم علينا سوى بعد فوات الأوان.... لا تدع أحدا يغير شخصيتك بل افرض شخصيتك كما هي و هم من يجب عليهم تقبلها.


لؤي بفقدان امل: و ما الفائدة من اتخاذ أي قرار في جميع الأحوال لا أحد يهتم لأمري. 


وعد :انت الان تحاول الهرب من الواقع و توهم نفسك أن الجميع يكرهك لكن ليس لأنك تخشى المواجهة بل لأنك لا تريد الاصطدام بحقيقة أخرى تهدم آخر ما تبقى بداخلك. 


لؤي :لكن حياتي مدمرة.


وعد :بالعكس ما زال لديك الوقت لتغييرها و هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حدا لطموحاتك و نموك في هذا العالم هو انت.... حياتك لا تتغير عندما يتغير أصدقائك أو زوجتك أو حبيبتك أو شركتك أو مكان عملك أو حالتك المادية.... حياتك تتغير عندما تتغير انت.... الحياة مثل كأس شاي مر و الأشياء الجميلة مثل مكعبات السكر و الملعقة بيدك انت وحدك من تضبط كأسك كما تريد.


لؤي: مهما فعلت سيضل الماضي عقبة في طريقي لا يمكنني تغييره. 


وعد: نحن لا نستطيع تغيير الماضي لكن نستطيع اختيار الحاضر و عليه تبني مستقبلك.... إن قررت الاستمرار على وضعك هذا فكن موقنا انك ستضيع نفسك و مستقبلك... أما إن قررت البدأ من جديد ستجدنا جميعاً نساندك بعد الله عز و جل. 


لؤي بيأس و دموع: أنا مجرد فاشل و نصيبي من هذهِ الدنيا هو الألم فقط. 


وعد بابتسامة :قد لا ينال الإنسان من الدنيا كل شيء.... و لكن عندما ينال محبة و معزة عائلته و أقرب الناس له فهذا أغلى من كل شيء.... لدى عليك السعي للحصول عليها و كن واثقا في نفسك و إياك و فقدان هذه الثقة لأن فقدانها مثل تمزيق الورقة يمكن الصاقها و لكنها لا تعود كما كانت و الآن سأدعك تفكر.


ذهبت وعد في اتجاه الباب و عندما وصلت أمامه استدارت فجأة و قالت بابتسامة حنونة: إن تخلى الجميع عنك سأكون انا معك... سأكون اختك.. و اااه لؤي تخلص من مَن كنت لتصبح من تريد... و لا تنسى تناول أكلك فلا ذنب لجسمك لتعاقبه على أخطائك أو أخطاء أحد. 


 أنهت وعد كلامها و خرجت تاركة إياه في صراع كبير و لكنه فكر أن يأكل أولا عندما وجد أن كلام وعد صحيح. 


في غرفة جودي كانت جالسة رفقة ماسة بعد أن قررت أن تعوض بناتها عن ما مضى و وجدت أنه من الأفضل أن تبدأ مع ماسة.


ماسة :ماما أخبريني كيف كانت حياتكم. 


جودي: ألم تكوني تشاهدينا دائما.


ماسة :أجل و لكن ليس دائما. 


جودي: لم يكن هناك شيء مميز سوى أنني كنت أعيش في وهم موتك... و أيضا كنت أنتظر عودة وعد بفارغ الصبر... تألمت بما فيه الكفاية في السنوات الماضية... خاصة وعد التي أخفت كل شيء عنها. 


ماسة بتأثر: أنا أتفهم إحساسك لكن وعد أيضا لم ترى القليل. 


جودي: ما الذي تخفيانه يا ماسة... عندما واجهت وعد ذلك اليوم لم تخبرني بشيء... ما الذي فعلته و جعلك في تلك الحالة ذلك اليوم. 


ماسة: ماذا قلت لوعد. 


قصت عليها جودي كل شيء حدث و حتى شجارها مع وعد الذي أخفاه الجميع على ماسة فقالت بعدم تصديق: هل حقا قلت كل هذا لوعد. 


جودي: أجل. 


ماسة: أنت حقا أخطأت في حق وعد... وعد تألمت كثيرا لكنها لا تبين ألمها... أتعلمين وعد خطفت من قبل. 


جودي: ما الذي تقوليه يا ماسة... بالتأكيد أعرف فأنت أيضا خطفت معها. 


ماسة بنفي: أنا لا أقصد ما حدث قبل تسع سنوات و إنما هي خطفت مرة أخرى. 


جودي بصدمة :ماذا... متى حدث هذا. 


ماسة :بعد موت سيلين بسنتين خطفها شخص مجنون و كان يعذبها... شهر كامل و هي تعاني بصمت... كان ذلك الحقير يتفنن في تعذيبها... أتعلمين أنه أرسل تسجيلا لزين و هو يعذبها و كان يودون إخفاءه علي لكني... لكني لم أصمت و استغللت خروجه عندما كان غاضبا و شاهدت التسجيل... و ليتني لم أشاهده... كنت أفكر كيف تحملت وعد كل ذلك الألم و أنا الذي شاهدته لم أتحمله... كانت صدمتي قوية بما يكفي لأفقد ذاكرتي... أنا شاهدت فقط ما حدث و لجأت للنسيان فما بالك بوعد التي شوه جسمها بعد ما حدث... صحيح أنها أنقذت بعد ذلك الشهر لكن ألمها لم يختفي... جروحها دامت لشهور طويلة حتى تم علاجها... تعرضت لعمليات تجميل كثيرة حتى عادت كما كانت. 


جودي بدموع و صدمة: كل هذا حدث و أنا لا أعلم شيئا... وعد تعذبت كثيرا و نحن لا نعرف.


ماسة :أنا أخبرتك بما حدث بإختصار و لو علمت التفاصيل لشعرت بألم لا يطاق.


جودي: أنا لست أما جيدة و لم أستطع حمايتكم.


ماسة: لا تقولي هذا أنت أفضل أم لكن القدر لم يعطيك فرصة من قبل لتثبتي هذا و لكن الآن لديك فرصة لتثبتي أنك أفضل أم... أنت وحدك من تستطيع تغيير فكرة وعد في الإبتعاد مجددا عنا.


جودي :حقا هل سأستطيع إيقافها عن السفر مجددا. 


ماسة :جربي حظك. 


جودي: حسنا هيا بنا ننزل للأسفل. 


خرجت وعد من غرفة لؤي و طمأنت الجميع عليه ثم خرجت من القصر و بحثت على لوسيو الذي ما إن رأها و أشارت له أن يذهب لها حتى توجه لها و وقف بجانبها ليسنح لها الفرصة بتأمل المكان و مراقبة عمل الحراس.


وعد :أريد منك أن تذهب و تستقبل صقر و زوجته و تأخذهم لمنزل الغابة.


لوسيو: حسنا سيدتي.


وعد :أيوجد أي مشكل في عمل الحراس.


لوسيو: لا كل شيء على أحسن ما يرام.


وعد :ماذا عن تلك الخادمة.


لوسيو: كما أمرت نعطيها وجبتين في اليوم مع الماء كي تظل على قيد الحياة.


وعد :إذن لنذهب و نستقبلها.


صوت من خلفها: أنا أيضا أريد أن أستقبلها.


استدارت وعد و لوسيو و قالت :أبي.


أحمد :أريد أن أرى هذه الخادمة.


نظرت له وعد لثواني ثم قالت: حسنا هيا بنا.


اتجهت وعد و أحمد للحديقةا الخلفية ثم وقفت أمام جدار فاخرجت هاتفها و عبثت به قليلا فانفتح الجدار و ظهر ممر قصير. دخلت وعد و أحمد فأنير الممر و أغلق الجدار مجددا ثم تقدموا للأمام فوجدوا بابا أخر فتحته وعد إلكترونيا. 


ظهرت غرفة مظلمة تحتوى على مقعد من الاسمنت ملتصق بالأرض و عليه لحاف صغير تجلس عليه الخادمة التي انتفضت واقفة بعد أن فتح الباب.


الخادمة: من أنت... من دخل.


وعد ببرود :أهلا أهلا بمنى الخائنة.


الخادمة بخوف :من أنت و لما تسجنيني في هذه الغرفة.


ضغطت وعد على زر الإنارة فأضيء المكان بأكمله، و لأن الخادمة اعتادت الظلام في الأيام إلا من ذلك المصباح خفيف الإضاءة، و لا ينير كل الغرفة فأغلقت عينيها بقوة و بدأت تفتحها بشكل تدريجي إلى أن اعتادت على الضوء. نظرت أمامها و ما إن رأت وعد و والدها حتى بلعت ريقها برعب.


منى بتوتر :سيدة وعد... سيد أحمد.


وعد: جيد أنك لا زلت تتذكري أسماءنا... لا زلت تتذكري أسماء من كانوا يؤمنوك على منزلهم و في المقابل طعنتهم من الظهر.


منى :أنا... أنا لم أفعل شيئا.


أحمد بغضب: و ماذا يسمى ذلك السم الذي أعطيته لزوجتي.


منى بصدمة :سم... عن أي سم تتحدث أنا لم أعطيها شيئا... أنا بريئة.


حاول أحمد أن يهجم على منى فأمسكته وعد قبل أن يتهور و قالت: والدي إهدأ.


أحمد بغضب: دعيني أريها ثمن الخيانة.


وعد بثقة و قوة: هي ستدفع ثمن خيانتها و ستشاهد ذلك بنفسك... لكن أنت رجل و لا يجب أن تقلل من قيمتك و تضرب إمرأة لكني إمرأة مثلها و أستطيع فعلها.


نظر لها أحمد و ركز على عينيها فرأى نفس نظراته عندما كان شابا و لكن نظرات وعد تتميز بقوة و ثقة أكبر فإستسلم لكلامها و وقف يشاهد فقط.


وعد بابتسامة مريبة :لنستمتع إذن.


              الفصل الاربعون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close