أخر الاخبار

رواية ظل الاثم الفصل الثالث عشر 13بقلم رانيا البحراوي

        

 رواية ظل الاثم 
الفصل الثالث عشر 13 
بقلم رانيا البحراوي



ظل عاصم يجوب اطراف الشقة مابين النافذة والشرفة يتفقد وصولها إلى أن وصلت مرت مريم بالمتجر واشترت بعض الأغراض في هذه الاثناء عاد عبد القادر إلى المتجر وحدثته ان الذي يعطي دروس القرآن يتحدث مثله.

ابتسم عبد القادر ولم يخبرها ان هو نفسه معلم أحكام التجويد.

بعدما اشترت مريم كافة الأغراض الازمة رأت طفلا صغيرا يخرج من خيمة صغيرة داخل المتجر ويجري نحو عبد القادر.

مريم :من هذا الطفل الجميل وماهذه الخيمة، اهذا ابنك؟
عبد القادر :إنه ابن اختي وهذه الخيمة هي الحل لكي لايمل من الانتظار معي بالمتجر.

سألته مريم لماذا يبقى معك هنا أين والديه، قال اختي مريضة وزوجها يعتني بها.

مريم :هل لي ان احمله قليلا من فضلك؟

سمح لها عبد القادر بحمل الطفل فما ان رفعت الطفل الا وألقى برأسه على كتفها.

عبد القادر :يظنك والدته يبدو أنه اشتاق لها.

اشفقت مريم على الطفل كثيرا وعانقته.

تأخرت مريم كثيرا واشتد غضب عاصم اكثر.

بمجرد أن فتحت مريم الباب لاحظت نظرات عاصم الغاضبة ارتجفت يداها لم تعد تحتمل اي اهانات أخرى أو تلميحات تسئ لأخلاقها أو تتهم شخصها.

الغريب في الأمر أن عاصم لم ينطق بكلمة واحدة واكتفي
فقط بهذه النظرات وكأنه يحمل بقلبه هما كبيرا، تعاطفت مريم معه وسألته :مابك؟
عاصم :كيف علمتي انني بي هما؟
مريم :انا اعرفك منذ أن كنا صغارا كنت تنظر هكذا ولا تتحدث.

عاصم :لدي حزنا كبيرا سأخبرك به قريبا وارجو ان يكون لديكِ القدرة على تحمله معي.

مريم :ستثبت لك الايام انني قادرة على تنفيذ وصية صفاء وسترى ذلك بنفسك دون أن اشكو أو اتنصل من هذه المسئولية ولكن عليك أن تخبرني كيف تخف همومك.

جلس عاصم على مقربة جدا منها وسألها :حقا ستكونين قادرة على تنفيذ وصيتها؟اوعديني اذن. 

شعرت مريم بخجل شديد وارتبكت واحمرت وجنتيها خجلا، شعر عاصم بذلك فابتسم وابتعد قليلاوقالت:اوعدك. 
شكرها وقال :احيانا النظر اليكِ يكون كاف لانسي احزاني قليلا.

مريم بتعجب شديد وهي تشير بيدها المرتجفة على نفسها وتسأله :أنا!

أمسك عاصم بيدها وقال :نعم انتِ وهل يوجد هنا غيرك؟

مريم :سأذهب لابدل ملابسي، عادت مريم كي تحضر الطعام بينما تضع الطعام على الطاولة سألها عاصم :ماذا
فعلتي بدرس القرآن اليوم هل استفدتي منه ام ارشح لكِ مكانا غيره.

ما ان فتحت مريم فمها لم يستطع عاصم ايقافها من كثرة المدح الذي مدحته لعبد القادر من جمال الصوت والدقة في شرح أهم التفاصيل والاهتمام باستيعاب الدارسين طوال الوقت وظلت تحكي وتحكي حتى اخبرها عاصم ان الطعام الذي بيدها قد اصبح باردا وعليها تسخينه مرة أخرى.

مريم :نسيت انك لاتحب الثرثرة ولكن يبدو انني مللت الجلوس بمفردي فأنت اما بالموقع أو بالمستشفى.

عاصم :لا يبدو لي أن الطعام قد برد بسبب الملل وانما بسبب تأثرك بالدرس.

مريم :نعم حقا سعدت بالكم الهائل من المعلومات التي لم ترد علي من قبل سأعود حالا بالطعام.

عاصم :لا لست جائع.

شعر عاصم بالغيرة الشديدة عندما مدحت عبدالقادر كثيرا ولكن لم يرد الإعتراف بذلك وايضا هناك الكثير من الامور تشغل فكره لايعلم كيف ستمر الايام القادمة.

سامحته مريم عن الاساءة فالقلب المحب سرعان ماينسى اخطاء من ينبض بحبه وتجاوزت كل شئ وصبرت على عدم شعوره بها وقررت انها ستصبر وتمنحه الوقت حتى يعرفها جيدا ويثق بها ويتأكد انها لم ترث الأثم من والدتها، ويحبها.

نامت مريم ورأته بالمنام يحبها كان يبتسم لها ثم بكى نادما على اساءته لها، ثم عناقها واعترف بأنه يحبها.
ابتسمت مريم اثناء نومها بهذه الأثناء دخل عاصم كي ياخذ ملابس من الغرفة ورأها وهي تبتسم في نومها. 

سقط شئ من يده فاستيقظت وتفاجأت بوجوده. 

عاصم :كنتِ تضحكين بنومك. 
مريم وهي مازالت تشعر بالنعاس :أنت ايضا كنت تبتسم بحلمي. 

عاصم :ماذا؟ 
انتبهت مريم وقالت: لاشئ. 
عاصم:سبق ووعدتيني بشئ هل مازلتِ عند وعدك هذا؟
مريم :نعم مازالت اتتخيل ان يكون لدي الاستطاعة على تخفيف احزنك ولا اقدم لك العون؟

لم تغادر مريم السرير لأنها مازالت تخجل ان تظهر أمامه بملابس النوم ظلت متمسكة بالغطاء حتى خرج من الغرفة. 

خرج عاصم بينما ينزل على الدرج تصادف مع عبد القادر وهمس له ببعض الكلمات ثم مضى في طريقه. 

مساءا نزلت مريم لتشتري بعض الاغراض وعندما صعدت 
كان عاصم بالمنزل وطلب منها أن تجلس معه لانه يريد أن يخبرها بأحزانه التي لاطالما ارادت سماعها. 

جلست مريم تستمع له ولكن قبل أن يتحدث عاصم بكلمة واحدة سمعت مريم بكاء طفل صغير. 

انتبهت مريم للصوت وسألته :من أين يأتي هذا الصوت؟ 
عاصم :من الداخل. 

دخلت مريم مسرعة لترى سيدة مريضة تحتضن طفلا صغيرا. 

مريم :من هؤلاء؟ 
عاصم :انهم............ 
مان 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close