أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل الثالث 3بقلم رانبا البحراوي

      

رواية عهد الأخوة

الفصل الثالث 3

بقلم رانبا البحراوي


يبدو أن فتحي لديه هدف معين يسير نحوه بمخطط

سري ينفذه بدهاء، اعتاد فتحي دائما على الحصول على مايريد دون يعاني أو يتكلف شئ.


عرض فتحي على عمر أن ينتقل لشقة بمنزله بطابق

أعلى لانه يحتاج لهذه الشقة القديمة بالطابق الأرضي كي تكون مخزن لبضائعه ويأخذ عمر بدلا منها شقة

أكبر في طابق مرتفع.


عمر :عن أي منزل تتحدث، منزلك الذي تعيش فيه مع اسرتك؟


فتحي :نعم هو، لدي شقة بنفس الطابق الذي تعيش فيه اسرتي فارغة، وانتم مثل أولادي.


عمر :سمعت من مالك الماركت الذي كنت اعمل به انك ترفض دائما أن يسكن احدهم بهذه الشقة لقربها

من شقتك التي تعيش بها مع اولادك.


فتحي :ابنتي الكبرى تزوجت والصغري تمت خطبتها

وزوجتي توفيت وانا اقضي يومي كله بالمحل بالاسفل

ولذلك لم امانع من ان يسكن بها أحد الآن.


عمر :وهل ستطلب مني اي مقابل نظير هذا التبديل

وخاصة ان مالك المنزل قد يطلب منك مبلغ مالي عند تغيير العقد؟


فتحي :تحدثت مع المالك بالفعل ووافق ولذلك لن ازيد عليكم اكثر مما تدفعوه في هذه الشقة القديمة.


عمر :سأتحدث انا واختي فيما بيننا وسنبلغك بقرارنا لاحقا.


فرحت فرحة كثيرا بذلك العرض وقالت :دعنا نذهب فقد سأمت من ضوضاء الاطفال ولعبهم أسفل النافذة

وايضا هذه الشقة مظلمة نهارا ولا يدخل من ضوء الشمس إلا القليل وغرفتي دائما تذكرني بذكريات أمي


عمر:ولكنني لم اطمئن لفتحي هذا.

فرحة :يبدو أنه سيستفاد من شقتنا وإلا لن يعرض علينا ذلك العرض ابدا، تعلمه لايقدم شيئا إلا بمقابل.


عمر :دعيني أفكر في الأمر.


بعد أيام قليلة

وافق عمر على عرض فتحي من أجل أن يسعد اخته

ذهب عمر إلى فتحي واجتمع هناك بمالك منزله القديم وتم ابرام العقود الجديدة لكل الأطراف.


بدأ عمر بنقل اغراض المنزل بمساعدة اخته وبعض من اصدقاءه واستقروا بالمنزل الجديد خلال يومين فقط من ابرام العقد.


في ذلك اليوم رأى عمر في وجه فتحي ابتسامة انتصار لم يفهمها ولكن ازداد شعوره بالقلق.


قام عمر بتحذير اخته من مخاوفه ولكنها اتهمته بالمبالغة في الخوف عليها.


أنهت فرحة العام الثاني الثانوي بنجاح وانتقلت للعام الثالث ونجح عمر وانتقل للفرقة الثانية بكلية التجارة

رغم انشغاله بالعمل وقلة حضوره إلا انه اجتاز كافة الاختبارات بنجاح.


عمر بعمله منظم جدا ولا يترك المجال لمديره المباشر لتوجيهه أو تعليمه فهو  دائما يسبق باقي

زملائه بخطوات ثابتة نحو التميز.


للمتجر الذي يعمل به عمر نظام جرد سنوي يتطلب

المبيت بالمتجر ليلا لمدة ثلاث ايام حتى الانتهاء من جرد جميع البضائع.


تم اختيار عمر لكفائته من ضمن هؤلاء الموظفين اللذين سيقومون بالجرد.


عند تبليغ عمر بذلك قرر الرفض ولكن نصحه مديره المباشر بعدم التسرع في الرفض لأن هناك حركة ترقيات قريبة وقد يؤثر رفضه هذا على قرار ترقيته وخاصة وأنه موظف جيد يستحق الترقية اكثر من زملائه.


يخشى عمر من ترك اخته ليلا بمفردها ثلاث ليالي

عندما تحدث مع فرحة طلبت منه الا يقلق لانهاستغلق الباب على نفسها من الداخل ولن تخبر أحد انها بمفردها.


عمر :فكرة جيدة سأخرج ليلا بوقت متأخر دون أن يراني أحد وفي الصباح عند عودتي سوف اتظاهر بانني كنت اشتري الفطار.


فرحة:فكرة جيدة وهكذا لن يشعر أحد انني بمفردي.

عمر :ولكن اوعديني انكِ لن تفتحي الباب لأحد، أخشى عليكي كثيرا من ان يستغل احدهم غيابي ويحاول مضايقتك.


فرحة :اطمئن لن يجرؤ أحد على ذلك، انا ابنة من؟ واخت من؟


مرت الليلة الأولى بسلام وعاد عمر صباحا وفرح كثيرا برؤية اخته أمنه بغرفتها ومرت الليلة الثانية بسلام ايضا.


بانقضاء الليلة الثالثة عاد عمر سعيد جدا بالراتب الاضافي الذي حصل عليه ومر على الأسواق بطريقه واشتري دواجن  وبقوليات وجميع الأغراض التي كان ينقصها المنزل.


وفتح الباب ووضع الاغراض ولكن لم تكن اخته بالغرفة ظن انها بالحمام أو الشرفة دخل المطبخ كي يضع الاغراض جنبا إلى جنب داخل المطبخ كي يفاجئها.


نظر بالشرفة فلم يجدها وكان باب الحمام مغلقا

انتظر لتخرج ومر بعض الوقت ولكنها لم تخرج، طرق عليها الباب ولم تجيب فتح الباب ولكنه لم يجدها بالداخل.


شعر عمر بقلق شديد واتصل بها ولكنه وجد هاتفها بالغرفة.


فتح الباب ليرتدي حذائه ويذهب للبحث عنها فتفاجئ بحذائها أمام شقة فتحي.


تعجب بشدة من ذلك وكيف لم ينتبه لوجوده بهذا المكان من قبل عندما دخل للشقة منذ قليل.


طرق عمر الباب وقام فتحي بفتح الباب.

عمر بلهفة :هل اتت فرحة عندكم؟

فتحي بهدوء شديد :نعم اتت.

عمر بغضب :ماذا تفعل لديكم بهذا الوقت، خاصة وهي لم تفعلها من قبل.


فتحي :انها تأتى كثيرا بغيابك.

عمر :لا اصدق ذلك، من فضلك اذهب واخبرها ان تخرج فورا، لا اعلم سبب زيارتها رغم كرهها الشديد لابنتك؟


فتحي :هي لم تأتي لزيارة ابنتي، واقترب من عمر وهمس في أذنه هي تأتى لزيارتي بغياب ابنتي.


أمسك عمر بياقته وقال :كاذب لا اصدق ماتقول.

فتحي :سبق وفعلتها امك فلماذا لم تفعلها اختك؟


لكمه عمر ولم يهتم لكبر سنه، أمسك فتحي بيده

واخذه ليرى فرحة تنام بالداخل وطلب منه أن يلتزم الصمت إذا كان يخشى فضح أخته.


ذهب عمر وأيقظ فرحة وهو يجرها على الأرض لم يكن بوعيه بتلك اللحظات، فزعت فرحة

 وسألته :كيف أتيت إلى هنا؟

عمر :أنا الذي يجب علي سؤالك هذا السؤال؟


فرحة ببكاء :ما الذي حدث انا لا أتذكر شئ؟

بمجرد أن دخلت الشقة صفعها على وجهها فنظرت له وكعادتها لم تنطق بكلمة واحدة.


عمر :لم أكن اتخيل انكِ مثل أمك.

فرحة ببكاء :لا ياعمر اتحملها من اي احد سواك، اقسم لك أنني لا أعلم كيف ومتي ذهبت إلى شقة هذا الملعون.


دخل عمر غرفته وأغلق على نفسه حتى يستطيع التفكير في الأمر بهدوء. 


كلاهما بغرفته دون طعام أو شراب حتى اظلم الليل 

طرق فتحي الباب وقبل ان يتهور عمر فور رؤيته اخبره فتحي أنه يريد الزواج بها دون مهر أو شبكة 

يكفي أنه سيتزوجها بعد ماحدث. 


سمعت فرحة وأقسمت لعمر أنه لم يحدث شيئا. 


الحقيقة مالايعرفه احد ان فتحي كان لديه مفتاح اخر للشقة وخطط وارسل ابنته عند اختها المتزوجة لينفذ مخططه أثناء ذهاب عمر لعمله ومايسر له مخططه مبيت عمر في العمل فتح الباب وقام بتخديرها واخذها إلى منزله كي يثبت لاخيها أنها سيئة الأخلاق ويوافق على زواجها منه دون أي صعوبات. 


ويبدو ان الامر قد نجح واستطاع ان يزحزح فتحي ثقة عمر بأخته.


ظل عمر يفكر بكلام فتحي طوال الليل دون أن تغمض عينه للحظة واحدة ودون أن يتناول جرعة ماء.


في اليوم التالي

منع عمر اخته من الذهاب إلى المدرسة واخبرها أنه سيزوجها.


فزعت فرحة وحزنت جدا وهي ترى نظرات الشك والغضب بعين اخيها.


عانقته فرحة كي يهدأ قليلا وتوسلت إليه كي يفيق من غضبه ويتذكر وصية ابيه ومدى حبه لها.


شعر عمر انه لابد من اتخاذ هذا الإجراء قبل أن يعلم أحد وخاصة وانها هي التي كانت بمنزله ليس هو الذي ذهب إليها ورغم انه فكر كثيرا لم يجد سبب لذهابها هناك.


طلب منه فتحي ان يفتش بين اغراضها سيجد الاموال التي كانت تاخذها فرحة منه نظير الذهاب معه إلى منزله.


وجد عمر بخزانة ملابسها تلك الاموال التي تحدث عنها فتحي وهذا ماجعله يتأكد من كلام فتحي ويقرر زواجها في اسرع وقت.


تحدد موعد الزواج وذهب عمر ليستدعي المأذون فقد امره فتحي بأن يستدعي المأذون ويتكفل بكافة نفقات الزواج وكأن فتحي يريد أن يفوز بها مجانا.


صعدت فرحة إلى سطح المنزل كي تلقي بنفسها فهي غير مستعدة للزواج من فتحي ولا تحتمل ظلم اخيها لها.


باللحظة الاخيرة لم تجرؤ على ذلك وهربت من سطح المنزل إلى سطح المنزل المجاور حتى لايراها فتحي الذي يجلس خارج المحل ويمنعها، تركت هاتفها ولم تترك لاخيها رسالة واحدة.


مرت بطريقها على الماركت الذي كان يعمل به اخيها بالماضي وطلبت من مالك الماركت بان يخبر اخيها أنها ذهبت لمقبرة ابيها، تقصد بهذه الرسالة ان هذا اليوم الاول منذ وفاة والدها الذي افتقدته به حين ظلمها اخيها وكأنها تريد أن تشكو عمر لأبيها.


هربت فرحة من الظلم والقهر وذهبت لمقبرة ابيها بالفعل بكت كثيرا لانها لم تجد مكان آخر تذهب إليه وبعدها اختبأت.


عاد عمر ولم يجد فرحة بالمنزل ثار وغضب ظن انها ذهبت مرة أخرى لمنزل فتحي.


دخل فتحي بعد قليل برفقته اثنان من الرجال كشهود اخبره عمر ان فرحة غير موجوده بالمنزل.


ثار فتحي وغضب وظل يبحث عنها بكل مكان.

نزل عمر مسرعا يبحث عنها بالشوارع وعلم من مالك الماركت بتلك الرسالة التي تركتها فرحة.


اسرع الي المقبرة ايضا ولكنه لم يجدها وجلس بجانب مقبرة ابيه يبكي ويخبره انه اضاع الامانة التي استأمنه والده عليها وتركت فرحة يده ولم يكن لها الدرع الذي

تركه والده ليحميها.


جلست فرحة بأحد المساجد القريبة من المقبرة وتقابلت هناك مع سيدة مسنة رتبت على ظهرها وطلبت منها ألا تبكي وتحكي لها مايزعجها.


حكت فرحة قصتها لهذه السيدة لتخبرها ماذا تفعل.

اخذت السيدة بيدها وطلبت منها أن تأتي معها


فرحة :الي اين؟

السيدة :إلى منزلي، لا تخافي أنا اعيش بمفردي اهتم بهذه المقبرة واعيش بالغرفة بداخل المقبرة.


فرحة بخوف :تنامين وسط الأموات بمفردك؟

السيدة :نعم، انام، اعتادت على ذلك فأصبحت لا اخاف ولا افكر من الأساس في ذلك.


فرحة :لن استطيع الذهاب معك، سأبحث عن حل آخر.


السيدة :ابقي معي حتى تجدي مكان آخر.


استقرت فرحة مع هذه السيدة ومضت ليالي كثيرة وهي لاتنام من شدة خوفها واخيها لم يمل من البحث عنها، بدأت الجيران تتحدث عنه بالسوء ان مصير اخته تشابه مع مافعلته والدته.


لم يستطع عمر رفع رأسه بالحي الذي يعيش به وخاصة ان فتحي لم يترك أحدا إلا وأخبره بأن شقيقة عمر فرت هاربة.


فرحة كانت تخدم تلك السيدة المسنة، تطهو لها الطعام وتأخذ بيدها إلى المسجد في كل صلاة وكانت تذهب لزيارة ابيها بين الحين والآخر لان المقبرة التي تعيش بها بجانب مقبرة ابيها.


مرت عدة اشهر ذات يوم بينما تجلس فرحة بجانب مقبرة ابيها تفاجئت بيد ترتب على كتفها.


الفصل الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close