أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني) الفصل التاسع عشر 19بقلم شيماء عبد الله

 

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني)

الفصل التاسع عشر 19 

بقلم شيماء عبد الله


ذهبت وعد لمحل رجالي قد أرسلت لهم مواصفات الرجل من قبل، ووجدتهم جهزوا لها طلباتها وتركت الرجل يرتديهم، وحينما تأكدت أنه أصبح يشبه أيمن تركته مع حارس بسيارة كي تخبره في الوقت المناسب مكان جميلة ويظهر أمامها، فعادت للمنزل وأخذت إبنها تقبله. 


وعد :اشتقت لك كثيرا يا حبيبي، لم يتبقى الكثير وسنذهب عند أباك واخوتك، ونعيد تربية العائلة. 


مضى الوقت وأشارت الساعة للثالثة مساءا، فخرج بدر كن المنزل رفقة والدته التي أرغمها على مرافقته، وأخذها لعيادة الطبيبة، وفور رؤيتها للافتة أعلى العيادة حتى صرخت به قائلة :ما الذي أتى بنا لهذا المكان، هل تعتقد أنني جننت. 


بدر :اهدئي يا أمي رجاءا، أنا أحضرتك هنا من أجلك، أنت لست مجنونة لكنك تعرضت لضغط كبير، وهذا جعلك تتخيلي أشياءا لا توجد، و الطبيبة ستساعدك كي تحسني نفسيتك لا غير. 


جميلة :أنا لست مجنونة، لقد رأيت وعد.. أقسم لك. 


بدر :أمي افهميني رجاءا، أنا.. 


قاطعته جميلة هاتفة :لا يوجد شيء لأفهمه.


فتحت الباب ونزلت من السيارة، وهنا كانت فرصة الرجل الذي أحضرته وعد، فنزل هو الآخر من السيارة، ووقف بجانب إحدى البنايات في المنطقة، وحينما كانت تنظر في جميع الاتجاهات علها تجد سيارة أجرة رأته، فلم تعد تستطيع الحراك. 


بدر :لا تذهبي يا أمي رجاءا، دعينا ندخل وإذا لم تعجبك الحصة أعدك أنني لم أضغط عليك مجددا. 


كانت عيون جميلة متبثة على ذلك الرجل الذي قام فهز يده يشير لها كما فعلت وعد مسبقا، ثم تحرك لتصرخ جميلة هاتفة :أيمن! قف يا أيمن، إلى أين أنت ذاهب. 


أمسكها بدو قبل أن تعبر الطريق خاصة أن سيارة كانت قادمة بسرعة وكادت أن تدهسها، فقال :ما بك يا أمي. 


جميلة :أيمن إنه هناك. 


التفت بدر ليرى لكنه لم يلمحه في الأرجاء وقال :أمي لا يوجد أحد. 


جميلة :إنه يوجد، إنه هناك. 


أراد بدر أن يؤكد لها خطأها فقال: هيا بنا نذهب عنده. 


أمسك بها وعبروا الطريق، ثم اقتربوا من الرجل وفور أن وصلوا خلفه أمسكت جميلة بذراعه وجعلته يلف ناحيتها، وهنا كانت الصدمة لها لأنه لم يكن أيمن. 


الرجل :نعم. 


بدر :نعتذر منك يا سيدي، اعتقدنا أنك شخص نعرفه. 


الرجل :حسنا. 


غادر ذلك الرجل الذي نزع القناع بعد التفاته، ووضعه في جيبه، أما جميلة كانت ترجف هاتفة :اقسم لك أنني رأيته، لقد كان هو. 


بدر: أمي خالي مات منذ زمن طويل، أنت فقط تخيلته، وهذا ما أريد أن أوضحه لك، يجب أن نزور الطبيبة. 


صمتت جميلة وهي على يقين تام أنه لن يصدقها أحد، لتقول: حسنا سأزورها لكن لمرة واحدة فقط. 


ابتسم بدر هاتفا :أعدك أنني لن أضغط عليك فيما بعد لتأتي عندها إن كنت لا ترغبين. 


دخلوا معا لتلك العيادة، ووجدوا المريض الذي كان قبلها خرج للتو، فدخلوا عندها معا، إلا أن الطبيبة طلبت أن تبقى مع جميلة بمفردها. أما وعد ظلت تنتظر حتى وصلها التسجيل لما حدث من الحارس، فابتسمت هاتفة: لا زال الكثير يا جميلة، سأدعك تتخيليني أينما ذهبت، حتى لو لم أكن أمامك ستتخيليني، سأجعلك تندمين على كل شيء. 


مضى يوم آخر كما خططت له وعد، ورعد أصبح يبحث عن أي دليل يدل على براءة وعد، وهكذا مر أسبوع تظهر فيه وعد لجميلة دائما، حتى أنها تمكنت من الدخول للمنزل والظهور أمامها، وحصصها مع الطبيبة لم تجدي نفعا، لأنها ترى الحقيقة لكن لا أحد يصدقها. 


بدأ يوم جديد كانت وعد تتناول في الإفطار رفقة ريان وقالت: ماذا فعلت يا ريان. 


ريان: عزمتهم الليلة على العشاء. 


وعد: وأخيرا سأجتمع مع عائلتي العزيزة. 


ريان :يبدو أنك تنوين على كارثة ما، يجب أن أزيد من عدد الحراس كي ينقذوك من بين أيديهم. 


وعد: قل لينقذوهم مني لأنني لا أنوي أن أرحمهم. 


ريان :ألم تغيري تلك الفكرة بعد، أعلم أنهم ظلموك لكنهم عائلتك في الأخير.


وعد :رأيت ندمهم حينما اعتقدوا أنني مت، لكن هذا لم يستطع التخفيف من الألم الذي شعرت به، صدمتي فيهم كانت كبيرة، ولن أسامح في حقي مجددا. 


ريان :أنت واعية وتعلمين ما ستفعليه أفضل مني. 


وعد :إذهب انت لعملك كي تعود باكرا، وعما قريب أريد أن أتعرف على حبيبتك. 


ريان :لقد كنت مشغولة منذ عدت لذا لم أعرفها عليك حتى الآن. 


وعد: لا زال هناك وقت لأتعرف عليها. 


ريان :إلى اللقاء في الليل. 


أتى الليل أخيرا، وكان أفراد العائلة مجتمعين في الأسفل، إلا عمر الذي تأخر فقال مراد: أمي أين تأخر أبي. 


نسرين :لا أعلم تركته قد تجهز، قال أن لديه مكالمة سينهيها ويأتي. 


جنة: سأذهب لأنادي عليه كي لا نتأخر. 


صعدت جنة للأعلى، وطرقت باب الغرفة ثم دخلت لتجد عمر قال: قلت لك أنني لا أستطيع المجيئ الليلة، لدي عشاء عائلي.. حسنا سأعوضك غدا سأذهب الان لقد تأخرت، وداعا. 


أغلق عمر الخط ونظر لابنته هاتفا: ما الذي تفعلينه هنا يا جنة.


جنة: أتيت لأنادي عليك بعد أن تأخرت، الجميع ينتظرك في الأسفل.. أيوجد مشكل ما. 


نظر لهاتفه وعلم أنها تتحدث عن المكالمة فقال: لا فقط عميل كنت سألتقي به اليوم لكنه أجل الموعد، والان تراجع وقال أنه لم يتأجل، لكن عائلتي أهم بالنسبة لي من العمل، وعلى ذكر العائلة سنتأخر الان أكثر. 


ابتسمت له جنة، ثم نزلوا معا والبسمة على وجوههم، واستقلوا السيارات متوجهين نحو منزل ريان، لا يعلمون أن الضحكة المرسومة على أغلب الوجوه ستختفي حينما يصلوا، وغافلين على الأسرار التي قد تكشف بعد هذه الليلة. 


في منزل ريان تجهز للتو، فتوجه لغرفة وعد وطرق عليها الباب، ليدخل بعد أن اذنت له بذلك، وقال: وعد هل أنت جاهزة، لقد أوشكوا على الوصول. 


وعد :أنا جاهزة لكن على ما يبدو أنك لست جاهزا بعد. 


ريان :في الحقيقة أنا متوتر، رعد وزين سيقتلاني الليلة. 


وعد :لا تخف أنا معك. 


ريان :حتما زاد خوفي الان. 


ضحكت عليه وعد، فنزلوا للأسفل ليرى إن كان كل شيء جاهز، رغم أنه يشك في تناول أحد لشيء بعد رؤيته لوعد، وبعد دقائق سمع صوت طرق على الباب، فذهب ليفتحه وقال :مرحبا بكم، أنرتم المنزل. 


فسح لهم المجال ليدخلوا، وفور رؤيته لرعد حتى بلع ريقه هاتفا في قرارة نفسه: أنت أكثر ما يخيفني بينهم. 


ابتسم له يخفي توتره لكن رعد شعر بتغيره وقال: هل أنت بخير يا ريان. 


ريان :أجل بخير تفضل. 


دخل رعد وهو مستغرب من تصرفاته، فلحق به زين الذي شك هو الآخر في حالة ريان، ليهتف ريان في نفسه مجددا :أريد أن أدعي عليك يا وعد ولا أعلم بما أدعي. 


أغلق الباب بعد أن دخلوا جميعا، فلحق لهم للصالون قائلا: هل ترغبون في شرب شيء قبل العشاء. 


جودي: دعه لبعد العشاء. 


ريان :مرحبا بكم قبل كل شيء، كيف حالكم. 


زين :نحن بخير، لكن أنت تبدو غريبا، هل أنت بخير. 


مراد: زين محق، هل لديك مشكل ما. 


ريان :لا أنا بخير. 


صمت فمه لكن هتف في نفسه: حتى الآن لم يحدث أي مشكل، لكن الله وحده يعلم ما سيحدث فيما بعد. 


شهاب :أمي اريد اللعب قليلا. 


ابتسم له ريان هاتفا :إذهب انت والأطفال للصالون الثاني العبوا فيه. 


ماسة: هذا لا يصح يا ريان، سيخربوا لك كل شيء. 


ريان: دعيهم يفعلوا ما يشاؤون، المهم بالنسبة لي أن يكونوا سعداء. 


توجه الأطفال للعب، ولحقت بهم ياسمين الذي رن هاتفها برقم صديقتها كما يعتقد الجميع، فبدأوا يتحدثون بأريحية إلا رعد الذي ظل صامتا، وعقله مشغول بوعد التي حاول الوصول له بدون فائدة. 


عند الأطفال كانوا يلعبون، وياسمين تجلس في أحد الجوانب تراسل أحدا، فأغلق باب الصالون فجأة حينما دخلت وعد، وقبل أن يصرخ أحد قالت: لا داعي للخوف، هذه أنا وعد. 


تجمدت أطراف إيلا قائلا بصوت خافت: أمي 


نزلت وعد لمستواه هاتفة: أجل أمك يا حبيبي، ها أنا وفيت بوعدي وعدت لكم. 


لم يعرف إيليا كيف يتصرف، فالصدمة تحكمت به لأقصى درجة، فجاءت المبادرة من وعد التي حضنته، علها تطفي القليل من نار شوفها، ليعي وقتها إيليا على ما يحدث، فضمها هو الآخر يبكي بشدة وقال: أمي أمي كنت أعلم أنك ستعودين. 


وعد :اهدأ يا حبيبي، لا أريد رؤية دموعك. 


ابتعدت عنه قليلا، ثم حملت عهد تقربها منها تشم رائحتها، وقالت :ابنتي عهد. 


ريحة وعد وإحساس الأمان تسلل لقلب عهد التي كانت كل يوم تبكي على فراق والدتها، لكن مع الوقت تعودت على غيابها وكادت تنساها، إلا أن عودة وعد أعاد لها الأمان والحنان الأموي. 


بدأت وعد تحضن جميع الأطفال الذين سعدوا بعودتها، ومنهم من وجد صعوبة ليتذكروها، إلا أنهم تذكروها في الأخير. 


اقتربت وعد من ياسمين التي كانت لا تستطيع الحراك من الصدمة، لكن وفور لمس وعد لها حتى انتفضت مبتعدة عنها وقالت :لا تلمسيني. 


وعد : ابنتي ياسمين. 


ياسمين :لا تقولي ابنتي، أنت لست أم، لقد خدعتني، ابتعدي عني. 


وعد :انظري لي يا ياسمين، لم أكن أستطيع فعل شيء، لم أكن أستطيع الخروج بمفردي أو القيام بأي خطوة، أنا في الأساس لم أكن أستطيع القيام من مكاني. 


ياسمين :كيف لم تستطيعي التحرك وأنت تملكي رجلين، لما لم تحاولي محادثتنا في الهاتف. 


حاوطت وعد وجهها بيديها، وقالت :انظري لي يا إبنتي، هل لو كان من الممكن أن أتواصل معكم لن أفعلها، أنا كنت أعيش في جحيم، كنت أعد الدقائق كي نلتقي، ياسمينتي رجاءا لا تفعلي بي هذا، وأعدك أنني سأخبرك بما حدث، لكن الآن لا أستطيع. 


أشارت لها ناحية الأطفال الذين ينصتوا لهم، وبدأت ياسمين تفكر وهي تنظر لها، وفي لحظة ارتمت في حضنها، لتغمض وعد عينيها براحة قبل أن تشعر بدموع ياسمين تبللها، لتطبطب على على ظهرها في محاولة منها لتهدئتها. 


وعد :اهدئي يا حبيبتي، أعدك أن أعوضك عما مضى. 


ياسمين :فلتظلي معي فقط، لا يهمني الباقي. 


وعد :أنا معك ولكن يجب أن تهدئي، لم يراني الباقي بعد وأنا أحتاج لمساعدتكم. 


ابتعدت عنها ياسمين وهي تمسح دموعها هاتفة: فيما ستحتاجينا. 


وعد :لدي خطة وأريدكم أن تساعدوني، و بالتأكيد سيعجبكم الأمر. 


ابتسامتها الشقية توضح نيتها، وبالفعل خلال دقائق كان الأطفال يصرخون وعم متوجهين للصالون حيث الجميع، فنظروا لهم بفزع وعدم فهم لما يحدث، فقال أحمد : ما بكم تصرخون. 


شهاب :جدي رأينا شبحا.


جودي: بسم الله الرحمن الرحيم ما الذي تقوله يا ابني. 


يزن: شهاب محق شبح وعد يوجد هنا. 


وسع ريان عينيه وقال بصوت خافت: ألم تجدي إلا هذه الطريقة لتظهري بها يا وعد. 


انتفض رعد من مجلسه واقترب منهم هاتفا: أين هي. 


نسرين :هل جننت يا ابني، الأطفال يتخيلون فقط، أو يريدون القيام بمقلب كعادتهم.. إن وعد ماتت. 


لم يهتم رعد بكلامها، ونظر لياسمين قائلا: ياسمين أين هي أمك. 


عمر :يكفي يا رعد، استيقظ من هذه الحالة التي أصبحت تلازمك، وأنتم لما تكذبون. 


دخل وعد بكل برود هاتفة :ولما سيكذبون يا عمي العزيز. 


 شهق الجميع من الصدمة، وكان من الصعب عليهم تقبل فكرة عيش وعد، فابتسمت وعد ساخرة وقالت :هل صدمتكم قليلا أم كثيرا. 


نظرت لياسمين بابتسامة صافية وقالت :عزيزتي خذي الأطفال للحديقة، لقد تركت لكم مفاجأة هناك. 


ياسمين :حسنا يا أمي. 


 خرج الأطفال جميعا إلا إبنة ماسة التي كانت صغيرة، وتحملها ماسة أساسا لتقول جودي: أنت حية.. أنت حية وجعلتنا نتوهم موتك. 


وعد :هذا ليس جديدا علي يا سيدة جودي، ألم تقولي أن وعد نتوقع منها كل شيء، وإذا استطاعت الاختفاء من قبل لسنوات وهي صغيرة، تستطيع فعل الأكثر وهي كبيرة، لذا لا يجب عليك الصدمة لهذه الدرجة. 


جودي: هل جننت؟ كيف تريدين مني التصرف حينما أعلم أن إبنتي الميتة لا زالت حية. 


وعد :أولا أنا لست ابنتك، أنت لا تستحقين لقب الأم، وأنا متُ يوم اتهمني أفراد عائلتي جريمة قتل، رغم أنهم يعرفونني جيدا، ومن حاولت قتله.. والد زوجي. 


عمر: وأنت ألم تحاولي حقا قتلي، والان تقفين أمامي بكل وقاحة كأنك لم تفعلي شيئا، ألا تخافي أن أتصل بالشرطة. 


أخذت وعد مقعدا جلست عليه، ووضعت رجلا على الأخرى هاتفة: اتصل بهم، هيا اتصل ودعنا نرى ما الذي سيحدث! أو لنقل ما الذي سيحدث لك أنت، أما أنا لا يوجد شيء يستدعي خوفي، والخائف بيننا الان هو من فعل شيئا خاطئا. 


تدخل زين قائلا: وعد أين اختفيت طيلة هذه المدة، لما اتصلت بك ولم تجيبيني، وكيف هربت من تلك السفينة ولم يحدث لك شيء. 


نظرت له جودي مصدومة وقالت :كنت تعلم مكانها. 


تجاهلتها وعد كما فعل زين، وقالت بنبرة غامضة تخفي الكثير خلفها :من قال أنه لم يحدث لي شيء، أنا لم أرى الموت مرة واحدة، لقد رأيته أكثر من مرة، رأيته في كل عملية قمت بها، رأيته حينما كنت غارقة وسط البحر وأمواجه التي لا ترحم، السفينة التي كان يجب أن تكون بر الأمان بالنسبة لي تفجرت أمام عيني، وليتها اكتفت بالانفجار وارتحت، لقد تركت معاناة مختلفة خلفها، روحين كانت ستذهب بسبب ذلك الانفجار. 


 أغمضت وعد عينيها تتنفس بقوة، فأسرع ناحيتها ريان هاتفا: وعد هل أنت بخير، هل تفاقم وضعك. 


وعد :لا تخف أنا بخير. 


كانت تجيب ريان وهي تنظر لرعد الثابت مكانه، أما ماسة فقد استوعبت أخيرا أن أختها تقف أمامها، لتعطي ابنتها لمراد، واقتربت من وعد تنحني لتصل لمستواها وقالت :أنا لا أتخيل. 


وعد :لا يا حبيبتي لقد وفيت بوعدي وعدت لك. 


ضمتها ماسة تطفي شوقها، فبادلتها وعد الحضن الذي كانت في حاجته في تلك اللحظة. أما عمر فكان يشعر بالتوتر وقال :سأتصل بالشرطة، لن أدعك تفلتي بفعلتك مجددا. 


نظر لها ريان بحدة هاتفا :عمي هل ترى هذا هو الوقت المناسب لهذا الحديث، ستندم فيما بعد. 


عمر: ندمت حينما اعتبرها ابنتي وزوجتها بإبني، أما الان سأجعلها تندم وأدخلها للسجن كي يعيدوا تربيتها، لا يوجد لديك مهرب مجددا. 


ظلت وعد صامتة، لكن أحمد لم يصمت وقال :عمر دعنا نعرف ما حدث لابنتي أولا، وعلى أي عمليات تتحدث.. والأهم من هو الروح الثانية. 


وعد :وأخيرا وصلتم للسؤال الأهم، من هو الروح الثانية.. إنه حفيدكم يا أبي. 


صدمة جديدة تلقوها منها، وبعد أن كانت ملامح وعد جامدة تغيرت في لحظة لصدمة، فهو توقع كل شيء إلا هذا فقام عمر غاضبا وقال:  أنت أنجبت مع رجل آخر ولا زلت على ذمة رعد، أحضرت لنا إبن الحرام. 


قامت وعد وملامحها لا تبشر بالخير، فاقتربت منه جاعلة إياه يتراجع خطوتين للخلف غصبا عنه، وقالت: إياك أن تقول عن إبني ابن حرام مجددا، ابني ابن حلال، ووالده هو رعد، وإذا كنت أنت خائن فهذا لا يعني أن الجميع مثلك. 


رفع عمر يده ليصفعها، لتمسكها ضاغطة عليها وفي نفس الوقت اقترب منه رعد هاتفا :أبي. 


وعد ببرود :أقطع يدك إن رفعتها علي مجددا، ولم أنهي حساباتي معك بعد، وهذه السنة التي أمضيتها بعيدا على عائلتي ستدفع ثمنها بكل دقيقة من حياتك. 


اقتربت منه أكثر وهمست في أذنه :وأنا أيضا سأحرمك من عائلتك، وأدع أبناءك يكرهونك. 


تسلل الخوف لقلبه، وظهرت الرجفة في يده وصوته حينما قالت :أنت حقيرة. 


وعد :أنتم من أجبرتوني أن أكون هكذا. 


سيطر الخوف على عقل عمر، وأصبح معي ناسيا وجود العائلة، فسحب يده من يد وعد، وعلى غفلة من وعد قام بخنقها وقال: لن أسمح لك بفعل هذا، من المستحيل أن أدعك تصلين لمرادك. 


                الفصل العشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close