أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني) الفصل السادس والعشرون 26بقلم شيماء عبد الله

 

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني)

الفصل السادس والعشرون 26 

بقلم شيماء عبد الله



في منزل جميلة كادت أن تحمل هاتفها لترى الرسالة، فأوقفتها ابنتها حينما جلست أمامها وقالت :أريد الحديث معك في موضوع مهم يا أمي. 


وضعت جميلة هاتفها على جنب وقالت: ما هو هذا الموضوع؟ إياك أن تتحدثي عن وعد أمامي مجددا، لأنه لا موضوع لديك أنت وأخاك في الفترة الأخيرة غيرها. 


تسنيم :أمي أنا أعرف رجلا، أحبه ويحبني، وقررنا الزواج. 


هتفت جميلة بسخرية :حقا ومتى الزفاف. 


تسنيم :أمي أنا لا أمزح معك، هو يرغب المجيئ ليطلب يدي منكم. 


صدمت جميلة من حديث ابنتها، فلطالما عارضت تسنيم فكرة الزواج، وتؤجله في كل مرة، فقالت :من هذا الذي استطاع تغيير تفكيرك بهذه السهولة. 


تسنيم :اسمه ريان.


جميلة :من هو ريان؟ ابن من؟ أين يعمل؟ هل أعرفه. 


صمتت تسنيم لثواني قبل أن تهتف: ريان هو مسير شركات وعد العلمي في الوقت الحالي. 


جميلة :مهلا، يبدو أنني لم أسمعك جيدا. 


تسنيم :لقد سمعت بشكل جيد. 


جميلة :هذا مستحيل.. أنت لن ترتبطي به، لن أسمح لأي رابط أن يجمع بينك وبين وعد. 


تسنيم :أنا فقط قررت إعلامك لا غير، هو سيأتي عما قريب ليخطبني. 


قامت تسنيم لتصعد للأعلى ثم أكملت حديثها قائلة: بدر هو الآخر يعلم بالموضوع ووافق، موافقتك أو رفضك لن يؤثر في قراري وسأتزوج ريان شئت أم أبيت. 


صعات تسنيم وتركت خلفها جميلة تصرخ عليها من شدة الغضب، وعقلها يرفض هذا الزواج. أما تسنيم فوضعت السماعات في أذنها كي لا تسمع صوتها، بينما أمها تمشي ذهابا وإيابا مكانها تفكر في حل للموضوع، فرغم رفضها لا تستطيع القيام بأي خطوة، فلو حاولت تهديد ريان مثلا سيعلمون، وإذا حدث له شيء سيئ سيشكون فيها، وحتى لو رفضت أمامهم لن تهتم برأيها. 


ظلت تنتظر بدر حتى عاد، وفور دخوله اتضح له غضبها وقال :مساء الخير. 


جميلة :كأنك وأختك تركتم مكانا للخير من الأساس. 


عقد بدر حاجبيه هاتفا :ماذا حدث مجددا. 


جميلة :أختك ترغب في الزواج من ذلك الشخص الذي يعمل لدى وعد. 


بدر :إذن أخبرتك.. ما المانع في الموضوع؟ الرجل يملك منزله الخاص وعمله، وكذلك يتيم فحتى خوفك من تعامل أمه مع تسنيم اختفى، فلما تخافي الان. 


جميلة :يبدو أنك نسيت نقطة مهمة، هو في مثابة أخ لوعد، وأنا ووعد لن تجمعنا علاقة يوما ما. 


بدر: ألم تمت وعد إذن مما أنت خائفة، ولما ترفضين هذا الزواج؟ هل إذا كان موظفا أخر عند وعد هو الآخر سترفضيه، لأنه مرتبط بوعد. 


نظرت له جميلة بعد أن عقدت حاجبيها أكثر، ثم صعدت لغرفتها دوك قول شيء، ليرى هاتفها الذي نسته، فحمله وضغط على زر التشغيل دون أن يعي، ليرى رسالة تانيا فدقق فيها، ثم نظر للدرج الذي صعدت منه والدته وقال: ما الذي تخططين له مجددا؟ ومن أرسل هذه الرسالة؟ أخاف أن يكون كلامك في المرة الماضية صحيحا وتكونين أنت حقا من قتلت وعد. 


استيقظ مايكل ليجد تانيا جاهزة، فجهز نفسه هو الآخر وتوجهوا للقصر، وقبل أن يدخلوا أخبر الحراس وعد بحضورهم، فصعدت لغرفتها وتركت للجميع في الأسفل حتى تفاجؤوا بدخول تانيا ومايكل. 


ابتسمت لهم تانيا قائلة :مفاجأة. 


قامت الفتيات ليرحبن بها، في حين الرجال والشباب رحبوا بمايكل، ثم اجتمعوا في غرفة الجلوس وقالت تانيا: نعتذر على هذه الزيارة دون إعلامكم من قبل، مايكل كان مريض ولم نجد وقتا لزيارتكم. 


ابتسم لهم رعد وقال: لا داعي للاعتذار، نحن أيضا لم نستطع زيارتكم. 


مايكل :أنت قمت بواجبك، واتصلت بي أكثر من مرة. 


رأت تانيا جودي حزينة فقالت :خالتي جودي تبدين متعبة، أيوجد مشكل ما. 


ارتسمت بسمة باهتة على شفاه جودي وقالت: تعب بسيط لا غير. 


فهد: ما الذي ذكرك بالمغرب يا ترى. 


مايكل :العمل هو من أجبرني على الزيارة، كان هناك مشكل في شحنة الأدوية وأتيت لحله. 


رعد: إذا احتجت لمساعدة ما لا تتردد في طلبها مني. 


مايكل :لا داعي لذلك، لقد حللت المشكل. 


دخلت ياسمين وهي تحمل بهاء، فأعطته لوالدها وصافحت تانيا ومايكل، ليقول هذا الأخير :من هذا الجميل. 


ابتسم رعد لرؤية إبنه وقال :هذا ابني بهاء. 


تبادل كل من مايكل وتانيا النظرات المستغربة فقالت تانيا: هل تزوجت يا رعد. 


دخلت وعد مبتسمة وقالت :لما سيتزوج وأنا موجودة. 


قامت تانيا بسرعة من شدة الصدمة ،ونظرت للجميع عل أحد يؤكد لها أنها تتخيل فقط، لكن الصدمة الاي ارتسمت على وجه مايكل أكدت لها أن ما تراه حقيقي، فقالت: وعد.. هذا مستحيل. 


أشار رعد لزوجته لتجلس بجانبه وقال: بل ممكن، الحمد لله وعد لا زالت على قيد الحياة، واتضحت براءتها. 


شعرت تانيا بالأرض تدور بها، فجلست وهي تضع رأسها بين يديها، فقدمت لها نسرين كأس ماء وقالت :اهدئي قليلا يا إبنتي. 


ريم :نحن ولم نصدم مثلك. 


وعد : ريم لا تقولي هذا، ليس من السهل رؤية شخص ميت يقف أمامك. 


بلعت تانيا ريقها تحاول التماسك، فرسمت بسمة صفراء على شفاهها وقالت :أنت محقة، أول مرة أرى شبحا. 


ضحك الجميع على تلك الكلمة العفوية التي خرجت منها، وكذلك شاركتهم وعد الضحك وقالت :يجب أن تعتادي إذن، فأنا أختفي دائما ويعتقد الجميع أنني ميتة، ثم أخرج أمامكم فجأة. 


استمروا في الحديث لدقائق طويلة، قبل أن يقوم الجميع لتناول العشاء، بينما تانيا كانت تعد الثواني وهي تنتظر موعد مغادرتهم بعد أن بات هذا القصر الشاسع يخنقها، وفور إنهائهم للعشاء قالت :حات موعد مغادرتنا. 


وعد :هذا مستحيل، أنتم ستقضون الليلة معنا. 


تانيا :تركنا أغراضنا في الفندق، وأيضا لا نريد إتعابكم. 


وعد :لا يوجد أي تعب فهذا منزلكم أنتم أيضا.. مايكل أخبر رعد اسم الفندق وهو سيرسل أحدا ليحضر لكم أغراضكم، أنتم في ضيافتنا هاته الأيام. 


رعد: وعل محقة، ليس من اللائق أن تمكثوا في الفندق والقصر فارغ. 


مايكل :ما دمتم مصرين سنبقى. 


لم يدع مايكل مجالا لتانيا كي تعترض، فجلست معهم قليلا ثم تحججت بالحمام، وفور وصولها له بدأت تجذب شعرها، وعقلها يكاد ينفجر من شدة التفكير، فأخرجت هاتفها واتصلت جميلة فورا، وظلت تنتظرها حتى أوصلت الخادمة الهاتف لجميلة فأجابتها أخيرا. 


جميلة :تانيا ماذا حدث؟ ما الذي ذكرك بي. 


تانيا :نحن وقعنا في مصيبة كبيرة. 


جميلة :ماذا حدث. 


تانيا :وعد لا زالت حية. 


أسوأ كابوس لجميلة تحقق، وما كانت تراه اتضح أنه حقيقة ليس وهم، فقالت :أخبرتك من قبل ولم تصدقيني، الجميع كذبني. 


تانيا :دعينا من هذا الشيء، فكري في حل لهذه المصيبة، أنا معها الان في القصر وخائفة بشدة. 


جميلة :هل علمت أنك من فعلت كل شيء. 


تانيا :لا أعلم.. هي تتصرف بشكل طبيعي، ربما تستفزني، لا أفهم شيئا. 


جميلة :اهدئي الان، إذا أظهرت له شيئا سيشك بك وقتها سنقع في مصيبة أكبر. 


تحدثوا قليلا ثم أغلقت الخط، فغسلت وجهها وخرجت لتجد وعد أمامها مما جعلها تشهق، وهذا جعل وعد تبتسم وقالت :ما بك يا تانيا، ألم تستوعبي بعد أنني حية. 


ابتسمت تانيا قائلة :اعذريني يا وعد، ما يحدث ليس بإرادتي. 


وعد: أنا أعلم، إذا كنت متعبة أريك غرفتك كي ترتاحي فيها. 


تانيا :لا داعي لذلك. 


وعد :كما تريدين، سأخذ بهاء لغرفته كي ينام براحة. 


صعدت وعد وتركت وراها تانيا غاضبة بشدة، وهتفت: كان يجب أن يكون بهاء ابني، بسببك حرمت من أبسط حقوقي، وحتى أنت سأحرمك منهم، وما لم أنجح فيه من قبل سأعيده الان. 


توجهت تانيا ناحية العائلة تشاركهم الجلسة، بينما المربية أخذت الأطفال ليناموا، وظلت معهم ياسمين التي وبعد مدة طويلة تشاركهم الجلسة دون أن تحمل هاتفها، وهذا راجع لوعد التي أعادتها وعد للطريق الصحيح، وجعلتها تكتشف أن الرابط الذي جمعها بذلك الشاب لم يكن سوى تعلق كونها كانت تشعر بالفراغ، وفي حاجة ماسة للحنان والحب، ومع عودة وعد اتضحت مشاعرها الحقيقية، وأصبحت واعية بشكل أفضل. 


تانيا: يبدو أن الأطفال ينامون مبكرا دائما. 


سرين :هذا طبيعي يا عزيزتي، من المفروض نوم الأطفال باكرا، رغم أننا نقوم بإستثناءات في بعض الأحيان، لكن هذا الاستثناء يكون يوم السبت فقط كونهم لا يدرسون يوم الأحد، ولكن غدا الإثنين لديهم دراسة لذا يجب أن أن يناموا كي يستيقظوا في الوقت. 


جودي: أنت أيضا سيرزقك الله يوما ما بطفل ووقتها ستعرفين كل شيء عن الأطفال. 


أغلق مايكل عينيه بأسى، كان دائم الخوف من ذكر هذا الموضوع أمامها كونه أكثر شخص شهد على نفسية زوجته التي تدمرت بعد أول حمل أجهضته، واتضح في الأخير أنها تعاني مشاكلا في الرحم بسبب اسماعيل وأيمن اللذان لم يقتصرا على عمليات التجميل فقط، واتضح أنه قاموا لها بعملية على مستوى البطن حينما حاولت في إحدى المرات الفرار منها وأصيبت في بطنها، وتلك الضربة أثرت على رحمها، ووقتها لم يهتموا بنوع التأثير. 


تانيا :شبه مستحيل أن أصبح أما. 


ماسة :لا يا تانيا لا تفقدي الأمل، سيرزقك الله بطفل إن شاء الله، ولا تنسي أن الطب تطور الآن، إذن قد تستطيعين الإنجاب. 


دخلت وعد وجلست وهي لا تعلم موضوع حديثهم، لكن نظرات تانيا وكلامها جعلها تستوعب ما حدث حينما قالت :لا داعي لإعطائي أمل فارغ، أنا حرمت في صغري من أبسط حقوقي، وحتى وجهي حرمت منه، والآن حرمت من الإنجاب. 


مايكل :اهدئي يا تانيا رجاءا. 


وعد :دعها يا مايكل هي محقة، وأنا أكثر شخص يشعر بها. 


تانيا :لا يمكن أن يشعر أحد بي لأنك استطعت الإنجاب. 


وعد :على العكس لقد جربت إحساسك، نحن الاثنتان حرمنا من الطفولة، وحينما تزوجت حرمت من الأطفال لثلاث سنوات، على الأقل أنت تعلمين سبب عدم إنجابك حتى هذا الوقت، لكنني ودائما حينما أسأل طبيبا ما يؤكد لي أنني لا أعاني شيء، ورغم ذلك لم أنجب، لأن هذا يبقى في يد الأكبر مني ومنك، هذا رزق من عند الله. 


نظرت لياسمين مبتسمة وقالت: لكن أنا خفف علي وجود ياسمين معي، وليس من الضروري أن تنجبي أحدا كي يسمى إبنك، الأمومة تعيشينها حينما تتعلقي بأي طفل وتعامليه على أساس إبنك، وهذا بالضبط ما فعلته أنا، كنت أتعامل مع أبناء العائلة كأنهم أبنائي، ولعلي كنت أقرب لهم من أمهاتهم الحقيقيين، لا زلت تملكين فرصة لتبني طفل وتعتبريه ابنك، وكوني على يقين سيكون أعز عندك من الطفل الذي ستنجبيه. 


ابتسمت ياسمين سعيدة بجملتها الأخيرة، فضمتها وعد لحضنها كونها جالسة بجانبها، وتركوا تانيا تغلي من شدة الغضب والغيرة، وحقدها أعمى عيونها، فهتف أحمد :يفضل أن نغير الموضوع كي لا يجرح أحد منا. 


كان أحمد أكثر شخص نادم على خطئه في الماضي، هو لم يكن يعلم أن صديقه هو عدوه الأساسي، ولعل هذا أكبر ذنب له في الحياة، ومثل وعد يخفي دائما حزنه ويحاول التخفيف على الناس، في الوقت ذاته الذي يكاد هو ينفجر من شدة الضغط الذي يشعر به، وكي يبقى شمل عائلته مجموعا كان من المفروض عليه أن يتماسك، وجرحه كبير كما جرح وعد، وهذا لاحظته وعد جيدا دون أن يتحدث. 


ظلوا يتحدثوا قليلا ثم توجه كل واحد لغرفته، وفور تسطح تانيا بجانب زوجها ضمها لصدره، وطبع قبلة على خدها هاتفا :لما تفكرين دوما في موضوع الأطفال؟ ألم أخبرك أنني راض بقدرنا. 


تانيا :لكنني لست راضية، أريد أن أصبح أما، وعد تملك ثلاثة أطفال وأنا لم أستطع إنجاب طفل واحد على الأقل، لما اختاروني من بين جميع الأطفال. 


مايكل :انسى رجاءا، وإذا كنت ترغبين في طفل نذهب في الغد لأقرب ميتم ونتبنى طفلا، أو نرى امرأة تستطيع الإنجاب ونستأجر رحمها. 


تانيا :كيف نستأجر الرحم. 


قام مايكل ونظر لعينيها قائلا :قبل شهر كنت أبحث عن حل لوضعك، لألتقي بطبيب نصحني بالبحث عن امرأة تملك رحما صالحا ونستأجره، أقصد أن تحمل لكن الطفل سيكون طفلنا. 


تجدد الأمل في قلب تانيا، فنظرت له برجاء كي يؤكد لها، وقالت :أنت لا تكذب علي يا مايكل. 


مايكل :لما أكذب عليك، هذه هي الحقيقة. 


تانيا :شكرا لك، شكرا لك يا حبيبي. 


مضت ليلة من أفضل الليالي لدى تانيا في تلك الغرفة، لا تعلم أن تلك السعادة مؤقتة، وأن وعد تخطط لما سيدمرها، ويجعلها تعض على أصابعها من شدة الندم. وفي صباح جديد استيقظ الجميع باكرا وجهزوا الإفطار وتناولوه، ثم ذهب مايكل ليتأكد من شحنته إذا وصلت، ورعد توجه لعمله، فرأت وعد عمر يجد مشكلا في الحديث مع عائلة كون أبنائه وزوجته في الأرجاء، فقررت أخيرا للتدخل. 


وعد :خالتي نسرين لدي عمل لك أنت وأبنائك. 


نظرت نسرين لجنة، ثم نظرت لها وقالت :عن أي عمل تتحدثين. 


وعد :ستذهبون للتبضع. 


جنة :ألم تقولي أننا لن نخرج. 


وعد :حتى الآن لم أغير رأيي، ستذهبون لشراء لوازم المنزل إلا إذا رفضتم الخروج سأرى أحدا غيركم، لكن ليكن في علمكم إذا لم تخرجوا الآن لن تخرجوا لمدة ثلاثة أشهر. 


جحظت عيونهم وقالوا فورا: سنذهب. 


وعد :حسنا خذوا معكم مراد، هيا أسرعوا قبل أن أغير رأيي. 


ذهبت جنة لتبحث عن عمرا، في حين نسرين أخبرت زوجها بما حدث، وفهم أن وعد تعمدت فعل هذا، فسمح لهم بالمغادرة، بينما هو جمع العائلة بعد أن رأى تانيا هي الأخرى تغادر القصر. 


لمياء :لما جمعتنا يا أخي. 


عمر :أحتاج مساعدتكم. 


أحمد :تحدث يا عمر لا داعي لتخجل. 


بلع عمر ريقه وقال: أحتاج بعض النقود. 


لمياء :ما دمت جمعتنا فهذا يعني أن المبلغ كبير.


جاد :لكن يا عمي وعد أخدت كل أموالنا. 


فهد: لقد تركت لنا مليون درهم في الحساب، بحثت فيما قبل وسألتها، وكذلك جنة وجدت نفس المبلغ في حسابها. 


عمر: كل شخص لديه مليون درهم ليصرفها خلال ثلاثة أشهر. 


تبادلوا جميعا النظرات المتفاجئة، خاصة النساء التي اعتدن صرف الأموال دون رقيب في السنوات الأخيرة، والآن لا يستطيعون شراء ما يريدونه حتى، فقالت جودي :كم المبلغ الذي تحتاجه يا عمر؟ ولما تريدهم. 


هذا السؤال الذي كان يدور في عقل الجميع، لكن لم يتجرأ أحد على طرحه، وحينما تجرأت جودي ركزوا أنظارهم على عمر ينتظرون الإجابة، فقال : أنا أحتاج تسعة ملايين كي أدفع دينا علي. 


سيف: أين خسرت هذا المبلغ كله يا عمي؟ ولما لم تدفعه من قبل. 


بلع عمر ريقه للمرة التي لا يذكر عددها، وقرر مصارحتهم الأن، فأخفض رأسه قائلا :قمت بخطأ كبير، صادقت شخصا جعلني مدمن قمار، وحينما اعتدت عليه أصبحت أدفع مبالغ كثيرة في القمار، في بعض الأحيان أربح، وفي أحيان أخرى أخسر، وأخر مرة خسرت وقررت اللعب مجددا، فطلبت النقود من شخص وكنت أنوي إعادتهم في أقرب فرصة، لكن وعد عادت ودمرت لي كل شيء، والآن إن لم أدفع له سيفضحني أمام الجميع. 


صدموا فيه وبشدة، فبعد أن كانوا يرونه رجلا عاقلا اكتشفوا هذه المعلومات عنه، وقبل أن يقول أحدهم شيئا استرسل حديثه قائلا :أنا أعلم ما ابي تفكرون فيه الآن، لكن لا داع لقول شيء لأنني أعلم خطئي جيدا، ونادم أشد الندم. 


                الفصل السابع والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close