أخر الاخبار

رواية لاحمد الفصل الاول 1 بقلم شيماء الشريف&سامية الهادي



رواية لاحمد

الفصل الاول 1

بقلم شيماء الشريف&سامية الهادي


*عزِيزِي ...ورفيقُ* *حياتِي ...أَنِيسُ الروحِ* *وشريكُها...متى يحين لُقاك ..؟!* *أَعلَيّ الإنتظارُ أكثرْ...أمْ أنّ القدرَ يُرتِب لسِيمُوفِينية لقائِنا بطريقة تعجزُ عن وصفِها الأحرُف..؟💛*


*رَجُلي...هكذا سأُناديك ... لأني لَطَالما اعتبرتُك شيءٌ خاصٌ بي ..وانتَ كذلِك ياحبيبي ...*


*عُمرِي....سأقولَها عند* *جِدالنا ...لتَتذكر أني وحِين* *الخصامُ حنينةٌ ..ووصفتُك بكل ما أملُك ...بأنفاسِي..* *وعثَراتِي ..وساعَاتِي القليلة بين أوراق الدفاتر..*


*أَحمَدْ...وسُبحَان الّذي حبّبَ إليّ من دونِ الأسماء اسمُك ...عشقتَه أكثر من اسمِي حتى ... لَطَالما سَمعته في شفاه الكل ..وجذَبَني من دونِ الأسماء...ولكن لِرَنةِ اسمُك في قلبي وقعٌ خاص ...وكأَني خُلقتُ لِأُحِب ...وأَعشَق ...واُغرَم ...واُنادِي ...وأَقُول أَحمَد💛.*

*وإنْ سُئِلتُ لمَاذا هُو ..؟! أُجِيب بِبَساطة لِأَنّهُ هُو ...أَحْمَدْ💛.*


____________


       كنت قاعدة في اكتر مكان في البيت بحس فيهو بالراحة ..ومعاي دفتري ..أو زي م بسميهو ملاذي .. لأني بعتبرو الملاذ الآمن البلجأ ليهو كل م أحس بالوحدة ...بطبعي فاشلة في التواصل الفعّال مع الناس ...بحب اسمعهم لكن  بفشل في إني اتكلم معاهم كتير ...عشان كدا بشوف انو دفتري هو الوحيد البقدر أتواصل معاه بطريقة فعّالة ...بحس إني بحكي ليهو بأريحية وهو بسمعني بترحيب ...قطع علي لحظات الروقان والهدوء دي صوت لِينا ...

-تعالي غسلي العدة …الليلة عليك انا الصباح غسلتها...

هزيت ليها راسي بس وهي مشت ...قفلت دفتري رغم إني م كملت الكلام الكنت بكتب فيهو ...مشيت غسلت العدة ورتبت المطبخ وصليت العشاء ...قبل انوم سألت عمتي اذا محتاجة شي ..

-لأ بس اتأكدي اذا الأبواب كلها مُقفلة كويس ...

بعد عملت القالتو لي ...مشيت غرفتنا عشان انوم لقيت لِينا لسة م نامت وشغاله بتلفونها ...فجأة جاتني في سريري وهي بتضحك ...

-اقري البوست دا مضحك كيف ..

مسكت منها التلفون وقريتو ...اكتفيت بإبتسامة بس عشان هي م تزعل ... واضح انو حتى الابتسامة دي م عجبتها ...

- لمتين ح تكوني باردة كدا ..مساختك دي حدها وين ..؟!م عارفة دي عوارة ولا ثقالة منك..؟ 

- لِينا...

-ايوة عارفة انك انطوائية وانا بحاول اخليك متفاعلة مع الناس شوية لكن صراحة مليت ..وشكلك م هتتغيري ...

ومشت سريرها وطفت التلفون وغمضت عيونها...صراحة زعلت ..انا لما ابتسمت وم ضحكت دا لانو البوست كان عادي جداً بالنسبة لي وم فيهو حس الفكاهة العالي داك لما اضحك.. دا من منظوري طبعاً ...بس شكلها هي م انفعلت عشان الموقف دا بس ..يمكن مواقف كتيرة بدرت مني من دون قصد وهي م قدرت تتحملها ف انفجرت فيني اليوم...قلت لمتين هتفضلي كدا يا رَفاء.؟! بس انا بحاول لكن غصب عني بلقى انو الكلام البسيقو عشان اقولو م بقدر انطق بيهو ....كلام كتير بكون عايزة اتكلم بيهو بس بسكت..ايوة بفضل السكوت ...بحس إني لو اتكلمت الناس م هتفهمني...او يمكن فكرتي م هتصلهم بالشكل المطلوب...عشان كدا بفضل الكتابة...بكتب اي شي نفسي اقولو من غير م احتاج مبرر أو اتفهم غلط أو أقول كلام غير مناسب ويضحكوا فيني ...ايوة بحس إني لو اتكلمت ممكن أقول كلام خارم بارم والناس تضحك فيني..  وشخصيتي الكتومة دي م جات من فراغ..دي نتيجة لأزمات وصراعات داخلية ..واحساس الوحدة الدايماً مسيطر على فكري ...ايوة صح عمتي وبناتها بقوا لي العائلة الاحتوتني في غياب اعز الناس لقلبي،ومحمد وخالتو سهام برضو م مقصرين ...بس برضو دا م بكفي ...ماف شي بعوض مكانة الأب والأم عند الأبناء…


الصباح عمتي صحتنا للفجر بعد صلينا .. لِينا رجعت نامت ...أما أنا شلت دفتري السري …دا بالنسبة لي خط أحمر بخبيهو بحزر شديد لأنو اذا زول شافو وقراهو ح اقع في مصيبة اكيد... طلعت براحة ومشيت مكاني المفضل ..اللي هو المخزن لكن نضيف وعندي فيهو تربيزة وكرسي شغلت اللمبة ومشيت قعدت وفتحت الدفتر وبديت أكتب بسرعة قبل النور م يطلع عشان ارجع أخبيهو تاني ...دي المواعيد الأنا بمسك فيها الدفتر دا ...أما اوقات فراغي بعبيها ب الفضفضة  في دفتري التاني ...بعد خلصت قفلتو سرعة ومشيت دخلتو في مكانو ..

بعدها نضفت الحوش وعمتي عملت لينا الشاي وشربنا انا وهي...

- قومي ي رفوية اجهزي عشان نمشي بدري نكمل ليك إجراءات السفر ...

جهزت وهي برضو… وقتها لِينا واخواتها صحوا عمتي قالت ليها...

- نضفي جوة يا لِينا واعملي ليكم فطور وم تنتظرونا لانو احتمال نتأخر...

وفعلاً م رجعنا إلا الساعة 2 م...لكن الحمد لله خلصنا كل الإجراءات حتى قطعنا التذكرة ،والسفر ح يكون بعد بكرة ...بعدها اليوم خلص عادي …

اليوم التاني بديت التجهيزات ولِينا رغم انها عاملة زعلانة لكن ساعدتني في التستيف ..وعمتو كانت مجهزة حاجات لي ولمحمد وناس امو...للمساء كدا خلصت من موال السفر وتجهيزاتو ...مشيت المخزن لانو اكتر مكان في البيت ح اشتاق ليهو ف كنت عايزة اشبع بشوفتو ..واثناء م انا قاعدة حسيت بحركة نشاط غريبة برا وأصوات اقرب للهمس...م اعرت للموضوع اهتمام …شوية كدا جوني لميس وليان اخوات لينا الصغار وساقوني معاهم للغرفة..لما دخلت انصدمت ...كان فيها بلالين وزينة والإضاءة خافتة ...وعاملين كيكة وسيرمس شاي لبن..وكمية من الشيبس وجك عصير ...اتبسطت جداً... لِينا قالت لي بما انك مسافرة بكرة ف لازم نعمل ليك بجامه بارتي...لبسنا كلنا بجامات بالبِنك والأَبيض ...ولميس وليان كانوا من جنبي م بزحوا ...عمتو سلمى جات شربت ليها شاي بكيك ونبهتني وهي بتقول...

- م تساهري عشان بكرة وراك صحية بدري..

ومشت نامت خلتنا احنا بنتونس أو بالاصح هم اللي كانوا بونسو فيني ... لِينا وأخواتها رغم عدم تفاعلي الشديد معاهم لكن قلبهم طيب جداً...استمتعنا شديد الليلة ديك وبعد خلصنا اي وحدة جابت لي هدية الوداع ...اكتفيت اني ابوس اي وحدة في خدها دلالة على شكري وامتناني ليهم ...بعد نضفنا الغرفة من حاجات البارتي ...البنات الصغار اصروا إنهم ينوموا معاي ف طوالي فرشنا مراتب في الأرض ونمنا احنا الاربعة... وليان ولميس حاضنني اي وحدة بإتجاه...لما جات لحظة الوداع ودي كانت أصعب لحظة كلهم بكوا فيني واصروا إنهم يمشوا معاي للمطار...قلت لعمتي سلمى خليهم يمشوا معانا ..فوافقت ...اجرنا ترحال للمطار لما جات مواعيد الرحلة واني مفروض اتوجه للبوابة ...كلهم بكوا من جديد حتى لينا وعمتي كأننا تاني م حنتلاقى.. حتى انا بكيت معاهم ...وعمتي كانت بتوصي فيني ...بعدها اتحركت عشان امشي ..

- رفاء ...

دا كان صوت لِينا..  التفت عليها ...

- اسفة على الكلام القلتو ليك اليوم داك ..والله م كان قصدي واتذكري إني لِينا صديقتك واختك العمرها م حتنساك...مشيت حضنتها... 

- ماف مشكلة انا م زعلانة منك ولا عمري ح ازعل منك..وح تفضلي دايماً أختي الغالية ..وأعرفي إنو رَفاء بتحبك جداً …أبقي عافية 💛.

في وسط دموعها ابتسمت ...يمكن لانو دي اطول جملة مليئة بالمشاعر اقولها ليها ...

ركبت الطيارة وبعد دقائق أقلعت ...


وصلنا مطار الشارقة ...مشيت كملت الاجراءات لاستكمال رحلتي الجاية وبعد ساعات قليلة وصلنا مطار صَلالَة ...لقيت محمد منتظرني هناك ..انبسطت جداً بشوفتو ...سلم علي في راسي وشال لي حاجاتي للعربية وركبنا ماشين على البيت والطريق كله بسألني من حالي وناس عمتي وبناتها خليتهم كيف ....لما وصلنا استقبلتنا خالتو سهام ومريم واولادها...سلموا علي وضيفوني...محمد نادى أولادو الدخلوا غرفهم طوالي بعد سلموا علي ...

- تعالوا ونسوا عمتكم داخلين جوة بتعملوا شنو ...

قعدو وهم بعاينو لي وببتسموا شوية كدا بدوا الونسة والاسئلة ..محمد بقى داير الطريقة التسكتهم عشان هم يقدرو يتونسوا معاي حبة...أولاد محمد ومريم أربعة (عُمر ويامن ونوّار ويزن) حتى نوار العمرها بكون حوالي 3سنين بتحاول تتونس معاي🤣أما يزن كان عمرو شهور شايلاهو خالتو سهام...بعدها مريم جهزت الأكل وبعد اكلنا قعدنا شوية كدا جونا خالات محمد وأخوالو وأولادهم ..سلموا علي وقعدو يتونسوا...صراحة انبهرت بكمية الحنية والترابط الكبير فيما بينهم ...حتى نبرة اصواتهم مليئة بالحنية ...سألت نفسي وقلت هل دي هي العائلة البتفتشي عنها يا رَفاء؟!! ...كانوا بقدر الإمكان بحاولوا يدخلوني معاهم في الونسة ...لما شافوا عدم تجاوبي معاهم وإني ساكتة بس ..قالوا لمحمد أختك شكلها خجلانة مننا ...ف قالوا لي عادي بكرة تتعودي علينا وما تعتبري نفسك ضيفه وغريبة عننا لأ انتي مننا وفينا ...قلت معقول !! لأول مرة م اتفهم غلط ...كل الناس اللاقيتهم لما يتعاملوا معاي بيقولوا إني مفترية وشايفة نفسي ..بس ديل عكسهم ...ودا زاد انبساطي اكتر وخفف علي الحرج شوية ...


محمد دا اخوي ولد أبوي عمرو بكون في نهاية الثلاثينات ....أبوي كان متزوج خالتو سهام وبعد ولدت محمد عملوا ليها عملية إزالة رحم ...ف أبوي كان نفسوا في أولاد كتار وخالتو سهام عارفة الشي دا لكن شايفة انو صعب تقول ل راجلها عرس تاني ...لكن وقتها إذا هو اصر انو يعرس كانت م هتمانع خصوصي انو أبوي صعب جداً ولو قال حاجه ح يعملها.. بعملها غصب عن الكل ...بعد محمد بقى راجل وعمرو في العشرينات ...اخوات أبوي اللي هم عماتي رشحوا ليهو امي(حنان)  وقتها كانت صغيرة

واهلها غير مستطيعين ...أبوي لما شافها أُعجب بيها ...لما طلبها اهلها م اعترضوا أبداً ووافقوا طوالي خصوصي بعد المهر والحاجات الجابهم ليها ...وامي زيها زي اي بت مكبوتة أُسرياً ،ورأيها غير مهم …اتقبلت الواقع على مضض ..خالتو سهام لما عرفت م اعترضت خصوصي انو بعد الوقت دا م بفرق معاها …ولدها وبقى راجل ،شايفة انو حركات الضِرار والفضايح دي ماف داعي ليها ...أهم شي تربي ولدها ويطلع إنسان ناجح تفتخر بيهو.... أمي بعدها بقت حامل بي ..أبوي كان مبسوط جداً ...بعد عمري بقى سنتين ...عصبيت أبوي زادت وبقى من اقل شي بزهج ودا طبعاً بسبب القولون العصبي الأصابو...والمفروض يبعد من أجواء التوتر كلياً ...بس لأ أبوي هو البخترع المشاكل والجوطة لحد م جاهو ضغط ...امي نفسيتها تعبت جداً وجاها خلل في الهرمونات وتاني م حملت ودا زاد المشاكل بينهم ...لما عمري بقى خمس سنوات كانت الصدمة اللي هي وفاة امي💔 مشاكل أمي وأبوي كانت مؤثرة على نفسيتي بس وفاة امي دي كانت كارثة حقيقة بالنسبة لي ...وقتها كنت م فاهمة يعني شنو موت بس كل العارفاهو انو امي مشت وتاني م حتجي ...لا الصباح ح أصحى بصوتها ...لا تاني ح أسمعو أصلاً 💔ب بكى الناس انا كنت ببكي ...الوقت كلو كنت بقول ليهم دايرة امي ...عماتي وخالتو سهام كانوا بحنسوني للأكل بس انا بقول ليهم إلا تجيبوا لي أمي حتى آكُل ...محمد كان بطلعني مشواير عشان انسى شوية ومع الأيام بقيت اتناسى خصوصي انو امي ماتت وانا صغيرة ...أبوي بعدها بدا يلين شويه ...بعد خمس سنوات...خوال محمد كانوا في سلطنة عُمان...لقوا ليهو شغل هناك مشى وساق معاهو خالتو سهام اشتغل وبعد فترة عرّس مريم بت خالتو هناك ...فرقو معاي جداً خصوصي انو خالتو سهام كانت لي زي الأم وكانت بتعاملني كأني بتها...بعد مشوا جات قعدت معانا عمتي سلمى لانو راجلها شغال في الولايات ..لما يجيهم إجازة بمشوا بيتهم وبعد يسافر بجونا...كانت بتها لِينا قدري في العمر ..ف كنا بنلعب سوا لحدي م عمتي ولدت لميس وبعدها ليان ...حياتي بقى عندها طعم ولون شوية لكن أبوي مرضو تاني زاد والضغط تعبوا جدا ..حتى محمد وخالتو سهام جو السودان ...المرض م رحمو ..وآخر ايامو كلها كان مرقد في المستشفى ... لحدي م مات وقتها عمري كان 12سنة ..كانت الصدمة الكبرى في حياتي ...اتغيرت توتلي ورجعت لرَفاء القديمة ومن يومها وللآن انا رفاء الكتومة...نفسيتي تعبت جداً...م بكيت عكس بكاي في وفاة امي ...المرة دي كتمت في قلبي ...محمد اجازتو خلصت وكان ضروري انو يرجع وانا وقتها كنت في نص السنة ماف طريقة يسوقني ...رجعوا هو وامو وانا قعدت مع عمتي ...ومحمد كان متكفل بكامل مصاريفي ..لحد م هسي امتحنت تالت ومحمد قال انو إجازة تالت دي اجي اقضيها معاهو في سلطنة عمان...عشان كدا سافرت.

في سلطنة عمان عيلة خالتو سهام اغلبها مستقرة هناك ...في مدينة صَلالَة ...بيوتهم جميلة جداً وبُناها مختلف برضو ...العيلة كلها ساكنة في مجموعة بيوت منفصلة لكن بيجمعها حائط واحد ...فيها حديقة وباركن وممرات وسيعة ..يعني زي القُرى السكنية الحديثة ...حاجة رهيبة شديد…



             الفصل الثاني من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close