رواية اسيرة الماضي الفصل الثالث عشر 13 بقلم رانيا البحراوي

 

 رواية اسيرة الماضي 

الفصل الثالث عشر 13

بقلم رانيا البحراوي


جمع حمزة جميع أفراد اسرته كي يخبرهم أنه بدأ في  تجهيز أوراق التجنيد وسينضم إلى الجيش بعد ظهور النتيجة. 


عندما سقطت المشروبات الساخنة على قدم منة حمزة اول من أسرع إليها وحاول اسعافها بثلج ثم قام أخذها بسيارته إلى اقرب مستشفى.


بهذه اللحظات لم تتألم منة من احتراق قدمها مثلما تألمت بأنه سيفارق المنزل قريبا، تعلم جيدا أنه موطنها الذي تلتجأ إليه كلما شعرت بالغربة في هذا المنزل هو الذي يحميها من نظرات والدته الحادة وكلمات والده القاسية.


وصلوا إلى المستشفى بينما يحاول الطبيب الكشف عن ساقها ارتجفت كالعادة ولم تسمح له. 

حمزة للطبيب :الا يوجد طبيبة تكشف عليها؟

الطبيب :يوجد ولكن لماذا؟ 

حمزة :هي حالة خاصة لا تسمح لأحد أن يقترب منها. 


قام الطبيب باستدعاء طبيبة وقامت بالكشف عليها ووصف لها الدواء. 


بعد أن تم اسعافها بطريق عودتهم إلى المنزل لم تتحدث منة مطلقا وظلت ساكنة لم تنظر من نافذة السيارة تستنشق هواء البحر كعادتها.


اوقف حمزة السيارة

وسألها :مابكِ؟

منة:أنا بخير.

حمزة :لا أرى ذلك، مررتي بجانب البحر صديقك ولم تلقي نظرة واحدة عليه اليس هذا غريبا بنظرك.


منة بحزن :حقا مررنا من أمام البحر! لم انتبه لذلك.

حمزة بتعجب :يبدو أن هناك أمرا يزعجك، اخبريني هل ازعجك احدهم بغيابي.


لم تستطع منة اخباره واتخذت من قلبها مقبرة لدفن احزانها.


شعر حمزة بما يزعجها وقال :ايعقل أن يكون كل هذا الحزن بسبب غيابي عن المنزل.


بهذه اللحظة لم تتمالك منة دموعها.


حمزة :حقا! منزعجة لهذا السبب؟

منة :نعم :حضرتك الوحيد الذي تهتم بي وبجدتي وبدراستي ألا يجب أن أحزن لغيابك.


حمزة بابتسامة:تفاجأت بكلامك لم اتخيل وأنا اجهز لاوراق التجنيد ان احدهم سيشعر بغيابي، أول دموع في الدنيا تفرحني هي دموعك التي أراها الآن ولا أظن ان مريم أو والدتي سيبكون لبعدي عنهم ولذلك اقدر شعورك

واطلب منك الا تنزعجي فلم تدوم فترة تجنيدي طويلا

سنة واحدة فقط تتخللها فترات اجازة.


اختفت دموع منة بكلماته بينما لم تختفي ابتسامة حمزة وسعادته بإن هناك أحد سيفتقده.


بعودتهم للمنزل تفاجئ حمزة ان الجميع تفرق وذهب كل منهم لغرفته لم ينتظره أحد كي يتحدث معه عن التجنيد


دخلت منة الغرفة وجدت جدتها مازالت مستيقظة تنتظر عودتها لكي تطمئن عليها بعدما سمعت أن الشاي سقط عليها.


اطمأنت الجدة عليها واستغرقت في النوم حمزة بغرفته يفكر في دموع منة ويبتسم.


في الصباح انتظر حمزة على طاولة الطعام كي ياتي اي من افراد اسرته ويتناول معه الافطار ويتحدث معه.


لم يخرج احدهم من غرفته فقام بمغادرة المنزل دون تناول الطعام


بينما يغادر حمزة المنزل شاهد منة وهي تعود من الخارج في هذا الوقت المبكر. 


حمزة :أين كنتِ؟ 

منة :انتهى دواء السكر لجدتي ولابد ان تاخذه قبل تناول الطعام. 


حمزة :ولماذا لم تخبريني؟ 

منة :لم ارد إزعاجك، لابد وأن اعتمد على نفسي فماذا سأفعل إذا انتهى الدواء وانت بالجيش. 


حمزة :لن ينتهي اوعدك انني سأشتري لها مايكفيها طيلة غيابي. 


ابتسمت منة وشكرته وسألته :هل تناولت طعامك؟ 

حمزة :لا ولم يتبقى لي متسع من الوقت. 

منة :ماذا لو اخبرتك انني اشتريت طعمية (فلافل) مثلما ينطقها اهل الإسكندرية. 


حمزة :حقا! فتحت شهيتي بمجرد سماع اسمها. 

منة :تناول مع جدتي الطعام طالما اشتهيته. 


عاد حمزة برفقتها إلى المنزل وتناول الطعام ورأى بعين عمته نفس نظرات الحزن التي رأها بعين منة كم كانت غالية على قلبه هذه النظرات. 


بنهاية اليوم انتهى حمزة من عمله ومر على المدرسة كي يسأل على نتيجة مريم ومنة. 


تفاجئ حمزة بتفوق منة بالدراسة وأنها من اوائل المدرسة بينما نجحت مريم بدرجة مقبول. 


فرح حمزة بتفوق منة وشعر أنها تستحق الدعم فعلا حتى تسير بخطوات ثابتة نحو مستقبلها. 


دخل حمزة يبشر منة بنجاحها وتفوقها رغم أنها لم يتوفر لها دروس او حضور بالمدرسة. 


تخللت السعادة إلى قلبها وتناثرت بين اوتارها خففت من ثقل قلبها ومن احزانها التي استوطنت قلبها. 


نزلت مريم مسرعة بعد سماع صرخات منة من شدة سعادتها وسألت عن نتيجتها قدم حمزة لها الشهادة وهو يقارن بينها وبين منة. 


شعرت مريم بالغيرة من منة خاصة وأن حمزة لم ينظر لمريم وهو يقدم لها الشهادة وظل منشغلا بسعادة منة. 


سمعت مريم توبيخ من كلا والديها كيف استطاعت منة التفوق على المدرسة دون أن يتوفر لها أي شئ بينما انتِ 

وفرنا لكِ كل مايلزم ومع ذلك نتيجتك غير مرضية تماما. 


بوقت متأخر من الليل استيقظ جميع من بالمنزل على صراخ مريم وهي تقول هذه القاتلة سوف تقتلني انقذوني ماماااااااأ وعندما توجه الجميع للمطبخ وجدوا سكين حاد بيد منة. 


                الفصل الرابع عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات