أخر الاخبار

رواية ظل الاثم الفصل العاشر 10بقلم رانيا البحراوي

         

 رواية ظل الاثم 
الفصل العاشر 10
بقلم رانيا البحراوي



عادت مريم ولم تجد صفاء بالمكان الذي تركتها به ظلت تسأل حولها فأخبرها أحدهم أن هناك سيدة مسنة سقطت ونقلت إلى غرفة الطوارئ بالمطار.

اتجهت مريم للطوارئ فلم تجد سوى طبيب جالسا ينظر بهاتفه وخلفه جثمان مغطاة.

سقطت الزجاجة من يدها فانحنت والتقطتها من على الأرض وتمسكت بالزجاجة جيدا وقالت حتما سأجد خالتي بمكان وسوف تسألني على الماء.

وقفت مريم أمام الطبيب تخشى سؤاله عن خالتها فماذا لو اخبرها انها هي المغطاة امامها حتى رأسها.

رفع الطبيب رأسه وسألها :ماذا تريدين؟
مريم بهمس وصوت خافت :اسأل عن خالتي اخبرني الناس بالخارج أنها نقلت إلى هنا.

وقف الطبيب واقترب من الجثمان كي يرفع الغطاء عن الوجه كي ترى مريم إن كانت هذه السيدة هي من تبحث عنها.

ادارت مريم وجهها وقالت :لا اظن ان تكون هي، خالتي بخير ليس بها شئ هي فقط تريد بعض الماء، ترتدي لبس الاحرام وفي طريقها إلى الكعبة، دعني ابحث عنها في مكان آخر.

الطبيب :انتِ مريم؟
مريم :نعم أنا هي؟ هل رايت خالتي واخبرتك بأسمي كي تبحث عني؟

اكمل الطبيب رفع الغطاء وقال :بكل آسف كانت تلفظ بأسمك منذ لحظات قبل وفاتها.

ألقت مريم برأسها على صدر خالتها عسى أن ينبض قلبها
مرة أخرى بعودتها.

نظرت بوجهها وقالت :جلبت لكِ الماء ياصفاء، كيف تذهبين هكذا دون أن تودعيني ولو بكلمة واحدة الست انا مخزن اسرارك وصديقتك الوحيدة، كيف لم تخبريني بذهابك؟

لاحظ الطبيب أن مريم ليست بوعيها فحاول رفعها من فوق خالتها ولكنه عجز عن فصلهما، استدعى الطبيب مساعده وقام بنزعها من فوق خالتها بالقوة فوقعت على الأرض وتجمع الناس حولها ودهسوا فستان زفافها بالأقدام فاسرع نحوها ضابط من الأمن وقام بمساعدتها.

عندما علم الضابط بما حدث معها اسرع وأعاد لها حقائبها كي تبدل ثيابها كي يسهل عليها حركتها.

اتصلت مريم بعمها فسرعان ماعاد اليها مرة أخرى.
خلعت مريم فستان الزفاف وارتدت ملابس من الحقيبة وقالت لخالها :انظر هذه الملابس الجديدة اشترتها لي صفاء ولكنها لم تراها كم تناسبني وكأنها تعرف مقاساتي اكثر مني.

عانقها عنها واخبرها ان تصبر على قضاء الله وقدره.
مريم :ونعم بالله.

تركها بلال برفقة عمها واسرع ينهي اجراءات اخراجها من الطوارئ.

في هذه الاثناء سلم الطبيب لها حقيبة اليد الخاصة بها والتي كانت مع صفاء وسلمها الطبيب ايضا هاتف صفاء.

عندما امسكت بالهاتف كان يرن كثيرا، عاصم يريد الاطمئنان عليهم قبل أن يغلقوا هواتفهم ويصعدوا إلى الطائرة.

أجاب عم مريم على هاتف صفاء وتعجب عاصم لذلك وسأله :هل مازلت معهم بالمطار كنت اظن انني سأجدهم بطريقهم إلى الطائرة فلم يتبقى سوى دقائق وتقلع الطائرة.

العم :نعم مازالت معهم.
عاصم :كيف؟ وماذا عن الرحلة هل تم تأجيلها؟
العم :لا لم يتم تأجليها ولكنهم لن يستطعين السفر، تمسك يابني فقد نفذ أمر الله.

عاصم برجفة وخوف شديد :اي أمر هل فاتتهم الرحلة؟
العم :الصبر يابني، لا اعلم كيف ينطق بها لساني؟
عاصم ببكاء:لا تنطق بها إذن، من فضلك دعني اتحدث مع مريم سأطمئن على أمي بسماع صوت مريم مثل سابق.

اخذت مريم الهاتف من عمها بيدها التي ترتجف وبعقلها الذي توقف عن التفكير يتحرك جسدها دون أن يدرك عقلها أين هي ومالذي عليه فعله الآن.

انهارت مريم بسماع صوت عاصم وقالت :لن نستطيع المجئ إليك.

عاصم ببكاء:ماذا حدث لها؟ اعتدت أن اطمئن عليها بسماع صوتك ولكن صوتك الآن لم يطمئنني ابدا.

مريم :تركتني صفاء.
عاصم برعشة شديدة :ماتت؟
مريم ببكاء:نعم ماتت، البست كلانا الأبيض كي تفاجئك ولكن فجأتني اناوتركتني.

سقط الهاتف من يد عاصم وأعطت مريم الهاتف لعمها وظل يحاول الإتصال بعاصم كي يسأله متى يستطيع الحضور لدفنها.

عاصم :ليس معي جواز سفري فكافة الجوازات بالشركة واليوم وغدا الشركة مغلقة، دعني احاول التحدث مع أي من مدراء الشركة.

للاسف لم يستطع عاصم العودة لوادعها ودفنت والدته دون أن يحملها بيده للمرة الأخيرة.

عادت مريم إلى شقتها ولكل جدار في الشقة يذكرها بخالتها، هذا مكان كان تجلس به، هذا كوب كان تحب الشرب منه، هذه وسادتها وهذه ادويتها.

لم تستطع مريم تجاوز حزنها بسهولة فكان عمها يزورها دائما وعندما لم يستطع يرسل لها الطعام مع بلال فكانت
تعتذر من بلال وترفض دخوله المنزل وهي بمفردها فكثيرا ماكان بلال يترك لها الطعام أمام الباب ويخبرها برسالة حتى لايزعجها.

لم يتواصل عاصم كثيرا هذه الفترة ولم يزعجها ذلك فكلاهما يمر بنفس الأوقات الأليمة. 

مرت شهر تقريبا 
بدأ جاراها في الشقة المقابلة يزعجها كلما ذهبت زوجته لتقضي عدة أيام بمنزل والديها ويصبح بمفرده يطرق الباب عليها ويطلب منها مستلزمات للمنزل بوقت متأخر 
مثل بعض الملح أو سكر وكانت دائما تحدثه من خلف الباب وتخبره أنه ليس لديها. 

بعد مرور شهرين آخرين دق أحد الرجال على بابها لاتعرفه واخبرها انه مكلف من قبل سيدة المنزل ان يصنع غرفة نوم كي تقدمها هدية لابنتها. 

انهارت مريم بالبكاء بسماع ذلك واخبرته ان سيدة المنزل توفيت. 

النجار :البقاء لله، أنتِ مريم؟ 
مريم ببكاء :نعم أنا. 
النجار :يبدو أنها كانت تحبك كثيرا، كانت تتصل بي منذ أن بدأت في تصنيع الغرفة وتخبرني ألا اهتم بالتكلفة المهم ان تعجب مريم بالغرفة.

بكت مريم 
النجار :هذه ارادة الله وهذه الغرفة ستكون ذكرى من والدتك، شاء الله ان تفاجئك حتى بعد وفاتها. 

مريم :سأخبر عمي باليوم الذي تجلب فيه الغرفة. 
النجار :ولكنها معي بالسيارة اليوم لا استطيع اعادتها للورشة مرة أخرى. 

مريم :دع عمالك يأتوا بها وسأتحدث مع عمي. 

فتحت مريم الباب للعمال، سألها النجار أين يضع الغرفة فطلبت منه أن يترك غرفة خالتها مثلما هي ويفرغ غرفتها التي كانت غرفة عاصم سابقا ويضع اثاث الغرفة الجديد، رأي جارها في الشقة المقابلة العمال  وحمل معهم قطع اثاث الغرفة. 

مريم بالغرفة الأخرى تتصل بعمها ولكنها لم تستطع الوصول اليه، عادت مريم للعمال لتجد جارها (تامر) 
وسط غرفة نومها يساعد العمال، عندما رأى مريم 
قال :لم اريد تركك وسط الرجال الغرباء ودخلت معهم. 

مريم :ولكنني لم اطلب مساعدتك. رغم معاملة مريم السيئة له إلا انه بقي حتى انتهى العمال من عملهم ثم عاد إلى شقته. 

قررت مريم التحدث مع زوجته بأن تنتبه لتصرفات زوجها فما كان من الزوجة إلا أن تلوم على مريم بقائها بمفردها. 

انزعجت مريم وارسلت إلى عمها تطلب مساعدته فرأت زوجة عمها الرسالة وطلبت منها ألا تزعجه مرة أخرى وقامت بحظر رقم مريم. 

عجزت مريم إلى الوصول إلى عمها ذلك اليوم وولاسف تلفت إحدى صنابير المياه لديها وغرقت الشقة وهي نائمة. 

في الصباح حاولت الاتصال بعمها وفهمت انه تم حظر رقمها واتصلت ببلال تطلب مساعدته. 

اسرع اليها بلال وقام بمساعدتها وتجفيف الأرض معها كل ذلك وهي تاركة باب الشقة مفتوح حتى لايساء فهمها. 

غرقت ملابس بلال بالمياه فاضطر لخلع قميصه وتعليقه كي يجف على احد أبواب الغرف واكمل تجفيف في انتظار فني السباكة. 

عندما طال الأمر اضطرت مريم لكي تغادر الشقة لوجود تامر معها بمفردها وصعدت إلى أعلى العمارة. 

عندما صعدت مريم خلع بلال البنطلون وارتدي شورت من خزانة عاصم بعدما ارسل رسالة إلى مريم وسمحت له بذلك، جفف بلال اللارض جيدا وجلس يستريح على الاريكة في انتظار المصلح استغل تامر وجود بلال بهذه الحالة والتقط له صورة وكان يبدو على بلال الراحة وكأنه بمنزله. 

بالمساء وصل عاصم رسالة من حساب فيس بوك مجهول 
ان زوجته تستضيف غرباء بمنزلها وأنه ايضا دخل منزله ولكي يثبت صحة كلامه وصف لعاصم تفاصيل غرفة النوم الجديدة واشياء أخرى تثبت ذلك مثل دهان حوائط غرفة النوم ولون الستائر بالغرفة. 

(لكم مني اعتذارا بكل دمعة ذرفتها اعينكم) 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close