أخر الاخبار

رواية بيت السلايف الفصل السادس والعشرون 26بقلم خديجة السيد

       

 رواية بيت السلايف 

الفصل السادس والعشرون 26 

بقلم خديجة السيد

قــبــل عــدد ســاعــات ... 


نظر عيسي الي زين وقال بهدوء:

- لا يا سيدي ما فيش حاچه احنا كويسين تعبت نفسك وجيت انت ومراتك عشان اتاخرت عليك في الرد في التلفون شويه لاه ما تجلجش كان عندنا مشغوليات مش اكثر والدليل اهو احنا كويسين جدامكم 


قال زين بشك:

- بجد يا عيسى ما فيش حاجه اوعى تكون في حاجه حصلت ومخبيين عليا 


تنهدت عديله بضيق وقالت:

- ما خلاص جالك احنا كويسين عمال تسال كل شويه ليه انت و مراتك من ساعه ما جيتوا وبعدين هو ديه السبب بس اللي خليك تفتكرونا و تيجوا تزورنا 


اجابت نادين بابتسامة خفيفه وهي تحمل ابنتها وتين اعلي ركبتها : 

-غصب عننا يا طنط عديله عندنا مشغوليات في مصر بس الحمد لله انكم كويسين 


لوت عديله شفتها بعدم رضي:

- طب يا اختي ربنا يعينكم 

قالت نادين بابتسامة: 

-امال فرحه فين هي اخبارها ايه ؟

اجاب عيسي بعمق:

- زينه .


عقد زين حاجبيه متسائلا:

- امال فين جلال صحيح؟ 

قبل أن يجيب عيسي عليه دلف جلال من باب السرايا قائلاً:

- السلام عليكم 


أجاب الجميع عليه, وابتسمت عديله بفرحه: -چلال اخيرا يا ابني جيت . 

اقترب جلال وأخذ يد والدته يقبلها واعلي رأسها أيضا بهدوء وقال باستعجال:

- معلش يا جماعه ورايا مشوار مهم يا دوبك اطلع اغير هدومي وامشي وهبجى اشوفكم بعدين 


قاطعته عديله بغضب قائله: 

-استني اهنه هو انت لحجت تيچي عشان تمشي اكيد طبعا رايح لمراتك الاولانيه وعتسيب بنت خالتك تاني اللي كتبت عليها عتفضل ظالمها معاك لحد ميتى ما كنتش اعرف انك اكده يا چلال للدرچه دي الحب عميك يا ولدي اني ربيتك على اكده تظلم غيرك 


عقدت حاجبيها بدهشة نادين ونظر زين ونهض بحده: 

-ايه ده انت اتجوزت يا جلال من غير ما تقول لي هو انا مش اخوك و واحد من العيله ولا ايه نادين بحزن وقالت:

- طب واسيف ذنبها ايه ليه كده يا جلال انت كنت بتحبها تتجوز عليها ازاي ؟ 


عديله بصرامة:

- اتجوز عليها يا اختي كيف الناس ,وما عملش حاچه غلط ولا حرام ديه شرع ربنا كفايه كانت مطلعه عينه، حجه ديه تعبته وريته الويل ومشفش منها حاچه عدله واهو برضه رمى صفيه بعد الفرح .


خرجت فرحه من المطبخ علي الصوت لتتفاجأ بحديث عديله لتفهم عن ماذا تتحدث واخفضت رأسها بحزن علي جلال واسيف 

قال زين بزعل:

- كمان عملت فرح طب ما حدش قال لي الخبر ليه هو ده اللي خليكم كنتم مشغولين ومش بتردوا عليا 


تنهد جلال بتعب وإرهاق ونظر إلى عيسي الذي كان جالس بهدوء وقال بحده : 

-انا ولا ظلمت حد ولا اتنيلت جرى إيه يا عيسى هو انت لسه ما قلتلهمش لحد دلوقت 


نهض عيسي وقال بصوت أجش:

- مستني يخلصوا حديتهم و كومان حصل حاچات ثانيه وانت مش موجود 

هز رأسه بنفاذ صبر وهو يهتم بالرحيل:

- طب تمام انا ماشي ابقى احكيلهم انت بقى على مهلك كل حاجه وفهمهم سلام


عقدت عديله حاجبيها متسائلة بشك:

- يفهمني ايه اني كنت شاكك من الاول انكم مخبيين حاچه عليا في ايه يا عيسى 

***

الآن . 


- ازيك يا اسيف وحشتيني أوي . 


التفتت اسيف سريعاً ناظره اليه بدهشة فكيف علم طريقها ابتسم جلال بحنان شاعراً بقلبه يتضخم بداخل صدره و هو يراقب يدها التى فوق بطنها بحمايه وخوف .


قالت وهي تنظر اليه بعدم تصديق ودموعها تغرق وجهها بخوف:

- انت عرفت مكاني منين . 

نظر جلال بعتاب وقال بحده:

- ايه ما كنتيش عايزاني اعرف مكانك انا جلال يا اسيف جوزك وحبيبك لازم اول واحد في الدنيا يكون عارف عنك كل حاجه 


انهارت في موجه من البكاء الشديد تقول:

- ايوه ما كنتش عاوزاك ولا عاوزه اي حد يعرف عني حاجه ولا مكاني وعاوزاكم تسيبوني في حالي وبس إيه صعب


تنفس جلال بعمق محاولاً تهدئت نفسه متمتماً بهدوء: 

-ايوه صعب عشان انتي مش عايشه في الدنيا لوحدك ليكي اهلك وناس بيحبوكي وعاوزينك جنبهم ما ينفعش فجاه تختفي وتهربي كده انتي كده مش بتحلي لاء بتعقدي الامور أكتر ,جربي توجهي مره واحده في حياتك يا اسيف هروبك مش هيفيدك بحاجه بالعكس انتي بتعقدي الامور اكثر 


لتقول وهى تنظر اليه بعينين متحجرة بالدموع: وهي لسه الامور متعقددش في اكثر من اللي حصل كنت عايشه في اكبر كذبه في حياتي مع زوج استلم المقابل عشان يقبل على نفسه يستحمل مراته ويمثل أنه بيحبها وبيعشقها وما يقدرش يعيش من غيرها ومع اب اناني وام ضعيفه عشان كده ماتت من حسرتها .


قاطعها جلال بحده منفعل:

- ما تتكلميش على لسان غيرك انا حبيتك فعلا يا اسيف وانتي عارفه و متاكده من كده مش هكذب عليكي واقول لك اللي سمعتي من صفيه كذب لا حقيقه انا فعلا بدايه تعرفي بيكي و جوازي منك كان عشان أرض والدتك , كنت محتاج اعمل مشروع وكانت واقفلي أرض والدتك زي العاق في وشي ,حاولت بكذا طريقه اعمل المشروع اللي كنت بحلم بيه رحت لوالدك اكثر من مره احاول معاه يبيعلي الارض بس هو قاللي انك مش راضيه وما لقيتش قدامي غير الحل ده لما والدك عرض عليا اتجوزك ويبيعلي الارض انا وافقت بس كان غلط ساعتها واديني أهو بدفع ثمن غلطتي بس ما تقوليش محبتكيش عشان انا حبيتك وانتي اكيد حسيتي بكده 


همست بينما بدأت دموعها تغرق وجهها اكثر: 

-ما بقتش عارفه حاجه من اللي حواليا مين صح ومين غلط بس اللي متاكده منه انك خدعتني وكذبت عليا 


تنهد جلال مجيب بجدية : 

-فاكره لما قلت لك ان انا كنت اعرفك من قبل ما اتجوزك قلتلك ساعتها شفتك في المقابر بتزوري قبر والدتك انا كنت بزور قبر والدي , قلتلك ساعتها اول ما شفتك حسيت ان وقعت في غرامك وحبيتك وكمان كنت غيران لما شفتك عماله تعيط على القبر قلت بتعيط على حبيبها ولا خطيبها ولا جوزها دي كانت اول مره اشوفك في حياتي من ساعتها ماغبتيش عن بالي ولا لحظه ولما والدك عرض عليا عرض الجواز منك اول حد جي في بالي انتي قلت طب و البنت اللي خطفت قلبي مش ممكن اشوفها ثاني وربنا يجمعني بيها واطلبها للجواز بس بعد كده ضحكت على نفسي وقلت هو انا اعرفها ولا هي فين ما ممكن تكون متجوزه اصلا بس اتفاجئت بعد كده في الحفله بتاعت كتب الكتاب بانك نفس البنت اللي شفتها مش قادر اقول لك وصف سعادتي ايه وقتها 


أمسك رأسه بألم يفك رأسه من الصداع قائلاً بروح منهاك:

- اسيف انا تعبت من اللي احنا فيه نفسى تكون نهايه سعيده لعلاقتنا مع بعض ليه دائما الامور متعقده ما بينا كل ما احل مشكله بلاقي مشكله ثانيه كل ما افتكر كل حاجه ما بينا اتصلحت خلاص وهنبقى مع بعض بالاقيه سراب , ليه حياتنا مع بعض كده هو انتي مش بتحبيني برده 


شعرت أسيف بالم يكاد يحطم روحها الي شظايا لتقول بقوه زائف :

- اه بحبك المفروض كنت أنكرها مش كده بس قلبي ده هدوس عليه وما حدش في العالم كله يكسر الانسانه اللي جوايا ويخليني ضعيفه ابويا خان ماما وماتت بحسرتها وانت جيت بكل برود تكمل على اللي جوايا عاوز تخليني ابقى زيها وانت تمثل نفس دور بابا انتم ليه كلكم خاينين ليه ما فيش حد في حياتي عدل هو مش المفروض نتجوز عشان نلاقي الامان بس ولا بلاقي أمان ولا بلاقي حب بالعكس بلاقي خيانه وكذب و اهانه نفسي حد فيكم يجرب ويعيش نفس احساسي ,عاوزة اعرف هتقدر تستحمل اللي انا فيه ولا لاء؟ عشان نعرف مين فينا اللي تعب بجد انا كمان تعبت على فكره


ظل جلال صامتاً لا يدرى ما يجيب عليها قول شاعراً بقلبه يقصف كالاعصار بداخله لكنه افاق من جموده قائلاً بضعف:

- انتي اللي تاعبه نفسك جربي مره في حياتك تسامحي ما انتي كمان غلطانه على فكره , انتي اللي مصممه تعيشي في الماضي وتخليه ياثر عليكي رفضتي تحبي وتسيبي نفسك وعلى طول متصوره ومتخيله كل اللي حواليكي خاينين زي والدك وانك هتعيشي نفس دور والدتك الضعيفه المكسوره المتخانه 


قالت من بين شهقات بكائها الحاده التى اخذت تتعالى ضاربه بيدها فوق صدرها لعل الالم الذى يعصف بقلبها يخف قليلاً:

- أيوه أنا غلطه بس انا خفت للحظة خفت . الخوف اللي يخلينا خايفين نظلم حد معانا وبدل ما كنا بنعاني لوحدنا هنظلم ناس معانا الجرح تجربة سيئة والاسوء منها هو أنه جرح ميروحش او انه يفضل ماثر فيا . 


تابعت حديثها بمرارة وحسره : 

انا حقيقي خفت بسبب وجود حد تاني في حياتي بيدفع اخطاء اللي اتسبب فيها غيره في حياتي وانا مش هقدر اصحي في يوم بسبب انك جبت اخرك مني أو عرفت واحده عليا عارفة اني ياما باجي عليك واحملك فوق طاقتك بس انا محدش اتحملني قدك حقيقي خفت، بس انا لسه جوايا جروح مش عارفه المها . 


شحب وجه جلال فور تلك الكلمات شاعراً بالندم يأكله من الداخل بينما ضعف غريب يستولي عليه عندما وقفت تنظر اليه وعينيها تنبثق منها خيبة الامل اقترب منها ببطئ محيطاً وجهها بيديه برقة قائلاً بصوت يتخلله اليأس والندم:

- و اخرت اللي انتي فيه ايه هتفضلي خايفه يبقى هتموتي من الخوف برده انتي كده بتعملي نفس غلطه والدتك الاستسلام .


أجابت هامسة بصوت مرتجف بينما شعر بقبضه حادة تعتصر قلبه:

- حاول كده تركز في اللي قدامك دلوقتي يا جلال هاه شايف ايه بذمتك اللي قدامك هي نفسها أسيف اللي شفتها اول يوم بعد كتب الكتاب المتمرده العنيده العصبيه زي ما انت بتقول ولا واحده مكسوره زي ما انتم كنتم عاوزينها ؟ 


جلال بألم وهو يتأمل أسيف بحزن:

- شايف المكسوره قدامي ومش عاجبني حالك كده, وعمري ما كنت عاوزك مكسوره عارفه رغم اللي انتي بتعمليه فيا وانتي بشخصيتك القديمه العنيده العصبيه القويه بس انا عاوزك كده وحبيتك كده نفسي ترجعي قوية زي الاول مش عاوز اشوف دموعك دي في عينيك ولا حزنك ولا وجعك اللي ظاهر على طول 


أخفضت اسيف رأسها بانكسار هامسه بتعب : -امال عاوزاني اعمل ايه ابقى الزوجه الثانيه المطيعه ابقى الست المستسلمه ليك عشان خايفه على اولادها و بيتها تفضل ساكته ومتحمله . 


ابتسم جلال بشغف وقال: انتي هتبقى تاج راسي وزوجه واحده و فوق منهم حبيبتي وروحي . 


نظرت إليه بحنق قائله بغضب:

- ابتدينا الكذب بقى انا جيت بنفسي وشفت فرحك علي صفيه 


تنهد جلال بغضب مكبوت:

- شوفتي ايه بالضبط يا اسيف شفتيني وأنا قاعد جنبها في الكوشه ولا شفتيني وانا قاعد جنب المأذون وبكتب كتابي عليها 

همست بعدم فهم:

- مش فاهمه قصدك إيه 


تطلع فيها بضيق ثم رد بصرامة: 

-الفرح اللي شوفتيه فرح صفيه فعلا بس مش انا العريس مصطفى زميلك هو اللي كان العريس.


***


• قبل عدة أيام.


بعد انتهاء فرح صفيه أخذها عيسي هي و والدتها و دلف المكتب وبعد قليل دلف مصطفى إليها مبتسماً ليسمع صوت صراخ صفيه قائله ببكاء وصدمة:

- يا لهوووي يا لهوووي يعني اني كل ديه مفكره نفسي اتجوزت چلال اتاريني على ذمه واحد ثاني؟ يا مصيبتك السوداء يا صفيه اااه بجى اكده بتضحكوا عليا و تفهموني ان الفرح واللمه دي كلاتها فرحي علي چلال ,وفي الاخر اتچوزت واحد غير چلال . 


عيسي بصرامة:

- اجفلي خشمك خالص بدل ما حد يسمعك انتي اللي عملتي اكده في نفسك لما مشيتي في طريج كله حرام و رايحه تعملي عمل وسحر لچلال عشان يحبك بالغصب .


توقفت صفيه عن البكاء ونظرت إلي امها وعيسي بخوف وارتباك وقالت بكذب :

- آآ انت بتجولي ايه اني مش فاهمه حاچه عمل وسحر ايه ؟


ابتسمت أمها بسخرية هاتفه بحده:

- مالوش لازمه الكذب يا صفيه اني كومان عرفت كل حاچه ,صاحبتك ورده اعترفت لنا على كل حاچه حتى كومان جالت ان العمل شربته مرات چلال بدل منه عشان اكده جربت منه هي بجي ديه اخرتها يا بنت بطني تغضبي ربنا وتمشي وراء اعمال وسحر 


اتسعت عيني صفيه بعدم تصديق و ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة لتقول أمها :

- عيسى جالي وجالي على اللي عملتيه من كسوفي من عملتك حطيت راسي في الارض وما عرفتش ارد عليه و هو كثر خيره جالي اني عندي الحل نخليها تتلم في بيتها وتتجوز وفي واحد متجدم ليها وشاريها وجالي خليكي متاكده يا خالتي إني رغم اللي عملته صفيه بس مش هارميها إلا إذا كنت متاكد ان الشخص ديه زين ليها وهيصونها 


قالت صفيه وسط شهقاتها ببكاء حاره:

- حرام عليكم كنتم عاقبتوني ولا حبستوني في الدار ولا عملتوا اي حاچه فيا غير أنكم تجوزوني واحد مش بحبه بتعملوا فيا ليه اكده اذا كان على العمل اللي عملته لچلال والله اني ندمت جوي و بعدت عن الطريج ديه خالص من زمان . 

عيسى بجمود : 

- احنا مارمانكيش إني سالت علي العريس زين الاول ديه واحد زين ومتعلم وعيصونك خليكي انتي بس جدعه وحافظي عليه ,لو ندمت فعلا يا صفيه إبدأ من چديد معاه واياكي يا صفيه يچي يشتكي منك ولا تعملي حاچه ثاني 


هزت رأسها برفض بشدة و بهستريه باكيه لا تعد تعرف ماذا تفعل من الصدمة . 


- مش لما الاول تاخدوا راي اللي انتم لبستوه ليها و يوافق اصلا على المهزله دي..!!!  


قالها مصطفى بحده حتي أنتبه إليه الجميع تفاجأ ودهشة وصدمة غير متوقعة لم يشعر به أحد أنه يقف ويسمع كل الحوار ليكمل بجدية: 

-انا لما جيت وسالتك يا استاذ عيسى هل صفيه موافقه على الجواز مني بالسرعه دي قلتلي اه موافقه وانا عدت سؤالي ثاني قلتلك اوعي تكون غصبتها انا باحبها آه وعايزها بس برضاها مش بالغصب انما تطلع متجوزاني بالغصب وكمان بتحب واحد ثاني ده تسميه ايه, انت كده بتخدعني أنا.


صمت عيسي بضيق ولم يجيب عليه لتقول والدتها بعد مده ليس طويله بتوتر :

- يا ابني ما حدش خدعك ولا حاچه اني لما عيسي جالي انك العريس فرحت جوي لاني كنت بتمناك لبنتي لما كنت بتيچي الدار عندي عشان تديني حجنه السكر لجيتك شهم وطيب وابن حلال 


- اه طيب عشان كده ضحكتوا عليا واستغفلتوني 


هتف بها ساخراً مصطفى بحزن داخله يحاول إخفاءه مؤقتا حتي يرحل من هنا ، اخفضت صفيه رأسها بضعف وهي تبكي علي حالها نظر لها مصطفى بألم وقال باشفاق: 

-ما تخافيش قوي كده يا آنسه صفيه ما فيش حاجه هتم بالغصب زي ما انتي فاكره وعماله تعيطي عشان مش عاوزاني 


رفعت عينيها تنظر إليه بذهول وحسره من بين شهقات بكائها لا تصدق ما قاله أيعقل ما قاله اكمل حديثه وهو يتأمل بألم وجهها الشاحب من شدة البكاء حتي يحفظ تفاصيل وجهها يعلم جيد يمكن أن لا يراها مره أخري قائلاً بجدية: 

-انا مفروض دلوقتي اطلقك بس انا برده مش عاوز اظلمك معايا عشان سمعتك الناس هتقول ايه لما تتطلقي يوم فرحك مش هينفع طبعا بس ما تقلقيش شهرين بالكثير وهبعتلك ورقه طلاقك اكننا النهارده كنا بنكتب الكتاب وانتي هتفضلي في بيت والدتك معززه مكرمه لحد بعد شهرين اكون طلقتك ونبقي نقول وما حصلش نصيب أو أي حاجه عن اذنكم 


ثم غادر الغرفة بخطوات غاضبه وحزينه وهو يلعن الحظ الذى أوقعه في ذلك الموقف الصعب . 


•نهاية الفلاش باك


تنهد عيسي قائلاً بغضب من صفيه وهو يقص علي الجميع ما حدث يوم الفرح :

- بس هو ديه اللي حصل وبعد اكده مصطفى مشي ما هو ما فيش راچل عيجبل علي نفسه بعد اللي سمعه من الزفته صفيه ويخليها على ذمته كفايه اصلا أنه طلع معانا شهم وما رضيش يطلجها يوم الفرح وكانت عتبجى فضيحه بصحيح 


نظروا الجميع إلي بعض بدهشة واستنكار كانوا متوقعين كل ذلك الوقت ان جلال تزوج من صفيه قالت فرحه متسائلة باهتمام: 

-يعني طلع كل ديه مش چلال إللي اتجوز صفيه بس هو جالي أن عيتجوزها وجالي الحديد ديه لمرات عمي كومان


هز عيسي رأسه بهدوء وقال:

- هو فعلا چلال جالي برده الحديد ديه بس كانت لحظه تسرع وغضب من مراته بس بعد اكده لما عرف اللي فيها وانها كانت بتعمل سحر واعمال وكانت هتاذي مراته رچع في الحديد وصرف نظر عن الموضوع خالص ولما اخذت رايه في الموضوع جالي جوزها إللي انت رايده إني ما بجتش طايجها خالص 


جزت علي أسنانها عديله بحده قائله بتوعيد: -بجا بنت الـ** كانت بتعمل اسحار واعمال لأبني چلال افرض كان چرى لي حاچه تيجي منك إنتي يا صفيه ديه إني كنت بعتبرك كيف بنتي واكثر . نهايتك على يدي يا صفيه . 

***


كأن صلاح يجلس بداخل غرفه كئيبه وصغيره أعلي فراش غير قادر على الحركه حبيس بها بأمر من أبنه ماهر حتي أصبح وجهه شاحب اللون من قلة الطعام و كثرة الادويه التي يعطيها إليه ماهر ولا يعرف مصدرها لكنها ادويه زهايمر حتي يرفع إبنه ضده قضيه ويكسبها لصالحه ويكون المتحكم لكل أموال أبيه لم يتخيل أو يصدق صلاح ما يفعله به إبنه الآن أصبح يعامله بجفاء وقسوه شديدة . 


فاق من أفكاره علي صوت فتح باب الغرفه و دلف ماهر ناظر إليه بسخرية هاتفاً:

- انت لسه صاحي ما نمتش 

اجاب صلاح بتعب شديد :

- سماح فين وديت سماح مراتي فين 

ماهر بقسوة شديدة:

- وديتها عند اهلها مش ناجص جرف وبلاوي واعمل حسابك كمان يومين هجيب المأذون هنا عشان تطلقها انا مش ناقص تيجي تطالبني بفلوس بعد ما تموت ولا تطلع حامل وتجيبلي عيل يشاركني في فلوسك ساعتها هقتله واقتلها 


نظر له بحزن شديدة وقال بصعوبة: 

-يا ابني حرام عليك اللي بتعمله فيا ديه اني كنت عملت لك ايه بس 

انفجر ضاحك بسخرية هاتفاً ببرود: 

- حرام يااه الكلمه دي عمرها ما اتقالت جبل سابج في الدار ولا ربتنا عليها اصلا ما عملتش حاجه بس اكيد هتعمل جدام وانا مش ناجص حد يجي يدمر لي كل اللي انا خطتله واعمل حسابك هتفضل هنا و مش هتخرج من الاوضه مش عاوز وجع دماغ زي كل يوم وتقعد تنادي عشان اطلعك انا بيجيلي ضيوف ومش ناقص فضائح 


- ضيوف مين ؟

هتف بها صلاح بإستغراب وقال ماهر بجمود: -الرجل اللي كنت بتشتري منه المخدرات رحت واتفقت معاه وبقيت باخذ و اشتري وابيع زيك واحسن منك كمان 


اتسعت عيني بذهول قائلاً:

- من ميتى وانت بتشتغل في الشغل ديه ما إني ياما كنت بتحايل عليك زمان وانت كنت بترفض 


لمعت عينيه بشر خطيرة متمتما:

- الوضع اتغير عشان عاوز دلوقت ابقى اقوي واكبر بسرعه عاوز انتقم من كل واحد خذ حاجه بتاعتي مني ولا داسلي على طرف واولهم عيسى ودياب عشان اعرف ارجع فرحه ليا زي زمان


ثم ضحك بشراسة وهو يتذكر اتهام دياب لعيسي معتقد أنه هو من وضع له المخدرات:

- وخلاص قربت من كده أوي خليتهم يقعوا في بعض اكثر لحد ما يخلصوا على بعض 


أخفض رأسه صلاح بندم شديد وانكسار هو من زرع بداخل أبنه ذلك الشر والآن هو من يحصده.. فأنها البداية .


***

ابتسمت نادين بسعاده حين سألت فرحه عن اخبارها هي و زين وأجابت بحب:

- لو قلت لك سعيده كلمه قليله علي إللي انا حاسه بايه دلوقت انا مش مصدقه لحد دلوقتي اللي احنا وصلنا له، زين بقى شخص ثاني بقي على طول جنبي ومعايا ومش بيسيبني ولا لحظه واحده طب مش هتصدقي لو قولتلك ان ساعات بيروح الشركه معايا كمان


بادلتها الابتسامه فرحه قائله بسعاده:

- طب الحمد لله ربنا يخليكم لبعض ويهنيكم 

قالت نادين بدعاء:

- يا رب يا فرحه انا مش متخيلة حياتي من غير زين نفسي يفضل معايا طول العمر 

فرحه بتردد:

- طب على اكده لسه بيفكر في اللي اسمها اسيل دي ؟ 


هزت رأسها برفض وقالت بفرحه : 

-بالعكس ده نسيها خالص ودي اكثر حاجه مفرحاني طالما نسيها بالسرعه دي يبقى محبهاش اصلا و كان متعلقه بيها وبس 

فرحه بجدية: 

-طب مش ناويه تجوليله اني خايفه بصراحه في يوم يعرف لوحده عيبجى شكلها وحش و عيزعل منك جوي


صمتت برهة قصيرة ونظرت إلى فرحه بقلق: -وهو هيعرف منين بس يا فرحه بالله عليكي ما تقلقنيش انا اما صدقت افرح واعيش مرتاحه شويه لو قولتله هبقي كده برجع افتح في القديم من تاني وهو نسيها لوحده افكره بيها ثاني ليه ؟ 


تنهدت فرحه قائله بعدم رضي: 

-خلاص براحتك بس اوعى يمسك تليفونك في مره وياخذ باله من حاچه اكده ولاه اكده ويعرف انك نفس البنت اللي كان بيتحدد معاها ؟


شهقت نادين بخضه وقالت وهي تنهض واقفه بخوف:

- ايوه صح انا ازاي نسيت انا لسه عامله الايميل ومعايا الرقم اللي كنت بكلمه منه علي اني اسيل؟ 


نظرت لها فرحه بضيق وهمست: 

-طب حاولي تخلصي منهم على طول دي اخر امل ممكن يخليه يعرف 


هزت رأسها بالإيجاب بقلق، وفتحت حقيبتها و اخذت هاتفها وأخرجت الخط و ألقته في سله القمامه سريعا بلهفة وخوف وهي تستمع الي صوت طرقات خفيفة على الباب واتنفضت فرحه بخضه أيضا ودلفت الخادمه "دلال" فتاه صغيره في سن التاسعة عشر تحمل اكواب القهوه جلست نادين جانب فرحه تتنهد براحه 


***

سحب جلال أسيف خلفه إلي المستشفي بالقاهرة رغم عنها حتي وقفت وصاحت بغضب شديد: 

-ممكن تسيب ايدي انت اصلا سابحني موديني على فين انا قلتلك مش عاوزه اروح معاك 

تنهد جلال مجيب بتردد وحذر:

- أسيف باباكي تعبان قوي ورافض ياخد العلاج غير لما يشوفك اعتبريه اخر طلب ما حدش عارف الاعمار بلاش تاخذي ذنبه


نظرت إليه متحدثه بسخرية مؤثره:

- يا سلام اعرف واحده زيه فضلت ساعه تصارع الموت و معاها بنتها لوحدهم وجوزها اللي حاولت تستنجد بيه كان قاعد في نفس الوقت بيتجوز وبيرقص وفرحان وهو ولا على باله هي وبنته 


هز رأسه بألم وقال بصوت هادئه:

- انا عارف انه صعب عليكي تنسى الماضي واللي حصل لوالدتك بس خليكي احسن منه حاولي تسمعي منه ممكن تكون اخر مره زي ما قلتلك وساعتها هتندمي انك ما سمعتهوش


صمت لحظه وهو يلمح من بعيد ثريا وهايدي يقفون أمام الغرفه في حالة بكاء شديد , نظرت أسيف مكان ما ينظر بصدمه أن يكن حدث شئ لوالدها أو رحل مثل والدتها 


تجمدت مكانها برعب ولم تتحرك ليذهب جلال متسائلا بقلق: 

-في حاجه حصلت ولا ايه ؟ 

هايدي ببكاء حاره:

- الدكتور بيقول بابي داخل في غيبوبه ومش عارفين هيفوق منها أمتي 


ابتلعت أسيف ريقها بصعوبة شديدة تحاول التماسك من تلك الغصه التي شعرت بها. 

***


في مكان مهجور بعيد عن العيون حيث يتم في بعض تهريب وتسليم المخدرات محيط برجال ضخمين كحمايه 


- الولد اللي اسمه ماهر ده شايف نفسه قوي علينا بيهددني ابن صلاح نسي نفسه ده أبوه كان حته شحات وانا اللي عملته حاجه 


- فعلا يا بوص ده مش عارف بيتعامل مع مين كويس ده بيقول لي لو ما ادتنيش كميات المخدرات اللي انا عاوزها هبلغ عنك البوليس 

- ما يعرفش انه كده بيلعب بالنار معانا واخرته هتكون وحشه 


- اللي تؤمر بي يا بوص ؟ 


- مش عاوزه كلام طبعا ..صفي . 

***


في المستشفى جلست أسيف بينهما بصمت لتقول ثريا ببكاء حاره:

- أحمد بيروح يا هايدي بالله عليكم طمنوني عليه أنه بقي كويس طب حد يقولي أنه قاعد بره مستنيني وانكم بتكذبوا عليا و أن كل ده حلم وان احمد مفهوش حاجه طيب ردى عليا انتى يا أسيف . بس هو زعلان منى شويه و مخاصمنى روحى كلميه يا أسيف عشان خاطري خليه يسامحنى طب سامحيني انتي يا اسيف ممكن ربنا بيعاقبنى ويرجعلي 


هايدي اخذتها داخل احضانها وربتت عليها وقالت بحزن عميق

- اهدى يا مامي مش عايزين تخدى مهدأ تانى تلات ايام وانتى ماشيه بالمهدأ ده مش عاوزه اخسركم الاثنين و تروحوا مني


قال جلال باشفاق:

- لا حولا ولا قوة الا بالله ممكن تهدوا و ان شاء الله هيبقى كويس اللي انتم بتعملوا ده مش هيفيد بحاجه


ثم نظر إلى أسيف التي تجلس جامدة صامته بإستغراب وقال بهمس:

- اسيف بلاش تكتمي وجعاك وزعلك جوه قلبك، اكيد صعبان عليكي و زعلانه عليه زيهم؟ 


أسيف بجمود:

- ما تتكلمش بالنيابه عني انا ولا زعلانه ولا فارق معايا اصلا 


قال جلال محاولا استفزازها:

- مش مصدقك بصراحه ده والدك برضه . 

وبالفعل نجح في آثاره غضبها قائله بحده:

- ان شاء الله عنك ما صدقت اعمل لك ايه يعني عشان تصدق اني مش فارق معايا وبعدين أزعل عليه باماره ايه كان بيسال عليا لما كنت بتعب ولا كان بيحس بيا ولا عمره عرف عني حاجه 


نظر لها بحزن علي حالها ومن قسوة قلبها لتنهض بحده قائله بضيق:

- انا هخرج بره اشم شويه هواء و لما يبقى يفوق يبقى حد يبعتلي 

***


كأن يجلس مصطفى بوجه حزين يفكر في صفيه وحاله معها كان يتمني أن تكون زوجته وبالفعل نجح في ذلك لكن اكتشف أنها تعشق غيره كم آلمه ذلك أفاق علي صوت والدته وقالت : 

-مش ناوي يا ابني تروح تشوف مراتك و تطل عليها 


مصطفى بصدمه:

- انتي بتقولي ايه يا ماما انتي عايزاني اروح ليها ثاني بعد اللي حصل منها 

هزت رأسها برفض وقالت بتوضيح: 

-مش قصدي كده بس هي لسه على ذمتك لحد دلوقت , ودي عيبه في حقنا حتي تروح تشوفها محتاجه حاجه ولا عاوزه حاجه كده 


مصطفى بجمود:

- ولا رايح ولا جاي انا مستني بفارغ الصبر الشهرين يعدوا عشان اطلقها واخلص اصلك ما شفتيش ولا سمعتي اللي انا سمعته منها دي طلعت انسانه وحشه قوي مش كفايه بتحب واحد متجوز لاء كمان بتعمل اعمال وسحر .


تابع حديثه قائلاً بسخرية مريره:

- شوفتي حظ ابنك يوم ما يحب يحب مين . 

تنهدت بيأس هاتفه بقله حيله:

- طب براحتك هو انت ليه ما رضيتش تعرف اسيف ان انت اتجوزت صفيه . 


مصطفى بعمق قائلاً:

- كفايه اللي هي فيه يا ماما انا مش عارف بالضبط اللي حصل ما بينهم ولا زعلانه قوي المره دي ليه من جلال بس ما رضيتش ازودها عليها عشان متاكد هتزعل على زعلي حتي كمان ما رضيتش أقولها أن جلال اتصل بيا يسأل عليها 

قالت أمه باشفاق: 

- البنت دي صعبانه عليا قوي يا مصطفى هي على طول كده في عذاب ما شافتش يوم عدل يا حبيبتي 


مصطفى بحزن:

- ايوه يا ماما ادعيلها هي محتاجه الدعوة أوي حالتها صعبه وشافت كثير . 

***


دلفت إلى الداخل وأغلقت الباب خلفها نظرت إلى هيئته وهو نائم تحت الاجهزه وتخرج منه بعض الاشياء الغريبه انهمرت دموعها عندما رأت جسد والدها وهو هزيل جدآ وهو نائم على الفراش دون حركه مغلق العينين جثه هامدة لا ترد ولا تستجيب اتجهت له ووضعت أمامه مقعد خشبى 


وجلست عليه نظرت له كثيراً صامته لا تعلم ماذا تقول له تنهدت بحزن وقالت : -لسه كلكم شايفني الجامدة إللي معندهاش قلب ولا بتحس بس لا طلعت تهمني وطلعت لسه جوايا حاجه ليك وصعبت عليا واتوجعت عليك , انا كذبت عليك لما قلت لك بكرهك لاني حاسه بنار جوايا و كأن حاجه بتسحب روحي وانا شايفك كده , نفس الاحساس اللي حسيته وماما بتروح مني مش عاوزاك تسيبني انت كمان انا بقيت اكره الموت عشان بياخذ منى كل اللي بحبهم بياخذ كل اللي عزاز علي قلبي انا تعبت من اللي بيروحوا وسابوني لوحدي نفسي الموت مره يختارني انا مش انتم .. قوم يا بابا قوم ما تسبنيش عشان خاطري بلاش اخسرك انت كمان 


أخفضت أسيف رأسها ببطئ علي الفراش تبكي بشدة و أخذ انتحابها يزداد لا تريد أن ترحل ويتركها هو الآخر حتي شعرت بيده تمرر بحنان فوق رأسها في محاولة منه لتهدئتها وهو يهمس لها مهدئة:

- معلش يا حبيبتي ان شاء الله هيفوق 

رفعت عينيها تنظر إليه بغضب شديد : 

-انت ايه اللي جابك ورايا جاي عشان تشوفني وأنا بعيط ومقهورة ارتحت كده هتتشفي مني انتو عاوزين مني ايه مش عاوزين تسيبوني في حالي ليه 

استغرب هجومها بتلك الطريقه دون مبرر لكن 

فهم بأنها كأنت لا تريد أن تظهر ضعفها أمامه وقفت تمسح دموعها بعنف ثم رحلت للخارج 

تنهد جلال بضيق شديد وانب نفسه بأنه داخل خلفها كان يجب أن يترك لها المساحه ، حتي لاحظ يد أحمد تتحرك بصعوبة ابتسم بلهفة وذهب يخبر الجميع .

***


دلف عيسي السرايا بتعب شعرت فرحه بقلبها يخفق بقوه فور رؤيتها إرهاقه الذى التمع بعينيه ليتخللها الذنب عندما رأت الارهاق علي وجهه وتعبه لكنها نهرت نفسها بشده على شعورها هذا مذكرة ذاتها بحدة ما فعله، رمقها عيسي بحزن وذهب غرفته للاعلي 

قالت عديله بتوبيخ :

- خليكي أكده قاعدة يا هبله لحد ما واحده غيرك تليف على جوزك و تاخذه منك 


فرحه بسخرية:

- ايوه وانتي ساعتها عتفرحي عشان هيجيلك حفيد ثاني 


ضربتها بقوه علي كتفها بغضب وقالت :

- ما انتي طول ما منشفه دماغك اكده عيحصل ان شاء الله ما تجلجيش 

فرحه بألم:

- الله يا مرات عمي بتضربيني ليه ما بالراحه 


هتفت عديله بها بغيظ شديد:

- خليكي اكده انتي ..و شغالين كيف الجط والفار وراء بعض شويه هو يزعل وشويه انتي تزعلي لما مش عارفين اخرت اللي انتم فيه ديه ايه ؟ 


فرحه بحزن عميق: 

-العمل عمل ربنا 

***


لمعت عينيه احمد بفرحه كبيره وهو راقد علي الفراش وابنته أسيف تدلف ومعها جلال ليقول بسعاده: 

-أسيف حبيبتي كنتي فين وحشتيني تعالي في حضني يا قلبي


اشاحت وجهها بعيد عنه بصمت, اخفض احمد رأسه بحزن عميق حمحم جلال قائلاً بهدوء:

- طب انا بره متهيالي انتم الاثنين محتاجين تتكلموا مع بعض في كلام كثير لازم تقولوه لبعض عن اذنكم . 


خرج جلال ونظر احمد لها بحزن قائلاً بترجي: -مش عاوزه تيجي تحضني أبوكي يا اسيف ما وحشتكيش انا كنت هتجنن لما اختفيتي ومش لاقيينك خفت يجرا لكٍ حاجه بسببي 

همست أسيف بصوت بارد :

-مش ملاحظ الخوف والحضن ده جي متاخر أوي أنا كبرت علي الحاجات دي خلاص 


احمد بإستغراب: 

-في طفل بيكبر علي حضن ابوه و أمه . 


ابتسمت بسخرية هاتفه بجمود: 

-لا أنا قصدي يعني اتعودت و كبرت بعيد عن حضنك يعني دلوقت مبقتش محتاجه لك


زفر احمد باحباط قائلاً يتعب:

- بتوجعني بكلامك ليه يا اسيف كفايه اللي انا فيه يا بنتي انا عارف ان انا غلطت في حقك كثير ومعترف بكده بس عشان خاطري متزودهاش عليا لسه مش عاوزه تقربي و تحضنيني 

أقتربت اسيف بخطوات بطيئة وجلست أعلي كرسي جانب الفراش بينما كانت ترمقه بنظرات باردة كالصعيق :

- ممكن تقول عاوز ايه عشان أنا جايه مش براضية وغصبا عني 


نظر لها بألم وقال أحمد بنبرة رجاء شديد: 

-عاوزك تسامحيني انا معترف بغلطي اهو قدامك


ابتسم باستهزاء وقالت بمرارة:

- ياااه ياريت المشكله فعلا انك معترف بغلطك لاء المشكله اكبر من كده بكثير المشكله انك كنت بعيد و وجودك زي عدمه في حياتي مش كده وبس غير كنت بتجرحني طول الوقت و شايف ان اللي بتعمله ده صح غير اللي عملته في ماما 


تمتم بصوت مرتجف ضعيف:

-عارفه يا أسيف زمان وأنا شاب صغير , كان عندي 21 سنه اتعرفت على ثريا بالصدفه في الجامعه وحبيتها و اتعلقت بيها جدآ، كنت شاب عادي حب ونفسه يتجوز اللي بيحبها من حقي مش كده؟؟ ولما عرضت على والدي الموضوع رفض جدا وقالي لا انا عاوزك تتجوز بنت واحد صاحبي وصاني عليها قبل ما يموت ولازم تتجوزها، رفضت طبعا وحاولت اعمل المستحيل عشان يرضى يخلينا اتجوز ثريا بس للاسف غصبني على حياه والدتك واتجوزتها 


تذكر أحمد افعاله مع حياه بحزن وقال بندم قاتل: -بقيت بعاملها وحش أوي وجاي عليها طول الوقت عشان كنت شايف ان هي السبب في فراقي بيني وبين حبيبتي الغضب عماني ما كنتش شايف بعمل ايه ولا انها ما لهاش ذنب في اي حاجه وكنت لسه مستمر بقابل ثريا وهي كانت بتضغط عليا وتانبني ان انا السبب عشان سبتها وما تمسكتش بيها اكثر غير العرسان اللي كانوا بيتقدموا ليها وكل مره بتحاول تطفشهم بحجه شكل وكانت جابت اخرها وقالتلي ان انا هوافق على أي عريس منهم لو مش عاوز تتصرف فما لقيتش حل قدامي غير اتجوزها وأحط اهلي قدام الامر الواقع 


تأملها عدة لحظات والحزن يغرق وجهه قائلاً: -بس اتفاجئت بموت والدتك والمرض اللي كان عندها وكانت مخبيه عليا , انا عمري ما كرهتها زي ما انتي فاكره وهي فاكره والله العظيم لو كانت قالتلي انها عيانه كنت هقف جنبها لحد ما تخف


هتفت أسيف بحدة:

- انت بتحكيلي كل ده دلوقتي ليه؟عاوز تلاقي لنفسك مبرر للي انت كنت بتعمله في ماما وفيا.


هز رأسه برفض قائلاً بندم شديد:

- لا خالص انا قلت لك أنا غلطان ومش بلاقي لنفسي اعذار ولا مبرر بس باحكيلك ظروفي ساعتها كانت ايه؟ أسيف انتي كمان كنتي بعيد عني لما كنت بحاول اقرب كنتي بتبعديني وتفضلي تجيبي لي سيره موت والدتك ان انا السبب وبتحسسيني بالذنب من كلامك و ده كان بيموتني ويتعبني يا اسيف وممكن ده كان سبب من الاسباب اللى كان مخليني بعيد عنك 


وقد اسود وجهها من شدة الغضب قائله بحده: 

-انا برده اللي كنت بمنعك تقرب منى هو انت هتجيبها فيا انا دلوقتي ؟


تنهد أحمد بتعب ويأس:

- مش ممكن إنتي اللي متخيله وفاكرة أن أنا بعيد عنك؟ 

- يا سلام طب تمام 


أجابت اسيف ببرود وهي ترمقه بنظرات جامده متسائلة:

- هو انا ليه لما نجحت في المدرسة وانا في ٣ ثانوي ماجيتش حضنتني ليه؟ 


عقد حاجبيه بدهشة وتعجب وهتف بحيره:

- انا يمكن محضنتكش صحيح بس كنت فرحان ليكي و إنتي عارفه ده كويس.


صاحت أسيف بغضب مكتوم:

- لا انت كنت فرحان بنجاح هايدي بنتك أكتر مني حتي عملتها حفله مهتميتش حتي تعرف مجموعي كان كام ؟ ولا في اي سنة ؟


احمد بتبربر:

- حفله نجاح هايدي كانت أمها إللي عملتها مش أنا واتفاجئت ذيك أمها وكانت عاوزه تفرح بابنتها ومش هقدر أمانعها ساعتها وبعدين مين قالك اني مهتمش مين قالك اني معرفتش مجموعك كان كام عشان أنا سألت وعرفت من المدرسة قبل منك كمان .


شعرت بالدموع الحارقة تتصاعد بعينيها حاولت الضغط علي شفتيها بقوة ، ترفرف برموشها المبتلة في محاولة منها لكبت دموعها قائله: 

-طب فاكر عيد ميلادي ؟ 

احمد بتأكد:

- اكيد طبعًا 

- كام ؟


صمت لحظه وهو يفكر ليقول بارتباك:

- في شهر ٩،أسيف انتي بنتي الكبيره أول فرحه ليا إنتي متعرفش انا قد ايه بخاف عليكي و بقلق عليكي كل اللي بعمله ده عشان بحبك 


أخفضت رأسها بألم وقد هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها اخذت ترفرف عينيها بقوه في محاولة منها لابعاد تلك الدموع التي تحرق عينيها قبل ان تنسكب علي وجهها وتفضح امرها اخذت تتنفس ببطئ محاولة السيطرة علي ذاتها لتنجح في نهايه الامر برفع رأسها والنظر في عينيه بوجه متجمد خالي من المشاعر وهي تجيب ببرود:

- انا عيد ميلاد مش في شهر ٩ يا بابا طب ليه محضنتنيش لما نجحت ؟ طب ليه معنديش ولا ذكرى ليك و انت بتحضني؟ ليه معنديش ولا ذكرى فرح وسعاده و أوقات جميله لينا مع بعض


هز رأسه برفض قائلاً سريعا:

- أنا مفيش حد بحبه قدك انا أي حاجه بعملها عشانك انتي نجاحي و تعبي و شغلي ، اوعى تفتكري ان انا بنساكي او مبعرفش ايه الي بيفرحك


انفجرت أسيف في البكاء وهي تشعر بألم حاد يمزق قلبها قائله باستهزاء :

- انت بتتكلم كلام دبلوماسي زي ما بتتكلم في برنامج تحكي في عن انجازاتك ونجاحك ازاي، انا مش مذيعة في برنامج بتسالك ،انا ولا مره صدقتك و انت بتتكلم عن حبك ليا . 

-يا بنتي اللي انا بعملهولك ده مش شوية كل نجاح كل تعب كل ده ليك انتي واختك في الآخر جايز معرفتش أعبر عن حبي ليكي غير بالكلام بس حقيقي بحبك ومش بكرهك ممكن تكون مشغوليات الشغل خلتني بعيد عنك .


صاحت بهستريه تخرج بها كل الألام التي تعرضت اليها منذ سنوات طويلة قائله بدموع: 

-مكنتش عايزه فلوس ولا كلمه بحبك ماكنتش محتاجة منك غير انك تسمعني لما اقولك عاوزة اتكلم معاك ، احيانا كل اللي ببقى محتاجاه اني اتكلم و تسمعني بإهتمام زي ما الغريب بيعمل معايا انما هي دي المشكلة اننا دايما بنتوقع اننا هنتعامل زي ما بنعامل و ما بيحصلش فبنتخذل .


شعر أحمد بالدماء تنسحب من جسده فور سماعه كلماتها تلك كم مؤلمة تلك اللحظة والمواجهة لكن قد تكون لابد منها حتي يرتاح قلبه وقبلها 


قالت بصوت اجش من كثر البكاء و قوة المشاعر التي عصفت بها بألم :

- انت بتديني اللي انت فاكر ان انا محتاجاه بس مش هو ده اللي انا عايزه ،انت عمرك ما هتفهمني 


تطلع فيها وهو يشعر بان الضغط الذي قبض علي صدره يهدد بسحق قلبه قائلاً:

- طب حاولي تفهميني الصح وأنتي عاوزه إيه جربي وأنا والله العظيم هحاول 


هزت أسيف رأسها بهدوء وهي لاتزال تتصنع البرود وتجفف دموعها:

- مش لازم أقول المفروض تكون عارف بنتك محتاجة ايه وبتحس بايه؟ 


تمتم احمد وهو يشعر بالذنب يتغلغه من الداخل: 

-معاكي حق بس اظن الوضع اللي إحنا في ده ممكن يستحق تحاولي تديني فرصه وتخليني اقرب منك 


صمتت أسيف ناظرة إليه بتردد وهي تشعر بكامل جسدها الغض يشتعل وكأن هناك حمم من النيران تسري داخل عروقها من دموع والدها و نبره الألم الذي تراها لأول مرة،اخذت أنفاسها تتعالي بقوة محاولة التحكم في مشاعرها التي تعصف بها . 


***

تركت نادين فرحه وذهبت إلى زين حتي تراه فمنذ أن جاءت إلي هنأ ذهبت تجلس تتحدث معها دلفت الجناح الخاص بيهما قائله:

- زين . 


لتري الغرفه خاليه من وجوده لتعقد حاجبيها بحيرة لكنها لم تستمر طويلا حين امسكت يد بذراعها من الخلف تلفها حول نفسها بسرعة لتصطدم بذلك الواقف خلفها تسمع تساؤله الرقيق الهامس:

- زين!. فى واحدة تنادي علي جوزها باسمه . 


عقدت حاجبيها متسائلة بإستغراب مبتسمه:

- امال بعد كده اناديك بي ايه هو انت مش اسمك زين برده 


ليحتضنها زين بحنان جذبها اكثر اليه حتى كادت ان تلتصق بصدره العريض ليقول بنفس همسه مبتسما برقة:

- قولي لي حبيبي روحي قلبي عقلي كده 

نظرت إليه مبتسمه تتنهد من تلك السعاده التي أصبحت فيها ثم تنحنحت تحاول اجلاء صوتها وهى فى نفس الوقت تحاول تحرير ذراعها من يده حتى تبتعد عنه قائلة بارتباك:

- مممم ده انت شكلك فايق ورايق اوعى كده 


ليقول قائلا مبتسما بحنان:

- وما بقاش فايق ورايق ليه مش انتي معايا 

اتسعت عيني نادين قائله بصعوبة تهز بالنفى بصوت مهزوز:

- زين واحده واحده عليا حرام عليك انا حاسه هيجرى لي حاجه من كلامك ده قلبي هيقف في مره 


قاطعها زين هاتفا باسمها بنبرة تحذرية لكنها تحمل من الرقة ما جعل قلبها يرفرف بين اضلاعها حين سمعتها منه بتلك الطريقة:

- بعد الشر عليكي ما تقوليش كده ثاني 


ليكمل بمرح و اقترب بوجهه منها مشيرا إليها ويسألها بخبث :

- وبعدين و انا اللي كنت بفكر في ولاد تاني وانتي مش قادره من كلمتين آمال هتحملي وتولدي تاني ازاي 


ظلت صامتة عدة لحظات بعدم استوعب قالت بصوت متوتر ومتقطع: 

-آآ انـ آآ أنت بتقول ايه ؟ 

- في ايه بس مالك اهدي وجمعي الكلام 

ضحك زين عليها ثم امسك بيدها يتجه بها ناحية الأريكة يجلس ويجلسها بجواره وعينيه تمر فوق ملامحها الخجولة المتوردة بشدة قائلا:

- انا بتكلم جد 

نادين حاجبيها بتفكير وقد ازدادت فضول:

- بتتكلم جد ازاي انت مدرك كلامك بجد يا زين عاوز طفل ثاني مني 


تعلقت عينيها به ليأسر ليل عينيه امواج عينيها بشدة جعلتها تشعر كما لو كانت تطفو بروحها بسعادة وخفة زفر زين يحررها من اسر عينيه حين اخفض وجهه يهمس بتعجب :

-ايوه فين المشكله مش انتي مراتي 

ابتسمت نادين بسعادة لم تستطع اخفائها ليبادلها هو الاخر الابتسامة بحنان ليظل على هذا الحال


لحظات حتى تنحنح زين محاولا الحديث بجدية قائلاً: 

-افهم من ابتسامتك دي موافقه يكون عندنا طفل ثاني


- طبعا وانا هرفض ليه 

لتشتعل عينيها وهي تكمل بهمس بنعومة:

-وخصوصا لو طفل قمر نفس شكلك 

جذبها اكثر اليه حتى كادت ان تلتصق بصدره العريض يقول بنفس همسها مبتسما برقة:

- لا انا عاوزه شبهك انتي عشان يبقى معايا قمرين انتي وهو . 


اخفضت رأسها في خجل منه ومن طريقة حديثه المغازل رغم أنه زوجها لكن لم تعتاد أو تسمع منه غزل بشكل هذا أو صريح لكنه اسرع يرفع وجهها اليه قائلا:

- طب مش يلا بقى 


عقدت حاجبيها بعدم فهم:

- يلا ايه 


غمز بطرف عينه بخبث هاتفاً:

- يلا نجيب اخ لوتين ولا غيرتي رايك 

- زين اتلم اخواتك تحت و مامتك وكمـ. 

وقبل ان تغلق جفنيها بخجل كان هو يقاطعها بشفتيه بقبلة طويله حانيه متعمدا فقط اسكاتها ولكنها خطفتها من افكارها وخطفها بها لتعجز عن وصف هذا. 


ابتعد عنها ليكافئها بابتسامه جانبيه تعشقها وهو يمرر ابهاميه علي وجنتيها فيردف قائلا بمكر:

- يا حبيبتي ما ده احسن وقت و وهم مشغولين كده ومش دارين بينا تعالي بس 

***


خرجت أسيف من غرفه والدها لتقابل في وجهها جلال كان ينتظرها أمام الغرفه قائلاً مبتسم: 

-باباكي بقى عامل ايه بقي احسن دلوقت 

هزت رأسها بالايجاب بصمت لترحل ليقف أمامها قائلاً:

- على فين ؟ 


- مكان ما جيت عندك مانع .

أجابت اسيف بهدوء ليقول جلال متسائلا بفضول:

- هو إنتي كنتي فين اصلا كل المده دي كلها ؟ انا دورت عليكي كثير ما لقتكيش . 


قالت اسيف بلا مبالاة:

- كنت قاعده عند مصطفى . 

أحمر وجه من الغضب الشديد قائلاً بغيره:

- نعم مصطفى ثاني يعني انتي كنتي طول المده دي كلها قاعده معاه في بيته لوحدكم . 


اجابته أسيف بصوت منخفض متعب:

- لا كانت والدته قاعده معانا وبعدين في ايه ؟ 

جز علي أسنانه بحده وقال بانفعال:

- لا كمان بتسالي في ايه طب هنتكلم بعدين في الموضوع ده و دلوقتي اتفضلي معايا مش هتروحي في اي حته و رجلي على رجلك انا ما عنديش استعداد تختفي ثاني وما اعرفش ليكي طريق 


أينتظر منها حقًا ان تعود الى ذلك العذاب؟ هو لا يعرف ما تشعر به لا يفقه شيئًا مما يدور في عقلها وكم تخشى ان ينقلب السحر على الساحر وتقع هي بفخ العشق المرهق ذلك ولا تعرف تعيش بدونه:

- هو انت عندك أمل ان انا بعد كل اللي حصل هامن ليك ثاني و اثق فيك وارجع معاك بأي وش تطلب مني الطلب ده . 


قال جلال بصرامة:

- بوش أن انا أبو ابنك او بنتك اللي جايين . 

همست أسيف بصدمه و هى فاغرة الفم:

- عرفت منين ان انا حامل .


تنهد جلال مجيب بجدية:

- من الرساله اللي سبتهالي علي تلفوني يا اسيف انتي نسيتي. 


هزت رأسها بالايجاب بتذكر قائله بحسره: -ايوه صح نسيت بعتهالك قبل ما اعرف حقيقتك انا كنت مخدوعه فيك قد ايه؟ وكنت عايشه مع مين كان عندي امل فيك . 


هتف جلال بصخب:

- هنرجع لنفس الكلام ثاني. يا اسيف بطلي كل غلطه تمسكهالي ومش بتسامحي ولا تعدي حاجه لو هتعيشي في الحياه كده يبقى مش هتعرفي تعيشي ولا ترتاحي .


هزت أسيف رأسها بالنفى قائله بنبرة ميؤوس  منها وضعف : 

- هو أنتم ليه كلكم واخذين فكره ان انا فرحانه قوي بـ اللي انا فيه ونفسي أفضل كده تعبانه ومش مرتاحه من الماضي انا مش هقدر اعدى كل حاجة على حساب نفسى طبعا ولا هقدر اسامح اما احس ان حد بيجى عليا لمجرد إني خايفه لأكون بأذى زى اى حد


قال جلال بحزم:

- نفسي تفهمي ان كل حاجة فاتت خلصت وانتهت بصي قدام ولازم تاخدي خطوة جديدة . 


اغرقت عينيها بالدموع بائسه قائله بصوت ضعيف: 

-تعرف دايماً لما اتنين يسيبوا بعض كل واحد فيهم بيبقي عايز التاني يحس انه تعبان من غيره، او فحال اوحش، عشان يعرف يعدي و يقوم، هكدب عليك لو قلتلك محستش بكده بس بما اني مركزه مع تجربتي المره دي أوي عشان فعلاً عايزه اتعلم و اقوي بجد ، قعدت احلل وافكر الاحساس ده بكل تفاصيله لحد ما وصلت ان لو فعلاً الواحد في يوم حب ازاي ممكن يتمني لحد حاجة زي دي، ايه الأنانية دي؟ حتي لو اتأذيت ليه اوصل اني اتمني ان الشخص التاني يتعب عشان يحس بقيمتي ده احساس مؤذي و ده مش طبعي، فانابت نفسي و لومتها و قلت لنفسي ان لو ده اختبار من ربنا يبقي لازم الواحد يكون قده مش كلام و خلاص و تكون النهايات اخلاق فعلا مش كلام . 


بدأت شفتى اسيف بالارتجاف وهى تغمغم بصوت ضعيف: 

-ايوه انا فكرت اؤذيك زي ما اذيتني يا جلال بس اكتشفت كده بضيع وقت ثاني في حاجه مش مستاهله واللي حصل حصل خلاص مش هيرجع حاجه عشان كده طالبه منك حاجه اخيره نسيب بعض بهدوء من غير مشاكل عشان انا مش ما فينيش نفس اكمل واعافر من ثاني .


شعر جلال بالبرودة تتسلل بجسده فور حديثها قائلاً بغضب مكتوم:

- انا هعتبر نفسي ما سمعتش حاجه من كلامك ده كله وانك لسه مصدومه فيا وده حقك انا هسيبك تفكري بس هرجعلك ثاني بس حاولي وانتي بتفكري كمان تفكري ان في طفل جاي ما لوش ذنب يعيش بين اب وام منفصلين عن بعض بسبب اسباب مش مستاهله وممكن تتحل بيادينا . 


همست أسيف بمرارة:

- بالعكس عشان في طفل جاي لازم احسبها كده عشان و مايعيش نفس اللي انا عشته يا جلال . 


هز رأسه بيأس وإحباط قائلاً بضيق: 

-هو انتي ليه محسساني طول الوقت ان انا وحش وظالم قوي كده .


اجابته بصوت مرتجف ضعيف:

- يمكن عشان فقدت الثقه خلاص في كل اللي حواليا وجوايا شعور وحش اوي نفسي اتخلص منه بس مش عارفه ولا قادره 


***

جلس جلال بارهاق بمنزله في الصعيد شاعراً بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا عندما رأها تبكى وضعيفة بهذا الشكل فهو يكره رؤيتها تتألم خاصة اذا كان هو من تسبب فى المها هذا عالماً بانه قد كان قاسياً معها خلال الايام الماضية تمتم بصوت بضيق :

- ضعيفه ويائسه ومحبطه ومعندهاش صبر حتي تحاول تتغير للاحسن أو تدي لنفسها فرصه تجرب . 


اجاب عيسي بجدية: 

-ما تنساش الحاله اللي هي فيها واللي عرفته عنك وهي فاكرة دلوج انك كنت بتستغلها ومش بتحبها وبعدين بصراحه احسن انها ما رجعتش على طول كانت عتفضل محتاره و ممكن تسيبك بعد ما تتعلج بأمل ثاني لكن سيبها تاخد وجتها احسن عشان تفكر صوح وما ترجعش في جرارها مش روحتها بيت ابوها ؟


           الفصل السادس والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close