أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل الثاني عشر 12بقلم رانبا البحراوي

      

رواية عهد الأخوة

الفصل الثاني عشر 12

بقلم رانبا البحراوي



شعرت فرحة بذعر شديد على اخيها ونسيت كل مايزعجها منه لمجرد انها شعرت انه بخطر تسارعت نبضات قلبها ولم تستطيع التفكير جيدا ولكنها هدأت قليلا وعلمت ان الرجل الذي رد عليها مسعف بسيارة الاسعاف واخبرها باسم المستشفى التي سينقل إليها

عمر.


توجهت إلى المستشفى على الفور وعلمت ان عمر بقسم الطوارئ، توجهت للطوارئ وهناك رأت اخيها

يجلس ويتألم بشدة لا تعرف مالذي اصابه ولكنه بخير


حين رأته واعي وعيناه مفتوحتان نظرت إليه وبكت بشدة فاشار اليها كي تقترب منه وضمها بيد واحدة

وبكا كلاهما.


عمر :لا تبكي انا بخير.

فرحة :ولكنك تتألم كثيرا، مالذي يؤلمك؟

عمر :تؤلمني لهفتك علي الآن اكثر من اصابتي، رغم ماحدث مازلتي تخافين علي.


فرحة :ماذا تقول أنت اخي مهما حدث بيننا، اخبرني ماذا حدث لك؟


عمر :كنت اعبر الشارع واصطدم بي سائق دراجة بخارية، تؤلمني قدمي جدا يبدو أن لدي كسر بها 

وايضا رأسي ينزف والآن سأذهب لعمل اشعة على الرجل والرأس لمعرفة مدى الاصابة.


فرحة :لا تقلق ستكون بخير.

عمر :اختفى قلقي منذ أن رأيتك.


فرحة :هل تريد أن اتصل بزوجتك لأخبرها؟

عمر :لا لا زوجتي مريضة جدا وتمكث عند اخيها لا اريد ازعاجها أخشى ان يصيبها مكروه من خوفها علي.


فرحة :سأبقى معك لا تقلق.


اخذت الممرضة عمر لغرفة الاشعة ومن خلف فرحة سيدة اخبرتها ان ملابسها تلوثت بالدم اثر عناق اخيها. 


لم تهتهم فرحة لمظهرها من شدة قلقها على اخيها بعد فترة من الوقت اخبرها الطبيب أن رأسه بخير سيحتاج لغرز قليلة بالراس ولديه كسر بالقدم سيقوم بعمل جبس لقدمه.


التقطت فرحة انفاسها وهدأت بسماع ذلك وحمدت الله كثيرا حتى خرج اخيها، اثرت فرحة على عدم تركه واخذته إلى منزله بسيارة أجرة.


وصلوا إلى منزل عمر بوقت متاخر من الليل ولذلك لم يراهم احد وعندما اصرت فرحة على اخذه إلى باب الشقة لم يستطع الرفض.


صعدت فرحة وقامت بمساعدته على تبديل ملابسه

لان الطبيب قام بتمزيق بنطاله من اسفل من اجل الجبس وقميصه ملطخ بالدم.


بعد أن بدلت ملابسه اخبرها عمر أن ملابسها ايضا ملوثة بالدم وطلب منها تبديلها.


فرحة :لا سابدلها حين اعود لمنزلي.

عمر :لا لن اسمح لكِ بالذهاب الآن بمثل هذا الوقت المتأخر ابقي هنا هذه الليلة.


بقيت فرحة معه ومن الجيد انها بقيت فظل عمر يتألم طوال الليل وظلت فرحة بحانبه طوال الليل.


في صباح اليوم التالي

ذهب عاملا من فيلا حمزة لشراء بعض الاغراض واخبره حارس عقار مجاور بما حدث مع عمر الذي كان يخرج من فيلتهم بالأمس.


عاد العامل دون أن يشتري شيئا واخبر حمزة بما سمعه، سمعت كلام العامل وظلت تصرخ وامسكت بهاتفها تحاول الاتصال بعمر ولكنها لم تستطع الوصول إليه لأن هاتفه مغلق، لم ينتبه عمر لشحن هاتفه بسبب الألم.


اتصلت بحارس العقار الخاص بمنزلها  وسألته عن عمر.


الحارس :إنه بالمنزل اتصل علي منذ قليل وارسلني لشراء الكثير من الادوية له.


فزعت علا بسماع ذلك وطلبت من حمزة ان يأخذها إلى منزلها كي تطمئن على عمر.


أخذها حمزة على الفور وطلبت علا من اخيها ان يدخلون بهدوء حتى لا يزعجوه اذا كان نائما.


فتح حمزة الباب بهدوء وقبل ان تدخل علا تفاجئ حمزة بفرحة تخرج من غرفة النوم ترتدي ملابس علا.


صدم حمزة وحاول ان يمنع اخته من رؤية ذلك الا ان علا دفعته ودخلت.


علا بعصبية شديدة :ماذا تفعلين بمنزلي مرتدية ملابسي.


حمزة يشعر بصدمة شديدة ولايستطع التفكير في أي شئ ولكنه يحتقرها بنظراته وكل مايشغله في هذه اللحظة حالة اخته الصحية.


وقفت فرحة مصدومة بشدة وعندما فتحت فمها لكي تتحدث صرخ بها حمزة ان تصمت ولا تصدر صوتا واحدا ودخل يبحث عن عمر، كان عمر قد اخذ الكثير من المسكنات صباحا والتي تسبب النوم والنعاس كلما ايقظه نام مرة أخرى.


في لحظة سقطت علا مغشية عليها وعندما اقتربت منها فرحة دفعها حمزة بعيدا فقالت أنا اخته

لم يصدقها حمزة وحمل اخته وذهب بها إلى الطبيب.


حاولت فرحة ايقاظ عمر ولكنه لم يستيقظ اثر المسكن المنوم.


ظلت فرحة تبكي وتتذكر وجه علا الشاحب وصدمتها

فور رؤية فرحة بالمنزل.


بعد عدة ساعات استيقظ عمر واخبرته فرحة بما حدث.


عمر :هذا بسببي ليتني اخبرتها بالحقيقة.

فرحة :انا اخبرت حمزة ولكنه لم يصدقني وهي لم تسمع فقدت الوعي ولم تسمعني وانا اقول انني اختك.


بالمستشفى

اخبر الطبيب حمزة أن حالتها خطيرة ولابد بأن يقوم الطبيب بولادة مبكرة.


وافق حمزة دون أن يفكر او يسال عن حالة الجنين.


حاول عمر الاتصال كثيرا بحمزة ولكن حمزة لم يرد عليه.


ساعدت فرحة عمر في تبديل ملابسه وسندته كي تأخذه إلى المستشفى.


بمجرد وصول عمر صرخ به حمزة وحاول طرده من المستشفى.


حاول عمر تهدئة حمزة كي يخبره ان فرحة اخته ولكن بهذه الاثناء خرج الطبيب واسرع اليه كلاهما على الفور.


ظل الطبيب صامتا لايعلم كيف يخبر كلاهما بأن علا فارقت الحياة أثناء الولادة.


حمزة :ماذا حدث هل مات الجنين؟

الطبيب :فعلنا كل مابوسعنا لانقاذها ولكن سبقنا القدر إليها، فقدنا الأم البقاء لله.


بكى حمزة وسقط عمر الذي كان يقف على قدم واحدة.


اسرعت اليه فرحة وكانت تبكي بشدة لبكائه.

التفت حمزة واحكم قبضته لكي يلكم عمر بوجهه فوقفت فرحة حاجز بينهما ونظرت إليه وقالت :اخي اقسم لك انه أخي  لم يخطئ.


لكم حمزة الحائط بقوة بدلا من عمر وقال بغضب ولماذا لم يخبرنا انه اخاك ماتت اختي بقهرتها وهي تظن انه يخونها. 


عمر مازال تحت تاثير الصدمة يشعر بأنه  بحلم سئ سيستيقظ ليجد زوجته بجانبه تخفف عنه الحزن. 


ظلت فرحة تنظر لكلاهما دون ان تجد كلمات تهدئ

من روعتهم وأحزانهم ودموعها تتساقط يقتلها الحزن على اخيها وتشفق على حمزة وحالته التي ساءت بسماع الخبر لم يهتم لشيئا يبكي كطفل صغير. 


أنهت المستشفى الإجراءات وحان وقت خروج الجثمان من المستشفى، لحقت ممرضة بالثلاثة 

توقفهم وتخبرهم انهم نسيوا الطفلة. 


عمر :اي طفلة؟ 

الممرضة :طفلتك التي ولدت اليوم بالحضانة تحتاج لرعاية خاصة بسبب الولادة المبكرة الن تلقي نظرة عليها قبل أن تغادر المستشفى؟ 


رفض عمر رؤية الطفلة ولكن فرحة طلبت من الممرضة اخذها إلى الطفلة. 


وقفت فرحة تنظر للطفلة من خلف الزجاج وانهارت بالبكاء برؤية هذه الطفلة الصغيرة التي ستعي على دنيا ليست بها أمها. 


اتصلت فرحة بعمر طلبت منه أن يأتي لرؤية الصغيرة يكفي انهاحرمت من امها فرفض المجيئ. 


ذهبت فرحة واسندت اخاها وأخذته إلى السيارة كي يذهب خلف الجنازة.


لم ينتظرهم حمزة فقامت فرحة باخذ اخيها إلى السيارة التي تحمل الجثمان. 


بالسيارة بكى عمر كثيرا وظل يردد ماتت وهي تظن انني خونتها ماذا افعل. 


مد عمر يداه بعد انتهاء الدفن لحمزة كي يعزيه ولكن رفض حمزة تلقي العزاء منه ولم ينظر نحوه من الأساس. 


أخذت فرحة اخيها إلى المنزل فقد حان وقت الدواء 

ولكن رفض عمر تناول الطعام والدواء ايضا. 


بالمساء 

اصر عمر على فرحة ان تأخذه لمكان العزاء ليلا ووافقت فرحة رغم انه كان بحالة سيئة جدا والم قدمه اشتد عليه لأنه دعس عليها كثيرا طوال اليوم. 


ذهب عمر للعزاء وكان ممتلئ بشخصيات هامة ورجال اعمال والجميع جاء من اجل حمزة ام عمر فلم يأتي له غير بعض زملاء العمل وقليل من الجيران. 


بالنهاية اعادت فرحة عمر إلى منزله وطلب منها أن تبقى معه ولاتذهب لأي مكان. 


في اليوم التالي 

استيقظت فرحة مبكرا وذهبت إلى المستشفى 

لكي تطمئن على الطفلة، ظلت تراقبها كثيرا من خلف الزجاج. 


بينما تغادر فرحة المستشفى رأت حمزة بمكتب الحسابات اقتربت منه وسألته هل جئت لرؤية الطفلة. 


حمزة :لا لم اراها ولا أريد رؤيتها. 

فرحة :لماذا؟ 

حمزة :لاني كلما رايتها سأتذكر انها سبب فراقي عن اختي ولذلك لن اراها ابدا. 


فرحة :ألم تفكر انها الذكرى الوحيدة التي بقيت من اختك ألم تستحق ان تعتني بها من اجل اختك. 


حمزة :سأهتم بها دفعت لها نفقات الحضانه واخبرتهم ان يتصلوا بي اذا احتاجت شيئا. 


فرحة :ولكن هذا ليس الاهتمام الذي اقصده. 

حمزة بغضب :اذهبي واهتمي بها انتِ واخيكِ واتمنى الا ارى اي منكما بعد هذا اليوم. 


حزنت فرحة كثيرا على الطفلة ولاتعلم ماذا تفعل اخبرت الطبيب انها ستأتي كل يوم لرؤيتها  


ذهبت فرحة إلى الكافيه لاخذ اجازة ووجدت ايمن غاضب جدا لانه لم يستطع التواصل معها منذ الأمس. 


حكت فرحة لايمن عن اخيها وعن خلافهم سويا ولكنها لم تخبره عن سبب خلافهم. 


لم يقتنع ايمن بكلامها فكيف لشقيق ان يخاصم اخته طيلة هذه الفترة ولماذا لم تخبره اي تفاصيل عن اخوها. 


حصلت فرحة على اجازة من العمل وذهبت إلى السوق واشترت بعض الخضروات لكي تطهو لاخيها حساء خضروات. 


ذهبت مسرعة الي اخيها اوقفها حارس العقار وسالها 

من تكون فاخبرته انها شقيقة عمر فلم يصدق وصعد معها إلى الأعلى لكي يتأكد من صحة كلامها. 


اهتمت فرحة بأخيها هذه الفترة كثيرا رغم انها تعلم جيدا انه لايوجد شئ تستطيع فعله كي تخفف عنه. 


ذات يوم دخلت لتيقظه كي يتناول طعامه ودوائه فطلب منها ان تجلس. 


عمر :اشعر أن ماحدث لي بسبب مافعلته معك، اساءت علا الظن بي مثلما اسأت الظن بكِ ولذلك لن اسامح نفسي ولو حتى سامحتيني. 


فرحة :لا استطيع الغضب منك ولو اردت احيانا كان يزعجني عدم تصديقك لي ولكن لم يحدث وشعرت بالغضب نحوك، هكذا تكون الأخوة. 


في اليوم التالي 

استيقظت فرحة مبكرا وذهبت إلى المستشفى وعندما وقفت خلف الزجاج لترى الطفلة لم تجدها. 


            الفصل الثالث عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close