أخر الاخبار

رواية الوشم الحرب الداميه الفصل التاسع 9 بقلم سارة مجدي

     

 رواية الوشم الحرب الداميه 

الفصل التاسع 9

بقلم سارة مجدي




ظلت أوار تنظر إليها بخوف و جسدها يرتعش خوفاً ... و لكن صرخه أخرى منها جعلتها تقترب سريعاً و تمددها جيدا و تحضر شرشف ثقيل و تضعه فوقها ثم أمسكت هاتفها و أتصلت بسياره الإسعاف و بعدها أتصلت على فاروق و سريعاً توجهت لتبدل ملابسها و تحضر الصغيره دواني و أيضاً حقيبه رهف التى تم تحضيرها من أجل تلك اللحظه ... حضرت سياره الإسعاف قبل حضور فاروق ... و بالفعل تم نقل رهف إلى المستشفى و للأسف أخبر الطبيب أوار أن الحاله ليست مستقره ... و الأمور للأسف سيئه جداً
كانت أوار تضم الصغيره إلى صدرها و الدموع تسيل فوق وجنتها من عينيها السليمه و هى تجلس أرضا تنظر إلى ذلك الباب  التى دخلت منه رهف و هى تهمس
-من أجل تلك الكائنات الصغيره كم نتألم ... و نتعذب
صمتت لثوانى ثم قالت بحصره
-و كم أتمنى أن أجرب ذلك الألم ولو لمره واحده  
فى تلك اللحظه حضر فاروق راكضا و القلق يرتسم فوق وجهه و نظر إلى أوار التى نظرت إليه بدموعها ليجلس على الكرسى المقابل لها بقلق و خوف ... مرت الدقائق و التوتر يزداد و بدء فاروق فى هز قدميه بقلق ... يقف ثم يعود و يجلس من جديد ... و ظلت أوار على جلستها تضم الصغيره و جسدها يرتعش من البكاء المكتوم حتى خرجت الطبيبه و هى تقول بابتسامة متوتره
-الطفلة  بخير و سوف تحضرها الممرضه الأن ... لكن
-ولكن ماذا ؟ كيف حال رهف ؟ هل هى بخير ؟
قالها فاروق بقلق ... لتقول الطبيبه بتوتر
-لقد فقدت الكثير من الدماء و حالتها الصحيه ليست بخير لذلك تم نقلها إلى غرفه العنايه الفائقه .
ظل فاروق صامت ينظر إلى الطبيبه و كأنه ينتظر أن تقول شيء آخر أو أن تكذب ما قالته الأن لكنها ظلت صامته لتقول أوار من مكانها
-هل تقصدين أنها فى خطر و من الممكن أن نفقدها ؟
نظر إليها فاروق سريعاً و بغضب مكتوم قال
-رهف لن تبتعد عنى ... لن تتركنى و ترحل
-أعتقد أنها ستكون بخير لكنها بحاجه إلى عنايه خاصه و مراقبه طوال الوقت ... و نتمنى أن لا يطول الأمر
قالت الطبيبه ذلك و غادرت دون كلمه أخرى ليعود فاروق يجلس على الكرسى من جديد و لكنه الأن يشعر بالخوف ... خاصه حين خرجت الممرضه من غرفه الولاده و بين يديها طفلته الصغيره و حين حملها انحدرت تلك الدمعه التى كانت حبيسه عينيه طوال تلك المده
**********************
عاد إلى غرفته من جديد و هى خلفه كما هى منذ أصبحت ملك له ... تسير خلفه تقف حين يقف و كأنها مقيده به بقيد غير مرئى جلس على تلك الأريكه الكبيره الموجوده فى غرفته و ظلت هى واقفه أمامه صامته تنظر أرضا قال بصوت منخفض
-اجلسي
لتجلس على ركبتيها أمامه اندهش من تصرفها ... كما صدمته و اندهاشه من كل تصرف تقوم به ... ظل ينظر إليها بتأمل فتاه غايه فى الجمال عيونها ساحره ... ولون بشرتها مع تحديد شفتيها بلون مميز و أيضاً خصلات شعرها المنسدله بشكل مموج حتى بعد نهايه ظهرها بمسافه كبيره يكاد يصل الي ركبتيها
-ما أسمك ؟
-أرجوان سيدي
أجابته فوراً ... ليفكر فى أسمها الذى يناسبها بشده .. خاصه معناه .. قال من جديد
أريد أن أفهم كل شئ ؟
قالت من جديد
  -سيدى أرجوا منك الرحمه فأنا لا ذنب لى فى كل ما حدث أنا مجرد دميه بين يد والدى و كنت أقوم بكل هذا رغم عنى و الأن أنا بين يديك لا أعلم من أكون و ما هو دورى و لكننى أصبحت مِلك لك و مصيرى بين يديك
-قولتِ هذا الكلام سابقاً .. و لا أريد سماعه من جديد .. أريد أن أفهم كل شئ
أخفضت رأسها أرضا بعد أن ظلت تتأمله لعده ثوان ... وسامه مفرطه و عيون زرقاء و كأن بها أمواج عاتيه تتلاطم ثم قالت بعد عدة دقائق
-منذ ثلاث سنوات استيقظت فى بيت صغير لا أذكر أى شئ ... وجدت نفسى مقيده بقيود حديديه ...  ورجل و إمرأه شكل جسدهم و ملامحهم تختلف تماما عن شكل جسدى و ملامحى يخبراني أنى ابنتهم .. و كنت دائمة الهرب منهم ولذلك هم يقيدون يدى و قدمى و حين سألت عن أسمى أخبروني بأن أسمى نيمار ... و مرت أيام و أنا أصدق أننى ابنتهم ولكن ما كان يحدث و ما كانوا يجبرونى على فعله من أشياء سيئه و طوال الوقت مقيده بتلك الأسوار الحديديه المقاومه للنار حتى لا أستطيع الهرب
صمتت لثوان  تحاول إلتقاط أنفاسها و كأن ذلك الحديث يفتح جروح داخل روحها لا تريد تذكرها أو الحديث عنها لكنها مجبره على ذلك فلابد من أن تطيع سيدها الجديد ... و كان هو يتأمل كل نظره و حركه .. يحاول أن يقرأ ما خلف تلك الكلمات و تبين صدق حديثها
رفعت رأسها من جديد و أكملت قائله
-إلى أن جاء ذلك اليوم و تم بيعى لشخص غريب و كان المطلوب منى فى ذلك الوقت هو مساعدته فى إشعال الحرائق ... بعد ذلك أكتشفت أن تلك الحرائق تحدث كنوع من التمويه حتى يستطيع شخص آخر القيام بكل جرائم القتل التى حدثت و حين رفضت القيام بتلك الحرائق تم تقيدِ فى تلك الغرفه الصغيره ... ليس لها باب أو نافذه و ليس مسموح لى بالطعام و لا بالشراب إلا إذا قومت بما يريد ... حتى ذلك اليوم
-اي يوم ؟
نظرت إلى عينيه التى تجزبها كفراشه صغيره فى إتجاه الضوء
-يوم حضورك إلى القلعه ... ذلك اليوم حضر ذلك الرجل لى و قال (( إذا أردت الخروج من هنا إلى الأبد عليك أن تشعلى النار بالقلعه )) و لا أعلم لماذا شعرت أن تلك القلعه هى أول طريق حريتى و نجاتى مما أنا فيه لذلك أقنعته أننى مريضه و لا أستطيع تنفيذ أمره خلال هذه الأيام و أرسلت لك تلك الرساله
قال بشك
-و لما أرسلتى لى أنا بالتحديد ؟ و من أين تعرفيننى ؟
-لا أعرفك و لم أرسل الرساله لشخص بعينيه ... لقد أرسلتها لشخص قادر على رؤيتها لشخص يسكن داخل قلبه الخير و وهب حياته لإنقاذ الأرض و روحه نقيه خالصه شفافة
أجابته سريعاً و بأقرار .... ظل صامت ينظر إليها و عقله يفكر فى كل كلمه قالتها ... أعتدل فى جلسته و هو يقول
-هل تعلمين من يقوم بتلك الجرائم
أومئت بنعم ... ثم أقتربت منه قليلاً و قالت
-أعلم من هم ... و أعلم أيضاً ماذا يريدون
-من هم ؟ و ماذا يريدون ؟
سألها بأهتمام لتظهر معالم الخوف على وجهها ... و أخفضت رأسها قبل أن تتحدث قائله
*******************
يقف فى شرفة غرفته التى تجاور غرفتها يفكر فى كل ما حدث معهم اليوم و كل ما حدث لأدولف
أخذ نفس عميق و عقله يفكر بها و بموقفها معهم و كيف كانت شجاعه و جسوره لم تتأخر و لو خطوه واحده و لم تختبىء خلف أحدهم  بل كانت مقدامه و قويه
و كأنها خرجت من أفكاره ليجدها  تنظر إليه  بابتسامه صغيره
- لم تنامى حتى الأن ؟
- ماذا ترى ؟ ام ما تقف أمامك هى روحى ؟
قالتها باستخفاف مرح ... ليقول هو بمرح مشابه
- وهل الأرواح بذلك الجمال ؟
صمتت و نظرت إلى الأمام بعد أن أخذت نفس عميق ثم قالت بعد دقيقه كامله من الصمت
- برأيك  ما حل كل تلك الألغاز ؟ ... و تلك الحاله التى أصبح بها أدولف هل لها علاج ؟
أخذ نفس عميق هو الأخر و قال بعد عدة ثوان من الصمت
- لأول مره أشعر بعدم الفهم .. و أرى الصوره مشوشه و غير واضحه أشعر بالخوف من الخطوه القادمه و أيضاً أرى الرؤيه ضبابيه و يحيط بها الشك من كل شىء و من كل الأتجاهات
نظرت إليه ماذى بقلق ليكمل باز كلماته
- فى كل الأحوال جميعنا سنظل يد واحده و درع قوى لحماية الأرض تحت قياده أدولف
أومئت بنعم و هى تنظر إلى الأمام بتفكير ... هى قد أتخذت قرارها  وستنفذه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
- لما كل هذا الصمت ؟ أجيبى على سؤالى
اخفضت رأسها أرضا ثم نظرت إليه و قالت
-  القتل يتم من أجل تجميع جثه لأقامه طقوس الشيطان ..... و حرق القلعه كان بسبب رغبتهم فى الوصول ....... لصاحبة الوشم
- رهف
قالها أدولف بقلق و خوف و قلبه تتسارع دقاته برعب حقيقى و هو يفكر
(( ألن ينتهى خوفى عليكِ يوماً ))

—————————
أرجوان / نوع من أنواع الشجر ذات الورود شديده الحمره
نيمار / أسم أجنبى مشتق من النمر و يوحى بالشجاعه و القوه و هو من الأسماء المميزه و يطلق عاداً على الذكور


                 الفصل العاشر من هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close