أخر الاخبار

رواية قلبها الملائكي الفصل الاول1والثاني2بقلم فاطمة البنه

رواية قلبها الملائكي الفصل الاول1والثاني2بقلم فاطمة البنه


يكاد قلبها يخرج من جوفه لشدة خفقاته ، و معدتها تألمها لشدة الخوف، حتى أعتذرت بذلك شهيتها عن تناول غدائها،فلم يتبقى سوى خمس دقائق و تعلن نتائج المتخرجين من المرحله الثانويه على الموقع كل دقيقه تمضي يزداد بها التوتر دعت من الله و أهل البيت عليهم السلام أن يتحقق الذي في بالها، فتحت الموقع ويداها ترتعش خوفا، لترى بذلك الصدمه التي زادت من خفقان قلبها..

عبير موسى 99.7 لقد تصدر أسمها على قائمة الأوائل لخريجي المرحله الثانويه، أذرفت عيونها دموع الفرح سجدت لله شكرا، و ذهبت مسرعه إلى والديها ضمت والدتها على صدرها و قالت: لم أكن أهل لأتصدر قائمة الأوائل و لكن أعلم أن دعاء الأم الطاهر قادر على بلوغ المعجزات ثم رمت بنفسها على والدها المقعد قبلت يداه و رأسه، هل أنت فخور بي يا أبي هل رفعت رأسك؟ أعدك دائما يا أبي ان تضل فخور بي و أرفع رأسك و أرسم طريق النجاح دوما بفضل دعائكما المبارك ..

بكي والدها فرحا و الغصه تملأ قلبه الحاني، مسح على رأسها حتى لو لم تكوني الأولى سأظل مرفوع الرأس لكوني أب لفتاة طاهرة القلب مثلك، سامحيني يا أبنتي فأنت تستحقين أفضل هديه، و لكنك تعلمين أعاقتي و حالتنا الماديه و لو لا معاش التقاعد لما تمكنت من أعالتكم، سامحيني يا أبنتي لأني لم أستطع أن أئمن لكم العيشه الكريمة التي تطحمون بها كم أنا مقصر بحقكم..

شعرت عبير أن كلام والدها كالسيف الحاد الذي يقطع أحشاء قلبها ، مسحت دموعه بأيديها التي لم ترحمها عوامل الزمن ، كفاك أبي أرجوك لا تقول مثل هذا الكلام مره اخرى كفاني أني ترعرعت على يد والدين ربياني أحسن تربيه و علماني حب أهل البيت عليهم السلام بفصلكم قد أصبح لدي قلب عاري من شوائب الكذب، و النفاق، و الكره و غيرها من شوائب الذنوب التي يغفل عنها الكثير و هذا بحد ذاته يشبعني فخرا و كرامه أن أكون أبنه لكما على أن أكون في عائله تشبعني من كرامات الحياه وتنسى أن تطعمني من كرامة الذات

مسكت بيدها أمها و هي تقول شكرا لله على وجود أبنه مثلك فعلا أنك ذخرا لي و لأباك ، و ها قد حققتي حلمك بجهدك و مثابرتك، أسأل الله أن يعطيك كل ما تمنين بجاه النبي و آله عليهم السلام و يمليء طريقك بنور الايمان و الصواب و الفلاح بكل خطوه تخطينها يا أبنتي و أن يرزقك الله الشهاده التي تتمنينها و المنصب الذي تطمحين إليه.. و بإبتسامه على ثغرها تطبع قبله على رأس أمها : أسال الله أن يديم لي تلك الدعوات يا أغلى أم بالدنيا و يدميك لي يارب و أما بالنسبه للمنصب فلا أطمح لأي منصب يا أمي أدعي لي فقط بأن أنال الوظيفه التي طالما حلمت بها..

و بعد نص ساعه من الحديث يرن جرس المنزل، أنها أبنة جارهم و صديقتها المقربه علياء فهم أصدقاء منذ الصغر و خصوصا أنهم بمثل السن و كل واحده منهم تحمل مثل التفكير، ذهب أركان شقيق عبير ليرى من الذي يقرع باب المنزل..!!

أنها علياء التي من أن يراها أركان حتى تتغير ألوانه و يبدأ بالحديث المتأتأ و غير المفهوم بمجرد رؤيتها فهو معجب جدا بأخلاقها العاليه و حيائها و عفتها..

علياء: السلام عليكم

اركان: و عليكم السلام

علياء: هل عبير هنا

أركان: نعم بالتأكيد هيا تفضلي



ذهب أركان لينادي على عبير : أختي تعالي فقد جائت لرؤيتك علياء ما أن سمعت عبير أسم علياء على ثغر أركان حتى أبتسمت فنظراته المبعثره الممزوجه بالخجل دائما ما تفضح أعجابه بها قل لها أن تتفضل فما من أحد غريب هنا...!!

أن عائلة عبير قد أعتادوا على علياء فهي غالبا ما تأتي لزيارتهم و يعتبرونها كأبنتهم عبير، دخلت علياء القت التحيه، السلام عليكم عمي كيف حالك ؟

والد عبير: بخير يا أبنتي و أنت كيف حالك، كيف حال والديك؟

علياء: بخير و الحمدالله أمراني أن أبلغكم سلامهم، و ذهبت إلى والدة عبير سلمت عليها و قبلتها على رأسها كيف حالك يا خالتي؟

والدة عبير: بخير الحمدالله عزيزتي، ما بال هذه الغيبه، لما لم تأتي لزيارتنا طوال هذا الوقت وتقول لها بمزاح: يبدو أن علياء زعلانه منا..!

فتجيبها علياء بإبتسامه يملؤها الخجل: لا يا خالتي فتعلمين في الآونه الأخيره كنا مشغولين في الدراسه في فترة الأمتحانات و هذا آخر فصل و يتطلب منا جهدا أكثر 

والدة عبير: الله يجزيكم بمقدور تعبكم أن شاءالله

علياء: اللهم آمين .. اليوم لقد أرتحنا بعد أن أجتزنا نصف الطريق .. لم أستطع أن أتمالك نفسي حين رأيت أسم عبير يتصدر أسماء الأوائل فحملت نفسي فورا و أتيت لأهنئها .

والدة عبير: حبيتي أعلم أنك لاتقصرين معها فأنتي دائما معها في السراء و الضراء،و ما هو معدلك يا أبنتي؟

علياء: 96.5 

والدة عبير: و هذا ليس ببعيد عنكم يا أبنتاي أسال الله دوام التوفيق لكم في حياتكم العلميه و العمليه..

عبير: ما هذا يا رفيقتي الأ تريني أمامك ألا تودين أن تلقي التحيه علي فأنا ما زلت أنتظر 

ذهبت علياء و ضمت عبير على صدرها بقوه وهي تبكي دموع الفرح لأن حلم أعز صديقه لها سوف يتحقق

عبير: هيا أمسحي دموعك يا عزيزتي ألم يكن أتفاقنا أن لا نذرف الدموع..!

علياء:و لكنها دموع الفرح يا عبير

أمسكت عبير بأيدي علياء: من بعد أذنكم يا والداي سوف أتوجه إلى غرفتي و ذهبا إلى الغرفه ليكملا أحاديثهم التي لا تنتهي


الفصل الثاني 


دخلوا عبير و علياء الغرفه 

عبير: إذا سوف تدرسين الهندسه المعماريه و سيتحقق حلمك بإذن الله ، كم أنا فرحه لك حبيبتي،علياء و بنبره يلملؤها الفرح : نعم و أنا أيضا فرحه جدا لك،أسأل الله أن تحصلين على البعثه التي طالما حلمتي بها و تكملين دراستك في الخارج..

عبير: نعم ففرحتي لا توصف أكاد أطير من الفرح

علياء: فعلا أنك تستحقينها و بجداره.. رغم كل التعب و ظروف العمل التي تمرين بها ،دائما تعودين إلى المدرسه تتناولين غذائك تأخذين نصف ساعه من الراحه ثم تذهبين إلى العمل ولا تأتين إلا في الساعه الحاديه عشر ليلا و تواصلين دروسك إلى ساعه متأخره من الليل، قليل من هو قادر على الموازنه بين الدراسه و ظروف العمل هذه و بالأخص أنك في المرحله المدرسيه، و بنبره حزن :أرحمي حالك يا رفيقتي فلا داعي لمواصلة العمل الآن أنظري إلى جسدك الهزيل، و حتى وجهك شاحب لقلة النوم و التعب، يؤلمني رؤيتك على هذه الحاله..!!!

علياء هي الوحيده التي تبوح لها عبير بما يعتلي قلبها لأنها كتومه جدا وتكابر على أن لا يرى أحد الحزن في عينيها، تأخذ نفس عميق..

عزيزتي علياء: تعلمين أن والدي مقعد لا يقدر على العمل و معاش التقاعد بالكاد يكفيي مؤونتنا إلى نهاية الشهر و أحيانا لا و أمي يكاد ظهرها ينكسر من عمل الكروشيه وبيعها على حسب طلبات الزبائن أعلم أنها تشعر بالوجع من ألم ظهرها لكن لا تظهر لنا ذلك تريد أن تساعد والدي بأي طريقه و لتأمن حاجيات اخوتي " حوراء و نوراء" المدرسيه و غيرها و أنت تعلمين أن حاجات التوأم تصبح مضاعفه، هما بالمرحله الثانويه الأولى و كل واحده منهما تطمح أن تكون دكتوره ،أما نوراء فتريد أن تكون دكتورة عظام و مفاصل ودائما ما تقول أنها أختارت هذا التخصص لحبها للطب و لمساعده والدي في أجراء عملية في رجله لمساعدته على الوقوف مجددا على رجليه،و حوراء طموحها أن تكون دكتورة أطفال فهي تحب الأطفال جدا كلما أرى بريق أحلامهم الذي يكتسي عيناهما البريئتين أحس أن تحقيق حلمهما جزء من مسؤليتي، أما أخي أحمد فهو أيضا لا يقصر في مساعدة والدي جزاه الله خير الجزاء و لكن الأن قد أتاه مولوده البكر و تعرفين أن الأطفال حديثي الولاده يحتاجون إلى مصاريف و أحتياجاات أكثر منا نحن لذلك يرفض والدي أن يقتضي مثل المبلغ الذي كان يقتضيه ويقنع بالقليل و ما أن وصلت إلى أركان حتى رمقة عين علياء و هي تبتسم فعلياء تبادله نفس الشعور فأركان أيضا شاب محترم وخلوق جدا 

.

أما أركان فتعرفين أنتي القضيه ،صحيح أنه يعمل و قد طلب من والدتي أن تطلب من والدتك بأن تحجزك له لتكوني من نصيبه قبل أن يسرقك أحد منه وكلاهما فرحا بذلك الأمر لتصاهر عائلتنا عائلتكم و ها هو الآن يجمع المهر من معاشه لكي يتقدم لطلب يدك بشكل رسمي من والدك 

أحمر وجه علياء خجلا و طأطات رأسها على الأرض و لم تنطق شفتاها بأي كلمه أكتفت فقط بإبتسامه عابره، لم تتمالك عبير نفسها فأخذت تضحك بصوت عالي ما بال الجميل قد أحمرة وجنتيه خجلا،، مهلا مهلا فأنا لست بأركان الذي يقفك أمامك يا رفيقه، أخذت علياء المخده لترميها على عبير و أخذا يرميان المخدات على بعضهم وضحكاتهم تملأ أرجاء تلك الغرفه الصغيره،تأخذ علياء نفس عميق بعدما تعبت من كثرت الضحك و لكن لا زلت أشعر بالضيق على حالك عزيزتي، فأنا أعلم أنك مرهقه من العمل..!

عبير: تطمني فصاحبة المنزل طيبة القلب جدا وتستطيعي أن تقولي بأنا أصبحنا صديقتين تقريبا صحيح أنها ثريه و لكنها متواضعه جدا على عكس زوجها فهو قاسي في المعامله قليلا..

رن هاتف علياء في نصف حديثهم

علياء: السلام عليكم

والدة علياء: و عليكم السلام يا أبنتي 

قد أتوا أخوك و أختك و هم يرغبان برؤيتك 

علياء: حاظر يا أمي سوف أتي في الحال

و بعد أن أنتهت من المكالمه، سامحيني يا رفييقتي و لكن علي الذهاب فأخي و أختي أتوا إلى المنزل يرغبان برؤيتي

يتبع 

                    الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close